البدع والنهي عنها

(حولت الصفحة من البدع لابن وضاح)
كتاب
البدع والنهي عنها
  ► ◄  

باب ما يكون بدعة

باب كل محدثة بدعة

باب إحداث البدع

باب تغيير البدع

باب ما جاء في اتباع الآثار

ما جاء في ليلة النصف من شعبان

كراهية اجتماع الناس عشية عرفة

النهي عن الجلوس مع أهل البدع وخلطتهم والمشي معهم

باب هل لصاحب البدعة توبة

قصة صبيغ العراقي

باب في نقض عرى الإسلام ودفن الدين وإظهار البدع

باب فيما يدال الناس بعضهم من بعض والبقاع

بسم الله الرحمن الرحيم

1

قال نا أصبغ بن مالك قال نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد ابن أبي مريم قال نا أسد بن موسى قال نا إسماعيل بن عياش عن معاذ بن رفاعة السلمي عن إبراهيم عن عبد الرحمن العذري قال قال رسول الله : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.

2

قال وثنا أسد بن موسى قال نا الوليد بن مسلم. قال نا إبراهيم بن عبد الرحمن العذري عن ثقة عنده من أشياخه أن رسول الله قال: يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وتحريف الغالين.

3

نا أسد قال نا رجل يقال له يوسف ثقة عن أبي عبد الله الواسطي رفعه إلى عمر بن الخطاب أنه قال: الحمد لله الذي امتن على العباد بأن يجعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويحيون بكتاب الله أهل العمى، كم من قتيل لإبليس قد أحيوه وضال تائه قد هدوه، بذلوا دماءهم وأموالهم دون هلكة العباد، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم، يقتلونهم في سالف الدهر إلى يومنا هذا بالحدود ونحوها فما نسيهم ربك، وما كان ربك نسيا، جعل قصصهم هدى، وأخبر عن حسن مقالتهم فلا تقصر عنهم فأنهم في منزلة رفيعة، وإن أصابتهم الوضيعة.

4

نا أسد قال نا رجل عن عبد الله بن المبارك ويوسف بن أسباط قال قال عبد الله بن مسعود: أن الله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه يذب عنها وينطق بعلامتها فاغتنموا حضور تلك المواطن وتوكلوا على الله. قال ابن المبارك {وكفى بالله وكيلا}.

5

نا أسد قال نا محمد بن صارم، عن حنظلة بن عبد الرحمن عن عبد الكريم أبي أمية قال: لأن أرد رجلا عن رأي سيئ احب إلي من اعتكاف شهر.

6

نا أسد عن أبي إسحاق الحذاء عن الأوزاعي قال: كان بعض أهل العلم يقول لا يقبل الله من ذي بدعة صلاةً ولا صيامًا ولا صدقةً ولا جهادًا ولا حجًا ولا عمرةً ولا صرفًا ولا عدلًا؛ وكانت أسلافكم تشتد عليهم ألسنتهم. وتشمئز منهم قلوبهم ويحذرون الناس بدعتهم قال: ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس ما كان لأحد أن يهتك عنهم سترا ولا يظهر منهم عورة الله أولى بالأخذ بها وبالتوبة عليها، فأما إذا جهروا به وكثرت دعوتهم ودعاتهم إليها فنشر العلم حياة والبلاغ عن رسول الله رحمة يعتصم بها على مصر ملحد.

7

وأخبرني محمد بن وضاح عن غير واحد أن أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات: اعلم أي أخي أنما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السُنة، وعيبك لأهل البدعة، وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك وشد بك ظهر أهل السنة وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم فأذلهم الله بذلك وصاروا ببدعتهم مستترين، فأبشر أي أخي بثواب ذلك وأعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وأحياء سُنة رسوله وقد قال رسول الله "من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وضم بين إصبعيه" وقال. "أيما داع دعا إلى هذا فأتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة" فمن يدرك أجر هذا بشيء من عمله؟ وذكر أيضًا أن الله عند كل بدعه كيد بها الإسلام وليا الله يذب عنها وينطق بعلاماتها فأغتنم يا أخي هذا الفضل وكن من أهله فإن النبي قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال: لأن يهدي الله بك رجلًا خير لك من كذا وكذا وأعظم القول فيه فأغتنم ذلك أدع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث فيكونون أئمة بعدك فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر فأعمل على بصيرة ونية وحسبة فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر فتكون خلف من نبيك فإنك لن تلقى الله بعمل يشبهه، وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب فإنه جاء الأثر "من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه ومن مشى إلى صاحب بدعة مشى في هدم الإسلام" وجاء "ما من إله يعبد من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى" وقد وقعت اللعنة من رسول الله على أهل البدع وأن الله لا يقبل منهم صرفًا ولا عدلًا ولا فريضة ولا تطوعًا وكلما ازدادوا اجتهادًا وصومًا وصلاة ازدادوا من الله بعدا فأرفض مجالسهم وأذلهم وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله وأئمة الهدى بعده.

باب ما يكون بدعة

8

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى. قال نا روح قال نا أبو إسحق عن حارثة بن مضرب: "أن الناس نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة، فانطلق النساء والرجال حتى امتلأ المسجد قيامًا يصلون قال أبو إسحق إن أمي وجدتي فيهم. فأتي بن مسعود فقيل له أدرك الناس. فقال ما لهم؟ قيل نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة، فخرج ابن مسعود يشير بثوبه ويلكم اخرجوا لا تعذبوا، إنما هي نفخة من الشيطان، إنه لم ينزل كتابًا بعد نبيكم ولا ينزل بعد نبيكم. فخرجوا وجلسنا إلى عبد الله فقال إن الشيطان إذا أراد أن يوقع الكذب انطلق فتمثل رجلًا فيلقى آخر فيقول له أما بلغك الخبر فيقول الرجل وما ذاك فيقول كان من الأمر كذا وكذا فأنطلق وحدث أصحابك قال فينطلق الآخر فيقول لقد لقينا رجلًا إني لأتوهمه أعرف وجهه زعم أنه كان من الأمر كذا وكذا وما هو إلا الشيطان.

9

نا أسد عن الربيع بن صبيح عن عبد الواحد بن صبرة قال بلغ ابن مسعود أن عمرو بن عتبة في أصحاب له بنوا مسجدًا بظهر الكوفة فأمر عبد الله بذلك المسجد فهدم. ثم بلغه أنهم يجتمعون في ناحية من مسجد الكوفة يسبحون تسبيحًا معلومًا ويهللون ويكبرون قال فلبس برنسًا ثم انطلق فجلس إليهم فلما عرف ما يقولون رفع البرنس عن رأسه ثم قال: أنا أبو عبد الرحمن. ثم قال: لقد فضلتم أصحاب محمد علمًا، أو لقد جئتم ببدعة ظلمًا. قال فقال عمر بن عتبة: نستغفر الله ثلاث مرات، ثم قال رجل من بني تميم والله ما فضلنا أصحاب محمد علمًا ولا جئنا ببدعة ظلمًا ولكنا قوم نذكر ربنا، فقال: بلا والذي نفس ابن مسعود بيده. لقد فضلتم أصحاب محمد علمًا أو جئتم ببدعة ظلمًا، والذي نفس ابن مسعود بيده لئن أخذتم آثار القوم ليسبقنكم سبقًا بعيدا ولئن حرتم يمينًا وشمالًا لتضلن ضلالًا بعيدا.

10

نا أسد عن عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن عون عن إبراهيم قال قال حذيفة بن اليمان: اتقوا الله يا معشر القراء خذوا طريق من كان قبلكم. والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقًا بعيدا ولئن تركتموه يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدا.

11

حدثنا أسد قال نا أبو هلال عن قنادة عن عبد الله ين مسعود قال: أتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.

12

نا أسد بن محمد بن حازم عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال كان حذيفة يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول يا معشر القراء اسلكوا الطريق فإن سلكتموها لقد سبقتم سبقًا بعيدا ولئن أخذتم يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ظلالًا بعيدا.

13

نا أسد عن يحيى بن عيسى عن الأعمش عن حبيب عن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال عبد الله بن مسعود أتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم كل ضلالة.

14

نا أسد عن يحيى بن عيسى عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال: أتانا حذيفة في المسجد فقال يا معشر القراء اسلكوا الطريق فوالله لئن سلكتموه لقد سبقتم سبقًا بعيدا ولأن أخذتم يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدا.

15

نا أسد عن عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير قال قال حذيفة بن اليمان اتبعوا سبلنا ولئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقًا بعيدا ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالًا بعيدا.

16

نا أسد عن عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر عن يسار أبي الحكم أن عبد الله بن مسعود حدث أن أناسًا بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كومة حصى قال فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد ويقول لقد أحدثتم بدعة ظلمًا أو قد فضلتم أصحاب محمد علمًا

17

حدثني إبراهيم بن محمد عن حرملة عن بن وهب قال: حدثني ابن سمعان قال بلغنا عن عبد الله بن مسعود أنه رأى أناسًا يسبحون بالحصى فقال على الله تحصون لقد سبقتم أصحاب محمد علمًا أو لقد أحدثتم بدعة ظلمًا.

18

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد. قال نا أسد بن موسى. عن يحيى بن عيسى عن الأعمش. عن بعض أصحابه قال مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشرًا وهللوا عشرًا فقال عبد الله إنكم لأهدى من أصحاب محمد أو أضل، بل هذه بل هذه، يعني أضل.

19

نا أسد عن محمد بن يوسف عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة أن رجلا كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا وكذا مرة سبحان الله. قال فيقول القوم. فيقول: رحم الله من قال كذا وكذا مرة الحمد لله. قال فيقول القوم قال فمر بهم عبد الله بن مسعود فقال لقد هديتم لما لم يهتد له نبيكم أو أنكم لمتمسكون بذنب ضلالة.

20

نا أسد عن محمد بن يوسف قال سألت الأوزاعي عن القوم يكونون جميعًا فيقول بعضهم لبعض قولوا خيرًا قال لا يفعل فإن أبوا عليه فليقم عنهم.

21

نا أسد عن جرير بن حازم عن الصلت بن بهرام قال: مر بن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبيح به فقطعه وألقاه ثم مر برجل يسبح بحصى فضربه برجله ثم قال: لقد ركبتم بدعة ظلمًا أو لقد غلبتم أصحاب محمد علمًا.

22

وحدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن عبد الرحمن ابن مهدي عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء قال جاء المسيب بن نجيد إلى عبد الله فقال إني تركت في المسجد رجالًا يقولون سبحوا ثلاثمائة وستين فقال قم يا علقمة وأشغل عني أبصار القوم فجاء فقام عليهم فسمعهم يقولون فقال إنكم لتمسكون بأذناب ضلال أو إنكم لأهدى من أصحاب محمد أو نحو هذا.

23

حدثني محمد بن وضاح قال نا زهير ابن عباد. عن يزيد بن عطاء. عن أبان بن أبي عياش قال: سألت الحسد عن النظام من الحزز والنوى ونحو ذلك يسبح به. فقال لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي ولا المهاجرات، وبلغني أن ابن مسعود مر على رجل وهو يقول لأصحابه سبحوا كذا وكبروا كذا وهللوا كذا قال ابن مسعود: على الله تعدون أو على الله تسمعون؟ قد كفيتم الإحصاء والعدة. قال أبان فقلت للحسن فإن سبح الرجل وعقد بيده قال لا أرى بذلك بأسًا.

24

حدثنا أسد عن الربيع بن صبيح عن يونس بن عبيد قالوا: كانوا يجتمعون فأتاهم الحسن فقال له رجل يا أبا سعيد ما ترى في مجلسنا هذا؟ قوم من أهل السنة والجماعة لا يطنعون على أحد نجتمع في بيت هذا يومًا وفي بيت هذا يومًا فنقرأ كتاب الله وندعوا ربنا ونصلي على النبي وندعوا لأنفسنا ولعامة المسلمين؟ قال فنهى عن ذلك الحسن أشد النهي.

25

نا أسد عن الربيع بن صبيح عن أبان بن أبي عياش قال: لقيت طلحة بن عبيد الله ابن كريز الخزاعي فقلت له قوم من إخوانك من أهل السنة والجماعة لا يطنعون على أحد من المسلمين يجتمعون في بيت هذا يومًا وفي بيت هذا يومًا ويجتمعون يوم النيروز والمهرجان ويصومونهما فقال طلحة: بدعة من أشد البدع والله لهم أشد تعظيمًا للنيروز والمهرجان من غيرهم. ثم استيقظ أنس بن مالك فوثبت إليه فسألته كما سألت طلحة فرد علي مثل قول طلحة كأنما كانوا على ميعاد.

26

نا أسد قال نا حماد ابن سلمة عن ثابت البناني. قال حدثني عن سمع حصان بن عبد الله إن أبا موسى قال لصاحب له تعال حتى نجعل يومنا هذا لله فوالله لكأن رسول الله شهدنا قال ومنهم من يقول تعال حتى نجعل يومنا هذا لله، فلما زال يرددها حتى تمنيت أني سخت في الأرض.

27

نا أسد قال نا مروان ابن معاوية. قال أخبرنا سعيد الجريري عن عبيد الله بن غالب قال اجتمع قوم فقالوا نجعله يومًا قد غاب شره نذكر الله فيه فقال رسول الله بيده يومًا غاب شره انتشروا لضياعكم.

