تذكرة الحفاظ/الطبقة الخامسة



الطبقة الخامسة من الكتاب

وتحتمل تراجمهم أن تعمل في مجلد تام وإنما لوحنا ههنا بنبذ من أخبارهم وهم نيف وسبعون إماما:

154-1/5 ع

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم

ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الإمام الحافظ الثبت أبو عثمان العدوي المدني أخو عبد الله وعاصم وأبي بكر: روى عن أم خالد بنت خالد الصحابية حديثا واحدًا وعن القاسم وسالم وعطاء ونافع والمقبري والزهري وغيرهم وعنه شعبة والسفيانان وبشر بن الفضل وأبو أسامة ويحيى القطان وعبد الوهاب الثقفي وعبد الرزاق وخلائق قال بن معين: عبيد الله عن القاسم عن عائشة الذهب المشبوك بالدر، وقال النسائي: ثقة ثبت، وقال غيره: كان صالحا عابدا حجة كثير العلم. اعتزل فتنة ابن حسن. قال أبو حاتم: سألت أحمد بن حنبل عن مالك وأيوب وعبيد الله أيهم أثبت في نافع، فقال: عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية. وقال أحمد بن صالح: عبيد الله أحب إلي من مالك في نافعن وسئل عنهما بن معين فقال: كلاهما، ولم يفضل قلت: هو ومالك والثوري وشعبة أهل الطبقة الثانية من الحفاظ لابن المفضل وقد وقع لنا حديث عبيد الله بعلو في الثقفيات وفي جزء بن الفرات وجزء ابن عيينة وجزء محمد بن عاصم ومن طريق الطبراني أخبرنا إبراهيم بن أحمد الحاسب أنا إسماعيل بن ظفر أنا أحمد بن محمد التيمي وأنبأنا بن أبي الخير عن التيمي أنا الحداد أنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر أنا محمد بن عاصم أنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع أن ابن عمر كان يكره أن يكثر مس قبر النبي . وقال الهيثم بن عدي: مات سنة سبع وأربعين ومائة بالمدينة رحمه الله تعالى.

155-2/5 ع

عقيل بن خالد بن عقيل

الحافظ الحجة أبو خالد الأموي الأيلي من موالي عثمان رضي الله عنه: حدث عن القاسم وسالم وعكرمة وعراك بن مالك وعمرو بن شعيب وأكثر عن الزهري وجود، روى عنه بن أخيه سلامة بن روح ويحيى بن أيوب والليث ومفضل بن فضالة وابن لهيعة والمصريون وزامل الزهري في المحمل مرات. قال رفيقه يونس: ما أحد أعلم بحديث الزهري من عقيل. وقال أحمد بن حنبل: عقيل أقل خطأ من يونس. وقال بن معين: ثقة. وكذا وثقه غير واحد واحتج به أرباب الصحاح. مات بمصر فجأة في سنة أربع وأربعين ومائة، وقيل سنة اثنتين. وحديثه كثير منتشر. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا الحرستاني حضورا أنا جمال الإسلام أنا ابن طلاب أنا بن جميع أنا الحسين بن سعيد المطبقي أنا محمد بن عزيز أنا سلامة بن روح حدثني عقيل عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله أنه كان يخرج زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير.

156-3/5 ع

يونس بن يزيد بن أبي النجاد

الحافظ الثبت أبو يزيد الأيلي مولى معاوية بن أبي سفيان: حدث عن عكرمة والقاسم وسالم والزهري وطائفة وعنه الأوزاعي وجرير بن حازم والليث وابن وهب وعثمان بن عمر بن فارس وآخرون قال أحمد بن صالح الحافظ المصري: نحن لا نقدم في الزهري على يونس أحدا. وكان الزهري إذا قدم أيلة نزل عنده ثم يزامله إلى المدينة وقال أحمد: ثقة. قال أبو سعيد بن يونس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة رحمه الله تعالى قلت حديثه كثير جدا.

157-4/5 ع

الزبيدي

الحافظ الحجة المتقن عالم أهل الشام أبو الهذيل محمد بن الوليد الحمصي القاضي: حدث عن أزهر بن سعيد الحرازي وراشد بن سعيد المقرئ ومكحول وعمرو بن شعيب والزهري وخلق سواهم، وهو أنبل أصحاب الزهري وأثبتهم، حدث عنه الأوزاعي ويحيى بن حمزة ومحمد بن حرب وبقية بن الوليد ومنبه بن عثمان وآخرون، قال الزهري: قد احتوى هذا ما بين جنبي من العلم وقال الأوزاعي: ما أحد أثبت في الزهري من الزبيدي، وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ. وقال الزبيدي: أقمت بالرصافة مع الزهري عشر سنين. وقال ابن سعد: كان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث. قيل: مات في المحرم سنة تسع وأربعين ومائة وله سبعون سنة. أنبأنا يحيى بن أبي منصور أنا عبد القادر أنا مسعود الثقفي أنا عبد الوهاب بن محمد أنا أبي حدثنا خيثمة بن سليمان نا أبو عتبة نا بقية نا محمد بن الوليد الزبيدي عن نافع عن بن عمر أن رسول الله قال: "من دُعِيَ إلى عرس أو نحوه فليجب" أخرجه مسلم من طريق بقية.

158-5/5 ع

هشام بن حسان

الحافظ الإمام أبو عبد الله الأزدي الفردوسي مولاهم البصري: عن الحسن ومحمد وعكرمة وحميد بن هلال وحفصة وعطاء وعدة، وعنه السفيانان والحمادان وروح بن عبادة وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم وعبد الرزاق وخلق قال بن عيينة كان أعلم الناس بحديث الحسن وكان حماد بن سلمة لا يختار عليه أحدا في حديث ابن سيرين وقيل: كان له ألف حديث. قال الفلاس: كان من البكائين وكان هشام بن حسان من العابدين؛ أحضرت إلى بابه الجمل والزاد والسفرة ليحج فشق على أمه وأخذها شبه الرعدة، فبطل من أجلها، فلما توفيت كان لا يدع الحج وكان يديم الصوم سوى يوم الجمعة من أجل أمه فلما ماتت سرد الصوم. وقال حماد بن سلمة كانت رؤية هشام بن حسان تبكي وعن هشام أنه قال: ليت حظي من العلم لا علي ولا لي. قال مكي بن إبراهيم: مات في أول صفر سنة ثمان وأربعين ومائة.

159-6/5 ع

هشام الدستوائي

هو الحافظ الحجة أبو بكر بن أبي عبد الله سنبر الربعي مولاهم البصري التاجر. كان يبيع الثياب المجلوبة من دستواء؛ إحدى كور الأهواز ولذلك يقال له: صاحب الدستوائي. حدث عن قتادة وحماد بن أبي سليمان ويحيى بن أبي كثير ومطر الوراق وطائفة، وعنه محمد بن أبي عدي وعبد الرحمن بن مهدي وأبو داود ومسلم بن إبراهيم وأبو عمر الحوضي وخلق كثير. قال شعبة: ما في الناس أحد أقول إنه طلب الحديث يريد به الله إلا هشاما الدستوائي، وهو أعلم بقتادة مني، وبحديثه. وقال أبو داود الطيالسي: هشام الدستوائي أمير المؤمنين في الحديث. وقال أحمد بن حنبل: ما يكون أحد أثبت منه، أما مثله فعسى. وقال شاذ بن فياض: بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه، وكان هشام يقول: ليتنا ننجو من الحديث، وعنه قال: عجبت للعالم كيف يضحك. وقال ابن سعد: كان ثقة حجة إلا أنه يرى القدر. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة وقيل سنة أربع.

160-7/5 ع

حبيب بن الشهيد

أبو محمد الأزدي الحافظ: سمع الحسن ومحمدا وابن أبي مليكة وطبقتهم، والظاهر أنه رأى أنس بن مالك؛ فإنه وُلِد سنة ثمانين أو قبلها بسنة وأكبر شيخ عنده أبو عثمان النهدي، وعنه شعبة ويزيد بن زريع وروح وقريش بن أنس وخلق، قال أحمد: ثقة ثبت يقوم مقام ابن عون ويونس. وقال أبو أسامة: كان من رفعاء الناس وإنما روى مائة حديث. وقال الضبعي: مات سنة خمس وأربعين ومائة.

161-8/5 4

محمد بن عجلان

الإمام القدوة أبو عبد الله المدني: روى عن أنس وأبيه عجلان وعكرمة ومحمد بن كعب ونافع وعمرو بن شعيب وطائفة وعنه السفيانان وبكر بن مضر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس ويحيى القطان وأبو عاصم وخلق كثير، وكان مفتيا فقيها عالما عاملا ربانيا كبير القدر. له حلقة كبيرة في مسجد النبي . وثقه ابن عيينة وغيره وفي حفظه شيء.

أبو حاتم الرازي عمن حدثه عن ابن المبارك قال: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء رحمة الله عليه. روى الواقدي: سمعت عبيد الله بن محمد بن عجلان يقول: حملت بأبي أمه ثلاث سنين. وقال الوليد بن مسلم: قلت لمالك: أي حديث عن عائشة أنها قالت: لا تحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل. فقال مالك: سبحان الله من يقول هذا هذه امرأة عجلان جارتنا امرأة صدق ولدت ثلاثة أولاد في اثنتي عشرة سنة تحمل أربع سنين قبل أن تلد. وقال سعيد بن داود الزنبري أخبرني محمد بن عجلان قال: أنا ولدت في أربع سنين في حياة أبي.

وروى أن ابن عجلان بدت منه هفوة، فخرج مع محمد بن عبد الله بن حسن فلما قُتِل محمد أراد والي المدينة جعفر بن سليمان أن يجلد ابن عجلان فقيل له: أرأيت أصلحك الله لو أن الحسن البصري فعل مثل هذا أكنت ضاربه؟ قال: لا. قيل له: فابن عجلان في أهل المدينة كالحسن، فعفا عنه. لم يحتج الشيخان بمحمد وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة رحمه الله تعالى.

162-9/5 ع

جعفر بن محمد بن علي

ابن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق: أحد السادة الأعلام وابن بنت القاسم بن محمد وأم أمه هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر فلذلك كان يقول: ولدني أبو بكر الصديق مرتين. حدث عن جده القاسم وعن أبيه أبي جعفر الباقر وعبيد الله بن أبي رافع وعروة بن الزبير وعطاء ونافع وعدة وعنه مالك والسفيانان وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وأبو عاصم النبيل وخلق كثير قيل مولده سنة ثمانين فالظاهر أنه رأى سهل بن سعد الساعدي وثقه الشافعي ويحيى بن معين. وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد وقال أبو حاتم: ثقة لا يسئل عن مثله. وعن صالح بن أبي الأسود: سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني؛ فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي. وقال هياج بن بسطام: كان جعفر الصادق يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء.

قلت: مناقب هذا السيد جمة ومن أحسنها رواية حفص بن غياث أنه سمعه يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله لقد ولدني مرتين. توفي سنة ثمان وأربعين ومائة، لم يحتج به البخاري واحتج به سائر الأمة.

يقع لي من عواليه من طريق القطيعي عن الكجي عن أبي عاصم عنه.

قال صاحب الحلية: أنا أبو أحمد الغطريفي أنا محمد بن أحمد بن مكرم أنا علي بن عبد الحميد أنا موسى بن مسعود أنا سفيان دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز وكساء خز دخاني فقلت: يا ابن رسول الله ليس هذا من لباس آبائك قال: كانوا على قدر أقتار الزمان وهذا زمان قد أسبل عزاليه ثم حسر عن جبة صوف تحت، وقال: يا ثوري لبسنا هذا لله وهذا لكم فما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه.

قال منصور بن أبي مزاحم: أنا عتبة الخثعمي سمعت جعفر بن محمد يقول: إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق.

أنبأنا ابن قدامة وغيره قالوا: أنا ابن طبرزد أنا أحمد بن الحسن أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر القطيعي أنا أبو مسلم الكجي حدثنا أبو عاصم عن جعفر بن محمد حدثني أبي قال عمر: ما أدري ما أصنع بالمجوس؟ فقام عبد الرحمن بن عوف قائما فقال: سمعت رسول الله يقول: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب"، هذا منقطع الإسناد.

163-10/5 ع

أبو حنيفة

الإمام الأعظم فقيه العراق النعمان بن ثابت بن زوطا التيمي مولاهم الكوفي: مولده سنة ثمانين رأى أنس بن مالك غير مرة لما قدم عليهم الكوفة، رواه ابن سعد عن سيف بن جابر أنه سمع أبا حنيفة يقوله. وحدث عن عطاء ونافع وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعدي بن ثابت وسلمة بن كهيل وأبي جعفر محمد بن علي وقتادة وعمرو بن دينار وأبي إسحاق وخلق كثير. تفقه به زفر بن الهذيل وداود الطائي والقاضي أبو يوسف ومحمد بن الحسن وأسد بن عمرو والحسن بن زياد اللؤلؤي ونوح الجامع وأبو مطيع البلخي وعدة. وكان قد تفقه بحماد بن أبي سليمان وغيره وحدث عنه وكيع ويزيد بن هارون وسعد بن الصلت وأبو عاصم وعبد الرزاق وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وأبو عبد الرحمن المقري وبشر كثير. وكان إماما ورعا عالما عاملا متعبدا كبير الشأن لا يقبل جوائز السلطان بل يتجر ويتكسب.

قال ضرار بن صرد: سئل يزيد بن هارون أيما أفقه: الثوري أم أبو حنيفة؟ فقال: أبو حنيفة أفقه وسفيان أحفظ للحديث. وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس. وقال الشاقعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة. وقال يزيد: ما رأيت أحدًا أورع ولا أعقل من أبي حنيفة. وروى أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز عن يحيى بن معين قال: لا بأس به لم يكن يتهم ولقد ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا. قال أبو داود رحمه الله: إن أبا حنيفة كان إماما.

وروى بشر بن الوليد عن أبي يوسف قال: كنت أمشي مع أبي حنيفة فقال رجل لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، فقال: والله لا يتحدث الناس عني بما لم أفعل، فكان يحيي الليل صلاة ودعاء وتضرعا. قلت: مناقب هذا الإمام قد أفردتها في جزء. كان موته في رجب سنة خمسين ومائة رضي الله عنه.

أنبأنا ابن قدامة أخبرنا بن طبرزد أنا أبو غالب بن البناء أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر القطيعي نا بشر بن موسى أنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن أبي حنيفة عن عطاء عن جابر أنه رآه يصلي في قميص خفيف ليس عليه إزار ولا رداء قال: ولا أظنه صلى فيه إلا ليرينا أنه لا بأس بالصلاة في الثوب الواحد.

164-11/5 ع

ابن جريج

الإمام الحافظ فقيه الحرم أبو الوليد ويقال أبوخالد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومي الأموي مولاهم المكي الفقيه. صاحب التصانيف أحد الأعلام: حدث عن أبيه ومجاهد يسيرا وعطاء بن أبي رباح فأكثر وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب ونافع والزهري وخلق كثير، ولد سنة نيف وسبعين وأدرك صغار الصحابة لكن لم يحفظ عنهم. روى عنه السفيانان ومسلم بن خالد وابن علية وحجاج بن محمد وأبو عاصم وروح ووكيع وعبد الرزاق وأمم سواهم.

قال أحمد بن حنبل: كان من أوعية العلم. وهو وابن أبي عروبة أول من صنف الكتب. وقال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج، كنت إذا رأيته علمت أنه يخشى الله. ويقال: إن عطاء قيل له: من نسأل بعدك؟ قال: هذا الفتى إن عاش، يعني ابن جريج. قلت: كان ابن جريج ثبتا لكنه يدلس. قال أحمد: لم يسمع من عمرو بن شعيب زكاة مال اليتيم ولا من أبي الزناد. وقال يحيى القطان: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال جرير كان ابن جريج يرى المتعة؛ تزوج ستين امرأة. قال ابن المديني: لم يكن في الأرض أعلم بعطاء من ابن جريج. وقال: لم أسمع من الزهري إنما أعطاني جزءًا كتبته وأجازه لي. وقيل: سمع من مجاهد حرفين في القراءات وقال عبد الوهاب بن همام: قال ابن جريج: لزمت عطاء ثمانية عشر عاما.

قال الواقدي: مات ابن جريج في أول ذي الحجة سنة خمسين ومائة. وقال خالد بن نزار الأيلي: خرجت بكتب ابن جريج سنة خمسين ومائة لأوافيه فوجدته قد مات. وقال مؤمل بن إسماعيل: مات قبل الموسم سنة خمسين ومائة وفيها أرخه جماعة. ووهم بن المديني حيث يقول: توفي سنة تسع وأربعين. وكان ابن جريج قد قدم في آخر أيامه البصرة وحدث بها. قال ابن معين: أصله رومي وولاؤه لآل خالد بن أسيد الأموي. قال القطان: سمع من مجاهد حديث: طلقوهن قبل عدتهن. وسمع من طاوس قوله في محرم أصاب ذرات قال: قبضات من طعام. قال أبو عاصم كان ابن جريج من العباد؛ كان يصوم الدهر إلا ثلاثة أيام من الشهر. وكانت له امرأة عابدة. قال بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: استمتع ابن جريج بتسعين امرأة حتى إنه كان يحتقن في الليلة بأوقية شيرج طلبا للجماع وعن عبد الرزاق قال: كان ابن جريج يخضب بالسواد ويتغلى بالغالية وكان من ملوك القراء وخرجنا معه فأتاه سائل فأعطاه دينارا وقال ابن قتيبة: مولده بمكة سنة ثمانين عام الجحاف.

