الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Obayd/مسودة ه»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 2:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ الإمام العامل الأوحد الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر السلامي بقراءتي عليه وهو يسمع قال: قرأت على الشيخ الصالح أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي في رجب من سنة خمسمائة، قلت له: أخبركم الشيخ أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف المقرئ المعروف بابن العلاف قراءة عليه وأنت تسمع في ذي القعدة من سنة ست وثلاثين وأربعمائة قال: أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه في يوم السبت السادس عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وثلاثمائة، قثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني قال: حدثني أبي رحمه الله:
1 - قثنا سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري: قثنا <ref> اختصار "قال حدثنا". </ref> عبيدة بن أبي رائطة الحذاء التميمي قال: حدثني عبد الرحمن بن زياد، أو عبد الرحمن بن عبد الله، عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله {{صل}}: « الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم <ref> البغض: عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت. </ref> فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه »
2 - حدثنا عبد الله قال: نا أبو محمد عبد الله بن الخزاز، وكان من الثقات، قثنا إبراهيم بن سعد، عن عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله {{صل}}: « الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ». حدثنا عبد الله، حدثني أبي، قثنا يونس قثنا إبراهيم، يعني: ابن سعد، عن عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله {{صل}}: « أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي »، فذكر مثله نحوه.
3 - حدثنا عبد الله، حدثني زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه، وحدثني محمد بن خالد بن عبد الله، قالا: نا إبراهيم بن سعد قال: حدثني عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله {{صل}}: « الله الله في أصحابي، لا تتخذوا أصحابي غرضا، من أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل، فيوشك أن يأخذه ».
سطر 12:
9 - حدثنا عبد الله قثنا أبو عمران محمد بن جعفر الوركاني قال: أنا أبو الأحوص، عن عبثر أبي زبيد، عن محمد بن خالد، عن عطاء قال: قال رسول الله {{صل}}: « لا تسبوا أصحابي، فمن سبهم فعليه لعنة الله ».
10 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل، يعني: ابن أبي خالد، عن عامر قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله {{صل}}، فقال رسول الله {{صل}}: « يا خالد ما لك وما لرجل من المهاجرين، لو أنفقت مثل أحد ذهبا، لم تدرك عمله ».
11 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عون قثنا أبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان قثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبي أوفى، وحدثنا الربيع بن ثعلب أبو الفضل إملاء قثنا أبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان بن رزين، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبي أوفى، شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد، فقال: « يا خالد، لم تؤذي رجلا من أهل بدر؟ لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله »، فقال: يا رسول الله، يقعون <ref> وَقَعْت بفُلان: إذا لُمْتَه ووقَعْت فيه، إذا عِبْتَهُ وَذَممْتَه. </ref> في فأرد عليهم، فقال رسول الله {{صل}}: « لا تؤذوا خالدا، فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار ».
12 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، وأبو معاوية، قالا: نا هشام يعني ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد، فسبوهم. وقال أبو معاوية في حديثه: يا ابن أختي، أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد، فسبوهم.
13 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا سفيان، عن نسير بن ذعلوق قال: سمعت ابن عمر يقول: لا تسبوا أصحاب محمد، فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره.
سطر 20:
17 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا جعفر، يعني: ابن برقان، عن ميمون بن مهران قال: ثلاث ارفضوهن: سب أصحاب محمد {{صل}}، والنظر في النجوم، والنظر في القدر.
18 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن نسير بن ذعلوق قال: سمعت ابن عمر يقول: لا تسبوا أصحاب محمد، فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة.
19 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عمر بن هياج الهمداني قثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مالك بن الحارث الأرحبي قثنا عبيدة بن الأسود، عن المجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، أن النبي {{صل}} قال ذات يوم وهو على المنبر: « إن رجلي على ترعة <ref> التُّرعة: الروْضة والدرجة المرتفعة ومعناه أن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة، فكأنه قِطْعة منها. </ref> من ترع الجنة، أو ترع الحوض، <ref> الحوض: نهر الكوثر. </ref> وإن عبدا خيره الله أن يعيش في الدنيا ما أحب، يأكل منها ما أحب، وبين لقاء الله عز وجل، وإن العبد اختار لقاء الله »، قال: فبكى أبو بكر، وهو قريب من المنبر، حتى قال شيخ من الأنصار: ما يبكي هذا؟ إن كان رسول الله {{صل}} ذكر رجلا من بني إسرائيل، أو رجلا من الناس، قال: وعرف أبو بكر أن رسول الله {{صل}} إنما عنى نفسه، فلما ذهبت عبرته <ref> العبرة: الدمعة. </ref> فقال: بأبي أنت وأمي، بل نفديك بآبائنا وأنفسنا، فقال عند ذلك: « ما أحد من الناس أعظم علينا حقا في صحبته، وماله، من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذته خليلا، ولكن ود وإخاء إيمان ».
20 - حدثنا عبد الله قال: قرأت على أبي، ثنا وكيع، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: لما هاجر النبي {{صل}} خرج ومعه أبو بكر، فأخذا طريق ثور، قال: فجعل أبو بكر يمشي خلفه ويمشي أمامه، فقال له النبي {{صل}}: « ما لك؟ » فقال: يا رسول الله، أخاف أن تؤتى من خلفك فأتأخر، وأخاف أن تؤتى من أمامك فأتقدم، قال: فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: يا رسول الله، كما أنت حتى أقمه. قال نافع: فحدثني رجل، عن ابن أبي مليكة، أن أبا بكر رأى جحرا في الغار فألقمها قدمه وقال: يا رسول الله، إن كانت لسعة أو لدغة كانت بي
21 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان قثنا همام قال: أنا ثابت، عن أنس، أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي {{صل}} وهو في الغار - وقال مرة: ونحن في الغار -: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، قال: فقال: « يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ».
سطر 32:
28 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد النرسي قثنا وهيب قثنا يونس، عن الحسن، أن النبي {{صل}} قال: « ما نفعني مال في الإسلام ما نفعني مال أبي بكر ».
29 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا معاوية، يعني: ابن عمرو، قثنا أبو إسحاق، يعني الفزاري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله {{صل}}: « من أنفق زوجا، أو قال: زوجين، من ماله - أراه قال: في سبيل الله - دعته خزنة الجنة: يا مسلم، هذا خير هلم إليه »، فقال أبو بكر: هذا رجل لا توى عليه، فقال رسول الله {{صل}}: « ما نفعني مال قط إلا مال أبي بكر »، قال: فبكى أبو بكر وقال: وهل نفعني الله إلا بك، وهل رفعني الله إلا بك؟
30 - حدثنا عبد الله قثنا محمد بن حميد الرازي قثنا إبراهيم بن المختار قثنا إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله {{صل}} قال: « سدوا هذه الأبواب الشوارع <ref> الشوارع: مفرد شارعة وهي المفتوحة المطلة على المكان. </ref> في المسجد، إلا باب أبي بكر ».
31 - قلت لأبي رحمه الله إن سفيان بن عيينة يحدث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله {{صل}}: « ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر ». فأنكره وقال: من حدثك به؟ قلت: حدثنا يحيى بن معين قثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قال يحيى: فقال رجل لسفيان: من ذكره؟ قال: وائل، فقال: أبي: نرى وائلا لم يسمع من الزهري، إنما روى وائل عن أبيه، وقال: هذا خطأ، ثم قال: نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله {{صل}}: فذكر الحديث.
32 - حدثنا عبد الله قال: حدثني جعفر بن محمد بن الفضيل قثنا حسن بن محمد بن أعين قثنا موسى يعني ابن أعين، قثنا إسحاق يعني ابن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله {{صل}}: « ما مال رجل من المسلمين أنفع لي من مال أبي بكر، ومنه أعتق بلالا، وكان يقضي في مال أبي بكر كما يقضي الرجل في مال نفسه ».
سطر 46:
41 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال: أنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر قال: خطب عبد الله فقال: إن عمر كانت خلافته فتحا، وإمارته رحمة، والله إني أظن أن الشيطان كان يفرق أن يحدث حدثا مخافة أن يغيره عليه عمر، والله لو أن عمر أحب كلبا لأحببت ذلك الكلب.
42 - حدثنا عبد الله قال: نا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أبو عمرو قال: أنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي عثمان، أنه كان يقول: والذي لو شاء أن ينطق قناتي هذه لنطقت، لو أن عمر كان ميزانا ما كان فيه ميط شعرة، يعني: ميل.
43 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو صالح الخراساني هدية بن عبد الوهاب بمكة قثنا محمد بن عبيد الطنافسي قثنا أبو سعد البقال، عن أبي حصين، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: لقد تركنا رسول الله {{صل}} ونحن متوافرون، <ref> متوافرون: متواجدون بكثرة. </ref> وما منا من أحد إلا فتش عن جائفة، أو منقلة، إلا عمر وابن عمر.
44 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هدية بن عبد الوهاب قثنا أحمد بن يونس قثنا محمد بن طلحة، عن أبي عبيدة بن الحكم، عن الحكم بن جحل قال: سمعت عليا يقول: لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري.
45 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هدية بن عبد الوهاب أبو صالح بمكة قثنا محمد بن عبيد الطنافسي قثنا يحيى بن أيوب البجلي، عن الشعبي، عن وهب السوائي قال: خطبنا علي فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ فقلنا: أنت يا أمير المؤمنين، فقال: لا، خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، وما كنا نبعد أن السكينة <ref> السكينة: الطمأنينة والمهابة والوقار. </ref> تنطق على لسان عمر.
46 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو كريب الهمداني محمد بن العلاء قثنا زيد بن الحباب، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان، مولى عائشة، أن درجا جيء به من قبل العراق وفيه جوهر، فسأل عمر أصحاب رسول الله {{صل}} فقال: أتأذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله {{صل}} إياها، فبعث إليها به ففتحته فقالت: ما هذا؟ قالوا: أرسل إليك عمر، فقالت: ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله {{صل}}.
47 - حدثنا عبد الله قثنا سويد بن سعيد الهروي قثنا عمر بن عبيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كنا نعد وأصحاب رسول الله {{صل}} متوافرون: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر. قال أبو عبد الرحمن: عمر بن عبيد ليس الطنافسي، كان بمكة يبيع الخمر.
سطر 65:
60 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو الفضل الخراساني قثنا معلى بن أسد قثنا هلال بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثني علي بن زيد، وعطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك قال: كان النبي {{صل}} يدخل بيت أبي بكر كأنه يدخل بيته، ويصنع بمال أبي بكر كما يصنع بماله.
61 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يعقوب بن إبراهيم قثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن بعض أهله قال: قال أبو قحافة لابنه أبي بكر: يا بني، إني أراك تعتق رقابا ضعافا، فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك، فقال أبو بكر: يا أبت، إني أريد ما أريد، قال: فيتحدث ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه، وفيما قال أبوه: ( فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى، وما يغني عنه ماله إذا تردى، إن علينا للهدى، وإن لنا للآخرة والأولى، فأنذرتكم نارا تلظى، لا يصلاها إلا الأشقى، الذي كذب وتولى، وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ولسوف يرضى ).
===قوله {{صل}}:صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا===
62 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسحاق بن عيسى قثنا جرير، يعني: ابن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله {{صل}} في مرضه الذي مات فيه عاصبا <ref> عصب: ربط وشد. </ref> رأسه في خرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وقال: « إنه ليس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة <ref> الخَوْخَة: بابٌ صغِيرٌ كالنَّافِذَة الكَبِيرَة، وتكُون بَيْن بَيْتَيْن يُنْصَبُ عليها بابٌ. </ref> أبي بكر ».
63 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد بن هارون قال: أنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أنها كانت تقول: قبض النبي {{صل}} فارتدت العرب، واشرأب النفاق بالمدينة، فلو نزل بالجبال الرواسي ما نزل بأبي لهاضها، فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بحظها وعنائها في الإسلام، وكانت تقول مع هذا: ومن رأى عمر بن الخطاب عرف أنه خلق غناء للإسلام، كان والله أحوزيا، نسيج وحده، قد أعد للأمور أقرانها.
64 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان، ومحمد بن جعفر، قالا: نا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص يقول: كان عبد الله يقول: عن النبي {{صل}}: « لو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ».
سطر 73:
67 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سريج بن يونس من كتابه قثنا مروان بن معاوية الفزاري قال: أنا عبد الملك بن سلع الهمداني، عن عبد خير قال: سمعته يقول: قام علي على المنبر فذكر رسول الله {{صل}} فقال: قبض رسول الله {{صل}} واستخلف أبو بكر، فعمل بعمله وسار بسيرته، حتى قبضه الله على ذلك، ثم استخلف عمر فعمل بعملهما، وسار بسيرتهما، حتى قبضه الله على ذلك.
68 - حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا أبو بكر، يعني: ابن عياش، عن أبي المهلب، عن عبيد الله بن زحر، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن الله عز وجل اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، وإن أبا بكر خليلي ».
69 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو قال: وجدت في بعض الكتب يوم غزونا اليرموك أبو بكر الصديق أصبتم اسمه، عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه، عثمان ذو النورين أوتي كفلين <ref> الكفل: الحظ والنصيب. </ref> من الرحمة لأنه يقتل، أصبتم اسمه، قال: ثم يكون والي الأرض المقدسة وابنه، قال عقبة: قلت لابن العاص: سمهما كما سميت هؤلاء، قال: معاوية وابنه.
70 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: رأى رجل أبا بكر، وعلى عاتقه <ref> العاتق: ما بين المنكب والعنق. </ref> عباءة، فقال: أرني أعنك فقال: إليك لا تغرني أنت ولا ابن الخطاب من عيالي.
71 - حدثنا عبد الله قثنا محمد بن حميد الرازي قثنا عبد الله بن عبد القدوس قثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله {{صل}}: « يطلع عليكم رجل من أهل الجنة »، فطلع أبو بكر الصديق، ثم قال: « يطلع عليكم رجل من أهل الجنة »، فطلع عمر بن الخطاب.
72 - حدثنا عبد الله قال: حدثني العباس بن الحسين، ينزل قنطرة بردان، وكان ثقة - سألت أبي عن عباس فذكره بخير - قثنا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال: دخل النبي {{صل}} المسجد وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، فقال: « هكذا نبعث يوم القيامة ».
===قوله {{صل}}:صلى الله عليه وسلم مروا أبا بكر فليصل بالناس===
73 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق، عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس قال: لما مرض النبي {{صل}}، أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، ثم وجد خفة فخرج، فلما أحس به أبو بكر أراد أن ينكص، <ref> نكص: رجع وتأخر. </ref> فأومأ <ref> الإيماء: الإشارة بأعضاء الجسد كالرأس واليد والعين ونحوه. </ref> إليه النبي {{صل}} فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره، واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبو بكر.
74 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم قثنا قيس يعني ابن الربيع قال: نا عبد الله بن أبي السفر، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، عن العباس بن عبد المطلب، أن رسول الله {{صل}} قال في مرضه: « مروا أبا بكر يصلي بالناس »، فخرج أبو بكر فكبر، ووجد النبي {{صل}} راحة فخرج يهادى <ref> يهادى بين الاثنين: يمشي بينهما يعتمد عليهما من ضعفه وتمايله. </ref> بين رجلين، فلما رآه أبو بكر تأخر، فأشار إليه النبي {{صل}}: مكانك، ثم جلس رسول الله {{صل}} إلى جنب أبي بكر، فاقترأ من المكان الذي بلغ أبو بكر من السورة.
75 - حدثنا عبد الله، نا أبي، قثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قثنا قيس بن الربيع قال: حدثني عبد الله بن أبي السفر، عن ابن شرحبيل، عن ابن عباس، عن العباس قال: دخلت على رسول الله {{صل}} وعنده نساؤه، فاستترن مني إلا ميمونة، فقال: « لا يبقى في البيت أحد شهد اللد <ref> اللد: لد المريض: أخذ بلسانه فمده إلى أحد شقي الفم وصب الدواء في الشق الآخر. </ref> إلا لد، إلا أن يميني لم يصب العباس »، ثم قال: « مروا أبا بكر فليصل بالناس »، فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل إذا قام ذلك المقام بكى، قال: « مروا أبا بكر ليصل بالناس »، فقام فصلى، فوجد النبي {{صل}} خفة فجاء، فنكص أبو بكر فأراد أن يتأخر، فجلس إلى جنبه ثم اقترأ.
76 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن حصين. ح وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثني هشيم. وحدثني سريج بن يونس، وزهير أبو خيثمة، قالا: نا هشيم. وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة قثنا أبو الأحوص، عن حصين. وحدثني عثمان بن أبي شيبة قال: نا ابن إدريس، وجرير، عن حصين. وحدثني وهب بن بقية الواسطي قال: أنا خالد بن عبد الله، عن حصين، قال أبي: ونا علي بن عاصم، قال حصين: أنا عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وهذا لفظ حديث هشيم، أنه قال: أشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم.
77 - قال أبي: ونا وكيع قثنا سفيان، عن حصين ومنصور، عن هلال، عن سعيد بن زيد. قال وكيع: وقال سفيان: عن حصين، عن هلال، عن ابن ظالم، عن سعيد بن زيد. قال وكيع: ولم يحدثه منصور، عن هلال، عن سعيد بن زيد. قال أبو عبد الرحمن: وقال هؤلاء كلهم: عن حصين، عن هلال، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد قال: كنا مع النبي {{صل}} بحراء، فقال: « اسكن حراء، فإنه ليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد ». قال: قيل: ومن هم؟ قال: أبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وابن عوف، قال: فقيل فمن العاشر؟ قال: أنا، يعني نفسه.
سطر 88:
81 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، ومحمد بن جعفر، قالا: نا شعبة، وحجاج، قال: حدثني شعبة، عن الحر بن الصياح، عن عبد الرحمن بن الأخنس قال: خطبنا المغيرة بن شعبة فنال من فلان، فقام سعيد بن زيد فقال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة »، ولو شئت أن أسمي العاشر. قال ابن جعفر وحجاج في حديثهما: ثم ذكر نفسه يعني العاشر.
===بقية قوله: مروا أبا بكر يصلي بالناس===
82 - حدثنا عبد الله قثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري قال: حدثني مالك، يعني: ابن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي {{صل}}، أن رسول الله {{صل}} قال: « مروا أبا بكر فليصل للناس »، فقالت عائشة: يا رسول الله، إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع، قال: « مروا أبا بكر فليصل للناس »، فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إن أبا بكر إذا قام لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر بن الخطاب فليصل للناس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله {{صل}}: « مه، <ref> مه: كلمة زجر بمعنى كف واسكت وانته. </ref> إنكن لأنتن صواحبات يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس »، فقالت حفصة: ما كنت لأصيب منك خيرا.
83 - حدثنا عبد الله نا أحمد بن محمد بن أيوب أبو جعفر قثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب، وهو يقول: أحد، أحد، فيقول: أحد أحد الله يا بلال، ثم يقبل ورقة على أمية بن خلف ومن يصنع ذلك ببلال من بني جمح، فيقول: أحلف بالله إن قتلتموه على هذا لاتخذته حنانا، حتى مر به أبو بكر الصديق بن أبي قحافة يوما، وهم يصنعون به ذلك، وكانت دار أبي بكر في بني جمح، فقال لأمية: ألا تتقي الله في هذا المسكين، حتى متى؟ قال: أنت أفسدته فأنقذه مما ترى، قال أبو بكر: أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك، أعطيكه به، قال: قد قبلت، قال: هو لك. فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك، وأخذ بلالا فأعتقه، ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر من مكة ست رقاب - بلال سابعهم - عامر بن فهيرة، شهد بدرا وأحدا وقتل يوم بئر معونة شهيدا، وأم عبيس، وزنيرة، فأصيب بصرها حين أعتقها، فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت: حرقوا، وبيت الله ما يضر اللات والعزى وما ينفعان، فرد الله إليها بصرها، وأعتق النهدية وابنتها، وكانتا لامرأة من بني عبد الدار، فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما تطحنان لها، وهي تقول: والله لا أعتقكما أبدا، فقال أبو بكر: حلا يا أم فلان، قالت: حلا، أنت أفسدتهما فأعتقهما، قال: فبكم هما؟ قالت: بكذا وكذا، قال: قد أخذتهما وهما حرتان، أرجعا إليها طحينها، قالتا: أونفرغ منه يا أبا بكر، ثم نرده عليها؟ قال: أوذاك إن شئتما. ومر أبو بكر بجارية بني مؤمل، حي من بني عدي بن كعب، وكانت مسلمة وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك الإسلام، وهو يومئذ مشرك، وهو يضربها حتى إذا مل قال: إني أعتذر إليك، إني لم أتركك إلا ملالة، فعل الله بك، فتقول كذلك فعل الله بك، فابتاعها أبو بكر فأعتقها، فقال عمار بن ياسر، وهو يذكر بلالا وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء، وإعتاق أبي بكر إياهم، وكان اسم أبي بكر عتيقا: جزى الله خيرا عن بلال وصحبه عتيقا وأخزى فاكها وأبا جهل عشية هما في بلال بسوءة ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو العقل بتوحيده رب الأنام وقوله شهدت بأن الله ربي على مهل فإن يقتلوني يقتلوني ولم أكن لأشرك بالرحمن من خيفة القتل فيا رب إبراهيم والعبد يونس وموسى وعيسى نجني ثم لا تمل لمن ظل يهوى الغي <ref> الغي: الضلال. </ref> من آل غالب على غير بر كان منه ولا عدل
84 - حدثنا عبد الله قثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي قثنا عبد الواحد بن زياد قال: نا صدقة بن المثنى النخعي قال: حدثني جدي رياح بن الحارث قال: كنا في المسجد مع المغيرة بن شعبة في أناس كثير، فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فأوسع له المغيرة وقال: ها هنا، فجلس معه على السرير، فجاء شاب من أهل الكوفة يقال له: قيس بن علقمة، فاستقبل المغيرة فسب وسب، فقال سعيد بن زيد: لمن يسب هذا؟ فقال المغيرة: يسب عليا، فقال: ويحك يا مغيرة، ألا أرى أصحاب رسول الله {{صل}} يسبون عندك، ثم لا تغير، لن أقول عليه ما لم يقل فيسألني عنه يوم القيامة، سمعته يقول: إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان بن عفان في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك في الجنة، والزبير في الجنة، وطلحة في الجنة، وتاسع المسلمين لو شئت أن أسميه لسميته، قال: فضج الناس وقالوا: يا صاحب رسول الله، أخبرنا من تاسع المسلمين؟ وناشدوه، فقال: لولا أنكم ناشدتموني ما أخبرتكم، أنا تاسع المؤمنين، ورسول الله {{صل}} يتم العاشر، ثم قال: والله لموقف رجل أو مشهد رجل مع رسول الله {{صل}} يغبر <ref> يغبر وجهه: يعلوه الغبار وهو التراب. </ref> فيه وجهه أفضل من عبادة أحدكم عمره.
85 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قثنا محمد بن بشر قثنا صدقة بن المثنى قال: سمعت جدي رياح بن الحارث يذكر، عن سعيد بن زيد يقول: لمشهد شهده الرجل منهم يوما واحدا في سبيل الله مع رسول الله {{صل}} اغبر فيه وجهه أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح.
86 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن الماجشون يوسف بن يعقوب - قال عبد الله: قال أبي: والماجشون هو يعقوب - عن أبيه، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله {{صل}}: « وبينا رجل يمشي في حلة <ref> الحُلَّة: ثوبَان من جنس واحد. </ref> قد أعجبته هيئته خسف <ref> غيبه فيها. </ref> الله به الأرض، فهو يتجلجل <ref> يتجلجل: يغوص ويضطرب ويسيخ في الأرض. </ref> فيها إلى يوم القيامة، وشهد على ذلك أبو بكر وعمر ». وليس ثم أبو بكر، ولا عمر.
87 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بالكوفة سنة ثلاثين ومائتين قثنا المحاربي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد اليامي، عن الشعبي، عمن حدثه، عن علي قال: كنت جالسا مع النبي {{صل}} إذ أقبل أبو بكر وعمر، فلما نظر إليهما رسول الله {{صل}} قال: « يا علي، هذان سيدا كهول <ref> الكهل: الشخص الذي جاوز الثلاثين إلى الخمسين وتم عقله وحلمه. </ref> أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين »، ثم قال: « يا علي، لا تخبرهما ». حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عمر بن أبان قثنا المحاربي، عن أبي جناب، عن زبيد، عن عامر، عن نفيع، أو ابن نفيع، عن علي، مثل ذلك.
88 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو بكر بن أبي عون المديني قال: سمعت إبراهيم بن شكلة بن المهدي يقول: تدرون لم خصصت ولد أبي بكر من ثلثي؟ لأنه لم يعرف أحد من أصحاب رسول الله {{صل}} إلا وقد خلف لعياله شيئا غير أبي بكر الصديق، فإنه آثر الله ورسوله بماله كله، فأحببت أن أكافيء ولد أبي بكر من مالي دون من هو أقرب إلي رحما.
89 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سريج بن يونس قثنا يوسف بن يعقوب الماجشون، عن ابن شهاب قال: من فضل أبي بكر أنه لم يشك في الله عز وجل ساعة قط.
90 - حدثنا عبد الله قثنا أبو زيد النميري عمر بن شبة قال: حدثني محمد بن يحيى، وهو أبو غسان المدني، قثنا عبد العزيز بن عمران، عن أبيه، عن عمر بن سعد، عن ابن شهاب قال: كان أبو بكر الصديق أبيض لطيفا جعدا، <ref> الجَعْد: في صِفات الرجال يكون مَدْحا وَذَمّا: فالمدْح مَعْناه أن يكون شَدِيد الأسْرِ والخَلْق، أو يكون جَعْدَ الشَّعَر أي خشنه، وأما الذَّم فهو القَصير المُتَردّد الخَلْق. وقد يُطْلق على البخِيل أيضا. </ref> كأنما خرج من صدع <ref> الصدع: الشق. </ref> حجر، مشرف الوركين، لا يثبت إزاره <ref> الإزار: ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن. </ref> على وركيه.
91 - حدثنا عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن جابر، ينزل طاقات الغطريف، قثنا موسى بن داود قثنا محمد بن أبان، يعني: ابن صالح بن عمير، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، وعكرمة، في قوله عز وجل: ( وصالح المؤمنين )، <ref> سورة التحريم الآية 4. </ref> قال: أبو بكر وعمر.
92 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو كامل فضيل بن الحسين بن كامل الجحدري قال نا روح بن عطاء بن أبي ميمونة قثنا علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال: سمعت كلام عمر وخطبته، وكلام عثمان وخطبته، وكلام علي وخطبته، فما كان منهم من أحد أعلم بما يخرج من رأسه، ولا بمواضع الكلام، من عائشة، وكذلك كان أبوها.
93 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا علي بن بحر، يعني: ابن بري، قثنا عيسى بن يونس قثنا زكريا، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: كان أبو بكر يخافت بصوته إذا قرأ، وكان عمر يجهر بقراءته، وكان عمار إذا قرأ يأخذ من هذه السورة وهذه، فذكر ذلك للنبي {{صل}} فقال لأبي بكر: « لم تخافت؟ » قال: إني لأسمع من أناجي، وقال لعمر: « لم تجهر بقراءتك؟ » قال: أقرع الشيطان، وأوقظ الوسنان، <ref> الوَسْنان: النائم الذي ليس بمُسْتَغْرِقٍ في نَوْمِه والوَسَن: أوّلُ النَّوْم. </ref> وقال لعمار: « ولم تأخذ من هذه السورة وهذه؟ » قال: أتسمعني أخلط به ما ليس منه؟ قال: « لا »، قال: فكله طيب.
94 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن القرشي قثنا علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن أبي الجحاف قال: لما بويع أبو بكر، فبايعه علي وأصحابه، قام ثلاثا يستقبل الناس يقول: أيها الناس، قد أقلتكم بيعتكم، هل من كاره؟ قال: فيقوم علي في أوائل الناس فيقول: والله لا نقيلك، ولا نستقيلك أبدا، قدمك رسول الله {{صل}} تصلي بالناس، فمن ذا يؤخرك؟
95 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا تليد بن سليمان قثنا أبو الجحاف قال: لما بويع أبو بكر أغلق بابه دون الناس ثلاثا، كل يوم يقول: قد أقلتكم بيعتكم فبايعوا من شئتم، قال: كل ذلك يقوم علي، يعني: ابن أبي طالب، فيقول: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله {{صل}} فمن يؤخرك؟
سطر 113:
105 - حدثنا عبد الله قال: حدثتني أم محمد خديجة - عجوز كانت تختلف إلى أبي رحمه الله تسمع منه وتحدثنا - قالت: نا أبو النضر قثنا أبو جعفر الرازي، عن ربيع بن أنس قال: مثل أبي بكر الصديق في الكتاب الأول مثل القطر، أينما وقع نفع.
106 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عباس بن محمد الدوري قثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: سمعت وكيعا يقول، ونحن في طريق مكة: لولا أبو بكر الصديق لذهب الإسلام.
107 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن عبد الله المخرمي قال: رأيت شعيب بن حرب أومأ <ref> الإيماء: الإشارة بأعضاء الجسد كالرأس واليد والعين ونحوه. </ref> إلى ابنه فقبله، ثم قال: أتدرون لم قبلت محمدا؟ لأنه قد وهب نفسه في نصرة أبي بكر وعمر.
108 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب قثنا يزيد بن هارون قثنا أبو معشر قثنا أبو وهب، مولى أبي هريرة، أن رسول الله {{صل}} قال ليلة أسري به لجبريل عليه السلام: « إن قومي لا يصدقوني »، فقال له جبريل: بلى، يصدقك أبو بكر الصديق.
109 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا خالد بن نافع مولى الأشعريين قثنا الحر بن الصياح النخعي قال: بلغنا أن النبي {{صل}} قال: « أنا في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة ».
110 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسماعيل بن إبراهيم قثنا غالب، يعني: القطان، قال: قال بكر بن عبد الله: إن أبا بكر لم يفضل الناس بأنه كان أكثرهم صلاة وصوما، إنما فضلهم بشيء كان في قلبه.
111 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو معمر قثنا الهيثم بن عدي أبو عبد الرحمن، عن مجالد، عن الشعبي قال: قال ابن عباس: أول من صلى أبو بكر، ثم تمثل بأبيات حسان بن ثابت إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا خير البرية أتقاها وأعدلها إلا النبي وأوفاها بما حملا والثاني التالي المحمود مشهده وأول الناس منهم صدق الرسلا
112 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية بن عمرو قثنا زائدة، عن عطاء بن السائب، عن الحسن قال: قال رسول الله {{صل}}: « طير الجنة أعظم من البخت »، <ref> البُخْتِية: الأنثى من الجِمال البُخْت، والذكر بُخْتِيٌّ، وهي جِمال طِوَال الأعناق. </ref> فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن ذاك لطير ناعم، فقال رسول الله {{صل}}: « يا أبا بكر، آكله أنعم منه، والله إني لأرجو أن تكون يا أبا بكر ممن يأكل منه »
113 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية، يعني: ابن عمرو، قثنا زائدة قثنا هشام بن عروة، عن عروة قال: أتى قوم عمر فقالوا: ما رأينا خليفة خيرا منك، قال: فضربهم عمر فقال: أتقولون هذا لي وقد رأيتم أبا بكر؟
114 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية يعني: ابن عمرو، قثنا زائدة قثنا مغيرة، عن إبراهيم قال: قال رجل لعمر: ما رأيت رجلا خيرا منك، فقال له عمر: رأيت أبا بكر؟ فقال: لا، قال: لو قلت: نعم، لجلدتك.
115 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان، حدثنا معاوية، يعني: ابن عمرو، قثنا زائدة، عن مغيرة قال: سمعت الشعبي يقول: قال عمر: إني لأستحيي من ربي أن أخالف أبا بكر.
116 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن سليمان بن خالد الفحام أبو جعفر، نا علي بن هاشم، عن كثير، يعني: النواء، قال: قلت لأبي جعفر: إن فلانا حدثني، عن علي بن حسين، أن هذه الآية أنزلت في أبي بكر وعمر ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )، <ref> سورة الحجر الآية 47. </ref> قال: والله إنها لفيهم أنزلت، ففي من نزلت إلا فيهم، قلت: وأي غل هو؟ قال: غل الجاهلية، إن بني تيم وعدي وبني هاشم كان بينهم في الجاهلية، فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا، فأخذت أبا بكر الخاصرة، <ref> الخاصرة: وجع شديد في الجنب. </ref> فجعل علي يسخن يده فيكمد بها خاصرة أبي بكر، فنزلت هذه الآية.
117 - حدثني أبو صالح الحكم بن موسى، نا شعيب بن إسحاق، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة قال: أتى عمر شاعر فقال: أنشدك؟ فما استنشد قال: فجعل ينشد فذكر النبي {{صل}} في شعره فقال: رحم الله محمدا بما صبر، قال عمر: قد فعل، قال: ثم أبا بكر جميعا وعمر، فقال: ما شاء الله.
118 - حدثنا عبد الله قثنا سلمة بن شبيب أبو عبد الرحمن النيسابوري قال: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر، ورحمة الله على أبي بكر وعمر، ورحمة الله على عثمان، رحمة الله على علي، ومن لم يحبهم فما هو بمؤمن، وإن أوثق أعمالنا حبنا إياهم أجمعين، رضي الله عنهم أجمعين، ولا جعل لأحد منهم في أعناقنا تبعة، وحشرنا في زمرتهم ومعهم، آمين رب العالمين.
سطر 130:
121 - حدثنا أبو العباس الفضل بن صالح الهاشمي، في جمادى سنة تسع وتسعين ومائتين، قثنا هدية بن عبد الوهاب قثنا محمد بن كثير قثنا الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله {{صل}} جالسا إذ أقبل أبو بكر وعمر، فقال رسول الله {{صل}}: « هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ».
122 - حدثنا الفضل بن صالح قثنا الحسين بن الحسن المروزي قثنا سفيان بن عيينة، عن مطرف، عن الشعبي، عن أبي جحيفة قال: سمعت عليا يقول: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم الله أعلم بالثالث.
123 - حدثنا العباس بن إبراهيم القراطيسي قثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قثنا أسباط قثنا عمرو بن قيس، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن أهل عليين ليراهم من أسفل منهم، كما ترون الكوكب الدري <ref> الدري: الكوكب المتلألئ الضوء. </ref> في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ».
124 - حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قثنا محرز بن عون قثنا عبد الله بن نافع المدني، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، قال رسول الله {{صل}}: « أنا أول من تنشق عنه الأرض، ثم أبو بكر وعمر، ثم أهل البقيع يبعثون معي، ثم أهل مكة، ثم أحشر بين الحرمين ».
125 - حدثنا أحمد بن عبد الجبار قثنا محمد بن عباد سندولا قثنا تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف قال: لما بويع أبو بكر أغلق بابه ثلاثا، يقول: أيها الناس، أقيلوني بيعتكم، كل ذلك يقول له علي: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله {{صل}}، فمن ذا يؤخرك؟.
126 - حدثنا أحمد قثنا أبو خيثمة قثنا وهب بن جرير قثنا أبي قال: سمعت يعلى بن حكيم يحدث، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله {{صل}} خرج من مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة، فجلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: « إنه ليس أحد أمن علي بنفسه وماله من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة <ref> الخَوْخَة: بابٌ صغِيرٌ كالنَّافِذَة الكَبِيرَة، وتكُون بَيْن بَيْتَيْن يُنْصَبُ عليها بابٌ. </ref> أبي بكر ».
127 - حدثنا أحمد قثنا وهب بن بقية الواسطي قثنا عبد الله بن سفيان الواسطي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء قال: رآني رسول الله {{صل}} أمشي أمام أبي بكر فقال: « يا أبا الدرداء، أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة؟ ما طلعت الشمس، ولا غربت، على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر ».
128 - حدثنا أحمد بن قدامة البلخي، سنة تسع وتسعين ومائتين، قثنا محمد بن مقاتل قثنا الفرات بن خالد، وسفيان الثوري، عن جامع بن أبي راشد، عن منذر الثوري، عن محمد ابن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب، قال: قلت: يا أبت من خير هذه الأمة بعد رسول الله {{صل}}؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر، قال: فخشيت أن أقول: ثم من؟ فيقول عثمان، فقلت: أنت يا أبت؟ فقال: أبوك رجل من المسلمين
سطر 145:
136 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسباط قثنا كثير النواء قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن أبي بكر وعمر، فقال: تولهما، فما كان في ذلك فهو في عنقي.
137 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسباط قثنا كثير النواء قال: سألت زيد بن علي عن أبي بكر وعمر، فقال: تولهما، قال: قلت: كيف تقول فيمن يتبرأ منهما؟ قال: أبرأ منه حتى يتوب
138 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا يحيى بن آدم قثنا زهير، عن الأسود بن قيس، عن نبيح، عن أبي سعيد الخدري، أنهم خرجوا مع رسول الله {{صل}} في سفر، فنزلوا رفقاء، رفقة مع فلان، ورفقة مع فلان، قال: فنزلت في رفقة أبي بكر، وكان معنا أعرابي من أهل البادية، فنزلنا بأهل بيت من الأعراب وفيهم امرأة حامل، فقال لها الأعرابي: إني لأبشرك أن تلدي غلاما إن أعطيتني شاة، ولدت غلاما فأعطته شاة، وسجع لها أساجيع، <ref> أساجيع: جمع سجع: وهو الكلام المقفى غير الموزون. </ref> قال: فذبح الشاة، فلما جلسوا القوم يأكلون قال رجل: أتدرون ما هذه الشاة؟ فأخبرهم، قال: فرأيت أبا بكر متبرزا مستقبلا يتقيأ.
139 - حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا أبو بكر، يعني: ابن عياش، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، أن عمر قال لأبي بكر: امدد يدك نبايعك، قال: علام تبايعوني؟ فوالله ما أنا بأتقاكم ولا أقواكم، أتقانا سالم، يعني: مولى أبي حذيفة، وأقوانا عمر، قال: امدد يدك ( إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )، <ref> سورة التوبة الآية 40. </ref> قال: فبايعوه وجعلوا له ألفي درهم، قال: زيدوني، إنكم قد منعتموني من التجارة ولي عيال، فزادوه خمس مائة درهم، وجعلوا له شاة كل يوم يطعمها المسلمين، فقال: طيبوا لأهلي رأسها وأكارعها، ففعلوا.
140 - حدثنا عبد الله قثنا محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي أبو جعفر لوين قثنا ابن عيينة، عن جعفر، عن أبيه، سمعه من عبد الله بن جعفر قال: ولينا أبو بكر فما ولينا أحد من الناس مثله.
141 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا معاوية بن عمرو قثنا زائدة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي {{صل}} قال: « إني رأيتني على قليب <ref> القَلِيب: البِئر التي لم تُطْو. </ref> أنزع بدلو، ثم أخذها أبو بكر فنزع بها ذنوبا <ref> الذَّنُوب: الّدَلْو العظيمة. </ref> أو ذنوبين، فيهما ضعف والله يرحمه، ثم أخذها عمر، فإن برح ينزع حتى استحالت غربا، <ref> الغرب: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور. </ref> ثم ضربت بعطن، <ref> ضرب الناس بعطن: شربت إبلهم وشبعت حتى نامت مكانها وبركت لتعود للشرب مرة أخرى. </ref> فما رأيت من نزع عبقري أحسن من نزع عمر ».
142 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية، يعني: ابن عمرو، قثنا زائدة، عن هشام، عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله {{صل}} قال: « رأيت كأني أنزع على غنم سود، فخالطها غنم عفر، <ref> العُفْرة: بياضٌ ليس بالنَّاصع، ولكنْ كلَون عفَر الأرض. </ref> فأولت السود العرب، والعفر من خالطهم من إخوانهم من العجم، قال: فبينما أنا كذلك، إذ جاء أبو بكر فأخذ الدلو <ref> الدلو: إناء يُستقى به من البئر ونحوه. </ref> فنزع ذنوبا <ref> الذَّنُوب: الّدَلْو العظيمة. </ref> أو ذنوبين، وهو ضعيف، والله يغفر له، ثم جاء عمر فأخذ الدلو، فاستحالت <ref> استحال: تحول وصار. </ref> غربا، فملأ الحياض، وأروى الواردة، <ref> الواردة: الدواب التي حضرت للشرب. </ref> وما رأيت من عبقري يفري <ref> يفري الفري: إذا عمل العمل فأجاده. </ref> فري عمر ».
143 - حدثنا عبد الله قثنا داود بن رشيد قثنا سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك قال نا إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال: دخل رسول الله {{صل}} المسجد وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره، فقال: « هكذا نبعث يوم القيامة ».
144 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو سعيد الأشج عبد الله بن سعيد الكندي قثنا تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال النبي {{صل}}: « ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل عليهما السلام، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ». حدثنا عبد الله قال: حدثنيه أبي، قثنا تليد، عن أبي الجحاف قال: قال رسول الله {{صل}}: « ما بعث الله من نبي إلا كان له وزيران »، فذكر مثله ولم يسنده عن عطية، ولا أبي سعيد.
سطر 159:
150 - حدثنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي {{صل}} أنه قال: « لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر ».
151 - نا محمد بن جعفر الوركاني، أنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي {{صل}} قال: « لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة ».
152 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو تميلة قال: أخبرني عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله عز وجل: ( وصالح المؤمنين )، <ref> سورة التحريم الآية 4. </ref> قال: أخيار المؤمنين أبو بكر وعمر.
153 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن فضيل بن غزوان أبو عبد الرحمن الضبي قثنا سالم، يعني ابن أبي حفصة، والأعمش، وعبد الله بن صهبان، وكثير النواء، وابن أبي ليلى، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق من آفاق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم، وأنعما ». حدثنا عبد الله، قثنا داود بن عمرو الضبي قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: وأنعما، قال: وأهلا، ثم سمعت أبي يحدث به عن ابن عيينة، مثله.
154 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا سفيان، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي {{صل}} قال: « إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم في أفق من آفاق السماء، وأبو بكر وعمر منهم، وأنعما ».
سطر 174:
165 - حدثنا عبد الله قثنا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن، نا علي بن هاشم قال: حدثني أبي، عن أبي الجحاف، عن أبي بشير قال: سمع ابن عمر رجلا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: كنز من كنوز الجنة.
166 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن فضيل قثنا سالم، يعني: ابن أبي حفصة، قال: سألت أبا جعفر وجعفرا عن أبي بكر وعمر، فقالا لي: يا سالم، تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدى، قال: وقال لي جعفر: يا سالم، أبو بكر جدي، أيسب الرجل جده؟ قال: وقال: لا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما.
167 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم قثنا أبو بكر، يعني: ابن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: بعث رسول الله {{صل}} أبا بكر على الموسم، <ref> الموسم: المراد موسم الحج. </ref> فلما سار بعث عليا في أثره بآيات من أول براءة، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، ما لي؟ قال: « خير، أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض »، قال: فقال أبو بكر: رضيت.
168 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هاشم بن القاسم قثنا أبو عقيل، وهو عبد الله بن عقيل الثقفي، قثنا كثير أبو إسماعيل، عن صفوان بن قبيصة الأحمسي، عن أبي سريحة، شيخ من أحمس، قال: سمعت عليا يقول: ألا إن أبا بكر كان أواها <ref> الأوّاه: المتأوّه المُتضَرّع وقيل هو الكثير البكاء، وقيل الكثير الدعاء.. </ref> منيب القلب، ألا وإن عمر ناصح الله فنصحه.
169 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان قثنا همام قال: أنا ثابت، عن أنس، أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي {{صل}} ونحن في الغار: لو أن أحدهم ينظر، وقال مرة: نظر، إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه؟ قال: فقال: « يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ».
170 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسود بن عامر قثنا شريك، عن فراس، عن عامر رفعه قال: قال رسول الله {{صل}}: « هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين ».
171 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدثني عبد الجبار بن ورد، عن ابن أبي مليكة، أن النبي {{صل}} دخل هو وأصحابه غديرا ففرقهم فرقتين، ثم قال: « ليسبح كل رجل منكم إلى صاحبه، فسبح كل رجل منهم إلى صاحبه، حتى بقي النبي {{صل}} وأبو بكر، فسبح النبي {{صل}} إليه حتى احتضنه ثم قال: » لو كنت متخذا من هذه الأمة خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكنه صاحبي كما قال الله عز وجل «.
172 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: لما هاجر النبي {{صل}} خرج معه أبو بكر، فأخذا طريق ثور، فجعل أبو بكر يمشي خلفه ويمشي أمامه قال: فقال له النبي {{صل}}: « ما لك؟ » قال: يا رسول الله، أخاف أن تؤتى من خلفك فأتأخر، وأخاف أن تؤتى من أمامك فأتقدم، قال: فلما انتهى إلى الغار قال أبو بكر: كما أنت حتى أقمه، قال نافع: فحدثني رجل عن ابن أبي مليكة، أن أبا بكر رأى جحرا فألقمها قدمه وقال: يا رسول الله، إن كانت لسعة أو لدغة كانت بي.
173 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: صلى بنا رسول الله {{صل}} صلاة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: « بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحراثة، فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلم »، قال: « فإني أومن بهذا، أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثم، وبينا رجل في غنمه إذ عدا عليها الذئب فأخذ شاة منها، فطلبه فأدركه فاستنقذها منه، قال: يا هذا، استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع، <ref> السبع: كل ما له ناب يعدو به. </ref> يوم لا راعي لها غيري؟ فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم »، قال: « فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر، وما هما ثم ».
174 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون أبو سلمة، عن أبيه، أن أبا هريرة قال: قال أبو القاسم {{صل}}: « دخلت امرأة النار في هر أو هرة، ربطته فلا هي أطعمته، ولا هي أرسلته فيأكل من خشاش <ref> خشاش الأرض: حشراتها وهوامُّها وقيل الخشاش صغار الطير. </ref> الأرض، ثم مات وشهد على ذلك أبو بكر وعمر، وليس ثم أبو بكر ولا عمر، وبينا رجل راكب بقرة فالتفتت إليه فقالت: إني لست لهذا خلقت إنما خلقت للحرث، ويشهد على ذلك أبو بكر وعمر، وليس ثم أبو بكر ولا عمر، وبينا رجل في غنمه جاء الذئب فأخذ شاة منها، فأدركه الرجل فنزعها منه، والتفت إليه الذئب فقال: يا هذا، نزعتها مني اليوم، فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري؟ ويشهد على ذلك أبو بكر وعمر، وليس ثم أبو بكر ولا عمر ».
175 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن موسى بن إبراهيم، رجل من آل ربيعة، أنه بلغه أن أبا بكر حين استخلف قعد في بيته حزينا، فدخل عليه عمر، فأقبل على عمر يلومه قال: أنت كلفتني هذا، وشكا إليه الحكم بين الناس، فقال له عمر: أوما علمت أن رسول الله {{صل}} قال: « إن الوالي إذا اجتهد فأصاب الحق فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ الحق فله أجر واحد؟ » قال: فكأنه سهل على أبي بكر حديث عمر.
176 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية قثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله {{صل}}: « ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ » فقال أبو بكر: يا رسول الله، قومك وأهلك استبقهم واستتبهم لعل الله أن يتوب عليهم، فدخل رسول الله {{صل}} ولم يرد عليهم شيئا، فقال: فخرج عليهم رسول الله {{صل}} فقال: « مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام قال: فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ». حدثنا عبد الله، قثنا أبي، نا معاوية، هو ابن عمرو، قال: نا زائدة، فذكر نحوه. حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا حسين قال: نا جرير، يعني: ابن حازم، عن الأعمش، فذكر نحوه.
177 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هشيم قال: أنا حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خطب عمر بن الخطاب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا إن خير هذه الأمة بعد رسول الله {{صل}} أبو بكر، فمن قال سوى ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتر، عليه ما على المفتري.
178 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسين بن علي، ومعاوية بن عمرو، قالا: نا زائدة قال: أنا عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فأتى عمر فقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله {{صل}} قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس؟ قالوا: بلى، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ قالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.
179 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن أبي بكير قثنا زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله قال: كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله {{صل}} وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله {{صل}} فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، وألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا، إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه فأعطوه الولدان، فأخذوا يطوفون به شعاب <ref> الشعب: الطريق في الجبل أو الانفراج بين الجبلين. </ref> مكة وهو يقول أحد أحد.
180 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عفان، نا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص يقول: كان عبد الله يقول: عن النبي {{صل}}: « لو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ».
181 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء قال: سمعت ابن أبي الهذيل يحدث، عن أبي الأحوص قال: سمعت عبد الله بن مسعود يحدث، عن النبي {{صل}} قال: « لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا ».
سطر 200:
191 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا جعفر بن عون قثنا أبو العميس، عن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة، وسئلت: من كان رسول الله {{صل}} مستخلفا لو استخلف؟ قالت: أبو بكر، ثم قيل لها: من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر، ثم قيل لها: بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة، ثم انتهت إلى ذا.
192 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا مؤمل قثنا نافع بن عمر قثنا ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: لما كان وجع رسول الله {{صل}} الذي قبض فيه فقال: « ادعوا لي أبا بكر وابنه، فليكتب لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع، ولا يتمنى متمن »، ثم قال: « أبى الله ذلك والمسلمون - وقال مؤمل مرة: والمؤمنون، قالت عائشة: فأبى الله والمسلمون، وقال مرة: والمؤمنون - إلا أن يكون أبي، فكان أبي رحمه الله.
193 - حدثنا عبد الله قثنا محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي لوين قثنا أبو المليح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، أن النبي {{صل}} قال: « يطلع من تحت هذا الصور <ref> الصور: القَرنْ الذي يَنْفُخ فيه إسرافيل عليه السلام عند بَعْثِ الموْتى. </ref> رجل من أهل الجنة، فقال: اللهم إن شئت جعلته عليا »، فطلع علي.
194 - حدثنا عبد الله قثنا هدبة بن خالد قثنا همام قثنا قتادة، عن محمد بن سيرين، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنت مع رسول الله {{صل}} في حش من حشان المدينة، فجاء رجل فاستأذن، فقال: « قم فائذن له، وبشره بالجنة »، فقمت فأذنت له، فإذا هو أبو بكر، فبشرته بالجنة، فجعل يحمد الله حتى جلس، ثم جاء رجل آخر فاستأذن، فقال: « قم فائذن له، وبشره بالجنة »، فقمت فأذنت له، فإذا هو عمر، فبشرته بالجنة، فجعل يحمد الله حتى جلس، ثم جاء رجل خفيض الصوت فاستأذن، فقال: « قم فائذن له، وبشره بالجنة على بلوى »، فقمت فأذنت له، فإذا هو عثمان، فبشرته بالجنة على بلوى، فجعل يقول: اللهم صبرا حتى جلس، قلت يا رسول الله: فأنا، قال: « أنت مع أبيك ».
195 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن قتادة، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال: كنت مع رسول الله {{صل}} - حسبته قال: في حائط <ref> الحائط: البستان أو الحديقة وحوله جدار. </ref> - فجاء رجل فسلم، فقال النبي {{صل}}: « اذهب فائذن له، وبشره بالجنة »، قال: فذهبت، فإذا هو أبو بكر، فقلت: ادخل وأبشر بالجنة، فما زال يحمد الله حتى جلس، ثم جاء آخر، فقال: « ائذن له، وبشره بالجنة »، فانطلقت، فإذا هو عمر، فقلت: ادخل وأبشر بالجنة، فما زال يحمد الله حتى جلس، ثم جاء آخر فسلم، فقال: « اذهب فائذن له، وبشره بالجنة على بلوى <ref> البلوى: المصيبة والبلية، وهي التي صار بها شهيد الدار، عندما داهمه الثوار الآثمون. </ref> شديدة »، قال: فانطلقت، فإذا هو عثمان، فقلت: ادخل وأبشر بالجنة على بلوى شديدة، فجعل يقول: اللهم صبرا حتى جلس. قثنا يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث أبي عثمان، عن أبي موسى، أنه كان مع النبي {{صل}} في حائط، وبيد النبي {{صل}} عود يضرب به بين الماء والطين، فجاء رجل فاستفتح، فقال: « افتح له، وبشره بالجنة »، قال: فإذا هو أبو بكر، قال: ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم جاء رجل يستفتح، فقال: « افتح له، وبشره بالجنة »، فإذا هو عمر، ففتحت له وبشرته بالجنة. فذكر الحديث.
196 - حدثنا عبد الله قال: حدثني زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه قثنا سنان، يعني: ابن هارون البرجمي، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: والله لنزلت خلافة أبي بكر من السماء.