28

نا أسد قال نا بقية عن محمد بن عبد الرحمن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أنه خرج يومًا إلى مسجد الكوفة ورجل يقص حوله ناس كثير فضربه بالدرة فقال رجل أتضرب رجلًا يدعوا إلى الله ويذكره بعظيم؟ فقال إني سمعت خليلي أبا القاسم يقول: سيكون من أمتي قوم يقال لهم القصاص لا يرفع لهم عمل إلى الله ما كانوا في مجالسهم تلك.

29

حدثني محمد بن الوضاح. قال نا موسى بن معاوية القرشي. قال نا عبد الرحمن ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال كنت جالسًا عند الأسود بن سريع وكان مجلسه في مؤخر المسجد الجامع فافتتح سورة بني إسرائيل حتى بلغ {وكبره تكبيرًا} فرفع أصواتهم الذين كانوا جلوسًا حوله. فجاء مجالد بن مسعود يتوكأ على عصاه فلما رآه القوم قالوا مرحبًا مرحبًا اجلس قال ما كنت لأجلس إليكم وإن كان مجلسكم حسنًا ولكنكم صنعتم قبل شيئًا أنكره المسلمون فإياكم وما أنكر المسلمين.

30

وحدثني عن موسى عن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن حميد إن قومًا قرؤوا السجدة فلما سجدوا رفعوا أيديهم واستقبلوا القبلة فأنكر ذلك عليهم مورق العجلي وكرهه.

31

وحدثني عن موسى عن ابن مهدي عن سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن الخباب قال: بينما نحن في المسجد ونحن جلوس مع قوم نقرأ السجدة ونبكي فأرسل إلي أبي فوجدته قد أحضر معه هراوة له فأقبل علي فقلت: يا أبةِ ما لي ما لي؟ قال ألم أرك جالسًا مع العمالقة ثم قال هذا قرن خارج الآن.

32

وحدثني عن موسى عن ابن مهدي عن زياد بن مسلم عن صالح بن أبي الخليل قال: مر خباب بابنه وهو مع أناس يجادلون في القرآن فانقلب غضبان فأعد له سوطًا أو خطامًا أو نسعة فلما أنقلب الفتى وثب عليه من غير أن يأتيه فضربه ضربًا عنيفًا فلما رأى الجد من أبيه قال قد علمت إنما تريد نفسي فعلى ماذا؟ فما رد عليه شيئًا فجعل يضربه فقال يا أبةِِ إني لا أعود فكان إذا مر بهم يدعونه قال فيقول لا إلا أن تقبلوا مني ما قبل أبي من شيء إلى الله قال فيقولون إنه قد كان بعد النبي أمور وأحداث.

33

حدثني عن موسى عن ابن مهدي عن سفيان عن سعيد الجريري عن عبد الله بن غالب قال: انتهى رسول الله إلى قوم في بيت فقال ما جمعكم؟ قالوا نذكر الله، فقال رسول الله : يوم غاب شره انتشروا لضياعكم.

34

وحدثني محمد بن وضاح عن عبد الله بن محمد قال نا معاوية بن هشام قال نا سفيان عن سعيد الجريري عن أبي عثمان النهدي قال: كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه إن هاهنا قومًا يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير فكتب إليه عمر أقبل بهم معك فأقبل، وقال عمر للبواب أعد سوطًا. فلما دخلوا على عمر علا أميرهم ضربًا بالسوط. فقلت يا أمير المؤمنين لسنا أولئك الذين يعني أولئك قوم يأتون من قبل المشرق.

35

حدثني محمد بن وضاح عن يعقوب بن كعب عن عيسى بن يونس عن أبي ليلى عن الحكم بن عتبة قال: سألت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القصص فقال: أدركت أصحاب محمد يتجالسون ويُحدث هذا بما سمع ويُحدث هذا بما سمع فأما أن يجلسوا خطيبًا فلا.

36

حدثني محمد بن وضاح عن موسى بن معاوية قال نا عمر بن هارون عن الضحاك قال: رأيت عمر بن عبد العزيز يسجن القصاص ومن يجلس إليهم.

37

حدثني بن الوضاح عن أبي أيوب الدمشقي سليمان بن شرحبيل قال نا ضمرة ابن ربيعة قال سمعت سفيان الثوري وسأله عمر بن العلاء اليماني فقال يا أبا عبد الله أستقبل القاص؟ فقال ولوا البدع ظهوركم.

38

حدثني محمد بن وضاح عن عبد الله بن محمد قال نا شبابة قال نا شعبة قال نا عقبة ابن جرير قال: سمعت ابن عمر وجاء رجل قاص فجلس في مجلسه فقال ابن عمر قم من مجلسنا فأبى أن يقوم فأرسل ابن عمر إلى صاحب الشرطة أقم القاص قال فبعث إليه فأقامه.

39

حدثني محمد بن وضاح عن عبد الله بن محمد قال ثنا شريك عن إبراهيم عن مجاهد قال: دخل قاص فجلس قريبًا من أبي عمر فقال له قم فأبى أن يقوم فأرسل إليه شرطيًا فأقامه

40

وسمعت بن الوضاح يقول في القصاص: لا ينبغي لهم أن يبيتوا في المساجد ولا يتركوا أن يبيتوا فيها.

41

حدثني محمد بن وضاح عن موسى بن معاوية قال نا ابن مهدي عن سفيان عن عبيد الله ابن نافع قال لم يقص على عهد النبي ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان، وأول ما كان القصص حين كانت الفتنة.

42

وحدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا قيس ابن الربيع عن أبي سنان ضرار بن مرة عن عبد الله بن أبي الهذيل العنبري قال: كنا جلوسًا مع عبد الله بن خباب ابن الأرت وهو يقول سبحوا كذا وكذا وكبروا كذا وكذا قال فمر خباب فنظر إليه ثم أرسل إليه فدعاه فأخذ السوط فجعل يضرب رأسه به وهو يقول يا أبتاه فيم تضربني؟ فقال مع العمالقة؟ هذا قرن الشيطان قد طلع أو قد بزغ.

43

نا أسد قال نا أبو هلال قال نا معاوية بن قرة قال: كنا إذا رأيتنا الرجل يقص قلنا هذا صاحب بدعة.

44

حدثني إبراهيم بن محمد عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن ابن عون قال كان محمد بن سيرين يقول في أصوات القرآن محدث.

45

حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأجلح عن أبي الهذيل عن عبد الله بن خباب عن أبيه قال إنما هلكت بنو إسرائيل حين قصوا.

46

وحدثني عن موسى عن ابن مهدي عن سفيان عن همام بن الحارث التيمي قال لما قص إبراهيم التيمي أخرجه أبوه من داره وقال: ما هذا الذي أحدثت؟

47

وحدثني عن موسى عن ابن مهدي عن جعفر بن برقان قال سمع ميمون بن مهران يقول القاص ينتظر مقت الله.

48

وحدثني عن موسى عن ابن مهدي عن همام ابن يحيى عن قتادة عن سعيد بن المسيب ومورق قالا: يكره اختصار السجود ورفع الأيدي والصوت في الدعاء.

49

وحدثني عن موسى عن ابن مهدي عن أبي بكر بن عياش عن المغيرة عن إبراهيم أنه كان يكره أن يختصر السجدة.

50

وحدثني عن موسى عن ابن مهدي عن أبي سليمان عن يزيد الرشك عن خالد الأشج ابن أخي صفوان بن محرز قال كنا في مسجد المدينة وقاص لنا يقص علينا فجعل يختصر سجود القرآن فيسجد ونسجد معه إذ جاء شيخ فقام علينا فقال: لئن كنتم على شيء إنكم لأفضل من أصحاب رسول الله فسألنا عنه فقلنا من هذا الشيخ فقالوا هذا عبد الله بن عمر.

51

وحدثني عن موسى عن ابن مهدي عن إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن هلال قال: كان رجل يقص فأتى ابن مسعود فقيل له فجاء فجلس في القوم فلما سمع ما يقولون قام فقال لا تسمعون فلما نظروا إليه قال تعلمون أنكم لأهدى من محمد وأصحابه وأنكم لتمسكون بطرف ضلالة.

باب كل محدثة بدعة

52

حدثني محمد بن وضاح قال نا أسد بن موسى قال نا يحيى بن أسلم الطايفي قال سمعت جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: خطب رسول الله الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن أفضل الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.

53

نا أسد قال نا بقية عن سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن عمر السلمي عن عرباض بن سارية السلمي قال: صلى بنا رسول الله صلاة الفجر فوعظنا موعظة بليغة ثم قال آخر موعظته إياكم وكل بدعة فإن كل بدعة ضلالة.

54

نا أسد عن المسعودي عن معن قال قال عبد الملك: "كل محدثة بدعة".

55

نا أسد عن سفيان بن عيينة عن هلال الوراق قال نا شيخنا القديم عبد الله بن عكيم عن عمر أنه كان يقول: أصدق القيل قيل لله وإن أحسن الهدي هدي محمد وإن أشر الأمور محدثاتها ألا وإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

56

نا أسد عن مهدي بن ميمون قال نا واصل مولى أبي عيينة قال دفع إلي يحيى بن عقيل صحيفة فقال هذه خطبة ابن مسعود أنه كان يقول كل عشية خميس: إنما هو القول والعمل فأصدق القول قول الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

57

نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن رباح النخعي قال: كان ابن مسعود يخطبنا كل خميس فيقول: إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وشر الأمور محدثاتها.

58

نا أسد عن جعفر بن برقان الزهري عن أبي يحيى عن زيد بن عميرة عن معاذ بن جبل قال أوشك قائلًا من الناس يقول: قد قرأت القرآن ولا أرى الناس يتبعوني ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فإن كل ما ابتدع ضلالة.

59

نا أسد قال نا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة أن ابن مسعود قال عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهليه عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو يفتقر إلى ما عنده وستجدون أقوامًا يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم عليكم بالعلم وإياكم والتبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق.

60

نا أسد عن زيد عن سفيان عن ربيعة بن صالح عن عثمان بن حاصر عن ابن عباس أنه قال عليكم بالاستقامة والأثر وإياكم والتبدع.

61

نا أسد قال نا زيد عن جعفر بن برقان عن يحيى بن أبي هاشم قال ثنى رجل: إن معاذ بن جبل قام بالشام فقال أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن يرفع إلا وإن رفعه ذهاب أهليه وإياكم والبدع والتبدع والتنطع وعليكم بأمركم العتيق.

62

نا أسد عن حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن زيد بن عميرة عن معاذ بن جبل قال تكون فتنة يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير فيقرأه الرجل سرًا فلا يتبع فيقول ما أتبع فوالله لأقرأنه علانية فيقرأه علانية فلا يتبع فيتخذ مسجدًا ويبتدع كلامًا ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول الله فإياكم وإياه فإنها بدعة ضلالة وإياكم وإياه فإنها بدعة وضلالة فإياكم وإياه فإنها بدعة وضلالة، ثلاثًا.

63

نا أسد قال نا الوليد ين مسلم عمن حدثه عن قتادة في قوله {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم} قال: لا تبتدعوا.

64

نا أسد قال نا ربيعة قال نا سلامان بن عامر عن أبي عثمان الأصبحي قال سمعت أبا هريرة يقول أن رسول الله قال سيكون في أمتي دجالون كذابون يأتونكم ببدع من الحديث لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم.

65

نا أسد قال نا مهدي بن ميمون عن الحسن قال صاحب البدعة لا يزداد اجتهادًا صيامًا وصلاة إلا ازداد من الله بعدًا.

66

نا أسد قال نا بعض أصحابنا قال كان أيوب السختياني يقول ما ازداد صاحب بدعة اجتهادًا إلا ازداد من الله بعدًا.

67

قال أسد وثنا بعض أصحابنا عن هشام بن حسان قال لا يقبل الله من صاحب بدعة صيامًا ولا صلاة ولا زكاة ولا حجًا ولا جهادًا ولا عمرة ولا صدقة ولا عتقًا ولا صرفًا ولا عدلًا.

68

نا أسد قال نا بعض أصحابنا عن إسماعيل بن عياش عن أبان بن أبي عياش عن الحسن أن رجلًا من بني إسرائيل ابتدع بدعة فدعا الناس إليها فأتُبع وأنه لما عرف ذنبه عمد إلى ترقوته فنقبها فأدخل فيها حلقة ثم جعل فيها سلسلة ثم أوثقها في شجرة فجعل يبكي ويعج إلى ربه فأوحى الله إلى نبي تلك الأمة ألا توبة له. هذا قد غفرت له الذي أصاب فكيف من أضل فصار إلى النار؟

69

نا أسد عن أبي عبد الرحمن نا الفراء عن عوف الأعرابي عن خالد الريفي قال كان بني إسرائيل شاب قرأ الكتب وكان مغمورًا وأنه أراد المال والشرف وأنه ابتدع بدعة حتى أدرك بها المال والشرف فلم يزل كذلك حتى كثر تبعه فينا هو كذلك على فراشه قال ها الناس لا يعلمون ما ابتدعت أليس الله يعلم ما ابتدعت لو أني تبت إلى ربي قال فعمد فخرق ترقوته فجعل فيها سلسلة ثم أوثقها إلى آسية من أواسي المسجد ثم قال لا أطلق نفسي حتى يطلقني الله وكان لا يعدوا بني إسرائيل أن يكون فيهم من يوحى إليه فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه إنه لو كان ذنبك ما بيني وبينك لغفرت بالغ ما بلغ ولكن كيف بمن أضللت من عبادي فماتوا فدخلوا النار فلا أتوب عليك.