165-12/5 ع

ابن أبي ليلى

الإمام العلم مفتي الكوفة وقاضيها أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه المقرئ: حدث عن أخيه عيسى والشعبي وعطاء والحكم ونافع وعمرو بن مرة وطائفة، وكان أبوه من كبار التابعين فلم يدرك الأخذ عنه. حدث عنه شعبة والسفيانان وزائدة ووكيع والخريبي وأبو نعيم وخلائق. قال أحمد بن يونس: كان بن أبي ليلى أفقه أهل الدنيا. وقال العجلي: كان فقيها صدوقا صاحب سنة جائز الحديث قارئا عالما بالقرآن قرأ عليه حمزة. وقال أبو زرعة: ليس هو بأقوى ما يكون. وقال أحمد: مضطرب الحديث. قلت: حديثه في وزن الحسن ولا يرتقي إلى الصحة؛ لأنه ليس بالمتقن عندهم ومناقبه كثيرة. مات في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين ومائة. وقال أبو حفص الأبار عنه قال: دخلت على عطاء فجعل يسألني وكأن أصحابه أنكروا ذلك فقال: وما تنكرون؟ هو أعلم مني.

166-13/5م 4

جعفر بن برقان

مفتي الجزيرة ومحدثها الإمام أبو عبد الله الكلابي مولاهم الرقي: حدث عن يزيد بن الأصم وميمون بن مهران وعطاء بن أبي رباح وابن شهاب حدث عنه السفيانان ومعمر وزهير بن معاوية ووكيع وكثير بن هشام وأبو نعيم وآخرون، فعن الثوري قال: ما رأيت أفضل منه وعن أحمد قال: لم يسمع من الزهري وهو فيه لين خاصة وقال النسائي وغيره: ليس به بأس. قلت: لم يحتج به البخاري. مات في سنة أربع وخمسين ومائة وهو وإن كان قد لين يسيرا في الزهري فما ذاك إلا لأنه لم يلازمه ولا هو بالمكثر عنه، وأما الرجل في نفسه فصادق حافظ للحديث كبير الشأن واجب قبول خبره رحمه الله.

ابن عون: عالم أهل البصرة يقرر هنا ويحول فقد مر. 1

167-14/5م 4

محمد بن إسحاق بن يسار

الإمام الحافظ أبو بكر المطلبي المدني مصنف المغازي مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف: رأى أنس بن مالك وحدث عن أبيه وعمه موسى وفاطمة بنت المنذر والقاسم وعطاء والأعرج ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرو بن شعيب ونافع وأبي جعفر الباقر والزهري وخلق كثير. حدث عنه جرير بن حازم والحمادان وإبراهيم بن سعد وزياد بن عبد الله البكائي وسلمة بن الفضل الأبرش وعبد الأعلى الشامي ومحمد بن سلمة الحراني ويونس بن بكير ويزيد بن هارون وأحمد بن خالد الوهبي ويعلى بن عبيد وعدة، وكان أحد أوعية العلم حَبرا في معرفة المغازي والسير وليس بذاك المتقن فانحط حديثه عن رتبة الصحة وهو صدوق في نفسه مرضي. قال يحيى بن معين: قد سمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبان بن عثمان وقال: هو ثقة وليس بحجة، وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث، وقال علي بن المديني: حديثه عندي صحيح، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: لا يحتج به، وقال شعبة: هو أمير المؤمنين في الحديث، وقال يزيد بن هارون: لو كان لي سلطان لأمرت ابن إسحاق على المحدثين، وأما مالك رحمه الله تعالى فإنه نال منه بانزعاج؛ وذلك لأنه بلغه أنه يقول: اعرضوا علي علم مالك؛ فأنا بيطاره، فغضب مالك فقال: انظروا إلى دجال من الدجاجلة. وقد قال ابن عيينة: ما رأيت أحدًا يتهم بن إسحاق، وقيل: كان قدريا. وقال ابن أبي عدي: كان يلعب بالديوك والذي تقرر عليه العمل أن ابن إسحاق إليه المرجع في المغازي والأيام النبوية مع أنه يشذ بأشياء وأنه ليس بحجة في الحلال والحرام، نعم ولا بالواهي بل يستشهد به، مات سنة إحدى وخمسين ومائة قال جماعة وقيل سنة اثنتين رحمه الله تعالى.

أنبأنا طائفة سمعوا عمر بن برزذ أنا هبة الله بن محمد أنا بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي حدثني محمد بن رميح بن سليمان البزاز أنا يزيد أنا محمد بن إسحاق عن سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله في صلاة الظهر أو العصر-شك يزيد-وهو حامل أمامة بنت أبي العاص، فإذا أراد أن يركع وضعها ثم ركع، فإذا قام حملها، فلم يزل يفعل ذلك حتى قضى صلاته .

168-15/5م 4

مقاتل بن حيان

عالم خراسان الحافظ أبو بسطام البلخي الخراز: حدث عن الشعبي وعكرمة ومجاهد وعبد الله بن بريدة وسالم بن عبد الله ومسلم بن هيصم والضحاك وطائفة حدث عنه علقمة بن مرثد أحد شيوخه وبكير بن معروف وإبراهيم بن أدهم وابن المبارك والمحاربي وعيسى غنجار وآخرون. كان إماما صادقا ناسكا خيرا كبير القدر صاحب سنة واتباع. هرب في أيام خروج أبى مسلم الخراساني إلى كابل ودعا خلقا إلى الإسلام فأسلموا. وثقه يحيى بن معين وأبو داود وقال: ليس به بأس. قلت: فأما مقاتل بن سليمان المفسر فكان في هذا الوقت وهو متروك الحديث وقد لطخ بالتجسيم مع أنه كان من أوعية العلم بحرا في التفسير. 2

169-16/5 ع

كهمس

في نسختي الأخرى. 3

170-17/5 ع

الحسين المعلم

هو الحافظ الحجة الحسين بن ذكوان المكتب العوذي مولاهم البصري أحد الثقات حدث عن بن بريدة وعطاء بن أبى رباح وعمرو بن شعيب وقتادة ويحيى بن أبى كثير وعدة. روى عنه خلق كثير منهم: إبراهيم بن طهمان وابن المبارك وعبد الوارث ويحيى القطان وغندر ويزيد بن زريع وروح بن عبادة وثقه أبو حاتم والنسائي أظنه توفي سنة بضع وأربعين ومائة وقد جاوز الستين. وكان كبير القدر وافر العلم. رحمه الله تعالى.

171-18/5خ 4

ثور بن يزيد

الحافظ الثبت أبو خالد الكلاعي الحمصي القدري: حدث عن خالد بن معدان وعطاء وراشد بن سعد ورجاء بن حيوة وعمرو بن شعيب وحبيب بن عبيد وعدة وعنه سفيان بن عيينة وبقية وعيسى بن يونس ويحيى القطان وأبو عاصم وعبد الرزاق وخلق كثير. قال القطان: ما رأيت شاميا أوثق منه. وقال أبو حاتم: صدوق حافظ. وقال وكيع: هو صحيح الحديث، وكان أعبد من رأيت، وقال أحمد بن حنبل: كان يرى القدر فنفاه أهل حمص لذلك وليس به بأس. قال ابن سعد وجماعة: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقال يحيى بن بكير: سنة خمس وخمسين قلت: لولا القدر لكان كلمة إجماع.

172-19/5 م 4

بحير بن سعد

حمصي حافظ يكنى أبا خالد السحولي الكلاعي له نسخة عن خالد بن معدان وشيء عن مكحول ليس إلا. روى عنه معاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش وبقية ومحمد بن حرب ومحمد بن حمير، روى محمد بن عوف عن أحمد بن حنبل قال: ليس بالشام أثبت من جرير إلا أن يكون بحير، وقال دحيم والنسائي: ثقة. رحمه الله تعالى. 4

173-20/5 م 4

معاوية بن صالح

الإمام الفقيه أبو عمرو الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس: انهزم إليها مع عبد الرحمن بن معاوية والي الأندلس. حج في أواخر عمره، حدث عن شريح بن عبيد ومكحول وزياد بن أبي سودة وأبي الزاهرية وعبد الرحمن بن جبير بن نفير وربيعة القصير وطائفة روى عنه الليث وابن وهب ومعن وابن مهدي وأسد بن موسى وأبو صالح الكاتب وعدة. صادفوه بمنىً وثقه أحمد بن حنبل وقال ابن عدي هو عندي صدوق. قلت: لم يحتج به البخاري. توفي بعد قضاء حجه سنة ثمان وخمسين ومائة وكان من أوعية العلم ومن معادن الصدق. رحمه الله تعالى.

174-21/5 ع

حنظلة بن أبي سفيان

حنظلة بن أبي سفيان عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي الحافظ الثبت: عن طاوس وعكرمة ومجاهد ونافع العمري والقاسم وسالم وعنه ابن المبارك ووكيع والمعافى بن عمران ومكي بن إبراهيم وأبو عاصم وابن وهب وخلق. قال أحمد: ثقة ثقة. وقال أحمد بن أبي مريم عن ابن معين: ثقة حجة. وقال ابن عدي: عامة ما روى مستقيم. قلت: بقي إلى سنة إحدى وخمسين ومائة.

175-22/5 خ4

حريز بن عثمان

الحافظ أبو عثمان الرحبي المشرقي الحمصي: محدث حمص عداده في صغار التابعين ومتقنيهم على نصب فيه سمع عبد الله بن بسر المازني وخالد بن معدان وراشد بن سعد وعبد الرحمن بن ميسرة وحبيب بن عبيد وجماعة وعنه بقية بن الوليد ويحيى القطان وحجاج الأعور وأبو اليمان وعلي بن عياش وآدم بن أبي إياس ويحيى بن صالح وعلي بن الجعد وخلق كثير. حدث بالشام والعراق وله نحو مائتي حديث. قال أبو حاتم: لا يصح عندي ما يقال في رأيه، ولا أعلم بالشام أحدًا أثبت منه. وقال أحمد حريز ثقة ثقة-وقال أبو اليمان كان ينال من رجل ثم ترك ذلك وعن علي بن عياش عن حريز وقال لرجل: أنا أشتم عليا؟ والله ما شتمته قط. قلت: يقع حديث حريز عن عبد الله بن بسر عاليا في جزء الغطريفي. مات سنة اثنتين أو ثلاث وستين ومائة.

176-23/5 ع

سعيد بن أبي عروبة مهران

الإمام الحافظ أبو النضر العدوي مولاهم البصري أحد الأعلام: حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين وأبي نضرة العبدي وأبي رجاء العطاردي والنضر بن أنس وقتادة ومطر الوراق وخلق كثير وعنه بشر بن المفضل وابن علية وغندر ويحيى بن سعيد وروح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء وسعيد بن عامر الضبعي وأبو عاصم والأنصاري وخلق سواهم. وثقه يحيى بن معين والنسائي وهو أول من صنف الأبواب بالبصرة قال أحمد بن حنبل: لم يكن له كتاب إنما كان يحفظ. وقال ابن معين: هو أثبت الناس في قتادة ومعه هشام وشعبة وقال أبو عوانة لم يكن عندنا في ذلك الزمان أحفظ من سعيد. قال أحمد بن حنبل: كان قتادة وسعيد يقولان بالقدر ويكتمانه وقيل: إنه تغير حفظه قبل موته بعشر سنين مات سنة ست وخمسين ومائة رحمه الله تعالى.

أنبأني يحيى بن أبي منصور الفقيه أنا عبد العزيز بن منينا وزيد بن الحسن وقرأت على عمر بن عبد المنعم عن زيد قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا إبراهيم بن عمر حضورا نا بن ماسي أنا أبو مسلم نا الأنصاري نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن الأحنف أن عمر وعليا قالا: إذا أغلق بابا وأرخى سترا فقد وجب الصداق كاملا وعليها العدة.

177-24/5 ع

الأوزاعي

شيخ الإسلام أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الدمشقي الحافظ: وُلِد سنة ثمان وثمانين وحدث عن عطاء بن أبي رباح والقاسم بن مخيمرة وشداد أبي عمار وربيعة بن يزيد والزهري ومحمد بن إبراهيم التيمي ويحيى بن أبي كثير وخلق. وروى محمد بن سيرين مريضا ويقال انه سمع منه حدث عنه شعبة وابن المبارك والوليد بن مسلم والهقل بن زياد ويحيى بن حمزة ويحيى القطان وأبو عاصم وأبو المغيرة ومحمد بن يوسف الفريابي وخلائق سكن في آخر عمره بيروت مرابطا. وبها توفي وأصله من سبي السند. قال أبو زرعة الدمشقي: كانت صنعته الكتابة والترسل فرسائله تؤثر.

قلت: هذا نافلة سوى الفقه. وقال الوليد بن مزيد: ولد ببعلبك ورُبي يتيما فقيرا في حجر أمه، تعجز الملوك أن تؤدب أولادها أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة فاضلة إلا أحتاج مستمعها إلى إثباتها عنه ولا رأيته ضاحكا يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول ترى في المجلس قلب لم يبكِ.

قال أيوب بن سويد: خرج الأوزاعي في بعث إلى اليمامة فقال له يحيى بن أبي كثير: بادر إلى البصرة؛ لتدرك الحسن وابن سيرين، قال: فانطلقت فإذا الحسن قد مات، وعدت ابن سيرين وهو مريض. وقال الهقل: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة. وقال إسماعيل بن عياش: سمعتهم يقولون سنة أربعين ومائة: الأوزاعي اليوم عالم الأمة. وقال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه. قلت: وكان يصلح للخلافة فقال أبو إسحاق الفزاري: لو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي قال بشر بن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه عمي من الخشوع وكان الوليد يقول: ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة منه وقال أبو مسهر: كان الأوزاعي يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء.

الوليد بن مزيد سمعت الأوزاعي يقول: إذا أراد الله بقوم شرا فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل. وقال عمرو بن أبي سلمة سمعت الأوزاعي يقول:أريت كأن ملكين عرجا بي إلى الله فأوقفاني بين يديه فقال: أنت عبدي عبد الرحمن الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. قلت: بعزتك ربي، فرداني إلى الأرض.

وقال محمد بن كثير المصيصي سمعت الأوزاعي يقول: كنا-والتابعون متوافرون-نقول: إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته قال الحاكم: الأوزاعي إمام عصره عموما وإمام أهل الشام خصوصا وقال الوليد بن مزيد: مولد الأوزاعي ببعلبك ومنشؤه بالكرك قرية بالبقاع ثم نقلته أمه إلى بيروت سمعته يقول: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه بالقول فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم.

قال عامر بن يساف سمعت الأوزاعي يقول: إذا بلغك عن رسول الله حديث فإياك أن تقول بغيره فإنه كان مبلغا عن الله. قال أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي كان يقول: خمسة كان عليها الصحابة والتابعون لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد والتلاوة، والجهاد.

وقال بن شابور سمعت الأوزاعي يقول: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام. وعن الأوزاعي: ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب ورعه. قال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: كان يقال: "ويل للمتفقهين" لغير العبادة والمستحلين الحرمات بالشبهات.

محمد بن خلف بن المرزبان أنا محمد بن هارون أبو نشيط أنا الفريابي قال اجتمع سفيان والأوزاعي وعباد بن كثير بمكة فقال سفيان: يا أبا عمرو حدثنا حديثك مع عبد الله بن علي-يعني عم السفاح-فقال: لما قدم الشام وقَتَل بني أمية جلس يوما على سريره وعبي أصحابه أربعة أصناف؛ صنف بالسيوف المسللة، وصنف معهم الجرزة، وصنف معهم الأعمدة، وصنف معهم الكافر كوب، ثم بعث إلي، فلما صرت إلى الباب انزلوني عن دابتي وأخذ اثنان بعضدي وأدخلوني بين الصفوف حتى أقاموني بحيث يسمع كلامي، فقال لي: أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير. قال: ما تقول في دماء بني أمية؟ قلت: قد كان بينك وبينهم عهود وكان ينبغي أن تفوا بها. قال: ويحك اجعلني وإياهم لا عهد بيننا، فأجهشت نفسي وكرهت القتل، فذكرت مقامي بين يدي الله فلفظتها فقلت: دماؤهم عليك حرام. فغضب، وانتفخت أوداجه، واحمرت عيناه، فقال لي: ويحك. ولم قلت: قال رسول الله : "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: ثيب زانٍ، ونفس بنفس، وتارك لدينه"، 5 قال: ويحك أوليس الأمر لنا ديانة؟ قلت: كيف ذاك؟ قال: أليس كان رسول الله أوصى لعلي؟ قلت: لو أوصى إليه لم حُكم الحكمين. فسكت وقد اجتمع غضبا، فجعلت أتوقع رأسي يسقط بين يدي فقال بيده هكذا؛ أومى أن: أخرجوه، فخرجت فما أبعدت حتى لحقني فارس فنزلت وقلت: قد بعث ليأخذ رأسي أصلي ركعتين فكبرت فجاء وأنا أصلي فسلم وقال: إن الأمير بعث إليك هذه الدنانير قال: ففرقتها قبل أن أدخل بيتي.