197 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا الهذيل بن ميمون الجعفي كوفي، كان يجلس في مسجد المدينة يعني مدينة أبي جعفر، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: هذا شيخ قديم كوفي، عن مطرح بن يزيد، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله {{صل}}: « دخلت الجنة فسمعت خشفة <ref> الخشفة: الصوت والحركة. </ref> بين يدي، فقلت: ما هذا؟ قال: بلال، فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين، وذراري <ref> الذُّرِّية: اسمٌ يَجْمعُ نَسل الإنسان من ذَكَرٍ وأنَثَى وقد تطلق على الزوجة. </ref> المسلمين »، فذكر الحديث، قال: « ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية، فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي في كفة، فرجحت بها، ثم أتي بأبي بكر، فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعت في كفة، فرجح أبو بكر، ثم أتي بعمر، فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعوا، فرجح عمر، وعرضت علي أمتي رجلا رجلا ».
198 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن بكار قثنا إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب قال: سمعت عطية العوفي يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن أهل الدرجات العلى وأهل عليين، ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم، وأنعما ».
199 - حدثنا عبد الله قال: حدثني منصور بن أبي مزاحم قثنا أبو أويس عبد الله بن أويس، قال: سمعت منه في خلافة المهدي، عن الزهري قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة كان يحدث، أن رسول الله {{صل}} قال: « من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خير فتعال، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام الريان »، قال أبو بكر: بأبي أنت وأمي، ما على الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال رسول الله {{صل}}: « نعم، وأرجو أن تكون منهم ».
سطر 212:
203 - ثم يقول: « أيها الناس، من أصيب بمصيبة منكم من بعدي فليتعز عن مصيبته بي، فإنه ليس أحد يصاب من أمتي بعدي بمثل مصيبته بي {{صل}} ».
204 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو معمر إسماعيل قثنا عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون، وعبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة قالت: قبض النبي {{صل}} وارتدت العرب، فنزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها، ارتدت العرب واشرأب النفاق بالمدينة، فوالله ما اختلف الناس في نقطة إلا طار أبي بحظها وعنائها.
205 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قثنا محمد بن أبي عبيدة قال: حدثني أبي، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس قال: قد ضربوا رسول الله {{صل}} مرة حتى غشي عليه، فقام أبو بكر فجعل ينادي: ويلكم ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ) <ref> سورة غافر الآية 28. </ref> قالوا: من هذا؟ قالوا: هذا ابن أبي قحافة.
206 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي قال: نا أبو معشر البراء يوسف بن يزيد قثنا إبراهيم بن عمر بن أبان قال: حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، عن أمه، عن أم سلمة، أن النبي {{صل}} ذكر يوما، وهو مع أصحابه: « رأى الليلة رجل صالح »، فقال أصحابه: قلنا في أنفسنا: هذا رسول الله، قال: « رأيت دلوا هبط من السماء فشرب منه رسول الله عشر جرع، ثم ناوله أبا بكر، فشرب منه جرعتين ونصف، ثم ناوله عمر فشرب منه عشر جرع ونصف، ثم ناوله عثمان فشرب منه اثنتي عشرة جرعة ونصف جرعة، ثم رفع الدلو إلى السماء ».
207 - حدثنا عبد الله قثنا صالح بن مالك أبو عبد الله قثنا عبد الأعلى بن أبي المساور قثنا زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن عرفجة الأشجعي قال: صلى بنا رسول الله {{صل}} صلاة الفجر، ثم انفتل إلينا فقال: « وزن أصحابنا الليلة، وزن أبو بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن، ثم وزن عثمان فخف، وهو صالح رضي الله عنه ».
سطر 218:
209 - حدثنا عبد الله قثنا أبو معمر قثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال: كان أبو بكر لا يلتفت في صلاته.
210 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو معمر، نا ابن أبي حازم قال: جاء رجل إلى علي بن حسين فقال: ما كان منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله {{صل}}؟ قال: كمنزلتهما منه الساعة.
211 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي قثنا فضيل بن سليمان قال: نا موسى بن عقبة قال: حدثني سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، في رؤيا رسول الله {{صل}} في أبي بكر وعمر، قال رسول الله {{صل}}: « رأيت الناس اجتمعوا، فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف والله يغفر له، ثم قام عمر فاستحالت غربا فأروى فلم أر عبقريا <ref> عَبْقَريُّ القوم: سَيِّدُهُم وكَبِيرُهُم وقَوِيُّهم، والعبقري الرجل القوي الفطن حاد الذكاء ذو الصفات الحميدة. </ref> من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن <ref> ضرب الناس بعطن: شربت إبلهم وشبعت حتى نامت مكانها وبركت لتعود للشرب مرة أخرى. </ref> ».
212 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن سعيد، عن صدقة بن المثنى قال: حدثني جدي رياح بن الحارث، أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر، وعنده أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره، فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد، فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة فسب وسب، فقال: من يسب هذا يا مغير بن شعب؟ ثلاثا، ألا أسمع أصحاب رسول الله {{صل}} يسبون عندك ولا تنكر ولا تغير. وأنا أشهد على رسول الله {{صل}} بما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله {{صل}}، فإني لم أكن أروي عليه كذبا يسألني عنه إذا لقيته، أنه قال: « أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة »، وتاسع المؤمنين لو شئت أن أسميه سميته، فرج أهل المسجد يناشدونه: يا صاحب رسول الله، من التاسع؟ قال: أنا تاسع المؤمنين، ورسول الله {{صل}} العاشر.
213 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية قال: نا عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله {{صل}} قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: « ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه »، فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم، قال: « أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر ».
سطر 227:
218 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي {{صل}}، ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.
219 - حدثنا عبد الله قال: حدثني يحيى بن معين قثنا إسماعيل بن مجالد، عن بيان، عن وبرة، عن همام بن الحارث قال: قال عمار بن ياسر: رأيت رسول الله {{صل}} وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر.
220 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو أحمد الزبيري قثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر يعني ابن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله {{صل}} عند امرأة من الأنصار صنعت لنا طعاما، فقال النبي {{صل}}: « يدخل عليكم رجل من أهل الجنة »، فدخل أبو بكر، فهنيناه، ثم قال: « يدخل عليكم رجل من أهل الجنة »، فدخل عمر، فهنيناه، ثم قال: « يدخل عليكم رجل من أهل الجنة »، فرأيت رسول الله {{صل}} يدخل رأسه تحت الودي <ref> الوَديّ بتشديد الياء: صِغَارُ النَّخْل، الواحدة: وَدِيَّة.. </ref> ويقول: « اللهم إن شئت جعلته عليا »، فدخل علي، فهنيناه.
221 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو الوليد هشام قثنا أبو عوانة، عن عبد الملك يعني ابن عمير، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه، أن رسول الله {{صل}} خطب يوما فقال: « إن رجلا خيره ربه عز وجل بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها، يأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها، وبين لقاء ربه، فاختار لقاء ربه عز وجل ». قال: فبكى أبو بكر، فقال أصحاب رسول الله {{صل}}: ألا تعجبون من هذا الشيخ؟ أن ذكر رسول الله رجلا صالحا خيره ربه بين الدنيا وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه، وكان أبو بكر أعلمهم بما قال رسول الله، فقال أبو بكر: بل نفديك بأموالنا وأبنائنا، فقال رسول الله {{صل}}: « ما من الناس أحد أمن علينا في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة، ولكن ود وإخاء إيمان، ولكن ود وإخاء إيمان - مرتين - وإن صاحبكم خليل الله ». حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه، عن النبي {{صل}} مثله نحوه
222 - حدثنا عبد الله قال: حدثني زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه بواسط قثنا شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، عن أبي المعلى قال: صعد النبي {{صل}} المنبر منبر المدينة فقال: « إن رجلي على ترعة من ترع الحوض »، قال: وأصحاب النبي {{صل}} تحت المنبر متوافرون، وأبو بكر متقنع في القوم، فقال رسول الله {{صل}}: « إن عبدا من عبيد الله خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها، وأن يأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها، وبين لقاء ربه »، فلم يفطن أحد من القوم لما قال النبي {{صل}} غير أبي بكر، فانتحب باكيا، فقال القوم: انظروا إلى هذا الشيخ ما يبكيه؟ إن رسول الله قال: « إن عبدا من عبيد الله خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها، وأن يأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها، وبين لقاء ربه، فاختار العبد لقاء ربه »، فما يبكي هذا الشيخ؟ فلما سمع مقالتهم رفع رأسه إلى النبي {{صل}} فقال: بل نفديك بآبائنا وأموالنا، فقال رسول الله {{صل}}: « ما أحد من الناس أمن في صحبته، ولا في ذات يده، من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة، ولكن ود وإخاء وإيمان، وإن صاحبكم خليل الله ».
سطر 234:
225 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن عبد الله المخرمي قثنا أبو داود قثنا الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس، يعني: ابن مالك، قال: كان النبي {{صل}} يخرج والمهاجرون والأنصار جلوس، ما فيهم أحد يرفع رأسه من حبوته إلا أبو بكر وعمر، فإنه يبتسم إليهما ويبتسمان إليه. قال أبو جعفر محمد بن عبد الله المخرمي: وكان عبد الرحمن بن مهدي معجبا بالحكم بن عطية.
226 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، ومحمد بن عبد الله، قالا: نا بكر بن عيسى قال: نا شعبة، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة قالت: صلى أبو بكر بالناس ورسول الله {{صل}} في الصف
227 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرحمن، ووكيع، عن سفيان، عن أبي هاشم القاسم بن كثير، عن قيس الخارفي قال: سمعت عليا يقول: سبق رسول الله {{صل}}، وصلى <ref> صلى: جاء ثانيا في الترتيب. </ref> أبو بكر، وثلث عمر، ثم خبطتنا أو أصابتنا فتنة فما شاء الله، أو أصابتنا فتنة يعفو الله عمن يشاء
228 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا شجاع بن الوليد أبو بدر قال: ذكر خلف بن حوشب، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي قال: سبق رسول الله {{صل}}، وصلى أبو بكر، وثلث عمر، ثم خبطتنا فتنة، أو أصابتنا فتنة، يعفو الله عمن يشاء.
229 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو نعيم قثنا شريك، عن الأسود بن قيس، عن عمرو بن سفيان قال: خطب رجل يوم البصرة حين ظهر علي، فقال علي: هذا الخطيب الشحشح: <ref> الشحشح: الماهر في الكلام. </ref> سبق رسول الله، وصلى أبو بكر، وثلث عمر، ثم خبطتنا بعدهم فتنة يصنع الله فيها ما يشاء.
230 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو نعيم قثنا سفيان، عن القاسم بن كثير أبي هاشم، بياع السابري، عن قيس الخارفي قال: سمعت عليا على هذا المنبر يقول: سبق رسول الله، وصلى أبو بكر، وثلث عمر، ثم خبطتنا أو أصابتنا فتنة فكان ما شاء الله.
231 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم البزاز أبو يحيى صاعقة، ثقة، قال: أنا سعيد بن سليمان قثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي مليكة قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: بينما أنا قاعد عند رسول الله {{صل}} إذ طلع أبو بكر وعمر، فقال: « يا علي، هذان سيدا كهول أهل الجنة ما خلا النبيين والمرسلين ».
232 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن سعيد قثنا سعيد، يعني: ابن أبي عروبة، قثنا قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم، أن النبي {{صل}} صعد أحدا، فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف <ref> رجف: تحرك واضطرب. </ref> بهم، فقال: « اسكن نبي وصديق وشهيدان ».
233 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: ارتج أحد وعليه النبي {{صل}} وأبو بكر وعمر وعثمان، فقال النبي {{صل}}: « اثبت أحد، ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ».
234 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن معروف، ومصعب بن عبد الله الزبيري، قالا: نا عبد العزيز الدراوردي، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله {{صل}} كان بحراء فتحركت به الصخرة فقال: « اهدئي فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد »، قال: وعليها رسول الله {{صل}} وأبو بكر وعمر، وعلي، وعثمان، وطلحة، والزبير.
سطر 265:
255 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو سعيد الأشج قال: حدثني إسماعيل بن الوليد أبو يونس الراسبي، عن هشام، عن ابن سيرين قال: أول من أسلم من الرجال أبو بكر، وأول من أسلم من النساء خديجة.
256 - حدثنا عبد الله قال: حدثني الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي قثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: أول من أسلم أبو بكر.
257 - حدثنا عبد الله نا زكريا بن يحيى زحمويه قثنا علي بن هاشم بن البريد، عن كثير النواء، عن عبد الله بن مليل قال: سمعت عليا يقول: إن كل نبي أعطي سبعة نقباء، وإن رسول الله {{صل}} أعطي أربعة عشر نقيبا <ref> النقيب: كالعريف على القوم المقدم عليهم الذي يتعرف أخبارهم وينقب ويفتش عن أحوالهم. </ref> نجيبا: <ref> النجيب: الفاضل النفيس في نوعه. </ref> أنا وابني الحسن والحسين، وحمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وابن مسعود، وحذيفة، وأبو ذر، والمقداد، وسلمان، وعمار، وبلال رضي الله عنهم.
258 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا سفيان، عن شيخ لهم يقال له: سالم، عن عبد الله بن مليل قال: سمعت عليا يقول: أعطي كل نبي سبعة نجباء من أمته، وأعطي النبي أربعة عشر من أمته نجباء، منهم أبو بكر وعمر.
259 - حدثنا عبد الله قثنا معاوية بن هشام قثنا سفيان، عن سالم بن أبي حفصة قال: بلغني عن عبد الله بن مليل، فغدوت إليه فوجدته في جنازة، فحدثني رجل، عن عبد الله بن مليل قال: سمعت عليا يقول: أعطي كل نبي سبعة نجباء، وأعطي نبيكم أربعة عشر نجيبا، منهم أبو بكر، وعمر، وابن مسعود، وعمار بن ياسر.
سطر 277:
267 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسود بن عامر قال: حدثني عبد الحميد بن أبي جعفر، يعني: الفراء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي قال: قيل: يا رسول الله، من يؤمر بعدك؟ قال: « إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا لا يخاف في الله لومة لائم، وإن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم ».
===ما روي أن أبا بكر جاء ليستأذن فقال النبي {{صل}}: ائذن له وبشره بالجنة===
268 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الله بن الحارث المخزومي المكي قال: حدثني حنظلة بن أبي سفيان، عن عبد الرحمن أخيه، عن عبيد بن ركانة، عن أبي موسى الأشعري أنه قال: دخل رسول الله {{صل}} حشا فقال: « أمسك علي الباب »، قال: فجاء أبو بكر فقال: أهلي لك، رأيت رسول الله {{صل}}؟ قال: قلت: دخل الحش <ref> الحش: البستان. </ref> وقال لي: « أمسك علي الباب »، فقال أبو بكر: استأذن لي عليه أهلي لك، قال: فجئت فقلت: هذا أبو بكر يستأذن، فقال: « ائذن له، وبشره بالجنة »، قال: فجئته فأذنت له وقلت: إن رسول الله {{صل}} يبشرك بالجنة، قال: ثم جاء عمر فقال مثل ذلك، فدخلت على رسول الله {{صل}} فقال: « ائذن له، وبشره بالجنة »، قال: فأذنت له وقلت: إن رسول الله {{صل}} يبشرك بالجنة، قال: ثم جاء عثمان فقال مثل ذلك، فاستأذنت له على رسول الله، فسكت ساعة ثم قال: « ائذن له، وبشره بالجنة بعد عناء أو بلاء ».
269 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سويد بن سعيد، عن أبي المحياة قال: حدثني رجل قال: خرجت في سفر معنا رجل يسب أبا بكر وعمر، فنهيناه، فلم ينته، فخرج ليقضي حاجته، فاجتمع عليه الدبر، <ref> الدبر: قيل النحل، وقيل الزنابير. </ref> يعني الزنابير، فاستغاث، فأغثناه، فحملت علينا حتى تركناه، فما أقلعت عنه حتى قطعته.
270 - حدثنا عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن سعيد الطبري الجوهري قثنا سعيد بن محمد الوراق قثنا فضيل بن غزوان قثنا أبو المغيرة الذهلي قال: حدثني فلفلة قال: سمعت الحسن بن علي قال: رأيت رسول الله {{صل}} - يعني: في المنام - متعلقا بالعرش، ثم رأيت أبا بكر أخذ بحقوي رسول الله {{صل}}، ثم رأيت عمر أخذ بحقوي أبي بكر، ثم رأيت عثمان أخذ بحقوي عمر، ثم رأيت الدم منصبا من السماء إلى الأرض. فحدث الحسن بهذا الحديث وعنده ناس من الشيعة، فقالوا: ما رأيت عليا؟ قال: ما كان أحد أحب إلي أن أراه أخذ بحقوي رسول الله من علي، ولكن إنما هي رؤيا.
271 - فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود: وإنكم لتجدون على الحسن في رؤيا رآها، لقد كنت مع رسول الله {{صل}} ونحن غزاة قد أصاب المسلمين جهد شديد حتى عرفت الكآبة في وجوه المسلمين، والفرح في وجوه المنافقين، فلما رأى ذلك رسول الله {{صل}} قال: « والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق »، فعلم عثمان أن الله ورسوله سيصدقان فوجه راحلته، فإذا هو بأربع عشرة راحلة، فاشتراها وما عليها من طعام، فوجه منها سبعا إلى رسول الله {{صل}}، ووجه بسبع إلى أهله، فلما رأى المسلمون العير قد جاءت، فعرف الفرح في وجوه المؤمنين والكآبة في وجوه المنافقين، فقال رسول الله {{صل}}: « ما هذا؟ » قالوا: أرسل بها عثمان هدية لك، قال: فرأيته رافعا يديه يدعو لعثمان، ما سمعته يدعو لأحد قبله ولا بعده: « اللهم أعط عثمان، وافعل بعثمان » رافعا يديه حتى رأيت بياض إبطيه.
272 - حدثنا عبد الله قال: نا محمد بن عوف الحمصي الطائي قثنا سلم الخواص، عن سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سهل بن أبي حثمة قال: قال رسول الله {{صل}} لأعرابي: « إذا أنا مت وأبو بكر وعمر وعثمان، فإن استطعت أن تموت فمت ».
273 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب قثنا روح بن أسلم قثنا شداد بن سعيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه قال: كنت قاعدا مع رسول الله {{صل}} في حائط وهو ينكت <ref> النكت: قرعك الأرض بعود أو بإصبع أو غير ذلك فتؤثر بطرفه فيها. </ref> بعسيب معه رطبة في ماء وطين، فقرع علينا الباب رجل خفي الصوت، فقال النبي {{صل}}: « من هذا؟ » قلت: أبو بكر، قال: « افتح له، وبشره بالجنة »، ثم جاء آخر غليظ الصوت، فقال: « من هذا؟ » قلت: عمر، قال: « افتح له، وبشره بالجنة »، قال: فلبث ما شاء الله، ثم جاء آخر فقرع الباب، فقال: « من هذا؟ » قلت: عثمان، فقال: « افتح له، وبشره بالجنة بعد بلوى »، قال: يقول عثمان: المستعان الله، المستعان الله.
274 - حدثنا عبد الله قثنا إسماعيل أبو معمر قثنا هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: كنت عند النبي {{صل}} إذ أقبل أبو بكر وعمر، فقال: « هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، لا تخبرهما يا علي ».
275 - حدثنا عبد الله، قثنا أحمد بن محمد بن أيوب أبو جعفر قثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن بعض أهله قال: قال أبو قحافة لابنه أبي بكر: يا بني، إني أراك تعتق رقابا ضعافا، فلو أنك إذ فعلت ما فعلت عتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك، قال: فقال أبو بكر: يا أبت، إني إنما أريد ما أريد، قال: فيتحدث ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قال له أبوه: ( فأما من أعطى واتقى ) إلى قوله عز وجل: ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى <ref> سورة الليل. </ref> ).
276 - حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، أنه بلغه أن عمر بن الخطاب كان يقول: لو أن أبا بكر لم يفضلنا بشيء إلا أنه أعتق سيدنا بلالا.
277 - حدثنا عبد الله قال: أخبرت عن أبي يحيى الحماني، عن سفيان، ومسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول الله {{صل}}: « فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ».
سطر 290:
279 - حدثنا عبد الله قال: أخبرت عن أبي يحيى الحماني قثنا عبد الرحمن بن آمين، عن سعيد بن المسيب، عن أبي واقد الليثي قال: قال رسول الله {{صل}} ذات يوم: « إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده »، فلم يفطن أحد منا إلا أبو بكر، فبكى وقال: نفديك يا رسول الله بأبي وأمي، بأنفسنا وأموالنا، فقال رسول الله {{صل}}: « ما أحد أمن علينا في صحبته في مال ولا يد من أبي بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله ».
280 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن نمير، وهو عبد الله، عن شريك، عن عروة بن عبد الله بن قشير، عن أبي جعفر قال: قال أبو بكر الصديق. قلت: الصديق؟ قال: نعم الصديق، وذكر حديثا فيه ذكر عمر، فقال: أمير المؤمنين عمر. قلت: أمير المؤمنين؟ قال: نعم، أمير المؤمنين.
281 - حدثنا عبد الله قثنا إسحاق بن منصور الكوسج، من أهل مرو، قال: أنا محمد بن المبارك الصوري قال: نا صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء قال: كنت جالسا عند رسول الله {{صل}} إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فلما رآه رسول الله {{صل}} قال: « أما صاحبكم فقد غامر »، وأقبل حتى سلم على رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، إنه كان بيني وبين عمر شيء، فأسرعت إليه، ثم إني ندمت على ما كان مني إليه، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي، فتبعته البقيع كله، حتى تحرز بداره مني، وأقبلت إليك، فقال رسول الله {{صل}}: « يغفر الله لك يا أبا بكر » ثلاث مرات، ثم إن عمر ندم حين سأله أبو بكر أن يغفر له فأبى عليه، ثم خرج من منزله حتى أتى منزل أبي بكر فسأل: هل ثم أبو بكر؟ فقالوا: لا، فعلم أنه عند رسول الله، فأقبل عمر إلى رسول الله {{صل}} حتى سلم عليه، فجعل وجه رسول الله {{صل}} يتمعر <ref> التمغر: التغيُّر، وأصله قلة النضارة وعدم إشراق اللون. </ref> حتى أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله إلى عمر ما يكره، فلما رأى ذلك أبو بكر جثا <ref> الجثو: جلوس المرء على ركبتيه. </ref> على ركبتيه فقال: يا رسول الله، أنا والله كنت أظلم، فقال رسول الله {{صل}}: « يا أيها الناس، إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي » ثلاث مرات، قال: فما أوذي بعدها.
282 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، حدثتنا أم عمر، ابنة لحسان بن زيد - قال أبي: عجوز صدق - قالت: حدثني سعيد بن يحيى بن قيس بن عبس، عن أبيه قال: بلغني أن حفصة ابنة عمر قالت لرسول الله {{صل}}: إذا أنت مرضت قدمت أبا بكر، قال: « لست أنا الذي أقدمه، ولكن الله قدمه ».
283 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن أبي بكر قال: حدثني سعيد بن عبد الجبار، يعني:، الزبيدي، قثنا صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله {{صل}} هو وأبو بكر وبلال، فلقد رأيتني لربع الإسلام.
284 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان البرتي قثنا بشر بن عبيس بن مرحوم قثنا النضر بن عربي الكوفي، عن خارجة بن عبد الله، عن عبد الله بن أبي سفيان، عن أبيه، عن أم سلمة، أن النبي {{صل}} قال: « في السماء ملكان، أحدهما يأمر بالشدة، والآخر يأمر باللين، وكل مصيب: أحدهما جبريل، والآخر ميكائيل عليهما السلام، ونبيان أحدهما يأمر باللين، والآخر يأمر بالشدة، وكل مصيب إبراهيم ونوح عليهما السلام، ولي صاحبان، أحدهما يأمر باللين، والآخر يأمر بالشدة، وكل مصيب »، وذكر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
===فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه===
285 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يعقوب قثنا أبي، عن صالح، قال ابن شهاب: أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن زيد، أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره، أن أباه سعد بن أبي وقاص قال: استأذن عمر على رسول الله {{صل}} وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن، فلما استأذن قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله، ورسول الله يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، قال رسول الله: « عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب »، قال عمر: فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن، ثم قال عمر: أي عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله {{صل}}، قلن: نعم، أنت أغلظ وأفظ من رسول الله، قال رسول الله {{صل}}: « والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا <ref> الفج: الطريق الواسع البعيد. </ref> إلا سلك فجا غير فجك ». قال يعقوب: ما أحصي ما سمعته، يعني أباه، يقول: نا صالح، عن ابن شهاب. حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد بن هارون قال أنا إبراهيم بن سعد، وهاشم بن القاسم قثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سعد، عن أبيه قال: دخل عمر بن الخطاب على رسول الله {{صل}} وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه منه رافعات أصواتهن، فذكر الحديث نحوه.
286 - حدثنا عبد الله قال: حدثني شجاع بن مخلد قال حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أم أيمن قالت: وهى... يوم مات عمر. حدثنا عبد الله، قثنا شجاع بن مخلد إملاء قثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عمر بن محمد، عن سالم بن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري قال: أبطأ عليه خبر عمر، فكلم امرأة في بطنها شيطان، فقالت: حتى يجيء شيطاني فأسأله، قال: رأيت عمر متزرا بكساء يهنأ <ref> يهنأ: يطليه بالهِناء وهو القطران يعالجه به. </ref> إبل الصدقة، وقال: لا يراه الشيطان إلا خر لمنخريه، للملك بين عينيه وروح القدس ينطق على لسانه. قال أبو عبد الرحمن: حدثنا به شجاع مرتين: مرة قال: عن أبي موسى، ومرة قال: أبطأ على أبي موسى خبر عمر.
287 - حدثنا عبد الله قال حدثني شجاع قثنا يحيى بن يمان، حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن مجاهد: ( وصالح المؤمنين ) <ref> سورة التحريم الآية 4. </ref> قال: عمر بن الخطاب.
288 - حدثنا عبد الله قثنا أبو الجهم الأزرق بن علي قثنا حسان بن إبراهيم قثنا محمد بن سلمة، يعني: ابن كهيل، عن أبيه، عن شقيق أبي وائل قال: قال عبد الله: ما رأيت عمر قط إلا وأنا يخيل إلي أن بين عينيه ملكا يسدده.
289 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عمر القرشي، نا عبد الرحمن المحاربي، عن رقبة بن مصقلة العبدي، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال: لقد أحببت عمر حبا حتى لقد خفت الله، لو أني أعلم أن كلبا يحبه عمر لأحببته، ولوددت أني كنت خادما لعمر حتى أموت، ولقد وجد فقده كل شيء حتى العضاه، <ref> العضاه: نوع من الشجر عظيم له شوك. </ref> إن إسلامه كان فتحا، وإن هجرته كانت نصرا، وإن سلطانه كان رحمة.
290 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن قثنا عبد الحميد الحماني قثنا النضر بن عبد الرحمن أبو عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم منا.
291 - حدثنا عبد الله، قثنا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن قثنا الوليد بن بكير التميمي قثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن فضيل بن غزوان، عن أبي معشر، عن إبراهيم قال: من فضل عليا على أبي بكر وعمر، فقد أزرى على أصحاب رسول الله المهاجرين والأنصار، ولا أدري هل يعطب أم لا؟
سطر 310:
298 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يعلى بن عبيد قال نا محمد يعني ابن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث قال: مررت بعمر ومعه نفر من أصحابه، فأدركني رجل منهم فقال: يا فتى ادع لي بخير، بارك الله فيك، قال: قلت: ومن أنت رحمك الله؟ قال: أبو ذر قال: قلت: يغفر الله لك، أنت أحق، قال: إني سمعت عمر يقول: نعم الغلام، وسمعت رسول الله {{صل}} يقول: « إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به ». حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يونس، يعني: ابن محمد، وعفان، قالا نا حماد بن سلمة، عن برد أبي العلاء. قال عفان في حديثه أنا برد أبو العلاء، عن عبادة بن نسي، عن غضيف بن الحارث، أنه مر بعمر بن الخطاب، فقال: نعم الفتى غضيف، فلقيه أبو ذر بعد ذلك، فذكر نحوه إلا أنه قال: « ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه »، وقال عفان في الحديث: « على لسان عمر يقول به ».
299 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا مطلب بن زياد قال: قثنا عبد الله بن عيسى قال: كان في وجه عمر خطان أسودان من البكاء.
300 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي قثنا معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن بكر، أو أبي بكر بن سالم، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي {{صل}} قال: « رأيت في النوم كأني أعطيت عسا <ref> العس: القدح الكبير وجمعه: عِساس وأعساس. </ref> مملوءا من لبن، فشربت منه حتى تملأت، فرأيته يجري في عروقي بين لحمي وجلدي، وفضلت منه فضلة، فأعطيتها ابن الخطاب »، فأولوها قالوا: يا نبي الله، هذا علم أعطاكه الله عز وجل، حتى امتلأت منه، فضلت منه فضلة، فأعطيتها ابن الخطاب، قال: « أصبتم ».
301 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وهب بن جرير قثنا أبي قال: سمعت يونس، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « أتيت وأنا نائم بقدح من لبن، فشربت منه حتى جعل اللبن يخرج من أظفاري، ثم ناولت فضلي عمر بن الخطاب »، فقالوا: يا رسول الله، فما أولته؟ قال: « العلم ».
302 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن بشر قثنا عبيد الله قال: حدثني أبو بكر بن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، أن النبي {{صل}} قال: « أريت في النوم أني أنزع بدلو بكرة <ref> البَكَرَة: الخشبة المستديرة التي تعلق فيها الدلو. </ref> على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، فنزع نزعا ضعيفا، والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستقى فاستحالت غربا، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بعطن ».
303 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، أن النبي {{صل}} رأى على عمر ثوبا أبيض، فقال: « أجديد ثوبك أم غسيل؟ » قال: فلا أدري بما رد عليه، فقال له النبي {{صل}}: « البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة ».
304 - حدثنا عبد الله قال: حدثني نوح بن حبيب البذشي قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، أن النبي {{صل}} رأى على عمر ثوبا، فقال: « أجديد هو أم غسيل؟ » قال: غسيل، فقال: « البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا ». حدثنا عبد الله قال: حدثني نوح بن حبيب قثنا عبد الرزاق قثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم عن النبي {{صل}} مثله، « وزادك الله قرة عين في الدنيا والآخرة »، فقال عمر، وإياك يا رسول الله.
305 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو صالح الحكم بن موسى قال نا سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان سيف عمر بن الخطاب الذي شهد بدرا فيه سبائك من ذهب.
306 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو داود سليمان بن داود الطيالسي قثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان قثنا ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سعد، عن أبيه قال: استأذن عمر على رسول الله {{صل}} وعنده جوار قد علت أصواتهن على صوته، فأذن له، وبادرن فذهبن، فدخل عمر ورسول الله يضحك، فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، قال: « عجبت لجوار كن عندي فلما سمعن حسك بادرن فذهبن »، فأقبل عليهن فقال: أي عدوات أنفسهن، والله لرسول الله كنتن أحق أن تهبن مني، فقال رسول الله {{صل}}: « دعهن دعهن عنك يا عمر، فوالله إن لقيك الشيطان بفج قط إلا أخذ فجا غير فجك ».
307 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا علي بن إسحاق قال: أنا عبد الله، يعني: ابن المبارك قال: أنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، أنه سمع ابن عباس يقول: وضع عمر بن الخطاب على سريره فتكنفه <ref> تكنفه: أحاط به. </ref> الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب، فترحم على عمر فقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله عز وجل بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن ليجعلنك الله مع صاحبيك، وذلك أني كنت أكثر أن أسمع رسول الله {{صل}} يقول: « فذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر »، فإن كنت لأظن ليجعلنك الله معهما. حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو الربيع سليمان بن داود العتكي الزهراني قال نا عبد الله بن المبارك، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس، فذكر هذا الحديث.
308 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبيد الله بن محمد القرشي أبو عبد الرحمن قثنا أبو معاوية قثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله قال: رحم الله عمر، إنه لما طعن تلك الطعنة رأى غلاما قد أسبل إزاره، فقال: يا غلام، خذ من شعرك، وارفع إزارك، فإنه أبقى لثوبك، وأتقى لربك عز وجل.
309 - حدثنا عبد الله قثنا عبد الله بن عمر قثنا عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس: لما أسلم عمر نزل جبريل فقال: يا محمد، لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر
سطر 323:
311 - حدثنا عبد الله قثنا عبيد الله بن معاذ أبو عمرو العنبري قثنا المعتمر قال: قال أبي: وقال أبو عثمان: إنما كان عمر ميزانا، لا يقول كذا ولا يقول كذا.
312 - حدثنا عبد الله قال: حدثني يحيى بن أيوب قثنا خلف بن خليفة قال: سمعت أبا هاشم، عن سعيد بن جبير، في قول الله عز وجل: ( وصالح المؤمنين)، قال: نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
313 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان قثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود بن سريع قال: أتيت رسول الله {{صل}} فقلت: يا رسول الله، إني قد حمدت ربي عز وجل بمحامد ومدح وإياك، قال: « هات ما حمدت به ربك عز وجل »، قال: فجعلت أنشده، قال: فجاء رجل أدلم <ref> الأدلم: الأسود الطويل. </ref> فاستأذن، فقال رسول الله {{صل}}: « أس أس »، قال: فتكلم ساعة ثم خرج، قال: فجعلت أنشده، قال: ثم جاء فاستأذن، فقال النبي {{صل}}: « أس أس »، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا، قال: قلت: يا رسول الله، من هذا الذي استنصتني له؟ قال: « هذا عمر بن الخطاب، هذا رجل لا يحب الباطل ».
314 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسن بن موسى قثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، أن الأسود بن سريع قال: أتيت رسول الله {{صل}} فقلت: يا رسول الله، إني قد حمدت ربي عز وجل بمحامد ومدح وإياك، فذكر الحديث، فجاء رجل فاستأذن أدلم طوال، أصلع، أعسر <ref> الأعسر: من يعمل بيده اليسرى والمراد هنا أنه كان يعمل بيديه جميعا ويسمى الأضبط. </ref> يسر، قال: فاستنصتني رسول الله {{صل}}، ووصف لنا أبو سلمة، يعني حمادا، كيف استنصته قال: كما يصنع بالهر، فدخل فتكلم ساعة، ثم خرج، فذكر الحديث، فقلت: يا رسول الله، من هذا الذي تستنصتني له؟ فقال: « هذا رجل لا يحب الباطل، هذا عمر بن الخطاب ». قثنا روح قثنا حماد، يعني: ابن سلمة قال: أنا علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود بن سريع قال: أتيت رسول الله {{صل}}، فذكر الحديث.
315 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا هارون الثقفي، عن عبد الله بن عبيد، يعني: ابن عمير، قال: بينا عمر يقسم مالا إذ رفع رأسه فإذا رجل في وجهه ضربة قال: ما هذا؟ قال: أصابني في غزاة كذا وكذا، قال: فأمر له بألف درهم، ثم مكث ساعة ثم أمر له بألف أخرى حتى أمر له بأربعة آلاف درهم، فقالوا: استحي، فخرج، فقال: لو مكث لأعطيته ما بقي من المال درهم، رجل ضرب في وجهه ضربة في سبيل الله حفرت وجهه.
316 - حدثنا عبد الله قثنا عبد الأعلى بن حماد قثنا وهيب قال نا يونس، عن الحسن، أن رسول الله {{صل}} قال: « اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ».
317 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد النرسي قثنا وهيب بن خالد قال نا ابن عون، عن محمد، عن النبي {{صل}} قال: « اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو عامر بن الطفيل ».
318 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: قال عبد الله: إذا ذكر الصالحون فحيهلا <ref> حيهلا: كلمة مركبة من حي بمعنى أقبل، وهلا بمعنى أسرع وهي تعني بلوغ الصفة منتهاها عند الحد المذكور. </ref> بعمر بن الخطاب.
319 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: كنا نتحدث أن عمر بن الخطاب ينطق على لسانه ملك.
320 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن سيار، عن الشعبي قال: إذا اختلفوا في شيء فانظروا إلى قول عمر بن الخطاب.
سطر 335:
323 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد قثنا وهيب بن خالد قثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب لما أصيب أرسل إلى المهاجرين فقال: عن ملأ منكم كان هذا؟ فقال علي بن أبي طالب: إني والله لوددت أن الله نقص من آجالنا في أجلك، ثم أتى سريره وقد سجي عليه بثوب فقال: ما من أحد اليوم أحب إلي أن ألقى الله بما في صحيفته من هذا المسجى عليه.
324 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد قثنا وهيب قثنا أبو جهضم موسى بن سالم، عن أبي جعفر، أن عمر بن الخطاب لما غسل وكفن ووضع على سريره، وسجي عليه بثوب، قال علي: ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله عز وجل بما في صحيفته من هذا المسجى.
325 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري قثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن جعفر بن محمد وأيوب، عن عمرو بن دينار، قال حماد: وسمعت عمرا يذكره عن أبي جعفر، قال حماد: وسمعته من أبي جهضم، قال: لما طعن عمر وغسل وكفن وسجي ثوبا، فدخل عليه علي فترحم عليه، وقال: ما على الأرض اليوم أحدا أحب إلي أن ألقى الله عز وجل على ما في صحيفته من هذا المسجى. <ref> مسجى: مغطى. </ref>
326 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سويد بن سعيد قثنا يونس بن أبي اليعفور، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: كنت عند عمر وهو مسجى بثوبه قد قضى نحبه، فجاء علي فكشف الثوب عن وجهه ثم قال: رحمة الله عليك يا أبا حفص، فوالله ما بقي بعد رسول الله {{صل}} أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته منك.
327 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا هشيم قال: أنا العوام، عن مجاهد قال: إذا اختلف الناس في شيء، فانظروا ما صنع عمر فخذوا به.
سطر 349:
338 - حدثنا عبد الله قال: حدثني زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه قثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة قال: قال رسول الله {{صل}}: « بينا أنا نائم إذ أتيت بقدح من لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب »، فقال من حوله: ما أولته يا رسول الله؟ قال: « أولته الدين »
339 - حدثنا عبد الله قثنا زكريا بن يحيى زحمويه قثنا إبراهيم، يعني: ابن سعد، قثنا أبي، عن أبي سلمة قال: قال رسول الله {{صل}}: « رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها يبلغ الثدي، ومنها يبلغ الركب، قال: وعرض علي عمر وعليه قميص يجره »، فقالوا: ما أولته؟ قال: « العلم »
340 - حدثنا عبد الله قثنا محمد بن عباد المكي قثنا سفيان قال: سمعت الزهري، عن بعض آل أبي ربيعة، وكانت أم كلثوم ابنة أبي بكر عندهم، قال: وذكر المحصب فقال: جزى الله خيرا من أمير وباركت يد الله في ذاك الأديم <ref> الأديم: الجلد المدبوغ. </ref> الممزق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائج في أكمامها لم تفتق قالت عائشة: فنحلوه الشماخ بن ضرار فسألوه، فقال: ما قلته
341 - حدثنا عبد الله قثنا محمد بن عباد قثنا أبو ضمرة، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن ابن شهاب، أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة أخبره، عن أم كلثوم، عن عائشة قالت: لما كان آخر حجة حجها عمر حج أمهات المؤمنين، فلما صدرنا عن منى مروا بالمحصب، فسمعت رجلا على راحلته يقول: أين كان أمير المؤمنين؟ فسمعت آخر قال: كان هاهنا كان أمير المؤمنين، قالت: فأناخ راحلته ثم قال: عليك سلام من إمام وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائج في أكمامها لم يفتق قالت عائشة: فالتمس ذلك الراكب، فلم يقدر عليه، ولم يدر من هو، فكنا نتحدث أنه من الجن، قال فرجع عمر من ذلك الحج فطعن فمات
342 - حدثنا عبد الله قثنا محمد بن عباد المكي قثنا سفيان قال: سمعت الزهري يحدث هذه الأربعة أحاديث، حفظتها كما تسمع ولم أحفظ إسنادها، قال: قال رسول الله {{صل}}: « رأيت لعمر أربعة: رؤيا: رأيت كأني أتيت بإناء فيه لبن فشربت حتى رأيت الري يخرج من أناملي، ثم ناولت فضلي عمر »، قالوا: يا رسول الله، فما أولت ذاك؟ قال: « العلم ». « ورأيت كأن أمتي عليهم القمص إلى الثدي وإلى الركب، وإلى الكعب، ومر عمر يسحب قميصا »، قالوا: يا رسول الله، ما أولت ذلك؟ قال: « الدين ». قال: « ودخلت الجنة فرأيت فيها قصرا، أو دارا، فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لرجل من قريش، فرجوت أن أكون أنا هو، فقيل لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخل فذكرت غيرتك يا أبا حفص »، فبكى عمر وقال: يا رسول الله: أو يغار عليك؟ ورأيت كأني وردت بئرا فورد ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين، ونزعه فيه ضعف والله يغفر له، ثم وردها عمر فاستحالت الدلو في يده غربا، فاستقى فأروى الظمئة وضرب الناس بعطن، فلم أر أحدا من الناس، أو قال: عبقريا: يفري فريه «
سطر 356:
345 - حدثنا عبد الله قثنا محمد بن عباد المكي قثنا عبد الله بن معاذ، عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن بعض أصحاب النبي {{صل}}، أن رسول الله {{صل}} قال: « بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم القمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ أكثر من ذلك، وعرض علي عمر وعليه قميص يجره »، قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: « الدين ».
===إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه===
346 - حدثنا عبد الله قثنا أبو جعفر محمد بن الصباح الدولابي قثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان قال: سمعت ابن عمر يغضب إذا قيل إنه هاجر قبل عمر، قال: قدمت أنا وعمر على رسول الله {{صل}} المدينة، فوجدناه قائلا، <ref> القائل: النائم أو المستريح في وسط النهار. </ref> فرجعنا إلى المنزل، فبعثني عمر فقال: اذهب فانظر هل استيقظ؟ فأتيته فدخلت عليه فبايعته، ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد استيقظ، فانطلقنا إليه، فهرول هرولة حتى دخل عليه عمر، فبايعه ثم بايعته، فكان ابن عمر يغضب إذا قيل إنه هاجر قبل أبيه.
347 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد قثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل، عن قيس قال: سمعت عبد الله يقول: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
348 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عمرو بن محمد الناقد قثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول: والله، لقد رأيتني وإن عمر لموثقي، وأخته على الإسلام قبل أن يسلم عمر، ولو أن أحدا ارفض للذي صنعتم بابن عفان لكان قد.
سطر 362:
350 - حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عمن لا يتهم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أمه أم عبد الله بنت أبي حثمة قالت: والله، إنه لنرتحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر في بعض حاجتنا، إذ أقبل عمر حتى وقف علي وهو على شركه، قالت: وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشرا علينا، فقالت: فقال: إنه لانطلاق يا أم عبد الله، قالت: قلت: نعم، والله لنخرجن في أرض الله، آذيتمونا وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا مخرجا، قالت: فقال: صحبكم الله، ورأيت له رقة لم أكن أراها، ثم انصرف وقد أحزنه فيما أرى خروجنا، قالت: فجاء عامر من حاجتنا تلك فقلت له: يا أبا عبد الله، لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا، قال: أطمعت في إسلامه؟ قالت: قلت: نعم، قال: لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب، قالت: يأسا لما كان يرى من غلظته وقسوته عن الإسلام. وكان إسلام عمر بن الخطاب فيما بلغني أن أخته فاطمة بنت الخطاب، وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، كانت قد أسلمت وأسلم زوجها سعيد بن زيد معها، وهم يستخفون بإسلامهم من عمر، وكان نعيم بن عبد الله النحام رجلا من قومه من بني عدي بن كعب قد أسلم، وكان أيضا يستخفي بإسلامه فرقا من قومه، وكان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن، فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول الله {{صل}} ورهطا من أصحابه، فذكر له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا وهم قريب من أربعين من رجال ونساء، ومع رسول الله {{صل}} عمه حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق بن أبي قحافة، في رجال من المسلمين ممن كان أقام مع رسول الله {{صل}} بمكة، ولم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة، فلقيه نعيم بن عبد الله فقال له: أين تريد؟ قال: أريد محمدا، هذا الصابيء الذي قد فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها، فأقتله، فقال له نعيم: والله، لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ قال: وأي أهل بيتي؟ قال: ختنك وابن عمك سعيد بن زيد، وأختك فاطمة بنت الخطاب، فقد أسلما وتابعا محمدا {{صل}} على دينه، فعليك بهما، فرجع عمر عامدا لختنه وأخته، وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها طه يقرئهما إياها، فلما سمعوا حس عمر تغيب خباب بن الأرت في مخدع لعمر أو في بعض البيت، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها، وقد سمع عمر حين دنا من البيت قراءته عليهما، فلما دخل قال: ما هذه الهينمة التي سمعتها؟ قالا: ما سمعت شيئا، قال: بلى والله لقد أخبرت عما تابعتما محمدا على دينه، وبطش بختنه سعيد بن زيد، وقامت إليه فاطمة أخته لتكفه عن زوجها، فضربها فشجها، فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه: نعم، قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك. ولما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع فارعوى وقال لأخته: أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرآن آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمد؟ وكان عمر كاتبا، فلما قال ذلك قالت له أخته: إنا نخشاك عليها، قال: لا تخافي، وحلف لها بآلهته ليردنها إليها إذا قرأها، فلما قال لها ذلك طمعت في إسلامه، فقالت له: يا أخي، إنك نجس على شركك، وإنه لا يمسها إلا الطاهر، فقام عمر فاغتسل، ثم أعطته الصحيفة، وفيها طه، فقرأها، فلما قرأ صدرا منها قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه فلما سمع خباب ذلك خرج إليه فقال له: يا عمر، والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه {{صل}}، فإني سمعته وهو يقول: « اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب »، فالله الله يا عمر، فقال له عند ذلك: فادللني عليه يا خباب حتى آتيه فأسلم، فقال له خباب: هو في بيت عند الصفا، معه فئة، يعني من أصحابه، فأخذ عمر سيفه فتوشحه، ثم عمد إلى رسول الله {{صل}} وأصحابه فضرب عليهم الباب، فرآه متوشحا السيف، فرجع إلى رسول الله {{صل}} وهو فزع فقال: يا رسول الله، هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف، فقال حمزة بن عبد المطلب: فائذن له، فإن كان يريد خيرا بذلنا له، وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه، فقال رسول الله {{صل}}: « ائذن له »، فأذن له الرجل ونهض إليه رسول الله {{صل}} حتى لقيه في الحجرة، فأخذ بحجزته أو بجمع ردائه، ثم جبذه جبذة شديدة وقال: « ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ والله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة »، فقال له عمر: يا رسول الله، جئتك أؤمن بالله وبرسوله وبما جئت به من عند الله، قال: فكبر رسول الله {{صل}} تكبيرة عرف أهل البيت من أصحاب رسول الله {{صل}} أن عمر قد أسلم، فتفرق أصحاب رسول الله {{صل}} من مكانهم ذلك وقد عزوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة بن عبد المطلب، وعرفوا أنهما سيمنعان رسول الله، وينتصفون بهما من عدوهم. فهذا حديث الرواة من أهل المدينة عن إسلام عمر بن الخطاب حين أسلم رضي الله عنه
352 - حدثنا عبد الله قثنا سريج بن يونس قثنا أبو إسماعيل يعني المؤدب، عن إسماعيل، عن قيس، عن ابن مسعود قال: « ما زلنا أعزة مذ أسلم عمر »
353 - حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن نافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر قال: لما أسلم عمر بن الخطاب قال: أي قريش أنقل للحديث؟ قيل له: جميل بن معمر الجمحي، قال: فغدا عليه، قال عبد الله: وغدوت أتبع أثره أنظر ما يفعل، وأنا غلام، وجميل بن معمر هو جد نافع بن عمر بن جميل بن معمر الجمحي - أعقل كلما رأيت، حتى جاءه فقال: أما علمت يا جميل أني قد أسلمت ودخلت في دين محمد {{صل}}؟ قال: فوالله، ما راجعه حتى قام يجر رجليه، واتبعه عمر، واتبعت أبي، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش - وهم في أنديتهم حول الكعبة - ألا إن عمر قد صبا، قال: يقول عمر من خلفه: كذب، ولكن قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، قال: وثاروا إليه، قال: فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم، قال: وطلح فقعد، وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف أن لو كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا، قال: فبيناهم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه جبة حبرة <ref> الحبرة: ثوب يماني من قطن أو كتان مخطط. </ref> وقميص قومس حتى وقف عليهم فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبا عمر بن الخطاب، قال: فمه، رجل اختار لنفسه أمرا فماذا تريدون؟ أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبهم؟ هكذا عن الرجل، قال: فوالله لكأنما كانوا ثوبا كشف عنه، قال عبد الله: فقلت لأبي بعد أن هاجرنا إلى المدينة: يا أبت، من الرجل الذي زجر القوم بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك؟ قال: ذاك العاص بن وائل السهمي.
354 - وحدثنا عبد الله قال: وحدثني محمد بن أبي عمر العدني بمكة قثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر اجتمع الناس عليه فقالوا: صبا عمر، مرتين، وكنت على ظهر بيت، فأتى العاص بن وائل السهمي وعليه قباء ديباج <ref> الديباج: هو الثِّيابُ المُتَّخذة من الإبْرِيسَم أي الحرير الرقيق. </ref> مكفوف <ref> المكفف: الذي عمل على أكمامه وجيبه كفاف من حرير. </ref> بحرير، فقال: صبا عمر، صبا عمر، أنا له جار، فتفرق الناس عنه، قال ابن عمر: فتعجبت من عزه.
355 - حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح المكي، عن أصحابه عطاء ومجاهد، أو عمن روى ذلك عنه، أن إسلام عمر بن الخطاب كان فيما تحدثوا به عنه أنه كان يقول: كنت للإسلام مباعدا، وكنت صاحب خمر في الجاهلية، أحبها وأشربها، وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش بالحزورة عند دار عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، قال: فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك في مجلسنا ذاك، فلم أجد منهم أحدا، قال: فقلت: لو أني جئت فلانا، خمارا كان بمكة، رجل يبيع الخمر، لعلي أجد عنده خمرا فأشرب منها، قال: فجئته فلم أجده، قال: فقلت: لو جئت الكعبة فطفت بها سبعا أو سبعين، قال: فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة، فإذا رسول الله {{صل}} قائم يصلي، وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام، كان مصلاه بين الركنين: الركن الأسود والركن اليماني، قال: فقلت حين رأيته: والله، لو أني استمعت بمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول، قال: فقلت: لئن دنوت منه أسمع منه لأروعنه، قال: فجئت الكعبة من قبل الحجر فدخلت تحت ثيابها فجعلت أمشي رويدا، ورسول الله {{صل}} قائم يصلي يقرأ القرآن، حتى قمت في قبلته ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة، قال: فلما سمعت القرآن رق له قلبي، فبكيت ودخلني الإسلام، فلم أزل قائما في مكاني ذلك حتى قضى رسول الله {{صل}} صلاته ثم انصرف، وكان إذا انصرف خرج على دار بني أبي حسين، وكانت طريقه حتى خرج إلى المسعى، ثم يشتد بين دار عباس بن عبد المطلب وبين دار ابن أزهر بن عبد عوف الزهري، ثم على دار الأخنس بن شريق، حتى يدخل بيته، وكان مسكنه {{صل}} في الدار الرقطاء التي كانت بيد معاوية بن أبي سفيان، قال عمر: فتبعته، حتى إذا دخل بين دار عباس بن عبد المطلب وبين دار ابن أزهر أدركته، فلما سمع رسول الله {{صل}} حسي قام، وعرفني، فظن رسول الله {{صل}} أني إنما اتبعته لأوذيه فنهمني ثم قال: « ما جاء بك يا ابن الخطاب هذه الساعة؟ » قال: قلت: أن أؤمن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله عز وجل، قال: فحمد رسول الله {{صل}} الله وقال: « قد هداك الله يا عمر »، ثم مسح صدري ودعا لي بالثبات، ثم انصرفت عن رسول الله {{صل}}، ودخل رسول الله {{صل}} بيته، والله أعلم أي ذلك كان.