70

حدثني إبراهيم بن محمد عن سحنون عن أبي وهب قال أخبرني لهيعة عن سلامان عن عامر عن أبي عثمان رضيع عبد الملك بن مروان أنه سمع أبا هريرة يقول سيخرج قوم في آخر الزمان هم دجالون كذابون ببدع من الحديث لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم.

71

حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن عبد الرحمن بن مهدي عن إسحاق ابن سعيد عن أبيه أن ابن عباس دخل المسجد الحرام وعبيد بن عمير يقص فقال للذي يقوده أمش بي حتى تقف بي عليه فلما وقف تلى الآيات التي في سورة مريم ثم قال اتل كتاب الله يا ابن عمير واذكر ذكر الله وإياي والبدع في دين الله.

72

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن خالد بن معدان عن العرباض بن سارية السلمي قال وعظنا رسول الله بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل من أصحابه يا رسول الله إن هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدًا حبشيًا فأنه من يعيش بعدي يرى اختلافًا كثيرًا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة ومن أدركته منكم فعليه بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوًا عليها بالنواجذ.

73

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى عن أبي زيد حماد بن دليل قال سمعت سفيان بن سعيد يحدثنا عن النضر عن عمر بن عبد العزيز كتب عامل له يسأل عن الأهواء فكتب إليه: أما بعد فأني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره، وأتباع سُنته وسنة رسوله ، وترك ما أحدث المحدثون بعده مما جرت به سنته وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة، واعلم إن الناس لم يحدثوا بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها، فإن السنة إنما سنها من علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم السابقون وإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضل فيه لو كان أحرى، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه، فقد سبقتوهم إليه، ولئن قلت إنما أحدث بعدهم ما أحدثه إلا من أتبع غير سبلهم ورغب بنفسه عنهم، لقد تكلموا فيه بما يكفي، وصنفوا منه ما يشفي، فما دونهم مقصر، وما فوقهم محصر لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمح عنهم آخرون فغلوا ، إنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم.

74

نا أسد قال نا سعيد بن زيد قال سئل عاصم بن بهدله وأنا اسمع قيل يا أبا بكر أرأيت قوله تعالى {وعلى اللهِ قصدُ السبيلِ ومنها جائرٌ ولو شاءَ لهداكُم أجمَعين} قال نا أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال خط عبد الله خطًا مستقيمًا وخط خطوطًا عن يمينه وعن شماله فقال خط رسول الله هكذا فقال للخط المستقيم هذا سبيل الله وللخطوط التي عن يمينه وشماله هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه والسبيل المشترك كما قال الله تعالى {وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبلَ فتفرق بكم عن سبيلهِ ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}.

75

نا أسد قال نا إسماعيل ابن عياش عن أبان بن أبي عياش عن مسلم ابن أبي عمران الأشعري أن عبد الله بن عمر أتى عبد الله بن مسعود وهو قائم يقص على أصحابه فقال يا أبا عبد الرحمن ما الصراط المستقيم؟ قال تركنا محمد في أدناه وطرفة في الجنة وعن يمينه جواد وعن يساره وعليها رجال يدعون من مر بهم هلم لك هلم لك فمن أخذ منهم في تلك الطرق انتهت به إلى النار ومن استقام على طريق الأعظم انتهى به إلى الجنة ثم تلا ابن مسعود هذه الآية: {وأن هذا صراطي مستقيمًا} الآية كلها.

76

نا أسد عن حماد بن زيد عن عاصم الأحوال قال قال أبو العالية تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ولا تحرفوا الصراط شمالًا ولا يمينًا وعليكم بسُنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه قبل أن يقتلوا صاحبهم ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا فإنا قد قرأنا القرآن من قبل أن يقتلوا صاحبهم ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا بخمس عشرة سَنة وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء قال فحدثت به الحسن فقال صدق ونصح قال وحدثت به حفصة بنت سيرين فقالت بأبي وأمي أنت حدثت بها محمدًا فقلت لا قالت حدثه به

77

نا سفيان بن عيينة عن مجالد بن سعيد بن عامر الشعبي عن مسروق قال قال عبد الله ليس عام أخصب من عام ولا أمير خير من أمير لكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث أقوام يقيسون الأمور بآرائهم فيهدم الإسلام ويثلم.

78

نا أسد قال نا أبو الوليد بن مسلم قال حدثني ابن حاير قال حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال نا أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة ابن اليمان أنه قال يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال نعم قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هديي قال فقلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على باب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إذا أدركت ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة قال فاعتزل تلك الفرق كلها وأن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك.

79

نا أسد عن محمد بن طلحة عن زيد الأنامي عن ابن مسعود قال كيف أنتم إذا ألبستكم فتنة يهرم فيها الكبير وينشأ فيها الصغير تجري على الناس يتخذونها سُنة إذا غيرت قيل هذا منكر.

باب إحداث البدع

80

نا أسد قال محمد بن مسلم الطائفي قال أخبرني ابن أبي نجيح قال بلغني أن رسول الله قال من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقال عبد الرحمن بن عوف يا رسول الله وما الأحداث فيها قال أن يقتل في غير حد أو يسن سُنة سؤ لم تكن.

81

نا أسد قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن أن رجلًا أتى أبا موسى الأشعري وعنده ابن مسعود فقال ارأيت رجلًا خرج بسيفه غضبًا لله تعالى فقاتل حتى قتل أين هو قال أبو موسى في الجنة فقال ابن مسعود إنما المفتي مثل صاحبك على سُنة ضرب أم على بدعة قال الحسن فإذا بالقوم قد ضربوا بأسيافهم على البدع.

82

نا أسد قال نا المبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد عن ابن سيرين قال أخبرني أبو عبيدة بن حذيفة قال جاء رجل إلى حذيفة بن اليمان وأبو موسى الأشعري قاعد فقال ارأيت رجلًا ضرب بسيفه غضبًا لله حتى قتل أفي الجنة أم في النار فقال أبو موسى في الجنة قال حذيفة أستفهم الرجل وافهمه ما تقول قال أبو موسى سبحان لله كيف قلت قال قلت رجلًا ضرب بسيفه غضبًا لله حتى قتل أفي الجنة أم في النار فقال أبو موسى في الجنة قال حذيفة أستفهم الرجل وأفهمه ما تقول حتى فعل ذلك ثلاث مرات فلما كان في الثالثة قال والله لا تستفهمه فدعا به حذيفة فقال رويدك أن صاحبك لو ضرب بسيفه حتى ينقطع فأصاب الحق حتى يقتل عليه فهو في الجنة وإن لم يصب الحق ولم يوفقه الله للحق فهو في النار ثم قال والذي نفسي بيده ليدخلن النار في مثل الذي سألت عنه أكثر من كذا وكذا.

83

نا سفيان بن عيينة عن بعض مشيخة قال قال حذيفة أجود ما أخاف على الناس اثنتان أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون وأن يضلوا وهم لا يشعرون قال سفيان هو صاحب البدعة.

84

نا أسد قال نا عبد الله بن خالد عن أبي عبد السلام قال سمعت بكر بن عبد الله المزني أن النبي قال حلت شفاعتي لأمتي إلا صاحب بدعة.

85

نا أسد قال نا محمد بن الفضيل عن أبي بكر بن عياش قال كان عندنا فتى يقاتل ويشرب وذكر أشياء من الفسق ثم أنه تقرأ فدخل في التشيع فسمعت حبيب بن أبي ثابت وهو يقول لأنت يوم كنت تقاتل وتفعل ما تفعل خير منك اليوم.

باب تغيير البدع

86

نا أسد قال إسماعيل بن عياش عن عقيل بن مدرك السلمي عن لقمان عن أبي إدريس الخولاني أنه كان يقول لأن أسمع بناحية المسجد بنار تحترق أحب إلي من أن أسمع فيه ببدعة ليس لها مغير وما أحدثت أمة في دينها بدعة إلا رفع الله بها عنهم سُنة.

87

نا أسد بن عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الأعيسر عن أبي إدريس الخولاني أنه قال لأن أرى في المسجد نارًا لا أستطيع أطفيها أحب إلي من أن أرى فيه بدعة لا أستطيع تغييرها.

88

نا أسد عن عبد الله بن خالد عن حذيفة عن موسى بن أبي حبيب قال حدثني الحكم ابن عمر الثمالي وكان من أصحاب النبي قال قال النبي الأمر المقطع والحمل المطلع والشر الذي لا ينقطع إظهار البدع

89

حدثني أبو أيوب عن سحنون عن أبي وهب قال أخبرني من سمع الأوزاعي يحدث عن حسان بن عطية قال ما أحدث قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنُتهم مثلها ثم لم يعدها إليهم إلى يوم القيامة.

90

نا أبي وهب قال وأخبرني من سمع الأوزاعي يحدث عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال حدثني عبد الله بن الديلمي قال ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيًا ولا تركت سُنة إلا ازدادت هربًا.

91

نا ابن وهب وأخبرني سلمة بن علي عن سعيد بن المسيب عن قتادة عن حلاس بن عمر يرفعه قال لا يحدث رجل في الإسلام بدعة إلا ترك من السنُة ما هو خير منها

92

ابن وهب قال كتب إلي كثير بن عبد الله المزني يحدث عن أبيه عن جده أنه قال سمعت رسول الله يقول من أحيى سُنة من سُنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها بين الناس لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ومن أبتدع بدعة لا يرضها الله ورسوله فإن عليه مثل أثم من عمل بها لا ينقص ذلك من آثام الناس شيئًا.

93

ابن وهب وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول حدثني عبيدة ابن أبي لبابة عن ابن عباس قال من أحدث رأيًا ليس في كتاب الله ولم تمض به سُنة من رسول الله لم يدر على ما هو منه إذا لقي الله.

94

حدثني محمد بن وضاح قال حدثني محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا عبد المؤمن بن عبد الله قال حدثني مهدي عن عكرمة عن ابن عباس قال ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سُنة حتى تحيا البدع وتموت السنن نا محمد بن وصاح قال نا بن محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا بن مهدي وأبو داود عبد الصمد عن عبد المؤمن أبي عبيدة عن مهدي عن عكرمة عن ابن عباس قال ما من عام إلا والناس يحيون فيه بدعة ويميتون فيه سُنة حتى تحيا البدع وتموت السنن.

95

حدثني إبراهيم عن محمد عن عون عن إسماعيل بن نافع القرشي عن عبد الله بن المبارك قال أعلم أني أرى أن الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله على السنة فإنا لله وإنا إليه راجعون فإلى الله نشكو وحشتنا وذهاب الأخوان وقلة الأعوان وظهور البدع وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء وأهل السنة وظهور البدع.

96

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم قال نا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة. عن عبد الله قال إذا التمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين ظهرت البدع

97

حدثني أبان بن عيسى عن أبيه عن ابن القاسم عن مالك أنه قال التثويب بدعة ولست أراه.

98

حدثني محمد بن وضاح قال ثوب المؤذن بالمدينة في زمان مالك فأرسل إليه مالك فجاءه فقال له مالك ما هذا الذي تفعل قال أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر. فيقوموا، فقال له مالك لا تفعل لا تحدث في بلدنا شيئًا لم يكن فيه قد كان رسول الله بهذا البلد عشر سنين وأبو بكر وعمر وعثمان فلم يفعلوا هذا فلا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه فكف المؤذن عن ذلك وأقام زمنًا ثم أنه تنحنح في المنارة عند طلوع الفجر فأرسل إليه مالك فقال له ما هذا الذي تفعل قال أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر فقال ألم أنهك ألا تحدث عندنا ما لم يكن فقال إنما نهيتني عن التثويب فقال له مالك لا تفعل فكف أيضًا زمنًا ثم جعل يضرب الأبواب فأرسل مالك إليه فقال ما هذا الذي تفعل فقال أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر فقال له مالك لا تفعل لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه. قال ابن وضاح: وكان مالك يكره التثويب. قال ابن وضاح: وإنما أحدث هذا بالعراق، قلت لابن وضاح: من أول أحدثه؟ فقال: لا أدري، قلنا له فهل يعمل به بمكة أو بالمدينة أو بمصر أو غيرها من الأمصار؟ فقال ما سمعته إلا عند بعض الكوفيين والأباضيين وكان بعضهم يثوب عند المغرب كان يؤذن إذا غابت الشمس ثم يؤخر الصلاة حتى تظهر النجوم ثم يثوب وبعضهم يؤذن إذا غابت الشمس ثم يؤخر الصلاة حتى تظهر النجوم ثم يثوب وبعضهم يؤذن إذا غربت الحمرة ويؤخر الصلاة حتى يغيب البياض ويصلي وبعضهم يؤذن إذا زالت الشمس ويؤخر الصلاة ثم يثوب ويصلي وكان وكيع هو يفعل ذلك عند صلاة العشاء.