أخبرنا القاضي عبد الواسع الشافعي إجازة عن أبي الفتح الميداني أنا عبيد الله بن محمد بن الحافظ أبي بكر البيهقي أنا جدي أنا أبو عبد الله الحاكم أخبرني محمد بن علي الجوهري أنا إبراهيم بن الهيثم أنا محمد بن كثير المصيصي سمعت الأوزاعي يقول: كنا-والتابعون متوافرون-نقول: إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته. هذا إسناد صحيح.

موسى ابن أعين قال: قال الأوزاعي: كنا نضحك ونمزح فلما صرنا يُقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم.

ابن قتيبة العسقلاني أنا الوليد بن أبي طلحة سمعت بقية سمعت الأوزاعي يقول: لبس الصوف في السفر سنة وفي الحضر بدعة. الوليد بن مزيد سئل الأوزاعي عن رجل معه من الماء ما يوضئه ومعه أبوه قال: يتوضأ به أبوه فإنه من ماله. وسئل الأوزاعي عن المذي وكثرته فقال: ليسد فرجه بقطن وإلا فليتخذ كيسا من جلد يتخذ فيه قطنا أو مشاقة ويتوضأ لكل صلاة. وسمعت الأوزاعي يقول: يغسل الرجل ذكره وأنثيه من المذي والودي.

وسمعت الأوزاعي يقول: العمائم تيجان العرب وكان يقول: اعتموا تزدادوا حلما. قال الوليد: رأيت الأوزاعي يعتم فلا يرخي لها شيئا. وسئل عن الخشوع في الصلاة فقال: غض البصر وخفض الجناح ولين القلب وهو الحزن.

قلت: كان أهل الشام ثم أهل الأندلس على مذهب الأوزاعي مدة من الدهر، ثم فني العارفون به وبقي منه ما يوجد في كتب الخلاف.

قال عقبة بن علقمة البيروتي: دخل الأوزاعي حماما في بيته وأدخلت معه زوجته كانونا فيه فحم ليدفأ به ثم أغلقت عليه وتشاغلت عنه، فهاج الفحم فمات، قال عقبة: فوجدناه متوسدا ذراعيه إلى القبلة رحمه الله. قال أبو مسهر: أغلقت عليه غير متعمدة فمات فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة ولم يخلف إلا ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد كتب في ديوان الساحل.

قلت: قد كان المنصور يعظم الأوزاعي ويصغي إلى وعظه ويجله. مات في ثاني صفر سنة سبع وخمسين ومائة رحمه الله تعالى.

178-25/5 ع

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر

الإمام الفقيه الحافظ أبو عتبة الأزدي الدمشقي الداراني: أخذ عن أبي سلام ممطور ومكحول وأبي الأشعث الصنعاني وعبد الله بن عامر اليحصبي والزهري وعدد كثير. وفد على المنصور لما طلبه وكان كبير القدر من أئمة الشاميين. وثقه ابن معين وأبو حاتم وما أحسن قوله مما سمعت منه الوليد بن مسلم يقول: لا تكتبوا العلم إلا ممن يعرف بطلب الحديث وقد لقي الكبار ولكن لم أر له شيئا عن صغار الصحابة وقد كان ركب مع أبيه في أيام الوليد بن عبد الملك. حديثه مخرج في الكتب الستة قال أبو مسهر: قد رأيته توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، روى عنه بن المبارك والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور وعمر بن عبد الواحد وحسين الجعفي وآخرون رحمة الله عليهم.

179-26/5 ع

عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري

الإمام العلم أبو أمية المصري الفقيه المقرئ. أحد الأئمة. مولى قيس بن سعد بن عبادة: حدث عن أبي يونس مولى أبي هريرة وابن أبي مليكة وعمرو بن دينار وأبي عشانة المعافري وقتادة ويزيد بن أبي حبيب وطائفة، وعنه مالك والليث وبكر بن مضر وابن وهب وآخرون وأفتى في شيبته؛ روى سعيد بن أبي مريم عن خاله قال: كان عمرو بن الحارث المصري يخرج فيجد الناس صفوفا يسألونه عن القرآن والحديث والفقه والشعر والعربية والحساب، وكان صالح بن علي الأمير قد جعله مؤدبا لولده الفضل، فنال حشمة بذلك. قال أبو حاتم الرازي: كان عمرو بن الحارث أحفظ الناس في زمانه لم يكن له نظير في الحفظ. وقال ابن وهب: ما رأيت أحفظ منه وقال ابن وهب: اقتدينا بمصر به وبالليث روى أحمد بن يحيى بن وزير عن ابن وهب قال: لو بقي لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا إلى مالك. وقال سعيد بن عفير: كان عمرو بن الحارث أخطب الناس وأبلغه وأرواه للشعر. وقال النسائي: عمرو بن الحارث أحفظ من ابن جريج. قال الليث: كنت أرى عمرا عليه ثياب بدينار فلم تمضِ الليالي حتى رأيته يجر الوشي والخز؛ فإنا لله. قال أحمد بن صالح: لم يكن بعد عمرو الحارث مثل الليث بمصر، وروى ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد قال: كان ربيعة يقول: لا يزال بالمغرب فقه ما دام فيهم ذاك القصير-يعني عمرو بن الحارث.

قلت: وقع لي عدة أحاديث عالية لعمرو في الخلعيات ومات في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة رحمه الله تعالى وفي مولده اختلاف قيل: سنة اثنتين وتسعين وقيل سنة أربع وتسعين.

180-27/5 ع

حيوة بن شريح

الإمام القدوة أبو زرعة التجيبي المصري شيخ الديار المصرية: روى عن ربيعة بن يزيد القصير وعقبة بن مسلم ويزيد بن أبي حبيب وأبي يونس سليم بن جبير وطبقتهم، حدث عنه ابن المبارك والليث وابن وهب وأبو عاصم وأبو عبد الرحمن المقرئ وعبد الله بن يحيى البرلسي وهانئ بن المتوكل الإسكندراني وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل وغيره وكان كبير الشأن قال ابن المبارك: وصف لي حيوة فكانت رؤيته أكبر من صفته. قال ابن وهب كان يأخذ عطاء في السنة ستين دينارا فلم يأتِ منزله حتى يتصدق بها ثم يجيء إلى منزله فيجدها تحت فراشه. وبلغ ذلك ابن عم له فتصدق بعطائه وبادر إلى تحت فراشه فلم يجد شيئا فشكا إلى حيوة فقال: أنا أعطيت ربي بيقين وأنت أعطيته تجربة، وروى أحمد بن سهل الأردني عن خالد بن الفزر قال: كان حيوة بن شريح من البكائين وكان ضيق الحال جدا، فجلست وهو متخل يدعو فقلت: لو دعوت أن يوسع عليك فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا فأخذ حصاة فرمى إلي بها؛ فإذا هي والله تبرة ما رأيت أحسن منها وقال: ما خير في الدنيا إلا الآخرة ثم قال: هو أعلم بما يصلح عباده فقلت: وما أصنع بهذه قال: استنفقها فهبته والله أن أرد.

أنبأنا بن قدامة أنا بن طبرزد أنا أبو غالب بن البناء أنا أبو محمد الجوهري قال: أنا أحمد بن جعفر أنا بشر بن موسى نا أبو عبد الرحمن المقرئ نا حيوة حدثني عياش بن عباس أن أبا نضر حدثه عن عامر بن سعد أن أسامة بن زيد أخبر والده سعدا فقال له: إن رجلا جاء إلى النبي فقال: إني أعزل عن امرأتي قال: "لم؟" قال: شفقا على ولدها. قال: "إن كان ذلك فلا؛ ما ضر ذلك فارس ولا الروم ". وقال حيوة مرة لبعض الولاة: لا تخلين بلدنا من السلاح فنحن بين قبطي لا يدري متى ينقض عهده ورومي لا يدري متى يحل ساحتنا وبربري لا ندري متى يثور وحبشي لا ندري متى يغشانا. قال ابن وهب: ما رأيت أحدا أشد استخفاء بعمله من حيوة. وكان يُعرف بإجابة الدعوة، وكنا نجلس إليه للفقه. وكان يقول: أبدلني الله بكم عمودا أقوم وراءه أصلي ثم فعل ذلك. توفي حيوة سنة ثمان وخمسين ومائة على الصحيح وقيل: سنة تسع. حديثه يقع عاليا في القطعيات.

181-28/5 م 4

حجاج بن أرطاة

الإمام مفتي العراق أبو أرطاة النخعي الكوفي أحد الأعلام: سمع عن الشعبي حديثا واحدا ومن الحكم وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب وطائفة. وعنه سفيان وشعبة وحماد بن زيد وابن المبارك وغندر وحفص بن غياث وعبد الرزاق وآخرون. حدث عن حجاج شيخه منصور بن المعتمر وقد أفتى وله ست عشرة سنة وولي قضاء البصرة وكان من أوعية العلم، لكنه ليس بالمتقن لحديثه؟ وكان أيضا يدلس، لم يخرج له البخاري وقرنه مسلم بآخر وكان فيه تيه وسؤدد فكان يقول: أهلكني حب الشرف. قال يحيى بن سعيد القطان: هو وابن إسحاق عندي سواء. قال أبو حاتم: صدوق يدلس عن ضعفاء. وقال النسائي: ليس بالقوي. قال حماد بن زيد: كان حجاج أسرد للحديث من سفيان الثوري. وقال أحمد بن زهير: سمعت ابن معين يقول: حجاج صدوق ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: أيضا إذا قال حدثنا فلا يرتاب في صدقه.

وقال الثوري: ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه من حجاج. وقيل: له نحو من ستمائة حديث. وقال حماد بن زيد: حدثنا جرير بن حازم عن قيس بن سعد عن حجاج بن أرطاة، فلبثنا ما شاء الله ثم قدم علينا حجاج وله إحدى وثلاثون سنة فرأيت عليه من الزحام ما لم أر على حماد بن أبي سليمان قال حماد: فرأيت عنده يونس بن عبيد ومطر الوراق وداود بن أبي هند جثاة يقولون: يا أبا أرطاة ما تقول في كذا؟ ما تقول في كذا؟ قال حفص بن غياث: سمعت حجاجا يقول: ما خاصمت قط ولا جلست الى قوم يختصمون.

قال ابن معين: سمع حجاج من مكحول ومن تيهه ما روى عبد الله بن إدريس عنه أنه سمعه يقول لا تتم مروءة الرجل حتى يدع الصلاة في الجماعة قلت قبح الله هذه المروءة التي هي كبر على خلق الله قال جرير رأيت حجاجا يخضب بالسواد مات حجاج ظنا سنة تسع وأربعين ومائة. قال يحيى بن آدم حدثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع قال قال لي شعبة عليك بحجاج بن أرطاة وابن إسحاق فإنهما حافظان وقع لي حديثه بعلو.

182-29/5-خ م د س ق

روح بن القاسم

الحافظ التميمي العنبري: سمع قتادة وابن المنكدر وعمرو بن دينار ومنصور بن المعتمر وابن طاوس، وعنه يزيد بن زريع ومحمد بن سواء وابن علية وعبد الوهاب بن عطاء وثقه أبو حاتم وغيره وقال الثوري لم أر أحدا طلب الحديث وهو مسن أحفظ من روح بن القاسم رحمة الله عليهم.

183-30/5 ع

مسعر بن كدام

الإمام الحافظ أبو سلمة الهلالي الكوفي الأحول أحد الأعلام: حدّث عن عدي بن ثابت والحكم بن عتيبة وقتادة وعمرو بن مرة وطبقتهم وعنه سفيان بن عيينة ويحيى القطان ومحمد بن بشر ويحيى بن آدم وأبو نعيم وخلاد بن يحيى وخلق كثير. قال محمد بن بشر كان عند مسعر نحو ألف حديث فكتبتها سوى عشرة. وقال يحيى القطان ما رأيت أثبت من مسعر. وقال أحمد بن حنبل الثقة مثل شعبة ومسعر. وقال وكيع شك مسعر كيقين غيره. وعن الحسن بن عمارة قال إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر فان أهل الجنة لقليل. وقال ابن عيينة قالوا للأعمش إن مسعرًا شك في حديثه فقال شكه كيقين غيره.

وعن خالد بن عمرو قال رأيت مسعرا كأن جبهته ركبة عنز من السجود. قال شعبة كنا نسمي مسعرا المصحف من إتقانه. هو عند الكوفيين كابن عون عند البصريين وعن الخريبي قال ما من أحد إلا وقد أخذ عليه إلا مسعر. وقال محمد بن مسعر كان أبي لا ينام إلى أن يقرأ نصف القرآن. قال ابن عيينة سمعت مسعرا يقول: وددت أن الحديث كان قوارير على رأسي فسقطت فكسرت. وعن يعلى قال كان مسعر قد جمع العلم والورع قال الحكم بن هشام أنا مسعر قال دعاني أبو جعفر المنصور ليوليني فقلت إن أهلي يقولون لا نرضى اشتراءك لنا في شيء بدرهمين وأنت توليني أصلحك الله أن لنا قرابة وحقا فأعفاه.

وقال ابن عيينة عندما قلت لأبي جعفر نحن لك والد يشير إلى أم الفضل الهلالية والدة ابن عباس فقال تقربت إليّ بأحبّ أمهاتي إليّ، ولو كان الناس كلهم مثلك لمشيت معهم في الطريق. وسمعت مسعرا يقول: من أبغضني جعله الله محدثًا. وقال مسعر: من صبر على الخل والبقل لم يستعبد. وقال معن: ما رأيت مسعرا إلا ويزداد كل يوم خيرًا. وقال ابن معين لم يرحل مسعر في حديث قط. وقال ابن سعد: كان لمسعر أم عابدة فكان يخدمها وكان مرجئًا فمات ولم يشهده سفيان ولا الحسن بن صالح.

كتب إلي بن قدلة وجماعة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان نا أبو بكر الشافعي نا محمد بن سليمان نا خلّاد بن يحيى نا مسعر نا حبيب بن أبي ثابت أنه سمع ابن عمر وسئل عن اللقطة فقال رجل أتصدق بها؟ قال: لها هي فتصدق بها؟ أدفعها إلى من يتصدق بها أو أدفعها إلى الإمام ولابن المبارك أو غيره.

من كان ملتمسا جلسا صالحا فليأت حلقة مسعر بن كدام... فيها السكينة والوقار وأهلها أهل العفاف وعلية الأقوام

184-31/5 ع

معمر بن راشد

الإمام الحجة أبو عروة الأزدي مولاهم البصري أحد الأعلام وعالم اليمن: حدث عن الزهري وقتادة وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة ويحيى بن أبي كثير ومحمد بن زياد الجمحي وطبقتهم حدث عنه السفيانان وابن المبارك وغندر وابن علية ويزيد بن زريع وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وهشام بن يوسف وعبد الرزاق وخلق وقد حدث عنه من شيوخه أيوب وأبو إسحاق. قال أحمد: ليس تضم معمرًا إلى أحد إلا وجدته فوقه. وقال يحيى بن معين: هو من أثبت الناس في الزهري. وقال عبد الرزاق كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث. وقال عبد الواحد بن زياد قلت لمعمر: كيف سمعت من ابن شهاب؟ قال: كنت مملوكا لقوم من طاحية فبعثوني ببز أبيعه فقدمت المدينة فنزلت دارا فرأيت شيخا والناس يعرضون عليه العلم فعرضت معهم. وعن معمر قال: طلبت العلم سنة مات الحسن. وسمعت من قتادة ولي أربع عشرة سنة، فما سمعته إذا ذاك كأنه مكتوب في صدري وجئت الزهري بالرصافة قال سفيان بن عيينة قال لي سعيد بن أبي عروبة روينا عن معمركم فشرفناه. وعن ابن جريج قال: عليكم بمعمر فإنه لم يبقَ في زمانه أعلم منه. وقال عبد الرزاق: بعث معن بن زائدة إلى معمر بذهب فرده وكتم ذلك. قال إبراهيم بن خالد وجماعة مات معمر سنة ثلاث وخمسين ومائة. زاد إبراهيم في رمضان وصليت عليه وقال أحمد ويحيى: مات سنة أربع والأول الأصح ولم يبلغ ستين، سنة وكان أول من صنف باليمن رحمه الله تعالى.

185-32/5 ع

ابن أبي ذئب

الإمام الثبت العابد شيخ الوقت أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب هشام بن شعبة بن عبد الملك بن أبي قيس بن عبد ودّ القرشي العامري المدني الفقيه: حدّث عن عكرمة وشعبة بن دينار مولى ابن عباس وسعيد المقبري وشرحبيل بن سعد والزهري ونافع العمري وصالح مولى التوءمة وخلق عنه ابن المبارك ويحيى القطان وأبو نعيم والقعنبي وأسد بن موسى وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: كان ابن أبي ذئب يشبه سعيد بن المسيب، فقيل لأحمد: أخلف مثله؟ قال: لا، وقال كان أفضل من مالك إلا أن مالكًا أشد تنقية للرجال منه.

