بطرفك والمسحور يقسم بالسحر

بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ

​بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ​ المؤلف مهيار الديلمي


بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ
أعمداً رماني أم أصاب ولا يدري
تعرَّضَ لي في القانصينَ مسدِّدَ ال
إشارةِ مدلولَ السِّهامِ على النَّحرِ
رمى اللَّحظةَ الأولى فقلتُ مجرِّبٌ
وكررها أخرى فأحسستُ بالشَّرِّ
فهلْ ظنَّ ما قدْ حرَّمَ اللهُ منْ دمي
مباحاً لهُ أم نامَ قومٌ على الوترِ
بنجدٍ ونجدٌ دارُ جودٍ وذمَّةٍ
مطالٌ بلا عسرٍ ومطلٌّ بلا عذرِ
وسمراءُ ودَّ البدرُ لو حالَ لونهُ
إلى لونها في صبغةِ الأوجهِ السُّمرِ
خليليَّ هلْ منْ وقفةٍ والتفاتةٍ
إلى القبَّةِ السَّوداءِ منْ جانبِ الحجرِ
وهلْ منْ أرانا الحجَّ بالخيفِ عائدٌ
إلى مثلها أو عدَّها حجَّةَ العمرِ
فللهِ ما أوفى اللاتِ على منىً
لأهلُ الهوى لو لمْ تحنْ ليلةُ النَّفرِ
لقدْ كنتُ لا أوتى منَ الصَّبرِ قبلها
فهلْ تعلمانِ اليومَ إلى أينَ مضى صبري
وكنتُ ألومُ العاشقينَ ولا أرى
مزيَّةً ما بينَ الوصالِ إلى الهجرِ
فأعدي إلى الحبِّ صحبةُ أهلهِ
ولمْ يدري قلبي أنَّ داءَ الهوى يسري
أيشردُ لبِّي يا غزالةَ حاجرٍ
وأنتِ بذاتِ البانِ مجموعةُ الأمرِ
خذي لحظَ عيني في الغصوبِ إضافةً
إلى القلبِ أو ردِّي فؤادي إلى صدري
وإلاَّ فظهرَ الهجرِ أوطاُ مركبا
إذا خنتِ واستوطأتِ لي مركبَ الغدرِ
وإنِّي لجلدُ العزمِ أملكُ شهوتي
وأعرفُ أيَّامي وأقوى على سرِّي
وأحملُ أثقالَ الحبيبِ خفيفةً
ولكنَّ حملَ الضَّيمِ ثقلٌ على ظهري
ولا يملكُ المولى وفائي بنكثهِ
ولا يشتري معروف ودِّي بالنَّكرِ
ومنْ دونِ ضيمي بسطةُ الأرضِ والسَّرى
وخوضُ الدَّياجي وامتعاضُ الفتى الحرِّ
وإنِّي منْ مولى الملوكَ ورأيهُ
وسلطانهُ بينَ المجرَّةِ والنَّسرِ
فلا انا مغمودٌ ولا أنا مسلمٌ
وفي سيفهِ عزِّي وفي يدهِ نصري
تعالى بركنِ الدِّينِ صوتي وشيَّدتْ
محاسنهُ وصفي وسارَ بها ذكري
وكانَ إلى الدَّهرِ بالشَّرِّ ناظراً
فغمَّضَ عني جودهُ ناظرَ الدَّهرِ
وإنْ كانَ هذا القولُ قدماً يطيعني
فقدْ زادَ بسطاً في لساني وفي فكري
وكنتُ لهُ نجماً فلمَّا مدحتهُ
كساني سنا إقبالهِ بلجةَ الفجرِ
إليكَ مليكَ الأرضِ ألقتْ ملوكها اض
طراراً عنانَ النَّهيِ في الأرضِ والأمرِ
ودانَ لكَ الغرُّ الميامينُ منْ بني
بويهْ كما دانَ الكواكبُ للبدرِ
رأوكَ فتاهمْ في الشَّجاعةِ والنَّدى
وشيخهمْ المتبوعَ في الرأيِ والعمرِ
فأعطوكَ طوعاً ما تعذَّرَ منهمُ