باب ما جاء في اتباع الآثار

99

حدثني إبراهيم بن محمد قال ناحر ملة بن يحيى عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن الأعمش قال حدثني مروان بن سويد الأسدي: قال خرجت مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من مكة إلى المدينة فلما أصبحنا صلى بنا الغداة ثم رأى الناس يذهبون مذهبًا فقال: أين يذهب هؤلاء قيل يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه رسول الله هم يأتون يصلون فيه فقال إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا يتبعون آثار أنبيائهم فيتخذونها كنائس وبيعًا من أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل ومن لا فليمض ولا يعتمدها.

100

حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية قال نا جرير عن الأعمش عن المعرور بن سويد قال خرجنا حجاجًا مع عمر بن الخطاب فعرض لنا في بعض الطريق مسجد فابتدره الناس يصلون فيه فقال عمر ما شأنهم؟ فقالوا هذا مسجد صلى فيه رسول الله فقال عمر أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا حتى أحدثوها بيعًا فمن عرضت له فيه صلاة فليصل ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض.

101

حدثني محمد بن وضاح قال سمعت عيسى بن يونس مفتي أهل طرسوس يقول: أمر عمر بن الخطاب بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة.

102

قال عيسى بن يونس وهو عندنا من حديث ابن عون عن نافع أن الناس كانوا يأتون الشجرة فقطعها عمر.

103

قال ابن وضاح وكان مالك ابن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار للنبي ما عدا قباء واحد. قال ابن وضاح: وسمعتهم يذكرون أن سفيان الثوري دخل مسجد بيت المقدس فصلى فيه ولم يتبع تلك الآثار ولا الصلاة فيها وكذلك فعل غيره أيضًا ممن يقتدى به، وقدم وكيع أيضًا مسجد بيت المقدس فلم يَعْدُ فعل سفيان. قال ابن وضاح: فعليكم بالاتباع لأئمة الهدى المعروفين فقد قال بعض من مضى: ومتحبب إليه بما يبغضه عليه ومتقرب إليه بما يبعده منه وكل بدعة عليها زينة وبهجة.

104

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة {قل هو الله أحد} لا يقرأ غيرها كما يقرأها فكرهه وقال إنما أنتم متبعون فاتبعوا الأولين ولم يبلغنا عنهم نحو هذا وإنما نزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء.

105

حدثني محمد بن وضاح قال حدثني سحنون وحارث عن ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن قراءة قل هو الله أحد مرارًا في ركعة فكره ذلك وقال هذا من محدثات الأمور التي أحدثوها.

106

حدثني محمد بن وضاح قال حدثني محمد بن مصفى قال حدثني سويد بن عبد العزيز قال نا سيار أبو الحكم عن الشعبي أن عمر بن الخطاب كان يضرب الرجبيين الذين يصومون رجب كله. قلت لمحمد بن وضاح لأي شيء كان عمر يضرب الرجبيين قال إنما هو خبر جاء هكذا ما أدري أيصح أم لا وإنما معناه خوف أن يتخذوه سُنة مثل رمضان.

107

حدثني مالك عن علي عن سعيد عن أشهب قال: سألت مالكًا عن الحديث الذي جاء أن أبا بكر الصديق لما أتاه خبر اليمامة سجد قال فقال لي ما يكفيك أنه قد فتح لرسول الله الفتوح فلم يسجد وفتح لأبي بكر في غير اليمامة فلم يسجد وفتح لعمر بن الخطاب فلم يسجد قال فقلت له يا أبا عبد إنما أردت أن أعرف رأيك فأرد ذلك قال بحسبك إذا بلغك مثل هذا ولم يأت ذلك عنهم متصلًا أن ترده بذلك فهذا إجماع، وقد كان مالك يكره كل بدعة وإن كانت في خير ولقد كان مالك يكره المجيء إلى بيت المقدس خيفة أن يتخذ ذلك سُنة وكان يكره مجيء قبور الشهداء ويكره مجيء قبا خوفًا من ذلك وقد جاءت الآثار عن النبي بالرغبة في ذلك ولكن لما خاف العلماء عاقبة ذلك تركوه. قال ابن كنانة وأشهب: سمعنا مالكًا يقول لما أتاها سعد بن أبي وقاص قال وددت أن رجلي تكسرت وأني لم أفعل، قيل وسئل ابن كنانة عن الآثار التي بالمدينة فقال أثبت ما عندنا في ذلك قبا إلا أن مالكًا كان يكره مجيئها خوفًا من أن تتخذ سُنة. وقال سعيد بن حسان كنت أقرأ على ابن نافع كتبه فلما مررت بحديث التوسعة ليلة عاشوراء قال لي حوق عليه قلت ولم ذلك يا أبا محمد قال خوفًا من أن يتخذ سُنة. قال يحيى ين يحيى لقد كنت بالمدينة أيام مالك وبمصر أيام الليث وابن القاسم وابن وهب وأدركتني تلك الليلة معهم فما سمعت لها عند واحد منهم ذكرًا ولو ثبت عندهم لأجروا من ذكرها ما أجروا من سائر ما ثبت عندهم.

ما جاء في ليلة النصف من شعبان

108

حدثني محمد بن وضاح قال نا هارون بن سعيد قال نا ابن وهب قال نا عبد الرحمن ابن زيد بن اسلم قال: لم أدرك أحدًا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان ولم ندرك أحدًا منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلًا على ما سواها من الليالي. قال ابن أبي زيد والفقهاء لم يكونوا يصنعون ذلك.

109

نا ابن وضاح قال نا ابن أبي مريم قال نا نعيم بن حماد قال نا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي مليكة قال قيل له أن زياد النميري يقول أن ليلة النصف من شعبان أجرها كأجر ليلة القدر فقال ابن أبي مليكة لو سمعته منه وبيدي عصا لضربته بها وكان زياد قاضيًا.

كراهية اجتماع الناس عشية عرفة

110

حدثني محمد بن وضاح قال نا زيد بن البشر قال نا ابن وهب عن الليث عن أبي حفص المدني قال اجتمع الناس يوم عرفة في مسجد النبي يدعون بعد العصر فخرج نافع مولى ابن عمر من دار آل عمر فقال أيها الناس أن الذي أنتم عليه بدعة وليست بسُنة إنا أدركنا الناس ولا يصنعون مثل هذا ثم رجع فلم يجلس ثم خرج الثانية ففعل مثلها ثم رجع.

111

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن قدامة قال نا الأنصاري محمد بن عبد الله قال أنا ابن عون قال: شهدت إبراهيم النخعي سئل عن اجتماع الناس عشية عرفة فكرهه وقال محدث

112

وحدثني محمد بن وضاح قال حدثني ابن نمير عن ابن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل أنه كان لا يأتي المسجد عشية عرفة.

113

حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن عبيد الله عن سفيان قال ليست عرفة إلا بمكة ليس في هذه الأمصار عرفة.

114

حدثني محمد بن وضاح قال نا غير واحد منهم زيد عن سفيان عن موسى بن عيسى أن نافعًا كره الصبح مع الإمام حين يقرأ مثل قوله {وأنا ربكم الأعلى} ومثل قوله {ما علمت لكم من إله غيري} قال سفيان إنما ينصت.

النهي عن الجلوس مع أهل البدع وخلطتهم والمشي معهم

115

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا بعض أصحابنا عن موسى بن أعين عن ليث بن أبي سليم عن الحسن قال لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك.

116

نا أسد قال بعض أصحابنا عن عبد الملك بن أبي كريمة عن سفيان الثوري قال من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاثة أما أن يكون فتنة لغيره وأما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله الله النار وأما أن يقول والله ما أبالي ما تكلموا وأني واثق بنفسي فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه.

117

نا أسد عن أيوب النجار اليمامي قال ناشر بن حنيفة الحنفي يرفعه إلى النبي فيما يظن قال من أتى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام. ووجدت هذا الحديث عند من سمعه من أيوب مثبتًا عن النبي ليس فيه "ما يظن".

118

نا أسد عن كثير أبو سعيد قال: من جلس إلى صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه.

119

نا أسد عن عبد الله بن خالد عن الفضل بن هشام عن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله : من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.

120

نا أسد قال نا بعض أصحابنا عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر.

121

نا أسد قال نا حماد بن يزيد عن أيوب قال: قال أبو قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوا فأني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون قال أيوب وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب.

122

نا أسد قال نا شهاب بن خداش الحوشي عن عوام بن حوشب أنه كان يقول لابنه: يا عيسى أصلح لله قلبك، وأقل مالك. وكان يقول: والله لأن أرى عيسى يجالس أصحاب البرابط والاشربة والباطل أحب إلي من أن أراه يجالس أصحاب الخصومات يعني أهل البدع.

123

نا أسد قال نا زيد عن محمد بن طلحة قال: قال إبراهيم لا تجالسوا أصحاب البدع ولا تكلموهم فإني أخاف أن ترتد قلوبكم.

124

نا أسد قال نا زيد عن محمد بن مسلم قال أوحى الله تعالى إلى موسى ابن عمران لا تجالس أصحاب الأهواء فتسمع منهم كلمة فترديك فتضلك فتدخلك النار.

125

نا أسد قال نا إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال النبي الرجل على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخال.

126

نا أسد قال نا عبد الرحمن بن زياد عن أبي غسان محمد بن مطرف عن محمد بن عجلان قال قال إن مسعود من أحب أن يكرم دينه فليعتزل مخالطة السلطان ومجالسة أصحاب الأهواء فإن مجالستهم الصق من الجرب.

127

نا أسد قال عبد الرحمن بن زياد عن إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة بن سليم الحمص عن الحسن البصري قال لا تجالس صاحب هوى فيقذف في قلبك ما تتبعه عليك فتهلك أو تخالفه فيمرض قلبك .

128

نا أسد قال نا مؤمل بن إسماعيل قال نا الحسن بن وهب قال نا حميد الأعرج قال: قدم غيلان مكة فجاور بها فأتى غيلان مجاهدًا وقال يا أبا الحجاج بلغني أنك تنهى الناس عني وتذكرني بلغك عني شيء لا أقوله؟ إنما أقول كذا إنما أقول كذا فجاء بشيء لا ينكره فلما قام قال مجاهد لا تجالسوه فأنه قدري. قال حميد فأني يومًا في الطواف لحقني غيلان من خلفي فجبذ ردائي فالتفت فقال كيف يقرأ مجاهد حرف كذا وكذا؟ فأخبرته فمشى معي قال فبصر بي مجاهد معه فأتيته فجعلت أكلمه فلا يرد علي وأسأله فلا يجيبني قال فغدوت إليه فوجدته على تلك الحال فقلت يا أبا الحجاج مالك. أبلغك عني شيء. أحدثت حدثًا مالي؟ فقال ألم أرك مع غيلان وقد نهيتكم أن تكلموه أو تجالسوه. قال قلت والله يا أبا الحجاج ما ذكرت قولك وما بدأته هو بدأني قال فقال والله يا حميد لولا أنك عندي مصدق ما نظرت لي في وجه منبسط ما عشت.

129

نا أسد قال نا مؤمل بن إسماعيل قال أخبرني صاحب لنا عن أيوب قال كنت يومًا عند محمد بن سيرين إذ جاء عمرو بن عبيد فدخل فلما جلس وضع محمد يده في بطنه ثم أن قال وقام فقلت لعمر وأنطلق بنا قل فخرجنا فلما مضى عمرو رجعت فقلت يا أبا بكر قد فطنت إلى ما صنعت قال وما فطنت؟ قال قلت نعم. قال أما إنه لم يظلني وإياه سقف بيت.

130

نا إسماعيل بن سعد البصري عن رجل أخبره قال: كنت أمشي مع عمرو بن عبيد فرآني ابن عون فأعرض عني شهرين.

131

نا أسد قال نا مؤمل عن رجل أخبره قال دخل عمرو بن عبيد على ابن عون فسكت ابن عون لما رآه وسكت عمرو عنه فلم يسأله عن شيء فمكث هنية ثم قام فخرج فقال ابن عون بما أستحل إن دخل داري بغير إذني مرارًا يرددها أما إنه لو تكلم أما إنه لو تكلم.

132

نا أسد قال نا مؤمل بن إسماعيل قال قال بعض أصحابنا لحماد بن زيد مالك لم ترو عن عبد الكريم إلا حديثًا واحدًا؟ قال ما آتيته إلا مرة واحدة لمساقه في هذا الحديث وما أحب أن أتوب علم بإتياني إياه وأن لي كذا وكذا وإني أضنه لو علم لكانت الفيصل فيما بيني وبينه.

133

نا أسد قال نا محمد بن الفضيل نا عزوان عن المغيرة عن إبراهيم قال قال إبراهيم لمحمد بن السائب لا تقر بنا ما دمت على رأيك هذا وكان مرجئيًا.

134

نا أسد قال نا المؤمل عن حماد بن زيد عن أيوب قال لقيني سعيد بن جبير فقال ألم أرك مع طلق قلت بلى فما له؟ قال لا تجالسه فأنه مرجئي. قال أيوب وما شاورته في ذلك ولكن يحق للرجل المسلم إذا رأى من أخيه شيئًا يكرهه أن ينصحه.

135

نا أسد قال نا إسماعيل بن سلمة عن حماد بن زيد عن يحيى بن عبيد قال لقيني رجل من المعتزلة فقام فقمت فقلت أما أن تمضي وأما أن أمضي فإني أن أمش مع نصراني أحب إلي من أن أمشي معك.