قال الواقدي: ولد سنة ثمانين، وكان من أروع الناس وأفضلهم، ورمي بالقدر وما كان قدريًّا لقد كان يعيبهم وكان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة ولو قيل له إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد اجتهاد. وأخبرني أخوه قال: كان يصوم يوما ويفطر يوما ثم سرد الصوم. وكان خشن العيش يتعشى الخبز بالزيت وله قميص وطيلسان يشتو فيه ويصيف وكان من رجال العلم صرامة وقولا بالحق، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب، وكان يبكر إلى الجمعة فيصلي حتى يخرج الإمام.

ورأيته يأتي دار أجداده عند الصفا فيأخذ كراءها، وكان لا يغير شبيه ولما خرج ابن حسن لزم بيته. قال: وكان الحسن بن زيد الأمير يجري على ابن أبي ذئب كل شهر خمسة دنانير، ولما تولى جعفر بن سليمان المدينة بعث إليه بمائة دينار فاشترى منها ساجًا كرديًّا بعشرة دنانير ولبسه بقية عمره، وقدم به عليهم بغداد وما زالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألفي دينار، فلما رجع مات بالكوفة. وقال أحمد: هو أورع وأقوم بالحق من مالك، دخل على المنصور فلم يهبه أن قال له الحق وقال: الظلم ببابك فاش، وأبو جعفر أبو جعفر.

قال مصعب الزبيري: كان ابن أبي ذئب فقيه المدينة. وقال أبو نعيم: حججت عام حج أبو جعفر ومعه ابن ذئب ومالك فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد؟ قال: إنه ليتحرى العدل، فقال له ما تقول فيّ؟ وأعاد عليه فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر، قال فأخذ الربيع بلحيته فقال له أبو جعفر: كف يا بن اللخناء، وأمر له بثلاثمائة دينار وقيل إن المهدي حج فدخل مسجد النبي فلم يبق إلا من قام إلا ابن أبي ذئب فقيل له: قم فهذا أمير المؤمنين: قال إنما يقوم الناس لرب العالمين فقال المهدي دعوه فقد قامت كل شعرة في رأسي. توفي سنة تسع وخمسين ومائة رحمه الله تعالى.

186-33/5 ع

مالك بن مغول

إمام في الممتع. 6

187-34/5 ع

شعبة بن الحجاج بن الورد

الحجة الحافظ شيخ الإسلام أبو بسطام الأزدي العتكي مولاهم: نزيل البصرة ومحدثها سمع من الحسن مسائل وسمع من معاوية بن قرة وعمرو بن مرة والحكم وسلمة بن كهيل وأنس بن سيرين ويحيى بن أبي كثير وقتادة وخلق كثير. وعنه أيوب السختياني وابن إسحاق من شيوخه وسفيان الثوري وابن المبارك وغندر وآدم وعفان بن مسلم وأبو داود وسليمان بن حرب وعلي بن الجعد وأمم لا يحصون.

قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث. وكان الثوري يقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث. وقال الشافعي: لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق. قال أبو بكر البكراوي: ما رأيت أحدًا أعبد لله من شعبة لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه واسودّ. وقال حمزة بن زياد الطوسي سمعت شعبة وكان ألثغ قد يبس جلده من العبادة يقول: لو حدثتكم عن ثقة ما حدثتكم عن ثلاثة قال عمر بن هارون كان شعبة يصوم الدهر.

وقال أبو قطن ما رأيت شعبة قد ركع إلا ظننت أنه نسي ولا سجد إلا قلت نسي. قال يحيى القطان: كان شعبة رقيقًا يعطي السائل ما أمكنه. قال أبو قطن: وكانت ثيابه لونها كالتراب وكان كثير الصلاة. قال الحاكم في ترجمة شعبة رأى أنس بن مالك وعمرو بن سلمة وسمع من أربع مائة من التابعين. وحدث عنه من التابعين سعد بن إبراهيم ومنصور بن المعتمر والأعمش وأيوب وداود بن أبي هند. قال أبو زيد الهروي ولد شعبة سنة ثنتين وثمانين.

قال أبو قتيبة قدمت الكوفة فقال لي سفيان: ما فعل أستاذنا شعبة.

قال أبو قلابة أنا أبي أنا حماد بن زيد أنه كان إذا حدث عن شعبة قال: حدثنا الضخم عن الضخام، شعبة الخير أبو بسطام.

وقال ابن المديني هؤلاء مشيخة شعبة الذين فاتوا سفيان بالكوفة إسماعيل بن رجاء، عبيد بن الحسن الحكم، عدي بن ثابت، طلحة بن مصرف، المنهال بن عمرو، علي بن مدرك، سماك الحنفي، سعيد بن أبي بردة، وسمّى جماعة.

قال أبو الوليد قال لي حماد بن زيد إذا خالفني شعبة تبعته لأنه كان لا يرضى أن يسمع الحديث عشرين مرة وأنا أرضى أن أسمعه مرة: قال أبو زيد الهروي سمعت شعبة يقول: لأن أقع من السماء فأنقطع أحب إليّ من أن أدلس.

صالح جزرة نا القواريري سمعت يحيى بن سعيد عن شعبة قال: من الناس من عقله معه، ومن الناس من عقله بفنائه، ومنهم من لا عقل له، فالأول من ينظر ما يخرج منه قبل أن يتكلم وأما الذي عقله بفنائه.......

قال مكي بن إبراهيم سئل شعبة عن ابن عون فقال: سمن وعسل. فسئل عن أبي بكر الهذلي فقال دعني لا أقيء. قال عبد الرحمن بن يونس المستملي سمعت ابن عيينة يقول سمعت شعبة يقول: من طلب الحديث أفلس، بعت طست أمي بسبعة دنانير.

صالح بن محمد جزرة أخبرنا سليمان بن داود القزاز سمعت أبا داود يقول سمعت من شعبة سبعة آلاف وسمع غندر سبعة آلاف حديث. أغربت عليه ألف حديث وأغرب عليّ مثلها قال الأصمعي كان شعبة إذا جاء بالحديث الحسن صاح: أوه، أفرق من جودته. قال أحمد بن حنبل: كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن، يعني في الرجال وبصره بالحديث. قال أبو الوليد الطيالسي قلت ليحيى بن سعيد رأيت أحدًا أحسن حديثًا من شعبة؟ قال: لا، قلت فكم صحبته؟ قال عشرين سنة. قال صالح جزرة أخبرنا علي بن الجعد، سمعت شعبة يقول حدثني أبو إسحاق عن الحارث بن الأزمع قال: وجد قتيل في وادعة همدان، فقلت لأبي إسحاق أسمعته من الحارث؟ فقال حدثنيه مجالد عن الشعبي.

خالد بن خداش قال حدثني حريش ابن أخي جرير بن حازم قال رأيت شعبة في النوم فقلت أي الأعمال وجدت أشد عليك؟ قال: التجوز في الرجال. يونس بن بكير قال لي شعبة أكتم عليّ، ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث. أحمد بن سنان أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال لي شعبة: أحفظ عن أبي الزبير مائة حديث، قلت ولا تذكره؟ قال: لا أحب أن أذكره. سلم بن قتيبة قال شعبة يا قوم كلما تقدمتم في الحديث تأخرتم في القرآن. قال ابن المديني شعبة أحفظ للمشايخ، وسفيان أحفظ للأبواب.

روى عبدان بن عثمان عن أبيه قال قومنا حمار شعبة وسرجه ولجامه بضعة عشر درهمًا. قال أبو داود الطيالسي جاء سليمان بن المغيرة يبكي وقال لشعبة: مات حماري وذهبت مني الجمعة وذهبت حوائجي، قال بكم أخذته؟ قال: بثلاثة دنانير، فقال: عندي ثلاثة دنانير ما أملك غيرها ثم قام ودفعها إلى سليمان.

وروى سليمان بن أبي شيخ عن صالح بن سليمان قال منشأ شعبة واسط وعلمه كوفي، وله ابن اسمه سعد، وله إخوان بشار وحماد يعالجان الصرف.

وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق فإنما أنا عيال على أخوي. قال: وما أكل شعبة من كسبه درهما قط. قال علي بن الجعد: قدم شعبة بغداد مرتين اكتب عنه فيهما. قال أبو العباس السراج أخبرنا محمد بن عمرو سمعت أصحابنا يقولون: وهب المهدي شعبة ثلاثين ألف درهم فقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة فقدم البصرة فلم يجد شيئًا يطيب له فتركها. قال الأصمعي: لم تر أحدًا قط أعلم بالشعر من شعبة، قال لي كنت ألزم الطرماح أسأله عن الشعر قال أبو داود قال شعبة: لولا الشعر لجئتكم بالشعبي. وعن شعبة: كان قتادة يسألني عن الشعر. فقلت أنشدك بيتا وتحدثني حديثا. قال أبو زيد الأنصاري: وذكر عنده فقال وهل العلماء إلا شعبة من شعبة. وقال أبو قطن قال شعبة لي: ما شيء أخوف عندي أن يدخلني النار من الحديث. وقال عنه وددت أني وقاد حمام ولم أعرف الحديث اتفقوا على موت شعبة سنة ستين ومائة فيقال مات في أولها رحمه الله تعالى.

188-35/4 ع

المسعودي

الإمام الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي أحد الأعلام وهو أخو أبي العميس عتبة: حدث عن عون بن عبد الله وعلي بن الأقمر وعلقمة بن مرثد وسعيد بن أبي بردة وزياد بن علاقة وعمرو بن مرة وطبقتهم. حدث عنه ابن المبارك وابن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي وأبو المغيرة الحمصي ويزيد بن هارون وجعفر بن عون وأبو داود وأبو نعيم والمقبري وعلي بن الجعد وخلق. وكان مداخلا للدولة يلبس قباء أسود وفي وسطه خنجر وعلى رأسه الطويلة فتوقف بعض العلماء عن الأخذ عنه لذلك. وقد تغير بعض حفظه في الآخر. وثقه أحمد بن حنبل وابن معين وابن المديني. وقال علي: قد كان يغلط في ما روى عن عاصم بن بهدلة وسلمة. وقال ابن نمير ثقة واختلط بأخرة. وقال النسائي: ليس به بأس. وعن مسعر قال: ما أعلم أحدا أعلم بابن مسعود من المسعودي وقال أبو حاتم: كان أعلم أهل زمانه بحديث ابن مسعود، تغير قبل موته بسنة أو بسنتين وقال شعبة: هو صدوق. قال طائفة: توفي سنة ستين ومائة.

189-36/5 ع

زياد بن سعد

الحافظ أبو عبد الرحمن الخراساني ثم المكي شريك بن جريج: ثم سكن اليمن حدث عن عمرو بن دينار والزهري وعمرو بن مسلم الجندي وعنه مالك وابن عيينة وأبو معاوية وغيرهم مات كهلا. قال النسائي: ثقة ثبت، وقال ابن عيينة: كان عالما بحديث الزهري رحمة الله عليهم.

190-37/5 ع

قرة بن خالد

السدوسي الحافظ البصري: عن ابن سيرين وأبي رجاء العطاردي والحسن البصري ويزيد بن الشخير وعدة. وعنه حرمي بن عمارة وزيد بن الحباب وأبو عامر العقدي ويحيى القطان وبكر بن بكار ومسلم بن إبراهيم وخلق كثير. قال يحيى القطان كان من أثبت شيوخنا قلت توفي سنة أربع وخمسين ومائة.

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد وزينب بنت عبد الرحمن قالا أنا أبو القاسم الشحامي أنا إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني أنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أنا محمد بن أيوب البجلي أنا مسلم بن إبراهيم أنا قرة بن خالد أنا محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لو آمن بي عشرة من اليهود ما بقي على ظهرها يهودي إلا أسلم" أخرجه البخاري عن مسلم فوافقناه بعلو.

191-38/5 ع

جرير بن حازم

الإمام الحافظ أبو النضر الأزدي مولاهم البصري محدث البصرة أحد الأعلام: روى عن أبي رجاء العطاردي والحسن وابن سيرين وطاوس وعطاء وابن أبي مليكة ونافع وحميد بن هلال وعنه ابنه وهب وشيخه أيوب السختياني والسفيانان وابن وهب وشيبان بن فروخ وأبو الربيع الزهراني وأبو نصر التمار وخلائق واحتج به أصحاب الكتب قال موسى بن إسماعيل ما رأيت حماد بن سلمة يعظم أحدا تعظيمه جرير بن حازم. وقال وهب كان شعبة يأتي أبي يسأله وقال وهب عن أبيه جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدا. وقال وهب قرأ أبي على أبي عمرو بن العلاء فقال له: أنت أفصح من معد. قال ابن مهدي: اختلط جرير قبل موته فأحس بذلك بنوه فحجبوه فلم يسمع منه شيء في اختلاطه. قلت: في بعض حديثه عن قتادة ما ينكر وهو من أوعية العلم وغيره أحفظ منه مات في سنة سبعين ومائة وهو في عشر التسعين. فإنه قال لما توفي أنس أنه كان لي خمس سنين. وذكر أنه حج فشهد جنازة أبي الطفيل بمكة. قال ابن داسه أنا المغيرة بن محمد المهلبي سمعت علي بن المديني سمعت وهب بن جرير عن أبيه قال: رأيت أبا الطفيل بمكة قلت فلم لم تسمع منه؟ قال كان طواف واحد يا بني أحب إليّ من ذلك. قال أحمد بن حنبل: جرير بن حازم صاحب سنة، هو أحب إليّ من همام. وقال سليمان بن حرب سمعت جريرا ذكر التدليس فعابه، وقال: يرى أنه سمع ما لم يسمع أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد الله أنا هبة الله بن أبي شريك أنا أحمد بن محمد أنا عيسى بن علي نا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا شيبان نا جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بالجابية فقال قام فينا رسول الله فقال "أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم" الحديث.

192-39/5 ع

يزيد بن إبراهيم التستري

الحافظ الثقة أبو سعيد البصري: حدث عن الحسن ومحمد وابن أبي مليكة وعطاء وأبي الزبير وقتادة، وعنه وكيع وابن مهدي وعفان وأبو الوليد والقعنبي وأبو سلمة المنقري وهدبة وشيبان وخلق كثير. وثقه أحمد بن حنبل وكان عفان يرفع أمره وقال علي بن المديني: هو ثبت في الحسن وابن سيرين قال ابن قانع توفي سنة اثنتين وستين ومائة. وقيل مات سنة إحدى وستين ومائة متفق على حديثه.

193-40/5 د ت ق

مبارك بن فضالة

الإمام الكبير أبو فضالة القرشي العدوي مولاهم البصري: من كبار علماء البصرة رأى أنس بن مالك يصلي وحدّث عن الحسن وبكر بن عبد الله ومحمد بن المنكدر وثابت وعدة، وعنه وكيع وعفان ومسلم وسليمان بن حرب وسعدويه وهدبة وشيبان وخلق كثير وكان يحيى القطان يحسن الثناء عليه وقال ابن معين صالح وقال أبو داود الطيالسي: شديد التدليس فإنه قال: حدثنا فهو ثبت وكان عفان يرفعه ويوثقه ويقول كان من النساك. وقال أحمد بن حنبل ما رواه عن الحسن يحتج به وقال مبارك بن فضالة: جالست الحسن ثلاث عشرة سنة وقال أبو حاتم هو أحب إليّ من الربيع بن صبيح. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة. توفي سنة أربع وستين ومائة قاله جماعة. وقال ابن سعد: سنة خمس رحمه الله تعالى. قلت: لم يبلغ حديثه درجة الصحة، ولا أخرج له النسائي وقع لي حديثه عاليًا من طريق المخلص.

194-41/5 ع

همام بن يحيى

الإمام الحجة الحافظ أبو عبد الله ويقال أبو بكر العوذي مولاهم البصري: عن الحسن وعطاء ونافع وأبي جمرة الضبعي ويحيى بن أبي كثير وعدة؛ وعنه ابن مهدي وحبان وعفان وحجاج بن منهال وموسى بن إسماعيل وهدبة وشيبان بن فروخ. وقال أحمد: هو ثبت في كل مشايخه. ووثقه غير واحد وكان من أركان الحديث بالبصرة. قال أبو حاتم ثقة-في حفظه شيء. وقال التبوذكي: سمعت هماما يقول: ما من أعمال البر شيء إلا وأنا أرجو أن أريد به الله تعالى إلا هذا الحديث. مات في رمضان سنة أربع وستين ومائة رحمه الله تعالى.

195-42/5 ع

أبان بن يزيد

الحافظ الثقة أبو يزيد البصري العطار: روى عن الحسن يسيرا وعن أبي عمران الجوني وقتادة وعمرو بن دينار ويحيى بن أبي كثير وبديل بن ميسرة. وعنه أبو داود وحبان ومسلم وعفان وموسى التبوذكي وهدبة وشيبان بن فروخ وخلق. قال أحمد: كان ثبتًا في كل المشايخ. وقال ابن معين والنسائي: ثقة. وقال العجلي: ثقة يرى القدر ولا يتكلم به. قال أحمد بن زهير سئل ابن معين عن أبان وهمام فقال: كان يحيى بن سعيد يروي عن أبان وكان أحب إليه من همام وأنا همام أحب إلي. وقال أبو حاتم صالح الحديث. قلت لم أظفر بتاريخ وفاة أبان. 7

196-43/5م 4

هشام بن سعد

8 المدني يحفظ، في الممتع.