356 - حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن بعض آل عمر، أو عن بعض أهله، قال: قال عمر: لما أسلمت تلك الليلة، تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله {{صل}} عداوة؟ حتى آتيه فأخبره أني قد أسلمت، قال: قلت: أبو جهل بن هشام، وكان من أخوال أم عمر حنتمة بنت هشام بن المغيرة، فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إلي فقال: مرحبا وأهلا يا ابن أختي، ما جاء بك؟ قال: قلت: جئت أخبرك أني قد آمنت بالله ورسوله محمد {{صل}}، وصدقته بما جاء به، قال: فضرب بالباب في وجهي وقال: قبحك الله وقبح ما جئت به. فزعموا أن عمر بن الخطاب قال في إسلامه حين أسلم يذكر بدء إسلامه وما كان بينه وبين أخته فاطمة بنت الخطاب حين كان أمره وأمرها ما كان: الحمد لله ذي الفضل الذي وجبت منه علينا أياد ما لها غير وقد بدأنا فكذبنا فقال لنا صدق الحديث نبي عنده الخبر وقد ظلمت ابنة الخطاب ثم هدى ربي عشية قالوا: قد صبا عمر وقد ندمت على ما كان من زللي وظلمها حين تتلى عندها السور لما دعت ربها ذا العرش جاهدة والدمع من عينها عجلان ينحدر أيقنت أن الذي تدعو لخالقها وكاد يسبقني من عبرة درر فقلت أشهد أن الله خالقنا وأن أحمد فينا اليوم مشتهر نبي صدق أتى بالصدق من ثقة وافى الأمانة ما في عوده خور من هاشم في الذرى <ref> الذروة: أعلى كل شيء. </ref> والأنف حيث ربت منها الذوائب والأسماع والبصر وحيث يلجأ ذو خوف ومفتقر وحيث يسمو إذا ما فاخرت مضر يتلو من الله آيات منزلة يظل يسجد منها النجم والشجر به هدى الله قوما من ضلالتهم وقد أعدت لهم إذ أبلسوا سقر
357 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي قثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: ذكره أسامة بن زيد، يعني ابن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم قال: قال لنا عمر: أتحبون أن أعلمكم بدو إسلامي؟ قلنا: نعم، قال: كنت من أشد الناس على رسول الله {{صل}}، فبينا أنا في يوم حار في بعض طرق مكة إذ لقيني رجل من قريش فقال: أين تذهب يا ابن الخطاب؟ قال: قلت: أريد هذا الذي الذي الذي، قال: عجبا لك تزعم أنك هكذا، وقد دخل عليك هذا الأمر بيتك، قلت: وما ذاك؟ قال: أختك قد صبت، قال: فرجعت مغضبا، وقد كان رسول الله {{صل}} يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة يصيبان من طعامه، قال: وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين، فجئت حتى قرعت الباب، قال: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب، قال: وكانوا يقرءون صحيفة معهم، فلما سمعوا صوتي اختفوا ونسوا الصحيفة، فقامت المرأة ففتحت لي، فقلت: يا عدوة نفسها، قد بلغني أنك صبوت، وأرفع شيئا في يدي فأضربها، فسال الدم، فلما رأت الدم بكت وقالت: يا ابن الخطاب، ما كنت فاعلا فافعل، فقد أسلمت، قال: فجلست على السرير فنظرت، فإذا بكتاب في ناحية البيت، فقلت: ما هذا؟ أعطينيه، قالت: لست من أهله، إنك لا تغتسل من الجنابة، ولا تطهر، وهذا لا يمسه إلا المطهرون، فلم أزل بها حتى أعطتنيه، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما مررت بالرحمن الرحيم ذعرت ورميت بالصحيفة، ثم رجعت فإذا فيه: ( سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )، كلما مررت باسم من أسماء الله ذعرت، ثم رجعت إلى نفسي، حتى بلغت ( آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) إلى قوله: ( إن كنتم مؤمنين )، <ref> سورة الحديد. </ref> فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فخرج القوم يتنادون بالتكبير استبشارا بما سمعوا مني، وحمدوا الله، وقالوا: يا ابن الخطاب، أبشر، فلما أن عرفوا مني الصدق قلت لهم: أخبروني بمكان رسول الله، قالوا: هو في بيت في أسفل الصفا، فخرجت حتى قرعت الباب، قيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب، وقد عرفوا شدتي على رسول الله، ولم يعلموا إسلامي، قال: فما اجترأ أحد منهم بفتح الباب، فقال رسول الله {{صل}}: « افتحوا له، فإن يرد الله به خيرا يهده »، قال: ففتحوا لي، وأخذ رجل بعضدي، حتى دنوت من النبي {{صل}} فقال: « أرسلوه »، فأرسلوني فجلست بين يديه، فأخذ بمجمع قميصي فجبذني إليه وقال: « أسلم يا ابن الخطاب، اللهم اهده »، قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بطرق مكة، وقد كان استخفى، وكنت لا أشاء أن أرى رجلا إذا أسلم يضرب إلا رأيته، فلما رأيت ذلك قلت: ما أحب إلا أن يصيبني مما يصيب المسلمين، فذهبت إلى خالي، وكان شريفا فيهم، فقرعت عليه الباب، فقال: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب، فخرج، فقلت: أشعرت أني قد صبوت؟ <ref> صبأ الرجل وصبا: ترك دين قومه ودان بآخر. </ref> قال: لا تفعل، قلت: قد فعلت، قال: لا تفعل، وأجاف الباب دوني، قلت: ما هذا بشيء، فخرجت حتى جئت رجلا من عظماء قريش، فقرعت الباب، فخرج، فقلت: أشعرت أني قد صبوت؟ قال: لا تفعل، قلت: قد فعلت، فدخل فأجاب الباب، قال: فانصرفت، فقال لي رجل: أتحب أن يعلم بإسلامك؟ قلت: نعم، قال: فإذا جلس الناس في الحجر فائت فلانا، رجلا لم يكن يكتم السر، فأصغ إليه وقل له فيما بينك وبينه: إني قد صبوت، فإنه سوف يظهر عليك ويصيح ويعلنه، قال: فلما اجتمع الناس في الحجر جئت إلى الرجل فدنوت فأصغيت إليه فيما بيني وبينه: إني قد صبوت، فقال: قد صبوت؟ قلت: نعم، فرفع بأعلى صوته وقال: ألا إن ابن الخطاب قد صبا، فثاب إلي الناس فضربوني وضربتهم، قال: فقال خالي: ما هذا؟ فقيل: ابن الخطاب، فقام على الحجر فأشار بكمه: ألا إني قد أجرت ابن أختي، فانكشف الناس عني، وكنت لا أشاء أن أرى أحدا من المسلمين يضرب إلا رأيته، وأنا لا أضرب، فقلت: ما هذا بشيء حتى يصيبني ما يصيب المسلمين، وأمهلت حتى إذا جلس في الحجر، دخلت إلى خالي قلت: اسمع، قال: ما أسمع؟ قلت: جوارك عليك رد، فقال: لا تفعل يا ابن أختي، قلت: بلى هو ذاك، قال: ما شئت، قال: فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام. حدثنا عبد الله قال: حدثني الحسن بن الصباح البزار أبو علي قثنا أبو يعقوب الحنيني إسحاق بن إبراهيم قثنا أسامة بن زيد، يعني: ابن أسلم، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قال لنا عمر بن الخطاب: أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي؟ قال: قلنا: نعم، قال: كنت من أشد الناس على رسول الله {{صل}}، قال: بينا أنا في يوم شديد الحر في الهاجرة في بعض طرق مكة إذا أنا برجل من قريش، قال: أين تريد يا ابن الخطاب؟ قلت: أريد هذا الرجل الذي الذي، فقال: عجب لك يا ابن الخطاب، فذكر الحديث بطوله إلى آخره
358 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عتاب بن زياد قثنا عبد الله، يعني: ابن المبارك، قثنا جرير بن حازم قال: سمعت نافعا مولى عبد الله بن عمر يقول: أصاب الناس فتحا بالشام، فيهم بلال، وأظنه ذكر معاذ بن جبل، فكتبوا إلى عمر بن الخطاب: إن هذا الفيء الذي أصبنا لك خمسه، ولنا ما بقي ليس لأحد فيه شيء، كما صنع رسول الله {{صل}} بحنين، فكتب عمر: إنه ليس على ما قلتم، ولكني أقفها للمسلمين، فراجعوه الكتاب، وراجعهم، يأبون ويأبى، فلما أبوا قام عمر فدعا عليهم فقال: اللهم اكفني بلالا وأصحاب بلال، فما حال الحول عليهم حتى ماتوا جميعا رضي الله عنهم.
359 - حدثنا عبد الله قثنا داود بن رشيد قثنا الوليد، يعني: ابن مسلم، عن عمر بن محمد، يعني: ابن زيد بن عبد الله بن عمر، قال: أخبرني أبي محمد بن زيد، أن عمر جعل عبد الله بن عمر في الشورى، فأتاه آت فقال: يا أمير المؤمنين، استخلف عبد الله بن عمر صاحب رسول الله، ومن المهاجرين الأولين، وابن أمير المؤمنين، فقال عمر: قد قلت والذي نفسي بيده، لتمحين منها، حسبنا آل عمر الكفاف، <ref> الكفاف: مقدار حاجته من غير زيادة ولا نقص، فهو يكف عن سؤال الناس ويغني عنهم. </ref> لا لنا ولا علينا.
360 - حدثنا عبد الله قثنا داود بن رشيد قثنا الوليد، يعني: ابن مسلم، عن عمر بن محمد قثنا سالم بن عبد الله قال: راث على أبي موسى الأشعري خبر عمر وهو أمير البصرة، وكان بها امرأة في جبتها شيطان يتكلم، فأرسل إليها رسولا فقال لها: مري صاحبك فليذهب فليخبرني عن أمير المؤمنين، قال: هو باليمن يوشك أن يأتي، فمكثوا غير طويل، قالوا: اذهب فأخبرنا عن أمير المؤمنين، فإنه قد راث علينا، فقال: إن ذاك لرجل ما نستطيع أن ندنو منه، إن بين عينيه روح القدس، وما خلق الله عز وجل شيطانا يسمع صوته إلا خر لوجهه.
361 - حدثنا عبد الله قال: حدثني يوسف بن أبي أمية الثقفي بالكوفة سنة ثلاثين ومائتين قال: نا...... قال: نا يونس بن عبيد، عن الحسن قال: قال أبو موسى الأشعري ذات يوم أو ليلة: إن عمر بن الخطاب كان إسلامه عزا، وكانت إمارته فتحا، وكان بين عينيه ملك يسدده، وكان الفاروق فرق بين الحق والباطل، ونزل القرآن بتصديق رأيه، فقال رجل من بني سليم، يقال له حرمي: كان أبو بكر خيرا منه، فأعاد أبو موسى القول، فقال السلمي مثل مقالته ثلاثا، فلما قفلوا صار إلى عمر فقص عليه القصة، فقال عمر: ليلة من أبي بكر خير من عمر الدهر كله، وليوم من أبي بكر خير من عمر الدهر كله، أما يومه فيوم ارتدت العرب، وأما ليلته فليلة الغار، حين وقى النبي {{صل}} بنفسه.
362 - ذكر مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري قال: حدثني أبي عبد الله بن مصعب، عن ربيعة بن عثمان الهديري، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بصرار إذا نار، فقال: يا أسلم، إني لأرى ها هنا ركبا قصر بهم الليل والبرد، انطلق بنا، فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم، فإذا بامرأة معها صبيان صغار وقدر منصوبة على نار وصبيانها يتضاغون، <ref> يتضاغون: يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل. </ref> فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء، وكره أن يقول: يا أصحاب النار، فقالت: وعليك السلام، فقال: أدنو؟ فقالت: ادن بخير أو دع، فدنا فقال: ما بالكم؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: الجوع، قال: فأي شيء في هذه القدر؟ قالت: ما أسكتهم به حتى يناموا، والله بيننا وبين عمر، فقال: أي رحمك الله، وما يدري عمر بكم؟ قالت: يتولى عمر أمرنا ثم يغفل عنا. قال: فأقبل علي فقال: انطلق بنا، فخرجنا نهرول حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلا من دقيق وكبة من شحم، فقال: احمله علي، فقلت: أنا أحمله عنك، قال: أنت تحمل عني وزري يوم القيامة لا أم لك؟ فحملته عليه فانطلق، وانطلقت معه إليها نهرول، فألقى ذلك عندها وأخرج من الدقيق شيئا، فجعل يقول لها: ذري علي، وأنا أحرك لك، وجعل ينفخ تحت القدر ثم أنزلها، فقال: أبغيني شيئا، فأتته بصحفة فأفرغها فيها ثم جعل يقول لها: أطعميهم وأنا أسطح لهم، فلم يزل حتى شبعوا، وترك عندها فضل ذلك، وقام وقمت معه، فجعلت تقول: جزاك الله خيرا، كنت أولى بهذا الأمر من أمير المؤمنين، فيقول: قولي خيرا إذا جئت أمير المؤمنين، وحدثيني هناك إن شاء الله، ثم تنحى ناحية عنها ثم استقبلها فربض مربضا، فقلنا له: إن لنا شأنا غير هذا، ولا يكلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ثم ناموا وهدأوا، فقال: يا أسلم، إن الجوع أسهرهم وأبكاهم، فأحببت أن لا أنصرف حتى أرى ما رأيت.
363 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وهب بن جرير قثنا أبي، عن يعلى، يعني: ابن حكيم، عن نافع قال: وقد سمعته من نافع، ثم ترك يعلى، أن الزبرقان بن بدر، والأقرع بن حابس طلبا إلى أبي بكر أن يقطعهما، فأقطعهما وكتب لهما كتابا، فقال لهما عثمان: أشهدا عمر فإنه الخليفة بعده، وهو أجوز لأمركما، فأتيا عمر بالكتاب، فلما نظر فيه بزق فيه ثم ضرب به وجوههما ثم قال: لا، ولا نعمة عين، آلله لتفلقن وجوه المسلمين بالسيوف والحجارة ثم لنكتبن لكم لفيئهم، فرجعا إلى أبي بكر فقالا: والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ قال: وما ذاك؟ فأخبراه بالذي صنع، فقال: وإنا لا نجيز إلا ما أجازه عمر.
364 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وهب بن جرير قثنا أبي قال: سمعته من نافع، قال وهب: وكان يحدثنا به عن يعلى، عن نافع قال: كتب خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص إلى أبي بكر: أن زدنا في أرزاقنا وإلا فابعث إلى عملك من يكفيكه، فاستشار أبو بكر في ذلك، فقال عمر: لا تزدهم درهما واحدا، قال: فمن لعملهم؟ قال: أنا أكفيه ولا أريد أن ترزقني شيئا، قال: فتجهز، فبلغ ذلك عثمان بن عفان، فقال لأبي بكر: يا خليفة رسول الله، إن قرب عمر منك ومشاورته أنفع للمسلمين من شيء يسير، فزد هؤلاء القوم، وهو الخليفة بعدك، فعزم على عمر أن يقيم، قال: وزادهم ما سألوا، قال: فلما ولي عمر كتب إليهم: إن رضيتم بالرزق الأول وإلا فاعتزلوا عملنا، وقال: وقد كان معاوية، يعني: ابن أبي سفيان، استعمل مكان يزيد، قال: فأما معاوية وعمرو فرضيا، وأما خالد فاعتزل، قال: فكتب إليهما عمر: أن اكتبا لي كل مال هو لكما، ففعلا، قال: فجعل لا يقدر لهما بعد على مال إلا أخذه فجعله في بيت المال.
سطر 429:
418 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عثمان بن محمد بن أبي شيبة قثنا هشيم قال أنا حصين، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي، أنه خطب فقال: إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ومن بعد أبي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته.
419 - حدثنا عبد الله قال: حدثني إسماعيل أبو معمر قثنا عبد الله بن جعفر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنه خطب الناس فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر.
420 - حدثنا عبد الله قثنا أبو إسحاق إبراهيم بن زياد سبلان قال أنا عباد بن عباد، عن عبيد الله بن عمر قال: مر بعمر بن الخطاب حمار عليه عشر لبنات، <ref> اللبنات: جمع لبنة وهي الواحدة من الطين المضروب الذي يبنى به دون أن يطبخ. </ref> فقام فوضع عنه خمسا، وترك عليه خمسا، وقال لصاحبه: إذا حملت عليه فاحمل عليه هكذا.
421 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان قثنا حماد، يعني: ابن سلمة قال: أنا ثابت، أن رجلا أتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، أعطني، فوالله لئن أعطيتني لا أحمدك، ولئن منعتني لا أذمك، قال: ولم ذاك؟ قال: لأن الله جل ثناؤه هو المعطي، وهو المانع، قال عمر: أدخلوه بيت المال، فليأخذ ما شاء، فأدخلوه، قال: فجعل يرى صفراء وبيضاء، فقال: ما هذا، ليس لي فيما ها هنا حاجة، إنما أردت زادا وراحلة، وإنما أراد عمر أن يزوده، فأمر له عمر بزاد وراحلة، فرحل له، فلما ركب راحلته رفع يده فحمد الله وأثنى عليه الذي حمله الذي أعطاه، وجعل عمر يمشي خلفه، ويتمنى أن يدعو له، قال: اللهم واجز عمر خيرا، وصف عفان: أومأ حماد بيده خلفه بين كتفيه.
422 - حدثنا عبد الله قال: وأخبرت عن عبد الله بن وهب قثنا ابن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، يعني أسلم، قال: قال عمر بن الخطاب يوما: لقد خطر على قلبي شهوة الطري من حيتان، قال: فيخرج يرفأ فرحل راحلة له، فسار ليلتين مدبرا وليلتين مقبلا، واشترى مكتلا <ref> المكتل: الزنبيل أي السلة أو القفة الضخمة تصنع من الخوص. </ref> فجاء. قال: ويعمد يرفا إلى الراحلة فغسلها، فقال عمر: انطلق حتى أنظر إلى الراحلة، فنظر عمر ثم قال: نسيت أن تغسل هذا العرق الذي تحت أذنها، عذبت بهيمة من البهائم في شهوة عمر، لا والله لا يذوقه عمر، عليك بمكتلك.
423 - حدثنا عبد الله قال: أخبرت عن داود بن عمرو قثنا مكرم بن حكيم الخثعمي، عن أبي محمد، عن الحسن، عن أنس بن مالك، أن رسول الله {{صل}} كان في دار فدخل عليه نسوة من قريش يسألنه ويستزدنه رافعات أصواتهن فوق صوته، فأقبل عمر فاستأذن، فلما سمعن صوت عمر بادرن الحجب أو الحجاب، فأذن لعمر فدخل، واستضحك رسول الله {{صل}}، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، مم ضحكت؟ قال: « ألا إن نسوة من قريش دخلن علي يسألنني ويستزدنني رافعات أصواتهن فوق صوتي، فلما سمعن صوتك بادرن الحجاب أو الحجب »، فقال عمر: أي عدوات أنفسهن، تهبنني وتجترئن على رسول الله؟ فقالت امرأة منهن: إنك أفظ وأغلظ، فقال نبي الله {{صل}}: « مه عن عمر، فوالله ما سلك عمر واديا قط فسلكه الشيطان »
424 - حدثنا عبد الله قال: أخبرت عن أشعث بن شعبة قثنا منصور بن دينار، عن الأعمش، والحسن بن عمرو، وجامع بن أبي راشد، ومحمد بن قيس، وأبي حصين، عن منذر الثوري، عن محمد بن علي قال: قلت لأبي علي: أي الناس خير بعد رسول الله {{صل}}؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، قال: ثم بادرته وخفت أن أسأله فيجيبني بغيره، ثم قلت: أنت؟ قال: لا، أنا رجل من الناس لي حسنات ولي سيئات، يفعل الله ما يشاء.
سطر 444:
433 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن عبيد بن حساب قثنا عبد الواحد بن زياد قثنا عاصم الأحول، عن محمد بن سيرين قال: أول من حصب المساجد عمر.
434 - حدثنا عبد الله قال: حدثني داود بن رشيد قثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن مجاهد، وطاوس، عن ابن عباس قال: أول من جهر بالسلام عمر.
435 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن الحسن بن إشكاب، قثنا وهب بن جرير قثنا أبي قال: سمعت الأعمش يحدث، عن عبد الملك بن ميسرة، عن مصعب بن سعد، أن معاذا قال: والله، إن عمر في الجنة، وما أحب أن لي حمر النعم، <ref> النعم: الإبل والشاء، وقيل الإبل خاصة. </ref> وإنكم تفرقتم قبل أن أخبركم، قال: ثم ذكر رؤيا النبي {{صل}} التي رأى في شأن عمر، فقال: رؤيا النبي حق.
436 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا موسى بن عبد الحميد - قال أبي: جار لنا حسن الهيئة - قثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال: بينما عمرو بن العاص يوما يسير أمام ركبه وهو يحدث نفسه، إذ قال: لله در ابن حنتمة، أي امرئ كان؟ يعني بذلك عمر بن الخطاب.
437 - حدثنا عبد الله قال: حدثني صالح بن مالك أبو عبد الله قثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون قال نا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله {{صل}}: « أريت أني أدخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة، وأريت خشفا <ref> الخشف: الصوت والحركة. </ref> بين يدي، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا بلال، ورأيت جارية بفناء قصر أبيض، قلت: يا جارية، لمن هذا القصر؟ قالت: لشاب من قريش، فقلت: لأي قريش؟ قالت: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك يا عمر »، فقال عمر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وعليك أغار؟ حدثنا عبد الله قال: حدثني صالح أبو عبد الله قثنا عبد العزيز الماجشون، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله {{صل}}: « دخلت » يعني الجنة، فذكر نحوه.
438 - قال أبو عبد الرحمن: أخبرت أن المغيرة بن شعبة ذكر عمر بن الخطاب فقال: كان والله أفضل من أن يخدع، وأعقل من أن يخدع.
439 - حدثنا عبد الله قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده، نا محمد بن حميد أبو عبد الله قثنا جرير، عن ثعلبة، عن جعفر، عن سعيد بن جبير قال: كان مقام أبي بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، كانوا أمام رسول الله {{صل}} في القتال، وخلفه في الصلاة في الصف، ليس لأحد من المهاجرين والأنصار يقوم مقام أحد منهم غاب أم شهد.
440 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة قثنا غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله قال: أول من دون الدواوين، وعرف العرفاء عمر بن الخطاب
441 - حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن مسلم قثنا أبو غسان قثنا زهير قثنا عاصم بن سليمان، عن عامر قال: أول من جعل العشور <ref> العشور: جمع عُشر وهو واحد من عشرة والمقصود: أخذ عُشر الأموال. </ref> في الإسلام عمر.
442 - حدثنا عبد الله قال: نا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قثنا عبد الواحد بن زياد قثنا عاصم، عن ابن سيرين قال: أول من حصب المساجد عمر بن الخطاب، كان المسجد سبخة <ref> السَبَخة: الأرضُ التي تعْلُوها المُلُوحة ولا تكادُ تُنْبِت إلا بعضَ الشجَر. </ref> فإذا أراد الرجل أن يتنخع أثاره بقدمه.
443 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب، نا سفيان، عن ابن أبي حسين، عن طاوس قال: أول من جهر بالسلام عمر، فقالت الأنصار: وعليك السلام، ما شأنك؟ قال: أردت أن يكون أذانا.
444 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية بن عمرو قثنا زائدة قال: قال سليمان، يعني الأعمش، سمعت أصحابنا يقولون: قال عبد الله: إني لأحسب الشيطان يفرق من عمر، فقيل لعبد الله: وكيف يفرق الشيطان من أحد؟ فقال: نعم، يفرق أن يحدث في الإسلام حدثا فيرده عمر، فلا يعمل به أبدا.
445 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية هو ابن عمرو قال: نا زائدة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت قال: قال عمر: والله، لئن بقيت لأبعثن إلى الراعي باليمن بنصيبه من الفيء <ref> الفيء: ما يؤخذ من العدو من مال ومتاع بغير حرب. </ref> ودم وجهه كما هو.
446 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان، نا معاوية، نا زائدة، نا بيان، عن عامر، عن علي قال: إن كنا لنتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر.
447 - حدثنا عبد الله: قثنا هارون بن سفيان، نا معاوية، نا زائدة، نا عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: إنني لآكل مع عمر خبزا وزيتا، وهو يقول: أما والله لتمرنن أيها البطن على الخبز والزيت ما دام السمن يباع بالأواقي.
سطر 462:
451 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية، يعني: ابن عمرو، قال نا زائدة، عن منصور قال: كان عبد الله يقول: إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر، ولوددت أني خادم لمثل عمر حتى أموت.
452 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن جعفر الوركاني قال: أنا أبو معشر نجيح المدني مولى بني هاشم، عن نافع، عن ابن عمر قال: وضع عمر بن الخطاب بين المنبر والقبر فجاء علي بن أبي طالب حتى قام بين يدي الصفوف فقال: هو ذا، ثلاث مرات، ثم قال: رحمة الله عليك، ما من خلق الله أحد أحب إلي من أن ألقاه بصحيفته، بعد صحيفة النبي {{صل}}، من هذا المسجى عليه ثوبه.
453 - حدثنا عبد الله قال: ثنا أبي، قثنا عبد الرزاق قال أنا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن رجل، عن علي أنه قال يوم الجمل: إن رسول الله {{صل}} لم يعهد إلينا عهدا نأخذ به في إمارة، ولكنه شيء رأيناه من قبل أنفسنا، ثم استخلف أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، فأقام واستقام، ثم استخلف عمر، رحمة الله على عمر، فأقام واستقام، حتى ضرب الدين بجرانه. <ref> الجران: باطن العنق، والمراد: استقامته وقَرارُه، كما أن البعير إذا برَك واسْتَراح مدّ عُنُقَه على الأرض.. </ref>
454 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى الربعي، عن ربعي، عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند النبي {{صل}} فقال: « إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي »، وأشار إلى أبي بكر وعمر.
455 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبيد هو الطنافسي، قثنا سالم المرادي، عن عمرو بن هرم الأزدي، عن أبي عبد الله، وربعي بن حراش، عن حذيفة قال: بينا نحن عند رسول الله {{صل}} إذ قال: « إني لست أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي »، يشير إلى أبي بكر وعمر.
456 - حدثنا عبد الله، نا أبي، قثنا زيد بن الحباب قال: حدثني حسين، هو ابن واقد، قال: حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن أمة سوداء أتت رسول الله {{صل}} ورجع من بعض مغازيه، فقالت: إني كنت نذرت إن ردك الله أن أضرب عندك بالدف، قال: « إن كنت فعلت فافعلي، وإن كنت لم تفعلي فلا تفعلي »، فضربت فدخل أبو بكر وهي تضرب، ودخل غيره وهي تضرب، ودخل عمر، قال: فجعلت دفها خلفها، وهي مقنعة، <ref> التقنع: تغطية الرأس وأكثر الوجه برداء أو غيره. </ref> فقال رسول الله {{صل}}: « إن الشيطان ليفرق منك يا عمر، أنا جالس هاهنا ودخل هؤلاء فلما أن دخلت فعلت ما فعلت ».
457 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أبو النضر هاشم بن القاسم، نا المبارك، يعني: ابن فضالة، قثنا أبو عمران الجوني، عن ربيعة الأسلمي قال: كنت أخدم رسول الله {{صل}}، فذكر الحديث وقال في آخره: ثم إن رسول الله {{صل}} أعطاني بعد ذلك أرضا، وأعطى أبا بكر أرضا، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق <ref> العَذْق بالفتح: النَّخْلة، وبالكسر: العُرجُون بما فيه من الشَّمارِيخ، ويُجْمع على عِذَاقٍ. </ref> نخلة، فقلت أنا: هي في جدي، وقال أبو بكر: هي في جدي، فكان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال لي أبو بكر كلمة كرهها وندم عليها، وقال لي: يا ربيعة، رد علي مثلها، حتى يكون قصاصا، فقلت: ما أنا بفاعل، قال أبو بكر: لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله {{صل}}، فقلت: ما أنا بفاعل، قال: ورفض الأرض، وانطلق أبو بكر إلى النبي {{صل}}، وانطلقت أتلوه، فجاء ناس من أسلم فقالوا لي: رحم الله أبا بكر، في أي شيء يستعدي عليك رسول الله وهو الذي قال لك ما قال؟ قال: فقلت: أتدرون ما هذا؟ هذا أبو بكر الصديق، هذا ثاني اثنين، وهو ذو شيبة المسلمين، أتاكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله فيغضب لغضبه، فيغضب الله لغضبهما، فتهلك ربيعة، قال: ما تأمرنا؟ قال: ارجعوا، وانطلق أبو بكر إلى رسول الله {{صل}}، فتبعته وحدي، حتى أتى رسول الله فحدثه الحديث كما كان، فرفع إلي رأسه فقال: « يا ربيعة، ما لك وللصديق؟ » قلت: يا رسول الله، كان كذا وكذا، قال لي كلمة كرهها، فقال لي: قل كما قلت؛ حتى يكون قصاصا، فأبيت، فقال رسول الله {{صل}}: « أجل، فلا ترد عليه، ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر »، فقلت: غفر الله لك يا أبا بكر، قال الحسن: فولى أبو بكر وهو يبكي.
===ومن فضائل عمر بن الخطاب من حديث أبي بكر بن مالك عن مشايخه غير عبد الله بن أحمد ومن فضائل أبي بكر أيضا===
458 - حدثنا أحمد قثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قثنا علي بن الجعد قال: أنا المسعودي، عن القاسم قال: قال عبد الله وهو ابن مسعود: إن إسلام عمر كان عزا، وإن هجرته كانت فتحا ونصرا، وإن إمارته كانت رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي حول الكعبة ظاهرين حتى أسلم عمر، وإني لأحسب أن بين عيني عمر ملكين يسددانه، وإني لأحسب أن الشيطان يفرقه، فإذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر.
سطر 477:
466 - حدثنا عباس قثنا الحسن بن يزيد قثنا سلم بن سالم البلخي، عن عبد الرحيم بن زيد العمي قال: أخبرني أبي قال: أدركت مشيختنا من التابعين، كلهم يحدثوننا عن أصحاب النبي {{صل}}، أن رسول الله {{صل}} قال: « من أحب جميع أصحابي، وتولاهم، واستغفر لهم، جعله الله يوم القيامة معهم في الجنة ».
467 - حدثنا عباس قثنا العلاء بن مسلمة قثنا إسحاق بن بشر قثنا عمار بن سيف، عن أبي هاشم، عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: ( وصالح المؤمنين )، قال: عمر بن الخطاب.
468 - حدثنا عباس قال: نا العلاء بن مسلمة، نا إسحاق بن بشر، نا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )، <ref> سورة التوبة: 119. </ref> قال: أبو بكر وعمر.
469 - حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني قثنا إسحاق بن منصور وهو الكوسج، قال أنا النضر بن شميل قال أنا حماد، عن ثابت، عن أنس هو ابن مالك، قال: لما طعن عمر صرخت حفصة، فقال عمر: يا حفصة، أما سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « إن المعول <ref> المعول عليه: الميت الذي يُبْكَى عليه بصوت مرتفع. </ref> عليه يعذب »، وجاء صهيب فقال: واعمراه فقال: ويلك يا صهيب، أما بلغك أن المعول عليه يعذب؟.
470 - حدثنا عبد الله بن سليمان قثنا عمرو بن علي قثنا يزيد بن زريع قال: نا حميد، عن أنس بن مالك قال: قال عمر: وافقت ربي عز وجل في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا نبي الله، لو اتخذت من المقام قبلة، فأنزل الله عز وجل: ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )، وقلت: يا رسول الله، إنه يدخل عليك البر والفاجر، فلو حجبت أمهات المؤمنين، فأنزل الله عز وجل آية الحجاب، وبلغني عن بعض نساء النبي {{صل}} شدة عليه، فأتيتهن أعظهن امرأة امرأة، وأنهاها عن أذى رسول الله، حتى أتيت على إحداهن فقالت: أما في رسول الله ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت؟ فأنزل الله عز وجل: ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ().
471 - حدثنا عبد الله بن سليمان قثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي قثنا هشيم، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب: وافقت ربي عز وجل في ثلاث، فقلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، وقلت: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، قال: فنزلت: ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )، ونزلت آية الحجاب، قال: واجتمع على رسول الله {{صل}} نساؤه في الغيرة، قال: فقلت: ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن )، فنزلت كذلك.
472 - حدثنا عبد الله بن سليمان قثنا أيوب بن محمد الوزان الرقي قثنا مروان، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال عمر بن الخطاب: وافقني ربي عز وجل في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )، قلت: يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو حجبت أمهات المؤمنين، فأنزل الله آية الحجاب، وبلغني أنه كان بينه وبين بعض أزواجه كلام، فاستقريتهن امرأة امرأة، فقلت: لتكفن عن أذى رسول الله أو ليبدلنه الله بكن أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات الآية، حتى أتيت على إحدى أمهات المؤمنين، فقالت: يا عمر، أما في رسول الله ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت، فاسكت، فأنزل الله عز وجل: ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات ) الآية.
473 - حدثنا عبد الله بن سليمان قال نا محمد بن بشار قثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: سمعت أبي قثنا الحسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: تزوج رئاب بن حذيفة بن سعيد بن سهم أم وائل بنت معمر بن حبيب الجمحية، فولدت له ثلاثة غلمة: وائلا، ومعمرا، ورجلا آخر، فماتت فورثوها ولاء <ref> الولاء: الانتماء والنصرة والمحبة والقرابة والإرث. </ref> مواليها، وكان عمرو بن العاص عصبة، فخرج بهم عمرو إلى الشام، فماتوا في طاعون عمواس، فلما قدم عمرو جاء بنو معمر بن حبيب إخوة أم وائل فخاصموه في موالي أختهم إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول الله {{صل}} يقول: « ما أحرز الولد فهو لعصبته من كان »، قال: فكتب عمر بذلك كتابا فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف، وزيد بن ثابت، ورجل آخر، فلم يزل الكتاب في أيدينا حتى استخلف عبد الملك بن مروان، فمات مولاها وترك ألفي دينار، فبلغهم أن الحجاج قد غير هذا القضاء فخاصموه إلى هشام بن إسماعيل، فرفعهم إلى عبد الملك بن مروان، فرفعنا إلى القاضي، فأتيته بكتاب عمر بن الخطاب، فقال عبد الملك للقاضي: حقيق إذا أتيت بكتاب عمر أن ننتهي إليه، ثم قال: هذا من القضاء الذي كنت أرى أن أحدا لا يشك فيه، وما كنت أرى أنه بلغ من رأي أهل المدينة أن يشكوا، وقضى لنا بكتاب عمر، فنحن فيه بعد.
474 - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي قثنا صالح بن مالك قثنا عبد الغفور قثنا أبو هاشم الرماني، عن زاذان قال: رأيت علي بن أبي طالب يمسك الشسع بيده يمر في الأسواق، فيناول الرجل الشسع، ويرشد الضال، ويعين الحمال على الجواز ويقرأ هذه الآية: ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )، <ref> سورة القصص الآية 83. </ref> ثم يقول: هذه الآية أنزلت في الولاة وذي القدرة من الناس.
475 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري أبو مسلم الكجي قثنا يحيى بن كثير الناحي قثنا ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله {{صل}}: « لو كان بعدي نبي كان عمر بن الخطاب ».
476 - حدثنا حامد بن شعيب البلخي قثنا عبد الله بن عمر بن أبان، وهو الكوفي، قثنا المحاربي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد اليامي، عمن حدثه، عن علي قال: كنت جالسا مع رسول الله {{صل}}، إذ أقبل أبو بكر وعمر، فلما نظر إليهما قال: « يا علي، هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين »، ثم قال: « يا علي، لا تخبرهما ».
477 - حدثنا حامد قثنا عبد الله بن عون الخراز قثنا أبو يحيى الحماني، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن يامين، عن سعيد بن المسيب، عن أبي واقد الليثي قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن قوائم منبري رواتب في الجنة، وإن عبدا من عباد الله عز وجل خيره الله بين الدنيا ونعيمها وما عنده، فاختار ما عنده »، فلم يفهمها أحد من القوم غير أبي بكر، قال: فبكى وقال: بل نفديك بالأموال والأنفس والأهلين، فقال النبي {{صل}}: « ما من أحد أمن علينا في ذات يده من أبي بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكني خليل الله عز وجل ».
478 - حدثنا حامد قثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال: نا عبد الله بن خراش الشيباني، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما أسلم عمر نزل جبريل فقال: يا محمد، لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر.
479 - حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قثنا هشام بن عمار قال نا صدقة بن خالد، عن زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن عائذ الله أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء قال: كنت عند رسول الله {{صل}} إذ أقبل أبو بكر الصديق آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال: « أما صاحبكم فقد غامر »، فسلم فقال: إنه كان بيني وبين عمر بن الخطاب شيء، فأسرعت إليه، ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى وتحرز مني بداره، فأقبلت إليه فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثم أتى عمر فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أين أبو بكر؟ فقالوا: ليس هو ها هنا، فأقبل إلى رسول الله {{صل}}، فجعل وجه رسول الله {{صل}} يتمعر، <ref> التمغر: التغيُّر، وأصله قلة النضارة وعدم إشراق اللون. </ref> حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه، فقال رسول الله {{صل}}: « يا أيها الناس، إن الله عز وجل بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ » قال: فما أوذي بعدها.
480 - حدثنا أبو بكر الباغندي قال: نا يحيى بن الفضل الخرقي العنزي، قثنا وهيب بن عمرو بن عثمان النمري القارئ قثنا هارون الأعور، عن أبان بن تغلب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي {{صل}} قال: « إن الرجل من أعلى عليين ليشرف على أهل الجنة، فتضيء الجنة لوجهه كأنها كوكب دري » - مرفوعة الدال لا تهمز - قال: « وإن أبا بكر وعمر لمنهم، وأنعما ».
481 - حدثنا علي بن الحسن القطيعي قال: نا موسى بن عبد الرحمن أبو عيسى المسروقي قثنا أبو أسامة قال: حدثني محمد بن عمرو قال: حدثني يحيى بن عبد الرحمن قال: قالت عائشة: لا أزال هائبة لعمر بعد ما رأيت من رسول الله {{صل}}، صنعت حريرة وعندي سودة بنت زمعة جالسة، فقلت لها: كلي، فقالت: لا أشتهي ولا آكل، فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك، فلطخت وجهها، فضحك رسول الله {{صل}} وهو بيني وبينها، فأخذت منها فلطخت وجهي، ورسول الله يضحك، إذ سمعنا صوتا جاءنا ينادي: يا عبد الله بن عمر، فقال رسول الله: « قوما فاغسلا وجوهكما، فإن عمر داخل »، فقال عمر: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم، أأدخل؟ فقال: « ادخل ادخل »
482 - حدثنا علي بن الحسن قثنا أبو عيسى محمد بن علي بن وضاح البصري قثنا وهب، هو ابن جرير، قثنا أبي قال: سمعت يونس الأيلي يحدث، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « أتيت وأنا نائم بقدح من لبن، فشربت منه حتى جعل اللبن يخرج من أظفاري، فناولت فضلي عمر بن الخطاب »، فقالوا: يا رسول الله، فما أولته؟ قال: « العلم ».
483 - حدثنا علي قثنا أبو عيسى قثنا وهب بن جرير قثنا أبي، عن عبيد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته، كهولا كانوا أو شبانا، قال عيينة لابن أخيه: هل لك وجه عند الأمير تستأذن لي عليه؟ ففعل، فدخل عليه فقال: يا ابن الخطاب، والله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى هم أن يقع به، فقال الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله عز وجل قال: ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )، <ref> سورة الأعراف الآية 199. </ref> وإن هذا من الجاهلين، فوالله ما جاوزها حين تلاها، وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل.
484 - حدثنا علي قثنا أبو موسى هارون بن موسى، هو الفروي، قثنا عبد الله بن نافع الصائغ، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: قال رسول الله {{صل}}: « أنا أول من تنشق عنه الأرض، أنا أبعث، أو أحشر، بين أبي بكر وعمر، وأذهب إلى البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة فيحشرون معي، فآتي بين الحرمين ».
485 - حدثنا علي قال: نا عبد الله بن عبد المؤمن، نا عمر بن يونس اليمامي أبو حفص قثنا أبو بكر، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله {{صل}}: « ما طلعت الشمس على أحد أفضل من أبي بكر، إلا أن يكون نبي ».
سطر 502:
491 - حدثنا جعفر، نا عثمان بن أبي شيبة، نا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، عن علي قال: سمعته يقول: رحم الله أبا بكر، هو أول من جمع القرآن بين اللوحين.
492 - حدثنا جعفر قال: نا قتيبة بن سعيد قثنا الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « بينا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبن، فشربت منه، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب »، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: « العلم ».
493 - حدثنا جعفر قثنا قتيبة بن سعيد قثنا الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: قال رسول الله {{صل}}: « قد يكون في الأمم محدثون، <ref> محدثون: ملهمون يوافق قولهم مراد الله تعالى. </ref> فإن يكن في أمتي أحد فعمر بن الخطاب ». حدثنا جعفر قثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، نا سفيان بن عيينة قال: أنا محمد بن عجلان، عن سعد بن إبراهيم، فذكر بإسناده مثله.
494 - حدثنا جعفر قثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قثنا محمد بن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي {{صل}} قال: « ما من نبي إلا وفي أمته من بعده معلم، أو معلم، فإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب، إن الحق على لسان عمر وقلبه ».
495 - حدثنا جعفر قثنا محمد بن عبد الله بن نمير قثنا عبد الله بن يزيد قال أنا حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو، عن مشرح بن هاعان المعافري قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ».
سطر 519:
508 - حدثنا محمد بن إبراهيم قثنا أبو مسعود قال: نا معاوية بن عمرو قثنا محمد بن بشر، عن عبيد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: لما بويع لأبي بكر بعد النبي {{صل}}، كان علي والزبير بن العوام يدخلان على فاطمة فيشاورانها، فبلغ عمر فدخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله، ما أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك، وما أحد من الخلق بعد أبيك أحب إلينا منك، وكلمها، فدخل علي والزبير على فاطمة فقالت: انصرفا راشدين، فما رجعا إليها حتى بايعا.
509 - حدثنا محمد بن محمد الواسطي الباغندي قثنا جعفر بن مسافر التنيسي قال: نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قثنا ابن أبي ذئب قال: حدثني سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن الهمداني، يعني: عبد خير، قال: قلت لعلي: من خير الناس بعد النبي {{صل}}؟ قال: الذي لا نشك فيه والحمد لله أبو بكر بن أبي قحافة، قال: قلت ثم من؟ قال: الذي لا نشك فيه والحمد لله عمر بن الخطاب، قال: قلت: ثم أنت الذي تليهما؟ قال: لا، ولا الذي يلي يليهما.
510 - حدثنا محمد بن محمد قال: حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي قثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد الخدري، قالا: قال رسول الله {{صل}}: « لا تسبوا أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه <ref> النصيف: النصف. </ref> ».
511 - حدثنا محمد قثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قثنا بشر بن منصور، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: وقع بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف سباب، فقال رسول الله {{صل}}: « لا تسبوا أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك عمل صاحبه، ولا نصيفه ».
512 - حدثنا محمد بن سليمان العلاف، في المحرم سنة تسع وتسعين ومائتين، قثنا الربيع بن ثعلب قثنا أبو إسماعيل، وهو المؤدب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي جحيفة قال: سمعت علي بن أبي طالب يخطب فقال: خير الناس بعد رسول الله {{صل}} أبو بكر وعمر، ثم رجل لو شئت لأخبرتكم به.
سطر 540:
529 - حدثنا جعفر قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قثنا زيد بن الحباب قال: حدثني معاوية بن صالح قال: حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن عبد الله بن عامر اليحصبي قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: إياكم والأحاديث إلا حديث كان على عهد عمر، فإن عمر كان يخيف الناس بالله.
530 - سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ».
531 - وسمعت رسول الله {{صل}} يقول: « إنما أنا خازن، <ref> الخازن: المستأمن على المال. </ref> فمن أعطيته عن طيب نفس فيبارك له فيه، ومن أعطيته عن مسألة وشره كان كالذي يأكل ولا يشبع ».
532 - حدثنا الهيثم بن خلف الدوري قثنا عبد الله بن مطيع قثنا هشيم، عن حصين قال: سمعت المسيب بن عبد خير الهمداني يحدث، عن أبيه قال: سمعت علي بن أبي طالب على المنبر وهو يقول: إن خير هذه الأمة بعد النبي {{صل}} أبو بكر، ثم عمر، وإنا قد أحدثنا بعدهم أحداثا يقضي الله فيها ما أحب.
533 - حدثنا أبو عمر محمد بن جعفر القرشي الكوفي قثنا جعفر بن حميد القرشي قثنا يونس بن أبي يعفور، عن أبيه قال: جلست أنا وجعفر بن عمرو بن حريث وسعيد بن أشوع القاضي إلى فلان بن سعيد، أو سعيد بن فلان، قال: فحدثنا أن نفرا من أصحاب النبي {{صل}} أتوه فقالوا: يا رسول الله، أرنا رجلا من أهل الجنة، فقال: « النبي من أهل الجنة، وأبو بكر وعمر من أهل الجنة، وعثمان من أهل الجنة، وعلي من أهل الجنة، وطلحة من أهل الجنة، والزبير من أهل الجنة، وعبد الرحمن بن عوف من أهل الجنة، وسعد بن أبي وقاص من أهل الجنة ». قال سعيد بن فلان، أو فلان بن سعيد: وأنا من أهل الجنة، والله لا أخبره بعدكم أحدا أبدا.
534 - حدثنا محمد بن يونس القرشي قال: نا يونس بن عبيد الله قثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب قال: اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني يوم أبي جندل وأنا مع رسول الله {{صل}} برأيي اجتهادا إليه ما آلو عن الحق، والكتاب يكتب بين يدي رسول الله {{صل}} فقال: « اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم »، فقال سهيل بن عمرو: إذن قد صدقناك بما تقول، ولكنا نكتب كما نكتب: باسمك اللهم، فرضي رسول الله {{صل}}، وأبيت عليهم، حتى قال لي رسول الله: « ترى أني قد رضيت وتأبى؟ » قال: فرضيت.
535 - حدثنا محمد بن يونس قال: نا محمد بن الطفيل قثنا الصبي بن الأشعث، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما يرى أحدهم الكوكب الدري الغابر <ref> الغابر: الذاهب، أو الباقي بعد انتشار ضوء الفجر. </ref> في أفق من آفاق السماء، وإن أبا بكر وعمر لمنهم، وأنعما ». قلت: وما أنعما؟ قال: أخصبا.
536 - حدثنا محمد بن يونس قال نا يحيى بن يعلى قال: نا أبي، نا غيلان بن جامع، عن جعفر بن إياس، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية ( والذين يكنزون الذهب والفضة ) <ref> سورة التوبة الآية 34. </ref> كبر على المسلمين، وقالوا: ما يستطيع أحد أن يدع مالا لولده، فقال عمر بن الخطاب: أنا أفرج عنكم، فانطلق عمر، واتبعه ثوبان، فأتيا النبي {{صل}} فقال عمر: يا نبي الله، إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية، فقال رسول الله {{صل}}: « إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث لأموال تبقى بعدكم »، قال: فكبر عمر وكبر المسلمون.
537 - حدثنا محمد بن يونس قثنا بكر بن الأسود قثنا محمد بن أبي حفص العطار، عن يزيد بن أبي زياد، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: سألنا علي بن أبي طالب عن أبي بكر وعمر، فقال: إني لأحسبهما من السبعين الذين سألهم الله عز وجل موسى بن عمران فأخبرك ما أعطى محمدا، ثم تلا ( واختار موسى قومه سبعين رجلا ) <ref> سورة الأعراف الآية 155. </ref> الآية.
538 - حدثنا محمد بن يونس قثنا أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، في صحته سنة ثمان ومائتين واستملى هذا الحديث بندار، قثنا ثابت أبو زيد قثنا هلال بن خباب، أن رجلا أعمى حدثهم - وكان كثير المآثر، وكان جليسا لأبي سليمان - عن أبي سليمان، عن أبي ذر، أن النبي {{صل}} توجه نحو أحد، فاتبعه أبو ذر، فالتفت النبي {{صل}} فقال: « أبو ذر »، قال: لبيك وسعديك، وأنا فداؤك، فذكر حديثا طويلا وقال في آخره: « أتاني جبريل عليه السلام أن بشر أمتك أنه من قال: لا إله إلا الله، مخلصا »، فذكر خيرا كثيرا. فلما جاء المدينة قال: « ادعوا لي أبا الدرداء، فجاء، فأمره أن يبشر الناس، فرده عمر بن الخطاب قال: يا نبي الله، إذا يتكل الناس على قول: لا إله إلا الله، ويتركوا العمل، فقال النبي {{صل}}: » أرشدك الله «، أو نحوا من هذا.
539 - حدثنا محمد بن يونس قثنا عبد الرحمن بن جبلة قثنا العباس بن محمد الهلالي قال: نا بريد بن أبي مريم، عن أبيه قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين ».
سطر 575:
564 - حدثنا إبراهيم، نا الرمادي قثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما أدركت أبوي قط إلا وهما يدينان، وكان رسول الله {{صل}} يأتينا في كل يوم طرفي النهار، فأتانا ذات يوم في نحرة الظهيرة فقال: « يا أبا بكر، هل علينا من عين؟ » فقال: يا رسول الله، إنما أنا وأم رومان وعائشة، قال: « فإن الله عز وجل قد أذن لي بالهجرة »، قال: فالصحبة يا رسول الله، قال: « لك الصحبة »، قال: فإن عندي راحلتين قد أعددتهما لهذا اليوم، فخذ إحداهما، فقال: « بالثمن يا أبا بكر »، فخرجا جميعا. قال سفيان: ولم أسمعه من الزهري، حدثونا عنه.
565 - حدثنا إبراهيم قثنا الرمادي، نا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن النبي {{صل}} قال في مرضه: « مروا أبا بكر فليصل بالناس »، فقالت عائشة: فكرهت أن يتشاءم الناس بأبي، فقلت لحفصة: قولي: إن أبا بكر رجل رقيق، ومتى ما يقم مقامك يبك، فلو أمرت عمر، فقال: « مروا أبا بكر فليصل بالناس »، قالت عائشة: فأعادت عليه، فقال: « إنكن صواحبات يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس، يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ». قال سفيان: ولم أسمعه من الزهري، حدثونا عنه.
566 - حدثنا إبراهيم قثنا الرمادي قثنا سفيان قال: سمعت الزهري، ويزعمون أنه عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، رأيت في النوم كأن ظلة تنطف <ref> تنطف: يقطر منها. </ref> سمنا وعسلا، ورأيت الناس يتكففون <ref> يتكفف: يمدّ كفه للسؤال. </ref> منه، فالمستقل والمستكثر، ورأيت سببا واصلا إلى السماء أخذت به فعلوت، ثم أخذ به آخر بعدك فعلا، ثم أخذ به آخر بعده فعلا، ثم أخذ به آخذ بعده فانقطع، فوصل له فعلا، فقال أبو بكر: يا رسول الله، دعني أعبرها، قال: أما الظلة فهو الإسلام، وأما ما تنطف من السمن والعسل، فهو القرآن حلاوته ولينه، والناس يتكففون منه فالمستقل والمستكثر، وأما السبب الواصل إلى السماء فهو الذي أنت عليه من الحق أخذت به فعلوت، ثم أخذ به آخر بعدك فعلا، ثم أخذ به آخر بعده فعلا، ثم أخذ به آخر بعده فانقطع فوصل له، فقال: أصبت يا رسول الله؟ قال: « أصبت بعضا، وأخطأت بعضا »، قال: أقسمت يا رسول الله، قال: « لا تقسم يا أبا بكر ».
567 - حدثنا إبراهيم قثنا الرمادي قثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت قال: قبض رسول الله {{صل}} ولم يكن القرآن جمع، إنما كان في العسب، والكرانيف، وجرائد النخل، والسعف، فلما قتل سالم يوم اليمامة - قال سفيان: وهو أحد الأربعة الذين قال رسول الله {{صل}}: « خذوا القرآن منهم » - جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر فقال: إن القتل قد استحر <ref> استحر: اشتد وكثر. </ref> بأهل القرآن، وقد قتل سالم مولى أبي حذيفة، وأخاف أن لا يلقى المسلمون زحفا آخر إلا استحر القتل فيهم، فاجمع القرآن في شيء، فإني أخاف أن يذهب، قال: فكيف تأمرني أن أفعل شيئا لم يفعله رسول الله {{صل}}؟ قال: فلم يزل به حتى شرح الله صدر أبي بكر للذي شرح صدر عمر، قال: فأرسل إلى زيد بن ثابت فادعه حتى يكون معنا؛ فإنه كان شابا حدثا ثقفا يكتب لرسول الله {{صل}} الوحي فادعه، حتى يكون معنا زيد بن ثابت، فأرسلا إلي فدعواني، فجئت إليهما، فقالا: إنا نريد أن نجمع القرآن في شيء، تكون معنا، فإنك كنت تكتب الوحي لرسول الله {{صل}}، وكنت حدثا ثقفا، <ref> الثقف: الحاذق الفطن. </ref> فقلت لهما: وكيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي {{صل}}؟ فقال أبو بكر: قلت ذاك لهذا، قال: فلم يزالا بي حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدورهما، قال: فتتبعناه فكتبناه. قال سفيان: ولم أسمعه من الزهري، إنما حدثونا عنه، قال: وأهل المدينة يسمون زيد بن ثابت كاتب الوحي
568 - حدثنا إبراهيم قثنا أبو عمر الحوضي حفص بن عمر قال: نا سلام الطويل، عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر، عن النبي {{صل}} قال: « لا يموت نبي حتى يؤمه رجل من أمته ».