136

نا أسد قال نا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو عن أبي الدرداء أنه كتب إلى سلمان يدعوه إلى الأرض المقدسة فكتب إليه سلمان: يا أخي أن كان بعدت الدار من الدار فإن الروح من الروح قريب وإن طير السماء تقع على إلفها من الأرض وفي رواية أن سلمان قال له: إن الأرض لا تقدس أحدًا وإنما يقدس الإنسان عمله.

137

نا أسد قال نا حماد بن زيد عن محمد بن واسع قال رأيت صفوان بن محرز وقريب منه شببة فرآهم يتجادلون فرأيته قائمًا ينفض ثيابه ويقول إنما أنتم جرب إنما أنتم جرب.

138

نا أسد قال نا مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن أيوب قال دخل على محمد بن سيرين يومًا رجل فقال يا أبا بكر اقرأ عليك آية من كتاب الله لا أزيد على أن أقرأها ثم اخرج فوضع إصبعيه في أذنيه ثم قال أحرج عليك أن كنت مسلمًا لما خرجت من بيتي قال فقال يا أبا بكر إني لا أزيد على أن اقرأ ثم أخرج قال فقال بإزاره يشده عليه وتهيأ للقيام فأقبلنا على الرجل فقلنا قد حرج عليك إلا خرجت أفيحل لكَ أن تخرج رجلًا من بيته قال فخرج فقلنا يا أبا بكر ما عليك لو قرأ آية ثم خرج قال إني والله لو ظننت أن قلبي يثبت على ما هو عليه ما باليت أن يقرأ ولكني خفت أن يلقي في قلبي شيئًا أجهد أن أخرجه من قلبي فلا أستطيع.

139

نا أسد قال نا أبو إسحاق الحذاء عن الأوزاعي قال لا تمكنوا صاحب بدعة من جدل فيورث قلوبكم من فتنته ارتيابًا.

باب هل لصاحب البدعة توبة

140

نا أسد نا رديح بن عطية عن يحيى عن أبي عمر الشيباني قال كان يقال: يأبى الله لصاحب بدعة بتوبة وما أنتقل صاحب بدعة إلى إلا شر منها .

141

نا أسد قال نا عبد الله بن خالد عن بقية قال حدثني رجل من أهل الكوفة عن عمرو ابن قيس عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال ما كان رجل على رأي من البدعة فتركه إلا إلى ما هو شر منه.

142

نا أسد قال نا ضمرة عن سودة قال سمعت عبد الله بن القاسم وهو يقول ما كان عبد على هوى فتركه إلا إلى ما هو شر منه قال فذكرت هذا الحديث لبعض أصحابنا فقال تصديقه في حديث عن النبي : يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يرجعون حتى يرجع السهم إلى فوقه.

143

نا أسد قال نا موسى بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن أيوب قال كاب رجل يرى رأيًا فرجع عنه فأتيت محمدًا فرحًا بذلك اخبره فقلت أشعرت إن فلانًا ترك رأيه الذي كان يرى؟ فقال انظروا إلى ما يتخول أن آخر الحديث أشد عليهم من أوله يمرقون من الإسلام لا يعودون فيه.

144

نا أسد قال نا عبد الله بن خالد عن بقية قال حدثني محمد عن هشام عن الحسن إن رسول الله قال أبى الله لصاحب بدعة بتوبة.

145

نا أسد نا عبد الله بن خالد عن بقية قال حدثني أيضًا محمد بن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن النبي قال إن الله حجز التوبة عن كل صاحب بدعة.

146

نا أسد قال نا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمر عن سليم بن عامر الخبائري شيئًا؟ قال سمعته يقول وأهوى بيده قبل العراق يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية. وفي رواية للبخاري قال أبو سعيد اشهد أن عليًا قاتلهم وأنا معه "قوله" يمرقون إلى الخ أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه كما يخرق السهم الشيء المرمي به ويخرج منه: وفوق السهم موضع الوتر منه، والرمية: الصيد الذي ترميه فينفذ فيه السهم عن رجل من أصحاب النبي أنه كان يقول إن أشد الناس عبادة مفتون. يعني صاحب بدعة.

قصة صبيغ العراقي

147

حدثني إبراهيم بن أحمد عن سحنون عن أبي وهب عن الليث بن سعيد عن محمد ابن عجلان عن نافع أن صبيغًا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث بع عمرو بن العاص إلى عمر ابن الخطاب فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه قال أين الرجل؟ قال في الرحل قال عمر ابصر أن يكون ذهب فتصيبك مني العقوبة الموجعة فآتاه به فقال عمر تسل فحدثه فأرسل عمر إلى ارطاب من الجريد فضربه بها حتى ترك ظهره خبزة ثم تركه حتى برئ ثم عاد له ثم تركه حتى برئ فدعا به ليعود له فقال له صبيغ أن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلًا وإن كنت تريد تداويني فقد والله برئت فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري ألا يجالسه أحد من المسلمين فأشد ذلك على الرجل فكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب أن قد حسنة هيئته فكتب أليه عمر أن يأذن للناس يجالسونه.

148

وحدثني إبراهيم بن محمد عن حرملة بن يحيى قال نا عبد الله بن وهب قال حدثني مالك بن أنس قال: جعل صبيغ يطوف معه يكتب من يتفقه يفقه ومن يتعلم يعلمه الله فأخذه عمر فضربه بالجريد الرطب ثم سجنه حتى إذا جف الذي أخرجه فضربه فقال يا أمير المؤمنين أن كنت تريد قتلي فأجهز عَلي وإلا فقد شفيت شفاك الله فخلاه عمر بن الخطاب.

149

حدثني أبو أيوب عن سحنون عن ابن وهب عن مالك بن أنس قال جعل صبيغ يطوف معه يكتب معه ويقول من يتفقه نفقه من يتعلم يعلمه الله فأخذ عمر بن الخطاب فضربه بالجريد لرطب ثم سجنه حتى جف الذي به ثم أخرجه فضربه فقال يا أمير المؤمنين أن كنت تريد قتلي فأجهز عَلي وإلا فقد شفيتني شفاك الله فخلاه عمر بن الخطاب قال ابن وهب قال لي مالك وقد ضرب عمر بن الخطاب صبيغًا حين بلغه ما يسأل عنه من القرآن وغير ذلك.

باب في نقض عرى الإسلام ودفن الدين وإظهار البدع

150

حدثني محمد بن وضاح قال نا نعيم بن حماد قال عثمان بن يونس عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان أنه أخذ حجرين فوضع أحدهما على الآخر ثم قال لأصاحبه هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟ قالوا يا عبد الله ما نرى بينهما من النور إلا قليلا. قال والذي نفسي بيده لتظهرن البدع حتى لا يرى من الحق إلا قدر ما ترون ما بين هذين الحجرين من النور والله لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء قالوا تركت السنة .

151

حدثني محمد بن وضاح عن محمد بن سعيد عن نعيم قال نا يحيى بن سليم عن عبد الله ابن عثمان بن جثيم عن أبي الطفيل عن حذيفة بن اليمان أنه اخذ حصاة بيضاء فوضعها في كفه ثم قال إن هذا الدين قد استضاء إضاءة هذه ثم اخذ كفا من تراب فجعل يذره على الحصاة حتى واراها ثم قال والذي نفسي بيده ليجيئن أقوام يدفنون الدين كما دفنت هذه الحصاة وليسلكن طريق الذين كانوا قبلكم حذو القذة بالقذة وحذوا النعل بالنعل.

152

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى عن عبد الرحمن عن عكرمة بن عمار قال حدثني حميد أبو عبد الله قال حدثني عبد العزيز أخو حذيفة قال قال حذيفة أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصلاة ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ولتصلين نساؤهم حيضًا ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطأ بكم وحتى تبقى فرقتان تقول أحدهما ما بال الصلوات الخمس؟ لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل. لا يصلون إلا ثلاثًا وتقول الأخرى أيها المؤمنون بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق حق على الله أن يحشرهما مع الدجال.

153

حدثني محمد بن وضاح قال: لم يعمل أحد من الأمم شيئًا إلا استعملته هذه الأمة. قال ابن وضاح: الخير بعد الأنبياء ينقص والشر يزداد. وقال محمد بن وضاح: إنما هلكت بنو إسرائيل على يدي قرائهم وفقهائهم وستهلك هذه الأمة على يدي قرائهم وفقهائهم.

154

نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا وكيع عن شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قام فينا رسول الله بموعظة فقال إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعدًا علينا إنا كنا فاعلين فأول الخلائق يلقي بثوب إبراهيم خليل الرحمن ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي قال فيقال إنكم لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح {وكنت عليهم شهيدًا ما دامت فيهم - إلى قوله - إنك أنت العزيز الحكيم} قال فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.

155

وحدثني محمد بن وضاح قال نا أبو البشر زيد بن البشر الحضرمي قال نا ضمام ابن إسماعيل المعافري عن غير واحد من أهل العلم أن رسول الله قال كيف بكم إذا فسق شبانكم وطغت نسائكم وكثر جهالكم قالوا وإن ذلك كائن يا رسول الله؟ قال وأشد من ذلك كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر قالوا وإن ذلك كائن يا رسول الله قال واشد من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا ورأيتم المنكر معروفًا؟

156

حدثني إبراهيم بن محمد عن عبد بن محمد بن أحمد بن عاصم عن عطية عن الوليد ابن عبد الرحمن عن محمد بن علي قال قال رسول الله : ويح لهذه الأمة ماذا يلقى فيها من أطاع الله كيف يكذبونه ويضربونه أنه أطاع الله من أجل أنهم أطاعوا الله قال عمر بن الخطاب يا رسول الله الناس يومئذ على الإسلام قال نعم يا عمر قال عمر يا رسول الله ولم يبغضون من أمرهم بطاعة الله فقال يا عمر ترك القوم الطريق فركبوا الدواب ولبسوا لين الثياب وخدمهم أبناء فارس وتزين الرجل منهم بزينة المرأة لزوجها وتبرج النساء زيهم زي الملوك الجبابرة يتسمنون كالنساء فإذا تكلم أولياء الله وأمروهم بطاعة الله قيل له أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة مكذب بالكتب تحمر زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق تأولوا كتاب الله على غير تأويله واستذلوا به أولياء الله.

157

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن حبان بن أبي جبلة عن أبي الدرداء قال لو خرج رسول الله إليكم اليوم ما عرف شيئًا مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة قال الأوزاعي فكيف لو كان اليوم؟ قال عيسى فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان؟

158

حدثني عبد الله بن محمد بن خالد قال حدثني علي بن معبد عن أبي المليح عن رجل من أهل البصرة عن الحسن قال لو أن بعض من مضى أنتشر حتى يعاين خياركم اليوم لقال ما لهؤلاء في الآخرة من حاجة ولو رأى شراركم لقال ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.

159

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال أسد بن موسى قال نا أبو يحيى عن موسى الجعفي عن الحسن قال أدركت عشرة آلاف من أصحاب النبي لو رأوكم لقالوا ما لهؤلاء مجانين ولو رأيتموهم لقلتم هؤلاء مجانين ولو رأو أخياركم لقالوا ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب ولو رأوا شراركم لقالوا ما لهؤلاء عند الله من خلاق.

160

نا محمد بن وضاح قال يقال تخرج الفتن من عند أصحاب الكتب وإليهم تعود- قال ابن وضاح- ويقال ويبعث الله ريحًا حمراء من قبل المشرق فينفر الناس إلى مساجدهم وإلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا قردة وخنازير.

161

حدثني محمد بن وضاح: قال نا محمد بن سليمان الأنباري قال نا وكيع عن عمر بن منبه عن أوفى بن دلهم العدوي قال بلغني عن علي أنه قال تعلموا العلم تعرفوا به وأعملوا به تكونوا من أهله فأنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر الحق فيه تسعة أعشارهم لا ينجو فيه إلا كل مؤمن نومة- قال وكيع يعني مغفلًا- أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم ليسوا بالعجل المذاييع البذرة قال قيل لعلي بن أبي طالب ما النومة؟ قال الرجل يسكت بالفتنة فلا يبدو منه شيء.

162

حدثني محمد بن وضاح قال حدثني أبو الظاهر عن بشر عن أم عبد الله ابنة خالد قال حدثتني أم عبد الله الجرشية وكانت تكثر الاختلاف إلى أبي تقتبس منه فقالت ذات يوم: ليأتين على الناس زمان يؤمنون بالله ولا يشركون به شيئًا ويصومون رمضان ويصلون الخمس وقد سلبوا دينهم قلت إنا لله وإنا إليه راجعون يا أم عبد الله إن هذا أمر عظيم فقالت يا بنية إذا رأوا الحق فتركوه فلا دين.

163

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو عن مصعب عن سفيان عن عدي بن حاتم أنه قال إنكم في زمان معروفه منكر زمان قد مضى ومنكره معروف زمان لم يأت.

164

حدثني محمد بن وضاح قال فضيل: في آخر الزمان يمشي المؤمن بالتقية وبئس القوم قوم يمشي فيهم بالتقية.

165

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن قدامة قال نا محمد بن الحجاج أخبر يف حماد عن أبي حمزة عن أبي حمضة قال قال لي أبو هريرة كيف بك إذا كنت في زمان لا ينكر خياركم المنكر؟ قلت سبحان الله ما أولئك بخيار قال بلى ولكن أحدهم يخاف أن يشتم عرضه وأن يضرب بشره.