197-44/5م 4

حماد بن سلمة بن دينار

الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو سلمة الربعي مولاهم البصري البزاز البطائني النحوي المحدث: سمع خاله حميد الطويل وابن أبي مليكة وأبا جمرة الضبعي ومحمد بن زياد الجمحي وأنس بن سيرين وأبا عمران الجوني وقتادة وسماك بن حرب وثابتًا البناني وخلقا كثيرا، وعنه ابن المبارك والقطان وابن مهدي وعفان والقعنبي وعبد الأعلى بن حماد وشيبان بن فروخ وهدبة وخلق سواهم. قال شعبة كان حماد بن سلمة يفيدني عن عمار بن أبي عمار وقال وهيب: حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا. وقال أحمد بن حنبل: حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت البناني وأثبتهم في حميد. وقال ابن معين: هو أعلم من غيره بعلي بن زيد. قال ابن المديني كان عند يحيى بن ضريس عن حماد عشرة آلاف حديث. وروى الكوسج عن يحيى بن معين: ثقة. وقال شهاب بن معمر كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال.

قلت هو أول من صنف التصانيف مع ابن أبي عروبة وكان بارعًا في العربية فقيهًا فصيحًا مفوهًا صاحب سنة وقع لي من عواليه أحاديث. قال عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا. وقال عفان قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة. ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله منه. وقال يونس المؤدب مات حماد بن سلمة في الصلاة. وقال إسحاق بن الطباع سمعت حماد بن سلمة يقول: من طلب الحديث لغير الله مكر به. وقال حماد: ما كان من نيّتي أن أحدث حتى قال لي أيوب في النوم حدث. وقال عمرو بن عاصم: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألف حديث وقيل إن حماد بن سلمة تزوج سبعين امرأة ولم يولد له ولد. قال أبو داود: لم يكن لحماد بن سلمة كتاب إلا كتاب قيس بن سعد. وعن أحمد بن حنبل قال: إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام. مناقب حماد يطول شرحها. وتوفي بعد عيد النحر سنة سبع وستين ومائة وقد قارب الثمانين رحمه الله تعالى.

198-45/5 ع

سفيان

بن سعيد بن مسروق الإمام شيخ الإسلام سيد الحفاظ أبو عبد الله الثوري ثور مضر لا ثور همدان الكوفي الفقيه: حدث عن أبيه وزيد بن الحارث وحبيب بن أبي ثابت والأسود بن قيس وزياد بن علاقة ومحارب بن دثار وطبقتهم، وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن وهب ووكيع والفريابي وقبيصة وأبو نعيم ومحمد بن كثير وأحمد بن يونس اليربوعي وخلائق. وقال شعبة ويحيى بن معين وجماعة سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ ما فيهم أفضل من سفيان. وكان شعبة يقول: سفيان أحفظ مني. وقال ورقاء: لم ير الثوري مثل نفسه. وقال أحمد: لم يتقدمه في قلبي أحد. وقال القطان: ما رأيت أحفظ منه كنت إذا سألته عن مسألة أو عن حديث ليس عنده اشتد عليه. وقال عبد الرزاق قال سفيان: ما استودعت قلبي شيئا قط. فخانني. وقال الأوزاعي: لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضى والصحة إلا سفيان. وقال ابن المبارك لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان. وقال وكيع كان سفيان بحرًا. وقال القطان: سفيان فوق مالك في كل شيء. وقال أبو أسامة: من أخبرك أنه رأى مثل سفيان فلا تصدقه. وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت بالعراق أحدا يشبه ثوريكم. الثوري قال: وددت أني نجوت من العلم لا علي ولا لي وما من عمل أنا أخوف علي منه-يعني الحديث. قال يحيى بن يمان سمعت سفيان يقول: العالم طبيب الدين والدرهم داء الدين فإذا اجتر الطبيب الداء إليه متى يداوي غيره. قال الخريبي سمعت الثوري يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث. وقال أبو أسامة سمعت سفيان يقول: ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل بها الرجل.

قلت صدق والله إن طلب الحديث شيء غير الحديث فطلب الحديث اسم عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث وكثير منها مراق إلى العلم وأكثرها أمور يشغف بها المحدث من تحصيل النسخ المليحة وتطلب العالي وتكثير الشيوخ والفرح بالألقاب والثناء وتمني العمر الطويل ليروي وحب التفرد إلى أمور عديدة لازمة للأغراض النفسانية لا الأعمال الربانية، فإذا كان طلبك الحديث النبوي محفوفا بهذه الآفات فمتى خلاصك منها إلى الإخلاص، وإذا كان علم الآثار مدخولا فما ظنك بعلم المنطق والجدل وحكمة الأوائل التي تسلب الإيمان وتورث الشكوك والحيرة التي لم تكن والله من علم الصحابة ولا التابعين ولا من علم الأوزاعي والثوري ومالك وأبي حنيفة وابن أبي ذئب وشعبة ولا والله عرفها ابن المبارك ولا أبو يوسف القائل من طلب الدين بالكلام تزندق ولا وكيع ولا بن مهدي ولا بن وهب ولا الشافعي ولا عفان ولا أبو عبيد ولا ابن المديني وأحمد وأبو ثور والمزني والبخاري والأثرم ومسلم والنسائي وابن خزيمة وابن سريج وابن المنذر وأمثالهم بل كانت علومهم القرآن والحديث والفقه والنحو وشبه ذلك نعم.

وقال سفيان أيضًا فيما سمعه منه الفريابي: ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه. قال وسمعته يقول: لو أردنا أن نحدثكم بالحديث كم سمعناه ما حدثناكم بحديث واحد. وقال الفريابي سمعت سفيان يقول: دخلت على المهدي فقلت بلغني أن عمر أنفق في حجته اثني عشر دينارًا وأنت فيما أنت فيه، فغضب وقال: تريدني أن أكون في مثل الذي أنت فيه؟ قلت: فإن لم تكن في مثل ما أنا فيه ففي دون ما أنت فيه. قال ضمرة سمعت مالكًا يقول: إنما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثوري. قلت: مناقب هذا الإمام في مجلد لابن الجوزي وقد اختصرته وسقت جملة حسنة من ذلك في تاريخي.

قال صالح: جزرة سفيان أحفظ وأكثر حديثًا من مالك لكن مالكا ينتقي الرجال وسفيان أحفظ من شعبة يبلغ حديثه ثلاثين ألفًا وحديث شعبة نحو عشرة آلاف. مولد سفيان في سنة سبع وتسعين وطلب العلم وهو حدث فإن أباه كان من علماء الكوفة مات في البصرة في الاختفاء من المهدي فإنه كان قوالًا بالحق شديد الإنكار، مات في شعبان سنة إحدى وستين ومائة رضي الله عنه وقد صح عن معدان عن الثوري في قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُم} قال: علمه، وهكذا جاء عن جماعة من المفسرين.

اللالكائي في السنة نا المخلص نا أبو الفضل شعيب بن محمد نا علي بن حرب بن بسام سمعت شعيب بن حرب يقول قلت لسفيان الثوري حدث بحديث في السنة ينفعني الله به فإذا وقفت بين يديه وسألني عنه قلت يا رب حدثني بهذا سفيان فأنجو أنا وتؤخذ، فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود من قال غير هذا فهو كافر، والإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص وتقدمه الشيخين-إلى أن قال: يا شعيب لا ينفعك ما كتبت حتى ترى المسح على الخفين، وحتى ترى أن إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم أفضل من الجهر به، وحتى تؤمن بالقدر، وحتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر، والجهاد ماضِ إلى يوم القيامة، والصبر تحت لواء السلطان جار أو عدل، فقلت: يا أبا عبد الله الصلاة كلها قال: لا ولكن صلاة الجمعة والعيدين صل خلف من أدركت، وأما سائر ذلك فأنت مخير لا تصلي إلا خلف من تثق به وتعلم أنه من أهل السنة، إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن هذا فقل يا رب حدثني بهذا سفيان بن سعيد ثم خلّ بيني وبين ربي عز وجل. هذا ثابت عن سفيان وشيخ المخلص ثقة رحمة الله عليهم.

199-46/5 ع

مالك بن أنس

بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الإمام الحافظ فقيه الأمة شيخ الإسلام أبو عبد الله الأصبحي المدني الفقيه إمام دار الهجرة وهم حلفاء عثمان بن عبيد الله التيمي أخي طلحة رضي الله عنه: حدث عن نافع والمقبري ونعيم المجمر والزهري وعامر بن عبد الله بن الزبير وابن المنكدر وعبد الله بن دينار وخلق كثير. حدث عنه أمم لا يكادون يحصون منهم ابن المبارك والقطان وابن مهدي وابن وهب وابن القاسم والقعنبي وعبد الله بن يوسف وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى النيسابوري ويحيى بن يحيى الأندلسي ويحيى بن بكير وقتيبة وأبي مصعب الزبيري وخاتمة أصحابه أبو حذافة السهمي.

وبيني وبين مالك سبعة أنفس في أربعين حديثًا متصلة لي، وبين الشيخ بهاء الدين بن الجميزي وبين مالك خمسة أنفس في حديثين وقد رأى مالك عطاء بن أبي رباح لما قدم المدينة. قال عبد الله بن أحمد قلت لأبي من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء. وقال عبد الرزاق في حديث "يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة" 9 فكنا نرى أنه مالك وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم على مالك أحدًا.

وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم. قال ابن مهدي: مالك أفقه من الحكم وحماد. وقال الشافعي: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز. وقال ابن وهب: لولا مالك والليث لضللنا. وقال شعبة: قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة فإذا لمالك حلقة. قال أبو مصعب: سمعت مالكا يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك. وقال إسحاق بن عيسى قال مالك أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبرائيل على محمد لجدله. وقال الشافعي: ما في الأرض كتاب في العلم أكثر صوابًا من موطأ مالك. وقال أشهب: كان مالك إذا اعتمّ جعل منها تحت ذقنه ويسدل طرفيها بين كتفيه.

وقال مصعب: كان مالك يلبس الثياب العدنية الجياد ويتطيّب. وقال القعنبي: كنت عند ابن عيينة فبلغه نعي مالك فحزن وقال: ما ترك على ظهر الأرض مثله. قال عبد الرحمن بن واقد: قد رأيت باب مالك بالمدينة كأنه باب الأمير. وقال ابن معين مالك أحب إليّ في نافع من أيوب وعبيد الله. وقال وهيب: إمام أهل الحديث مالك. قال أحمد بن الخليل سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: إذا اجتمع الثوري ومالك والأوزاعي على أمر فهو سنة وان لم يكن فيه نص.

قال أحمد بن حنبل أنا سريج بن النعمان عن عبد الله بن نافع قال قال مالك رحمه الله: الله في السماء وعلمه في كل مكان. وصح أيضًا عن مالك أنه قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وروى سعيد بن أبي مريم عن أشهب بن عبد العزيز قال: رأيت أبا حنيفة بين يدي مالك كالصبي بين يدي أبيه قلت: فهذا يدل على حسن أدب أبي حنيفة وتواضعه مع كونه أسنّ من مالك بثلاث عشرة سنة.

إسماعيل القاضي حدثنا أبو مصعب سمعت مالك يقول: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين وهو على فراشه وإذا صبي يخرج ثم يرجع فقال لي: أتدري من هذا؟ فقلت: لا، قال: ابني وإنما يفزع من هيبتك، قال: ثم سألني عن أشياء منها حلال ومنها حرام، ثم قال لي: أنت والله أعقل الناس وأعلم الناس؛ قلت: لا والله يا أمير المؤمنين. قال: بلى ولكنك تكتم، لئن بقيت لأكتبنّ قولك كما يكتب المصاحف ولأبعثنّ به إلى الآفاق فأحملهم عليه.

ابن وهب قال مالك: سمعت ابن شهاب أحاديث كثيرة ما حدثت بها قط ولا أحدث بها. نصر بن علي الجهضمي حدثني حسين بن عروة قال: قدم المهدي فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال: بثلاثة آلاف دينار ثم أتاه الربيع فقال: إن أمير المؤمنين يحب أن تعاد له إلى مدينة السلام فقال مالك: قال النبي : "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" والمال عندي على حاله.

إسماعيل بن داود المخراقي سمعت مالكا يقول: سمعت ربيعة يقول: ورب هذا المقام ما رأيت عراقيًّا تام العقل. وسمعت مالكًا يقول: كان عطاء بن أبي رباح أسود ضعيف العقل. 10 قال الحاكم: نا علي بن عيسى الحيري أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي أنا قتيبة سمعت معن بن عيسى يقول: قدم هارون أمير المؤمنين المدينة ليحج ومعه أبو يوسف فأتى مالك أمير المؤمنين فقرّبه وأكرمه فلما جلس أقبل عليه أبو يوسف فسأله عن مسألة فلم يجبه ثم عاد فسأله فلم يجبه فقال أمير المؤمنين يا أبا عبد الله هذا قاضينا يعقوب يسألك، فأقبل عليه مالك فقال: يا هذا إذا رأيتني جلست لأهل الباطل فتعال أجبك معهم.

قال قتيبة: كنا إذا أتينا مالكا خرج إلينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس من أحسن ثيابه فتصدر ودعا بالمراوح فأعطى كل إنسان مروحة قال ابن سعد: حدثني محمد بن عمر قال: كان مالك يأتي المسجد ليشهد الصلوات والجنائز ويعود المرضى ويقضي الحقوق ويجلس في المسجد ثم يترك الجلوس فيه فكان يصلي وينصرف وترك شهود الجنائز فكان يأتي أصحابه فيعزيهم ثم ترك ذلك كله والصلاة في المسجد والجمعة واحتمل الناس ذلك كله فكانوا أرغب ما كانوا فيه وأشد له تعظيما وكان ربما كلم في ذلك فيقول: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره، وكان يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة يمنة ويسرة لمن يأتيه. وكان مجلسه مجلس وقار وحلم وعلم، وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع الصوت، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه، وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب يقرأ للجماعة، فليس أحد ممن يحضره يدنو ولا ينظر في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالًا وكان إذا أخطأ حبيب فتح عليه مالك.

مطرف بن عبد الله سمعت مالكا يقول: الدنو من الباطل هلكة، والقول بالباطل بعد عن الحق، ولا خير في شيء وإن كثر من الدنيا بفساد دين المرء ومروءته.

حرملة نا ابن وهب: قال لي مالك: العلم ينقص ولا يزيد ولم يزل ينقص بعد الأنبياء والكتب. عبد الله بن يوسف سمعت مالكا يقول: ما أدركت فقهاء بلدنا إلا وهم يلبسون الثياب الحسان. مصعب الزبيري قال سأل هارون مالكًا وهو في منزله ومعه بنوه أن يقرأ عليهم فقال: ما قرأت على أحد منذ زمان وإنما يقرأ عليّ فقال هارون: أخرج الناس عني حتى أقرأ أنا عليك فقال: إذا منع العام لبعض الخاص لم ينتفع الخاص وأمر معن بن عيسى فقرأ.

قال إسماعيل بن أبي أويس كان خالي مالك لا يفتي حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله. إسماعيل القاضي سمعت أبا مصعب: لم يشهد مالك الجماعة خمسًا وعشرين سنة، فقيل له: ما يمنعك؟ قال: مخافة أن أرى منكرا فاحتاج أن أغيره. سمعها أبو بكر الشافعي من إسماعيل قال مطرف قال لي مالك: ما يقول الناس فيّ؟ قلت: أما الصديق فيثني وأما العدو فيقع، قال: ما زال الناس كذلك ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها. ابن وهب حججت سنة ثمان وأربعين وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا مالك وعبد العزيز الماجشون. إسحاق بن موسى ثنا معن: كان مالك يتحفظ من الياء والتاء في حديث رسول الله . قد كنت أفردت ترجمة مالك في جزء وطولتها في تاريخي الكبير.

وقد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره: أحدها طول العمر وعلو الرواية، وثانيتها الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم، وثالثتها اتفاق الأئمة على أنه حجة صحيح الرواية، ورابعتها تجمعهم على دينه وعدالته واتباعه السنن، وخامستها تقدمه في الفقه والفتوى، وصحة قواعده. عاش ستا وثمانين سنة، وقيل ولد سنة ست وتسعين وقال أبو داود: ولد سنة اثنتين وتسعين. وأما يحيى بن بكير فقال سمعته يقول: ولدت سنة ثلاث وتسعين فهذا أصح أو قوال. وأما وفاته فقال أبو مصعب: لعشر مضت من ربيع الأول وكذلك قال ابن وهب. وقال: ابن سحنون: في حادي عشر ربيع الأول، وكذلك قال ابن أبي أويس: في بكرة أربع عشرة منه وقال مصعب الزبيري: في صفر، وكلهم قالوا في سنة تسع وسبعين ومائة رحمة الله عليه.