569 - حدثنا إبراهيم قثنا عمران بن ميسرة قثنا المحاربي، عن عبد السلام بن حرب قال: حدثني أبو خالد الدالاني، عن أبي يحيى مولى آل جعدة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله {{صل}}: « أخذ جبريل عليه السلام بيدي فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي »، فقال أبو بكر: يا رسول الله، وددت أني كنت معك حتى أراه، فقال رسول الله {{صل}}: « أما إنك أول من يدخل الجنة من أمتي ».
سطر 588:
577 - حدثنا محمد بن سليمان قثنا الربيع بن ثعلب قثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن علي قال: ما كنا نبعد أن تكون السكينة تنطق بلسان عمر بن الخطاب.
578 - حدثنا محمد بن يونس القرشي قثنا محمد بن جهضم قثنا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال: دخل النبي {{صل}} المسجد، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، فقال: « هكذا نبعث يوم القيامة ».
579 - حدثنا محمد قثنا إسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصفري قثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله {{صل}}: « أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار، سدوا كل خوخة <ref> الخَوْخَة: بابٌ صغِيرٌ كالنَّافِذَة الكَبِيرَة، وتكُون بَيْن بَيْتَيْن يُنْصَبُ عليها بابٌ. </ref> في المسجد إلا خوخة أبي بكر ».
580 - حدثنا محمد قال: نا محمد بن إسماعيل الأنصاري قثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن خليد بن جعفر، عن أبي عمران الألهاني، عن أبي عنبة الخولاني قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن أول من يثاب على الإسلام أبو بكر وعمر، ولو حدثتكم بثواب ما يعطى أبو بكر وعمر ما بلغت ».
581 - حدثنا محمد بن يونس قثنا حبان بن هلال قثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: ارتدف رسول الله {{صل}} خلف أبي بكر، فكان إذا مر على الملأ من قريش قالوا له: يا أبا بكر، من هذا الرجل معك؟ فيقول: هذا رجل يهديني السبيل.
582 - حدثنا محمد قثنا النضر بن حماد العقدي قال: نا سيف بن عمر الأسيدي قثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله {{صل}}: « إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فالعنوهم ».
583 - حدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي قثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي المهلب الكناني، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن الله عز وجل اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، وإنه لم يكن نبي إلا له من أمته خليل، ألا إن خليلي أبو بكر ».
584 - نا إبراهيم بن محمد قثنا أحمد بن يونس قثنا محمد بن أبان قثنا أبو عون محمد بن عبيد الله قال: صدر <ref> الصَّدَر بالتحريك: رجوعُ المُسَافِر من مَقْصِده. </ref> عمر، يعني: ابن الخطاب، من آخر حجة حجها، فأتى البطحاء، فكوم كوما من البطحاء، ثم استلقى فوضع رأسه عليها، ورفع يديه إلى السماء وقال: اللهم كبرت سني، ورق عظمي، وانتشرت رعيتي، وتخوفت العجز، فاقبضني إليك غير عاجز، ولا مفتون. قال: فقام من مضجعه فلقيه رجل فقال له: جزى الله خيرا من أمير وباركت يد الله في ذاك الإهاب <ref> الإهاب: الجلد من البقر والغنم والوحش ما لم يدبغ. </ref> الممزق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائج في أكمامها لم تفتق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق فما كنت أرجو أن تكون وفاته بكفي سبنتي أزرق العين مطرق ثم ولى عنه، فقال عمر: علي الرجل، فطلب فلم يوجد، فظن عمر أن الرجل من الجن نعى إليه نفسه، فما لبث بالمدينة إلا قليلا حتى أصيب رضي الله عنه
585 - حدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي قثنا أحمد بن يونس، نا مالك بن مغول، عن الشعبي قال: آخى رسول الله {{صل}} بين أبي بكر وعمر، فأقبل أحدهما آخذا بيد صاحبه، فقال النبي {{صل}}: « من سره أن ينظر إلى سيدي كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، فلينظر إلى هذين المقبلين ».
586 - حدثنا أبو جعفر محمد بن هشام بن أبي الدميك قثنا الحسن بن سعيد البزاز قثنا خالد بن العوام، عن ميمون بن مهران، في قوله عز وجل: ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا )، قال: أسر إليها: « أن أبا بكر خليفتي من بعدي ».
587 - حدثنا محمد قثنا الحسن بن سعيد قثنا خالد بن العوام، عن فرات بن السائب، في قوله عز وجل: ( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ): أبو بكر وعمر.
588 - حدثنا محمد قثنا الحسن بن سهل قال: قال عبد الله بن المبارك: ما كتم أحد العلم فأفلح.
589 - حدثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص الكوفي قثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قثنا السري بن يحيى قال: قرأ الحسن هذه الآية: ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه <ref> سورة المائدة الآية 54. </ref> ) حتى قرأ الآية قال: فقال الحسن: فولاها أبا بكر وأصحابه
590 - حدثنا الحسين قثنا أبي قال: قرئ على ابن السماك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن علي قال: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر.
591 - حدثنا الحسين قثنا أبي قال: قرئ على ابن السماك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
سطر 606:
595 - حدثنا الحسين، نا عقبة بن مكرم الضبي قثنا يونس بن بكير، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم، وواصل، عن شقيق بن سلمة قال: قيل لعلي: ألا توصي؟ قال: ما أوصى رسول الله {{صل}} فأوصي، ولكن إن يرد الله بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم، كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم.
596 - حدثنا الحسين قثنا عقبة بن مكرم قال: نا نصر، عن حسام يعني ابن مصك، عن الحسن، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله {{صل}}: « أمرت أن أولي الرؤيا أبا بكر ».
597 - حدثنا الحسين قثنا أحمد بن يونس قثنا السري، يعني: ابن يحيى، عن محمد بن سيرين، عن الأحنف بن قيس قال: كان رجال على باب عمر، فمرت بهم جارية، فقالوا: هذه سرية <ref> السرية: هي طائفةٌ من الجَيش يبلغُ أقصاها أربَعمائة تُبْعث سرا إلى العَدوّ، وجمعُها السَّرَايا، وقد يراد بها الجنود مطلقا. </ref> أمير المؤمنين، فقالت: إني لا أحل، إني من مال الله، قال: فبلغ ذلك عمر، فقال: أتدرون ما لعمر من مال الله عز وجل؟ حلتاه <ref> الحُلَّة: ثوبَان من جنس واحد. </ref> حلة شتائه وقيظه، ومطيته التي يتبلغ عليها لحجه وعمرته، وقوته كقوت رجل، قال ابن سيرين: لا أدري قال: من قريش، أو من المهاجرين، ليس بأرفعهم ولا بأخسهم.
598 - حدثنا الحسين، نا هناد بن السري قال نا يونس، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله {{صل}} قال: « اللهم أيد الإسلام بأبي جهل بن هشام، أو بعمر بن الخطاب »، فأصبح عمر فغدا على رسول الله {{صل}} فأسلم، ثم خرج فصلى في المسجد.
599 - حدثنا الحسين قال: نا عبادة بن زياد بن موسى الأسدي قال نا يحيى بن العلاء الرازي، عن جعفر، عن أبيه، وأبو البختري المدني، عن جعفر، عن أبيه، وعن عبد السلام بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن أبا بكر قال والذي نفسي بيده، ما أخذتها رغبة فيها، ولا إرادة استئثار على أحد من المسلمين، ولا حرصت عليها يوما ولا ليلة قط، ولا سألتها الله عز وجل سرا ولا علانية، ولقد تقلدت أمرا عظيما لا طاقة لي به إلا أن يعينني الله عليه.
600 - حدثنا الحسين بن عمر قثنا محمد بن العلاء قثنا أبو محمد، يعني أسيدا، قثنا هريم بن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: قال علي: إن أبا بكر كان أواها حليما، وإن عمر ناصح الله فنصحه الله، وقد كنا أصحاب محمد نرى أن السكينة تنطق، يعني على لسان عمر، وقد كنا نرى أن الشيطان يهابه أن يأمره بالخطيئة
601 - حدثنا الحسين قثنا هناد بن السري قثنا أبو محياة، عن داود بن أبي سليمان ابن أخي إسماعيل بن أبي خالد، عن شيخ كان فيهم قال: سمعت أنس بن مالك قال: خدمت النبي {{صل}} سبع سنين، قال: فأخذ بيدي يوما من الأيام، فخرج إلى حديقة من حدائق المدينة فدخلها، وأغلقت الباب عليه، قال: فجاء أبو بكر فدق الباب، فقال رسول الله {{صل}}: « افتح له، وبشره بالجنة، وإنه الوالي من بعدي »، قال: ففتحت له الباب وبشرته بالجنة وأنه هو الوالي من بعد رسول الله {{صل}}، قال: فسبقته عيناه، ودخل فأغلقت الباب، قال: فجاء عمر فدق الباب، فقال رسول الله {{صل}}: « افتح له، وبشره بالجنة، وأنه سيلي من بعدي »، قال: ففتحت له الباب وبشرته بالجنة وأنه سيلي من بعد رسول الله {{صل}}، قال: فشهق شهقة ظننت أن رأسه انصدع منها، قال: ودخلت وغلقت الباب. وذكر الحديث.
602 - حدثنا الحسين قثنا محمد بن بشر الحريري، سنة سبع وعشرين ومائتين ومات فيها، قثنا زنبور، عن عثمان بن عبد الرحمن السعدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: مرض رسول الله {{صل}} فأمرنا أن نصب عليه من ماء سبع قرب <ref> القِرَب: جمع قِربة وهو وعاء مصنوع من الجلد لحفظ الماء واللبن. </ref> لم تحلل أوكيتهن، <ref> الوِكاء: الخَيْط الذي تُشَدُّ به الصُّرَّة والكِيسُ، وغيرهما.. </ref> قالت: فوضعناه في مخضب <ref> المخضب: الإناء الذي يُغْسَل فيه صغيرا كان أو كبيرا. </ref> لحفصة، ثم شننا عليه الماء، حتى أشار بيده أن كفوا، قالت: ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « أما بعد، فسدوا هذه الأبواب الشوارع كلها في المسجد إلا خوخة أبي بكر، فإنه ليس امرؤ أمن علينا في إخائه وذات يده من ابن أبي قحافة ».
603 - حدثنا الحسين قثنا إسماعيل بن محمد الطلحي قثنا داود بن عطاء المدني، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله {{صل}}: « أول من يصافحه الحق عمر، وأول من يسلم عليه، وأول من يأخذ بيده يدخله الجنة ».
604 - حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قثنا إسحاق بن الأخيل العنسي قثنا أبو سعيد الأنصاري عمر بن حفص قال: حدثني مالك بن مغول، ومسعر بن كدام، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله {{صل}} قال: « إن أهل الجنة ينظرون إلى أهل الدرجات فوقهم كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدري في الأفق من آفاق <ref> الآفاق: ما ينتهي إليه بصر المرء أو معرفته. </ref> السماء، وإن أبا بكر وعمر من أولئك، وأنعما ».
605 - حدثني يحيى بن محمد بن صاعد قثنا علي بن شعيب السمسار، وإبراهيم بن راشد الآدمي، وإبراهيم بن عبد الرحمن الدهقان - واللفظ لإبراهيم بن راشد - قثنا بشار بن موسى الخفاف، نا شريك، عن فراس، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: كنت عند النبي {{صل}} فأقبل أبو بكر وعمر، فقال: « يا علي، هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي ».
606 - حدثنا يحيى قثنا موسى بن عبد الرحمن بن مسروق الكندي، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، قالا: نا عبيد بن الصباح قثنا فضيل بن مرزوق، عن فراس، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: أبصر رسول الله {{صل}} أبا بكر وعمر مقبلين - وقال أحمد في حديثه: كنت عند رسول الله {{صل}} فأقبل أبو بكر وعمر - فقال: « يا علي، هذان المقبلان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي بذلك ».
سطر 624:
613 - حدثنا علي قثنا قتيبة بن سعيد قثنا صالح بن موسى الطلحي، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال رسول الله {{صل}}: « احفظوني في أصحابي، وأزواجي، وأصهاري ».
614 - حدثنا علي قثنا قتيبة بن سعيد قثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله {{صل}} كان على حراء هو وأبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، وطلحة، والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله {{صل}}: « اهدئي فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد ».
615 - حدثنا علي قثنا قتيبة بن سعيد، نا أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت عليا يقول: إني كنت إذا سمعت من رسول الله {{صل}} حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني رجل من أصحابه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر، قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « ما من رجل مؤمن يذنب ذنبا، ثم يقوم فيتطهر فيحسن الطهور، ثم يصلي، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له »، ثم قرأ هذه الآية ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) <ref> سورة آل عمران الآية 135. </ref> إلى آخر الآية.
616 - حدثنا علي قثنا قتيبة بن سعيد قثنا ابن لهيعة، عن الأعرج، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله {{صل}}: « بينا رجل يسوق بقرة فبدا له أن يركبها، فأقبلت به فقالت له: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحراثة »، فقال من حول رسول الله: سبحان الله سبحان الله فقال رسول الله {{صل}}: « فإني آمنت به أنا وأبو بكر وعمر، ولم يكن ثم <ref> ثَمَّ: هناك. </ref> أبو بكر ولا عمر »، وقال: « بينما رجل في غنمه إذ جاء الذئب فذهب بشاة من الغنم، فطلبه، فلما أدركه لفظها ثم أقبل عليه فقال: فمن لها يوم السبع يوم لا راعي يكون لها غيري؟ » فقال من حول رسول الله: سبحان الله فقال رسول الله: « فإني آمنت به أنا وأبو بكر وعمر، ولم يكن ثم أبو بكر ولا عمر ».
617 - حدثنا علي بن طيفور قثنا قتيبة قثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}: « سيأتي على الناس زمان يبعث منهم بعث فيقولون: انظروا هل فيكم أحد من أصحاب محمد {{صل}}؟ فيوجد الرجل الواحد، فيفتح لهم به، ثم يبعث من الناس بعث فيقال: انظروا هل فيكم من أصحاب رسول الله أحد؟ فلا يوجد أحد منهم »، قال: وسمعته يقول: « سيأتي على الناس يوم فلو سمعوا برجل من أصحابي من وراء البحور لالتمسوه، ثم لا يجدونه ».
618 - حدثنا أحمد بن زنجويه القطان قثنا هشام بن عمار الدمشقي قثنا أسد، عن الحجاج بن أرطاة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}، وذكر الحديث وقال: « ومن أبغض أبا بكر وعمر فهو منافق ».
619 - حدثنا أحمد، نا هشام بن عمار قثنا ابن أبي الجون، نا فطر بن خليفة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « إن أهل الدرجات العلى ينظرون إلى عليين <ref> عِلِّيُّون: اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسمٌ لدِيوَان الملائكة الحَفَظَة، تُرْفَع إليه أعمالُ الصالحين من العباد، وقيل: أراد أعْلَى الأمْكِنَة وأشْرَفَ المرَاتِب من اللّه في الدار الآخرة.. </ref> كما تنظرون إلى الكوكب الطالع في السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم، وأنعما ».
620 - حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، نا الحكم بن موسى أبو صالح قثنا ابن أبي الرجال، قال إسحاق بن يحيى بن طلحة، أخبرني قال: أخبرني عمي عيسى بن طلحة قال: سألت ابن عباس فقلت: يا أبا عباس، أخبرني عن سلفنا حتى كأني عاينتهم، قال: تسألني عن أبي بكر؟ كان والله يا ابن أخي تقيا يرى الخير فيه من رجل يصادى منه غرب، قال: يعني الحدة، تسألني عن عمر؟ كان والله في علمي قويا تقيا قد وضعت له الحبائل بكل مرصد، <ref> المرصد: الموضع الذي يُرْقَبُ فيه العدو. </ref> فهو لها حذر من رجل سوقه عنف. وذكر الحديث.
621 - حدثنا أحمد قثنا علي بن الجعد قال: سمعت مقاتلا يقول في قول الله عز وجل: ( فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين )، قال: أبو بكر، وعمر، وعلي.
622 - حدثنا أحمد، نا علي بن الجعد قال: أخبرنا شعبة بن الحجاج، عن أبي عمران عبد الملك بن حبيب قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى: إنه لم يزل للناس وجوه يرفعون بحوائج الناس، فأكرم وجوه الناس، فبحسب المسلم الضعيف من العدل أن ينصف في العطية والقسمة.
سطر 636:
625 - حدثنا الفضل بن الحباب البصري، قثنا القعنبي، قثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، يعني الصادق، عن أبيه قال: لما غسل عمر بن الخطاب وكفن وحمل على سريره، وقف عليه علي بن أبي طالب فقال: والله ما على الأرض رجل أحب إلي من أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى.
626 - حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني قثنا أبو الأصبغ الرملي قثنا أيوب بن سويد قثنا ابن شوذب، عن محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل الأودي قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم.
627 - حدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي قثنا أبو هشام الرفاعي قثنا وكيع قثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله {{صل}}: « لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد <ref> المد: كيل يُساوي ربع صاع وهو ما يملأ الكفين، والمراد القَدْرُ والقِيمَة والمكانةُ. </ref> أحدهم ولا نصيفه ».
628 - حدثنا إبراهيم بن محمد قثنا عقبة بن مكرم قثنا يونس بن بكير، عن أبي عبد الله الجعفي، عن عروة بن عبد الله قال: أتيت أبا جعفر محمد بن علي فقلت: ما قولك في حلية السيوف؟ فقال: لا بأس، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: فقلت: وتقول الصديق؟ قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال: نعم الصديق، نعم الصديق، نعم الصديق، ثلاث مرات، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الدنيا ولا في الآخرة.
629 - حدثنا إبراهيم قثنا أحمد بن يونس قثنا الزنجي، عن إسماعيل بن أمية قال: أول مؤمن إلى النبي {{صل}} أبو بكر، يعني: أول من أسلم.
سطر 659:
648 - حدثنا محمد قثنا العباس بن أبي طالب قثنا هاشم بن القاسم قثنا عبد العزيز بن النعمان قثنا يزيد بن حيان، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله {{صل}}: « لا يجمع حب هؤلاء الأربعة إلا قلب مؤمن أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ».
649 - حدثنا محمد قثنا محمد بن عبيد الكوفي قثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قثنا حيوة بن شريح، عن مشرح بن هاعان، عن رجل، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله {{صل}}: « لو لم أبعث فيكم لبعث عمر بن الخطاب ».
650 - حدثنا محمد قثنا الحسن بن عرفة قثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله {{صل}}: « عمر بن الخطاب سراج <ref> السراج: المصباح. </ref> أهل الجنة ».
651 - حدثنا محمد قثنا الحسن بن عرفة قثنا الوليد بن الفضل قثنا إسماعيل بن عبيد العجلي، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله {{صل}}: « يا عمار، أتاني جبريل عليه السلام فقلت: يا جبريل، حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء، فقال: يا محمد، لو حدثتك بفضائل عمر بن الخطاب في السماء مثل لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر ».
652 - حدثنا محمد قثنا رزق الله بن موسى قثنا بهز قثنا همام، نا قتادة، قثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله {{صل}}: « دخلت الجنة فرأيت قصرا فقلت: لمن هذا يا جبريل؟ فقال: لعمر بن الخطاب، ثم سرت هنيئة فرأيت قصرا هو أحسن من القصر الأول، فقلت: لمن هذا يا جبريل؟ فقال: لعمر بن الخطاب، وإن فيه لمن الحور العين، فما منعني أن أدخله إلا ما عرفت من غيرتك يا أبا حفص »، فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟
653 - حدثنا محمد قثنا محمد بن يوسف قثنا الفضل بن دكين، عن جعفر، يعني: ابن حيان، عن ثابت، قال: خطب عمر ابنة أبي سفيان، فأبوا <ref> أبى: رفض وامتنع. </ref> أن يزوجوه، فقال رسول الله {{صل}}: « ما بين لابتي المدينة رجل خير من عمر ».
654 - حدثنا محمد قثنا زياد بن أيوب قثنا هشيم، عن أيوب أبي العلاء، أو بعض أصحابنا، عن أبي هاشم، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل: ( وصالح المؤمنين )، قال: عمر بن الخطاب.
655 - حدثنا محمد قثنا زياد قثنا هشيم قال: أنا حميد، عن أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب: وافقت ربي عز وجل في ثلاث: قلت يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )، قلت: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول الله {{صل}} نساؤه في الغيرة، فقلت: ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن )، فنزلت كذلك.
656 - حدثنا محمد، نا العباس بن أبي طالب، نا قبيصة، عن سفيان، عن عبد الله بن سعيد، عن مكحول، عن أبي ذر قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ». حدثنا محمد قثنا أحمد بن الوليد، نا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله {{صل}}، مثله.
657 - حدثنا محمد قثنا علي بن داود، نا عبد الله، نا ابن لهيعة، عن ابن الهاد، عن علي بن حسين، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله {{صل}}: « ما أظلت الخضراء <ref> الخضراء: السماء. </ref> ولا أقلت الغبراء <ref> الغبراء: الأرض. </ref> بعد النبيين على رجل خير منك يا عمر ».
658 - حدثنا محمد، نا علي بن داود قثنا رجل قال نا محمد بن إسماعيل، عن الحسن بن عطية، عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن حنطب قال: كنا مع النبي {{صل}} فنظر إلى أبي بكر وعمر فقال: « هذان السمع والبصر ».
659 - حدثنا محمد قثنا محمد بن يزيد قال: نا عبدة ويعلى، قالا: نا محمد بن إسحاق، عن مكحول، وغضيف بن الحارث، عن أبي ذر قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن الله عز وجل وضع الحق على لسان عمر ».
660 - حدثنا الحسن بن علي البصري قثنا محمد بن تميم النهشلي قثنا خازم بن جبلة، عن أبي العبدي، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي {{صل}} أنه قال لأبي بكر وعمر: « يا أبا بكر، ويا عمر، والله إني لأحبكما، ووالله إن الله ليحبكما لحبي إياكما، ووالله إن الملائكة لتحبكما لحب الله إياكما، أحب الله من أحبكما، ووصل الله من وصلكما، قطع الله من قطعكما، أبغض الله من أبغضكما ».
661 - حدثنا الحسن قثنا عبد الواحد بن غياث قثنا الوضاح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: قال رسول الله {{صل}}: « يا أبا بكر، إن الله عز وجل أعطاني ثواب من آمن به منذ يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، وإن الله أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ يوم بعثني الله إلى أن تقوم الساعة ».
662 - حدثنا الحسن قثنا لؤلؤ بن عبد الله أبو بكر العوفي قال: نا محمد بن عبد الرحمن، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي في قوله عز وجل: ( محمد رسول الله )، <ref> سورة الفتح الآية 29. </ref> قال: محمد رسول الله ( والذين معه ) أبو بكر، ( أشداء على الكفار ) عمر، ( رحماء بينهم ) عثمان بن عفان، ( تراهم ركعا سجدا ) علي بن أبي طالب، ( يبتغون فضلا من الله ورضوانا )، طلحة والزبير، ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) عبد الرحمن بن عوف وسعد، ( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ) المؤمنون المحبون لهم، ( ليغيظ بهم الكفار ) المبغضون لهم، ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ).
663 - حدثنا الحسن قثنا أحمد بن محمد أبو بكر المكي قثنا محمد بن إسماعيل الأنصاري قثنا شعيب بن إسحاق، عن خليد بن دعلج، وأبي الجودي، عن سعيد بن مهاجر، عن المقدام بن معدي كرب قال: جاءوا برجل من الأنصار إلى رسول الله {{صل}} وقد أصاب حدا، فقال النبي {{صل}} لأصحابه: « ما ترون فيه؟ » فقال عمر بن الخطاب: أرى أن توجع قرنيه، فقال الأنصار: يا رسول الله، إنك إن تطع عمر في أمتك تشتد عليهم، وانصرف النبي {{صل}} فأتى جبريل فقال: يا محمد، إن ربك عز وجل أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، فالقول ما قال عمر، فخرج رسول الله {{صل}} فأخبر الناس، وقال رسول الله {{صل}}: « عمر مني، وأنا من عمر، وأحل حيث يحل عمر »، ودعا بالأنصاري فأقام عليه الحد
664 - حدثنا الحسن قثنا عثمان بن عمرو قثنا عبد الحكم، عن هشام قثنا عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر قال: ما رأيت أحدا أعلم بالله، ولا أقرأ لكتاب الله، ولا أفقه في دين الله، من عمر بن الخطاب.
سطر 679:
668 - حدثنا أحمد قثنا علي بن الجعد قثنا زهير قثنا أبو إسحاق قال: حدثني غير واحد، وقد ذكر طلحة بن مصرف قال: قال عمر بن الخطاب: أليس هذا مقام خليل ربنا عز وجل يا رسول الله؟ قال: « بلى »، قال: ألا نتخذه مصلى؟ قال: فأنزل الله عز وجل: ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )، قال: فأمرهم أن يتخذوا.
669 - حدثنا أحمد قثنا أبو إبراهيم الترجماني قثنا داود بن الزبرقان، عن مطر، وسعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنه حدثهم قال: رجف أحد، فقال: « اسكن أحد عليك نبي، وصديق، وشهيدان، الصديق أبو بكر، والشهيدان عمر وعثمان ».
670 - حدثنا أحمد قثنا الترجماني قال: حدثتني أم عمرو بنت حسان بن زيد أبي الغصن قالت: سمعت أبا الغصن يقول: دخلت المسجد الأكبر، يعني مسجد الكوفة، وعلي بن أبي طالب قائم يخطب الناس على المنبر، فنادى ثلاث مرات بأعلى صوته: يا أيها الناس، نبئت أنكم تكثرون في وفي عثمان بن عفان، وإن مثلي ومثله كما قال الله عز وجل: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ). <ref> سورة الحجر الآية 47. </ref>
671 - حدثنا أحمد قثنا محمد بن قدامة الجوهري قثنا يحيى بن سليم الطائفي قثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال: ولينا أبو بكر خير خليفة الله أبره وأحناه علينا.
672 - حدثنا أحمد قثنا أبو نصر التمار قثنا كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر، أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام، فمشى معه نحوا من ميلين فقيل: يا خليفة رسول الله، لو انصرفت، فقال: لا، إني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار ».
سطر 685:
674 - حدثنا أحمد قثنا محمد بن قدامة الجوهري قثنا محمد بن فضيل بن غزوان قثنا عبيد المكتب، عن أبي معشر قال: كنت معه في الكناسة فرأى رجلا فقال: تعرف هذا؟ قال: قلت: لا، قال: هذا المكمل في الشر، قلت: لم سمي هذا المكمل في الشر؟ قال: ينتقص أبا بكر وعمر، ليس بالكوفة أحد ينتقصهما غيره.
675 - حدثنا أحمد قثنا علي بن الجعد قال: أخبرني عمران بن زيد التغلبي، عن الحجاج بن تميم، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: قال النبي {{صل}}: « يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة، يرفضون الإسلام ويلفظونه، فاقتلوهم فإنهم مشركون ».
676 - حدثنا أحمد قال: أخبرني خالي قال: أنا أبو معاوية الضرير محمد بن خازم قال: أنا أبو جناب الكلبي، عن أبي سليمان الهمداني قال: قال علي بن أبي طالب: يأتي قوم بعدنا ينتحلون شيعتنا <ref> الشِّيعة: الفِرْقةُ من النَّاس وشيعة الإنسان أوْلياؤُه وأنصارُه. </ref> وليسوا بشيعتنا، لهم نبزوا آية، ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون
677 - حدثنا أحمد قثنا الترجماني قال: حدثتني أم عمرو بنت حسان بن زيد أبي الغصن، قال: حدثني صاحبي، وكان يقال له: سعيد بن يحيى بن قيس بن عبس، صاحب الطائف، استعمله عليها عثمان بن عفان، عن أبيه قال: بلغني أن حفصة بنت عمر قالت لرسول الله {{صل}}: إذا أنت مرضت قدمت أبا بكر، قال: « ليس أنا أقدمه، ولكن الله عز وجل يقدمه ».
678 - حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، قدم علينا سنة أربع وأربعين ومائتين إلى بغداد، قثنا أبو قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن أبي هريرة قال: أقبل أبو بكر وعمر، فقال النبي {{صل}}: « هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ». قال أبو محمد: ورواه غير أبي قتيبة عن الشعبي، عن علي، عن النبي {{صل}}.
سطر 694:
683 - حدثنا يحيى قثنا أبو حصين بن أحمد بن يونس، نا أبي، نا مالك بن مغول، عن الشعبي قال: آخى رسول الله {{صل}} بين أبي بكر وعمر، فأقبلا آخذا أحدهما بيد صاحبه، فقال: « من سره أن ينظر إلى سيدي كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين فلينظر إلى هذين المقبلين ».
684 - حدثنا يحيى قثنا يعقوب بن إبراهيم، نا أبو النضر هاشم بن القاسم قثنا أبو عقيل قثنا أبو إسماعيل كثير قال: حدثني الشعبي قال: قال علي: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على فم عمر، وقد كنا نرى أن شيطان عمر يهاب عمر أن يأمر بمعصية.
685 - حدثنا محمد بن يونس قثنا روح بن عبادة قثنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن الحكم بن أبي العاص قال: كنت إلى جانب عمر بن الخطاب ودخل عليه رجل، فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل نجران، قال: هل لك نسب في غيرهم؟ قال: لا والله، قال: بلى والله، حتى تحالفا، حتى لكأني وجدت <ref> الوجد: الغضب، والحزن والمساءة وأيضا: وَجَدْتُ بِفُلانَة وَجْداً، إذا أحْبَبْتها حُبّا شَديدا.. </ref> على أمير المؤمنين في نفسي، ثم قال: أعزم على كل مسلم يعلم أن له نسبا في غير أهل نجران إلا قام، فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين، جدته، أو جدة أبيه، من غير أهل نجران، فقال عمر: مه، إنا نقفو الأثر، ثلاثا.
686 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، قثنا علي بن الحسن، وهو ابن شقيق، قثنا حسين بن واقد قثنا ابن بريدة، عن أبيه قال: دعا رسول الله {{صل}} بلالا فقال: « يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ إني دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك <ref> الخَشْخَشَة: حركة لها صوت كصوت السلاح. </ref> أمامي، فأتيت على قصر من ذهب مربع، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أمة محمد، قلت: فأنا محمد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من العرب، قلت: أنا عربي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلت: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب ».
687 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن قتادة، عن أنس، أو عن النضر بن أنس، عن أنس قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف »، فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله، قال: « وهكذا »، وجمع كفه، قال: زدنا يا رسول الله، قال: « وهكذا »، فقال عمر: حسبك يا أبا بكر، فقال أبو بكر: دعني يا عمر، وما عليك أن يدخلنا الله الجنة كلنا، فقال عمر: إن الله عز وجل إن شاء أدخل خلقه الجنة بكف واحد، فقال النبي {{صل}}: « صدق عمر »
688 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يحيى، هو ابن سعيد، عن حميد، عن أنس، عن النبي {{صل}} قال: « دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب، قلت: لمن هذا؟ قالوا: هذا لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، قالوا: لعمر بن الخطاب ».
سطر 702:
691 - قال ابن مالك: حدثنا من سمع إبراهيم الحربي قثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمر عن رجاله المسمين قالوا: ممن شهد بدرا عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن عبد الله بن قرط بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، قال إبراهيم الحربي: ليس كذا نسب عمر، هذا وهم من ابن إسحاق، إنما هو عمر بن الخطاب بن عبد الله بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح.
===فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه===
692 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي، قثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن حوالة قال: أتيت على رسول الله {{صل}} وهو جالس في ظل دومة، وعنده كاتب يملي عليه، فقال: « أنكتبك يا ابن حوالة؟ » قلت: فيم يا رسول الله؟ فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه، ثم رفع رأسه إلي فقال: « أنكتبك يا ابن حوالة؟ » قلت: فيم يا رسول الله؟ فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه، فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فعرفت أن عمر لا يكتب إلا في خير، فقال: « أنكتبك يا ابن حوالة؟ » قلت: نعم، فقال: « يا ابن حوالة، كيف تفعل في فتن تخرج في أطراف الأرض كأنها صياصي <ref> صياصي: قرون. </ref> بقر؟ » قلت: لا أدري، ما خار الله لي ورسوله، فقال: « فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاخة أرنب؟ » قلت: لا أدري، ما خار الله لي ورسوله، قال: « اتبعوا هذا »، ورجل مقفى حينئذ، فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبيه، <ref> المنكب: مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد. </ref> فأقبلت به إلى رسول الله {{صل}} فقلت: أهذا؟ - وقال إسماعيل مرة: هذا؟ - قال: نعم، يعني وإذا هو عثمان.
693 - حدثنا عبد الله، قثنا علي بن مسلم قثنا سليمان بن حرب قثنا أبو هلال، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن مرة البهزي قال: قال رسول الله {{صل}}: « تهيج على الأرض فتن كصياصي البقر »، فمر رجل متقنع، فقال رسول الله {{صل}}: « هذا وأصحابه يومئذ على الحق »، فقمت إليه فكشفت قناعه وأقبلت بوجهه إلى رسول الله {{صل}} فقلت: يا رسول الله، هو هذا؟ قال: « هو هذا »، قال: فإذا بعثمان بن عفان.
694 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسحاق بن سليمان الرازي قثنا مغيرة بن مسلم، عن مطر الوراق، عن ابن سيرين، عن كعب بن عجرة قال: ذكر رسول الله {{صل}} فتنة فقربها وعظمها، قال: ثم مر رجل متقنع <ref> التقنع: تغطية الرأس وأكثر الوجه برداء أو غيره. </ref> في ملحفة <ref> الملحفة: اللحاف والملحف والملحفة اللباس الذي فوق سائر اللباس من دثار البرد، وكل شيء تغطيت به فقد التحفت به، واللحاف اسم ما يلتحف به. </ref> فقال: « هذا يومئذ على الحق »، قال: فانطلقت مسرعا، أو محضرا، فأخذت بضبعيه <ref> الضبع: العضد. </ref> فقلت: هذا يا رسول الله؟ قال: « هذا »، فإذا عثمان بن عفان.
695 - حدثنا أبي، قثنا يزيد بن هارون قال أنا هشام، عن محمد، عن كعب بن عجرة قال: كنت عند رسول الله {{صل}} فذكر فتنة فقربها، فمر رجل متقنع فقال: « هذا يومئذ على الهدى »، قال: فاتبعته حتى أخذت بضبعيه فحولت وجهه إليه وكشفت عن رأسه فقلت: هذا يا رسول الله؟ قال: « نعم »، فإذا هو عثمان بن عفان
696 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، حدثنا عفان قثنا وهيب قال: حدثنا موسى بن عقبة قال: حدثني أبو أمي حبيبة، أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها، وأنه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام، فأذن له، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافا، أو قال: اختلافا وفتنة »، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ فقال: « عليكم بالأمين وأصحابه » وهو يشير إلى عثمان بذلك.
697 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسود بن عامر قثنا سنان بن هارون، عن كليب بن وائل، عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله {{صل}} فتنة، فمر رجل، فقال: « يقتل هذا المقنع يومئذ مظلوما »، قال: فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان.
698 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عبد الرحمن بن مهدي قال: نا شعبة، عن شيخ من بجيلة قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: استأذن أبو بكر على النبي {{صل}}، وجارية تضرب بالدف، فدخل، ثم استأذن عمر فدخل، ثم استأذن عثمان فأمسكت، فقال رسول الله {{صل}}: « إن عثمان رجل حيي ».
699 - حدثنا عبد الله، قثنا محمد بن بشر قثنا مسعر قثنا عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: قالت عائشة: اسمعوا نحدثكم عما جئتمونا له، إنكم عتبتم على عثمان في ثلاث خلال: <ref> الخلة: السمة والخصلة والصفة. </ref> في إمارة الفتى، وموضع الغمامة، وضربه بالسوط والعصا، حتى إذا مصتموه موص الثوب بالصابون عدوتم عليه الفقر الثلاث: حرمة البلد، وحرمة الخلافة، وحرمة الشهر الحرام، وإن كان عثمان لأحصنهم فرجا، وأوصلهم للرحم.
700 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا المطلب بن زياد قثنا عبد الله بن عيسى قال: قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: رأيت عليا رافعا حضنيه يقول: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان.
701 - حدثنا عبد الله، قثنا الهيثم بن خارجة أبو أحمد قثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه قال: قال رسول الله {{صل}} لعثمان: « إن الله عز وجل كساك يوما قميصا، وإن أرادك المنافقون أن تخلعه فلا تخلعه ».
702 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثتنا أم عمر بنت حسان بن يزيد أبي الغصن - قال أبي: وكانت عجوز صدق - قالت: حدثني أبي قال: دخلت المسجد الأكبر، مسجد الكوفة، قال: وعلي بن أبي طالب قائم على المنبر يخطب الناس وهو ينادي بأعلى صوته ثلاث مرار: يا أيها الناس، يا أيها الناس، يا أيها الناس، إنكم تكثرون في عثمان، فإن مثلي ومثله كما قال الله عز وجل: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ).
703 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثتنا أم عمر بنت حسان - قال أبي: عجوز صدق - قالت: سمعت أبي يقول: بلغني أن رسول الله {{صل}} قال: « من جهز جيش العسرة <ref> العسرة: الشدة والضيق. </ref> فله الجنة »، قال: فقال عثمان: علي مائة راحلة، ثم قال: أقلني يا رسول الله، فأقاله، فقال علي عددها من الخيل، فسر ذاك رسول الله {{صل}} ومن عنده، ثم قال له عند ذلك كلاما حسنا. فحفظه أبوها ونسيته أم عمر، قالت: وسمعت أبي يقول: إن عثمان جهز جيش العسرة مرتين.
704 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أبو معاوية قال: حدثني الأعمش، عن عبد الله بن سنان قال: قال عبد الله حين استخلف عثمان: ما ألونا عن أعلاها ذي فوق.
705 - حدثنا عبد الله قال: نا محمد بن حميد، وهو الرازي، قال: نا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله {{صل}} قال: « يطلع عليكم من هذا الفج <ref> الفج: الطريق الواسع البعيد. </ref> رجل من أهل الجنة »، فطلع عثمان بن عفان.
706 - حدثنا عبد الله، نا أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية قال: بلغ عليا أن عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد، قال: فرفع يديه حتى بلغ بهما وجهه فقال: وأنا ألعن قتلة عثمان، لعنهم الله في السهل <ref> السهل: أرض منبسطة لا تبلغ الهضبة. </ref> والجبل، قال مرتين أو ثلاثا
707 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: قالوا: يا أم المؤمنين، أخبرينا عن عثمان، قال: فاستجلست الناس، فحمدت الله وأثنت عليه، فقالت: يا أيها الناس، إنا نقمنا <ref> نقم: كره. </ref> على عثمان ثلاثا: إمرة الفتى، والحمى، وضربه السوط، ثم تركتموه حتى إذا مصتموه موص الثوب عدوتم عليه الفقر الثلاث: حرمة دمه الحرام، وحرمة البلد الحرام، لعثمان كان أتقاهم للرب، وأحصنهم للفرج، وأوصلهم للرحم
708 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هشيم، عن يونس، يعني: ابن عبيد، عن الوليد بن مسلم، عن جندب قال: أتيت باب حذيفة فاستأذنت ثلاثا، فلم يؤذن لي، فذكر هشيم قصة فيها قال: ذهبوا ليقتلوه، قلت: فأين هو؟ قال: في الجنة، قلت: فأين قتلته؟ قال: في النار، يعني قتلة عثمان.
709 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا محمد بن القاسم الأسدي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: قال رسول الله {{صل}}: « غفر الله لك يا عثمان ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما أبديت، وما هو كائن إلى يوم القيامة ».
710 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هاشم بن القاسم قثنا أبو معاوية، يعني شيبان، عن عثمان بن عبد الله قال: جاء رجل من مصر قد حج البيت، فرأى قوما جلوسا فقال: من هؤلاء؟ فقالوا: هؤلاء قريش، قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: ابن عمر، فأتى فقال: يا ابن عمر، إن سألتك عن شيء تحدثني؟ قال: نعم، قال: أنشدك بحرمة هذا البيت، أتعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم، قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهده؟ قال: نعم، قال: فتعلم أنه يعني تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: فكبر، قال: فقال له ابن عمر: تعال حتى أخبرك وأبين لك ما سألتني عنه: أما فراره يوم أحد، فأنا أشهد أن الله قد عفا عنه وغفر له. وأما تغيبه عن بدر، فإنه كانت تحته ابنة رسول الله {{صل}}، وكانت مريضة، فقال له النبي {{صل}}: « إن لك أجر رجل شهد بدرا، وسهمه لك ». وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه، فبعث عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله {{صل}} بيده اليمنى: « هذه يد عثمان »، فضرب بيده الأخرى عليها فقال: « هذه لعثمان »، فقال له ابن عمر: اذهب بهذه الثلاث معك.
711 - حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون بن معروف قثنا ضمرة بن ربيعة قال نا عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي {{صل}} بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي {{صل}} جيش العسرة، قال: فصبها في حجر النبي {{صل}}، قال: فجعل النبي {{صل}} يقلبها وهو يقول: « ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم »، يردد ذلك مرارا.
712 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا بهز بن أسد قال: نا حماد، يعني: ابن سلمة، قال: حدثني العرار بن سويد الكوفي، عن عميرة بن سعد قال: كنا مع علي على شاطئ الفرات، فمرت سفينة مرفوع شراعها، فقال علي: يقول الله عز وجل: ( وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام )، <ref> سورة الرحمن الآية 24. </ref> والذي أنشأها في بحر من بحاره ما قتلت عثمان، ولا مالأت على قتله.
713 - حدثنا عبد الله قثنا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن القرشي، وهو الكوفي، قال نا يحيى بن يمان قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي قال: سمعت زمعة بن صالح قال: سمع طاوس رجلا وهو يقول لرجل: ما رأيت رجلا قط شرا منك، فقال له: أنت لم تر قاتل عثمان.
714 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عمر قثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع قال أنا عيسى بن عمر، عن عمرو بن مرة، عن مرة بن شراحيل قال: لئن أكون يومئذ قتلت مع عثمان في الدار أحب إلي من كذا كذا.
715 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عمر قثنا ابن المبارك، عن الزبير بن عبد الله قال: حدثتني جدتي، أن عثمان بن عفان كان لا يوقظ أحدا من أهله من الليل، إلا أن يجده يقظان فيدعوه، فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر.
716 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عمر قثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن ابن سيرين قال: كتب عثمان إلى عبد الله يعزم عليه أن لا يضع كتابه من يده حتى يشخص <ref> يشخص: يحضر ويأتي ويذهب. </ref> إليه، قال: فأتى بالكتاب فجعل يذهب ويجيء والكتاب في يده، لا يقرؤه، فقالت له أمه: أين تذهب والكتاب في يدك؟ افتح الكتاب فاقرأه، فقال: يا بنت الكافرين، أتريدين أن أبيت عاصيا لأمير المؤمنين، أو أشخص من ليلتي.
717 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عمر قال: أنا حسين الجعفي، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن مهاجر التيمي، عن ابن عمر قال: لا تسبوا عثمان، فإنا كنا نعده من خيارنا.
718 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يوسف بن يعقوب الماجشون، عن ابن شهاب قال: لو هلك عثمان بن عفان وزيد بن ثابت في بعض الزمان لهلك علم الفرائض إلى يوم القيامة، ولقد جاء على الناس زمان وما يعلمها غيرهما.
719 - حدثنا عبد الله: قثنا هارون بن معروف، عن عبد الله بن إدريس، قال ليث: حدثناه عن يزيد بن المليح، عن أبيه، عن ابن عباس قال: لو اجتمع الناس على قتل عثمان، لرموا بالحجارة كما رمي قوم لوط
720 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن سعيد، ووكيع، عن مسعر، عن عبد الملك، قال يحيى في حديثه قال: حدثني عبد الملك بن ميسرة، عن النزال قال: لما استخلف عثمان قال عبد الله: أمرنا خير من بقي، ولم نأل.
721 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هاشم بن القاسم قثنا أبو معاوية، يعني شيبان، عن أبي اليعفور، عن عبد الله بن سعيد المدني، عن حفصة بنت عمر قالت: دخل علي رسول الله {{صل}} ذات يوم فوضع ثوبه بين فخذيه، فجاء أبو بكر يستأذن، فأذن له ورسول الله على هيئته، ثم جاء عمر يستأذن، فأذن له ورسول الله {{صل}} على هيئته، وجاء ناس من أصحابه فأذن لهم، وجاء علي يستأذن فأذن له ورسول الله {{صل}} على هيئته، ثم جاء عثمان بن عفان فاستأذن، فتجلل <ref> تجلل: تغطى. </ref> ثوبه ثم أذن له، فتحدثوا ساعة ثم خرجوا. فقلت: يا رسول الله، دخل عليك أبو بكر، وعمر، وعلي، وناس من أصحابك، وأنت في هيئتك لم تحرك، فلما دخل عثمان تجللت ثوبك؟ قال: « ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة؟ ». حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا روح بن عبادة قثنا ابن جريج قال: حدثني أبو خالد، عن عبد الله بن أبي سعيد المدني قال: حدثتني حفصة بنت عمر بن الخطاب قالت: كان رسول الله {{صل}} ذات يوم قد وضع ثوبا بين فخذيه، فجاء أبو بكر فاستأذن، فأذن له، والنبي {{صل}} على هيئته، ثم عمر بمثل هذه القصة، فذكر مثل معنى حديث شيبان أبي معاوية.
722 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حجاج قثنا ليث قال: حدثني عقيل، يعني: ابن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي {{صل}} كانت تقول: يا ليتني كنت نسيا منسيا، فأما الذي كان من شأن عثمان فوالله ما أحببت أن ينتهك من عثمان أمر قط إلا انتهك مني مثله، حتى لو أحببت قتله قتلت، يا عبيد الله بن عدي، لا يغرنك أحد بعد الذي تعلم، فوالله ما احتقرت أعمال أصحاب رسول الله {{صل}} حتى نجم النفر الذين طعنوا في عثمان فقالوا قولا لا يحسن مثله، وقرءوا قراءة لا يحسن مثلها، وصلوا صلاة لا يصلى مثلها، فلما تدبرت الصنيع إذن والله ما تقاربوا أعمال أصحاب رسول الله {{صل}}، فإذا أعجبك حسن قول امرئ فقل: ( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون <ref> سورة التوبة الآية 105. </ref> )، ولا يستخفنك أحد.
723 - حدثنا عبد الله قال: نا أبو قطن قثنا يونس، يعني: ابن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أشرف <ref> أشرف: أطل وأقبل واقترب وعلا ونظر وتطلع. </ref> عثمان من القصر وهو محصور فقال: أنشد بالله من شهد رسول الله {{صل}} يوم حراء إذ اهتز الجبل فركله بقدمه ثم قال: « اسكن حراء، ليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد »، وأنا معه؟ فانتشد له رجال، فقال: أنشد بالله من شهد رسول الله {{صل}} يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة قال: « هذه يدي ويد عثمان »، فبايع لي؟ فانتشد له رجال، قال: أنشد بالله من شهد رسول الله {{صل}} قال: « من يوسع لنا هذا البيت في المسجد؟ »؟ فانتشد له رجال، قال: وأنشد بالله من شهد رسول الله {{صل}} يوم جيش العسرة قال: « من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟ »، فجهزت نصف الجيش من مالي؟ قال: فانتشد له رجال، قال: وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل، فابتعتها من مالي فأبحتها ابن السبيل؟ قال: فانتشد له رجال.
724 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت مغيرة بن مسلم أبا سلمة يذكر، عن مطر، عن نافع، عن ابن عمر، أن عثمان أشرف على أصحابه وهو محصور فقال: علام تقتلوني؟ فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصانه <ref> الإحْصان: المَنْع، والمرأة تكون مُحْصَنة بالإسلام، وبالعَفاف، والحُرِّيَّة، وبالتَّزْويج وكذلك الرجُل. </ref> فعليه الرجم، أو قتل عمدا فعليه القود، <ref> القَوَد: القصاص ومجازاة الجاني بمثل صنيعه. </ref> أو ارتد بعد إسلامه فعليه القتل »، فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا قتلت أحدا فأقيد نفسي منه، ولا ارتددت منذ أسلمت، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
725 - حدثنا عبد الله قال: أنا أحمد بن جميل أبو يوسف قال أنا ابن المبارك قال أنا يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا قتادة ورجلا آخر معه من الأنصار دخلا على عثمان وهو محصور، فاستأذنا في الحج فأذن لهما، ثم قالا: مع من نكون إن ظهر هؤلاء القوم؟ قال: عليكم بالجماعة، قالا: أرأيت إن أصابك هؤلاء القوم، وكانت الجماعة فيهم؟ قال: الزموا الجماعة حيث كانت، قال: فخرجنا من عنده، فلما بلغنا باب الدار لقينا الحسن بن علي داخلا، فرجعنا على أثر الحسن لننظر ما يريد، فلما دخل الحسن عليه قال: يا أمير المؤمنين، إنا طوع يدك، فمرني بما شئت، فقال له عثمان: يا ابن أخي، ارجع فاجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره، فلا حاجة لي في هراقة الدماء.
726 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان قثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي أمامة بن سهل قال: كنت مع عثمان في الدار وهو محصور، قال: وكنا ندخل مدخلا إذا دخلناه سمعنا كلام من على البلاط، قال: فدخل عثمان يوما لحاجة، فخرج إلينا منتقعا <ref> انتقع لونه: تغير من خوف أو ألم. </ref> لونه فقال: إنهم ليتواعدوني بالقتل آنفا، قال: قلنا: يكفيكم الله يا أمير المؤمنين، قال: وبم يقتلوني؟ فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « إنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إيمانه، أو زنا بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس »، فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام قط، ولا تمنيت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله له، ولا قتلت نفسا، فبم يقتلوني؟
727 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري قثنا حماد بن زيد قثنا يحيى بن سعيد، قثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال: إني لمع عثمان في الدار وهو محصور، فكنا ندخل مدخلا إذا دخلناه سمعنا كلام من على البلاط، فدخل يوما ذاك المدخل فخرج إلينا متغير اللون قال: وبم يقتلوني؟ وقد سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « لا يحل دم امرئ مسلم إلا من إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنا بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس »، فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام قط، ولا أحببت أن لي الدنيا بديني بدلا منذ هداني له، ولا قتلت نفسا، فبم يقتلوني؟
728 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان قثنا أبو عوانة، عن عاصم، عن المسيب، يعني: ابن رافع، عن موسى بن طلحة، عن حمران قال: كان عثمان بن عفان يغتسل كل يوم مرة منذ أسلم.
729 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو مروان العثماني قثنا أبي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله {{صل}} قال: « لكل نبي رفيق في الجنة، ورفيقي فيها عثمان بن عفان ».
730 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن حبيب بن الزبير قال: سمعت عبد الرحمن بن الشريد قال: سمعت عليا يخطب فقال: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان كما قال الله عز وجل: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ).
731 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان، قثنا حماد يعني ابن سلمة، قثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، أن عبد الله بن مسعود سار من المدينة إلى الكوفة ثمانيا حين استخلف عثمان بن عفان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مات، فلم ير يوم أكثر نشيجا <ref> النشيج: صوت معه توجع وبكاء. </ref> من يومئذ، وإنا اجتمعنا أصحاب محمد {{صل}} فلم نأل عن خيرنا ذي فوق، فبايعنا أمير المؤمنين عثمان، فبايعوه
732 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال أنا معمر، عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن عائشة قالت: استأذن أبو بكر على رسول الله {{صل}} وأنا معه في مرط <ref> المرط: كساء من صوف أو خز أو كتان. </ref> واحد، ثم خرج، وآخر، قالت: فأذن له فقضى حاجته، وهو معي في المرط، ثم خرج، ثم استأذن عليهم عمر فأذن له فقضى إليه حاجته، على تلك الحال، ثم خرج، ثم استأذن عليه عثمان، فأصلح عليه ثيابه وجلس، فقضى إليه حاجته، ثم خرج، فقالت عائشة: فقلت له: يا رسول الله، استأذن عليك أبو بكر، فقضى إليك حاجته على حالك تلك، ثم استأذن عليك عمر فقضى حاجته على حالك، ثم استأذن عثمان عليك فكأنك احتفظت، فقال: « إن عثمان رجل حيي، وإني لو أذنت له على تلك الحال خشيت ألا يقضي إلي حاجته ». قال الزهري: وليس كما يقول الكذابون: ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة؟
733 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسماعيل بن إبراهيم قثنا سعيد بن أبي عروبة، عن رجل، عن مطرف بن الشخير قال: لقيت عليا بهذا الحزيز فقال: أحب عثمان منعك أن تأتينا، مرتين، فلما تنفس عن أصحابه قال: إن تحبه فإنه كان خيرنا وأوصلنا.