على كلِّ باغٍ بالكراهةِ والقسرِ
نظمتَ لهمْ عقدَ العلا وفضلتهمْ
فأصبحتَ وسطَ العقدِ في ذلكَ النَّحرِ
لكمْ أوَّلُ الدُّنيا القديمُ وعنكمُ
يكونُ قيامُ الأمرِ في ساعةِ الحشرِ
وما الملكُ إلاَّ ما اختبى متمدِّحاً
بأيَّامكمْ فيهِ المحجَّلةَ الغرِّ
ولا الدَّهرُ إلاَّ ما تقلَّبَ صرفهُ
على ما قسمتمْ منْ يسارٍ ومنْ عسرِ
ولا تطعمُ الدُّنيا بنيها سوى الذي
تشيرونَ منْ حلوٍ إليهِ ومنْ مرِّ
بكمْ يصبحُ الدِّينَ الحنفيُّ آمناً
إذا باتَ مخلوعَ الفؤادِ منَ الذُّعرِ
ما برحتْ أبياتكمْ في ابتنائهِ
دعائمَ للخطِّيِّ والقضبِ البترِ
وأنتَ الذي كنتَ الذَّخيرةَ منهمُ
قديماً إذا الرحمنُ باركَ في الذُّخرِ
فلو بقى الماضونَ منهمْ تمثَّلوا
مملككَ في ملكٍ وعصركَ في عصرِ
إذا ما أرادَ اللهُ إحياءَ دولةٍ
بغاكَ بنوها بالخديعةِ والمكرِ
وإنْ شاءَ في دهمانِ قومٍ إبادةً
رماهمْ بدهمٍ منْ جيادكَ أو شقرِ
ومنْ ملَّ طولَ العمرِ والعزِّ قادهُ
لكَ الحينُ في حبلِ الشَّناءةِ والغمرِ
قسمتَ بكفَّيكَ المنيَّةَ والغنى
للهفانَ يستجدي وعضبانَ يستشري
فأنتَ غذا شمتَ الظبا قاتلُ العدا
وأنتَ إذا شمتَ النَّدى قاتلُ الفقرِ
فلا زالَ معقوداً عطاؤكَ بالغنى
ولا زالَ معقودا لواؤكَ بالنَّصرِ
وزاركَ بالنَّيروزِ أيمنُ قادم
سرى لكَ في وفدِ الرَّجاءِ الذي يسري
جديداً على العامِ الجديدِ مؤمِّراً
ِكما أمركَ الماضي على العبدِ والحرِّ
تزخرفُ منهُ الأرضُ في حلى روضها
بما كسيتْ منْ صبغِ أيَّامكَ الخضرِ
كأنَّ الربيعَ منْ صفاتكَ يمتري
وشائعهُ ومنْ سجاياكَ يستقري
فطاولْ بهِ عدَّ السَّنينِ مفاوتاً
بعمركَ مقدارَ الإحاطةِ والحصرِ
متى تطوِ ملكاً تنتشرُ لكَ بعدهُ
ممالكُ لا تبلى على الطيِّ والنَّشرِ
وحيَّاكَ منِّي بالمديحِ مبشِّرٌ
خمائلُ لمْ تنبتْ على سبلِ القطرِ
لها مددٌ منْ خاطرٍ غيرِ ناضبٍ
ملئٍ إذا كافا الصَّنيعة بالشُّكرِ
خدمتكَ منها بالمحصَّنةِ التي
عليها أحامي والمخدَّرةِ البكرِ
فكرَّمتني لما قبلتَ نكاحها
وزيَّدتَ من فضلي وضاعفتَ منْ قدري
وملَّكتني قلباً كريماً ولمْ أكنْ
أظنُّ قلوبَ الأسد تُملكُ بالشِّعرِ
فقمتُ على ظلٍّ منَ الأنسِ باردٍ
ومن هيبةِ الملكِ العقيمِ على الجمرِ
ولكنَّها قدْ موطلتْ بمهورها
ولا بدَّ في عقدِ النِّكاحِ منَ المهرِ
وممَّا شجاها أنْ تضلَّ وسيرها
مع النَّجمِ أو تظما على ساحلِ البحرِ
وخيرُ العطايا ما يرادُ بهِ العلا
وما كلُّ جودٍ باللُّجينِ وبالتَّبرِ
وما بي إلاَّ أنْ نسيتَ فراعني
لتعلمَ أنِّي منْ رعاكَ على ذكرِ