200-47/5 ع

إبراهيم بن طهمان

الإمام الحافظ أبو سعيد الهروي ثم النيسابوري عالم خراسان: حدث عن سماك بن حرب وعمرو بن دينار ومحمد بن زياد الجمحي وأبي جمة وثابت البناني وأبي إسحاق وطبقتهم وعنه ابن المبارك وحفص بن عبد الله ومعن بن عيسى وخالد بن نزار الأيلي ومحمد بن سنان العوقي وأبو حذيفة النهدي وسعيد بن يزيد الفراء وحدث عنه من شيوخه صفوان بن سليم وأبو حنيفة الإمام. قال إسحاق بن راهويه: كان صحيح الحديث، ما كان بخراسان أحد أكثر حديثا منه. وقال أبو حاتم: ثقة مرجئ. وقال أحمد: كان مرجئًا شديدًا على الجهمية. وقال أبو زرعة: كنت عند أحمد بن حنبل فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فجلس وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ. وقال الخطيب قيل كان لإبراهيم على بيت المال شيء وكان يسخو به فسئل يوما عن مسألة في مجلس الخليفة فقال: لا أدري فقيل له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة؟ فقال: ما آخذه فعلى ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال. فأعجب ذلك أمير المؤمنين وأظنه كان المهدي. كان إبراهيم قد جاوز بمكة في أواخر عمره ومات في سنة ثلاث وستين ومائة. وقع لي من عواليه بإجازة.

201-48/5 ع

إسرائيل بن يونس

بن أبي إسحاق السبيعي الإمام الحافظ أبو يوسف الكوفي: سمع جده وجوّد حديثه وأتقنه وزياد بن علاقة وسماك بن حرب ومنصور بن المعتمر وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد الله بن رجاء الغداني وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وخلق كثير. وكان حافظًا حجة صالحا خاشعا من أوعية العلم ولا عبرة بقول من ليّنة فقد احتج به الشيخان توفي سنة اثنتين وستين ومائة وقيل توفي سنة إحدى وستين.

أنا الفخر علي أنا ابن طبرزذ أنا عبد الوهاب الأنماطي أنا أبو محمد الصريفيني أنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو القاسم البغوي أنا علي بن الجعد أنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن معد يكرب عن عبد الله قال: لا تأتم بقوم يتحدثون ويلغون. قال عيسى بن يونس قال لي أخي إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن. قال يحيى بن معين: إسرائيل ثقة. قال علي بن المديني قال يحيى بن سعيد: إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش. فقيل ليحيى إن إسرائيل روى عن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة حديث. وعن أبي يحيى القتات ثلاثمائة. فقال لم يؤتَ منه أتى منهما جميعًا. أنبأنا ابن قدامة وغيره قالوا أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي أنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن ذوقا أنا عبد الله بن صالح العجلي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال أقرأني رسول الله : "أني أنا الرزاق ذو القوة المتين" قد كان إسرائيل من العلماء العاملين. فعن شقيق البلخي قال: أخذت الخشوع عن إسرائيل كنا حوله لا يعرف من عن يمينه ولا من عن شماله من تفكره في الآخرة فعلمت أنه رجل صالح.

202-49/5 ع

زائدة بن قدامة

الإمام الحجة أبو الصلت الثقفي الكوفي: حدث عن زياد بن علاقة وعبد الملك بن عمير ومنصور وسماك وموسى بن أبي عائشة وطبقتهم. وعنه ابن عيينة وحسين الجعفي وابن مهدي ومعاوية بن عمرو وأبو نعيم وطلق بن غنام وأبو حذيفة النهدي وأحمد بن يونس وخلق كثير. وكان من نظراء شعبة في الإتقان لكن ما علمت له عن غير أهل بلده. قال أبو داود الطيالسي: كان لا يحدث صاحب بدعة. قال أبو أسامة: كان من أصدق الناس وأبرهم. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة صاحب سنة وقيل مات مرابطا بأرض الروم. توفي في أوائل سنة إحدى وستين ومائة وقد شاخ. قال أحمد بن حنبل: كان وكيع لا يقدم على زائدة في الحفظ أحدًا، يقع من عواليه لأصحاب ابن طبرزذ.

قرأت على أحمد بن هبة الله أنباكم أبو روح عبد المعز بن محمد أنا زاهر أنا أبو يعلى الصابوني أنا عبد الله بن محمد الرازي أنا محمد بن أيوب البجلي نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي ليلى عن معاذ قال جاء رجل فقال يا رسول الله رجل لقي امرأة فصنع بها ما يصنع الرجل بامرأته إلا أنه لم يجامعها، قال فأنزل الله: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَار} الآية فقال له: توضأ وصل، قلت يا رسول الله هذا له خاصة أو للناس عامة؟ قال: "للناس أو للمسلمين عامة".

203-50/5م 4

الحسن بن صالح بن حي

الإمام القدوة أبو عبد الله الهمداني الكوفي الفقيه العابد: ولد سنة مائة كإسرائيل، حدث عن سلمة بن كهيل وعبد الله بن دينار ومنصور بن المعتمر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي وسماك بن حرب وخلق كثير. وهو أخو المحدث علي ابنا صالح بن صالح بن حيان بن شفي الثوري كانا توأمين وحي هو حيان، وقيل هو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان وقيل صالح بن صالح بن حي بن مسلم، حدث عنه وكيع ويحيى بن آدم ومحمد بن فضيل وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وقبيصة وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وآخرون. قال أبو نعيم: كتبت عن ثمان مائة محدث فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح. وقال أبو حاتم ثقة حافظ متقن. وقال أحمد بن حنبل ثقة. وقال وكيع جزّأ هو وأمه وأخوه الليل مثالثة للعبادة فماتت فقسما الليل بينهما فمات علي فقام الحسن بالليل كله. عن أبي سليمان الداراني قال: ما رأيت من الخوف أظهر عليه من الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساءلون فغشي عليه فلم يختمها إلى الفجر. وعن الحسن قال: ربما أصبحت ما معي درهم وكأن الدنيا كلها قد حيزت لي. وعنه قال: إن الشيطان يفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد بها بابا من الشر. روى عباس عن ابن معين قال: يكتب رأي الأوزاعي ورأي الحسن بن صالح. وقال أبو زرعة: اجتمع في الحسن بن حي إتقان وفقه وعبادة وزهد. وكان وكيع يشبهه بسعيد بن جبير. وقال أبو نعيم: ما كان بدون الثوري في الورع والقوة. وما رأيت إلا من غلط في شيء غير الحسن بن صالح، وقال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا مجاوز المقدار. قلت: أما علي أخوه فمات كهلا قبل أوان الرواية سنة أربع وخمسين أرخه أحمد بن حنبل. وقال أبو نعيم: مات الحسن سنة سبع وستين ومائة. قلت: مع جلالة الحسن وإمامته كان فيه خارجية. فقال الخريبي: ترك الجمعة وجاء فلان فناظره ليلة فذهب الحسن إلى ترك الجمعة معهم والخروج عليهم بالسيف يعني الظلمة.

وبإسنادي إلى علي بن الجعد أنا الحسن بن صالح عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله كان يزور قباء راكبا وماشيا.

وأنبأ ابن قدامة وابن البخاري قالا أنا ابن طبرزذ أنا أبو غالب ابن البناء أنا الجوهري أنا أحمد بن جعفر ثنا إسحاق الحربي أنا أبو نعيم ثنا الحسن بن صالح عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن النبي قال لعلي: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي". 11

204-51/5 ع

شيبان بن عبد الرحمن

الإمام الحافظ الحجة أبو معاوية التميمي مولاهم النحوي نزيل الكوفة ومؤدب أولاد الأمير داود بن علي: قيل في نسبته النحوي إلى نحو بن شمس بطن من الأزد، وقال ابن أبي داود أو غيره بل كان نحويا. قلت: روى عن الحسن قليلا وعن قتادة والحكم وهلال الوزان ويحيى بن أبي كثير وزياد بن علاقة، ومنصور بن المعتمر حدث عنه الإمام أبو حنيفة والحسن بن موسى الأشيب وحسين المروزي وعبيد الله بن موسى ويونس بن محمد المؤدب وآدم بن أبي إياس وعلي بن الجعد وطائفة، وثقة يحيى بن معين وغيره. وقال ابن حنبل: هو ثبت في كل المشايخ. قال يعقوب السدوسي: كان صاحب حروف وقراءات مشهورا بذلك. قلت: تحتمل عن عاصم أحد القراء السبعة رحمة الله عليهم.

أخبرنا عبد الحافظ وابن عالية قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا ابن البناء أنا علي بن أحمد أنا المخلص أنا أبو القاسم البغوي أنا علي أنا شعبة وشيبان عن قتادة سمعت أنسا قال: صليت خلف رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. توفي شيبان سنة أربع وستين ومائة، وهو في عشر الثمانين رحمه الله تعالى.

205-52/5م 4

سعيد بن عبد العزيز

الإمام فقيه أهل دمشق أبو محمد التنوخي الدمشقي: قرأ القرآن على ابن عامر وحج فسأل عطاء بن أبي رباح وسمع مكحولا ونافعا وربيعة بن يزيد والزهري وقتادة وبلال بن سعد وعدة. وعنه ابن المبارك وابن مهدي وعبد الرزاق ويحيى الوحاظي وأبو عاصم وأبو المغيرة الحمصي وأبو مسهر الغساني وأبو نصر التمار ويحيى بن بشر الجريري وآخرون. مولده سنة تسعين. وكان يقول: ما كتبت حديثا قط يعني كان يحفظ وكان لا يؤخذ العلم من صحفي. وقال يحيى بن معين: هو حجة. وقال أحمد بن حنبل: ليس بالشام أصح حديثا منه. وقال الحاكم: هو لأهل الشام كمالك لأهل الحجاز في التقدم والفقه. قال أبو نصر الفراديسي: كنت أسمع وقع دموعه على الحصير في الصلاة. وروى مروان بن محمد عن سعيد قال: ما قمت إلى صلاة إلا مثلت لي جهنم. وعن الوليد قال كان سعيد يحيى الليل. وقال أبو مسهر: لقد رأيتني أقتصر على سعيد، فما احتاج معه إلى أحد، سمعه يقول: لا خير في الحياة إلا لصموت واع وناطق عارف. وقال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي إذا سئل عن مسألة وسعيد بن عبد العزيز حاضر قال سلوا أبا محمد. وقال أبو مسهر: كان سعيد لا يجيب حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب. وقال محمد بن المبارك الصوري: رأيت سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة في جماعة بكى، وقال الوليد بن مزيد سئل سعيد عن الكفاف قال: جوع يوم وشبع يوم. وقال أبو مسهر: سمعته يقول: لا أدري نصف العلم. وسمعت رجلا قال له: أطال الله بقاءك، فقال بل عجل الله بي إلى رحمته.

قلت: لم يخرج له البخاري وما حديثه بالكثير. قال الوليد بن مسلم وأبو مسهر وجماعة: مات سنة سبع وستين ومائة وقيل مات سنة ثلاث وستين.

أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن أبي الفضل عبد الرحيم الكاغذي أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبد الله نا يحيى بن صالح ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن قيس بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا.

206-53/5 ع

سليمان بن المغيرة

الإمام الحافظ الثبت أبو سعيد القيسي مولاهم البصري: حدث عن محمد بن سيرين والحسن البصري وحميد بن هلال وثابت البناني وجماعة، وعنه ابن المبارك والقطان وابن مهدي وأبو سلمة وأسد بن موسى والقعنبي وشيبان بن فروخ وخلق كثير. قال يحيى بن معين: هو ثقة ثقة وسئل بن علية عن حفاظ البصرة فقال: سليمان بن المغيرة. وقال أبو نوح قراد: سمعت شعبة يقول: سليمان بن المغيرة سيد أهل البصرة. وقال الخريبي ما رأيت بصريا أفضل منه. ذكره أحمد بن حنبل فقال: ثبت ثبت. وقال سليمان بن حرب: أنا سليمان بن المغيرة العدل الرضا الأمين المأمون وقال عفان: كان سليمان بن المغيرة يخضبت بالحمرة. قلت: مات سنة ست وخمسين ومائة1.

وبإسنادي إلى علي بن الجعد أنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: ما أعرف فيكم اليوم شيئا كنت أعهده على عهد رسول الله ليس قولكم لا إله إلا الله: قلنا: يا أبا حمزة فالصلاة؟ قال: قد صليتم حين تغرب الشمس، فكانت تلك صلاة رسول الله .

207-54/5 ع

شعيب بن أبي حمزة

الإمام الحجة المتقن أبو بشر الأموي مولاهم الحمصي الكاتب: نروى عن نافع وابن المنكدر والزهري وعبد الوهاب بن بخت وعكرمة بن خالد وطائفة. وكان مليح الضبط أنيق الخط فكتب للخليفة هشام شيئا كثيرا بإملاء الزهري عليه.

أبو زرعة الدمشقي سمعت أحمد بن حنبل يقول: رأيت كتب شعيب ابن أبي حمزة فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة-ورفع من ذكره. وقال: رافقت الزهري إلى مكة فكنت أدرس أنا وهو القرآن جميعا. قال أحمد بن حنبل: هو فوق عقيل ويونس، هو مثل الزبيدي، وكان قليل السقط وقال علي بن عياش الحمصي: كان شعيب عندنا من كبار الناس وكان ضنينا بالحديث، وكان من صنف آخر في العبادة. قلت: حدث عنه ولده بشر وبقية بن الوليد والوليد بن مسلم وعلي بن عياش وأبو اليمان وآخرون وحديثه في الكتب الستة.

قال يحيى الوحاظي: توفي سنة ثلاث وستين ومائة. وقال يزيد بن عبد ربه: مات سنة اثنتين وستين رحمه الله تعالى.

أنبأنا جماعة قالوا أنا عمر المؤدب نا هبة الله الشيباني أنا محمد بن محمد أنا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم بن الهيثم أنا علي بن عياش نا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان آخر الأمرين من رسول الله ترك الوضوء مما مست النار.

208-55/5 ع

الماجشون

الإمام العلم أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة التيمي مولاهم المدني الفقيه مولى آل الهدير: حدث عن الزهري وعبد الله بن دينار وسعد بن إبراهيم ووهب بن كيسان وعبد الرحمن بن القاسم وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وحجاج بن منهال وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وعلي بن الجعد ويحيى بن بكير وأحمد بن يونيس وخلق كثير وكان من العلماء الربانيين نظر مرة إلى شيء من كلام جهم فقال: هذا هدم بلا بناء وصفة بلا معنى. قال ابن وهب: حججت فسمع من ينادي لا يفتي الناس إلا مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة.

وذكر عبد الملك بن عبد العزيز الفقيه أن المهدي أجازه إياه بعشرة آلاف دينار. وقال أحمد بن كامل له كتب مصنفة رواها عنه ابن وهب. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو الوليد الطيالسي: كان يصلح للوزارة. قال أحمد بن أبي خيثمة: كان الماجشون أصبهانيًّا نزل المدينة وإليه تنسب سكة الماجشون كان يلقى الناس فيقول لهم جوني جوني يعني والد عبد العزيز.

توفي عبد العزيز وقيل إنه يكنى أبا الأصبغ في سنة أربع وستين ومائة. وقد سمع منه أبو الجهم حديثا لم يضبط إسناده وذلك أعلى ما يوجد عنه. وبإسنادي إلى علي بن الجعد نا عبد العزيز بن عبد الله عن ابن شهاب عن محمود بن لبيد عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى النبي يستلقي ثم ينصب إحدى رجليه ويعرض عليها الأخرى رواه مالك وابن عيينة عن ابن شهاب عن عباد ولم يذكرا محمودا.

209-56/5 ع

فليح بن سليمان

الإمام المحدث أبو يحيى العدوي مولاهم المدني ويقال اسمه عبد الملك: حدث عن نعيم المجمر ونافع مولى ابن عمر والزهري وعباس بن سهل الساعدي وسعيد بن الحارث وعبدة بن أبي لبابة وطائفة. وعنه أبو داود الطيالسي وسريج بن النعمان ويحيى بن صالح الوحاظي وسعيد بن منصور وأبو الربيع الزهراني ومحمد بن جعفر الوركاني وخلق كثير وابنه محمد وكان صادقا عالما صاحب حديث وما هو بالمتين وقد قال الدارقطني لا بأس به، احتج به الشيخان وأما يحيى بن معين فقال: ليس. بقوي: وقال مرة: ضعيف، وقال مرة: ليس حديثه بذاك الجائز. وقال أبو داود: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوي: قلت: توفي في سنة ثمان وستين ومائة بالمدينة. وحديثه في رتبة الحسن.

210-57/5 ع

الليث بن سعد

الإمام الحافظ شيخ الديار المصرية وعالمها ورئيسها أبو الحارث الفهمي مولاهم الأصبهاني الأصل المصري: حدث عن عطاء بن أبي رباح ونافع العمري وابن أبي مليكة وسعيد المقبري والزهري وأبي الزبير المكي ومشرح بن هاعان وأبي قبيل المعافري ويزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وخلق كثير. وينزل إلى أن يروي عن تلامذته. حدث عنه محمد بن عجلان وهو شيخه وابن وهب وسعيد بن أبي مريم وكاتبه عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير ويحيى بن يحيى النيسابوري ويحيى بن يحيى القرطبي وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح وعيسى بن حماد وأبو الجهم الباهلي وخلائق.