734 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح قثنا سعيد، عن الخليل ابن أخي مطرف، عن مطرف قال: لقيت عليا بهذا الحزيز، أي بهذه الصحراء - بعد الجمل، وهو في موكبه، فأسرع بدابته، قال: فقلت: أنا كنت أحق أن أسرع إليك، فقال: أحب عثمان منعك أن تأتينا؟ فجعلت أعتذر إليه، فقال: أحب عثمان منعك أن تأتينا؟ فلما علم أن أصحابه لا يسمعون مقالته قال: والله لئن أحببته إن كان لخيرنا وأفضلنا.
735 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا روح قثنا ابن عون، عن نافع، أن ابن عمر لبس يومئذ الدرع مرتين، يعني يوم الدار.
736 - حدثنا عبد الله: قثنا بشار بن موسى قثنا حماد بن زيد قثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين قال: كانوا لا يفقدون الخيل البلق في المغازي حتى قتل عثمان، فلما قتل فقدت فلم ير منها شيء، قال: كانوا يرونها الملائكة، قال: وكانوا لا يختلفون في الأهلة حتى قتل عثمان، فلما قتل عثمان لبست <ref> ألبس عليه الأمر: اشتبه واختلط. </ref> عليهم، قال: وكانت الصدقة تدفع إلى النبي {{صل}} ومن أمر به، وإلى أبي بكر الصديق ومن أمر به، وإلى عمر بن الخطاب ومن أمر به، فلما قتل عثمان اختلفوا فرأى قوم يقسمونها برأيهم، ورأى قوم يرفعونها إلى السلطان، قال ابن عون: وسمعت إبراهيم النخعي يقول: لما نزلت ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) <ref> سورة الزمر الآية 31. </ref> قال أصحاب النبي {{صل}} ما خصومتنا هذه؟ وإنما نحن إخوان، فلما قتل عثمان قالوا: هذه هذه.
737 - حدثنا عبد الله: قثنا عبيد الله بن معاذ أبو عمرو العنبري، قثنا المعتمر قال: قال أبي: نا أبو نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، قال: فاستقبلهم، قال: وكان في قرية له خارجا من المدينة، أو كما قال، فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه، أراه قال: وكره أن يقدموا عليه المدينة أو نحوا من ذلك، قال: فأتوه فقالوا: ادع لنا بالمصحف، فدعا بالمصحف، فقالوا له: افتح السابعة، قال: وكانوا يسمون سورة يونس السابعة، قال: فقرأها حتى أتى على آخر هذه الآية ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون )، <ref> سورة يونس الآية 59. </ref> قال: قالوا له: قف، قال: قالوا له: أرأيت ما حميت من الحمى، آلله أذن لك أم على الله تفتري؟ قال: فقال: أمضه، نزلت في كذا وكذا، قال: وأما الحمى فإن عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة، فزدت في الحمى لما زاد من إبل الصدقة، أمضه، قال: فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول: أمضه نزلت في كذا وكذا، قال: والذي يلي كلام عثمان يومئذ في سنك، قال: يقول أبو نضرة: يقول لي ذاك أبو سعيد، قال أبو نضرة: وأنا في سنك يومئذ، قال: ولم يخرج وجهي يومئذ، لا أدري لعله قد قال مرة أخرى: وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة، قال: وأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا المسلمين، ولا يفارقوا جماعة ما أقام لهم شرطهم، أو كما أخذوا عليه، قال: فقال لهم: وما تريدون؟ قالوا: نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد، قال: فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين، قال: فقام فخطب قال: ألا إن من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فليلحق به، ألا إنه لا مال لكم عندنا، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد {{صل}}، قال: فغضب الناس وقالوا: مكر بني أمية، قال: ثم رجع الوفد المصريون راضين، فبينا هم بالطريق، إذا هم براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم ويسبهم، قال: فقالوا له: ما لك؟ إن لك لأمرا، ما شأنك؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، قال: ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم، أو يقتلهم، أو يقطع أيديهم وأرجلهم، قال: فأقبلوا حتى قدموا المدينة، قال: فأتوا عليا فقالوا: ألم تر أنه كتب فينا بكذا وكذا؟ فمر معنا إليه، قال: لا والله لا أقوم معكم، قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: لا والله ما كتبت إليكم كتابا قط، قال: فنظر بعضهم إلى بعض، فقال بعضهم لبعض: ألهذا تقاتلون، أو لهذا تغضبون؟ قال: وانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية، وانطلقوا حتى دخلوا على عثمان فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا، فقال: إنما هما اثنتان، أن تقيموا علي رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا أمليت ولا علمت، قال: وقال: قد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم. قال: حصروه في القصر، قال: فأشرف عليهم ذات يوم فقال: السلام عليكم، قال: فما أسمع أحد من الناس رد عليه، إلا أن يرد رجل في نفسه، قال: فقال: أنشدكم الله، هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي يستعذب بها؟ قال: فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين، قال: قيل: نعم، قال: فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر؟ قال: وأنشدكم الله، هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد؟ قال: قيل: نعم، قال: فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي؟ قال: وأنشدكم الله، هل سمعتم نبي الله {{صل}} - يذكر شيئا في شأنه، وذكر أرى كتابه المفصل - قال: ففشا النهي، قال: فجعل الناس يقولون: قال: مهلا عن أمير المؤمنين، مهلا عن أمير المؤمنين، قال: وفشا النهي، قال: فقام الأشتر قال: فلا أدري أيومئذ أم يوم آخر؟ قال: فلعله قد مكر بي وبكم، قال: فوطيه الناس حتى ألقى كذا وكذا، قال: ثم أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، قال: وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم، أو كما قال، قال: ورأى في المنام كأن النبي {{صل}} يقول: « أفطر عندنا الليلة »، قال: ثم إنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه قال: فزعم الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته، فقال عثمان: لقد أخذت مني مأخذا، أو قعدت مني مقعدا، ما كان أبو بكر ليقعده، أو ليأخذه، قال: فخرج وتركه، قال: وقال في حديث أبي سعيد: ودخل عليه رجل، فقال: بيني وبينك كتاب الله، قال: فخرج وتركه، قال: فدخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب الله، قال: والمصحف بين يديه، قال: فيهوي إليه بالسيف قال: فاتقاه بيده فقطعها، فلا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها، فقال: أما والله إنها لأول كف قد خطت المفصل، قال: ودخل عليه رجل يقال له: الموت الأسود، قال: فخنقه، وخنقه، قال: ثم خرج قبل أن يضرب السيف، فقال: والله ما رأيت شيئا قط هو ألين من حلقه، والله لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل نفس الجان يتردد في جسده، قال: وفي غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجوبي فأشعره مشقصا، <ref> المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض. </ref> قال: فانتضح الدم على هذه الآية ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم )، <ref> سورة البقرة الآية 137. </ref> قال: فإنها في المصحف ما حكت، قال: وأخذت ابنة الفرافصة - في حديث أبي سعيد - حليها فوضعته في حجرها وذاك قبل أن يقتل، قال: فلما أشعر وقتل تفاجت عليه، فقال بعضهم: قاتلها الله ما أعظم عجيزتها، قالت: فعرفت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا.
738 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، نا عفان قال: حدثني معتمر قال: سمعت أبي قثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد مولى الأنصار قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، فذكر الحديث وقال: حصروه في القصر، فأشرف عليهم ذات يوم، فقال: أنشدكم الله، هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي ليستعذب منها فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين؟ فقيل: نعم، قال: فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر؟ قال: والمصحف بين يديه، فأهوى إليه بالسيف، فتلقاه بيده فقطعها، فلا أدري أبانها أو قطعها فلم يبنها، فقال: أما والله إنها لأول كف قد خطت المفصل، وفي غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجوبي فأشعره مشقصا فانتضح الدم على هذه الآية ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم )، فإنها في المصحف ما حكت، وأخذت ابنة الفرافصة في حديث أبي سعيد حليها فوضعته في حجرها، وذلك قبل أن يقتل، فلما أشعر وقتل تفاجت عليه، فقال بعضهم: قاتلها الله، ما أعظم عجيزتها، قالت: فعرفت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا.
739 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وهب بن جرير قثنا أبي، سمعت يعلى بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر قال: استشارني عثمان وهو محصور فقال: ما ترى فيما يقول المغيرة بن الأخنس؟ قلت: ما يقول؟ قال: يقول: إن هؤلاء القوم إنما يريدون أن تخلع هذا الأمر، وتخلي بينهم وبينه، فقلت: أرأيت إن فعلت أمخلف أنت في الدنيا؟ قال: لا، قلت: أفرأيت إن لم تفعل هل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا، قلت: أفيملكون الجنة والنار؟ قال: لا، قلت: فإني لا أرى أن تسن هذه السنة في الإسلام، كلما استخطوا أميرا خلعوه، ولا أن تخلع قميصا ألبسكه الله عز وجل.
سطر 753:
741 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن عبد الله بن سلام قال: لا تقتلوا عثمان، فإنكم إن فعلتم لم تصلوا جميعا أبدا.
742 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي عون قال: سمعت محمد بن حاطب قال: سألت عليا عن عثمان، فقال: « هو من الذين آمنوا ثم اتقوا ثم آمنوا ثم اتقوا » ولم يختم الآية.
743 - حدثنا عبد الله، نا أبي، نا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: حدثني أبو بشر، عن يوسف بن سعد، عن محمد بن حاطب قال: سمعت عليا يقول يعني ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ) <ref> سورة الأنبياء الآية 101. </ref>: منهم عثمان.
744 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، نا حماد بن أسامة أبو أسامة، عن هشام قال: حدثني أبي، عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان يوم الدار: قاتلهم، فوالله لقد أحل لك قتالهم، فقال له: والله لا أقاتلهم أبدا، قال: فدخلوا عليه فقتلوه وهو صائم، ثم قال: وقد كان عثمان أمر عبد الله بن الزبير على الدار، فقال عثمان: من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد الله بن الزبير.
745 - حدثنا عبد الله قال: حدثني يحيى بن معين، أنا سألته فحدثني قال: نا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بحير القاص، عن هانئ مولى عثمان قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله {{صل}} قال: « إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ».
746 - قال: وقال رسول الله {{صل}}: « والله ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه »
747 - قال: وكان النبي {{صل}} إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ثم قال: « استغفروا لأخيكم، وسلوا له بالتثبت، فإنه الآن يسأل ».
748 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو إبراهيم الترجماني قال: حدثني شعيب، يعني: ابن صفوان الثقفي، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل حدثه، عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، أنه أتى الحجاج ليدخل عليه، فأنكره البوابون فردوه، فلم يتركوه حتى جاء عنبسة بن سعيد فاستأذن له، فأمر به أن يدخل عليه، فسلم فرد عليه السلام ثم مشى فقبل رأسه، فأمر الحجاج رجلين مما يلي السرير أن يوسعا له، فجلس فقال له الحجاج: لله أبوك هل تعلم حديثا حدثه أبوك عبد الملك أمير المؤمنين عن عبد الله بن سلام جدك؟ قال: أي حديث يرحمك الله؟ قال: حديث عثمان إذ حصره أهل مصر، فقال: نعم، قد علمت ذلك الحديث، فقال: أقبل عبد الله بن سلام فصرخ الناس له، حتى دخل على عثمان، فوجد عثمان وحده في الدار، ليس معه أحد، قد عزم على الناس أن يخرجوا عنه، فخرجوا، فسلم عليه عبد الله بن سلام، فقال: السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله، فقال له أمير المؤمنين: ما جاء بك يا عبد الله بن سلام؟ قال: جئت لأبيت معك حتى يفتح الله لك أو أستشهد معك، فإني لا أرى هؤلاء إلا قاتليك، فإن يقتلوك فخير لك وشر لهم، قال عثمان: فإني أعزم عليك بما لي عليك من الحق لما خرجت إليهم، خير يسوقه الله بك أو شر يدفعه الله بك، فسمع وأطاع، فخرج إلى القوم، فلما رأوه عظموه، وظنوا أنه قد جاءهم ببعض الذي يسرهم، فقام خطيبا فاجتمعوا إليه، فحمد الله وأثنى عليه، فقال: إن الله بعث محمدا {{صل}} بشيرا ونذيرا، يبشر بالجنة وينذر بالنار، فأظهر الله من اتبعه من المؤمنين على الدين كله ولو كره المشركون، ثم اختار الله له المساكن فجعل مسكنه المدينة، فجعلها دار الهجرة والإيمان، وجعل بها قبره، وقبر أزواجه، ثم قال: إن الله بعث محمدا هدى ورحمة، فمن يهتدي من هذه الأمة فإنما يهتدي بهدى الله، ومن يضل منهم فإنما يضل بعد السنة والحجة، فبلغ محمد {{صل}} الذي أرسل به، ثم قبضه الله إليه، ثم إنه كان من قبلكم من الأمم إذا قتل النبي بين ظهرانيهم <ref> بين ظهرانيهم: بينهم أو وسطهم. </ref> كانت ديته سبعين ألف مقاتل، كلهم يقتل به، وإذا قتل الخليفة كانت ديته خمسة وثلاثين ألف مقاتل، كلهم يقتل به، فلا تعجلوا إلى هذا الشيخ أمير المؤمنين بقتل اليوم، فإني أقسم بالله لقد حضر أجله، نجده في كتاب الله، ثم أقسم لكم بالله الذي نفسي بيده لا يقتله رجل إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة مشلا يده مقطوعة، ثم اعلموا أنه ليس للوالد على ولده حق إلا لهذا الشيخ عليكم مثله، وقد أقسم لكم بالله ما زالت الملائكة بهذه المدينة منذ دخلها رسول الله {{صل}} إلى اليوم، وما زال سيف الله مغمودا عنكم منذ دخلها رسول الله {{صل}}، فلا تسلوا سيف الله بعد إذ غمد عنكم ولا تطردوا جيرانكم من الملائكة، فلما قال ذلك لهم قاموا يسبونه ويقولون: كذب اليهودي، فقال لهم عبد الله: كذبتم والله وأثمتم، ما أنا باليهودي، إني لأحد المؤمنين يعلم ذلك الله ورسوله والمؤمنون، ولقد أنزل الله عز وجل في قرآنا فقال في آية من القرآن: ( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ) <ref> سورة الأحقاف الآية 10. </ref> وأنزل في آية أخرى ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) <ref> سورة الرعد الآية 43. </ref> فانصرفوا من عنده ودخلوا على عثمان، فذبحوه كما تذبح الحملان، فقام عبد الله بن سلام على باب المسجد حين فرغوا منه، وقتلته في المسجد، فقال: يا أهل مصر، يا قتلة عثمان، أقتلتم أمير المؤمنين؟ فوالذي نفسي بيده، لا يزال بعده عهد منكوث، ودم مسفوح، ومال مقسوم، أبدا ما بقيتم، وقد دخل عليه قبل أن يقتل كثير بن الصلت الكندي ليلة قتل فيها من آخر النهار، فقال عثمان: يا كثير، إني مقتول غدا، فقال له كثير: يا أمير المؤمنين، بل يعلي الله كعبك، ويكبت عدوك، فقال له الثانية: يا كثير، إني مقتول غدا، فقال: يا أمير المؤمنين، بل يعلي الله كعبك ويكبت عدوك، فقال له الثالثة أيضا، فقال له كثير، عمن تقول هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال له عثمان: أتاني أول الليل رسول الله {{صل}} ومعه أبو بكر وعمر فقال: « يا عثمان، إنك مقتول غدا »، فأنا والله يا كثير بن الصلت مقتول غدا، فقتل رحمه الله.
749 - حدثنا عبد الله قال: حدثني إسماعيل أبو معمر قثنا سفيان قال: قال عثمان: لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام الله عز وجل.
750 - قال: وقال عثمان: ما أحب أن يأتي علي يوم ولا ليلة إلا أنظر في كلام الله، يعني القراءة في المصحف.
سطر 766:
754 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا زكريا بن عدي قال: أنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: قتل عثمان سنة خمس وثلاثين، وكانت الفتنة خمس سنين، منها أربعة أشهر للحسن.
755 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن قتادة قال: صلى الزبير على عثمان ودفنه، وكان أوصى إليه.
756 - حدثنا عبد الله: قثنا إسماعيل أبو معمر قثنا يحيى بن سليم قال: سمعت عبد الله بن الحسن قال: بلغني أن رسول الله {{صل}} قال: ألا أبو أيم، <ref> الأيّم: في الأصل التي لا زوج لها، بكرا كانت أم ثيّبا، مطلّقة كانت أو مُتَوَفًّى عنها. يقال تأيّمَتِ المرأة وآمَتْ إذا أقامت لا تتزوج، وكذلك الرجل. </ref> ألا ولي أيم، ألا أخو أيم، يزوج عثمان، فلو كانت عندي ثالثة لزوجته، وما زوجته إلا بوحي من السماء.
757 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثني القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري قال: حدثني أبو عبادة الزرقي الأنصاري من أهل المدينة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز، فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل، فقال: أيها الناس، أفيكم طلحة؟ فذكر الحديث بطوله قال: ما كنت أرى أن تكون في جماعة تسمع ندائي ثم لا تجيبني، أنشدك الله يا طلحة تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله {{صل}} في موضع كذا وكذا، ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ قال: نعم، فقال لك رسول الله {{صل}}: « يا طلحة، إنه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة، وإن عثمان بن عفان هذا، يعنيني، رفيقي معي في الجنة »؟ قال طلحة: اللهم نعم، ثم انصرف.
758 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هاشم بن القاسم، قثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام، قال: حدثني المهلب أبو عبد الله، أنه دخل على سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وكان الرجل ممن يحمد علي بن أبي طالب ويذم عثمان، فقال الرجل: يا أبا الفضل، ألا تخبرني هل شهد عثمان البيعتين كلتيهما: بيعة الرضوان وبيعة الفتح؟ فقال سالم: لا، فكبر الرجل وقام ونفض رداءه وخرج منطلقا، فلما أن خرج قال له جلساؤه: والله ما أراك تدري ما أمر الرجل، قال: أجل، وما أمره؟ قالوا: فإنه ممن يحمد عليا ويذم عثمان، فقال: علي بالرجل، فأرسل إليه، فلما أتاه قال: يا عبد الله الصالح، إنك سألتني: هل شهد عثمان البيعتين كلتيهما: بيعة الرضوان وبيعة الفتح، فقلت: لا، فكبرت وخرجت شامتا، فلعلك ممن يحمد عليا ويذم عثمان، فقال: أجل والله إني لمنهم، قال: فاسمع مني وافهم، ثم ارو علي، فإن رسول الله {{صل}} لما بايع الناس تحت الشجرة كان بعث عثمان في سرية، وكان في حاجة الله وحاجة رسوله وحاجة المؤمنين، فقال رسول الله {{صل}}: « ألا إن يميني يدي، وشمالي يد عثمان »، فضرب شماله على يمينه فقال: « هذه يد عثمان، وإني قد بايعت له »، ثم كان من شأن عثمان في البيعة الثانية أن رسول الله {{صل}} بعث عثمان إلى علي، وكان أمير اليمن، فصنع به مثل ذلك، ثم كان من شأن عثمان أن رسول الله {{صل}} قال لرجل من أهل مكة: « يا فلان، ألا تبيعني دارك أزيدها في مسجد الكعبة ببيت أضمنه لك في الجنة؟ » فقال له الرجل: يا رسول الله، والله ما لي بيت غيره، فإن أنا بعتك داري لا يؤويني وولدي بمكة شيء، قال: « ألا بل بعني دارك أزيدها في مسجد الكعبة ببيت أضمنه لك في الجنة »، فقال الرجل: والله ما لي في ذلك حاجة ولا أريده، فبلغ ذلك عثمان، وكان الرجل ندمانا لعثمان في الجاهلية وصديقا، فأتاه فقال: يا فلان، بلغني أن رسول الله {{صل}} أراد منك دارك ليزيدها في مسجد الكعبة ببيت يضمنه لك في الجنة فأبيت عليه؟ قال: أجل، قد أبيت، فلم يزل عثمان يراوده حتى اشترى منه داره بعشرة آلاف دينار، ثم أتى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، بلغني أنك أردت من فلان داره لتزيدها في مسجد الكعبة ببيت تضمنه له في الجنة، وإنما هي داري فهل أنت آخذها مني ببيت تضمنه لي في الجنة؟ قال: « نعم »، فأخذها منه وضمن له بيتا في الجنة، وأشهد له على ذلك المؤمنين، ثم كان من جهازه جيش العسرة أن رسول الله {{صل}} غزا غزوة تبوك، فلم يلق في غزوة من غزواته ما لقي فيها من المخمصة <ref> المخمصة: المجاعة. </ref> والظمأ وقلة الظهر <ref> الظهر: الإبل تعد للركوب وحمل الأثقال. </ref> والمجاعات، فبلغ ذلك عثمان فاشترى قوتا وطعاما وأدما وما يصلح رسول الله {{صل}} وأصحابه، فجهز إليه عيرا، <ref> العير: كل ما جلب عليه المتاع والتجارة من قوافل الإبل والبغال والحمير. </ref> فحمل على الحامل والمحمول، وسرحها إليه، فنظر رسول الله {{صل}} ووضع ما عليها من الطعام والأدم وما يصلح رسول الله {{صل}} وأصحابه، فرفع رسول الله {{صل}} يديه يلوي بهما إلى السماء: « اللهم رضيت عن عثمان فارض عنه » ثلاث مرات، ثم قال: « يا أيها الناس، ادعوا لعثمان »، فدعا له الناس جميعا مجتهدين ونبيهم {{صل}} معهم، ثم كان من شأن عثمان أن رسول الله {{صل}} كان زوجه ابنته فماتت، فجاء عثمان إلى عمر، وهو عند رسول الله {{صل}} جالس، فقال: يا عمر إني خاطب فزوجني بنتك، فسمعه رسول الله {{صل}} فقال: « يا عمر، خطب إليك عثمان ابنتك، زوجني ابنتك وأنا أزوجه ابنتي »، فتزوج رسول الله {{صل}} ابنة عمر، وزوجه ابنته، فهذا ما كان من شأن عثمان
759 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا علي بن عياش قثنا الوليد بن مسلم قال: وأخبرني الأوزاعي، عن محمد بن عبد الملك بن مروان حدثه، عن المغيرة بن شعبة، أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالا ثلاثا اختر إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم، فإن معك عددا وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن تخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك <ref> الرواحل: جمع راحلة وهي ما صلح للأسفار والأحمال من الإبل. </ref> فتلحق بمكة؛ فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام؛ فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية، فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل؛ فلن أكون أول من خلف رسول الله {{صل}} في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها؛ فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم، فلن أكون إياه، وأما أن ألحق بالشام، فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية؛ فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله {{صل}}.
760 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد بن عبد ربه قال: نا الحارث بن عبيدة قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن أبيه، عن جده، أن عثمان أشرف على الذين حصروه فسلم عليهم، فلم يردوا عليه، فقال عثمان: أفي القوم طلحة؟ قال طلحة: نعم، قال: فإنا لله وإنا إليه راجعون، أسلم على قوم أنت فيهم فلا يردون، قال: قد رددت، قال: أهكذا الرد؟ أسمعتك ولا تسمعني، يا طلحة، أنشدك الله أسمعت النبي {{صل}} يقول: « لا يحل دم المسلم إلا واحدة من ثلاث: أن يكفر بعد إيمانه، أو يزني بعد إحصانه، أو يقتل نفسا فيقتل بها »؟ قال: اللهم نعم، فكبر عثمان فقال: والله ما أنكرت الله عز وجل منذ عرفته، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام، وقد تركته في الجاهلية تكرما، وفي الإسلام تعففا، وما قتلت نفسا يحل بها قتلي.
761 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يزيد بن هارون قال: أنا سعيد بن أبي عروبة، عن يونس، عن الحسن قال: جاء عثمان إلى النبي {{صل}} بدنانير في غزوة تبوك، قال: فجعل النبي {{صل}} يقلبها بيده وهو يقول: « ما على ابن عفان ما عمل بعد هذه ».
سطر 785:
773 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسحاق بن سليمان قثنا أبو جعفر، يعني الرازي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: رأيت عثمان قائلا في المسجد في ملحفة ليس حوله أحد، وهو أمير المؤمنين.
774 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قثنا إسحاق بن سليمان قال: نا مغيرة بن مسلم، عن مطر الوراق، عن ابن سيرين، عن حذيفة قال: لما بلغه قتل عثمان قال: اللهم إنك تعلم براءتي من دم عثمان، فإن كان الذين قتلوه أصابوا بقتله فإني بريء منه، وإن كانوا أخطأوا بقتله فقد تعلم براءتي من دمه، وستعلم العرب لئن كانت أصابت بقتله، لتحتلبن بذلك لبنا، وإن كانت أخطأت بقتله لتحتلبن بذلك دما، فاحتلبوا بذلك دما، ما رفعت عنهم السيوف ولا القتل.
775 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب قال: سمعت حاديا <ref> الحادي: منشد ينشد شعرا وغناء تطرب له الإبل فتسرع في سيرها. </ref> يحدو <ref> حدا: أنشد شعرا تطرب له الأسماع وتخف له الإبل في سيرها. </ref> في إمارة عمر، ألا إن الأمير بعده عثمان، وسمعته يحدو في إمرة عثمان، إن الأمير بعده علي.
776 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله {{صل}}، فذكر الحديث وقال في آخره: « وأصدقها حياء عثمان ».
777 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى هو ابن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: نا قيس هو ابن أبي حازم، عن أبي سهلة، عن عائشة قالت: قال رسول الله {{صل}}: « ادعوا لي بعض أصحابي »، قلت: أبو بكر؟ قال: « لا »، قلت: عمر؟ قال: « لا »، قلت: ابن عمك علي؟ قال: « لا »، قالت: قلت: عثمان؟ قال: « نعم »، فلما جاء قال: « تنحي »، فجعل يساره ولون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار وحصر قلنا: يا أمير المؤمنين، ألا تقاتل؟ قال: لا، إن رسول الله {{صل}} عهد إلي عهدا، وإني صابر نفسي عليه
778 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو قطن، قثنا يونس يعني ابن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أشرف عثمان وهو محصور، فقال: أنشد بالله من شهد رسول الله {{صل}} يوم حراء إذ اهتز الجبل فركله بقدمه ثم قال: « اسكن حراء، ليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد »، وأنا معه؟ فانتشد له رجال، وقال: أنشد بالله من شهد رسول الله {{صل}} يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة قال: « هذه يدي، وهذه يد عثمان »، فبايع لي؟ فانتشد له رجال، قال: أنشد بالله من شهد رسول الله {{صل}} قال: « من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت له في الجنة؟ »، فابتعته <ref> ابتاع: اشترى. </ref> من مالي فوسعت به المسجد؟ فانتشد له رجال، قال: وأنشد بالله من شهد رسول الله {{صل}} يوم جيش العسرة قال: « من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟ » فجهزت نصف الجيش من مالي؟ قال: فانتشد له رجال، وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل، فابتعتها من مالي فأبحتها ابن السبيل؟ قال: فانتشد له رجال
779 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سليمان بن حرب، وعفان، قالا: نا حماد بن زيد قثنا يحيى بن سعيد، عن أبي أمامة بن سهل قال: كنا مع عثمان وهو محصور في الدار، فدخل مدخلا إذا دخله سمع كلامه من على البلاط، قال: فدخل ذلك المدخل وخرج إلينا فقال: إنهم يتوعدوني بالقتل آنفا، قال: قلنا يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين، قال: وبم يقتلوني؟ سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا فيقتل بها »، فوالله ما أحببت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله، ولا زنيت في جاهلية ولا في إسلام قط، ولا قتلت نفسا، فبم يقتلوني؟
780 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا إسحاق بن سليمان قال: سمعت مغيرة بن مسلم أبا سلمة يذكر، عن مطر، عن نافع، عن ابن عمر، أن عثمان أشرف على أصحابه وهو محصور فقال: علام تقتلوني؟ فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصانه فعليه الرجم، أو قتل عمدا فعليه القود، أو ارتد بعد إسلامه فعليه القتل »، فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا قتلت أحدا فأقيد نفسي منه، ولا ارتددت منذ أسلمت، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
781 - حدثنا عبد الله: قثنا سويد بن سعيد، نا إبراهيم بن سعد قثنا أبي، عن أبيه قال: قال عثمان: إن وجدتم في كتاب الله أن تضعوا رجلي في القيد، فضعوهما.
782 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة قثنا يونس بن أبي اليعفور العبدي، عن أبيه، عن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان، أن عثمان بن عفان أعتق عشرين مملوكا، ودعا سراويل <ref> السروال: لباس يغطي السرة والركبتين وما بينهما. </ref> فشدها عليه، ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، قال: إني رأيت رسول الله {{صل}} البارحة في النوم، ورأيت أبا بكر وعمر، وإنهم قالوا لي: « اصبر، فإنك تفطر عندنا القابلة »، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه، فقتل وهو بين يديه.
783 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سريج بن يونس قثنا محبوب بن محرز، عن إبراهيم بن عبد الله بن فروخ، عن أبيه قال: شهدت عثمان بن عفان دفن في ثيابه بدمائه، ولم يغسل رضي الله عنه.
784 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي قثنا زهير بن إسحاق قثنا داود بن أبي هند، عن زياد بن عبد الله، عن أم هلال بنت وكيع، عن نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفان قالت: نعس أمير المؤمنين عثمان، فأغفى، <ref> الإغفاء: النوم الخفيف. </ref> فاستيقظ فقال: ليقتلنني القوم، قلت: كلا، لم تبلغ ذلك، إن رعيتك استعتبوك، <ref> استعتبوك: طلبوا أن تراجعهم في الأمر وترضيهم. </ref> قال: إني رأيت رسول الله {{صل}} في منامي وأبا بكر وعمر فقالوا: « تفطر عندنا الليلة ».
785 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هشيم بن بشير قال: أنا محمد بن قيس الأسدي، عن موسى بن طلحة قال: سمعت عثمان بن عفان، وهو على المنبر والمؤذن يقيم، وهو يستخبر الناس يسألهم عن أخبارهم وأسعارهم.
786 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عبد الصمد، هو ابن عبد الوارث، قال: حدثتني فاطمة بنت عبد الرحمن قالت: حدثتني أمي، أنها سألت عائشة، وأرسلها عمها، فقال: إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان، فإن الناس قد شتموه، فقالت: لعن الله من لعنه، فوالله لقد كان قاعدا عند نبي الله {{صل}}، وإن رسول الله {{صل}} لمسند ظهره إلي، وإن جبريل عليه السلام ليوحي إليه القرآن، إنه ليقول له: « اكتب يا عثيم »، فما كان الله عز وجل لينزله تلك المنزلة إلا وهو كريم على الله ورسوله.
سطر 806:
===ومن فضائل عثمان من حديث أبي بكر بن مالك عن شيوخه سوى عبد الله بن أحمد===
794 - حدثنا عباس بن إبراهيم القراطيسي قثنا علي بن شعيب قثنا الوضاح بن حسان الأنباري، عن طلحة بن زيد، عن عبيدة بن حسان، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله {{صل}} قال لعثمان: « أنت وليي في الدنيا، وأنت وليي في الآخرة ». وأظنه عن عطاء، عن جابر.
795 - حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري قثنا حجاج بن نصير قثنا سكن بن المغيرة القرشي، عن الوليد بن زياد، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمي قال: إني لتحت منبر رسول الله {{صل}}، وهو على المنبر، فحضض على جيش العسرة، فلم يجبه أحد، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله، علي مائة بعير <ref> البعير: ما صلح للركوب والحمل من الإبل، وذلك إذا استكمل أربع سنوات، ويقال للجمل والناقة. </ref> بأحلاسها وأقتابها <ref> القتب: هو الرحل الذي يوضع حول سنام البعير تحت الراكب. </ref> عونا في هذا الجيش، ثم حضض فلم يجبه أحد، فقام عثمان فقال: يا رسول الله، علي مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها عونا في هذا الجيش، ثم حضض فلم يجبه أحد، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله، علي ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها عونا في هذا الجيش، فقال عبد الرحمن بن خباب: فكأني أنظر إلى يد رسول الله {{صل}} وهو يقول: « ما على عثمان ما عمل بعد هذا اليوم ». حدثنا إبراهيم قثنا عمرو بن مرزوق قثنا السكن بن المغيرة، عن الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن خباب قال: شهدت رسول الله {{صل}}، فذكر نحوه.
796 - حدثنا إبراهيم قثنا حجاج بن نصير قثنا سعيد بن أبي عروبة، عن محمد بن سيرين، عن كعب بن عجرة قال: ذكر رسول الله {{صل}} فتنة فقربها، فمر رجل مقنع، فقال: « هذا وأصحابه يومئذ على الحق »، فقام إليه رجل فأخذ بمنكبه، واستقبل بوجهه النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، هذا؟ قال: « نعم »، فإذا هو عثمان.
797 - حدثنا إبراهيم قثنا حجاج بن منهال قثنا حماد، هو ابن سلمة، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن حوالة قال: أتيت النبي {{صل}} وهو تحت دومة، وهو يكتب الناس، فرفع رأسه فقال: « يا ابن حوالة، أكتبك؟ »، قلت: ما خار <ref> خار: من الاختيار. </ref> الله لي ورسوله، ثم جعل يملي على الكاتب، ثم رفع رأسه فقال: « يا ابن حوالة أكتبك؟ »، فقلت: ما خار الله لي ورسوله، ثم جعل يملي على الكاتب، ثم رفع رأسه فقال: « يا ابن حوالة، أكتبك؟ » فقلت: ما خار الله لي ورسوله، ثم جعل يملي على الكاتب، ثم رفع رأسه فقال: « أكتبك؟ » فقلت: ما خار الله لي ورسوله، فجعل يملي على الكاتب، فنظرت في الكتاب فإذا فيه أبو بكر وعمر، فعلمت أنهما لم يكتبا إلا في خير، قال: « يا ابن حوالة، أكتبك؟ » فقلت: نعم، فكتبني، ثم قال: « يا ابن حوالة، كيف أنت وفتنة تكون بأقطار الأرض كأنها صياصي البقر، والتي تليها كنفخة أرنب؟ » قلت: الله ورسوله أعلم، قال: « فإنه يومئذ ومن معه على الحق »، قال: فذهبت فلفته فإذا هو عثمان بن عفان، فقلت: هذا يا رسول الله؟ فقال: « نعم »، قال: وقال ذات يوم: يدخل علي رجل معتجر ببرد <ref> البْرُدُ والبُرْدة: الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ. </ref> حبرة <ref> الحبرة: ثوب يماني من قطن أو كتان مخطط. </ref> يبايع الناس، من أهل الجنة «، قال: فهجمنا على عثمان وهو معتجر ببرد حبرة يبايع الناس
798 - حدثنا إبراهيم، قثنا حجاج، قثنا أبو عوانة، عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر حج البيت، فرأى قوما جلوسا فقال: من هؤلاء القوم؟ قالوا: قريش، قال: من الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر، قال: فقال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء فحدثني، أنشدك الله بحرمة هذا البيت، أتعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم، قال: أتعلم أن عثمان تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ قال: نعم، أتعلم أن عثمان تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، فكبر قال: الله أكبر، فقال ابن عمر: تعال أبين لك كل ما سألتني عنه: أما فراره يوم أحد، فأشهد أن الله قد عفا عنه وغفر له. وأما تغيبه عن بدر، فإنه كانت تحته ابنة رسول الله {{صل}} فمرضت، فقال له رسول الله {{صل}}: « لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه ». وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بعثه مكانه، بعث رسول الله {{صل}} عثمان إلى مكة، فقال رسول الله {{صل}} بيده اليمنى: « هذه يد عثمان »، فضرب بها على يده {{صل}} وقال: « هذه لعثمان » قال ابن عمر للرجل: اذهب بهذا الآن معك
799 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله قثنا حجاج بن نصير قثنا أبو عوانة، عن حصين قال: قلت لعمرو بن جاوان: لم كان اعتزل الأحنف؟ قال: قال الأحنف انطلقنا حجاجا فمررنا بالمدينة، فبينما نحن في منزلنا إذ أتانا آت فقال: إن الناس قد فزعوا في المسجد، قال: فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد، قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم، وإذا علي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص قعود، فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي في المسجد عليه ملية صفراء قد رفعها، فقلت لصاحبي: كما أنت حتى أنظر ما جاء به، فلما دنا قالوا: هذا ابن عفان، قال: أهاهنا علي؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله {{صل}} قال: « من يبتاع مربد بني فلان »؟ فابتعته - قال حصين: أحسبه قال: بعشرين ألفا، أو بخمسة وعشرين ألفا - فأتيت رسول الله {{صل}} فقلت: يا رسول الله، إني قد ابتعته، قال: « فاجعله في مسجدنا وأجره لك »؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو، هل تعلمون أن رسول الله {{صل}} قال: « من يبتاع بئر رومة غفر الله له »، فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله {{صل}} فقلت: إني قد ابتعت بئر رومة قال: « اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك »؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله {{صل}} نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال: « من يجهز هؤلاء غفر الله له »، فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما <ref> الخطام: كل ما وُضِعَ على أنف البعير ليُقتادَ به. </ref> ولا عقالا؟ قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثم انصرف.
800 - حدثنا إبراهيم قثنا سليمان بن حرب قثنا حماد، وهو ابن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث قال: سمعت خطباء بالشام في الفتنة، فقام رجل يقال له: مرة بن كعب، أو ابن كعيب، قال: لولا حديث سمعته من رسول الله {{صل}} لم أقم، سمعت رسول الله {{صل}} وذكر فتنة كائنة، فمر رجل متقنع فقال: « هذا وأصحابه يومئذ على الهدى »، فإذا عثمان بن عفان.
801 - حدثنا إبراهيم قال: حدثنا سليمان بن حرب قثنا أبو هلال قثنا قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن مرة البهزي قال: قال رسول الله {{صل}}: « تهيج على الأرض فتنة كصياصي البقر »، فمر رجل متقنع فقال: « هذا وأصحابه يومئذ على الحق »، فقمت إليه فأخذت بمجامع ثوبه فقلت: هو ذا يا رسول الله؟ قال: « هو ذا »، فإذا هو عثمان بن عفان.
سطر 817:
804 - حدثنا إبراهيم قثنا سليمان الشاذكوني قثنا عبد الحميد الحماني قثنا إسماعيل بن عبد الملك، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله {{صل}} يدعو لفرد إلا لعثمان بن عفان، فإني رأيته يعني يدعو حتى رأيت ضبعيه.
805 - حدثنا الهيثم بن خلف الدوري قال: نا زكريا بن يحيى المدائني قثنا شبابة بن سوار قال: حدثني المغيرة، عن مطر، عن ابن سيرين، عن كعب بن عجرة قال: بينا رسول الله {{صل}} جالسا مع أصحابه، إذ ذكر فتنة فقربها، فجاء رجل متقنع، فقال رسول الله {{صل}}: « هذا يومئذ ومن تبعه على الهدى »، قال: فلحقته فأخذت بضبعيه فميلته إلى النبي {{صل}} فقلت: هذا يا رسول الله؟ قال: « هذا »، فنظرت فإذا هو عثمان.
806 - حدثنا الهيثم قال: نا الخليل بن عمرو البغوي قال: نا محمد بن سلمة الحراني أبو عبد الله، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمد بن عبد الله، عن المطلب، عن أبي هريرة قال: دخلت على رقية ابنة رسول الله {{صل}} امرأة عثمان بن عفان وفي يدها مشط، فقالت: خرج من عندي رسول الله {{صل}} آنفا رجلت <ref> الترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. </ref> رأسه، فقال: « كيف تجدين أبا عبد الله؟ » قلت: كخير الرجال، قال: « أكرميه؛ فإنه من أشبه أصحابي بي خلقا ».
807 - حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قثنا وهب بن بقية، هو الواسطي، قثنا خالد، عن الجريري، عن أبي بكر العدوي قال: سألت عائشة: هل عهد رسول الله {{صل}} إلى أحد من أصحابه قبل موته؟ فقالت: معاذ الله، غير أني سأحدثك، ثم أقبلت على حفصة فقالت: يا حفصة، نشدتك الله أن تكذبيني بحق أو تصدقيني بباطل، قالت: أفعل، فقالت عائشة: هل تعلمين أن رسول الله {{صل}} أغمي عليه، فقلت: أفرغ؟ قلت: لا أدري، فأفاق فقال: « افتحوا عنه »، فقلت: أبي؟ فسكت، فقلت أنت: أبي؟ فسكت، فأغمي عليه ثلاثا، أقول له مثل ذلك، فقلت: أتعلمين أن على الباب لرجلا ما هو بأبي ولا بأبيك، فانظري من هو؟ فإذا هو عثمان بن عفان، فدخل فقال: « ادنه » ثلاثا، حتى اتكأ رسول الله {{صل}} بيده فجعلها من وراء عنقه ثم ساره، <ref> ساره: حدثه سرا. </ref> فلما فرغ قال: « فهمت؟ » قال: سمعت أذناي ووعى قلبي، حتى فعل ذلك ثلاث مرات، ثم قبض رسول الله {{صل}}، قالت حفصة: نعم.
808 - حدثنا أحمد قثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حدثني أبي، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة، وهو جد موسى أبو أمه، قال: بعثني الزبير إلى عثمان، وهو محصور، فدخلت عليه في يوم صائف، <ref> الصائف: الشديد الحر. </ref> وهو على فرش ذي ظهر، وعنده الحسن بن علي، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وبين يديه مراكن ماء مملوءة، ورياط مطرحة، فقلت: بعثني إليك الزبير وهو يقرئك السلام ويقول: إني على طاعتك لم أبدل ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك، فكنت رجلا من القوم، وإن شئت أقمت، وإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي، ثم يمضوا لما آمرهم به، فلما سمع الرسالة قال: الله أكبر، الحمد لله الذي عصم أخي، أقرئه السلام وقل له أن يدخل الدار لا يكون إلا رجلا من القوم، فمكانك أحب إلي، وعسى أن يدفع الله بك عني، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال: ألا أخبركم بما سمعت أذناي من رسول الله {{صل}}؟ قالوا: بلى يا أبا هريرة، قال: أشهد لسمعت رسول الله {{صل}} يقول: « تكون بعدي فتن وأمور وأحداث »، قلنا: فأين المنجا منها يا رسول الله؟ قال: « إلى الأمين وحزبه » وأشار إلى عثمان بن عفان، فقام الناس فقالوا: قد أمكتنا البصائر، فائذن لنا في الجهاد، فقال عثمان: عزمت على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل، قال: فبادر الذين قتلوا عثمان ميعاد بني عمرو بن عوف، فقتلوه رضي الله عنه.
809 - حدثنا أحمد بن عبد الجبار قثنا الحسن بن حماد الكوفي قثنا أبو عبد الله الواسطي، عن عمير بن عمران الحنفي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، أن النبي {{صل}} قال: « إن الله عز وجل أوحى إلي أن أزوج كريمتي عثمان ».
810 - حدثنا أحمد قثنا سريج بن يونس، نا عباد المهلبي، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله {{صل}}: « أرحم هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر »، وذكر الحديث وقال في آخره: « وإن أشد هذه الأمة بعد نبيها حياء عثمان بن عفان ».
سطر 828:
815 - حدثنا عبد الله بن الصقر السكري قثنا أبو مروان محمد بن عثمان قثنا أبي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي {{صل}} قال: « لكل نبي رفيق في الجنة، ورفيقي فيها عثمان بن عفان ».
816 - حدثنا عبد الله قثنا أبو مروان قثنا أبي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي {{صل}} لقي عثمان عند باب المسجد فقال: « يا عثمان، هذا جبريل يخبرني أن الله عز وجل قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية، وعلى مثل صحبتها ».
817 - حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قثنا هدبة بن خالد قثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن حوالة قال: قال رسول الله {{صل}}: « يهجمون على رجل يبايع الناس معتجر ببرد <ref> البْرُدُ والبُرْدة: الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ. </ref> حبرة من أهل الجنة »، فهجمنا على عثمان وهو معتجر ببرد حبرة يبايع الناس.
818 - حدثنا جعفر قثنا محمد بن السري العسقلاني قثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي {{صل}} في غزوة تبوك، وهو يتجهز إلى غزوة تبوك، وفي كمه ألف دينار، فصبها في حجر النبي {{صل}} ثم ولى، قال عبد الرحمن: فرأيت النبي {{صل}} يقلبها بيده في حجره ويقول: « ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا أبدا ». حدثنا جعفر قال: وحدثني أبو عمير بن النحاس الرملي، نا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، فذكر بإسناده مثله.
819 - حدثنا جعفر قثنا محمد بن عزيز الأيلي قال: حدثني سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد قال: قال ابن شهاب الزهري: حمل عثمان بن عفان في غزوة تبوك على تسعمائة وأربعين بعيرا، ثم جاء بستين فرسا فأتم بها الألف.
سطر 852:
839 - حدثنا محمد قثنا أحمد بن منصور قثنا وضاح قال نا طلحة بن زيد، عن عبيدة بن حسان، عن عطاء، عن جابر قال: قال رسول الله {{صل}} لعثمان: « أنت وليي في الدنيا، وأنت وليي في الآخرة ».
840 - حدثنا محمد قثنا محمد بن إسحاق قثنا روح قثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: صعد النبي {{صل}} حراء، أو أحدا، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف الجبل، فقال: « اثبت، نبي وصديق وشهيدان ».
841 - حدثنا محمد قثنا محمد بن يحيى قثنا عبد الله بن داود التمار الواسطي قثنا محمد بن موسى، عن الذيال بن عمرو، عن ابن عباس قال: ونا داود بن عبد الرحمن العطار، عن ثابت، عن أنس، قالا: قال رسول الله {{صل}}: « سألت ربي عز وجل لأصهاري الجنة، فأعطانيها البتة <ref> البَتَّة: اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعمل في كل أَمْرٍ يَمضي لا رَجْعَةَ فيه، ولا الْتِواء. </ref> ».
842 - حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قثنا الحسين بن محمد الذراع، نا عبد المؤمن بن عباد العبدي قال: حدثني يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله {{صل}} مسجده، فذكر حديث مواخاته بين أصحابه، ثم دعا عثمان فقال: « ادن يا أبا عمرو، ادن يا أبا عمرو »، فلم يزل يدنو منه حتى ألصق ركبتيه بركبتيه، فنظر رسول الله {{صل}} إلى السماء فقال: « سبحان الله العظيم » ثلاث مرار، ثم نظر إلى عثمان وكانت إزاره محلولة، فزرها رسول الله {{صل}} بيده ثم قال: « اجمع عطفي ردائك على نحرك »، ثم قال: « إن لك شأنا في أهل السماء، أنت ممن يرد على حوضي، وأوداجه تشخب <ref> تشخب: تسيل. </ref> دما، فأقول: من فعل بك هذا؟ فيقول: فلان ابن فلان، وذلك كلام جبريل، إذا هاتف يهتف من السماء فقال: ألا إن عثمان أمير على كل مخذول »، ثم تنحى عثمان.
843 - حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قثنا مزاحم بن سعيد المروزي قال أنا عبد الله بن المبارك قال أنا الأوزاعي قال: حدثني الزهري قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: حدثني عبيد الله بن عدي بن الخيار، أنه دخل على عثمان بن عفان وهو محصور فقال له: إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى، وهو ذا يصلي بنا إمام فتنة، وأنا أحرج من الصلاة معه، فقال له عثمان: إن الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، فإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم. حدثنا جعفر، نا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قثنا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي، عن الزهري، فذكر بإسناده مثله.
844 - حدثنا جعفر، نا عبيد الله بن معاذ العنبري، نا أبي قثنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، سمع أبا جحيفة يقول: إنه سمع عليا يقول: ألا أخبركم بخير الناس بعد رسول الله {{صل}}؟ أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير الناس بعد أبي بكر؟ عمر، ثم قال: ألا أخبركم بخير الناس بعد عمر؟ ثم سكت. قال شعبة: وحدثني عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن علي، مثل ذلك.
سطر 861:
847 - حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي رحمه الله، قثنا محمد بن عبيد قثنا مختار بن نافع، عن أبي مطر قال: رأيت عليا مؤتزرا بإزار مرتديا برداء معه الدرة، كأنه أعرابي يدور بدوي، حتى بلغ أسواق الكرابيس فقال: يا شيخ، أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، ثم أتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم، ثم جاء أبو الغلام فأخبره، فأخذ أبوه درهما ثم جاء به فقال: هذا الدرهم يا أمير المؤمنين، قال: ما شأن هذا الدرهم؟ قال: كان قميصا ثمن درهمين قال: باعني رضاي وأخذ رضاه.
848 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا علي بن صالح، عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادي قال: خرج علي إلى ظهر الكوفة فرأى حمرة تطير فقال: يا لك من حمرة بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري وزاد فيه غير علي: ونقري ما شئت أن تنقري.
849 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قال نا عمر بن منبه السعدي، عن أوفى بن دلهم العدوي قال: بلغني عن علي أنه قال: تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، فإنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر الحق فيه تسعة أعشارهم لا ينجو منه إلا كل نومة، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم، ليسوا بالعجل المذاييع <ref> المذاييع: جمع مذياع من أذاع الشيء إذا أفشاه وقيل: أراد الذين يشيعون الفواحش. </ref> بذرا.
850 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا ابن أبي خالد، عن زبيد قال: قال علي: قال وكيع، ونا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن مهاجر العامري، عن علي قال: إن أخوف ما أتخوف عليكم اثنتان: طول الأمل، واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.
851 - حدثنا عبد الله، قثنا سريج بن يونس قثنا هارون بن مسلم، عن أبيه مسلم بن هرمز قال: أعطى علي الناس في سنة ثلاث عطيات، ثم قدم عليه مال من أصبهان فقال: هلموا إلى عطاء الرابع فخذوا، ثم كنس بيت المال وصلى فيه ركعتين وقال: يا دنيا غري غيري، قال: وقدم عليه حبال من أرض، فقال: إيش هذا؟ قال: حبال جيء بها من أرض كذا وكذا، قال: أعطوها الناس، قال: فأخذ بعضهم وترك بعضهم، فنظروا فإذا هو كتان يعمل، فبلغ الحبل آخر النهار دراهم.
852 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية قثنا ليث، عن مجاهد، عن عبد الله بن سخبرة، عن علي قال: ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعما، إن أدناهم منزلة ليأكل من البر <ref> البر: القمح. </ref> ويجلس في الظل، ويشرب من ماء الفرات.
853 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وهب بن إسماعيل قال: أنا محمد بن قيس، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن علي بن أبي طالب قال: جاءه ابن التياح فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء، قال: الله أكبر، قال: فقام متوكيا <ref> الاتكاء: الاستناد على شيء والميل عليه. </ref> على ابن التياح حتى قام على بيت مال المسلمين فقال: هذا جناي وخياره فيه، وكل جان يده إلى فيه، يا ابن التياح، علي بأشياخ الكوفة، قال: فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المسلمين وهو يقول: يا صفراء، يا بيضاء، غري غيري هاوها وهو يقول: يا صفراء، يا بيضاء، غري غيري هاوها، حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه وصلى فيه ركعتين.
854 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، نا مسعر، عن أبي بحر، عن شيخ لهم قال: رأيت على علي إزارا غليظا، قال: اشتريته بخمسة دراهم، فمن أربحني فيه درهما بعته، ورأيت معه دراهم مصرورة فقال: هذه بقية نفقتنا من ينبع.
855 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حيان قال: حدثني مجمع وهو التيمي، أن عليا كان يأمر ببيت المال فيكنس، ثم ينضح <ref> النضح: الرش بالماء. </ref> ثم يصلي رجاء أن يشهد له يوم القيامة أنه لم يحبس فيه المال عن المسلمين.
856 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا بهز هو ابن أسد، قثنا جعفر، هو ابن سليمان، قثنا مالك بن دينار قال: حدثتني عجوز من الحي: زوج أبو موسى الأشعري بعض بنيه، فأولم <ref> أولم: صنع وليمة، والوليمة ما يصنع من الطعام للعُرس ويُدعى إليه الناس. </ref> عليه، فدعا الناس، قالت: فأتى علي قيل: جاء أمير المؤمنين، ففتحت باب الدار، قالت: فدخل علي وفي يده درة وعليه قميص ليس له جربان. <ref> الجربان: جيب القميص. </ref>
857 - نا عبد الله، نا أبي، حدثنا يحيى بن آدم قثنا مندل، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن عبد الله قال: ما تقولون إن أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب.
858 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر قال: نا سفيان، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، أن عليا كانت له امرأتان، كان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم.
859 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عمرو الأزدي نصر بن علي قثنا بشر، يعني: ابن المفضل، عن أبي هارون الغنوي، عن حطان بن عبد الله قال: قال علي: تدرون كيف أبواب جهنم؟ قال: قلنا كنحو هذه الأبواب، قال: لا، ولكنها هكذا، ووضع يده فوق وبسط أبو عمرو يده على يده.
860 - حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن حكيم الأودي قثنا شريك، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة قال: لما أرسل عثمان إلى علي في اليعاقيب وجده متزرا بعباءة محتجزا <ref> احتجز: شد على وسطه حزاما من ثوب أو حبل أو غيره. </ref> العقال، وهو يهنأ <ref> يهنأ: يطليه بالهِناء وهو القطران يعالجه به. </ref> بعيرا له.
