إلى الله اشكو ما تكن ترائبي

إلى الله اشكو ما تكن ترائبي

​إلى الله اشكو ما تكن ترائبي​ المؤلف أحمد فارس الشدياق


إلى الله اشكو ما تكن ترائبي
واسكب دمعا صيبا كالسحائب
ابيت وفي قلبي من البين حسرة
تثير غراما حاضرا اثر غائب
ولو كنت معذورا على ما اصابني
لها على اليوم بعض مصائبي
ولكنني القى الورى بين شامت
وآخر لماز وآخر عاتب
اما في الورى من عادل غير عاذل
اما فيهم من صاحب غير حاصب
واني اذا ما قمت اشكو معاتبا
شكاني غير شكو خصم معاقب
وما تنفع الشكوى لدى غير منصف
وما ينفع البرهان عند المشاغب
الم يأن للايام ان تستفيق من
اذاي وحرماني اعز ما ربي
وما ضر دهري لو كفاني ذي النوى
وآنسني يوما برؤية صاحب
سميري في وجه النهار يراعة
وليلى درس الصحف من كل كاذب
فيا لك من يوم كريه صباحه
ويا لك من ليل بطيء الكواكب
كأني في حلق الزمان شجا فلم
يزل لافظاً لي ارض من لم يبال بي
كاني على ظهر البسيطة حامل
لاعباء هذا الخلق فوق مناكبي
يلوع فوادي ما يلوح لناظري
من الظلم والعدوان من كل جانب
ووالله ما ادرى اسحر الم بي
ام الناس قد اوتوا حمات العقارب
ارى كل فرد هاترا عرض غيره
وكلا يلاقي قرنه بالمثالب
فيا ليت شعري ايهم هو صادق
واي ابن انثى لم يشب بشوائب
ومن ذا الذي قد برأ الله ذاته
من النقص حتى لم يشن بالمعايب
اذا كان اصل الناس من حمأ فما
عسى ان يرى في الفرع صفو المشارب
اذا كنت تبغى صاحبا دون زلة
اجئت الى زلات غير المصاحب
صبرت على مر الزمان وحلوه
وقد ادبتني منه ايدي النوائب
فالفيت سعي كله فيه ضائعا
سوى مدح اسماعيل رب المواهب
مليك علا شانا وعزا فلا ترى
له مشبها في فضله والمناقب
اذا ما تحرى خطة ينتضى لها
عزيمة جد نافذ في المضارب
هو البحر لمكن دره غير غابر
هو البدر لكن نوره غير غارب
ولو لم يكن بدرا لما سار صيته
وحلق اوج الشرق ثم المغارب
تمنت ملوك ان تراه ومذ رآت
محياه حابته حباء المناسب
فكان غريبا بينهم في سخائه
وفي حبه من اهلهم والاقارب
وعاد غىل مصر وقد عيل صبرها
لفرقته فاستبشرت بالرغائب
وكل اتاه داعيا ثم حامدا
كذلك كان الدأب داب الاجانب
ولا غرو فهو اليوم روح حياتها
تحسبها في الحسن طلعة كاعب
وتكبره والله ان لاح وحده
وفي حبأ كالبدر بين الكواكب
ولم ار فرقا بين شيئين مثلما
ارى بين انسانين عند التارب
يقارب اسماعيل في السن معشر
وليس له في مجده من مقارب
لئن كان لم يملك بلادا بعيدة
فاكباد اهليها له ملك غالب
وان كان لم ينطق بكل لغاتهم
فآلاؤه فيهم اجل مخاطب
اذا عرفوا الانسان بالنطق فابتدر
وقل نطق تحميد لتلك النقائب
ومن لم يطق حمدا له بلسانه
ففي لبه يرويه ضربة لازب
وان يك اسماعيل بالذبح قد فدى
فهذا يفدى بالنفوس النجائب
كلا السيدين استخلص العرب امة
وبوأها في العز اعلى المراتب
فها نحن في ظل العزيز اعزة
وها نحن من افضاله في مآدب
حرام على المدح الا له له
ومن هو فيه اليوم افصح كاتب
كاحمد وهبي ذي البلاغة والحجا
له كلم فيها غنى عن مراضب
سقاني راحا من قوافيه اسكرت
نهاي فبي من ذاك هزة شارب
تحريه مدحي في الوقائع منة
مضاعفة شكرى لها جد واجب
فهذان معروفان لست بواجد
نظيرهما من مدحه في الجوائب
باي لسان امدح اليوم مادحي
واين التغني من نواح النوادب
بديع البيان يوقع اللفظ موقعا
مصوغا على قدر المعاني الثواقب
فمن بدر معنى السابقات وكان في
بيان المعاني سابقا كل كاتب
يعز عليه ان يرى بين لفظه
ومعناه سبقا او لحاقا لعائب
له فكرة بالنجم نيطت فلم ينل
مداها امرؤ افكاره في الملاعب
فذاك الذي يصبو اليه اولوا النهى
وقد ضل من يصبو لعين وحاجب
ومقوله ذاك الفصيح وانه
متى اختلف القولان احدى العجائب
يطوع له في الحكم كل معاند
ويرضى به في الفصل كل مؤارب
تباهى به مصر السعيدة فهو في
سماء حماها زين كل المناصب
الا ليت شعري والاماني شهية
اتلمس من مصر ترابا ترائبي
تنعمت فيها بين شيخ مؤدب
وخل وفي كان اكرم آدب
فكان جزآي بعد ان بنت عنهم
عناء وضربا في جميع الجوانب
سلام عليها كلما شاقت الصبا
محبا وما حنت اليها ركائبي