إلهة الشعر أوحي من معانيك

إلهة الشعر أوحي من معانيك

​إلهة الشعر أوحي من معانيك​ المؤلف إبراهيم المنذر


إلهة الشعر أوحي من معانيك
سحراً فأنظمه درّاً لهاويك
إلهة الشعر ما سحر البيان ولا
سحر المعاني كسحر فيك مسبوك
إلهة الشّعر إنّ الشّعر يسكرني
ويرفع النّفس منّي كي تساويك
الشّعر نور الهدى والحب والخلق
السّامي وقطر النّدى المسكوب في فيك
الحرّ يذكر ما تروين من دررٍ
والجاهل العابد الأطلال يسلوك
ما طاب لي من بني الدّنيا سواك
ولا يحلو لقلبي هوًى في غير ناديك
دخلته وفؤادي خافقٌ قلقٌ
من الجوى بين تأميلٍ وتشكيك
إذا بدا الفجر أو جنّ الظّلام على
عينيّ فالخاطر الوقّاد يروك
وإن ألم بصدري حادثٌ فإلى
مغناك ألجأ فلتسلم مغانيك
أنت الفريدة في الدّنيا بطلعتها
هيهات تلقين فيها من يساويك
إلهة الشّعر جودي من سماك على
صبٍ بأحداث هذا الدّهر منهوك
جارت على وطني الأيّام وانصرف
الأهلون عن منهجٍ للمجد مسلوك
عقارب الجهل دبّت في رؤوسهم
وطوّحت بعلاهم كالمماليك
ألنّاس في العالم الرّاقي تجدّ إلى
العلى ونحن جمودٌ دون تحريك
ألنّاس تسعى لجمع الرّأي في عملٍ
ونحن نسعى لتقسيمٍ وتفكيك
داء التّعصّب داءٌ لا دواء له
في موطنٍ بحبال الجهل محبوك
كم نار شؤمٍ به قد أضرمت ولكم
دمٍ بأيدي رجال الشّر مسفوك
وهكذا ارتفع الدّانون وانخفض
العالون لمّا بدا عصر الصّعاليك
وذو الزّعامة باع الرّبع واستلمت
منه الأجانب فيه صكّ تمليك
والحرّ أصبح منفيّاً ومضطهداً
وذو الخداع غدا يعتزّ كالدّيك
لا كان يومٌ تقسّمنا به مللاً
في شرّ عهدٍ الأتراك متروك
يا أرض لبنان يا مهد العلوم
ويا ربع المكارم هذا الشّعب يفديك
عرفت فيك كراماً لا يشقّ لهم
يوم النّضال غبار في معاليك
دومي على رفع شأن العلم واتّحدي
بالرّأي حتّى تفوقي من يباريك
وأيّدي القول بالأفعال واتّخذي
نور الهدى في دجى الحدثان يهديك
لا زلت منهل ورّاد المعارف
والأيّام تخدم بالإقبال أهليك
وليحي كلّ فتى حرٍّ يؤّيد من
يعلو به الخلق السّامي ليعليك