861 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو معمر قثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن الأعمش قال: كان علي يغدي ويعشي، ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة.
862 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عبد الله السلمي قثنا إبراهيم بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس قال: قيل لعلي: يا أمير المؤمنين، لم ترفع قميصك؟ قال: يخشع القلب، ويقتدي به المؤمن.
863 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن قيس، عن عدي بن ثابت، أن عليا أتي بفالوذج، فلم يأكله. قال أبو عبد الرحمن وذكر الفالوذج قال: ما رأيته أكله قط، يعني أباه رحمه الله
864 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أحمد بن إبراهيم، نا عبد الصمد، نا عمران، وهو القطان، قثنا زياد بن مليح، أن عليا أتي بشيء من خبيص، فوضعه بين أيديهم فجعلوا يأكلون، فقال علي: إن الإسلام ليس ببكر <ref> البكر: الفتي من الإبل. </ref> ضال، ولكن قريش رأت هذا فتناحرت عليه.
865 - حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن حكيم الأودي، نا شريك، عن موسى الطحان، عن مجاهد، عن علي قال: جئت إلى حائط <ref> الحائط: البستان أو الحديقة وحوله جدار. </ref> أو بستان، فقال لي صاحبه: دلو وتمرة، فدلوت دلوا بتمرة، فملأت كفي ثم شربت من الماء، ثم جئت إلى رسول الله {{صل}} بملء كفي، فأكل بعضه وأكلت بعضه.
866 - حدثنا عبد الله قال: حدثني زكريا بن يحيى الكسائي قثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن مجمع التيمي، عن يزيد، عن محجن قال: كنا مع علي وهو بالرحبة، فدعا بسيف فسله فقال: من يشتري سيفي هذا؟ فوالله لو كان عندي ثمن إزار ما بعته.
867 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو سعيد الأسدي عباد بن يعقوب قثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية قال: قال علي: أحاج الناس يوم القيامة بتسع: بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعدل في الرعية، والقسم بالسوية، والجهاد في سبيل الله، وإقامة الحدود <ref> الحَدّ والحُدُود: محَارم اللّه وعُقُوبَاتُه المحددة الَّتي قرَنَها بالذُّنوب. </ref> وأشباهه.
868 - حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن حكيم قثنا شريك، عن عاصم بن كليب الجرمي، عن محمد بن كعب القرظي قال: سمعت عليا قال: كنت مع رسول الله {{صل}}، وإني لأربط على بطني الحجر من الجوع، وإن صدقتي اليوم لأربعون ألفا.
869 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معمر قثنا هشيم قال: أنا إسماعيل بن سالم، عن عمار الحضرمي، عن زاذان أبي عمر، أن رجلا حدثه، أن عليا سأل رجلا عن حديث في الرحبة <ref> الرحبة: الساحة. </ref> فكذبه، فقال: إنك قد كذبتني، فقال: ما كذبتك، قال: فأدعو الله عليك إن كنت قد كذبتني أن يعمي الله بصرك، قال: فدعا الله عز وجل أن يعميه، فعمي.
870 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي صالح قال: دخلت على أم كلثوم بنت علي، فإذا هي تمشط في ستر بيني وبينها، فجاء حسن وحسين فدخلا عليها وهي جالسة تمتشط فقالا: ألا تطعمون أبا صالح شيئا؟ قال: فأخرجوا لي قصعة <ref> القصعة: وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه وكان يتخذ من الخشب غالبا. </ref> فيها مرق بحبوب، قال: فقلت: تطعموني هذا وأنتم أمراء؟ فقالت أم كلثوم: يا أبا صالح، كيف لو رأيت أمير المؤمنين، يعني عليا، وأتي بأترج، فذهب حسن يأخذ منه أترجة <ref> الأترج: قيل هو التفاح، وقيل هو ثمر طيب الطعم والرائحة يشبه الليمون حامض يسكن شهوة النساء ويجلو اللون والكلف وقشره يمنع السوس. </ref> فنزعها من يده ثم أمر به فقسم بين الناس.
871 - حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن مسلم قثنا أبو عامر قثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن أخيه قال: سمعت عليا إذا جيء بالأموال وضعها في الرحبة <ref> الرحبة: الساحة. </ref> يقول: هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه
872 - حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن مسلم قثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن ثابت أبي عبد الرحمن الهمداني، عن جدته، عن أبيها قال: أتى علي دار فرات فقال لخياط: أتبيع القميص، أتعرفني؟ قال: نعم، قال: لا حاجة لي فيه، فأتى آخر فقال: أتعرفني؟ قال: لا، قال: بعني قميص كرابيس، قال: فباعه، ثم قال له: مد يد القميص، فلما بلغ أطراف أصابعه قال: اقطع ما فوق ذلك وكفه ولبسه فقال: الحمد لله الذي كساني ما أتوارى به وأتجمل به في خلقه.
873 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عبد الله الأسدي عبادة بن زياد بن موسى قثنا محمد بن أبي حفص العطار، عن عمران بن مسلم، عن أبي إسحاق، عن عبيدة السلماني قال: صحبت عبد الله بن مسعود سنة، ثم صحبت عليا، فكان فضل علي على عبد الله في العلم، كفضل المهاجر على الأعرابي
874 - حدثنا عبد الله قال: قثنا علي بن مسلم، نا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن ثابت، يعني: الهمداني أبو عبد الرحمن، عن جدته، عن أبيها قال: كان إذا أتى بيت المال قال، يعني عليا، قال: غري غيري، فيقسمه حتى لا يبقى منه شيء، ثم يكنسه ويصلي فيه ركعتين.
875 - حدثنا عبد الله قال: حدثني إسماعيل أبو معمر قال: حدثناه جرير، عن سفيان بن عيينة قال: قال علي بن أبي طالب: تعلموا العلم، فإذا علمتموه فاكظموا <ref> كظم: أي تمسك وحفظ وصان. </ref> عليه، ولا تخلطوه بضحك فتمجه <ref> مَجَّه: لَفِظَه وألْقَى به. </ref> القلوب. قال أبو معمر: قلت لسفيان بن عيينة: إن جريرا حدثنا به عنك، فممن سمعته أنت؟ قال: حدثنيه حسن بن حي.
876 - حدثنا عبد الله قال: حدثني إسماعيل أبو معمر قثنا زافر بن سليمان، عن أبي سنان الشيباني قال: حدثني رجل بهراة قال: رأيت علي بن أبي طالب يمشي إلى العيد.
877 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسين بن محمد قثنا شريك، عن أبي المغيرة، وهو عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب قال: قدم علي على وفد من أهل البصرة منهم رجل من رءوس الخوارج يقال له الجعد بن بعجة، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا علي، اتق الله فإنك ميت، وقد علمت سبيل المحسن، يعني بالمحسن عمر، ثم قال: إنك ميت، فقال علي: كلا والذي نفسي بيده، بل مقتول قتلا ضربة على هذا يخضب، <ref> خضب: صبغ شعره أو جلده بالحناء وغيرها. </ref> هذه قضاء مقضي، وعهد معهود، وقد خاب من افترى، ثم عاتبه في لبوسه فقال: ما يمنعك أن تلبس؟ قال: ما لك وللبوسي، إن لبوسي هذا أبعد من الكبر <ref> الكبر: إنكار الحق واحتقار الناس. </ref> وأجدر أن يقتدي به المسلم.
878 - حدثنا عبد الله قال: أنا علي بن حكيم قال: أنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد قال: قدم علي على قوم من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له الجعد بن بعجة، فقال له: اتق الله يا علي؛ فإنك ميت، فقال علي: بل مقتول قتلا ضربة على هذا، تخضب هذه، يعني لحيته ورأسه، عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى، وعاتبه في لباسه فقال: ما لكم وللباسي؟ هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم.
879 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سفيان بن وكيع قثنا أبو غسان، عن أبي داود المكفوف، عن عبد الله بن شريك، عن حبة، وهو العرني، عن علي، أنه أتي بفالوذج فوضع قدامه، فقال: إنك لطيب الريح، حسن اللون، طيب الطعم، ولكني أكره أن أعود نفسي ما لم تعتد.
880 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن يحيى الأزدي قثنا الوليد بن القاسم قثنا مطير بن ثعلبة التميمي قثنا أبو النوار بياع الكرابيس قال: أتاني علي بن أبي طالب ومعه غلام له، فاشترى مني قميص كرابيس، قال لغلامه: اختر أيهما شئت، فأخذ أحدهما، وأخذ علي الآخر فلبسه، ثم مد يده فقال: اقطع الذي يفضل من قدر يدي، فقطعه وكفه، فلبسه وذهب.
881 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن مطيع بن راشد قثنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي سعد الأزدي، وكان إماما من أئمة الأزد، قال: رأيت عليا أتى السوق فقال: من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم؟ فقال رجل: عندي، فجاء به فأعجبه، قال: فلعله خير من ذاك، قال: لا ذاك ثمنه، قال: فرأيت عليا يقرض رباط الدراهم من ثوبه، فأعطاه، فلبسه فإذا هو يفضل على أطراف أصابعه، فأمر فقطع ما فضل عن أطراف أصابعه.
882 - حدثنا عبد الله قال: حدثني نصر بن علي الجهضمي، نا سفيان بن عيينة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، أن عليا قسم ما في بيت المال على سبعة أسباع، ثم وجد رغيفا فكسره سبع كسر، ثم دعا أمراء الأجناد فأقرع <ref> أقرع: أجرى القرعة. </ref> بينهم.
883 - حدثنا عبد الله قال: حدثني نصر بن علي قثنا سفيان، عن عمار، يعني: ابن أبي الجعد، عن أبيه قال: رأيت الغنم تيعر في بيت مال علي، فيقسمه
884 - حدثنا عبد الله قال: حدثني نصر بن علي، نا سفيان، عن الأعمش، عن رجل، أن عليا كان إذا قسم ما في بيت المال نضحه ثم صلى فيه ركعتين.
885 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سريج بن يونس قثنا علي بن هاشم، عن صالح بياع الأكسية، عن أمه، أو جدته، قالت: رأيت علي بن أبي طالب اشترى تمرا بدرهم، فحمله في ملحفته، فقالوا: نحمل عنك يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، أبو العيال أحق أن يحمل.
886 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سريج بن يونس قثنا علي بن هاشم، عن إسماعيل، عن أم موسى، خادم كانت لعلي، قال: قلت: يا أم موسى، فما كان لباسه؟ يعني عليا، قالت: الكرابيس السنبلانية. <ref> سنبلانية: سابغة الطول. </ref>
887 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سريج قال: نا علي بن هاشم، وهو ابن اليزيد، عن الضحاك بن عمير قال: رأيت قميص علي بن أبي طالب الذي أصيب فيه كرابيس سنبلانية، ورأيت أثر دمه عليه كهيئة الدردي.
888 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عامر العدوي وهو حوثرة بن أشرس قال: أخبرني عقبة بن أبي الصهباء أبو خريم الباهلي، عن أبيه قال: رأيت علي بن أبي طالب بشط الكلأ <ref> الكلأ: النَّبات والعُشْب رطبا كان أو يابسا. </ref> يسأل عن الأسعار.
889 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عامر العدوي قال: أخبرني فضالة بن عبد الملك، عن كريمة بنت همام الطابية قالت: كان علي يقسم فينا الورس <ref> الورس: نبت أصفر يُصبغ به. </ref> بالكوفة، قال فضالة: حملناه على العدل منه رضي الله عنه.
890 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو معمر، عن ابن عيينة قال: كان علي بن أبي طالب يقول: كفوا عني عن خفق <ref> الخفق: صوت وقع النعل على الأرض. </ref> نعالكم، فإنها مفسدة لقلوب نوكى <ref> النوكى: الحمقى. </ref> الرجال.
891 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي فقال: لقد فارقكم رجل أمس، ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله {{صل}} ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها <ref> أرصده: أعده. </ref> لخادم أهله.
892 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن عمرو بن قيس قال: رئي على علي ثوب مرقوع، فعوتب في لباسه فقال: يقتدي المؤمن، ويخشع القلب.
893 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن شريك، عن عثمان الثقفي، عن زيد بن وهب، أن بعجة عاتب عليا في لباسه، فقال: يقتدي المؤمن، ويخشع القلب.
سطر 918:
903 - حدثنا عبد الله بن أحمد، قثنا سويد بن سعيد قثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي سعد التيمي قال: كنا نبيع الثياب على عواتقنا ونحن غلمان في السوق، فإذا رأينا عليا قد أقبل قلنا: بوذا شكنب فقال علي: ما يقولون؟ فقيل له: يقولون: عظيم البطن، قال: أجل، أعلاه علم، وأسفله طعام.
904 - حدثنا عبد الله بن أحمد قثنا شيبان بن فروخ قثنا أبو هلال، نا سوادة بن حنظلة قال: رأيت عليا أصفر اللحية.
905 - حدثنا عبد الله بن أحمد قثنا نصر بن علي قال: أنا عبد الله بن داود، عن مدرك أبي الحجاج قال: رأيت عليا له وفرة <ref> الوفرة: من الشعر ما كان إلى الأذنين، ولا يجاوزهما. </ref> وأتي بصبي فبرك <ref> برك عليه: دعا له بالبركة. </ref> عليه ومسح على رأسه.
906 - حدثنا عبد الله قثنا عبد الله بن عمر قال: أنا أبو نعيم قثنا حر بن جرموز المرادي، عن أبيه قال: رأيت عليا وهو يخرج من القصر وعليه قطريتان، <ref> القطر: ضَرْب من البُرود فيه حُمْرة، ولها أعْلام فيها بعض الخشونة تحمل من البحرين. </ref> إزاره إلى نصف الساق، ورداؤه مشمر قريبا منه، ومعه الدرة <ref> الدرة: السوط يُضرب به. </ref> يمشي في الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله، وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل والميزان، ولا تنقحوا اللحم.
907 - نا عبد الله بن محمد البغوي قثنا سوار بن عبد الله قال: حدثني معتمر قال: قال أبي، حدثني حريث بن مخش، أن عليا قتل صبيحة إحدى وعشرين من شهر رمضان.
908 - حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أحمد بن منصور قثنا يحيى بن بكير المصري قال: أخبرني الليث بن سعد، أن عبد الرحمن بن ملجم ضرب عليا في صلاة الصبح على دهس بسيف كان سمه بالسم، ومات من يومه ودفن بالكوفة.
سطر 925:
910 - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثني إبراهيم بن هانئ، قثنا أحمد بن حنبل، قثنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال: قتل علي في رمضان يوم الجمعة في تسع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين، وكانت يعني خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر.
911 - حدثنا عبد الله بن أحمد قثنا إسحاق بن إبراهيم، نا حميد بن عبد الرحمن، عن حسن بن صالح، عن هارون بن سعد قال: كان عند علي مسك، فوصى أن يحنط به وقال: فضل من حنوط رسول الله {{صل}}.
912 - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قثنا عفيف بن سالم الموصلي قثنا الحسن بن كثير، عن أبيه قال: وكان قد أدرك عليا قال: خرج علي إلى الفجر فأقبلن الوز يصحن في وجهه، فطردوهن عنه، فقال: ذروهن <ref> ذروهن: اتركوهن ودعوهن. </ref> فإنهن نوائح، فضربه ابن ملجم، فقلت: يا أمير المؤمنين، خل بيننا وبين مراد، فلا تقوم لهم زاعبة أو راعية أبدا، قال: لا، ولكن احبسوا الرجل، فإن أنا مت فاقتلوه، وإن أعش فالجروح قصاص. <ref> القصاص: المعاقبة بالمثل. </ref>
913 - حدثنا عبد الله بن محمد، نا عبد الله بن عمر، نا يونس بن أرقم قثنا مطير بن أبي خالد، عن ثابت البجلي، عن سفينة قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله {{صل}} طيرين بين رغيفين، فقدمت إليه الطيرين، فقال رسول الله {{صل}}: « اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك »، ورفع صوته، فقال رسول الله {{صل}}: « من هذا؟ » فقال: علي، فقال: « فافتح له »، ففتحت، فأكل مع رسول الله {{صل}} من الطيرين حتى فنيا. <ref> ضعيف الإسناد، قال أبو زرعة في مطير بن خالد: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: متروك، وقال [[البخاري]]: لم يثبت حديثه وقال عنه العقيلي في الضعفاء: لم يصح حديثه.. </ref>
914 - حدثنا الفضل بن الحباب قثنا محمد بن عبد الله الخزاعي قثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك، أن رسول الله {{صل}} بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده وقال: « لا يذهب بها إلا رجل من أهل بيتي »، فبعث عليا.
===فضائل علي عليه السلام===
915 - حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي رحمه الله، قثنا وكيع قثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله {{صل}}: « من كنت وليه فعلي وليه <ref> الولي والمولى: من المشترك اللفظي الذي يطلق على عدة معان منها الرَّبُّ، والمَالكُ، والسَّيِّد والمُنْعِم، والمُعْتِقُ، والنَّاصر، والمُحِبّ، والتَّابِع، والجارُ، وابنُ العَمّ، والحَلِيفُ، والعَقيد، والصِّهْر، والعبْد، والمُعْتَقُ، والمُنْعَم عَلَيه وكل من ولي أمرا أو قام به فهو وليه ومولاه. </ref> ».
916 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع قثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي قال: عهد إلي النبي {{صل}}: « إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ».
917 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، نا الأعمش، عن عطية بن سعد العوفي قال: دخلنا على جابر بن عبد الله، وقد سقط حاجباه على عينيه، فسألناه عن علي، فقلت: أخبرنا عنه، قال: فرفع حاجبيه بيديه فقال: ذاك من خير البشر.
سطر 940:
924 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن قتادة، وعلي بن زيد بن جدعان، قالا: نا ابن المسيب قال: حدثني ابن لسعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: فدخلت على سعد فقلت: حديث حدثته عنك، حدثنيه حين استخلف النبي {{صل}} عليا على المدينة، قال: فغضب سعد وقال: من حدثك به؟ فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه، ثم قال: إن رسول الله {{صل}} حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا على المدينة، فقال علي: يا رسول الله، ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا وأنا معك، فقال: « أوما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي ».
925 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، أن النبي {{صل}} قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى »، قيل لسفيان: « غير أنه لا نبي بعدي »، قال: نعم.
926 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن أيوب، عن عكرمة، وعن أبي يزيد المديني، قالا: لما أهديت فاطمة إلى علي لم يجد أو تجد عنده إلا رملا مبسوطا ووسادة، وجرة، وكوزا، فأرسل النبي {{صل}} إلى علي: « لا تقرب امرأتك حتى آتيك »، فجاء النبي {{صل}} فدعا بماء فقال فيه ما شاء الله أن يقول، ثم نضح <ref> النضح: الرش بالماء. </ref> به صدر علي ووجهه، ثم دعا فاطمة فقامت إليه تعثر في ثوبها، وربما قال معمر: في مرطها <ref> المرط: كساء من صوف أو خز أو كتان. </ref> من الحياء، فنضح عليها أيضا وقال لها: « أما إني لم آل أن أنكحك أحب أهلي إلي »، فرأى رسول الله {{صل}} سوادا وراء الباب فقال: « من هذا؟ » قالت: أسماء، قال: « أسماء بنت عميس؟ » قالت: نعم، قال: « أمع بنت رسول الله {{صل}} جئت كرامة لرسول الله؟ » قالت: نعم، قالت: فدعا لي دعاء إنه لأوثق عملي عندي، قالت: ثم خرج، ثم قال لعلي: « دونك أهلك »، ثم ولى في حجرة، فما زال يدعو لهما حتى دخل في حجرة.
927 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قال: نا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث، عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم، شعبة الشاك، عن النبي {{صل}} أنه قال: « من كنت مولاه <ref> مولاه: سيده وحبيبه ووليه في الدين. </ref> فعلي مولاه ». فقال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس، قال محمد: أظنه قال: فكتمته.
928 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال: خلف رسول الله {{صل}} علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: « أما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي ».
929 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، نا ابن نمير قثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن زر بن حبيش قال: قال علي: والله إن لمما عهد إلي النبي {{صل}} أنه لا يبغضني إلا منافق، ولا يحبني إلا مؤمن.
930 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن نمير قثنا عامر بن السبط قال: حدثني أبو الجحاف، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذر قال: قال رسول الله {{صل}}: « يا علي، إنه من فارقني فقد فارق الله، ومن فارقك فقد فارقني ». <ref> معاوية بن ثعلبة ذكره البخاري في [[التاريخ الكبير]] وابن أبي حاتم في الجرح وسكتا عنه. صحح إسناده الحاكم في المستدرك وتعقبة [[الذهبي]] بقوله: بل منكر.. </ref>
931 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم قال: جاء رجل إلى سعيد بن زيد فقال: إني أحببت عليا حبا لم أحبه شيئا قط، قال: نعم ما رأيت، أحببت رجلا من أهل الجنة، وجاءه رجل فقال: إني أبغضت عثمان بغضا لم أبغضه شيئا قط، قال: بئس ما رأيت، أبغضت رجلا من أهل الجنة.
932 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم قال: سمعت عليا يقول: يهلك في رجلان: مفرط غال، ومبغض قال.
933 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: كان رسول الله {{صل}} إذا لم يغز لم يعط سلاحه إلا عليا أو أسامة.
934 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم، نا يونس، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: قال رسول الله {{صل}}: « لينتهين بنو وليعة، أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يمضي فيهم أمري، يقتل المقاتلة، ويسبي الذرية »، قال: فقال أبو ذر: فما راعني إلا برد كف عمر في حجزتي من خلفي، فقال: من تراه يعني؟ قلت: ما يعنيك، ولكن يعني خاصف <ref> الخصف: إصلاح النعل وخياطته بالمخرز. </ref> النعل
935 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم قثنا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي، عن رياح الحارث قال: جاء رهط <ref> الرهط: الجماعة من الرجال دون العشرة. </ref> إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا، فقال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله {{صل}} يقول يوم غدير خم: « من كنت مولاه فهذا مولاه ». قال رياح: فلما مضوا اتبعتهم فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري.
936 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسود بن عامر قثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم، وهو داخل على المختار أو خارج من عنده، فقلت له: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « إني تارك فيكم الثقلين؟ ». قال: نعم.
937 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسحاق بن يوسف قثنا عبد الملك، يعني: ابن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية قال: كنت مع علي، وعثمان محصور، قال: فأتاه رجل فقال: إن أمير المؤمنين مقتول، ثم جاء آخر فقال: إن أمير المؤمنين مقتول الساعة، قال: فقام علي، قال محمد: فأخذت بوسطه تخوفا عليه، فقال: خل لا أم لك، قال: فأتى علي الدار، وقد قتل الرجل، فأتى داره فدخلها، وأغلق عليه بابه، فأتاه الناس فضربوا عليه الباب، فدخلوا عليه فقالوا: إن هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من خليفة، ولا نعلم أحدا أحق بها منك، فقال لهم علي: لا تريدوني، فإني لكم وزير خير مني لكم أمير، فقالوا: لا والله ما نعلم أحدا أحق بها منك، قال: فإن أبيتم علي فإن بيعتي لا تكون سرا، ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني بايعني، قال: فخرج إلى المسجد فبايعه الناس.
سطر 955:
939 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد، أنه سمع أباه يحدث، عن ابن عمر، عن أبي بكر الصديق أنه قال: يا أيها الناس، ارقبوا محمدا في أهل بيته.
940 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا قرة قال: سمعت أبا رجاء يقول: لا تسبوا عليا، ولا أهل هذا البيت، إن جارا لنا من بني الهجيم قدم من الكوفة فقال: ألم تروا هذا الفاسق ابن الفاسق؟ إن الله قتله، يعني الحسين عليه السلام، قال: فرماه الله بكوكبين في عينه، فطمس الله بصره.
941 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم، نا شريك، عن سعيد بن مسروق، عن منذر، عن الربيع بن خثيم، أنهم ذكروا عنده عليا، فقال: ما رأيت أحدا مبغضيه أشد له بغضا، ولا محبيه أشد له حبا، ولم أرهم يجدون عليه في حكمه، والله عز وجل يقول: ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا ). <ref> سورة البقرة الآية 269. </ref>
942 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم، نا مالك بن مغول، عن أكيل، عن الشعبي قال: لقيت علقمة، فقال: أتدري ما مثل علي في هذه الأمة؟ قال: قلت: وما مثله؟ قال: مثل عيسى ابن مريم، أحبه قوم حتى هلكوا في حبه، وأبغضه قوم حتى هلكوا في بغضه.
943 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا وكيع قال نا علي بن صالح، عن أبيه، عن سعيد بن عمرو القرشي، عن عبد الله بن عياش الزرقي قال: قلت له: أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب، قال: إن لنا أخطارا وأحسابا، ونحن نكره أن نقول فيه ما يقول بنو عمنا، قال: كان علي رجلا تلعابة، يعني مزاحا، قال: وكان إذا فزع، فزع إلى ضرس حديد، قال: قلت: ما ضرس حديد؟ قال: قراءة القرآن، وفقه في الدين، وشجاعة، وسماحة.
944 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: نا محمد، يعني: ابن راشد، قال: حدثني عوف قال: كنت عند الحسن، فذكروا أصحاب رسول الله {{صل}} فقال ابن جوشن الغطفاني: يا أبا سعيد، إنما أزري بأبي موسى اتباعه عليا، قال: فغضب الحسن حتى تبين الغضب في وجهه قال: فمن يتبع؟ قتل أمير المؤمنين عثمان مظلوما، فعمد الناس إلى خيرهم فبايعوه، فمن يتبع، حتى ردها مرارا.
945 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد بن هارون قال: أنا شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله {{صل}} فقال: « يطلع عليكم رجل من أهل الجنة، أو قال: يدخل عليكم رجل من أهل الجنة »، فجاء أبو بكر، ثم قال: « يطلع، أو يدخل - شك يزيد - رجل من أهل الجنة »، قال: فجاء عمر، ثم قال: « يطلع، أو يدخل، عليكم رجل من أهل الجنة، اللهم اجعله عليا، اللهم اجعله عليا »، فجاء علي.
946 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن مصعب، وهو القرقساني، قثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا عليا فشتموه، فشتمته معهم، فلما قاموا قال لي: لم شتمت هذا الرجل؟ قلت: رأيت القوم شتموه فشتمته معهم، فقال: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله {{صل}}؟ قلت: بلى، فقال: أتيت فاطمة أسألها عن علي، فقالت: توجه إلى رسول الله {{صل}}، فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله {{صل}} ومعه علي، وحسن وحسين، آخذا كل واحد منهما بيده، حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة، فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه، أو قال: كساء، ثم تلا هذه الآية: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) <ref> سورة الأحزاب الآية 33. </ref> ثم قال: « اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق ».
947 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسود بن عامر قثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا.
948 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مغيرة، عن أم موسى، عن علي قال: ما رمدت عيني منذ تفل النبي {{صل}} في عيني.
949 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يعقوب، نا أبي، نا محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل بن سنان، عن عبد الله بن نيار الأسلمي، عن عمرو بن شاس الأسلمي قال، وكان من أصحاب الحديبية، قال: خرجت مع علي إلى اليمن، فجفاني <ref> الجَفَاء: البُعْد عَن الشيء يقال جَفَاه إذا بَعُدَ عَنْه. </ref> في سفري ذلك، حتى وجدت <ref> الوجد: الغضب، والحزن والمساءة وأيضا: وَجَدْتُ بِفُلانَة وَجْداً، إذا أحْبَبْتها حُبّا شَديدا.. </ref> عليه في نفسي، فلما قدمت أظهرت شكاية في المسجد، حتى بلغ ذلك رسول الله {{صل}}، فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله {{صل}} في ناس من أصحابه، فلما رآني أحدني عينيه، يقول: حدد إلي النظر، حتى إذا جلست قال: « يا عمرو، أما والله لقد آذيتني »، قلت: أعوذ بالله أن أؤذيك يا رسول الله، قال: « بلى، من آذى عليا فقد آذاني ».
950 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن نمير قال: أنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى قال: ذكر عنده قول الناس في علي فقال عبد الرحمن: قد جالسناه، وحادثناه، وواكلناه، وشاربناه، وقمنا له على الأعمال، فما سمعته يقول شيئا مما تقولون، أولا يكفيهم أن يقولوا: ابن عم رسول الله {{صل}}، وختنه <ref> الختن: قريب الزوجة كأبيها وأخيها، وزوج الابنة، وزوج الأخت. </ref> وشهد بيعة الرضوان، وشهد بدرا
951 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن نمير قثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: أتى رجل عليا يمدحه، وقد كان يقع فيه، فقال علي: ما أنا كما تقول، وإني لخير مما في نفسك.
952 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا ابن نمير، نا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال: بعثني رسول الله {{صل}} إلى اليمن وأنا شاب، فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم أقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: « ادن »، فدنوت، فضرب يده على صدري فقال: « اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه »، قال: فما شككت في قضاء بين اثنين.
953 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله {{صل}} أبواب شارعة <ref> الشارعة: المفتوحة المطلة على المكان. </ref> في المسجد، فقال يوما: « سدوا هذه الأبواب إلا باب علي »، قال: فتكلم في ذلك أناس، قال: فقام رسول الله {{صل}} فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: « أما بعد، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإني ما سددت شيئا ولا فتحته، ولكني أمرت بشيء فاتبعته ». <ref> قال [[ابن كثير]] في [[البداية والنهاية]]: وهذا لا ينافي ما ثبت في صحيح البخاري من أمره عليه السلام في مرض الموت بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبي بكر الصديق، لأن نفي هذا في حق علي كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها، فجعل هذا رفقا بها. وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة فاحتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالناس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته عليه السلام، وفيه إشارة إلى خلافته.. </ref>
954 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا عوف، عن أبي المعدل عطية الطفاوي، عن أبيه، أن أم سلمة حدثته قالت: بينما رسول الله {{صل}} في بيتي يوما، إذ قالت الخادم: إن عليا وفاطمة بالسدة، <ref> السُّدة: كالظُّلة على الباب لتقي البابَ من المطر، وقيل هي البابُ نفسُه، وقيل هي الساحَة أمامه. </ref> قالت: فقال لي: « قومي فتنحي لي عن أهل بيتي »، قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل علي وفاطمة، والحسن والحسين، وهما صبيان صغيران، قالت: فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما، واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى، فقبل فاطمة فأغدف <ref> أغدف: أرسل وأسبل. </ref> عليهم خميصة سوداء فقال: « اللهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي »، قال: قلت: وأنا يا رسول الله، قال: « وأنت ».
955 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قثنا إسرائيل، عن عبد الله بن عصمة قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: أخذ رسول الله {{صل}} الراية فهزها فقال: « من يأخذها بحقها؟ » فقال فلان: أنا، فقال: « أمط »، ثم جاء رجل آخر فقال: « أمط »، ثم قال: « والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلا لا يفر، هاك يا علي »، فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وجاء بعجوتها وقديدها. <ref> القديد: اللحم المقطع والمملح المجفف في الشمس. </ref>
956 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، أن النبي {{صل}} قال يوم خيبر: « لأدفعن الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله، أو يحب الله ورسوله »، فدعا عليا وإنه لأرمد ما يبصر موضع قدمه، فتفل في عينه، ثم دفعها إليه، ففتح الله عليه.
957 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا الفضل بن دكين قال: قال ابن أبي غنية: عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال: غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله {{صل}} ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله {{صل}} يتغير، فقال: « يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قلت: بلى يا رسول الله، فقال: « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
958 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن نمير قثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}: « إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي: الثقلين، واحد منهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ». قال ابن نمير: قال بعض أصحابنا: عن الأعمش قال: « انظروا كيف تخلفوني فيهما ». <ref> ضعيف الإسناد لضعف عطية الكوفي.. </ref>
959 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا ابن نمير، نا عبد الملك، عن أبي عبد الرحيم الكندي، عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله {{صل}} يوم غدير خم وهو يقول ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله {{صل}} وهو يقول: « من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ».
960 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا ابن نمير، نا عبد الملك، عن عطية العوفي قال: أتيت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك مني بأس، قال: نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله {{صل}} إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي فقال: « أيها الناس، ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قالوا: بلى، قال: « فمن كنت مولاه فعلي مولاه ». قال: فقلت له: هل قال: « اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه »؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت.
961 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن نمير، وأبو أحمد، هو الزبيري، قالا: نا العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، قال ابن نمير في حديثه: وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعد، قال أبو أحمد: بعدي إلا كاذب مفتري، ولقد صليت قبل الناس سبع سنين، قال أبو أحمد: ولقد أسلمت قبل الناس بسبع سنين. <ref> منكر الإسناد بسبب عباد بن عبد الله الأسدي الكوفي. قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن المديني: ضعيف الحديث، وقال [[ابن حزم]]: هو مجهول، وقال الذهبي: تركوه. وذكر الحديث [[ابن الجوزي]] في الموضوعات.. </ref>
962 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، أنا ابن نمير قثنا عبد الملك، عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثني من سمع أم سلمة تذكر، أن النبي {{صل}} كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة <ref> البرمة: القِدر مطلقا وهي في الأصل المتخذة من الحجارة. </ref> فيها حريرة، فدخلت بها عليه، فقال: « ادعي لي زوجك وابنيك »، قالت: فجاء علي وحسن وحسين، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة، وهو على منامة له على دكان، <ref> الدكان: الدكة المبنية للجلوس عليها، والنون مختلف فيها فمنهم من يجعلها أصلا ومنهم من يجعلها زائدة. </ref>، تحته كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلي، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ). قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال: « اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، فأذهب عنهم الرجس <ref> الرجس: اسم لكل مستقذر أو عمل قبيح. </ref> وطهرهم تطهيرا، اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا »، قالت: فأدخلت رأسي البيت قلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: « إنك إلى خير، إنك إلى خير » قال عبد الملك: وحدثني بها أبو ليلى، عن أم سلمة، مثل حديث عطاء سواء. قال عبد الملك: وحدثني داود بن أبي عوف أبو الجحاف، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة بمثله سواء. <ref> ضعيف الإسناد لإبهام شيخ عطاء.. </ref>
963 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عبد الرزاق قال: نا معمر قال: أخبرني عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عباس، أن عليا أول من أسلم. <ref> ضعيف الإسناد لأجل عثمان الجزري.. </ref>
964 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن قتادة، عن الحسن وغيره، أن عليا أول من أسلم بعد خديجة، وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة، أو ست عشرة سنة. <ref> ضعيف الإسناد لتدليس قتادة.. </ref>
965 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة العرني قال: سمعت عليا يقول: أنا أول من صلى مع رسول الله {{صل}}. <ref> ضعيف الأسناد لضعف حَبة بن جُوين العرني.. </ref>
966 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، عن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول الله {{صل}} علي بن أبي طالب، قال: فذكرت ذلك للنخعي، فأنكره وقال: أول من أسلم أبو بكر مع رسول الله عليه السلام.
967 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا عكرمة بن عمار قال: أنا أبو زميل، أنه سمع ابن عباس يقول: كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب.
968 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر قال: سألت الزهري: من كان كاتب الكتاب يوم الحديبية؟ فضحك وقال: هو علي، ولو سألت هؤلاء قالوا: عثمان، يعني بني أمية.
969 - حدثنا عبد الله، نا أبي، قثنا يزيد بن هارون قال: أنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة العرني يقول: سمعت عليا يقول: أنا أول رجل صلى مع رسول الله {{صل}}، أو أسلم. <ref> ضعيف الأسناد لضعف حَبة بن جُوين العرني.. </ref>
970 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد بن هارون قال: أنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة يحدث، عن زيد بن أرقم قال: أول من صلى مع النبي {{صل}} علي. فذكرت ذلك للنخعي، فأنكره وقال: أبو بكر أول من أسلم مع رسول الله {{صل}}، قال عمرو: فذكرت ذلك لإبراهيم، فأنكر ذلك وقال: أبو بكر.
971 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد يحدث، عن سعد، عن النبي {{صل}} قال لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ ».
972 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو سعيد قال: نا سليمان بن بلال قثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها، أن عليا خرج مع النبي {{صل}} حتى جاء ثنية الوداع، وعلي يبكي يقول: تخلفني <ref> تخلفني: تتركني خلفك ولا ألحق بك. </ref> مع الخوالف؟ <ref> الخوالف: النساء اللائي يتركن خلف الجنود في البيوت. </ref> فقال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا النبوة؟ ».
973 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: لما بعث رسول الله {{صل}} إلى اليمن عليا، خرج بريدة الأسلمي معه، فعتب على علي في بعض الشيء، فشكاه بريدة إلى رسول الله {{صل}}، فقال رسول الله {{صل}}: « من كنت مولاه فإن عليا مولاه ».
974 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن ابن طاوس، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله {{صل}} لوفد ثقيف حين جاءوه: « والله لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلا مني، أو قال: مثل نفسي، فليضربن أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم »، قال عمر: فوالله ما اشتهيت الإمارة إلا يومئذ، جعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول: هذا، فالتفت إلى علي فأخذ بيده ثم قال: « هو هذا، هو هذا » مرتين
975 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا زيد بن الحباب قال: حدثني الحسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله {{صل}}: « إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله، أو يحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له »، وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غد، فلما أصبح رسول الله {{صل}} صلى الغداة، ثم قام قائما فدعا باللواء والناس على مصافهم، فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له، قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها.
976 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يحيى بن أبي بكير، وابن آدم، يعني يحيى، قالا: نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال ابن آدم السلولي وكان قد شهد حجة الوداع قال: قال رسول الله {{صل}}: « علي مني، وأنا منه، ولا يقضي عني ديني إلا أنا أو علي »، قال ابن آدم: « ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ». <ref> ضعيف الإسناد فإسرائيل سمع أبا إسحاق بعد اختلاطه.. </ref>
977 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يحيى بن أبي بكير، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة، فقالت لي: أيسب رسول الله {{صل}} فيكم؟ قلت: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها، قالت: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « من سب عليا فقد سبني ».
978 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: نا معمر، عن أبي إسحاق، عن العلاء بن عرار قال: سألت ابن عمر عن علي وعثمان، فقال: أما علي، فهذا بيته، لا أحدثك عنه بغيره، وأما عثمان، فإنه أذنب فيما بينه وبين الله عز وجل ذنبا عظيما فغفره له، وأذنب فيما بينكم وبينه ذنبا صغيرا فقتلتموه.
979 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي رضي الله عنه فقال: لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله {{صل}} ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، ما ترك من صفراء ولا بيضاء، إلا سبعمائة درهم من عطائه، كان يرصدها لخادم لأهله. حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، ونا إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن هبيرة قال: خطبنا، فذكر نحوه ليس فيه: ما ترك
980 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين قال: حدثني ابن عباس قال: أرسلني علي إلى طلحة والزبير يوم الجمل، قال: فقلت لهما: إن أخاكما يقرئكما السلام ويقول لكما: هل وجدتما علي في حيف في حكم، أو في استئثار في أو في كذا، قال: فقال الزبير: ولا في واحدة منها، ولكن مع الخوف شدة المطامع.
981 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عفان قثنا حماد بن سلمة قال أنا علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله {{صل}} في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة، وكسح <ref> الكسح: الكنس. </ref> لرسول الله {{صل}} تحت شجرتين، فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال: « ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قالوا: بلى، قال: « ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ » قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي فقال: « اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه »، قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
982 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان، نا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيدة، عن ميمون أبي عبد الله قال: قال زيد بن أرقم، وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله {{صل}} بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلاها بهجير، <ref> الهَجير والهاجِرة: اشتدادُ الحَرِّ نصفَ النهار. </ref> قال: فخطبنا وظلل لرسول الله {{صل}} بثوب على شجرة سمرة <ref> السَّمُر: هو ضربٌ من شجَرَ الطَّلح، الواحدة سَمُرة. </ref> من الشمس، فقال: « ألستم تعلمون، أولستم تشهدون، أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ » قالوا: بلى، قال: « فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه، اللهم عاد من عاداه، ووال من والاه ».
983 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن، عن علي قال: فينا والله أنزلت ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ).
984 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا زيد بن الحباب قال: حدثني حسين بن واقد قال: حدثني مطر الوراق، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله {{صل}} آخى بين أصحابه، فبقي رسول الله {{صل}} وأبو بكر وعمر وعلي، فآخى بين أبي بكر وعمر، وقال لعلي: « أنت أخي، وأنا أخوك ». <ref> ضعيف الإسناد، مطر بن طهمان يخطئ كثيرا وقتادة مدلس عنعن، وأرسله ابن المسيب. وأنكر ابن كثير في البداية صحة المؤاخاة، وينظر كلام ابن تيمية في [[منهاج السنة النبوية]].. </ref>
985 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن سعيد، عن موسى الجهني قال: دخلت على فاطمة بنت علي، فقال رفيقي أبو مهل: كم لك؟ قالت: ست وثمانون سنة، قال: ما سمعت من أبيك شيئا؟ قالت: حدثتني أسماء بنت عميس، أن رسول الله {{صل}} قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدي نبي »
986 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت سعيد بن وهب قال: نشد <ref> نشد: سأل وطلب. </ref> علي الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي {{صل}} فشهدوا أن رسول الله {{صل}} قال: « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
987 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرا ذا مر، وزاد فيه أن رسول الله {{صل}} قال: « اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه »، قال شعبة: أو قال: « أبغض من أبغضه ».
988 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « علي مني، وأنا منه، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي ». قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: أين سمعت منه؟ قال: موضع كذا، لا أحفظه.
989 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم قال نا شريك، عن عياش العامري، عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: قدم على رسول الله {{صل}} من أهل اليمن وفد ليشرح، قال: فقال رسول الله {{صل}}: « لتقيمن الصلاة، أو لأبعثن إليكم رجلا يقتل المقاتلة، ويسبي <ref> السبي: الأسر. </ref> الذرية »، قال: ثم قال رسول الله {{صل}}: « اللهم أنا، أو هذا »، وانتشل بيد علي.
990 - حدثنا عبد الله قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده وأظنني قد سمعته منه، نا وكيع، عن شريك، عن عثمان أبي اليقظان، عن زاذان، عن علي قال: مثلي في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم، أحبته طائفة، وأفرطت في حبه فهلكت، وأبغضته طائفة، وأفرطت في بغضه فهلكت، وأحبته طائفة فاقتصدت في حبه فنجت.
991 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، عن شريك، عن عاصم، عن أبي رزين قال: خطبنا الحسن بن علي بعد وفاة علي وعليه عمامة سوداء فقال: لقد فارقكم رجل لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون.
992 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا بهز قثنا حماد بن سلمة قثنا سعيد بن جمهان، عن سفينة قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « الخلافة ثلاثون عاما، ثم يكون بعد ذلك الملك ». قال سفينة: أمسك خلافة أبي بكر سنتين، وخلافة عمر عشر سنين، وخلافة عثمان اثنتا عشرة سنة، وخلافة علي ست سنين.
993 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان، نا حماد بن سلمة قال: أنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن سلمة بن أبي طفيل، عن علي بن أبي طالب، أن النبي {{صل}} قال له: « يا علي، إن لك كنزا في الجنة، وإنك ذو قرنيها، <ref> قرنا الجنة: طرفاها وجانباها. </ref> فلا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة ».
994 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان، نا حماد بن سلمة قال: أنا علي بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، أن رسول الله {{صل}} قال لفاطمة: « ائتيني بزوجك وابنيك »، فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكيا، قالت: ثم وضع يده عليه ثم قال: « اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد، وعلى آل محمد، إنك حميد مجيد »، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال: « إنك على خير ».
995 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان، نا وهيب قثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله {{صل}} يوم خيبر: « لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه »، قال: فقال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي، فلما كان الغد دعا عليا فدفعها إليه فقال: « قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك »، فسار قريبا ثم نادى: يا رسول الله، علام أقاتل؟ قال: « حتى يشهدوا ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ». حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا حسن، نا حماد بن سلمة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله {{صل}} قال يوم خيبر: « لأدفعن الراية » فذكره نحوه إلا أنه قال: قام ولم يلتفت للعزمة، فقال: علام أقاتل؟
996 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، حدثنا أسود بن عامر، نا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله {{صل}}: « إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله، حبل ممدود ما بين السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ».
997 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب.
998 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح، ومحمد بن جعفر، قالا: نا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، قال روح الكردي: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة الأسلمي، أن نبي الله {{صل}} لما نزل بحضرة أهل خيبر قال: « لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله »، فلما كان الغد دعا عليا، وهو أرمد، فتفل في عينيه، وأعطاه اللواء، ونهض معه الناس فلقوا أهل خيبر، فإذا مرحب بين أيديهم يرتجز، <ref> الرجز: إنشاد الشعر. </ref> وإذا هو يقول: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الليوث أقبلت تلهب أطعن أحيانا وحينا أضرب فاختلف <ref> اختلف: تبادل. </ref> هو وعلي ضربتين، فضربه على رأسه حتى عض السيف بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، قال: فما تتام آخر الناس حتى فتح لأولهم، قال ابن جعفر: آخر الناس مع علي ففتح له ولهم
999 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عبد الرزاق، وعفان المعني، وهذا حديث عبد الرزاق، قالا: نا جعفر بن سليمان قال: حدثني يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله {{صل}} سرية وأمر عليهم علي بن أبي طالب، فأحدث شيئا في سفره، فتعاهد، قال عفان: فتعاقد أربعة من أصحاب محمد {{صل}} أن يذكروا أمره لرسول الله {{صل}}، قال عمران: وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله {{صل}} فسلمنا عليه، قال: فدخلوا عليه فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثاني فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، قال: فأقبل رسول الله {{صل}} على الرابع وقد تغير وجهه فقال: « دعوا عليا، دعوا عليا، إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي ».
1000 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو النضر قال: نا عكرمة بن عمار قال: حدثني إياس بن سلمة قال: أخبرني أبي قال: بارز عمي يوم خيبر مرحبا اليهودي، فقال مرحب: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي <ref> شاكي السلاح: تام السلاح، وهي من الشوكة بمعنى القوة. </ref> السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب <ref> تلهب: تَتَّقِد وتشتعل. </ref> فقال عمي عامر: قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب يسفل <ref> سفل له: ضربه من أسفله. </ref> له، فرجع السيف على ساقه، فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه، قال سلمة بن الأكوع: فلقيت ناسا من أصحاب النبي {{صل}} فقالوا: بطل عمل عامر قتل نفسه، قال سلمة بن الأكوع: قلت: يا رسول الله، بطل عمل عامر قتل نفسه؟ قال: « من قال ذلك؟ » قلت: ناس من أصحابك، فقال رسول الله {{صل}}: « كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين »، إنه حين خرج إلى خيبر جعل يرتجز بأصحاب رسول الله {{صل}}، وفيهم النبي {{صل}} يسوق الركاب، وهو يقول: تالله لولا الله ما اهتدينا وما تصدقنا ولا صلينا إن الذين قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا فقال رسول الله {{صل}}: « من هذا؟ » قال: عامر يا رسول الله، قال: « غفر لك ربك »، قال: وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، لو متعتنا بعامر، فاستشهد « قال سلمة: ثم إن نبي الله {{صل}} أرسلني إلى علي فقال: » لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله «، قال: فجئت به أقوده أرمد، فبصق نبي الله {{صل}} في عينيه، ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه ويقول: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فقال علي بن أبي طالب: أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع <ref> الصاع: مكيال المدينة تقدر به الحبوب وسعته أربعة أمداد، والمد هو ما يملأ الكفين. </ref> كسيل السندره <ref> السّنْدرة: مكْيال واسعٌ. </ref> ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه
1001 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا قتيبة بن سعيد قثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد، أن رسول الله {{صل}} قال يوم خيبر: « لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله »، قال: فبات الناس يدوكون <ref> يدوكون: يخوضون ويتحدثون. </ref> ليلتهم أيهم يعطي، فلما أصبح الناس غدوا <ref> الغدو: الذهاب والسير أول النهار. </ref> على رسول الله {{صل}}، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: « أين علي بن أبي طالب؟ » فقال: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: « فأرسلوا إليه »، فأتي به، فبصق رسول الله {{صل}} في عينيه ودعا له، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: « انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم <ref> حمر النعم: الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب. </ref> »
1002 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو أحمد، وهو الزبيري، قال: نا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، هو ابن عبد الله الأنصاري، قال: كنا مع النبي {{صل}} عند امرأة من الأنصار صنعت له طعاما، فقال النبي {{صل}}، وذكر الحديث، وقال في آخره: « يدخل عليكم رجل من أهل الجنة »، فرأيت النبي {{صل}} يدخل رأسه تحت الودي ويقول: « اللهم إن شئت جعلته عليا »، فدخل علي، فهنيناه.
===ومن فضائل علي رضي الله عنه من حديث أبي بكر بن مالك عن شيوخه غير عبد الله <ref> في الكتاب ثلاثة أنواع من الروايات، رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه أحمد بن حنبل، وزيادات ابن أحمد عن غير أبيه، وزيادات القطيعي تلميد عبد الله عن غير عبد الله. والروايات الضعيفة أكثر في النوع الثاني من الأول، أما الثالث ففيها موضوعات كثيرة من رواية المتروكين. قال [[ابن تيمية]] في منهاج السنة النبوية: "ثم زاد ابن أحمد زيادات وزاد أبو بكر القطيعي زيادات وفي زيادات القطيعي أحاديث كثيرة موضوعة، فظن ذلك الجاهل أن تلك من رواية أحمد".. </ref> ===
1003 - حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري، قراءة عليه يوم الاثنين في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وثمانين ومائتين، قثنا أبو عاصم وهو الضحاك بن مخلد، عن أبي الجراح قال: حدثني جابر بن صبح، عن أم شراحيل، عن أم عطية، أن رسول الله {{صل}} بعث عليا في سرية، فرأيته رافعا يديه وهو يقول: « اللهم لا تمتني حتى تريني عليا »
1004 - حدثنا إبراهيم قثنا أبو الوليد قثنا شعبة، عن عمرو، يعني: ابن مرة، قال: سمعت أبا حمزة يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من صلى مع النبي {{صل}} علي بن أبي طالب.
1005 - حدثنا إبراهيم، قثنا حجاج بن المنهال قال: نا حماد، يعني: ابن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك: إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه، قال: فقال: لا تفعل يا ابن أخ، إذا علمت أن عندي علما فسلني عنه ولا تهبني، فقلت: قول النبي {{صل}} لعلي حين خلفه في المدينة في غزوة تبوك، فقال علي: يا رسول الله، تخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى »؟ قال: بلى، فرجع مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع.
1006 - حدثنا إبراهيم قثنا حجاج قثنا حماد، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء وهو ابن عازب، قال: أقبلنا مع النبي {{صل}} في حجة الوداع حتى كنا بغدير خم، فنودي فينا: إن الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله {{صل}} تحت شجرتين، فأخذ بيد علي فقال: « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قالوا: بلى يا رسول الله، قال: « هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه »، فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
1007 - حدثنا إبراهيم، نا حجاج، نا حماد، عن الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس، أن الوليد بن عقبة قال لعلي: ألست أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأملأ منك حشوا؟ فأنزل الله عز وجل: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ). <ref> سورة السجدة الآية 18. </ref>
1008 - حدثنا إبراهيم قثنا حجاج بن المنهال قثنا حماد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله {{صل}} قال يوم خيبر: « لأدفعن اللواء إلى رجل يحب الله ورسوله، ثم يفتح الله على يديه »، فقال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ، فتطاولت لها، فقال النبي {{صل}}: « قم يا علي »، فدفع إليه اللواء قال: « اذهب ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك »، فقال علي: علام أقاتل الناس؟ قال {{صل}}: « أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله »
1009 - حدثنا إبراهيم قثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال: نا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: قال النبي {{صل}} لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ». قال سفيان: أراه قال: غير أنه لا نبي بعدي.
1010 - حدثنا إبراهيم قثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي قثنا ابن عون قثنا محمد وهو ابن سيرين، عن عبيدة قال: قال لي: لا أنبئك إلا ما أنبأني علي بن أبي طالب: « فيهم مودن اليد <ref> مودن اليد: ناقص اليد صغيرها. </ref> أو مثدون اليد <ref> المثدون: صَغير اليَد مُجْتَمِعُها، والمَثْدون: النَّقِص الخَلْق. </ref> أو مخدج اليد <ref> المخدج: القصير اليد، والمراد رجل من الخوارج وصفه لهم النبي {{صل}}. </ref> لولا أن تبطروا <ref> البَطر: الطُّغْيان عند النّعْمة وطُولِ الْغِنَى، والتكبر. </ref> لأنبأتكم ما وعد الله الذين يقاتلونهم على لسان محمد {{صل}} »، قال: قلت: أنت سمعته من محمد قال: إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، يعني ثلاثا
1011 - حدثنا علي بن الحسن القاضي قثنا أبو مسعود محمد بن عبيد بن عقيل قثنا عبد العزيز بن الخطاب قثنا عيسى، ذكره عن داود بن أبي هند، عن أبي جعفر، وسمعته يذكره عن رجل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله {{صل}} لعلي: « تؤتى يوم القيامة بناقة من نوق الجنة، فتركبها وركبتك مع ركبتي، وفخذك مع فخذي، حتى تدخل الجنة ».