166

حدثني محمد بن وضاح قال نا يعقوب بن كعب قال نا زكريا بن منطور قال سمعت أبا حازم يقول أدركت القراء وهم القراء وليس هم اليوم بالقراء ولكنهم الخراء.

167

حدثنا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا أبو عمر عن بيان نا المغفري عن تبيع عن كعب قال سنة أربعين ومائة يفسد فيها النساء والولد، وسنة تسع وسبعين ومائة من أدرك ذلك فليعد كراعًا وسيفًا ولينج بنفسه.

168

حدثني محمد بن وضاح قال: سنة خمس وعشرين ومائة ترفع زينة الدنيا.

169

نا محمد بن وضاح عن أبي صالح قال نا ابن لهيعة عن جندب بن عبد الله عن سفيان بن عوف عن عبد الله بن عمرو أن النبي قال طوبى للغرباء ثلاثًا قالوا يا رسول الله ومن الغرباء قال ناس صالحون قليل في ناس سؤ كثير من يبغضهم أكثر ممن يطيعهم ثم طلعت الشمس فقال رسول الله يأتي أناس يوم القيامة وجوههم مثل ضوء الشمس فسأل أبو بكر نحن هم يا رسول الله قال لا ولكم خير كثير ولكنهم أناس من أمتي يتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره يحشرون من أقطار الأرض.

170

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا ابن وهب عن عقبة ابن نافع عن بكر بن عمرو المعافري قال قال رسول الله طوبى للغرباء اللذين يمسكون بكتاب الله حين يترك ويعلمون بالسنة حتى تطفأ.

171

نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال قال رسول الله أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء- قيل ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل.

172

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا يحيى بن المتوكل عن أمه أم يحيى قالت سمعت سالم بن عبد الله يقول سمعت رسول الله يقول: بدأ الإسلام غريبًا ولا تقوم الساعة حتى يكون غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء حين يفسد الناس ثم طوبى للغرباء حين يفسد الناس .

173

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يوسف بن سليم عن جدته ميمونة عن عبد الرحمن بن سنة أنه سمع رسول الله يقول: أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء فقيل ومن الغرباء يا رسول الله؟ قيل اللذين يصلحون عند فساد الناس.

174

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن أن رسول الله قال:أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء قالوا يا رسول الله كيف يكون غريبًا قال كما يقال للرجل في حي كذا وكذا إنه لغريب.

175

نا محمد بن وضاح نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا ابن مهدي عن معاوية ابن صالح عن ربيعة بن يزيد قال سمعت أبا إدريس الخولاني يقول سمعت أن للإسلام عرا يتعلق للناس بها وإنما يمتلخ عروة عروة فأول ما يمتلخ منها الحلم وآخر ما يمتلخ منها الصلاة.

176

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا ضمر عن الشيباني عن عبد الله بن الدليمي قال: تذهب السنة سَنة سَنة كما يذهب الحبل قوة قوة وآخر الدين الصلاة وليصلين قوم ولا خلاق لهم.

177

حدثني محمد بن وضاح قال نا يحيى عن مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل ابن مالك عن أبيه أنه قال: ما أعرف شيئًا مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة

178

حدثني إبراهيم بن محمد عن حرملة بن يحيى عن نعيم بن حماد عن أبي المبارك عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك: ما أعرف منكم شيئًا كنت أعهده على عهد رسول الله ليس قولكم لا اله إلا الله قلنا بلى يا أبا حمزة الصلاة فقال فقد صليتم حين تغرب الشمس أفكانت تلك صلاة رسول الله ؟

179

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا سفيان بن عيينة عن المبارك بن فضالة عن الحسن قال: لو أن رجلًا أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئًا، قال ووضع يده على خده ثم قال: إلا هذه الصلاة، ثم قال: أما والله ما ذلك لمن عاش في هذه النكراء ولم يدرك هذا السلف الصالح فرأى مبتدعًا يدعو إلى بدعته ورأى صاحب دنيا يدعو إلى دنياه فعصمه الله عن ذلك وجعل قلبه يحن إلى ذلك السلف الصالح يسأل عن سبيلهم ويقتص آثارهم ويتبع سبيلهم ليعوض أجرًا عظيمًا فكذلك فكونوا إن شاء الله

180

حدثني عبد الله بن محمد عن علي بن معبد عن العلاء بن سليمان عن ميمون بن مهران قال: لو أن رجلًا أنتشر فيكم من السلف ما عرف فيكم غير هذه القبلة.

181

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن قدامة الهاشمي قال نا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش بن سالم عن أم الدرداء قالت دخل علي أبو الدرداء وهو غضبان فقلت له ما أغضبك؟ فقال والله ما أعرف فيهم من أمر محمد شيئًا إلا أنهم يصلون جميعًا.

182

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن قدامة قال نا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن سالم قال قال أبو الدرداء لو أن رجلًا تعلم الإسلام وأهمه ثم تفقده ما عرف منه شيئًا.

183

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا المبارك ابن فضالة عن الحسن قال قال رسول الله : إنكم سترون ما تعرفون وما تنكرون فمن أنكر برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقتل فجارهم قال لا ما صلوا.

184

قال مالك وبلغني أن أبا هريرة تلا {إذا جاءَ نَصرُ اللهِ والفَتحُ ورأيتَ الناسَ يدخلونَ في دينِ اللهِ أفواجا} ثم قال والذي نفسي بيده إن الناس ليخرجوا اليوم من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا.

185

حدثني إبراهيم بن محمد بن عون عن إسماعيل بن نافع القرشي عن ابن المبارك قال قال عبد بن عمرو بن العاص لو إن رجلين من أوائل هذه الأمة خليا بمصحفهما في بعض هذه الأودية لأبيا الناس اليوم ولا يعرفان شيئًا مما كانا عليه.

186

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى عن وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي وائل قال قال عبد الله أتدرون كيف ينقض الإسلام قالوا نعم كما ينقض صنع الثوب وكما ينقض الدابة قال عبد الله ذلك منه.

187

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال أسد عن محمد بن الفضيل بن غزوان عن هارون بن أبي وكيع عن أبيه قال نزلت هذه الآية {اليوم أكملتُ لَكُم دينَكُم} يوم الحج الأكبر فبكى عمر فقال رسول الله ما يبكيك يا عمر فقال يا رسول الله إنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذ كمل فلم يكمل شيء قط إلا نقص فقال النبي صدقت.

188

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو قال نا مصعب بن ماهان عن سفيان الثوري عن رجل عن الضحاك بن مزاحم عن حذيفة قال إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يرون على ما يعملون أو يضلون وهم يشعرون.

189

حدثني محمد بن وضاح قال نا أبو الطاهر عن يحيى بن سليم عن الحجاج بن فرافصة قال بلغني أن رجلًا مر بسلمان فسلم عليه فلم ير الرجل من سلمان تلك البشاشة فقال كأنك لم تعرفني يا أبا عبد الله فقال بل لقد عرفتك ورسول الله يصلي يسمع كلامهما فلما ذهب الرجل أنحرف النبي فقال يا سلمان: أما علمت إن الأرواح أجناد مجندة تتلاقى في الهواء فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها أختلف فإذا ظهر العلم وخزن العلم وتلاقت الألسن وتباغضت القلوب وتقطعت الأرحام فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم.

190

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال حدثني عدي ابن الفضل عن محمد بن عجلان عن عبد الرحمن عن ابن عمر أن رسول الله صلى عليه وسلم قال إن من بعدكم أيامًا الصابر فيها المتمسك بمثل ما أنتم عليه اليوم له أجر خمسين منكم قيل يا رسول الله منهم قال بل منكم.

191

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا سفيان بن عيينة عن أسلم البصري عن سعيد أخي الحسن يرفعه قلت لسفيان عن النبي ؟ قال نعم قال: إنكم اليوم على بينة من ربكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في الله ولم تظهر فيكم السكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش وستحولون عن ذلك فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر ولا تجاهدون في الله وتظهر فيكم السكرتان فالمتمسك يومئذ بالكتاب والسنة له أجر خمسين قيل منهم قال لا بل منكم.

192

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا إسماعيل ابن عياش عن سعيد بن غنيم الكلاعي عن أبي حسان صفوان بن عمير عن القاسم أبي عبد الرحمن إن رسول الله قال: سينقض الإسلام، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر أو خبط الشوك.

193

حدثني محمد بن وضاح قال نا زهير بن عباد عن عبد الله بن المبارك عن عتبة ابن أبي حكيم عن عمرو بن جارية عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي قال: المتمسك بديني وسنتي في زمان المنكر كالقابض على الجمر للعامل منهم يومئذ بسنتي أجر خمسين منكم قلنا يا رسول الله منهم؟ قال بل منكم.

194

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا عثمان بن كثير عن محمد بن مهاجر قال حدثني أيوب بن جندب بن بشر عن حذيفة قال لتنقضن عرا الإسلام عروة حتى لا يقول عبد مه مه ولتركبن سنن الأمم قبلكم حذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم حتى لو أنه كان قبلكم من الأمم أمة يأكلون العذرة رطبة أو يابسة لأكلتموها وستفضلوهم بثلاث خصال لم تكن فيمن كان قبلكم من الأمم نبش القبور وسمنة النساء تسمن الجارية حتى تموت شحمًا وحتى يكتفي الرجال بالرجال دون النساء. والنساء بالنساء دون الرجال. أيم الله إنها لكائنة ولو قد كانت خسف بهم ورجموا كما فعل بقوم لوط. والله ما هو بالرأي ولكنه الحق اليقين.

195

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا الليث بن سعد قال نا عبيد الله بن أبي جعفر عن ابن خالد قال أدركت الناس وهم يعملون ولا يقولون فهم اليوم يقولون ولا يعملون.

196

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عابد الدمشقي قال نا الهيثم عن حفص بن غيلان عن مكحول عن أنس بن مالك قال قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل قيل وما ذلك يا رسول الله؟ قال إذا ظهر الادهان في خياركم والفاحشة في شراركم وتحول المُلك في صغاركم والفقه في أرذالكم .

197

نا محمد بن وضاح عن محمد ين عبد الله السهمي قال نا الملطي قال أخبره ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال مر بعلي بن أبي طالب رجل له سمت فقال أمن أهل خراسان أنت؟ قال لا. قال من أهل فارس أنت؟ قال لا. قال: فمن أنت؟ قال أنا من أهل الأرض قال: فأني سمعت رسول الله يقول: لا يزال الدين معتدلًا صالحًا ما لم يسلم نبط العِراق فإذا أسلمت نبط العِراق أدغلوا في الدين وقالوا فيه بغير علم فعند ذلك يهدم الإسلام وينثلم.

198

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد نا أسد بن موسى قال نا عون بن موسى قال سمعت هلال بن حبان قال سألت سعيد بن جبير قلت يا أبا عبد الله متى علم هلاك الناس؟ قال إذا هلك علماؤهم

199

قال نا ضميرة عن أبي سودب عن إياس بن معاوية قال ما بعد عهد قوم من نبيهم إلا كان أحسن لقولهم وأسوأ لفعلهم.

200

أخبرني محمد بن وضاح قال في هذه الأمة أشياء لم تكن في غيرها من الأمم منها تسمين الحامشات ونبش القبور والسحق قال ويقال إن تسمين الصبية قبل البلوغ منه يكون السل.

201

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني إن عائشة كانت تؤتى بالصبيان فتدعو لهم فأتيت بجارية مسمنة فقالت لقد حشوتموها سويقا فلم تدع لها.

202

حدثني بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد قال نا إسماعيل ابن عياش عن عمر بن خثعم عن عمار بن خالد عن أبي ذرانه كان يقول كان الممتلئ شحمًا براق الثياب وهي المرؤة فيكم اليوم.

203

قال نا أسد قال نا محمد بن حازم عن الأعمش عن إبراهيم قال عبد الله أني لأمقت القارئ أن أراه سمينًا نسيًا للقرآن.

204

نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي ثامر إنه رأى فيما يرى النائم وكان عابدًا إنه قيل ويل للمتسمنات من فترة تكون في الطعام يوم القيامة.

205

نا أسد قال نا مبارك بن فضالة عن الحسن قال أتى رجل عمر وهو شيخ قدر كبه اللحم وهو يقول آه آه فقال ما هذا؟ فقال بركة الله يا أمير المؤمنين فقال كذبت بل هو عذاب الله.

206

نا أسد قال نا أبو بكر الزاهدي عن شعبة عن أبي إسرائيل عن جعدة بن هبيرة قال رأى النبي رجلًا سمينًا فأهوى النبي إلى بطنه فقال: لو كان هذا في غير هذا المكان خير لك.

207

قال نا بعض أصحابنا قال حدثني أبو بكر عن أبي مريم عن الأزهر بن عبد الله قال قال رسول الله وقد رأى رجلًا سمينًا فأهوى النبي إلى بطنه فقال: لو كان هذا في غير هذا لكان خيرًا لك

208

قال نا بعض أصحابنا قال حدثني أبو بكر عن أبي مريم عن الأزهر بن عبد الله قال قال رسول الله إذا رأيت عشرين رجلًا فلم تتوهم الخير في رجل منهم فقد فسد الأمر.

209

حدثني إبراهيم عن محمد قال نا حرملة بن يحيى قال نا عبد الله بن وهب قال نا جرير ابن حازم عن سلمان الأعسر عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال كان عمر بن الخطاب حائطًا حصينًا على الإسلام يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه فانثلم الحائط والناس خرجوا منه ولا يدخلون فيه.