حج سنة ثلاث عشرة وله تسعة عشر عامًا فلحق الكبار وكان كبير الديار المصرية وعالمها الأنبل حتى إن نائب مصر وقاضيها من تحت أوامره وإذا رابه من أحد منهم أمر كاتب فيه الخليفة فيعزله وقد طلب منه المنصور أن يعمل نيابة الملك فامتنع كان الشافعي يتأسف على فواته وكان يقول: هو أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به. وقال أيضا: كان أتبع للأثر من مالك. وقال يحيى بن بكير: هو أفقه من مالك لكن الحظوظ لمالك وقال ابن وهب: لولا الليث ومالك لضللنا.

قال محمد بن رمح: كان دخل الليث في السنة ثمانين ألف دينار فما أوجب الله عليه زكاة قط. قلت كان أحد الأجواد بعث إلى مالك بألف دينار وأهدى إلى مالك مرة أحمال عصفر. وأعطى ابن لهيعة لما احترق منزله ألف دينار. ووصل منصور بن عمار الواعظ بألف دينار وجاءته امرأة مرة بسكرجة تطلب عسلا فأعطاها ظرف عسل. قال يحيى بن بكير قال الليث قال لي أبو جعفر تلى لي مصر؟ قلت: يا أمير المؤمنين إني أضعف عن ذلك لأني من الموالي، قال: ما بك ضعف معي ولكن ضعفت نيتك. ومن تاريخ الخطيب حدثني الصوري أنا عبد الرحمن بن عمر بمصر أنا الحسن بن يوسف بن مليح سمعت أبا الحسن الخادم وكان قد تستفتيه كنت واقفا على رأس ستي خلف الستارة فسأله الرشيد فقال له حلفت أن لي جنتين فاستحلفه الليث ثلاثا إنك تخاف الله فحلف فقال له الليث قال الله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان} قال فأقطعه قطائع كثيرة بمصر. قال يحيى بن بكير لما قدم الليث العراق قال المهدي لوزيره يعقوب: الزم هذا الشيخ فإنه قد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه. وروى عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أكمل من الليث، كان فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الشعر والحديث حسن المذاكرة وما زال خصالا جميلة حتى عد عشرا، لم أرَ مثله.

أبو عبد الله البوشنجي سمعت يحيى بن بكير يقول: أخبرت عن سعيد بن أبي أيوب قال لو أن مالكا والليث اجتمعا لكان مالك عند الليث أبكم ولباع الليث مالكا فيمن يزيد.

أبو الطاهر بن السرح عن ابن وهب قال: لولا مالك والليث هلكت، كنت أظن أن كل ما جاء عن النبي يفعل به. قال حرملة سمعت ابن وهب يقول: كان الليث يصل مالكا كل سنة بمائة دينار. وكتب مالك إليه أن علي دينا فبعثه إليه بخمسمائة دينار. وقال الأثرم قال أحمد: ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث لا عمرو بن الحارث ولا أحد. قال سليمان بن حرب قومنا حمار شعبة وسرجه ولجامه بثمانية عشر درهما إلى العشرين فقال له محمد بن معاوية النيسابوري خرج الليث يوما فقومنا ثيابه ودابته وخاتمه بثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا. مناقب الليث عديدة وهو إمام حجة كثيرة التصانيف، بين أبي العباس بن الشحنة وبينه ستة أنفس وهذا غاية العلو. مات ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة وله إحدى وثمانون سنة رحمه الله تعالى.

211-58/5 د ت ق

قيس بن الربيع

الحافظ أبو محمد الأسدي الكوفي: أحد الأعلام على ضعف فيه حدث عن عمرو بن مرة وحبيب بن أبي ثابت وعلقمة بن مرثد وزياد بن علاقة ومحارب بن دثار وطبقتهم من الكوفيين ولم يرتحل. وحدث عنه سفيان وشعبة وهما من طبقته وإسحاق السلولي وعاصم بن علي ومحمد بن بكار بن الريان وعلي بن الجعد ويحيى الحماني وخلق. كان شعبة يثني عليه وقال عفان كان ثقة. وقال يعقوب بن شبة هو عند جميع أصحابنا صدوق وكتابه صالح. وهو دريء الحفظ جدا ولينه أحمد بن حنبل. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك. وأما ابن عدي فقواه وقال لا بأس به عامة رواياته مستقيمة القول فيه ما قال شعبة. وقال أبو الوليد شهد جنازة قيس بن الربيع شريك فقال: ما ترك بعده مثله. وقال محمد بن عبيد الطنافسي لم يكن قيس عندنا بدون الثوري وإنما ولي شيئا فأقام على رجل حدا فمات قال فطفئ أمره. قال وكان يعلق النساء بثديهن ويرسل عليهن الزنابير وقال أبو الوليد: كتبت عن قيس ستة آلاف حديث.

قلت: وقد كان قيس من أوعية العلم وأرى الأئمة تكلموا فيه لظلمه، مات سنة سبع أو ثمان وستين ومائة رحمه الله تعالى.

212-59/5 ع

يحيى بن أيوب

الإمام العباس الغافقي المصري فقيه أهل مصر ومفتيهم: حدث عن أبي قبيل حي بن هانئ ويزيد بن أبي حبيب وبكير بن الأشج وجعفر بن ربيعة وربيعة الرأي وحميد الطويل وخلق، وعنه ابن وهب وزيد بن الحباب وأبو عبد الرحمن المقرئ وسعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وخلق كثير حتى أن شيخه ابن جريج روى عنه. قال ابن عدي هو من فقهاء مصر وعلمائهم، وقال: كان قاضيا بها وهو عندي صدوق. وقال ابن يونس: كان أحد الطلابين للعلم حدث عن أهل الحرمين والشام ومصر والعراق. قال يحيى بن معين: صالح الحديث. وقال أحمد بن حنبل سيئ الحفظ قلت حديثه في الكتب الستة، وحديثه فيه مناكير. قال سعيد بن عفيز وغيره: مات سنة ثمان وستين ومائة رحمه الله تعالى.

213-60/5 ع

حماد بن زيد بن درهم

الإمام الحافظ المجود شيخ العراق أبو إسماعيل الأزدي مولاهم البصري الأزرق الضرير: ودرهم جده من سبى سجستان من مولى آل جرير بن حازم.

حدث حماد عن أبي عمران الجوني ومحمد بن زياد وأبي جمرة الضبعي وأنس بن سيرين وعمرو بن دينار وثابت البناني وخلق ولم يلحق قتادة. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ومسدد والقواريري ومحمد بن أبي بكر المقدمي وعلي بن المديني وأحمد بن المقدام وأمم سواهم. قال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة الثوري ومالك والأوزاعي وحماد بن زيد. وقال يحيى بن معين: ليس أحد أثبت من حماد بن زيد. وقال يحيى بن يحيى: ما رأيت شيخا أحفظ منه. وقال أحمد بن حنبل: هو من أئمة المسلمين من أهل الدين وهو أحب إلي من حماد بن سلمة. وقال ابن مهدي: لم أرَ أحدا قط أعلى بالسنة منه. وقال أيضا: ما رأيت أعلم منه ومن مالك وسفيان وما رأيت بالبصرة أفقه منه. وفي الجزء الحادي عشر من حديث أبي سهل القطان سماعنا. قال أنا الحسن بن علي المعمري سمعت سليمان بن أيوب صاحب البصري سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أحدا أعلم من حماد بن يزيد لا سفيان ولا مالكا. قال أبو عاصم: مات حماد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيرا في هيئته ودله، أظنه قال: وسمعته. وقال يزيد بن زريع هو سيد المسلمين. قال أبو حاتم بن حبان: كان ضريرا وكان يحفظ حديثه كله. وقال محمد بن مصفى سمعت بقية يقول: ما رأيت بالعراق مثل حماد بن زيد. وعن الثوري قال رجل البصرة بعد شعبة ذاك الأزرق يعني حماد بن زيد. وقال وكيع: ما كنا ما نشبهه إلا بمسعر. وقال سليمان بن حرب: لم يكن له كتاب إلا كتاب يحيى بن سعيد.

وقال ابن الطباع ما رأيت أعقل من حماد بن يزيد. وقال ابن خراش لم يخطئ في حديث قط. وقال العجلي: كان له أربعة آلاف حديث كان يحفظ ولم يكن له كتاب. مولد حماد سنة ثمان وتسعين. ومات في رمضان سنة تسع وسبعين ومائة رحمه الله تعالى. قال أبو حاتم الرازي أنا سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يقول إنما يدرون على أن يقولوا: ليس في السماء إله. قال إبراهيم بن سعيد الجوهري سمعت أبا أسامة يقول: كنت إذا رأيت حماد بن زيد. قلت: أدبه كسرى وفقهه عمر رضي الله عنه.

214-61/5 ع

أبو حمزة السكري

الإمام المحدث شيخ خراسان محمد بن ميمون المروزي: حدث عن زياد بن علاقة وأبي إسحاق وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر وجماعة. وعنه ابن المبارك وعبدان بن عثمان ونعيم بن حماد وآخرون. كان ثقة ثبتا نبيلا ثبتا سمحا جوادا حلو الكلام ولذلك لقب بالسكري. وثقه يحيى بن معين. قال أبو حمزة ما شبعت منذ ثلاثين سنة إلا أن يكون لي ضيف. وقال العباس بن مصعب كان أبو حمزة مجاب الدعوة. توفي سنة سبع أو ثمان وستين ومائة رحمه الله تعالى. قلت حديثه يقع عاليا في صحيح البخاري وبالإجارة.

215-62/5 ع

ورقاء بن عمر بن كليب

الإمام الحجة شيخ السنة أبو بشر اليشكري الكوفي نزيل المدائن: حدث عن عمرو بن دينار ومحمد بن المنكدر وأبي إسحاق وعبيد الله بن أبي يزيد المكي ومنصور بن المعتمر وعدة. وعنه إسحاق الأزرق وشبابة وأبو داود وقبيصة وأبو عبد الرحمن المقرئ وأبو غسان النهدي والفريابي وعلي بن الجعد. قال أحمد بن حنبل ثقة صاحب سنة. وقال أبو داود قال لي شعبة عليك بورقاء فإنك لن تلقى مثله حتى ترجع. وقال أبو داود السجستاني: ورقاء صاحب سنة إلا أن فيه إرجاء. وقد روى عن يحيى القطان أنه أشار إلى لين فيه. قال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: دخلنا على ورقاء وهو يموت فجعل يكبر ويهلل ويذكر الله فلما كثر الناس قال لابنه اكفني رد السلام لا يشغلوني عن ربي. توفي ورقاء سنة نيف وستين ومائة رحمه الله تعالى.

216-63/5 ع

نافع بن عمر

القرشي الجمحي المكي الحافظ محدث مكة في زمانه: سمع ابن أبي مليكة وسعيد بن أبي هند وعمرو بن دينار. وعنه يحيى بن سعيد وابن مهدي وخلاد بن يحيى وسعيد بن أبي مريم ومحرز بن سلمة داود بن عمرو الضبي وآخرون. قال عبد الرحمن بن مهدي كان من أثبت الناس. وقال أحمد بن حنبل ثبت ثبت. قال محمد بن سعد: ما بمكة سنة تسع وسبعين ومائة رحمه الله تعالى.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا أبو روح البزاز أنا تميم الجرجاني أنا أبو سعيد النحوي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي أنا داود بن عمرو نا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قالت عائشة توفي رسول الله في بيتي وبين سحري ونحري، رواه البخاري عن سعيد بن أبي مريم عن نافع رحمة الله عليهم أجمعين.

217-64/5 ع

جويرة بن أسماء بن عبيد

الحافظ الثبت أبو مخارق الضبعي: قال أبو حاتم: أخطأ من قال أبو مخراق بصري إمام محدث. روى عن أبيه ونافع مولى ابن عمر وابن شهاب وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث ورفيقه مالك وجماعة. وعنه ابن أخيه عبد الله بن محمد بن أسماء وأبو سلمة التبوذكي وحيان بن هلال وحجاج بن منهال ومسدد وعدة. وممن روى عنه يحيى القطان. وثقه أحمد وقال ابن معين ليس به بأس. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة رحمه الله تعالى.

218-65/5 م4

شريك بن عبد الله القاضي

أبو عبد الله النخعي الكوفي أحد الأئمة الأعلام: حدث عن أبي صخرة جامع بن شداد وجامع بن أبي راشد وسلمة بن كهيل وأبي إسحاق وزياد بن علاقة وسماك بن حرب وعدة. وعنه أبان بن تغلب ومحمد بن إسحاق وهما من شيوخه. ومن المتأخرين قتيبة وعلي بن حجر وإسحاق بن أبي إسرائيل وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان وهناد بن السري وخلائق. وذكر إسحاق الأزرق أنه أخذ عنه تسعة آلاف حديث.

وقال ابن المبارك: هو أعلم بحديث أهل بلده من سفيان. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدا قط أورع في علمه من شريك. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: كان شريك سيئ الحفظ.

قلت: كان شريك حسن الحديث إماما فقيها ومحدثا مكثرا ليس هو في الإتقان كحماد بن زيد. وقد استشهد به البخاري وخرج له مسلم متابعة. ووثقه يحيى بن معين. مات في ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائة وله اثنتان وثمانون سنة رحمه الله. ووقع لي من عواليه، وحديثه من أقسام الحسن.

219-66/5 ع

زهير بن معاوية بن حديج

الحافظ الحجة أو خيثمة الجعفي الكوفي محدث الجزيرة وهو أخو الرحيل وحديج: حدث عن الأسود بن قيس وأبي إسحاق وسماك بن حرب وحميد الطويل وأبي الزبير وزياد بن علاقة وطبقتهم. وعنه أبو داود والحسن بن موسى الأشيب وأبو نعيم وأبو جعفر النفيلي وأحمد بن يونس ويحيى بن يحيى التميمي وخلق سواهم. وكان من علماء الحديث. قال ابن عيينة لطالب: عليك بزهير بن معاوية فما بالكوفة مثله. وقال معاذ بن معاذ: والله ما كان سفيان الثوري عندي بأثبت من زهير. وقال شعيب بن حرب وذكر حديث لزهير وشعبة فقال: زهير أحفظ عندي من عشرين مثل شعبة. وقال أحمد: زهير من معادن العلم. وقال أبو حاتم الرازي: زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شيء إلا في حديث أبي إسحاق. قيل لأبي حاتم: فزائدة وزهير؟ قال: زهير أتقن وهو صاحب سنة غير أنه تأخر سماعه عن أبي إسحاق. وقال أبو زرعة سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط وهو ثقة. قلت: ما اختلط أبو إسحاق أبدا وإنما يعني بذلك التغير ونقص الحفظ. قال حميد بن عبد الرحمن الرواسي كان زهير إذا سمع الحديث من الشيخ مرتين كتب عليه فرغت. يقال: نزل زهير الجزيرة سنة أربع وستين وأصابه الفالج سنة اثنتين. وبه تخرج النفيلي وقال: توفي في رجب سنة ثلاث وسبعين ومائة رحمه الله تعالى.

220-67/5 ع

سليمان بن بلال

الحافظ المفتي أبو أيوب وأبو محمد التيمي المدني مولى آل أبي بكر الصديق: حدث عن عبد الله بن دينار وزيد بن أسلم وخثيم بن عراك وأبي حازم الأعرج وربيعة الرأي وأبي طوالة وسهيل بن أبي صالح وعدة. وعنه ابنه أيوب والقعنبي وخالد بن مخلد وسعيد بن أبي مريم وأبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس وسعيد بن عفير ولوين وإسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن يحيى التميمي وخلق. قال ابن سعد: كان بربريا جميلا حسن الهيئة ثقة عاقلا يفتي بالمدينة وولي الخراج بها. قال يحيى بن معين: ثقة صالح.

أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد الله أنا هبة الله بن أبي شريك أنا أبو الحسن بن النقور نا عيسى بن علي نا عبد الله بن سليمان أنا لوين نا سليمان بن بلال عن أبي وجزة عن عمر بن أبي سلمة قال قال لي رسول الله : "يا بني ادن وسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" أخرجه أبو داود عن لوين. توفي سليمان بن بلال سنة اثنتين وسبعين ومائة2 رحمه الله تعالى.

221-68/5 4

أبو معشر

السندي المدني الفقيه صاحب المغازي، هو نجيح بن عبد الرحمن: كاتب امرأة من بني مخزوم فأدى إليها فاشترت أم موسى بنت منصور ولاءه في ما قيل وكان من أوعية العلم على نقص في حفظه. رأي أبا أمامة بن سهل وروى عن محمد بن كعب القرظي وموسى بن يسار ونافع وابن المنكدر ومحمد بن قيس وطائفة. ولم يدرك سعيد بن المسيب وذلك في جامع أبي عيسى الترمذي، وأظنه سعيدا المقبري فإنه يكثر عنه، حدث عنه ابنه محمد وعبد الرزاق وأبو نعيم ومحمد بن بكار ومنصور بن أبي مزاحم وطائفة. قال ابن معين: ليس بقوي. وقال أحمد بن حنبل: كان بصيرا بالمغازي صدوقا وكان لا يقيم الإسناد. وقال أبو نعيم: كان أبو معشر سنديا الكن. يقول: حدثنا محمد بن قعب وقال أبو زرعة صدوق. وقال النسائي: ليس بالقوي. قلت: قد احتج به النسائي ولم يخرج له الشيخان. وكان أبيض أزرق سميعًا. أشخصه معه المهدي إلى العراق وأمر له بألف دينار وقال تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا.