1012 - حدثنا علي بن الحسين قثنا إبراهيم بن إسماعيل قثنا أبي، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن أبي ليلى الكندي أنه حدثه قال: سمعت زيد بن أرقم يقول، ونحن ننتظر جنازة، فسأله رجل من القوم فقال: أبا عامر، أسمعت رسول الله {{صل}} يقول يوم غدير خم لعلي: « من كنت مولاه فعلي مولاه »؟ قال: نعم، قال أبو ليلى: فقلت لزيد بن أرقم: قالها رسول الله {{صل}}؟ قال: نعم، قد قالها له أربع مرات؟ فقال: نعم «
1013 - حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي قثنا سعد بن الصلت قثنا أبو الجارود الرحبي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث، عن علي قال: لما كانت ليلة بدر قال رسول الله {{صل}}: « من يستقي لنا من الماء؟ » فأحجم الناس، فقام علي فاحتضن قربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها، فأوحى الله عز وجل إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل: تأهبوا لنصر محمد عليه السلام وحزبه، فهبطوا من السماء لهم لغط <ref> اللغط: صوت وضجة لا يفهم معناها. </ref> يذعر من سمعه، فلما حاذوا البئر سلموا عليه من عند آخرهم إكراما وتجليلا.
1014 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخزومي قثنا سليمان بن عمر الأقطع قثنا عتاب بن بشير، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، أن عليا أخبره، أن رسول الله {{صل}} طرقه وفاطمة ليلة، فقال لهم: « ألا تصلون؟ » فقال علي: يا رسول الله، إن أنفسنا بيد الله عز وجل، إن شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف فلم يرجع إليه شيئا وهو يقول: ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ). <ref> سورة الكهف الآية 54. </ref>
1015 - حدثنا أبو عمرو محمد بن محمود الأصبهاني قثنا علي بن خشرم المروزي قثنا الفضل بن موسى السيناني، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي {{صل}} فاطمة، فقال: « إنها صغيرة »، فخطبها علي، فزوجها منه.
1016 - حدثنا هيثم بن خلف قثنا محمد بن أبي عمر الدوري قثنا شاذان قثنا جعفر بن زياد، عن مطر، عن أنس، يعني: ابن مالك، قال: قلنا لسلمان: سل النبي {{صل}} من وصيه، فقال له سلمان: يا رسول الله، من وصيك؟ قال: « يا سلمان، من كان وصي موسى؟ » قال: يوشع بن نون، قال: « فإن وصيي ووارثي يقضي ديني، وينجز موعودي: علي بن أبي طالب »
سطر 1٬043:
1026 - حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن منصور الحاسب، سنة تسع وتسعين ومائتين، قثنا أبو عمران الوركاني قثنا المعافى بن عمران، عن مختار التمار، عن أبي مطر البصري، أنه شهد عليا أتى أصحاب التمر وجارية تبكي عند التمار فقال: « ما شأنك؟ » قالت: باعني تمرا بدرهم، فرده مولاي فأبى أن يقبله، قال: يا صاحب التمر، خذ تمرك وأعطها درهمها، فإنها خادم وليس لها أمر، فدفع عليا، فقال له المسلمون: تدري من دفعت؟ قال: لا، قالوا: أمير المؤمنين، فصب تمرها وأعطاها درهمها، قال: أحب أن ترضى عني، قال: ما أرضاني عنك إذا أوفيت الناس حقوقهم.
1027 - حدثنا أحمد بن محمد قثنا الوركاني قثنا المعافى بن عمران، عن يونس بن أبي إسحاق قال: حدثني أبو الوضاح الشيباني قال: حدثني رجل قال: رأيت عليا مر بجارية تبتاع من لحام، فقالت: زدني، فالتفت إليه علي فقال: زدها، ويحك؛ فإنه أعظم لبركة البيع.
1028 - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي إملاء من كتابه، نا صالح بن مالك، نا عبد الغفور قال: حدثنا أبو هاشم الرماني، عن زاذان قال: رأيت علي بن أبي طالب يمسك الشسوع بيده، يمر في الأسواق فيناول الرجل الشسع، ويرشد الضال <ref> الضال: التائه. </ref> ويعين الحمال على الحمولة، وهو يقرأ هذه الآية ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )، <ref> سورة القصص الآية 83. </ref> ثم يقول: هذه الآية أنزلت في الولاة وذوي القدرة من الناس.
1029 - حدثنا محمد بن يونس القرشي قثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل الشيباني، وأبو بكر الحنفي، وأبو علي الحنفي، قالوا: نا ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن طلحة بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أزهر، عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن للقرشي مثل قوة رجلين »، يعني من غيره. قال ابن شهاب: يريد بذلك نبل الرأي.
1030 - حدثنا محمد بن يونس قال: حدثني أبي قثنا محمد بن سليمان بن المسمول المخزومي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبيه قال: خطبنا رسول الله {{صل}} يوم الجمعة فقال: « يا أيها الناس، قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها، قوة رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم، يا أيها الناس، أوصيكم بحب ذي أقربيها: أخي وابن عمي علي بن أبي طالب؛ فإنه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني عذبه الله عز وجل ».
سطر 1٬050:
1033 - حدثنا محمد بن يونس قثنا المعلى بن أسد، نا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي أم كلثوم فقال: أنكحنيها، فقال علي: إني أرصدها لابن أخي جعفر، فقال عمر: أنكحنيها، فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصد، فأنكحه علي، فأتى عمر المهاجرين فقال: ألا تهنئوني؟ فقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ فقال: بأم كلثوم بنت علي، وابنة فاطمة بنت رسول الله، إني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة، إلا ما كان من سببي ونسبي »، فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله {{صل}} سبب ونسب.
1034 - حدثنا محمد قثنا بشر بن مهران، نا شريك، عن شبيب بن غرقدة، عن المستظل، أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم، فاعتل عليه بصغرها، فقال: إني لم أرد الباه، ولكني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، ما خلا سببي ونسبي، كل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة؛ فإني أنا أبوهم وعصبتهم ».
1035 - حدثنا محمد قثنا أبو بكر الحنفي قثنا فطر بن خليفة، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نمشي مع النبي {{صل}} فانقطع شسع <ref> الشسع: سير يمسك النعل بأصابع القدم. </ref> نعله، فتناولها علي يصلحها، ثم مشى فقال: « إن منكم لمن يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله »، قال أبو سعيد: فخرجت فبشرته بما قال رسول الله {{صل}}، فلم يكبر به فرحا، كأنه شيء قد سمعه.
1036 - حدثنا محمد قثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري قال: نا عمرو بن جميع، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال: قال رسول الله {{صل}}: « الصديقون ثلاثة: حبيب بن مري النجار مؤمن آل ياسين، وخرتيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب الثالث، وهو أفضلهم »
1037 - حدثنا محمد قثنا بهلول بن مورق السامي قثنا موسى بن عبيدة الربذي، عن عمرو بن عبد الله، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: قال رسول الله {{صل}}: « قال لي جبريل: يا محمد، قلبت الأرض مشارقها ومغاربها، فلم أجد ولد أب خيرا من بني هاشم ».
1038 - حدثنا محمد بن يونس قال: نا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: أنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن أمه سلمى قالت: اشتكت فاطمة بنت رسول الله {{صل}} فمرضتها، فأصبحت يوما كأمثل ما كانت، فخرج علي بن أبي طالب، فقالت فاطمة: يا أمتاه، اسكبي لي ماء غسلا، فسكبت لها، فقامت فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم قالت: هاتي ثيابي الجدد، فأعطيتها، فلبستها ثم جاءت إلى البيت الذي كانت فيه فقالت: قدمي الفراش إلى وسط البيت، فقدمته فاضطجعت واستقبلت القبلة فقالت: يا أمتاه، إني مقبوضة الآن، وإني قد اغتسلت، فلا يكشفني أحد، وقبضت، <ref> القبض: الوفاة والموت. </ref> فجاء علي بن أبي طالب فأخبرته، فقال: لا والله لا يكشفها أحد، ثم حملها بغسلها ذلك فدفنها.
1039 - حدثنا محمد بن يونس، نا حسين بن حسن الأشقر قال: حدثني ابن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: أتيت النبي {{صل}} برأس مرحب لعنه الله.
1040 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، نا إبراهيم بن بشار قثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه قال: أخبرني من سمع عليا على منبر الكوفة يقول: لما أردت أن أخطب إلى رسول الله {{صل}}، فذكرت أن لا شيء لي، ثم ذكرت عائدته وصلته فخطبتها، فقال: « وهل عندك شيء؟ » قلت: لا، قال: « فأين درعك الحطمية التي كنت أعطيتك يوم كذا وكذا؟ » قلت: هي عندي، قال: « فأت بها »، قال: فأتيته بها فأنكحنيها، فلما أن دخلت علي قال: « لا تحدثن شيئا حتى آتيكما »، فاستأذن رسول الله {{صل}} وعلينا كساء أو قطيفة فتحشحشنا، فقال: « مكانكما، على حالكما »، فدخل علينا رسول الله {{صل}} فجلس عند رءوسنا فدعا بإناء فيه ماء، فأتي به، فدعا فيه بالبركة، ثم رشه علينا، فقلت: يا رسول الله، أنا أحب إليك أم هي؟ قال: « هي أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها ».
سطر 1٬063:
1046 - حدثنا إبراهيم، نا إبراهيم بن بشار الرمادي قثنا سفيان بن عيينة قال: نا كثير النواء، عن المسيب بن نجبة، عن علي بن أبي طالب، أن النبي {{صل}} قال: « أعطي كل نبي سبعة رفقاء، وأعطيت أنا أربعة عشر »، قيل لعلي: من هم؟ قال: أنا، وابناي الحسن والحسين، وحمزة، وجعفر، وعقيل، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، والمقداد، وسلمان، وعمار، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم.
1047 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قثنا أحمد بن منصور قثنا الأحوص بن جواب قال: نا عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا في المسجد، فخرج علينا رسول الله {{صل}}، وعلي في بيت فاطمة، وانقطعت شسع رسول الله {{صل}}، فأعطاها عليا يصلحها، ثم جاء فقام علينا فقال: « إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله »، قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: « لا »، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: « لا، ولكنه صاحب النعل »، قال إسماعيل: فحدثني أبي أنه شهد، يعني عليا، بالرحبة فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، هل كان من حديث النعل شيء؟ قال: وقد بلغك؟ قال: نعم، قال: اللهم إنك تعلم أنه مما كان يخفي إلي رسول الله {{صل}}.
1048 - حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني ابن زنجويه، ومحمد بن إسحاق، وغيرهما، قالوا: أنا عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، والمنهال، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، أنه قال لعلي، وكان يسمر <ref> المُسامرة: وهو الحديثُ بالليل. </ref> معه: إن الناس قد أنكروا منك أنك تخرج في البرد في ملاءتين، وفي الحر في الحشو وفي الثوب الثقيل، فقال له: أو لم تكن معنا بخيبر؟ فقال: بلى، قال: فإن رسول الله {{صل}} قال: « لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، يفتح الله له، ليس بفرار »، فأرسل إلي وأنا أرمد، قال: فتفل في عيني ثم قال: « اللهم اكفه أذى الحر والبرد »، قال: فما وجدت حرا ولا بردا. لفظ حديث عبد الله.
1049 - حدثنا عبد الله قثنا حسين بن محمد الذارع قثنا عبد المؤمن بن عباد قال: نا يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله {{صل}} مسجده، فذكر قصة مؤاخاة رسول الله {{صل}} بين أصحابه، فقال علي، يعني للنبي {{صل}}: لقد ذهبت روحي، وانقطعت ظهري، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علي، فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله {{صل}}: « والذي بعثني بالحق، ما أخرتك إلا لنفسي، فأنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي »، قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: « ما ورث الأنبياء قبلي »، قال: وما ورث الأنبياء قبلك؟ قال: « كتاب الله، وسنة نبيهم، وأنت معي في قصر في الجنة، مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله {{صل}}: ( إخوانا على سرر متقابلين )، المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض ».
1050 - حدثنا عبد الله قثنا علي بن مسلم قثنا عبيد الله بن موسى قال: أنا محمد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم عليا.
1051 - حدثنا عبد الله، قثنا سريج بن يونس، والحسن بن عرفة، قالا: نا أبو حفص الأبار، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي قال: قال رسول الله {{صل}}: « يا علي، فيك مثل من عيسى، أبغضته يهود حتى بهتوا أمه، <ref> بهتوا أمه: كذبوا وافتروا عليها. </ref> وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له »
1052 - وقال علي: يهلك في رجلان: محب يقرظني <ref> التقريظ: الثناء والمدح. </ref> بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني <ref> الشنآن: الكراهية والبغض والحقد. </ref> على أن يبهتني. <ref> البُهْت: الكذب والإفْتِراء. </ref> لفظ سريج بن يونس.
1053 - حدثنا عبد الله بن محمد، نا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، سنة سبع وعشرين ومائتين، قال: نا سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: بعث رسول الله {{صل}} أبا بكر بسورة براءة على الموسم وأربع كلمات إلى الناس، فلحقه علي في الطريق، فأخذ السورة والكلمات، فكان علي يبلغ، وأبو بكر على الموسم، فإذا قرأ السورة نادى: ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يقرب المسجد مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله {{صل}} عقد فأجله مدته، حتى قال رجل: لولا أن يقطع الذي بيننا وبين ابن عمك من الحلف، فقال علي: لولا أن رسول الله أمرني ألا أحدث شيئا حتى آتيه لقتلتك.
1054 - حدثنا الفضل بن الحباب البصري بالبصرة قال: نا القعنبي عبد الله بن مسلمة قثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة وهو ابن الزبير، أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر، فقال له عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟ هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب، فلا تذكر عليا إلا بخير، فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره.
سطر 1٬075:
1058 - حدثنا عبد الله بن الصقر، سنة تسع وتسعين ومائتين، قثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن ربيعة الجرشي أنه ذكر علي عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص، فقال له سعد: أتذكر عليا، إن له مناقب أربعا، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من كذا وكذا. وذكر حمر النعم وقوله: « لأعطين الراية »، وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى «، وقوله: » من كنت مولاه فعلي مولاه «، ونسي سفيان واحدة.
1059 - حدثنا الفضل بن الحباب قثنا أبو الوليد الطيالسي قال نا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة الأكوع، عن أبيه قال: خرجنا إلى خيبر، فكان عمي يرتجز وهو يقول: والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا فقال النبي {{صل}}: « من هذا؟ » قالوا: عامر، قال: « غفر الله لك يا عامر »، وما استغفر رسول الله {{صل}} لرجل خصه إلا استشهد، فقال عمر: لو ما متعتنا بعامر، فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو يقول: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فبرز له عامر فقال: قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل محاذر فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يسفل له، فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه، وإذا نفر من أصحاب رسول الله {{صل}} يقولون: بطل عمل عامر، بطل عمل عامر، قتل عامر نفسه، فأتيت النبي {{صل}} وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله، بطل عمل عامر؟ فقال رسول الله {{صل}}: « من قال هذا؟ » قال: قلت: ناس من أصحابك، فقال: « كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين »، ثم أرسلني رسول الله {{صل}} إلى علي بن أبي طالب، فأتيته وهو أرمد، حتى أتيت به النبي {{صل}}، فبصق في عينيه، فبرأ، ثم أعطاه الراية، وخرج مرحب فقال: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب قال علي: أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع (10) كيل السندره (11) قال: فضربه، ففلق رأس مرحب فقتله، وكان الفتح على يدي علي »
1060 - حدثنا الفضل بن الحباب قثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، نا سفيان قثنا الأجلح بن عبد الله الكندي، عن الشعبي، عن عبد الله بن الخليل، عن زيد بن أرقم قال: أتي علي باليمن بثلاثة نفر وقعوا على جارية في طهر واحد، فولدت ولدا، فادعوه، فقال علي لأحدهم: تطيب به نفسا لهذا؟ قال: لا، وقال لآخر: تطيب به نفسا لهذا؟ قال: لا، وقال للآخر: تطيب به نفسا لهذا؟ قال: لا، فقال: أراكم شركاء متشاكسون، <ref> التشاكس: الاختلاف والتنازع. </ref> إني مقرع بينكم، فأيكم أصابته القرعة أغرمته ثلثي القيمة وألزمته الولد، فذكروا ذلك للنبي {{صل}} فقال: « ما أجد فيها إلا ما قال علي ».
1061 - حدثنا عبد الله بن محمد الخراساني قثنا داود بن عمرو الضبي، وأبو الربيع الزهراني، قالا: نا شريك، عن سماك، عن حنش بن المعتمر، عن علي قال: بعثني رسول الله {{صل}} قاضيا، فقلت: يا رسول الله، إني شاب وتبعثني إلى ذوي أسنان، فدعا لي بدعوات. هذا لفظ أبي الربيع، وزاد داود في حديثه: فوضع يده على صدري وقال: « ثبتك الله وسددك »، وفي حديث أبي الربيع: فما اختلف علي بعد ذلك القضاء.
1062 - حدثنا عبد الله قال: حدثني جدي قثنا أبو قطن قثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، عن علقمة، عن عبد الله، وهو ابن مسعود، قال: كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب.
1063 - حدثنا عبد الله، نا عثمان بن أبي شيبة، نا سفيان، عن يحيى بن سعيد قال: أراه عن سعيد قال: لم يكن أحد من أصحاب النبي {{صل}} يقول: سلوني، إلا علي بن أبي طالب.
1064 - حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني جدي قثنا حجاج بن محمد قثنا ابن جريج قثنا أبو حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود، قال ابن جريج: ورجل آخر، عن زاذان، قالا: سئل علي عن نفسه فقال: إني أحدث بنعمة ربي، كنت والله إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت، فبين الجوانح مني علم جم.
1065 - حدثنا عبد الله قثنا عبيد الله القواريري قال: نا مؤمل قثنا ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة <ref> المعضلة: المسألة الشديدة. </ref> ليس لها أبو حسن.
1066 - حدثنا عبد الله قثنا هدبة بن خالد قال: نا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن سلمة بن أبي الطفيل، عن علي، أن رسول الله {{صل}} قال: « يا علي، إن لك كنزا في الجنة، وإنك ذو قرنيها، فلا تتبع النظرة؛ فإن لك الأولى وليست لك الآخرة ».
1067 - حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن عمران الأخنسي قال: سمعت محمد بن فضيل قثنا أبو نصر عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن مساور الحميري، عن أمه، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله {{صل}} يقول لعلي: « لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق ».
سطر 1٬088:
1071 - حدثنا عبد الله قثنا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو شيبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: كان علي يأخذ راية رسول الله {{صل}} يوم بدر، قال الحكم: يوم بدر والمشاهد كلها.
1072 - حدثنا عبد الله قثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع، وأبو معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي قال: عهد إلي النبي {{صل}}: « لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق ».
1073 - حدثنا عبد الله قال: نا يحيى بن عبد الحميد الحماني، نا شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله، عن علي، ح ونا عبد الله، نا أبو خيثمة قثنا أسود بن عامر قثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي قال: لما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين )، <ref> سورة الشعراء الآية 214. </ref> دعا رسول الله {{صل}} رجالا من أهل بيته، إن كان الرجل منهم لآكلا جذعة، وإن كان شاربا فرقا، فقدم إليهم رجلا، فأكلوا حتى شبعوا، فقال لهم: « من يضمن عني ديني ومواعيدي، ويكون معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي؟ » فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي: أنا، فقال رسول الله {{صل}}: « علي يقضي عني ديني، وينجز مواعيدي ». ولفظ الحديث للحماني، وبعضه لحديث أبي خيثمة.
1074 - حدثنا عبد الله قثنا عبيد الله بن عمر، نا حرمي بن عمارة، نا الفضل بن عميرة أبو قتيبة القيسي قال: حدثني ميمون الكردي أبو نصير، عن أبي عثمان النهدي، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: كنت أمشي مع النبي {{صل}} في بعض طرق المدينة، فأتينا على حديقة فقلت: يا رسول الله، ما أحسن هذه الحديقة فقال: « ما أحسنها ولك في الجنة أحسن منها »، ثم أتينا على حديقة أخرى فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها من حديقة فقال: « لك في الجنة أحسن منها »، حتى أتينا على سبع حدائق أقول: يا رسول الله، ما أحسنها ويقول: « لك في الجنة أحسن منها ».
1075 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قثنا أحمد بن منصور، وعلي بن مسلم، وغيرهما، قالوا: نا عمرو بن طلحة القناد قثنا أسباط، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن عليا كان يقول في حياة رسول الله {{صل}}: إن الله عز وجل يقول: ( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم )، <ref> سورة آل عمران الآية 144. </ref> والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، ولئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه، ووليه، وابن عمه، ووارثه، ومن أحق به مني؟
1076 - حدثنا عبد الله قثنا أبو خيثمة قثنا يعقوب بن إبراهيم قثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جعل علي يغسل النبي {{صل}} فلم ير منه شيئا مما يرى من الميت، وهو يقول: بأبي أنت وأمي، ما أطيبك حيا وميتا.
1077 - حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني قال: نا سويد بن سعيد قثنا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ذكر عنده علي بن أبي طالب فقال: إنكم لتذكرون رجلا كان يسمع وطء جبريل فوق بيته.
سطر 1٬097:
1080 - حدثنا إبراهيم بن شريك قثنا عقبة بن مكرم الضبي قثنا يونس بن بكير، عن السوار بن مصعب، عن أبي الجحاف، قال أبو مكرم عقبة: وكان من الشيعة، عن محمد بن عمرو، عن فاطمة الكبرى، عن أم سلمة قالت: كان النبي {{صل}} عندي في ليلتي فغدت عليه فاطمة وعلي، فقال رسول الله {{صل}}: « يا علي أبشر، فإنك وأصحابك وشيعتك في الجنة ». وذكر بقية الحديث.
1081 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري قثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل، عن أبي الجراح قال: حدثني جابر بن صبح، عن أم شراحيل، عن أم عطية، أن رسول الله {{صل}} بعث عليا في سرية، فرأيته رافعا يديه وهو يقول: « اللهم لا تمتني حتى تريني عليا ».
1082 - وفيما كتب إلينا عبد الله بن غنام الكوفي، يذكر أن الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى المكفوف حدثهم قال: أنا عمرو بن جميع البصري، عن محمد بن أبي ليلى، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه أبي ليلى قال: قال رسول الله {{صل}}: « الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي قال: ( يا قوم اتبعوا المرسلين )، <ref> سورة يس الآية 20. </ref> وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله )، <ref> سورة غافر الآية 28. </ref> وعلي بن أبي طالب الثالث، وهو أفضلهم »
1083 - حدثني من سمع ابن أبي عوف قثنا سويد بن سعيد قثنا زكريا بن عبد الله الصهباني، عن عبد المؤمن، عن أبي المغيرة، عن علي بن أبي طالب قال: طلبني رسول الله {{صل}} فوجدني في حائط نائما، فضربني برجله قال: « قم، فوالله لأرضينك، أنت أخي، وأبو ولدي، تقاتل على سنتي، من مات على عهدي فهو في كنز الله، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت ».
1084 - فيما كتب إلينا محمد بن عبد الله بن سليمان مطين، يذكر أن علي بن حكيم الأودي حدثهم قثنا حبان بن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: لما قتل علي أصحاب الألوية يوم أحد قال جبريل: يا رسول الله، إن هذه لهي المواساة، فقال له النبي {{صل}}: « إنه مني، وأنا منه »، قال جبريل: وأنا منكما يا رسول الله.
سطر 1٬105:
1088 - حدثنا علي بن طيفور قثنا قتيبة، نا يعقوب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب قال: لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاثا، لأن أكون أوتيتها أحب إلي من إعطاء حمر النعم: جوار رسول الله {{صل}} في المسجد، والراية يوم خيبر، والثالثة نسيها سهيل.
1089 - حدثنا علي قثنا قتيبة، نا يعقوب، عن ابن عجلان، عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب أنه قال: لقاني رسول الله {{صل}} هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولها: لا إله إلا الله الكريم الحليم سبحانه، تبارك الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين. وكان عبد الله بن جعفر يلقنها الميت، وينفث بها على الموعوك، ويعلمها المغتربة من بناته.
1090 - حدثنا علي، نا قتيبة، نا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال: قال علي: لا يزال الناس ينتقصون حتى لا يقول أحد: الله الله، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فإذا فعل ذلك بعث إليه بعثا يتجمعون على أطراف الأرض، كما تتجمع قزع <ref> القزع: قِطَع السَّحاب المُتَفَرقة. </ref> الخريف، والله إني لأعلم اسم أميرهم، ومناخ ركابهم.
1091 - حدثنا أحمد بن زنجويه القطان قثنا هشام بن عمار الدمشقي قثنا أسد، عن الحجاج بن أرطاة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}: « من أبغضنا أهل البيت فهو منافق ».
1092 - حدثنا محمد بن هشام بن البختري قثنا الحسين بن عبيد الله العجلي قثنا الفضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}: « أعطيت في علي خمسا، هن أحب إلي من الدنيا وما فيها: أما واحدة، فهو تكاي بين يدي الله عز وجل حتى يفرغ من الحساب، وأما الثانية، فلواء الحمد بيده، آدم عليه السلام ومن ولد تحته، وأما الثالثة، فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي، وأما الرابعة، فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي عز وجل، وأما الخامسة، فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان، ولا كافرا بعد إيمان ».
سطر 1٬117:
1100 - حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني قثنا أبو جعفر النفيلي قثنا ابن زياد الثقفي، عن السدي قال: قال علي: اللهم العن كل مبغض لنا قال، وكل محب لنا غال.
1101 - حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قثنا أبو علي الحسين بن محمد السعدي البصري، في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين، قال: نا عبد المؤمن بن عباد العبدي قال: نا يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله {{صل}} مسجده فقال: « أين فلان؟ أين فلان؟ » فجعل ينظر في وجوه أصحابه، ويتفقدهم ويبعث إليهم، حتى توافوا عنده، فحمد الله وأثنى عليه، فآخى بينهم، وذكر الحديث حديث المؤاخاة بينهم، فقال علي: لقد ذهبت روحي، وانقطع ظهري، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله {{صل}}: « والذي بعثني بالحق، ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي »، قال: ما أرث منك يا نبي الله؟ قال: « ما ورث الأنبياء قبلي »، قال: وما ورث الأنبياء قبلك؟ قال: « كتاب الله وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله {{صل}}: ( إخوانا على سرر متقابلين )، المتحابون في الله عز وجل ينظر بعضهم إلى بعض.
1102 - حدثنا أحمد قال: نا أبو الربيع الزهراني، نا عبد العزيز بن المختار الأنصاري قثنا عبد الله بن فيروز قثنا الحضين بن المنذر الرقاشي قال: شهدت عثمان بن عفان، وأتي بالوليد بن عقبة، وقد صلى بأهل الكوفة الصبح أربعا ثم قال: أزيدكم، فشهد عليه حمران ورجل آخر، شهد أحدهما أنه رآه يشرب الخمر، وشهد الآخر أنه رآه يتقيؤها، فقال عثمان لعلي، فقال علي لابنه الحسن، فقال: ول حارها من تولى قارها، <ref> القار: شدة البرد، والمراد خيرها وهينها. </ref> فقال لابن أخيه عبد الله بن جعفر، فأخذ السوط فضربه، فلما بلغ أربعين قال: أمسك، جلد رسول الله {{صل}} أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكل سنة، وهذا أحب إلي.
1103 - حدثنا عبد الله بن سليمان السجستاني، نا عباد بن يعقوب، نا موسى بن عمير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: قال النبي {{صل}}: « يا معشر بني هاشم، والذي بعثني بالحق، لو أخذت بحلقة باب الجنة ما بدأت إلا بكم ».
1104 - حدثني أحمد بن إسرائيل قثنا محمد بن عثمان قثنا زكريا بن يحيى الكسائي، نا يحيى بن سالم، نا أشعث ابن عم حسن بن صالح، وكان يفضل عليه، نا مسعر، عن عطية العوفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله {{صل}}: « مكتوب على باب الجنة: محمد رسول الله، علي أخو رسول الله، قبل أن تخلق السماوات بألفي سنة ».
1105 - وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، يذكر أن حرب بن الحسن الطحان حدثهم قال: نا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) <ref> سورة الشورى الآية 23. </ref> قالوا: يا رسول الله، من قرابتنا هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: « علي، وفاطمة، وابناها عليهم السلام ».
1106 - وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله الحضرمي، يذكر أن عبد الله بن عمر بن أبان الكوفي حدثهم قثنا أبو معاوية وهو الضرير، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل قال: أتى عليا رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، قال علي: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله {{صل}}، لو كان عليك مثل جبل صبر دنانير لأداهن الله عليك؟ قلت: بلى، قال: قل: اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
1107 - وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله، يذكر أن يزيد بن مهران حدثهم قثنا أبو بكر بن عياش، عن عياش، عن الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن البيلماني، عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله {{صل}} لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى »
سطر 1٬128:
1111 - حدثنا هيثم قال: حدثنا الحسن بن حماد سجادة قثنا يحيى بن يعلى، عن الحسن بن صالح بن حي، وجعفر بن زياد الأحمر، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن علي قال: يهلك في رجلان: محب مفرط، ومبغض مفتري.
1112 - حدثنا هيثم، قثنا داود بن رشيد قثنا صالح يعني ابن عمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن القاسم بن مخيمرة، عن شريح بن هانئ قال: أتيت عائشة فسألتها عن المسح، فقالت: ائت عليا فسله، فإنه كان يسافر مع رسول الله {{صل}}، قال: فأتيته فسألته، فقال: إذا توضأت فأحسنت الوضوء من أول نهارك، أجزأك يومك وليلتك تمسح
1113 - حدثنا عبد الله بن سليمان قثنا أحمد بن محمد بن عمر الحنفي، نا عمر بن يونس، نا سليمان بن أبي سليمان الزهري قال: نا يحيى بن أبي كثير قثنا عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني شداد بن عبد الله قال: سمعت واثلة بن الأسقع، وقد جيء برأس الحسين بن علي، قال: فلقيه رجل من أهل الشام فغضب واثلة وقال: والله لا أزال أحب عليا وحسنا وحسينا وفاطمة أبدا بعد إذ سمعت رسول الله {{صل}} وهو في منزل أم سلمة يقول فيهم ما قال، قال واثلة: رأيتني ذات يوم وقد جئت رسول الله {{صل}} وهو في منزل أم سلمة، وجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله، وجاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثم دعا بعلي فجاء، ثم أغدف <ref> أغدف: أرسل وأسبل. </ref> عليهم كساء خيبريا كأني أنظر إليه، ثم قال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )، فقلت لواثلة: ما الرجس؟ قال: الشك في الله عز وجل.
1114 - حدثنا عبد الله بن سليمان قثنا أحمد بن يوسف بن سالم قثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا سابق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، أن النبي {{صل}} قضى بالشاهد مع اليمين بالحجاز، وقضى به علي بالكوفة
1115 - حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجعد قثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني قثنا محمد بن فضيل، نا يزيد بن أبي زياد، عن أبي فاختة قال: حدثني جعدة بن هبيرة، عن علي بن أبي طالب قال: أهدي لرسول الله {{صل}} حلة مسيرة سداها <ref> السدى من الثوب: الخيوط الممتدة طولا من نسيجه. </ref> حرير، قال: فأرسل بها إلي، فأتيته فقلت: ماذا أصنع بها ألبسها أم لا؟ قال: « إني لا أرضى لك ما أكره لنفسي، ولكن اجعلها خمرا للفواطم ».
1116 - حدثنا محمد بن يونس القرشي قال: نا شريك بن عبد المجيد الحنفي قثنا الهيثم البكاء قثنا ثابت، عن أنس قال: لما مرض أبو طالب مرضه الذي مات فيه، أرسل إلى النبي {{صل}}: ادع ربك أن يشفيني، فإن ربك يطيعك، وابعث إلي بقطاف من قطاف الجنة، فأرسل إليه النبي {{صل}}: « وأنت يا عم، إن أطعت الله عز وجل أطاعك ».
1117 - حدثنا محمد بن يونس، نا وهب بن عمرو بن عثمان النمري البصري قال: حدثنا أبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن أبي طالب، فهو أعلم، فقال: يا أمير المؤمنين، جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، فقال: بئس ما قلت، ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله {{صل}} يغره العلم غرا، ولقد قال له رسول الله {{صل}}: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي »، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء يأخذ منه، ولقد شهدت عمر وقد أشكل عليه شيء فقال: ها هنا علي، قم لا أقام الله رجليك.
1118 - حدثنا أحمد بن إسرائيل قال: رأيت في كتاب أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله بخط يده: نا أسود بن عامر أبو عبد الرحمن قثنا الربيع بن منذر، عن أبيه قال: كان حسين بن علي يقول: من دمعتا عيناه فينا دمعة، أو قطرت عيناه فينا قطرة، أثواه الله عز وجل الجنة.
1119 - حدثنا عمر بن سيف بن الضحاك المخرمي، في سنة خمس وثمانين ومائتين، قال: نا الحسين بن شداد المخرمي، حدثنا الحسن بن بشر، نا قيس، عن ليث، عن محمد بن الأشعث، عن ابن الحنفية، عن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله {{صل}}: « يولد لك ابن قد نحلته <ref> النحلة: العطاء عن طيب نفس بدون عوض. </ref> اسمي وكنيتي ».
1120 - وفيما كتب إلينا عبد الله بن غنام الكوفي، يذكر أن إسحاق بن وهب الواسطي حدثهم قثنا بشر بن عبيد أبو علي الدارسي قال: نا أبو مسعود الجبلي، عن مالك بن مغول، عن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب: تعلموا العلم صغارا تنتفعوا به كبارا، تعلموا العلم لغير الله ليصر لذات الله.
1121 - وفيما كتب إلينا، يذكر أن عباد بن يعقوب حدثهم، نا علي بن عابس، عن عبد الله، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال: اشتكى أبو الأسود الفالج، فنعت له ثعلب، فطلبناها في خرب البصرة، فبينا أنا أطوف إذا أنا برجل يصلي، فأشار إلي فأتيته، فقال: من أنت؟ فقلت: أبو حرب بن أبي الأسود، فقال: أقريء أباك السلام وقل له: عبد الله بن فلان يقرأ عليك السلام ويقول لك: أشهد أني سمعت عليا يقول: لأذودن <ref> أذود: أمنع وأدفع وأطرد. </ref> بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله رايات الكفار والمنافقين، كما تذاد غريبة الإبل عن حياضها.
1122 - وفيما كتب إلينا عبد الله بن غنام أيضا، يذكر أن عباد بن يعقوب حدثهم قثنا علي بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم قال: سمعت رجلا من خثعم يقول: سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « اللهم أقول كما قال أخي موسى: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي، عليا أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا ».
1123 - وفيما كتب إلينا، يذكر أن محمد بن عبيد حدثهم قثنا أبو مالك، عن حجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: كان المهاجرون يوم بدر سبعة وسبعين رجلا، وذكر الحديث وقال في آخره: وكان صاحب راية رسول الله {{صل}} علي بن أبي طالب.
سطر 1٬147:
1130 - حدثنا عبد الله قال: سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي قثنا أبو حمزة، عن جابر الجعفي، عن عبد الله بن نجي قال: سمعت عليا يقول: لقد صليت مع رسول الله {{صل}} ثلاث سنين قبل أن يصلي معه أحد من الناس.
1131 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسين بن محمد وأبو نعيم، قالا: نا فطر، عن أبي الطفيل قال: جمع علي الناس في الرحبة ثم قال: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله {{صل}} يقول يوم غدير خم ما سمع إلا قام، فقام ثلاثون من الناس، قال أبو نعيم: فقام أناس كثير فشهدوا حين قال للناس: « أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قالوا: نعم يا رسول الله، قال: « من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ».
1132 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن حماد، قثنا أبو عوانة، قثنا أبو بلج قثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط قالوا: يا أبا عباس، إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلو بنا عن هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف، <ref> تف وأف: بمعنى أتضجر. </ref> وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبي {{صل}}: « لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله »، قال: فاستشرف لها من استشرف، قال: « أين علي؟ » قالوا: هو في الرحى <ref> الرحا والرحى: الأداة التي يطحن بها، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الآخر ويدور الأعلى على قطب. </ref> يطحن، قال: « وما كان أحدكم يطحن؟ » قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال: فنفث <ref> النفث: أقل من التفل؛ لأن التفل لا يكون إلا معه شيء من الريق، والنفث شبيه بالنفخ. </ref> في عينه ثم هز الراية ثلاثا، فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي، قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه، وقال: « لا يذهب بها إلا رجل مني، وأنا منه »، قال: وقال لبني عمه: « أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ » قال: وعلي جالس معهم، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: فبركه، ثم أقبل على رجل رجل منهم فقال: « أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ » فأبوا، قال: فقال: « أنت وليي في الدنيا والآخرة »، قال: وكان أول من آمن من الناس بعد خديجة، وأخذ رسول الله {{صل}} ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )، قال: وشرى علي بنفسه لبس ثوب النبي {{صل}} ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول الله {{صل}}، فجاء أبو بكر، وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله، قال: فقال علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله، وهو يتضور <ref> تضوَّر: تلوَّى وتقلب ظهرا لبطن. </ref> قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضور، وأنت تضور، وقد استنكرنا ذلك، قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ قال له نبي الله {{صل}}: « لا »، فبكى علي، فقال له: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي »، قال: وقال له رسول الله {{صل}}: « أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة »، قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي، قال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره، قال: وقال: « من كنت مولاه فإن مولاه علي »، قال: وأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عنهم، عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد؟ قال: وقال: نبي الله {{صل}} لعمر حين قال: ائذن لي فأضرب عنقه، قال: « وكنت فاعلا، وما يدريك لعل الله عز وجل قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم ».
1133 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عثمان بن محمد بن أبي شيبة، وسمعته أنا من عثمان بن محمد، نا محمد بن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي نصر قال: حدثني مساور الحميري، عن أمه قالت: سمعت أم سلمة تقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول لعلي: « لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق ».
1134 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام، قال: حدثني شهر قال: سمعت أم سلمة زوج النبي {{صل}} حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل العراق فقالت: قتلوه قتلهم الله، غروه وذلوه لعنهم الله، فإني رأيت رسول الله {{صل}} جاءته فاطمة غدية ببرمة <ref> البرمة: القِدر مطلقا وهي في الأصل المتخذة من الحجارة. </ref> قد صنعت له فيها عصيدة، <ref> العصيدة: دقيق يخلط بالسمن ويطبخ والجمع: عصائد. </ref> تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه، فقال لها: « أين ابن عمك؟ » قالت: هو في البيت، قال: « اذهبي فادعيه، وائتيني بابنيه »، قالت: فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد، وعلي يمشي في أثرهما، حتى دخلوا على رسول الله {{صل}}، فأجلسهما في حجره، وجلس علي على يمينه، وجلست فاطمة على يساره، قالت أم سلمة: فاجتبذ <ref> الجبذ: الشد والجذب بقوة. </ref> كساء خيبريا كان بساطا لنا على المنامة في المدينة، فلفه رسول الله {{صل}} جميعا، فأخذ بشماله طرفي الكساء، وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل قال: « اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم أهلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا »، قلت: يا رسول الله، ألست من أهلك؟ قال: « بلى، فادخلي في الكساء »، قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة
1135 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، وسمعته أنا من عبد الله بن محمد قثنا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن أم موسى، عن أم سلمة قالت: والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله {{صل}}، قالت: عدنا رسول الله {{صل}} غداة بعد غداة، <ref> الغداة: ما بين الفجر وطلوع الشمس. </ref> يقول: « جاء علي؟ » مرارا، قالت فاطمة: كان بعثه في حاجة، قالت: فجاء بعد، قالت: فظننت أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه، <ref> يناجيه: يحدثه سرا. </ref> ثم قبض رسول الله {{صل}} من يومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا
1136 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا علي بن بحر قثنا عيسى بن يونس قثنا محمد بن إسحاق قال: حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم أبي يزيد، عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذي العشيرة، فلما نزلها رسول الله {{صل}} وأقام بها رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي علي: يا أبا اليقظان، هل لك أن تأتي هؤلاء فتنظر كيف يعملون؟ فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا <ref> غشينا: غلبنا وأصابنا. </ref> النوم، فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء <ref> الدقعاء: التراب الدقيق على وجه الأرض. </ref> من التراب فنمنا، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله {{صل}} يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء، فيومئذ قال رسول الله {{صل}} لعلي: « يا أبا تراب » لما يرى عليه من التراب، قال: « ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ » فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: « أحيمر ثمود الذي عقر <ref> العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم. </ref> الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه - يعني قرنه - حتى تبل منه هذه » يعني لحيته. حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أحمد بن عبد الملك وهو الحراني، نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يزيد بن خثيم، عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني أبوك يزيد بن خثيم، عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة العشيرة، فمررنا برجال من بني مدلج يعملون في نخل، فذكر معنى حديث عيسى بن يونس.
1137 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا زيد بن الحباب قال: حدثني حسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن رسول الله {{صل}} دفع الراية إلى علي يوم خيبر.
1138 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا ابن نمير قال: حدثني أجلح الكندي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة قال: بعث رسول الله {{صل}} بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: « إذا لقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده »، قال: فلقينا بني زيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب، يعني خالد بن الوليد، إلى رسول الله {{صل}} يخبره بذلك، فلما أتيت النبي {{صل}} دفعت الكتاب، فقريء عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله {{صل}}، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ، <ref> العائذ: المستجير والمتحصن والمعتصم والمحتمي. </ref> بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه، قد بلغت ما أرسلت به، فقال رسول الله {{صل}}: « لا تقع في علي، فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي ».
1139 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أسود بن عامر قال: أنا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي {{صل}} قال: « أمرني الله عز وجل بحب أربعة من أصحابي »، أرى شريك قال: « وأخبرني أنه يحبهم، علي منهم، علي منهم، وأبو ذر، وسلمان، والمقداد الكندي ».
1140 - حدثنا عبد الله، نا أبي، نا وكيع، نا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه، أنه مر على مجلس وهم يتناولون من علي، فوقف عليهم فقال: إنه قد كان في نفسي على علي شيء، وكان خالد بن الوليد كذلك، فبعثني رسول الله {{صل}} يعني في سرية عليها علي، فأصبنا سبيا، قال: فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد: دونك، قال: فلما قدمنا على النبي {{صل}} جعلت أحدثه بما كان، ثم قلت: إن عليا أخذ جارية من الخمس، قال: وكنت رجلا مكبابا، <ref> مكبابا: منحنيا ومنكس الرأس. </ref> قال: فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله {{صل}} قد تغير، فقال: « من كنت وليه فعلي وليه ».
1141 - حدثنا عبد الله، نا أبي، نا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، نا أبي، عن عبد الكريم بن سليط، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: لما خطب علي فاطمة قال رسول الله {{صل}}: « إنه لا بد للعرس من وليمة »، قال: فقال سعد: علي كبش، وقال فلان: علي كذا وكذا من ذرة.
1142 - حدثنا عبد الله، نا أبي، نا روح، نا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله {{صل}} عليا إلى خالد بن الوليد ليقسم الخمس - وقال روح مرة: ليقبض بعض الخمس - قال: فأصبح علي ورأسه يقطر، فقال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا، أو ما صنع هذا؟ قال: فلما رجعت إلى النبي {{صل}} أخبرته بما صنع علي، قال: وكنت أبغض عليا، قال: فقال: « يا بريدة، أتبغض عليا؟ » قال: قلت: نعم، قال: « لا تبغضه » - قال روح مرة: فأحبه - فإن له في الخمس أكثر من ذلك «.
سطر 1٬170:
1153 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي بن أبي طالب قال: كنت شاكيا فمر بي رسول الله {{صل}} وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرا فارفعني، وإن كان بلاء فصبرني، فقال رسول الله {{صل}}: « كيف قلت؟ » فأعاد عليه ما قال، قال: فضربه برجله وقال: « اللهم عافه »، « أو اللهم اشفه » - شك شعبة - قال: فما اشتكيت وجعي ذاك بعد.
1154 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسود بن عامر قال: أنا شريك، عن أبي الحسناء، عن الحكم، عن حنش، عن علي قال: أمرني رسول الله {{صل}} أن أضحي عنه، فأنا أضحي عنه أبدا.
1155 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، ومعاوية بن عمرو، قالا: نا زائدة، نا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي قال: جهز رسول الله {{صل}} فاطمة في خميل <ref> الخميل والخَمِيلة: القطيفة ذات الأهداب. </ref> وقربة ووسادة من أدم <ref> الأدم: الجلد المدبوغ. </ref> حشوها ليف. قال معاوية: إذخر، قال أبي: الخميل: القطيفة المخملة.
1156 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أسود بن عامر، نا شريك، عن سماك، عن حنش، عن علي قال: بعثني رسول الله {{صل}} إلى اليمن، قال: فقلت له: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم أسن مني، وأنا حدث لا أبصر القضاء، قال: فوضع يده على صدري وقال: « اللهم ثبت لسانه، واهد قلبه، يا علي، إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر ما سمعت من الأول، فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء »، قال: فما اختلف علي قضاء بعد، أو ما أشكل علي قضاء بعد.
1157 - حدثنا عبد الله، نا أبي، نا أسود بن عامر، نا شريك، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي قال: لما نزلت هذه الآية ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) جمع النبي {{صل}} من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا، قال: قال لهم: « من يضمن عني ديني ومواعيدي، ويكون معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي؟ » فقال رجل لم يسمه: يا رسول الله، أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال لآخر، قال: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي: أنا.
1158 - حدثنا عبد الله قثنا شيبان أبو محمد، نا حماد بن سلمة قال: أنا يونس بن خباب، عن جرير بن حيان، عن أبيه، أن عليا قال لأبيه: لأبعثنك فيما بعثني فيه رسول الله {{صل}}، أن أسوي كل قبر، وأن أطمس <ref> طمسته: محوته وأبطلته. </ref> كل صنم.
1159 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال علي: إذا حدثتكم عن رسول الله {{صل}} حديثا، فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم عن غيره فإنما أنا رجل محارب، والحرب خدعة، سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ».
1160 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية قثنا الأعمش، عن الحكم، عن القاسم بن مخيمرة، عن شريح بن هانئ قال: سألت عائشة عن المسح فقالت: ائت عليا فهو أعلم مني، قال: فأتيت عليا فسألته عن المسح على الخفين، قال: فقال: كان رسول الله {{صل}} يأمرنا أن نمسح على الخفين يوما وليلة، وللمسافر ثلاثا.
سطر 1٬181:
1164 - حدثنا عبد الله: نا محمد بن سليمان لوين قثنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن علي قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي {{صل}} دعا النبي {{صل}} أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي {{صل}} فقال لي: « أدرك أبا بكر، فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم »، فلحقته بالجحفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، نزل في شيء؟ قال: « لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت، أو رجل منك ».
1165 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال: قيل لعلي: إن رسولكم كان يخصكم بشيء دون الناس عامة، قال: ما خصنا رسول الله {{صل}} بشيء لم يخص الناس به إلا شيء في قراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة فيها شيء من أسنان الإبل، وفيها: إن المدينة حرم من ثور إلى عاير، من أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل، وذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل، ومن تولى مولى بغير إذنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل.
1166 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو خيثمة قثنا شبابة بن سوار قال: حدثني نعيم بن حكيم قال: حدثني أبو مريم قال: قثنا علي بن أبي طالب، أن رسول الله {{صل}} قال: « إن قوما يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، <ref> التَّراقِي: جمع تَرْقُوَة: وهي عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان. </ref> طوبى <ref> طوبى: اسم الجنة، وقيل هي شجرة فيها. </ref> لمن قتلهم وقتلوه، علامتهم رجل مخدج <ref> المخدج: القصير اليد أو الناقص. </ref> اليد ».
1167 - حدثنا عبد الله قال: حدثني حجاج بن الشاعر قثنا شبابة قال: حدثني نعيم بن حكيم قال: حدثني أبو مريم، ورجل من جلساء علي، عن علي، أن النبي {{صل}} قال يوم غدير خم: « من كنت مولاه فعلي مولاه ». قال فزاد الناس بعد: « اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ».
1168 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عباس بن الوليد النرسي قثنا عبد الواحد بن زياد، نا سعيد الجريري، عن أبي الورد، عن ابن أعبد قال: قال لي علي بن أبي طالب: يا ابن أعبد، هل تدري ما حق الطعام؟ قال: قلت: وما حقه يا ابن أبي طالب؟ قال: تقول: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، قال: وما تدري ما شكره إذا فرغت؟ قال: قلت: وما شكره؟ قال: تقول: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، ثم قال: ألا أخبرك عني وعن فاطمة؟ كانت ابنة رسول الله {{صل}}، من أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فجرت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها، فأصابها من ذلك ضر، فقدم على رسول الله {{صل}} سبي أو خدم، قال: فقلت لها: انطلقي إلى رسول الله {{صل}} فاسأليه خادما يقيك حر ما أنت فيه، فانطلقت إلى رسول الله {{صل}} فوجدت عنده خدما أو خداما، فرجعت ولم تسأله، فذكر الحديث قال: « ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم؟ إذا أويت إلى فراشك فسبحي ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا وثلاثين، وكبري أربعا وثلاثين »، قال: فأخرجت رأسها فقالت: رضيت عن الله ورسوله، مرتين. فذكر مثل حديث ابن علية، عن الجريري، أو نحوه.
1169 - حدثنا عبد الله قال: نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر قثنا أبو معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل قال: أتى عليا رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، فقال علي: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله {{صل}}، لو كان عليك مثل جبل صبر دنانير لأداه الله عنك؟ قلت: بلى، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
1170 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عفان، نا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان الجنبي، أن عمر بن الخطاب أتي بامرأة قد زنت فأمر برجمها، فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم علي فقال: ما لهذه؟ فقالوا: زنت، فأمر عمر برجمها، فانتزعها علي من أيديهم وردهم، فرجعوا إلى عمر، فقال: ما ردكم؟ قالوا: ردنا يعني علي، قال: ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه، فأرسل إلى علي: فجاء وهو شبه المغضب، فقال: ما لك رددت هؤلاء؟ قال: أما سمعت النبي {{صل}} يقول: « رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلى حتى يعقل »؟ قال: بلى، قال علي: هذه مبتلاة بني فلان، فلعله أتاها وهو بها، فقال عمر: لا أدري، قال: وأنا لا أدري، فلم يرجمها.
1171 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان، نا أبو عوانة، عن عاصم بن كليب قال: حدثني أبو بردة بن أبي موسى قال: كنت جالسا مع أبي موسى، فأتانا علي فقام على أبي موسى فأمره بأمر من أمر الناس، قال: قال علي: قال لي رسول الله {{صل}}: « قل: اللهم اهدني، وسددني، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، واذكر بالسداد تسديد السهم »، ونهاني أن أجعل خاتمي في هذه، وأهوى أبو بردة إلى السبابة أو الوسطى، قال عاصم: أنا الذي اشتبه علي أيتهما عنى، ونهاني عن الميثرة <ref> الميثرة: غطاء للسرج من حرير أو جلد وقيل هي الفراش اللين. </ref> والقسية، <ref> القَسِّي: ثياب من كَتَّان مَخْلوط بحَريِر. </ref> قال أبو بردة: فقلت: يا أمير المؤمنين، ما الميثرة، وما القسية؟ قال: الميثرة فشيء كانت تصنعه النساء لبعولتهن، ليجعلوه على رحالهم، وأما القسي فثياب كانت تأتينا من الشام أو اليمن، شك عاصم، فيها حرير، فيها أمثال الأترج. <ref> الأترج: قيل هو التفاح، وقيل هو ثمر طيب الطعم والرائحة يشبه الليمون حامض يسكن شهوة النساء ويجلو اللون والكلف وقشره يمنع السوس. </ref> قال أبو بردة: فلما رأيت السبني عرفت أنها هي.
1172 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أسود بن عامر قال: أخبرنا أبو بكر، هو ابن عياش، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الله بن سبع قال: خطبنا علي فقال: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لتخضبن هذه من هذه، قال: قال الناس: فأعلمنا من هو، فوالله لنبيرنه أو لنبيرن عترته، قال: أنشدكم بالله أن يقتل بي غير قاتلي، قالوا: إن كنت قد علمت ذلك استخلف إذا، قال: لا، ولكن أكلكم إلى ما وكلكم إليه رسول الله {{صل}}.