باب فيما يدال الناس بعضهم من بعض والبقاع

210

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا ابن عيينة عن مجاهد بن عامر قال سمعت محمد بن الأشعث يقول ما من شيء إلا يدال حتى أن النوك لتكون له دولة على الكيس.

211

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم قال نا أبو سلمة عن مجالد عامر عن محمد بن الأشعث قال إن لكل شيء دولة حتى إن للحمق على الحلم دولة.

212

نا ابن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم قال نا محمد بن عبد الله عن عبد السلام بن سلمة عن أبي حنبل عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لكل شيء دولة تصيبه فللأشراف على الصعاليك دولة ثم للصعاليك وسفلة الناس في آخر الزمان حتى يدال لهم من أشراف الناس فإذا كان ذلك فرويدك الدجال ثم الساعة والساعة أدهى وأمر.

213

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن أبي مريم قال: كان يقال إن البقاع ليدال بعضها من بعض حتى إن المسجد ليتخذ كنيفًا وإن الكنيف ليتخذ مسجدًا.

214

حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن ابن مهدي قال نا سفيان عن أبي حصين سمعت إبراهيم وخيثمة يتذاكران فقالا إن للأشرار بقاءًا بعد الأخيار فقال أحدهما للآخر نخشى أن نكون منهم.

215

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا محمد بن حميد عن عمر بن قيس سمع عبد الله بن عمر يقول إن من أشراط الساعة أن توضع الأخيار ولرفع الأشرار ويسود كل قوم منا فقوهم.

216

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا الحكم بن نافع عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهر عن كثير بن مرة قال قال من أشراط الساعة أن يملك من ليس أهلًا أن يملك ويرفع الوضيع ويوضع الرفيع.

217

نا محمد بن وضاح قال قرأ علينا أبو البشر ونحن نسمع قال نا ضمام عن أبي شريح وغيره ظان الساعة لا تقوم حتى يسود كل قبيلة منافقوها.

218

نا محمد بن وضاح قال نا ابن أبي مريم قال نا نعيم عن عبد الخالق بن زيد عن أبيه عن سليمان بن عامر الخبائري عن أبي إمامة قال إذا رأيت الواعظ يعظ ويتعظ والموعوظ تزول عنه الموعظة فعند ذلك عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.

219

حدثني ابن الوضاح قال نا ابن أبي مريم قال نا نعيم عن ابن وهب عن عبد الرحمن ابن شريح عن يزيد بن عبد الله القيسي عن يحيى عن أبي كثير قال قال عمر بن الخطاب إذا اختلف الناس في أهوائهم وعجب كل ذي رأي برأيه أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.

220

حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية قال نا عبد الرحمن بن مهدي البصري قال نا عبد الله بن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن جابر عن أبي أمية الشيباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت يا أبا ثعلبة كيف تصنع في هذه الآية؟ قال آية آية. قلت قول الله تعالى {لا يضركُم من ضلَ إذا اهتديتُم} قال أما والله لقد سألت عنها خبيرًا سألت عنها رسول الله فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحًا مطاعًا وهوى متعبًا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع أمر العوام فإن من ورائكم أيام الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عمله، قال زادني غيره قيل يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم.

221

حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن أبي مهدي قال نا سفيان عن الصلت بن بهرام عن المنذر بن هوده عن خرشة بن الحر عن حذيفة قال كيف أنتم إذا انفرجتم عن دينكم انفراج المرأة عن قبلها لا يمنع من يأتيها فقال جل قبح العاجز قال بل قبحت أنت.

222

نا محمد بن وضاح قال حدثني محمد بن سعيد قال نعيم بن حماد قال نا ابن وهب عن الحارث بن نبهان عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله إذا ظهرت فيكم السكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش وجاهدوا في غير سبيل الله فالقائمون يومئذ بكتاب الله سرًا وعلانية كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.

223

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم وقال نا أبو معاوية وأبو إمامة يحيى بن اليمان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبيه عن علي قال ينقض الدين حتى لا يقول أحد لا اله إلا الله قال بعضهم حتى لا يقل الله الله ثم يضرب الدين بذنبه ثم يبعث الله قومًا قزعًا كقزع الخريف إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم.

224

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو قال نا مصعب عن سفيان الثوري عن عطاء بن السائب قال أخبرني عبد الرحمن الحضرمي قال أخبرني من سمع رسول الله يقول يكون في آخر أمتي قوم يعطون من الأجر مثل ينكرون المنكر ويخشون الفتن.

225

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد عن أسد قال نا محمد بن حازم عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال حدثنا رسول الله عن رفع الأمانة قال حتى يقال إن في بني فلان رجل أمين وحتى يقال للرجل ما أجلده وما أظرفه وما في قلبه حبة من خردل من إيمان.

226

نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا شبابة عن ليث بن سعد عن يزيد ابن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر إن الرسول قال إني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها.

227

ثنا محمد بن وضاح قال نا بن موسى بن معاوية قال نا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد ابن زيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله ألا أدلكم على ما هو خير من كثير من الصلاة والصدقة: إصلاح ذات البين، وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة.

228

حدثني محمد بن وضاح عن موسى عن ابن مهدي عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني يعيش بن الوليد عن مولا لآل الزبير حدثه إن الزبير بن العوام حدثه إن رسول الله قال دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين والذي نفس محمد بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبيكم بما يثبت ذلك أفشوا السلام بينكم.

229

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا ابن وهب قال أخبرني أبو هاني الخولاني عن أبي سعيد الغفاري قال سمعت رسول الله يقول سيصيب أمتي داء الأمم قالوا يا رسول الله وما داء الأمم قال الأشر والبطر والتكاثر في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي ثم يكون الهرج.

230

نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا محمد بن عبد الله الأسدي عن سعيد بن أبي أوس عن بلال العبسي عن ميمونة زوج النبي قالت قال لنا رسول الله ذات يوم كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة واختلف الأخوان وخرق البيت العتيق.

231

نا محمد بن وضاح عن محمد بن سعيد عن نعيم قال نا المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال قال عبد الله بن عمرو بن العاص يوشك أن تظهر شياطين يجالسونكم في مجالسكم ويفقهون في دينكم ويحدثونكم وإنهم لشياطين.

232

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا ابن المبارك ووكيع عن سفيان عن ليث عن طاووس قال تعلم العلم لنفسك فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانة.

233

حدثني محمد بن وضاح عن موسى عن معاوية عن ابن مهدي قال حدثني سفيان عن الأعمش عن خيثمة قال قال عبد الله بن مسعود إنها ستكون أمور مشتبهة فعليكم بالتؤدة فإن يكن الرجل تابعًا بالخير خير من أن يكون رأسًا في الشر.

234

حدثني ابن وضاح عن موسى بن مهدي عن سفيان بن عيينة عن مجلد عن الشعبي عن مسروق قال قال عبد الله لا يأتي عليكم عام إلا والذي بعده شر منه ولا أعني عامًا أخصب من عام ولا أمطر من عام ولكن ذهاب خياركم وعلمائكم ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم.

235

نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله لا يقبض العلم انتزاعًا من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يبقى عالم أتخذ الناس رؤساء جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

236

حدثني إبراهيم بن محمد عن عون عن إسماعيل بن نافع القرشي عن عبد الله بن المبارك قال أعلم أخي عن الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله على السنة فإنا لله وإنا إليه راجعون فإلى الله نشكو وحشتنا وذهاب الأخوان وقلة الأعوان وظهور البدع وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء أهل السنة وظهور البدع، وقد أصبحنا في زمان شديد، وهرج عظيم أن رسول الله تخوف علينا ما قد أضلنا وما قد أصبحنا فيه فحذرنا وتقدم ألينا فيه بقول أبي هريرة قال رسول الله أتتكم فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع فيها أقوام دينهم بعرض من الدنيا.

237

حدثني محمد بن وضاح قال نا زهير بن عباد قال قال ابن مسعود يأتي على الناس زمان تكون السنة فيه بدعة والبدعة سُنة والمعروف منكرًا والمنكر معروفًا وذلك إذا اتبعوا واقتدوا بالملوك والسلاطين في دنياهم.

238

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا بقية بن الوليد قال نا أبو محمد بن حاجب عن زياد أو ابن زياد قال سمعت كعب الأحبار يقول قال رسول الله يأتي في آخر الزمان أصحاب الألواح يزينون الحديث بالكذب تفصيل الذهب بالجوهر .

239

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا زيد عن الأحوص عن زكريا بن يحيى عمن ذكره عن عمار بن ياسر قال يأتي على الناس زمان خير دينهم دين الأعراب قال ومم ذلك قال تحدث أهواء وبدع يحضون عنها.

240

قال نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عبد الله بن نمير قال لي يحيى بن عيسى عن الأعمش قال قال لي شقيق أبو وائل نا سليمان ما شبهت قراء زمانك إلا بغنم رعت حمضًا فمن رآها ظن أنها سمان فإذا ذبحها لم يجد فيها شاة سمينة.

241

أخبرني أبو أيوب عن سحنون عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن يزيد عن عتبة بن عبد الله قال قال عبد الله بن مسعود ما أشبه علماء زمانكم إلا كرجل رعى غنمه الحمض حتى إذا أريحت بطونها وانتفخت أحقاؤها أعتام أفضلها في نفسه فإذا هي لا تبقى وما بقي من الدنيا إلا كالشيء شرب صفوه وبقي كدره.

242

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن عمرو قال نا مصعب عن سفيان بن سعيد الثوري أنه قيل لسفيان إن ابن بنته يقول سيأتي على الناس زمان يجلس في مساجدهم شياطين يعلمونهم أمر دينهم قال سفيان قد بلغنا ذلك عن عبد الله بن عمرو أنه قال سيأتي على الناس زمان يجلس في مساجدهم شياطين كان سليمان بن داود قد أوثقهم في البحر يخرجون يعلمون الناس أمر دينهم، قال سفيان بقيت أمور عظام.

243

قال محمد بن وضاح قال زهير بن عباد يعني سفيان يعلمون الناس فيدخلون في خلال ذلك الأهواء المحدثة فيحلون لهم الحرام ويشككونهم في الفضل والصبر والسنة ويبطلون فضل الزهد في الدنيا ويأمرونهم بالإقبال على طلب الدنيا وهي رأس كل خطيئة.

244

حدثني سليمان عن سحنون عن ابن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن أبي هلال الخولاني عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله قال: سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم.

245

حدثني محمد بن وضاح قال حدثني عبد الله بن محمد قال حدثني محمد بن تميم عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان بن سعيد الثوري قال بلغنا أنه يأتي على الناس زمان تكثر علماؤهم فلا ينتفعون بعلمهم ولا ينفعهم الله بعلمهم فخيرهم من كان متمسكًا بالقرآن وقرأته.

246

حدثني محمد بن وضاح قال حدثني بعض أخواني عن عبد الله بن عبد الوهاب قال ثني أحمد بن نصر قال نا سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري قال بلغني والله أعلم أنه سيأتي على الناس زمان من طلب العلم فيه صار غريبًا في زمانه.

247

حدثني سليمان عن سحنون عن أبي وهب عن خلاد بن سليمان قال سمعت دراجًا أبا السمح يقول يأتي على الناس زمان يسمن الرجل راحلته حتى تعقد شحمًا ثم يسير عليها في الأمصار حتى تعود نقصًا يلتمس من يفتيه بسُنة قد عمل بها فلا يجد من يفتيه إلا بالظن.

248

أخبرني محمد بن وضاح سُنة إحدى وثمانين ومائتين قال سمعت سحنونًا يقول منذ خمسين سَنة في الحديث الذي جاء يسمن الرجل راحلته حتى تعقد شحمًا قال سحنون إني أظن أنا في ذلك الزمان فطلبت أهل السنة في ذلك الزمان فكانوا كالكوكب المضيء في ليلة مظلمة. قال ابن وضاح: فإذا طلبت الشيء الخالص ليس تجده وإذا كان مختلطًا فهو الكامل. وسمعت محمد بن وضاح يقول غير مرة: كتاب الله قد بدل وسُنة رسول الله قد غيرت ودماء قد سفكت وكرائم قد سبيت وحدود قد عطلت وترأس أهل الباطل وتكلم في الدين من ليس من أهل الدين وخاف البريء وأمن النطيف1 وحكم في أمر المسلمين وسود فيهم من هو مسخوط فيهم.

249

حدثني محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أن رسول الله قال لا تقوم الساعة حتى لا يقال الله الله في الأرض.

250

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال نا عبد القدوس عن عفير بن معدان قال نا قتادة عن الحسن بن سمرة بن جندب قال لا تقوم الساعة حتى تروا أمورًا عظامًا لم تكونوا ترونها ولا تحدثون بها أنفسكم.

251

نا محمد ابن وضاح قال: أنا أقول لا تقوم الساعة حتى تعبد الأصنام في المحاريب.

252

أنا أبو بدر عن عبد الملك بن سعيد قال قال حذيفة لا تقوم الساعة حتى ينصب فيها الأوثان وتعبد يعني في المحاريب، حدثنيه ابن وضاح.

