إن ثنت عنكم الخطوب عناني

إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني

​إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني​ المؤلف صفي الدين الحلي


إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
ففؤادي لديكمُ وجناني
واشتياقي لربعكم لا بوجْدي
بغَوانٍ بهِ، ولا بأغاني
ما هَوينا مَغنى الدّيارِ، ولكنْ
بالمَعاني نَهيمُ لا بالمَغاني
مَن مُعينُ الصّبّ الكئيبِ على الشّو
قِ إذا باتَ للهمومِ يعاني
ومن المبلغُ الأحبةِ أنّي
طيبُ عيشي من بعدهم ما هناني
يا نسيمَ الشمالِ إن جزتَ بالشهبا
ءِ قَبّل عنّي ثَرَى السّلطانِ
وابلغِ الملكَ ناصرَ الدّينِ شوقي
ثمّ قَبّلْ ثَراهُ بالأجفانِ
عمرَ المالكُ الذي عمرَ المجدَ،
وقد كانَ داثِرَ البُنيانِ
والمَليكُ الذي يَرى المَنّ إشرا
كاً بوصفِ المهيمنِ المنّانِ
والجوادُ السمحُ الذي مرجَ الـ
ـبحرينِ من راحتَيهِ يَلتَقيانِ
ملكٌ يعتقُ العبيدَ من الرّقّ،
ويشري الأحرارَ بالإحسانِ
بسَجايا رَضِعنَ دَرّ المَعالي،
ومَزايا رَضِعنَ دَرّ المَعاني
فلِباغٍ عَصاهُ حُمرُ المَنايا،
ولباغي عَطاهُ بِيضُ الأماني
يا أخا الجودِ ليسَ مثلُكَ موجو
داً، وإن كان بادياً للعيانِ
أنتَ بينَ الأنامِ لفظَهُ إجما
عٍ، عليها اتفاقُ قاصٍ ودانِ
ذلكَ الرّتبَةُ التي قَصَّرَتْ دو
نَ عُلاها النّسرانِ والفَرقَدانِ
والحسامُ الذي إذا صلتِ البيضِ
وصلت في البيضِ والأبدانِ
قامَ في حَومَةِ الهياجِ خَطيباً،
قائلاً: كلُّ مَن علَيها فانِ
واليَراعُ الذي يَزيدُ بقطعِ الرّا
سِ نطقاً من بعدِ شقّ اللسانِ
لم تَمَسّ التّرابَ نَعلاكَ، إلاّ
حسَدَتَهُ مَعاقدُ التّيجانِ
شِيمٌ لم تَكُنْ لغَيرِكَ إلاّ
لمعالي شَقيقِكَ السّلطانِ
جمعَ اللَّهُ فيكما الحُسنَ والإحسا
نَ، إذْ كُنتُما رَضيعَي لِبانِ
وتجارَيتُما إلى حَلَبةِ المَجدِ،
فَوافَيتُما كمُهرَيْ رِهانِ
ثم عاضدتَهُ، فكنتَ لديهِ
مثلَ هارون في فتَى عِمرانِ
فتهنّ العيدَ السعيدَ، وإن كا
نَ لكُلّ الأعيادِ منكَ التّهاني
واقضِ عُمرَ الزّمانِ صوماً وفطراً،
خالداً في مَسرّةٍ وأمانِ
ليسَ لي في صِفاتِ مَجدِكَ فخرٌ،
هي أبدتْ لنا بديعَ المعاني
كلّما أبدَعتْ سَجاياكَ مَعنىً
نظَمَتْ فِكرَتي وخَطّ بَناني
لا تسمني بالشعرِ شكرَ أياديكَ،
فَما لي بشُكرِهنّ يَدانِ
لو نظمتُ النجومَ شعراً لما كا
فيتُ عن بعضِ ذلكَ الإحسان