إلام الرقاد بحضن الدهور

إلام الرّقاد بحضن الدّهور

​إلام الرّقاد بحضن الدّهور​ المؤلف إبراهيم المنذر


إلام الرّقاد بحضن الدّهور
فإنّ العظام تكاد تثور
وهذي السّماء تميد وأر
جاء أرض الشّآم تمور
أغثنا بروحك إن كان حيّاً
فإنّ قوانا تكاد تخور
صلاح أجبني أكانت بأي
يامك النّاس تحيا حياة الفتور
وهل كان حولك شعبٌ أمينٌ
يفدّيك بالرّوح عند العثور
وهل عاش أهل الإخاء بحبٍّ
فما من لئيمٍ ولا من غدور
صلاح بحقّك أين الصّلاح
وقد عمّت الأرض هذي الشّرور
يثير الحروب رجال الدماء
ويجري وراءهم ذو الغرور
وفي أرضنا تزأر النّائبات
وتهدر جيّاشةً كالبحور
فمن أجنبيٍّ يبزّ النّقود
ومن وطنيٍّ علينا يجور
ومن غانياتٍ كشفن الصّدور
وألقين أبناءنا في الفجور
شكلن الزّهور ولا من شذا
لأن النّتانة تحت الزّهور
صلاح وقد حلّ ما حلّ فينا
ونحن على ما تروم العصور
شقاقٌ وجبنٌ وذلّة نفسٍ
وشدّة حقدٍ وفرط نفور
بربّك قل لي صريحاً أتش
عر أنت بما في الشآم يدور
أيدرك أهل المقابر أحوال
هذي الحياة وسير الأمور
لعمري لا يشعرون بأمرٍ
ولا يأنسون بغير الصّخور
إذا لم يكن في البرايا شعور
أنلقى بأهل القبور شعور
لقد قمت أصلح شأن البلاد
فلم ألق غير الكنود الكفور
وأدركت أنّ الشّعوب بأخلاقها
لا بحسن الطّلا والنحور
وما العلم كافٍ بغير صفات
تطيب وتعبق مثل البخور
فلا خير في اليد لا تستجيب
إذا ما دعاها لسان جهور
ولا خير في الرأس إن لم يفكّر
ولا في دم الجسم حتّى يفور
ولا خير في خفقان القلوب
إذا لم يشقّ حنايا الصّدور
أأحرار هذي البلاد اقتدوا
بكلّ همام أبيّ جسور
ورقّوا النّفوس بأعمالكم
ولا تبحثوا في حقير الأمور
ولا تنصروا غير كلّ كريم
يكون لنا منه نارٌ ونور
وجدّوا بصبرٍ لنيل الأماني
فما فاز بالنّجح غير الصبور
فتهتزّ بشراً عظام صلاح
ويشمل أهل القبور السرور
ويحيا الصّلاح وأهل الصّلاح
على الأرض بعد زوال الشرور