مات أبو معشر في رمضان سنة سبعين ومائة رحمه الله تعالى. وشريك أقوى منه.

222-69/5 ع

وهيب بن خالد بن عجلان

الحافظ الثبت الإمام أبو بكر الباهلي مولاهم البصري الكرابيسي: حدّث عن منصور بن المعتمر وأيوب وعبد الله بن طاوس وسهل بن أبي صالح وطبقتهم وعنه إسماعيل بن علية وعفان ومسلم بن إبراهيم وعارم وهدبة بن خالد وآخرون. قال ابن مهدي كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال. وقال أبو حاتم يقال إنه لم يكن أحد بعد شعبة أعلم بالرجال منه. قال محمد بن سعد سجن وهيب فذهب بصره وكان ثقة حجة يملي من حفظه. قال: وكان أحفظ من أبي عوانة. وقال أحمد بن حنبل عاش ثمانيا وخمسين سنة. وروى البخاري عن أحمد بن أبي رجاء الهروي أن وهيبا توفي سنة خمس وستين ومائة. وهو في الفقه والعلم نظير حماد بن زيد رحمة الله عليهم.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا محمد بن غسان أنا أبو سليمان بن زبر أنا أبو القاسم البغوي أنا عبد الأعلى بن حماد أنا وهيب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي قال: "إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيتهن البركة" أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم عن بهز عن وهيب بن خالد.

223-70/5 ع

أبو عوانة

الوضاح بن خالد مولى يزيد بن عطاء اليشكري الواسطي البزاز الحافظ أحد الثقات: رأى الحسن وابن سيرين وحدث عن قتادة والحكم بن عتيبة وزيادة بن علاقة وأبي بشر وسماك وطبقتهم فأكثر وأطاب. حدث عنه حبان بن هلال وعفان وسعيد بن منصور ومسدد ومحمد بن أبي بكر المقدمي وقتيبة وشيبان بن فروخ وخلق. قال عفان هو أصح حديثا عندنا من شعبة. وقال أحمد بن حنبل: هو صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما يهم. قال عفان: كان كثير الضبط والنقط. وقال يحيى القطان: ما أشبه حديثه بحديث شعبة وسفيان. وقال عفان: قال لنا شعبة: إن حدثكم أبو عوانة عن أبي هريرة فصدقوه. وقال تمتام سمعت ابن معين يقول: كان أبو عوانة يقرأ ولا يكتب. وقال عباس عن ابن معين: كان أبو عوانة أميا يستعين بمن يكتب له وكان يقرأ الحديث. وقال حجاج بن محمد قال لي شعبة الزم أبا عوانة وقال جعفر بن أبي عثمان سئل ابن معين من لأهل البصرة مثل سفيان؟ قال: شعبة، قيل: من لهم مثل زائدة؟ قال: أبو عوانة، قيل: من لهم مثل زهير بن معاوية؟ قال: وهيب. وقال ابن مهدي: أبو عوانة، قيل: من لهم مثل زهير بن معاوية؟ قال: وهيب. وقال ابن مهدي: أبو عوانة وهشام كابن أبي عروبة وهمام. وقال يحيى بن سعيد: أبو عوانة من كتابه أحب إلي من شعبة من حفظه. وقال أحمد بن حنبل عن ابن المديني: كان أبو عوانة في قتادة ضعيفا، ذهب كتابه وكان يحفظ من سعيد وقد أغرب فيها أحاديث. وقال يعقوب بن شيبة: هو أثبتهم في مغيرة وهو في قتادة ليس بذاك. وقال عبيد الله العبسي قال شعبة لأبي عوانة كتابك صالح وحفظك لا يساوي شيئًا، مع من طلبت الحديث؟ قال: مع منذر الصيرفي، قال: منذر صنع بك هذا. مات في شهر ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائة بالبصرة رحمة الله عليه.

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا أبو القاسم بن البناء أنا علي بن البسري أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله بن محمد نا خلف بن هشام نا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تنام مع رسول الله في لحاف واحد وهي حائض وعليها ثوب.

224-71/5 د ت ق

ابن لهيعة

الإمام الكبير قاضي الديار المصرية وعالمها ومحدثها أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان الحضرمي المصري، حدث عن عطاء بن أبي رباح وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمرو بن شعيب ومشرح بن هاعان وأبي يونس مولى أبي هريرة وزيدي بن أبي حبيب وأبي الأسود يتيم عروة وعدد كثير. ولم يكن على سعة علمه بالمتقن. حدث عنه ابن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة قبل أن يكثر الوهم في حديثه وقبل احتراق كتبه فحديث هؤلاء عنه أقوى وبعضهم يصححه ولا يرتقي إلى هذا. وحدث عنه أبو صالح الكاتب وقتيبة بن سعيد ويحيى بن بكير ومحمد بن رمح وكامل بن طلحة وخلائق. وروى عنه من القدماء الأوزاعي وعمرو بن الحارث وسفيان وشعبة.

أخبرنا أحمد بن الربيع أنا ابن عبد السلام أنا الأرموي وابن الداية والطرائفي قالوا أنا محمد بن أحمد أنا أبو الفضل الزهري أنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول: ليأتين على الرجل أحيان وما في جلده موضع إبرة من النفاق وإنه ليأتي عليه أحايين وما فيه موضع إبرة من الإيمان. قال أحمد بن حنبل: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه.

حدثني إسحاق بن موسى أنه لقيه سنة أربع وستين وأن كتبه احترقت سنة تسع وستين ومائة. وأما سعيد بن أبي مريم فقال لم يحترق له كتاب وكان يضعفه.

أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة. وقال أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابا للعلم. وقال زيد بن الحباب قال سفيان الثوري: عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع. وقال عثمان بن صالح: احترقت داره وكتبه وسلمت أصوله، كتبت كتاب عمارة بن غزية من أصله، وقال يحيى القطان وجماعة ضعيف: وقال ابن معين: ليس بذاك القوي.

وسئل عنه أبو زرعة وعن سماع القدماء منه فقال: أوله وآخره سواء إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله. قال قتيبة: لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث من الغد بألف دينار ولما مات سمعت الليث يقول: ما خلف مثله قلت ولي قضاء مصر سنة خمس وخمسين ومائة تسعة أشهر وقرر له المنصور في الشهر ثلاثين دينارا وقد وقع لي من عواليه. قال ابن يونس: ولد سنة سبع وتسعين ومات في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومائة رحمه الله تعالى. قلت يروى حديثه في المتابعات ولا يحتج به.

225-72/5 د س

القاسم بن معن بن عبد الرحمن

ابن صاحب النبي عبد الله بن مسعود الإمام العلامة قاضي الكوفة أبو عبد الله الهذلي المسعودي الكوفي أحد الأعلام وهو أخو أبي عبيدة بن معن: حدث عن حصين بن عبد الرحمن وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر وهشام بن عروة طبقتهم. حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وعبد الله بن الوليد العدني وأبو غسان النهدي وآخرون. قال أحمد بن حنبل: كان لا يأخذ على القضاء رزقا. وقال أبو حاتم: ثقة من أروى الناس للحديث والشعر وأعلمهم بالعربية والفقه. قلت: توفي سنة خمس وسبعين ومائة رحمه الله تعالى خرج له أبو داود والنسائي.

226-73/5 ع

بكر بن مضر

الإمام المحدث الصادق العابد أبو عبد الملك المصري: ولد سنة مائة وحدث عن أبي قبيل المعافري ويزيد بن الهاد وجعفر بن ربيعة وابن عجلان وطائفة. وعنه ابنه إسحاق وابن وهب وعبد الرحمن بن القاسم وقتيبة بن سعيد وآخرون وهو من موالي شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه.

قال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم لا يقدم عليه أحدا من أهل الفسطاط وقد رأيته وأنا حدث. حدثني ابنه إسحاق قال: ما كان أبي يجلس على طنفسة وكان طويل الحزن خازنا للسانه وربما جاءه المحدثون فيقول لهم: تعلموا الورع. توفي بكرة يوم عرفة سنة أربع وسبعين ومائة وكان ثقة حجة.

أخبرنا أحمد بن هبة الله نا عبد المعز بن محمد أنا محمد بن إسماعيل أنا محلم بن إسماعيل الضبي أنا الخليل بن أحمد السجزي نا محمد بن إسحاق الثقفي نا قتيبة بن سعيد نا بكر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة عن سلمة بن الأكوع قال لما نزلت هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين}. كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. أخرجه الجماعة سوى ابن ماجه عن قتيبة فوافقناهم بعلو.

227-74/5م 4-جعفر بن سليمان الإمام أبو سليمان الضبعي البصري من ثقات الشيعة وزهادهم: حدث عن ثابت البناني وأبي عمران الجوني ويزيد الرشك ومالك بن دينار والجعد أبي عثمان وطائفة. وعنه سيار بن حاتم وعبد الرزاق، وعنه أخذ بدعة التشيع، وقتيبة بن سعيد وبشر بن هلال الصواف وإسحاق بن أبي إسرائيل ومسدد ومحمد بن سليمان لوين وآخرون. وثقه يحيى بن معين وكان راوية ثابت البناني وأحسن ابن سعد حيث يقول: كان ثقة فيه ضعف. وقد روى له الجماعة سوى البخاري. مات سنة ثمان وسبعين ومائة.

228-75/5 ع

عبيد الله بن عمرو

الإمام الحافظ مفتي الجزيرة أبو وهب الرقي: حدث عن زيد بن أبي أنيسة وعبد الملك بن عمرو وأيوب السختياني وعبد الكريم بن مالك وطائفة. وعنه عبد الله بن جعفر الرقي والعلاء بن هلال وأبو توبة الحلبي وعلي بن حجر وعبد الجبار بن عاصم ومحمد بن سليمان لوين وخلق كثير. قال محمد بن سعد: كان ثقة ربما أخطأ ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره. مولد عبيد الله في سنة إحدى ومائة ومات سنة ثمانين ومائة.

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف الحجار قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن البناء أنا علي البسري أنا أبو طاهر المخلص أنا عبد الله بن محمد أنا عبد الجبار بن عاصم ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال قال رسول الله : "من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطاه إحداهما تحطّ خطيئة والأخرى ترفع درجة" هذا حديث صحيح غريب من الأفراد أخرجه مسلم وحده عن شيح له عن زكريا بن عدي عن عبيد الله وكأنه قد تفّرد به عن زيد وقع لنا بعلو درجتين.

229-76/5 ع

أبو غسان محمد بن مطراف

المدني الحافظ الصدوق: حدث عن محمد بن المنكدر وحسان بن عطية وصفوان بن سليم وأبي حازم الأعرج. روى عنه سفيان الثوري مع تقدمه وابن وهب وآدم بن أبي إياس وعلي بن عياش الحمصي وسعيد بن أبي مريم وعلي بن الجعد وغيرهم، وقد قدم على المهدي بغداد فأكرمه. وثقه أحمد بن حنبل. مات قبل السبعين ومائة. أنبأنا ابن قدامة أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا محمد بن محمد أنا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم بن الهيثم نا علي بن عياش نا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عائشة رضي الله عنها عن النبي قال: "طهور كل أديم دباغه ".

230-77/5 ع

معاوية بن سلام بن أبي سلام ممطور

الحبشي الشامي الحافظ: روى عن أبيه وأخيه زيد بن سلام والزهري ويحيى بن أبي كثير وغيرهم. وعنه يحيى بن حسان التنيسي ويحيى بن صالح الوحاظي ويحيى بن يحيى التميمي وأبو مسهر الغساني ويحيى بن بشر الحريري ومروان بن محمد الطاطري وآخر من بقي من أصحابه أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، كان يكون بحمص ثم نزل دمشق وثقه النسائي وغيره. وقال يحيى بن معين: أعده محدث أهل الشام. قلت عاش إلى سنة سبعين ومائة وفي هذا الحين لقيه يحيى بن يحيى وأبو توبة.

231-78/5 ع

مهدي بن ميمون

الحافظ أبو يحيى الأزدي المعولي مولاهم البصري: حدث عن محمد بن سيرين وأبي رجاء العطاردي وغيلان بن جرير وأبي الوازع جابر بن عمرو الراسي والحسن البصري وواصل الأحدب وواصل مولى أبي عيينة وعرض القرآن على شعيب بن الحبحاب. حدث عنه يحيى القطان وابن مهدي وعارم وأبو الوليد وأبو سلمة المنقري وهدبة بن خالد ومسدد وعبد الله بن محمد بن أسماء وخلق كثير. وقد حدث عنه هشام بن حسان وهو أكبر منه. وثقه أحمد بن حنبل ومن قبله شعبة. قال ابن سعد: كان كرديا سنة ثنتين وسبعين ومائة.

قلت: قرأ عليه يعقوب الحضرمي وحديثه في الدواوين الستة.

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي. وأنا أبو نصر المزي أنا أبو عمرو بن الصلاح وأبو إسحاق الصريفيني وطائفة قالوا أنا المؤيد بن محمد أنا أبو عبد الله الفراوي أنا الفارسي أنا ابن عمرويه أنا ابن سفيان أنا مسلم الحافظ نا سعيد بن منصور نا مهدي بن ميمون عن أبي الوازع سمعت أبا برزة: يقول بعث رسول الله رجلا إلى حي من العرب فسبوه وضربوه فجاء إلى رسول الله فأخبره فقال: "لو أهل عمان أتيتهم ما سبوك ولا ضربوك ".

وفي زمان هذه الطبقة

كان الإسلام وأهله في عز تام وعلم غزير وإعلام الجهاد منثورة والسنن مشهورة والبدع مكبوتة والقوالون بالحق كثير والعباد متوافرون والناس في بُلَهنِيَة من العيش بالأمن وكثرة الجيوش المحمدية من أقصى المغرب وجزيرة الأندلس وإلى قريب مملكة الخطا وبعض الهند وإلى الحبشة.

وخلفاء هذا الزمان: أبو جعفر المنصور، وأين مثل أبي جعفر-على ظلم فيه-في شجاعته وحزمه وكمال عقله وفهمه وعلمه ومشاركته في الأدب ووفور هيبته. ثم ابنه المهدي في سخائه وكثرة محاسنه وتتبعه لاستئصال الزنادقة، وولده الرشيد هارون في جهاده وحجه وعظمة سلطانه على لعب ولهو ولكن كان معظما لحرمات الدين قوي المشاركة في العلم نبيل الرأي محبا للسنن. وكان في هذا الوقت من الصالحين مثل إبراهيم بن أدهم وداود الطائي وسفيان الثوري. ومن النحاة مثل عيسى بن عمر والخليل بن أحمد وحماد بن سلمة وعدة. ومن القراء كحمزة بن حبيب وأبي عمرو بن العلاء ونافع بن أبي نعيم وشبل بن عباد وسلام الطويل شيخ يعقوب. ومن الشعراء عدد كثير كمروان بن أبي حفصة وبشار بن برد. ومن الفقهاء كأبي حنيفة ومالك والأوزاعي الذين مروا. وإنما اقتصرت على إيراد هؤلاء النيف والسبعين إماما طلبا للتخفيف والله أعلم.


هامش

  1. رقم "152.
  2. مات قبل 150.
  3. هو أبو الحسن وقيل أبو عبد الله كهمس بن الحسن التميمي النصري. توفي عام 149 وقيل 159.
  4. مات عام 160.
  5. رواه البخاري في كتاب الديات باب 6. مسلم في كتاب القسامة حديث 25، 26. أبو داود في كتاب الحدود باب1.
  6. هو أبو عبد الله بن مِغْول بن عاصم بن غزية بن حارثة بن خديج بن بجيلة. توفي عام 157 أو 158 أو 159.
  7. توفي عام 161 كما في موسوعة رجال الكتب التسعة.
  8. أبو عباد وقيل أبو سعد. توفي عام 160 أو قبلها.
  9. رواه الترمذي في كتاب العلم باب 18. أحمد في مسنده 2/299.
  10. هذه الحكاية منكرة وإسماعيل بن داود حاكيها ليس بثقة.
  11. وراه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب 9 والترمذي في كتاب المناقب باب 20. وابن ماجه في المقدمة باب 11.


تذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي
مقدمة | الطبقات: الأولى | الثانية | الثالثة | الرابعة | الخامسة | السادسة | السابعة | الثامنة | التاسعة | العاشرة | الحادية عشرة | الثانية عشرة | الثالثة عشرة | الرابعة عشرة | الخامسة عشرة | السادسة عشرة | السابعة عشرة | الثامنة عشرة | التاسعة عشرة | العشرون | الحادية والعشرون | شيوخ صاحب التذكرة