حادي الضعون

​حادي الضعون​ المؤلف محمد سعيد الحبوبي


من نازح يحدو العراقَ ضعونهُ
قلب سرى لَّما اهاج شجونه
ومودعٍ للركبِ وَدَّ بانهُ
لو قد اسالَ مع الدموع عيونه
لم تقطعَ الاظعان مِيلاً في السّرُى
الا وكحَّل بالسهادِ جفونه
قطعت بهم سهل الغميم وحزنه
فسقى الغميم سهوله وحزونه
مِن كل اوطف ماتغنىَّ رعدهُ
الا وارخص بالدموعِ شؤونه
فترى الدموع تخاله بحراً طَمى
وترى الحُمول تخالهن سفينه
وذكرت في ذي البان ميس قدودهم
فغدوت من شغَف اضمَّ غصونه
قالوا اشابَ البينُ مِفرق رأسه
صدَقوا ولكنَ قد اشابَ عيوْنه
ياقلبُ حسبُك بالغرام رهينةً
شطَّ الغريم وما قضاكَ ديونه
لم ينُسني عنه السرور بعودتي
ان سرّ من خلق الهوى محزونه
كلا ولا النكبات تطرق ساحتي
اذ ليس غادي القلب الا دونه
وكأنني من حيّ قومي سامرٌ
حَسب النقا بالاجرعينَ حجونه
فلأ نهكن القلبَ من حسراتهِ
يوم التَّرحُل او يجنَ جُنونه
ما عاطشٌ اورى الاوامُ بقلبه
لَهَباً وقد شرب الاوام عُيونه
حتى اذا وجد المعينُ بقربه
وجد الرُّكيَّ وقد اضلّ معينه
فغدى يعضُ على الا ناملُ حسرة
نَدَماً ويصفِق بالشمال يمينه
وغدى يكذبُ بالحياة لنفسه
لَّما حدى حادي الضُعون ضُعونه