253

قال ثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو مروان عبد الملك بن حبيب البزاز المصيصي قال نا إبراهيم بن محمد القرادي عن العلاء بن المسيب عن معاوية العبسي عن زاذان قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا تقوم الساعة حتى تكون هذه الأمة على بضع وسبعين ملة كلها في الهاوية وواحدة في الناجية.

254

نا محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى عن إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن يزيد المغفري عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي قال ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثل بمثل حذو نعل بالنعل حتى لو إن فيهم من أتى أمه علانية كان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقوا على ثنتين وسبعين ملة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا ملة واحدة قالوا وأي ملة تنفلت من النار؟ قال ما أنا عليه وأصحابي.

255

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد عن نعيم بن حماد قال نا محمد بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عمر عن النبي قال لا تقوم الساعة حتى تنصب الأوثان وأول من ينصبها أهل حضر من تهامة.

256

ثنا محمد بن الوضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا العلاء بن عصيم عن حماد ابن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله لن تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد الأوثان وسيكون من أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم الأنبياء.

257

حدثني يحيى بن مريم قال حدثني مطرف بن عبد الله المدني قال نا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله لا تقوم الساعة حتى ينبعث دجالون كذابون قريبًا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله.

258

حدثني محمد بن وضاح قال حدثني يعقوب عن كعب قال نا بقية عن حصن بن مالك العوادي قال سمعت أبا محمد يحدث عن حذيفة عن النبي قال اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق فإنه سيجيء من بعدي قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم.

259

نا محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد ابن زيد عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال إنا أخذنا القرآن عن قوم فأخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن من العلم قال فتعلمنا العلم والعمل جميعًا وأنه سيرث هذا القرآن قوم بعدنا يشربونه كشربهم الماء لا يجاوز تراقيهم قال بل لا يجاوز هاهنا ووضع يده تحت حنكه.

260

وقال أنس بن مالك سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

261

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن موسى بن معاوية قال نا عبد الرحمن ابن مهدي عن عبد الواحد بن صفوان قال سمعت الحسن يقول يأتي على الناس زمان يتخذون القرآن مزامير.

262

نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا عمر بن يحيى عن أبيه عن جده قال: كنا جلوسًا على باب عبد الله بن مسعود ننتظره أن يخرج إلينا فخرج فقال إن رسول الله حدثنا إن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.

263

نا محمد بن وضاح قال نا يعقوب بن كعب الأنطاكي قال نا محمد بن حبر عن سلمة بن علي عن عمر بن ذر عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر بن الخطاب قال أخذ رسول الله بلحيتي وأنا أعرف الحزن في وجه فقال إنا لله وإنا إليه راجعون قلت أجل غنا لله وإنا إليه راجعون فما ذلك يا رسول الله؟ قال أتاني جبريل فقال إن أمتك مفتتنة بعد قليل من الدهر غير كثير. قال قلت فتنة كفر أم فتنة ضلالة؟ قال كل سيكون. قلت من أين يأتيهم ذلك وأنا تارك فيهم كتاب الله؟ قال بكتاب الله يضلون وزاد من قبل قرائهم وأمرهم- قال ابن وضاح- حذف جبير قوله فتنة كفر أم فتنة ضلالة إن فتنة الكفر هي الردة يحل فيها السبي والأموال وفتنة الضلالة لا يحل فيها السبي ولا الأموال، وهذا الذي نحن فيه فتنة ضلالة لا يحل فيها السبي ولا الأموال.

264

نا محمد بن وضاح قال محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا ابن لهيعة قال نا مسرح بن هاعان قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله يقول: أكثر منا فقي أمتي قراؤها.

265

نا أسد قال نا عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن شريح المعافري قال نا شرحبيل بن يزيد عن محمد بن هدبة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رسول الله أكثر منافقي أمتي قراؤها.

266

نا أسد قال نا أبو عبيدة عبد المؤمن بن عبد الله عن الحسن قال إلا إن من شرار الناس أقوامًا قرءوا هذا القرآن لا يعلمون بسُنته.

267

حدثني محمد بن وضاح قال نا ابن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا بكر بن حيش عن يزيد الشامي عن ثوران النبي خرج عليهم ذات يوم وهو متغير اللون ثم قال إن في جهنم لواديًا إن جهنم لتتعوذ بالله من شر ذلك الوادي في كل سبع مرات وإن في ذلك الوادي لجبأً إن جهنم وذلك الوادي ليتعوذان بالله من ذلك الجب وإن في ذلك الجب لحية وإن جهنم والوادي وذلك الجب ليتعوذون بالله من شر تلك الحية سبع مرات أعدها الله للأشقياء من حملة القرآن الذين يعصون الله فيه.

268

حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية قال نا عبد الرحمن بن مهدي البصري قال نا سفيان الثوري عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كيف أنتم إذا ألبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير وتتخذ سنة يجري عليها فإذا غير منها شيء قيل غيرت السنة قيل متى ذلك يا أبا عبد الرحمن فقال إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم وكثر أموالكم وقل أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين.

269

عن عبد الله بن ميسرة عن عبد الله بن مسعود قال لما ظهرت الفاحشة في بني إسرائيل جعل فقهاؤهم وقراؤهم يؤاكلونهم ويشاربونهم لا يأمرونهم بمعروف ولا ينهونهم عن منكر فضرب الله قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.

270

قال وثنا أسد قال نا وكيع عن سفيان عن علي بن بذيمة قال سمعت أبا عبيدة يقول قال رسول الله لما وقع في النقص في بني إسرائيل كان الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه ولا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشربه وجليسه فضرب الله قلوب بعض على بعض ونزل فيهم القرآن {لعنَ الذينَ كَفَروا من بني إسرائيلَ- حتى انتهى إلى قوله - ولكن كَثيرًا مِنهُم فاسقون} وكان رسول الله متكئا فاستوى جالسًا ثم قال كلا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يدي الظالم فتأطروه على الحق أطرا.

271

نا أسد قال نا عبد الرحمن بن محمد البخاري عن العلاء بين المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله إن رجلًا من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعذيرًا فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وخليطه وشريبه فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال ثم قال رسول الله : والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف واتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي المسيء الظالم ولتأطرنه على الحق أطرًا أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم.

272

ثنا أسد قال نا ابن لهيعة قال نا خالد بن أبي عمران قال قال رسول الله وجب عليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما لم تخافوا أن يؤتى إليكم فوق ما أمُرتم به فإذا خفتم ذلك فقد حل لكم الصمت.

273

نا أسد قال نا حمزة عن ابن المبارك عن ابن عون عن الحسن قال ذكروا عند معاوية شيئًا تكلموا فيه والأحنف ساكت فقال معاوية يا أبا بحر مالك لا تتكلم؟ قال أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت.

274

نا أسد عن قيس بن مسلم قال سمعت طارقًا قال نا حمزة عن ابن شوذب قال قال الحسن إنما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مؤمن يرتجي وجاهل يعلم ولم يكن فيمن يشهر سيفه.

275

نا أسد قال نا شعبة عن قيس بن مسلم قال سمعت طارق بن شهاب قال قال عتريس بن عوف لعبد الله أهلكت إن لم آمر بالمعروف ولم أنه عن المنكر فقال عبد الله هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر .

276

نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي عن مولي لعمر بن الخطاب عن عمر عن النبي قال يوشك أن تهلك هذه الأمة إلا ثلاثة نفر رجل أنكر بيده ولسانه وقلبه فإن جبن فبلسانه فإن جبن فبقلبه.

277

نا أسد قال نا محمد بن طلحة عن زبيد الأيامي عن الشعبي عن أبي حنيفة عن علي قال الجهاد ثلاثة فجهاد بيد وجهاد بلسان وجهاد بقلب فأول ما يغلب عليه من الجهاد يدك ثم لسانك ثم يصير إلى القلب فإذا كان القلب لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا نكس فجعل أعلاه أسفله.

278

نا أسد قال نا سعيد بن زيد عن ليث بن أبي سليم قال حدثني الأشعث بن قيس عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال إذا عمل في الأرض خطيئة فمن حضرها فكرهها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كمن شهدها.

279

نا أسد قال نا إسماعيل بن عياش عن عمر بن عمرو الرعيني عن كعب الأحبار انه كان يقول إن لله ملائكة يقومون بين يديه عند كل شارق يرسلهم فيما يريد من أمره منهم ملائكة يقول لهم اهبطوا إلى الأرض فسموا في وجه كل عبد من عبادي يكبر في صدره ما يرى مما لا يستطيع غيره لكيما إذا نزلت عقوبتي نجيته برحمتي.

280

نا أسد قال نا أشرس بن الربيع قال نا عطاء بن ميسرة الخراساني إن رسول الله قال سيأتي على الناس زمان يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الثلج في الماء قيل يا بني الله ومم ذلك قال يرى المنكر يعمل به فلا يستطيع أن يغيره.

281

نا أسد قال نا بقية قال نا إسحاق بن مالك الحضرمي قال حدثني أبو نزار القشيري قال قال رسول الله من أمر بمعروف فليكن أمره ذلك بمعروف.

282

نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي قال تكون أمور تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلمو لكن من رضي وتابع فأولئك هم الهالكون، يقولها ثلاثًا.

283

حدثني محمد بن وضاح قال نا هارون بن عباد قال نا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير عن ربيع بن عبلة قال عبد الله بن مسعود إنها ستكون هنات وهنات فبحسب أمر إذا رأى منكرًا لا يستطيع له غير أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره.

284

حدثني محمد بن وضاح قال نا أمير بن موسى قال نا يزيد بن عطاء عن أبي إسحاق السبيعي عن بعض ولد جرير بن عبد الله أو بعض أهله عن جرير بن عبد الملك قال سمعت رسول الله يقول إن الرجل ليكون في القوم يعمل بالمعاصي هم أكثر منه واعزلوا شاءوا أخذوا على يديه فيداهنون ويسكتون فيعاقبون به.

285

نا أسد بن موسى قال نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الله بن جرير عن أبيه قال سمعت رسول الله يقول ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا.

286

حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية قال نا ابن مهدي عن إسرائيل بن يونس عن إبراهيم بن المهاجر عن ابن مسعود قال إن الخطيئة لتعمل في الأرض فيعملون بها ومعهم الرجل فلا تصيب الرجل الخارج من الأرض بأن هذا ينكرها ولا يهواها وتبلغ هذا الآخر فلا ينكرها ويهواها.

287

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال بقية نا عبد الله بن نعيم قال حدثني أبو هوان قال بينما غلمان قد أخذوا ديكا فينتفون ريشه وشيخ قائم ينظر إليهم إلى جانبهم لا يأمرهم ولا ينهاهم فخسف الله بهم الأرض.

288

نا أسد قال نا حماد بن سلمة عن أبي عمران الحربي أن سلمان مر بفتية يعذبون حمارًا فنهاهم فلم ينتهوا فقال يا سماء اشهدي ويا جبال اشهدي. قال ابن وضاح ما أحسنه.

289

حدثني محمد بن وضاح قال أحمد بن عمرو اقل نا جعفر بن هارون قال أخبرني أبو سليم القارئ عن معسر بن وبرة قال سمعت ابن عباس قال إياك الكلام فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن عليك فيه من الوزر، وإياك في الكلام فيما يعنيك في غير موضعه قرب مسلم تقي قد تكلم بما يعنيه في غير موضعه فتعب.

290

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال نا أسد بن موسى قال نا أيوب ابن خوط قال نا الحسن إن رسول الله قال ليس بمؤمن من أذل نفسه قيل يا رسول الله كيف يذل نفسه قال يتعرض للبلاء الذي لا طاقة له به.

291

نا ابن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد قال نا قيس بن الربيع عن الأعمش عن إبراهيم قال قال عبد الله إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا تغير عليه ولا تنكرها قلوبهم فتنزل عليهم السخطة.

292

نا أسد قال نا الوليد قال نا حدثني أبو عمرو الأوزاعي قال سمعت بلال بن سعد يقول إذا خفيت الخطيئة لم تضر إلا عاملها فإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة.

293

نا أسد قال نا بقية قال حدثني عبد الله بن نعيم قال حدثني أبو هوان قال بعث الله ملكين إلى أهل قرية إن دمراها بمن فيها قال فوجدا فيها رجلًا قائمًا يصلي في مسجده فعرج أحدهما لله تعالى فقال ربنا وجدنا فيها عبدك فلانًا قائمًا يصلي في مسجده فقال دمراها ودمراه معهم فإنه ما تمعر وجهه في قط.

294

حدثني محمد بن وضاح قال نا حمزة بن سعيد قال حدثني يحيى بن سليم عن بن خشيم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم.

295

حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا أسد بن موسى قال نا محمد بن طلحة عن زبيد الأيامي عن عمرو بن مرة عن رجل من بني هاشم عن النبي قال: بئس القوم قوم لا يرمون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وبئس القوم قوم يجفون من يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، وبئس القوم قوم لا يقومون لله بالقسط وبئس القوم قوم يسير فيهم المؤمن بالتقية والكتمان.

296

نا أسد قال نا إسماعيل بن عياش عن طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله لئن لم نأمر بالمعروف وننه عن المنكر، حتى لا ندع شيئًا من المعروف وننهى عن منكر قال فقال رسول الله مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وتناهوا عن المنكر وإن لم تنهوا عنه كله.


 
*



هامش

  1. أي المتهم