1173 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي قال: بعثني رسول الله {{صل}} إلى اليمن فقلت: إنك بعثتني إلى قوم وهم أسن مني، لأقضي بينهم، فقال: « اذهب، فإن الله عز وجل سيهدي قلبك، ويثبت لسانك ».
1174 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن عبيد قثنا هاشم، يعني: ابن اليزيد، عن إسماعيل الحنفي، عن مسلم البطين، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: أخذ بيدي علي فانطلقنا نمشي حتى جلسنا على شط الفرات، فقال علي: قال رسول الله {{صل}}: « ما من نفس منفوسة إلا قد سبق لها من الله عز وجل شقاء أو سعادة »، فقام رجل فقال: يا رسول الله، فيم إذن نعمل؟ قال: « اعملوا فكل ميسر لما خلق له »، ثم قرأ هذه الآية: ( فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى ).
1175 - حدثنا عبد الله قال: نا سويد بن سعيد، نا مروان الفزاري، عن المختار بن نافع قال: حدثنا أبو مطر البصري، وكان قد أدرك عليا، أن عليا اشترى ثوبا بثلاثة دراهم، فلما لبسه قال: « الحمد لله الذي رزقني من الرياش <ref> الرياش: جمع الريش وهو ما ظهر من اللباس. </ref> ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي »، ثم قال: هكذا سمعت رسول الله {{صل}} يقول.
1176 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن عبيد قثنا مختار بن نافع التمار، عن أبي مطر، أنه رأى عليا أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرصغين إلى الكعبين، يقول ولبسه: « الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي »، فقيل: هذا شيء ترويه عن نفسك، أو عن النبي {{صل}}؟ قال: هذا شيء سمعته من رسول الله {{صل}} يقوله عند الكسوة.
1177 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قثنا إسرائيل قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي قال: قال لي رسول الله {{صل}}: « ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك على أنه مغفور لك: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين ».
1178 - حدثنا عبد الله قال: حدثني نا حجاج، نا شريك، عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب القرظي، أن عليا قال: لقد رأيتني مع رسول الله {{صل}} وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وإن صدقتي اليوم لأربعون ألفا. حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أسود، نا شريك، عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب، عن علي، فذكر الحديث وقال فيه: وإن صدقة مالي لتبلغ أربعين ألف دينار.
1179 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا زكريا بن عدي قال: أنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي، عن علي قال: لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر، قال: فدعاني رسول الله {{صل}} فقال: « إني أمرت أن أغير اسم هذين »، فقلت: الله ورسوله أعلم، فسماهما حسنا وحسينا.
1180 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عفان، أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي قال: جمع رسول الله {{صل}}، أو دعا رسول الله {{صل}} بني عبد المطلب، فيهم رهط كلهم يأخذ الجذعة <ref> الجذع: ما تم ستة أشهر إلى سنة من الضأن أو السنة الخامسة من الإبل أو السنة الثانية من البقر والمعز. </ref> ويشرب الفرق، <ref> الفرق: مكيال يسع ستة عشر رطلا وهي اثنا عشر مدا أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. </ref> قال: فصنع لهم مدا <ref> المد: كيل يُساوي ربع صاع وهو ما يملأ الكفين وقيل غير ذلك. </ref> من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، قال: وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، ثم دعا بغمر <ref> الغمر: أصغر الأقداح. </ref> فشربوا حتى رووا، وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب، فقال: « يا بني عبد المطلب، إني بعثت إليكم خاصة، وإلى الناس عامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ » قال: فلم يقم إليه أحد، قال: فقمت وكنت أصغر القوم، قال: فقال: « اجلس »، ثم قال ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه فيقول لي: « اجلس »، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي.
1181 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سريج بن يونس أبو الحارث، قثنا أبو حفص الأبار، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي قال: قال لي النبي {{صل}}: « فيك مثل من عيسى أبغضته يهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزلة التي ليس به ». ثم قال: « يهلك في رجلان، محب مفرط، يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني »
1183 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو محمد سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح قثنا خالد بن مخلد قثنا أبو غيلان الشيباني، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي بن أبي طالب قال: دعاني رسول الله {{صل}} فقال: « إن فيك من عيسى مثلا، أبغضته يهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به »، ألا وإنه يهلك في اثنان: محب مطري يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على إن يبهتني، إلا إني لست بنبي ولا يوحى إلي، ولكني أعمل بكتاب الله، وسنة نبيه ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي، فيما أحببتم وكرهتم
سطر 1٬203:
1188 - حدثنا عبد الله قثنا عثمان بن أبي شيبة قثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة قال: قلت للحسن بن علي إن الشيعة يزعمون أن عليا يرجع، قال: « كذب أولئك الكذابون، لو علمنا ذاك ما تزوج نساؤه، ولا قسمنا ميراثه ».
1189 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو الربيع الزهراني قثنا علي بن حكيم الأودي، ونا محمد بن جعفر الوركاني قال: نا زكريا بن يحيى زحمويه، ونا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، ونا داود بن عمرو الضبي، قالوا: نا شريك، عن سماك، عن حنش، عن علي قال: بعثني النبي {{صل}} إلى اليمن قاضيا، فقلت: تبعثني إلى قوم وأنا حدث السن، ولا علم لي بالقضاء فوضع يده على صدري فقال: « ثبتك الله وسددك، إذا جاءك الخصمان فلا تقض للأول حتى تسمع من الآخر، فإنه أجدر إن يتبين لك القضاء ». قال: فما زلت قاضيا. وهذا لفظ حديث داود بن عمرو وبعضهم أتم كلاما من بعض
1190 - حدثنا عبد الله قثنا سويد بن سعيد قال: أنا علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق قثنا النعمان بن سعد قال: كنا جلوسا عند علي، فقرأ هذه الآية ( يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ) <ref> سورة مريم الآية 85. </ref> قال: « لا والله ما على أرجلهم يحشرون، ولكن بنوق، لم تر الخلائق مثلها عليها رحائل من ذهب فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة ».
1191 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا إسماعيل قال: أنا أيوب، عن مجاهد قال: قال علي عليه السلام: « جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا، <ref> المدر: الطين اللزج المتماسك وكل ما يصنع منه مثل اللَّبِنِ والبيوت ونحو ذلك وهو بخلاف وبر الخيام في البادية. </ref> فظننتها تريد بله <ref> بله: خلطه بالماء. </ref> فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب، على تمرة، فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت <ref> المجل: قشور رقيقة يجتمع فيها ماء تحت الجِلْدِ من أثر العمل تشبه البَثْر. </ref> يداي، ثم أتيت الماء فأصبت منه، ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها، - وبسط إسماعيل يديه وجمعها - فعدت لي ست عشرة تمرة، فأتيت النبي {{صل}} فأخبرته فأكل معي منها ».
1192 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو داود المباركي قثنا أبو شهاب، عن شعبة، عن الحكم، عن أبي المورع، عن علي قال: كنا مع رسول الله {{صل}} في جنازة فقال: « من يأتي المدينة فلا يدع قبرا إلا سواه ولا صورة إلا يطلخها ولا وثنا إلا كسره » قال: فقام رجل فقال: أنا، ثم هاب أهل المدينة فجلس، قال علي: فانطلقت ثم جئت فقلت: يا رسول الله، لم أدع بالمدينة قبرا إلا سويته، ولا صورة إلا طلختها، <ref> الطلخ: اللطخ بالطين، والطمس. </ref> ولا وثنا إلا كسرته قال: فقال « من عاد فصنع شيئا من ذلك، فقد كفر بما أنزل الله على محمد، يا علي لا تكونن فتانا، أو قال: مختالا، ولا تاجرا إلا تاجر خير، فإن أولئك هم المسبوقون في العمل ».
1193 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، نا حماد بن زيد، نا جميل بن مرة، عن أبي الوضيء قال: شهدت عليا حيث قتل أهل النهروان قال: « التمسوا لي المخدج »، فطلبوه في القتلى، فقالوا: ليس نجده، فقال: « ارجعوا فالتمسوه فوالله ما كذبت ولا كذبت »، فرجعوا فالتمسوه فرد ذلك مرارا كل ذلك يحلف بالله ما كذبت ولا كذبت، فانطلقوا فوجدوه تحت القتلى، في طين فاستخرجوه فجيء به، فقال: أبو الوضيء: فكأني أنظر إليه حبشيا عليه ثديان إحدى ثدييه، مثل ثدي المرأة عليه شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليربوع.
1194 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قال: نا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، أن عمر بن الخطاب أراد إن يرجم مجنونة فقال له علي: ما لك ذلك، سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الطفل حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يبرأ، أو يعقل. فدرأ عنها عمر ».
1195 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا سعيد، عن قتادة، عن الشعبي، إن شراحة الهمدانية أتت عليا فقالت: إني زنيت، فقال: لعلك غيرى، لعلك رأيت في منامك، لعلك استكرهت فكل ذلك تقول: لا، فجلدها يوم الخميس، ورجمها يوم الجمعة، وقال: « جلدتها بكتاب الله ورجمتها بسنة رسول الله {{صل}} ».
1196 - حدثنا عبد الله قال: حدثني حجاج بن يوسف الشاعر قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث، نا يزيد بن أبي صالح، أن أبا الوضيء عبادا حدثه قال: كنا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث من حروراء، شذ منا ناس كثير، فذكرنا ذلك لعلي، فقال: لا يهولنكم أمرهم فإنهم سيرجعون، فذكر الحديث بطوله قال: فحمد الله علي بن أبي طالب، فقال: إن خليلي أخبرني أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد على ثديه شعرات، حلمة ثديه شعرات، كأنهن ذنب <ref> الذنب: الذيل. </ref> اليربوع <ref> اليربوع: حيوان له ذيل طويل ينتهي بخصلة من الشعر قصير اليدين طويل الرجلين. </ref> فالتمسوه فلم يجدوه، فأتيناه فقلنا: إنا لم نجده، فجاء علي بنفسه، فجعل يقول: اقلبوا ذا، اقلبوا ذا، حتى جاء رجل من الكوفة، فقال: هو ذا، قال علي: الله أكبر لا يأتيكم أحد يخبركم من أبوه؟، قال: فجعل الناس يقولون: هذا مالك، هذا مالك يقول علي ابن من؟.
1197 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب، وسفيان بن وكيع بن الجراح قالا: نا جرير، عن منصور، عن المنهال بن عمرو، عن نعيم بن دجاجة الأسدي قال: كنت عند علي فدخل عليه أبو مسعود فقال له يا فروخ: أنت القائل: لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف، أخطأت استك الحفرة، إنما قال رسول الله {{صل}}: « لا يأتي على الناس مائة سنة، وعلى الأرض عين تطرف ممن هو اليوم حي، وإنما رخاء هذه الأمة وفرجها بعد المائة »
1198 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عبد الرزاق قثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن محمد بن علي، عن علي « إن النبي {{صل}} كان يواصل من السحر <ref> السحر: الثلث الأخير من الليل. </ref> إلى السحر ».
1199 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا ابن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن منذر الثوري، عن محمد بن علي قال: جاء إلى علي ناس من الناس فشكوا سعاة <ref> السعاة: جمع ساع وهو العامل الذي يجمع أموال الزكاة. </ref> عثمان قال: فقال لي أبي: « اذهب بهذا الكتاب إلى عثمان فقل له: إن الناس قد شكوا سعاتك وهذا أمر رسول الله {{صل}} في الصدقة فمرهم فليأخذوا به » قال: فأتيت عثمان فذكرت ذلك له، قال: فلو كان ذاكرا عثمان بشيء لذكره يومئذ - يعني بسوء
1200 - حدثنا عبد الله قال: حدثني حجاج بن الشاعر قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث، نا يزيد بن أبي صالح، إن أبا الوضيء عبادا حدثه إنه قال: كنا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب فذكر حديث المخدج. قال علي: فوالله ما كذبت ولا كذبت ثلاثا، فقال علي أما « إن خليلي أخبرني أن ثلاثة إخوة من الجن هذا أكبرهم، والثاني له جمع كثير، والثالث فيه ضعف ».
1201 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قثنا إسرائيل قثنا سماك، عن حنش، عن علي قال: بعثني رسول الله {{صل}} إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية <ref> الزبية: الحفرة. </ref> للأسد فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر، ثم تعلق رجل بآخر، حتى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد، فانتدب له رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم، فقام أولياء الأول إلى أولياء الآخر، فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم علي على تفيئة <ref> تفيئة: وقت وحين. </ref> ذلك، فقال: تريدون أن تقاتلوا ورسول الله {{صل}} حي إني أقضي بينكم قضاء إن رضيتم فهو القضاء وإلا حجز بعضكم عن بعض، حتى تأتوا النبي {{صل}}، فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له، « اجمعوا من قبائل الذين حفروا البئر ربع الدية، وثلث الدية، ونصف الدية، والدية كاملة، فللأول الربع لأنه أهلك من فوقه، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية »، فأبوا أن يرضوا فأتوا النبي {{صل}} وهو عند مقام إبراهيم فقصوا عليه القصة، فقال: أنا أقضي بينكم واحتبى فقال رجل من القوم: إن عليا قضى فينا فقصوا عليه فأجازه رسول الله {{صل}}.
1202 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حماد قال: أنا سماك، عن حنش إن عليا قال: « وللرابع الدية كاملة »
1203 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، حدثنا حسن الأشيب، وأبو سعيد مولى بني هاشم، قالا: نا ابن لهيعة قثنا عبد الله بن هبيرة، عن عبد الله بن زرير، أنه قال: دخلت على علي بن أبي طالب قال حسن يوم الأضحى فقرب إلينا خزيرة <ref> الخزير: لحم يقطع ثم يطبخ بماء كثير وملح فإذا نضج يذر عليه الدقيق ويعصد به. </ref> فقلت: أصلحك الله لو قربت إلينا هذا البط يعني الوز فإن الله قد أكثر الخير، فقال: يا ابن زرير إني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « لا يحل للخليفة من مال الله، إلا قصعتان، قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس ».
1204 - حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، نا هارون بن مسلم، نا القاسم بن عبد الرحمن، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي قال: قال لي النبي {{صل}}: « يا علي أسبغ الوضوء وإن شق عليك، ولا تأكل الصدقة، ولا تنز الحمير على الخيل، ولا تجالس أصحاب النجوم ».
1205 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أبو النضر، نا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن أمه سلمى قالت: اشتكت فاطمة ابنة رسول الله {{صل}} شكواها التي قبضت فيه، فكنت أمرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها ذلك قالت: وخرج علي لبعض حاجته فقالت: « يا أمة اسكبي لي غسلا »، فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت: « يا أمة أعطيني ثيابي الجدد »، فأعطيتها، فلبستها، ثم قالت: « يا أمة قدمي لي فراشي وسط البيت »، ففعلت واضطجعت فاستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت: « يا أمة إني مقبوضة الآن، وقد تطهرت فلا يكشفني أحد »، فقبضت مكانها قالت: فجاء علي فأخبرته «. حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن جعفر الوركاني، نا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق فذكر مثله نحوه
1206 - قال ابن مالك: نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قثنا محمد بن بكار بن الريان قثنا أبو معشر هو المديني، عن محمد بن قيس قال: دخل ناس من اليهود على علي بن أبي طالب فقالوا له: ما صبرتم بعد نبيكم إلا خمسا وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضا قال: فقال علي: « قد كان صبرا وخيرا، فذكر صبرا وخيرا، ولكن ما جفت أقدامكم من البحر حتى قلتم: ( يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ) <ref> سورة الأعراف الآية 138. </ref> »
1207 - حدثنا أحمد قثنا محمد بن بكار، نا إسماعيل بن عياش، عن جبرة أو خيرة بنت محمد بن ثابت بن سباع، عن أبيها، عن عائشة قالت: قال رسول الله {{صل}}: « اطلبوا الخير، عند حسان الوجوه ».
1208 - حدثنا عمر بن أبي غيلان، نا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو اليمان البصري قال: سمعت السري بن يحيى قال: نا شجاع بن أبي فاطمة قال: قال عثمان لابن مسعود: ألا آمر لك بعطائك؟ قال: لا حاجة لي به، قال: يكون لبناتك قال: إني قد أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « من قرأ كل ليلة - أو قال في كل ليلة - سورة الواقعة لم تصبه فاقة <ref> الفاقة: الفقر والحاجة. </ref> أبدا ». قال السري، وكان أبو فاطمة لا يدعها كل ليلة
===فضائل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه===
1209 - حدثنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي رحمه الله، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن رسول الله {{صل}} أعطى رهطا فيهم عبد الرحمن بن عوف ولم يعطه معهم شيئا فخرج عبد الرحمن يبكي، فلقيه عمر فقال: ما يبكيك؟ فقال: أعطى رسول الله {{صل}} رهطا وأنا معهم ولم يعطني، وأخشى أن يكون إنما منعه موجدة وجدها علي، فدخل عمر على رسول الله {{صل}} فأخبره خبر عبد الرحمن فقال رسول الله {{صل}}: « ليس بي سخطة عليه، ولكني وكلته إلى إيمانه ».
سطر 1٬238:
1220 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسن قثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: أول من سل سيفه في ذات الله الزبير بن العوام وبينما الزبير بن العوام قائل في شعب المطابخ إذ سمع نغمة: إن رسول الله {{صل}} قتل، فخرج من البيت متجردا، بيده السيف صلتا، فلقيه رسول الله {{صل}} « كفة كفة، فقال: ما شأنك يا زبير؟ » قال: سمعت أنك قتلت، قال: « فما كنت صانعا؟ » قال: أردت والله أن أستعرض أهل مكة قال: « فدعا له النبي {{صل}} بخير ». قال سعيد أرجو إن لا تضيع له عند الله عز وجل دعوة النبي {{صل}}
1221 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل، عن عامر، قال: شكا عبد الرحمن بن عوف، خالد بن الوليد إلى رسول الله {{صل}} فقال رسول الله {{صل}} « يا خالد ما لك وما لرجل من المهاجرين، لو أنفقت مثل أحد لم تدرك عمله ».
1222 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حماد بن أسامة قال: أنا هشام قال: أخبرني أبي قال: سمعت مروان بن الحكم، ولا إخاله يتهم علينا قال: كنت ذات يوم عند عثمان وقد أصابه رعاف <ref> الرعاف: الدم يخرج من الأنف. </ref> شديد حتى أوصى، ومنعه من الحج قال: فأتاه رجل من قريش فقال: يا أمير المؤمنين، استخلف، قال: « وقد قيل ذاك؟ » قال: فسكت الرجل قال: ثم أتاه آخر فقال مثل قوله، قال: ثم أتاه رجل آخر من قريش فقال: يا أمير المؤمنين، استخلفت أحدا؟ قال عثمان: « وقيل ذاك؟ » قال: نعم. قيل الزبير قال عثمان: « أما والله إنكم لتعلمون أنه خيركم ثلاث مرات ».
1223 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا هشام بن عروة، عن أبيه، ويحيى، عن هشام قال: حدثني أبي أن رسول الله {{صل}} قال: « لكل نبي حواري، وإن حواريي الزبير وابن عمتي ».
1224 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن ابن المنكدر، سمع جابرا يقول: ندب رسول الله {{صل}} الناس يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندب الناس فانتدب الزبير، ثم ندب الناس فانتدب الزبير فقال النبي {{صل}}: « لكل نبي حواري، وحواريّ <ref> الحواري: الناصر والصديق والمعين. </ref> الزبير ».
1225 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حماد بن أسامة قال: أنا هشام، قال: « أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة، ولم يتخلف عن غزاة غزاها رسول الله {{صل}} قط، وقتل وهو ابن بضع وستين ».
1226 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قال: نا حماد قال: أنا هشام، عن أبيه قال: إن أول رجل سل سيفه في الله الزبير بن العوام، نفخة نفخها الشيطان، أخذ رسول الله، فخرج الزبير يشق الناس بسيفه والنبي {{صل}} بأعلى مكة قال: « ما لك يا زبير؟ » قال: أخبرت أنك أخذت، قال: « فصلى عليه ودعا له ولسيفه ».
سطر 1٬260:
1240 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الله بن يزيد قثنا حيوة قال: أخبرني أبو صخر أن زيد بن أسلم حدثه، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب أنه قال يوما لمن حوله: تمنوا، فقال بعضهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا فأنفقه في سبيل الله ثم قال: تمنوا، فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا أو زبرجدا أو جوهرا، فأنفقه في سبيل الله وأتصدق، ثم قال عمر: تمنوا، فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين، قال عمر: « أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان ».
1241 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان قثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، أن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: « عائشة » قال: من الرجال؟ قال: « أبوها » قال: ثم من؟ قال: « أبو عبيدة بن الجراح ».
1242 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسن بن موسى قثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، ويونس بن عبيد، وحميد، عن الحسن. قال رسول الله {{صل}}: « إن لمعاذ رتوة <ref> الرتوة: الخطوة. </ref> بين يدي العلماء ».
1243 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسن قثنا حماد بن سلمة، عن حميد، وزياد الأعلم، عن الحسن، قال: قال النبي {{صل}}: « ما من أحد من أصحابي إلا لو شئت آخذ عليه خلقه إلا أخذت، ليس أبو عبيدة بن الجراح ».
1244 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن فضيل قثنا إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن أبي البختري قال: قال عمر لأبي عبيدة بن الجراح: ابسط يدك حتى أبايعك، فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « أنت أمين هذه الأمة »، فقال أبو عبيدة: « ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أمره رسول الله {{صل}}: أن يؤمنا فأمنا حتى مات ».
سطر 1٬273:
1252 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا وكيع قال: نا ابن أبي خالد، عن قيس قال: « رأيت يد طلحة شلاء، وقى بها رسول الله {{صل}} يوم أحد ».
1253 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح قثنا عوف، عن الحسن، « أن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له بسبعمائة ألف فبات ليلة عنده ذلك المال، فبات أرقا من مخافة ذلك المال حتى أصبح ففرقه ».
1254 - حدثنا عبد الله قال: نا أبي، قثنا هشيم قال: أنا إبراهيم بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن موسى بن طلحة، أن طلحة ضربت كفه يوم أحد، فقال: حس <ref> حس: اسم صوت يقوله الإنسان إذا توجع من شيء كالجمرة والضربة ونحوهما. </ref> فقال له النبي {{صل}}: « لو قلت: بسم الله، لرأيت يبنى لك بها بيت في الجنة وأنت حي في الدنيا ».
1255 - حدثنا عبد الله قال: نا أبي، قثنا ابن نمير، عن طلحة، يعني: ابن يحيى قال: حدثني أبو حبيبة قال: جاء عمران بن طلحة، إلى علي فقال: « ها هنا يا ابن أخي، فأجلسه على طنفسة وقال: والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك كمن قال الله عز وجل: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )، فقال له ابن الكواء: الله أعدل من ذلك، فقام إليه بدرته فضربه، فقال: أنت لا أم لك وأصحابك ينكرون هذا ».
1256 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قال: نا موسى بن عبد الله، من ولد طلحة قال: سمعت موسى بن طلحة يقول: « جرح طلحة مع رسول الله {{صل}} بضعا وعشرين جراحة ».
سطر 1٬279:
1258 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية قثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حبيبة مولى طلحة قال: دخل عمران بن طلحة على علي بعد ما فرغ من أصحاب الجمل قال: فرحب به، وقال: « إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله عز وجل: ( إخوانا على سرر متقابلين ) » قال: ورجلان جالسان على ناحية البساط فقالا: الله عز وجل أعدل من ذلك تقتلهم بالأمس، وتكونون إخوانا في الجنة؟، قال علي « قوما أبعد أرض وأسحقها، فمن هو؟ إذا لم أكن أنا وطلحة » قال: ثم قال لعمران « كيف أهلك من بقي من أمهات أولاد أبيك، أما إنا لم نقبض أرضكم هذه السنين، ونحن نريد أن نأخذها إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس، يا فلان اذهب معه إلى ابن قرظة فمره فليدفع إليه أرضه وغلة هذه السنين، يا ابن أخ جئنا في الحاجة إذا كانت لك ».
1259 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قال: حدثني سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، وجعفر، عن أبيه قالا: جاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على علي فحجبه طويلا، ثم أذن له فقال: أما أهل البلاء فتجفوهم، فقال علي: « بفيك التراب، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة، والزبير، ممن قال الله عز وجل: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) »
1260 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا أبان بن عبد الله البجلي، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش قال قال علي: « إني لأرجو إن أكون أنا والزبير، وطلحة، ممن قال الله عز وجل: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) ». قال: فقام رجل من همدان فقال: الله أعدل من ذلك يا أمير المؤمنين، قال: فصاح به علي صيحة: إن القصر يدهده <ref> يدهده: يدحرج. </ref> لها، ثم قال: « من هم؟ إذا لم نكن نحن هم؟ ».
===فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه===
1261 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قال: أنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن أيوب، عن عائشة بنت سعد قالت: « أنا بنت المهاجر الذي فداه رسول الله {{صل}} يوم أحد بالأبوين ».
1262 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا يحيى بن سعيد قثنا يحيى قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: سمعت سعدا يقول: « جمع <ref> الجمع: الضم والإقران والمراد جمع والديه قائلا له فداك أبي وأمي. </ref> لي رسول الله {{صل}} أبويه يوم أحد ».
1263 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، عن أبيه، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص قالت: « لقد مكث أبي يوما إلى الليل، وإن له لثلث الإسلام ».
1264 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يعقوب بن إبراهيم قثنا أبي، عن أبيه، عن عبد الله بن شداد قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت النبي {{صل}} يجمع أباه وأمه لأحد غير سعد بن أبي وقاص فإني سمعته يوم أحد يقول: « ارم يا سعد فداك أبي وأمي ».
1265 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد بن هارون قال: أنا يحيى قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة، يحدث أن عائشة كانت تحدث أن رسول الله {{صل}} سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه قالت: فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: فقال: « ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة » قالت: فبينا أنا على ذلك إذ سمعت صوت السلاح، فقال: « من هذا؟ » فقال: سعد بن مالك قال: « ما جاء بك؟ » قال: جئت لأحرسك يا رسول الله، قالت: فسمعت غطيط <ref> الغطيط: الصوت الذي يخرج مع نفس النائم. </ref> رسول الله {{صل}} في نومه
1266 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسماعيل قال: أنا أيوب قال: سمعت عائشة بنت سعد تقول « أبي والله الذي جمع له رسول الله {{صل}} الأبوين يوم أحد ».
1267 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن سعيد قثنا إسماعيل قثنا قيس قال: سمعت سعد بن مالك يقول: « إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد رأيتنا نغزوا مع رسول الله {{صل}}، وما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر <ref> السَّمُر: هو ضربٌ من شجَرَ الطَّلح، الواحدة سَمُرة. </ref> حتى إن أحدنا يضع كما تضع الشاة ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد يعزروني <ref> التعزير: التوبيخ واللوم على التقصير. </ref> على الدين لقد خبت إذا وضل عملي »
1268 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى، عن إسماعيل قثنا قيس قال: أخبرت. أن رسول الله {{صل}} قال لسعد: « اللهم استجب له إذا دعاك ».
1269 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو سعيد قثنا عبد الله بن جعفر قثنا إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد، « أن رسول الله {{صل}} قال يوم أحد: انثلوا سعدا، اللهم ارم له، ارم فداك أبي وأمي ».
سطر 1٬298:
1276 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن عاصم الأحول قال: سمعت أبا عثمان قال: سمعت سعدا « وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله »
1277 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا معاوية بن عمرو قثنا زائدة، عن سليمان الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة قال: « أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد ».
1278 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا معاوية قال: نا زائدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله قال: « كنت أنا وسعد، وعمير بن مالك في حجفة <ref> الْحجفَة: التُّرْسُ وهو الدرع المصنوع من الجلود القوية أو المغطى بالجلد. </ref> واحدة، وإن سعدا ليقاتل في يوم بدر قتال الفارس في الرجال ».
1279 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية قثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عبد الله « لقد رأيت سعدا يقاتل يوم بدر قتال الفارس في الرجال ».
1280 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا مكي بن إبراهيم قثنا هاشم، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، أنه قال: « ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت، ولقد مكثت سبع ليال ثلث الإسلام ».
1281 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا بهز قال: نا حماد، عن سماك، عن مصعب بن سعد قال: كان رأس أبي في حجري وهو يقضي <ref> يقضي: يحتضر في النزع الأخير. </ref> فبكيت فدمعت عيني عليه فنظر إلي فقال: « ما يبكيك أي بني؟ » قلت: لمكانك، وما أرى بك؟ قال: « فلا تبك علي فإن الله عز وجل لا يعذبني أبدا، وإني لمن أهل الجنة إن الله عز وجل يدين المؤمنين يوم القيامة لحسناتهم وأما الكافرون، فيخفف عنهم بحسناتهم ما عملوا لله عز وجل، فإذا نفدت قال: ليطلب كل عامل ثواب عمله ممن عمل له ».
===فضائل فاطمة بنت رسول الله {{صل}}صلى الله عليه وسلم===
1282 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يعقوب، نا أبي، عن أبيه، أن عروة بن الزبير حدثه عن عائشة أن رسول الله {{صل}} دعا فاطمة ابنته فسارها فبكت ثم سارها فضحكت، فقالت عائشة فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارك به رسول الله {{صل}}؟ فبكيت، ثم سارك فضحكت؟ قالت: « سارني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت ».
1283 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يحيى بن زكريا قال: أخبرني أبي، عن الشعبي قال: خطب علي عليه السلام بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي {{صل}} فيها فقال: « أعن حسبها تسألني؟ » قال علي قد أعلم ما حسبها، ولكن أتأمرني بها؟ فقال: « لا، فاطمة مضغة <ref> المضغة: القطعة من اللحم. </ref> مني، ولا أحب إن تحزن أو تجزع، فقال علي عليه السلام: لا آتي شيئا تكرهه ».
1284 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يزيد قال: أنا إسماعيل، عن أبي حنظلة، أنه أخبره رجل من أهل مكة. أن عليا خطب ابنة أبي جهل فقال له أهلها: لا نزوجك على ابنة رسول الله {{صل}}، فبلغ ذلك رسول الله {{صل}}، فقال: « إنما فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني ».
1285 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس أن النبي {{صل}} قال: « حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون »
سطر 1٬321:
1298 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا حجاج، نا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس أن رسول الله {{صل}} كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الصبح ويقول: « الصلاة الصلاة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) »
1299 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا حجاج، نا حماد، نا علي بن زيد، عن أنس أن رسول الله {{صل}} كان يأتي بيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج من صلاة الفجر يقول: « يا أهل البيت الصلاة الصلاة يا أهل البيت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) »
1300 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا صالح بن حاتم بن وردان قال: حدثني أبي قال: حدثني أيوب، عن أبي يزيد المديني، عن أسماء بنت عميس قالت: كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله {{صل}}، فلما أصبحنا جاء النبي {{صل}} إلى الباب فقال: « يا أم أيمن ادعي لي أخي »، فقالت: هو أخوك وتنكحه؟ قال: « نعم يا أم أيمن » قالت: فجاء علي فنضح <ref> النضح: الرش بالماء. </ref> النبي {{صل}} عليه من الماء ودعا له، ثم قال: « ادعوا لي فاطمة » قالت: فجاءت تعثر من الحياء فقال لها رسول الله {{صل}}: « اسكتي فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي » قالت: ونضح النبي {{صل}} عليها من الماء ودعا لها قالت: ثم رجع رسول الله {{صل}} فرأى سوادا بين يديه، فقال: « من هذا؟ » فقلت: أنا، قال: « أسماء؟ » قلت: نعم. قال: « أسماء بنت عميس » قلت: نعم، قال: « جئت في زفاف بنت رسول الله تكرمة له؟ » قلت: نعم، قالت: فدعا لي «
1301 - حدثنا إبراهيم، نا سهل بن بكار، نا أبو عوانة، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: اجتمع نساء رسول الله {{صل}} عند رسول الله {{صل}}، فلم تغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية أبيها {{صل}}، فقال: « مرحبا بابنتي »، فأقعدها عن يمينه أو عن شماله، فسارها بشيء فبكت، ثم سارها بشيء فضحكت. فقلت لها: خصك رسول الله {{صل}} من بيننا بالسرار <ref> السرار: المساورة والمحادثة سرا. </ref> فتبكين؟ فلما قام، قلت لها: أخبريني بما سارك <ref> سارك: أسر إليك وأخبرك بسر لا يعلمه سواك. </ref> قالت: ما كنت لأفشي عن رسول الله سره، فلما توفي رسول الله {{صل}} قلت لها: أسألك بما لي عليك من حق لما أخبرتيني، فقالت: أما الآن فنعم، قالت: سارني، فقال: « إن جبريل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أرى ذلك إلا عند اقتراب الأجل، فاتقي الله واصبري، فنعم السلف أنا لك »، فبكيت، ثم سارني فقال: « أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين » أو قال: « نساء هذه الأمة؟ ».
1302 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا عبد الحميد بن بحر الكوفي، عن خالد، عن بيان، عن الشعبي، عن أبي جحيفة، عن علي، عن النبي {{صل}} قال: إذا كان يوم القيامة، قيل: « يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت رسول الله فتمر وعليها ريطتان خضراوان ». قال: أبو مسلم قال لي أبو قلابة وكان معنا عند عبد الحميد أنه قال: حمراوان
1303 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا سليمان بن داود، نا عباد بن العوام، نا هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله {{صل}}: لفاطمة « أنت أول أهلي لحوقا بي ».
1304 - حدثنا العباس بن إبراهيم القراطيسي، نا محمد بن إسماعيل الأحمسي، نا مفضل بن صالح، نا جابر الجعفي، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: قال لي رسول الله {{صل}}: « قم بنا يا بريدة نعود فاطمة » قال: فلما أن دخلنا عليها أبصرت أباها ودمعت عيناها قال: « ما يبكيك يا بنية؟ » قالت: قلة الطعم وكثرة الهم، وشدة السقم. قال: « أما والله لما عند الله خير مما ترغبين إليه يا فاطمة، أما ترضين أني زوجتك أقدمهم سلما، وأكثرهم علما وأفضلهم حلما، والله إن ابنيك لمن شباب أهل الجنة ».
1305 - حدثنا عبد الله بن أحمد، نا محمد بن عباد المكي، نا أبو سعيد، نا عبد الله بن جعفر، عن أم بكر، وجعفر، عن عبد الله بن أبي رافع، عن المسور قال: كتب حسن بن حسن إلى المسور يخطب ابنة له قال له: توافيني في العتمة، فلقيه فحمد الله المسور وقال: ما من سبب، ولا نسب، ولا صهر، أحب إلي من نسبكم، وصهركم، ولكن رسول الله {{صل}} قال: « فاطمة شجنة <ref> الشجنة: الشعبة والجزء من الشيء والمراد صلة وقرابة متصلة ومتشابكة. </ref> مني يبسطني ما بسطها، ويقبضني ما قبضها، وأنه ينقطع يوم القيامة الأسباب إلا نسبي وسببي »، وتحتك ابنتها، ولو زوجتك أغضبها ذلك فذهب عاذرا له.
===فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما===
1306 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، عن إسماعيل قال: سمعت وهبا أبا حجيفة قال: رأيت رسول الله {{صل}} وكان الحسن بن علي يشبهه.
سطر 1٬338:
1314 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الله بن يزيد، قال نا حيوة قال: أخبرني أبو صخر، إن يزيد بن عبد الله بن قسيط، أخبره أن عروة بن الزبير، قال: إن رسول الله {{صل}} قبل حسينا وضمه إليه وجعل يشمه وعنده رجل من الأنصار، فقال الأنصاري: إن لي ابنا قد بلغ ما قبلته قط، فقال رسول الله {{صل}}: « أرأيت إن كان الله نزع الرحمة من قلبك، فما ذنبي؟ ».
1315 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قال: حدثني عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن عائشة، أو أم سلمة قال: وكيع شك هو أن النبي {{صل}} قال لإحداهما: « لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال: لي إن ابنك هذا حسين مقتول فإن شئت آتيك من تربة الأرض التي يقتل بها قال: فأخرج إلي تربة حمراء ».
1316 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا زيد بن الحباب قال: حدثني حسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول الله {{صل}} يخطبنا فجاء الحسن، والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله {{صل}} من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال: « صدق الله ورسوله ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) <ref> سورة التغابن الآية 15. </ref> نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ».
1317 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أبو أحمد، نا سفيان، عن أبي الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله {{صل}}: « من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني، يعني حسنا، وحسينا ».
1318 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عفان، نا خالد بن عبد الله قال: أنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله {{صل}}: « الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران ».
1319 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عفان، نا وهيب، نا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى العامري، أنه خرج مع رسول الله {{صل}} - يعني إلى طعام دعوا له قال: فاستمثل رسول الله {{صل}} أمام القوم، وحسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول الله {{صل}} أن يأخذه، فطفق الصبي يفرها هنا مرة وها هنا مرة، فجعل النبي {{صل}} يضاحكه حتى أخذه قال: فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه ووضع فاه على فيه وقبله وقال: « حسين مني، وأنا من حسين، اللهم أحب من أحب حسينا حسين سبط <ref> السبط: الأُمَّة من الخير، أو إشارة إلى أنه بضعة منه {{صل}}. </ref> من الأسباط <ref> الأسباط: جمع سبط وهو ولد الابن والابنة. </ref> ».
1320 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عفان، نا وهيب، نا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى أنه جاء حسن، وحسين يستبقان إلى رسول الله {{صل}} فضمهما إليه وقال: « إن الولد مبخلة <ref> مبخلة: يحمل أبويه على البخل بالصدقة للمحافظة على المال من أجله. </ref> مجبنة <ref> مجبنة: أي يجبن أباه عن الجهاد خشية ضيعته. </ref> ».
1321 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن ابن أبي سويد، عن عمر بن عبد العزيز قال: زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم. أن رسول الله {{صل}} خرج محتضنا أحد ابني ابنته وهو يقول: « والله إنكم لتجبنون، وتبخلون وإنكم لمن ريحان الله تعالى »، وقال سفيان: مرة « إنكم لتبخلون وإنكم لتجبنون ».
1322 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن سعيد، عن صدقة بن المثنى قال: حدثني جدي. أن الناس اجتمعوا إلى الحسن بن علي بالمدائن بعد قتل علي عليه السلام، فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، إن كل ما هو آت قريب، وإن أمر الله واقع إذلاله، وإن كره الناس، وإني والله ما أحببت قال: محمد بن عبيد الله هذه الكلمة « فإني والله ما أحببت أن ألي من أمر أمة محمد {{صل}} بما يزن مثقال حبة خردل، يهراق فيها محجمة <ref> المحجم: المشرط الذي يستخدمه الحجام لتشريط موضع الحجامة من الجلد. </ref> من دم منذ عقلت ما ينفعني مما يضرني فالحقوا بمطيتكم ».
1323 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا حجاج قال: أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: لما ولد الحسن جاء رسول الله {{صل}}، فقال: « أروني ابني ما سميتموه » قلت: سميته حربا قال: « بل هو حسن » فلما ولد الحسين قال: « أروني ابني ما سميتموه » قلت: سميته حربا قال: « بل هو حسين » فلما ولد الثالث جاء النبي {{صل}} فقال: « أروني ابني ما سميتموه » قلت: حربا قال: « هو محسن » ثم قال: « إني سميتهم بأسماء ولد هارون شبر، وشبير، ومشبر ».
1324 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا حجاج قال: حدثني إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ، عن علي قال: الحسن أشبه الناس برسول الله {{صل}} ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه الناس بالنبي {{صل}} ما كان أسفل من ذلك.
سطر 1٬356:
1332 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا حسن هو ابن موسى، نا حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، قال: جاء راهبا نجران إلى النبي {{صل}} فقال لهما رسول الله {{صل}}: « أسلما تسلما »، فقالا: قد أسلمنا قبلك، فقال النبي {{صل}}: « كذبتما منعكما من الإسلام ثلاث، سجودكما للصليب، وقولكما: ( اتخذ الله ولدا )، وشربكما الخمر »، فقالا: فما تقول في عيسى؟ قال: « فسكت النبي {{صل}} ونزل القرآن ( ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ) إلى قوله: ( أبناءنا وأبناءكم ) قال: فدعاهما رسول الله {{صل}} إلى الملاعنة قال: وجاء بالحسن، والحسين، وفاطمة أهله وولده » قال: فلما خرجا من عنده قال أحدهما لصاحبه: أقرر بالجزية ولا تلاعنه قال: فرجعا، فقالا: نقر بالجزية ولا نلاعنك قال: فأقرا بالجزية.
1333 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال: « أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله {{صل}} يقبل، قال: فقال: بقميصه قال: فقبل سرته ».
1334 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا ابن نمير قال: أنا الحجاج يعني ابن دينار الواسطي، عن جعفر بن إياس، عن عبد الرحمن بن مسعود، عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله {{صل}} ومعه حسن، وحسين هذا على عاتقه، وهذا على عاتقه، وهو يلثم <ref> يلثم: يُقَبِّل. </ref> هذا مرة، ويلثم هذا مرة حتى انتهى إلينا، فقال له رجل: يا رسول الله، إنك لتحبهما، فقال: « من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني ».
1335 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رزين بن عبيد قال: كنت عند ابن عباس فأتى علي بن الحسين فقال ابن عباس: « مرحبا بالحبيب بن الحبيب ».
1336 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الله بن الوليد، نا سفيان يعني الثوري، عن سالم بن أبي حفصة قال: سمعت أبا حازم يقول: إني لشاهد يوم مات الحسن عليه السلام، وذكر القصة، فقال أبو هريرة: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني »
1337 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن فضيل، نا سالم، يعني ابن أبي حفصة، عن منذر قال: سمعت ابن الحنفية يقول: « حسن وحسين خير مني، ولقد علما أنه كان يستخليني دونهما وأنا صاحب البغلة الشهباء <ref> الشهباء: البيضاء التي يخالطها قليل سواد. </ref> ».
1338 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا عبد الرحمن، نا حماد بن سلمة، عن عمار هو ابن أبي عمار، عن ابن عباس قال: « رأيت النبي {{صل}} في المنام بنصف النهار أشعث أغبر، معه قارورة فيها دم يلتقطه، أو يتتبع فيها شيئا قلت: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم قال عمار: فحفظنا ذلك فوجدناه قتل ذلك اليوم عليه السلام ».
1339 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان، نا حماد قال: أنا عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: « رأيت النبي {{صل}} فيما يرى النائم بنصف النهار، قائلا أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه فلم أزل ألتقطه منذ اليوم، فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم عليه السلام ».
سطر 1٬375:
1351 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا حجاج، نا حماد، عن علي بن زيد، أن فتية من قريش خطبوا بنت سهيل بن عمرو وخطبها الحسن بن علي فشاورت أبا هريرة وكان لنا صديقا فقال: أبو هريرة « رأيت رسول الله {{صل}} يقبل فاه فإن استطعت إن تقبلي مقبل رسول الله فافعلي فتزوجته ».
1352 - حدثنا عباس بن إبراهيم القراطيسي، نا خلاد بن أسلم، نا النضر بن شميل، نا هشام بن حسان، عن حفصة هي بنت سيرين قالت: حدثني أنس بن مالك قال: كنت عند ابن زياد فجيء برأس الحسين عليه السلام فجعل يقول بقضيبه في أنفه، ويقول: ما رأيت مثل هذا حسنا، قلت: « أما إنه كان أشبههم برسول الله {{صل}} »
1353 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد، عن أنس قال: شهدت ابن زياد حيث أتى برأس الحسين رضي الله عنه فجعل ينكت <ref> النكت: قرعك الأرض بعود أو بإصبع أو غير ذلك فتؤثر بطرفه فيها. </ref> بقضيب في يده، فقلت: « أما إنه كان أشبههما بالنبي {{صل}} ».
1354 - حدثنا إبراهيم، نا سليمان بن حرب، عن حماد، عن عمار بن أبي عمار، إن ابن عباس، رأى النبي {{صل}} في منامه يوما بنصف النهار وهو أشعث <ref> الأشعث: من تغير شعره وتلبد من قلة تعهده بالدهن. </ref> أغبر <ref> أغبر: عليه الغبار، وهو ما صَغُر من التراب والرماد. </ref> في يده قارورة فيها دم فقلت: يا رسول الله، ما هذا الدم؟ فقال: « دم الحسين لم أزل ألتقطه منذ اليوم فأحصي ذلك اليوم، فوجدوه قتل في ذلك اليوم ».
1355 - حدثنا إبراهيم، نا سليمان بن حرب، نا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك قال: لما أوتي برأس الحسين يعني إلى عبيد الله بن زياد قال: فجعل ينكت بقضيب <ref> القضيب: العود. </ref> في يده يقول: إن كان لحسن الثغر فقلت: والله لأسوءنك، « لقد رأيت رسول الله {{صل}} يقبل موضع قضيبك من فيه ».
1356 - حدثنا إبراهيم، نا سليمان بن حرب، نا شعبة، عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء قال: « رأيت رسول الله {{صل}} والحسن أو الحسين - شك أبو مسلم - على عاتقه وهو يقول اللهم إني أحبه فأحبه ».
1357 - حدثنا إبراهيم، نا عمرو بن مرزوق قال: أنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: رأيت رسول الله {{صل}} حامل الحسن، أو الحسين على عاتقه وهو يقول: « اللهم إني أحبه فأحبه ».
1358 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا إبراهيم بن بشار الرمادي، نا سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: رأيت النبي {{صل}} على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو ينظر إلى الناس نظرة، وإليه نظرة، ويقول: « إن ابني هذا، سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ».
1359 - حدثنا العباس بن إبراهيم القراطيسي، أنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، نا أسباط، عن كامل أبي العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله {{صل}} يصلي صلاة العشاء وكان الحسن والحسين يثبان على ظهره، فلما صلى قال أبو هريرة: يا رسول الله، ألا أذهب بهما إلى أمهما؟ فقال رسول الله {{صل}}: « لا، فبرقت برقة فما زالا في ضوئها حتى دخلا إلى أمهما ».
1360 - حدثنا العباس بن إبراهيم، نا محمد بن إسماعيل الأحمسي، نا مفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذر يقول: وهو آخذ بباب الكعبة: من عرفني فأنا من قد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت النبي {{صل}} يقول: « ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك ». <ref> ضعيف الإسناد لأجل مفضل بن صالح النخاس الأسدي، قال الذهبي في تلخيص المستدرك: مفضل واه.. </ref>
1361 - حدثنا أبو عمرو محمد بن محمود الأصبهاني، جار أبي بكر بن أبي داود، نا علي بن خشرم المروزي، نا الفضل، عن شريك هو ابن عبد الله، يعني عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله {{صل}}: « إني قد تركت فيكم خليفتين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما يردان علي الحوض ».
1362 - حدثنا محمد بن الليث الجوهري - سنة تسع وتسعين ومائتين - نا عبد الكريم بن أبي عمير الدهان، نا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي قال: حدثني شداد أبو عمار قال: سمعت واثلة بن الأسقع يحدث قال: طلبت علي بن أبي طالب في منزله فقالت فاطمة: قد ذهب يأتي برسول الله {{صل}}، إذ جاء فدخل رسول الله {{صل}} ودخلت، فجلس رسول الله {{صل}} على الفراش، وأجلس فاطمة على يمينه وعلي على يساره وحسن، وحسين بين يديه فلفع عليهم بثوبه فقال: « ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ».
1363 - حدثنا الهيثم بن خلف الدوري، نا الحسن بن حماد الوراق، نا وكيع بن الجراح، عن معاوية بن أبي مزرد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: رأيت النبي {{صل}} وقد أخذ بيدي الحسين بن علي وقد وضع قدم الحسين على ظهر قدميه وهو يقول: « ترق عين بقة، ترق عين بقة ».
1364 - حدثنا العباس بن إبراهيم، نا محمد بن إسماعيل، نا عمرو العنقزي قثنا إسماعيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة قال: قالت لي أمي: متى عهدك بالنبي {{صل}}؟ فذكر الحديث، وقال: في آخره: سيأتي رسول الله {{صل}} فيستغفر لي ولك، فأتيت رسول الله {{صل}} فصليت معه المغرب قال: فصلى ما بينهما ما بين المغرب والعشاء ثم انصرف فاتبعته قال: فبينما هو يمشي إذ عرض له عارض، فناجاه ثم مضى، واتبعته فقال: « من هذا؟ » قلت: حذيفة قال: « ما جاء بك يا حذيفة؟ » فأخبرته بالذي قالت لي أمي، فقال: « غفر الله لك يا حذيفة ولأمك أما رأيت العارض الذي عرض لي؟ » قلت: بلى بأبي أنت وأمي قال: « فإنه ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قبل ليلته هذه، استأذن ربه في أن يسلم علي فبشرني أو فأخبرني: أن الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ».
1365 - حدثنا العباس بن إبراهيم الأحمسي، نا الحسن بن علي القرشي قال: أنا هشام بن سعد، عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة قال: ما رأيت حسنا قط إلا دمعت عيني، جلس النبي {{صل}} في المسجد وأنا معه، فقال: « ادعوا لي لكعا <ref> اللكع: اسم ينادى به الطفل الصغير للمداعبة. </ref> أو أين لكع؟ » فجاء الحسن يشتد حتى أدخل يده في لحية النبي {{صل}}، فوضع النبي {{صل}} فمه على فمه أو فمه على فيه، ثم قال: « اللهم إني أحبه، فأحب من يحبه ».
1366 - حدثنا إبراهيم، نا سليمان بن حرب، نا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله {{صل}} قال رسول الله {{صل}}: « إن له مرضعا في الجنة ».
1367 - حدثنا إبراهيم، نا سليمان بن داود، نا عيسى بن يونس، نا إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي؟ {{صل}} قال: « مات وهو صغير، ولو قدر أن يكون بعد محمد {{صل}} نبي، لكان عليه السلام ».
سطر 1٬393:
1368 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا أبو سعيد مولى بني هاشم قثنا شداد أبو طلحة قثنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أبيه، عن جده قال: أتت الأنصار النبي {{صل}} فقالوا - وذكر القصة - ادع الله لنا إن يغفر لنا، فقال: « اللهم اغفر للأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار »، قالوا: يا رسول الله، وأولادنا من غيرنا؟ قال: « وأولاد الأنصار »، قالوا: يا رسول الله، وموالينا؟ قال: « وموالي الأنصار ». قال: وحدثتني أمي، عن أم الحكم ابنة النعمان بن صهبان، أنها سمعت أنسا يقول عن النبي {{صل}} مثل هذا، غير أنه زاد فيه « وكنائن الأنصار »
1369 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا شجاع بن الوليد، عن هشام، عن الحسن، قال: قال رسول الله {{صل}}: « الأنصار محنة فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ولا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق ».
1370 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: أنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أنه أخبره بعض أصحاب النبي أن النبي {{صل}} خرج يوما عاصبا رأسه فقال في خطبته: « أما بعد، يا معشر المهاجرين فإنكم قد أصبحتم تزيدون، وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم، وإن الأنصار عيبتي <ref> عيبتي: جماعتي وصحابتي الذين أُطلعهم على سري وأَثق بهم وأعتمد عليهم. </ref> التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم ».
1371 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن رجل سماه النعمان بن مرة، أو غيره، عن النبي {{صل}} قال: « إن لكل نبي تركة وضيعة، <ref> الضيعة: العيال. </ref> وإن تركتي أو ضيعتي الأنصار، ألا وإن الناس يكثرون ويقلون ألا فاقبلوا عن محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم ».
1372 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله {{صل}}: « لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ورسوله ».
1373 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا سفيان، عن جابر، عن عبد الله بن نجي قال: قال علي « ما من مؤمن إلا وللأنصار عليه حق ».
سطر 1٬405:
1380 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن سليمان، عن ذكوان، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي {{صل}} أنه قال: « لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ».
1381 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا زيد بن الحباب قثنا معاوية بن صالح قال: حدثني أبو مريم، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله {{صل}}: « الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والسرعة في اليمن ». حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا رجل، قثنا معاوية بن صالح قال: أخبرني أبو الزاهرية، عن النبي {{صل}} مثله إلا أنه زاد « والأمانة في الأزد »
1382 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا بهز بن أسد قثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت قثنا عبد الله بن رياح، عن أبي هريرة قال: فذكر فتح مكة قال: فنظر فرآني فقال: « يا أبا هريرة » فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: فقال: « اهتف بالأنصار ولا يأتيني إلا أنصاري »، فهتفت بهم، فجاءوا فأطافوا برسول الله {{صل}} قال: فقال رسول الله {{صل}}: « ترون إلى أوباش <ref> الأوباش: الأخلاط من الناس والرعاع والجماعات من أصول شتى. </ref> قريش وأتباعهم قال: ثم قال: بيديه إحداهما على الأخرى: احصدوهم حصدا حتى توافوني بالصفا » قال: فقال أبو هريرة: فانطلقنا فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم ما شاء، وما أحد يوجه إلينا منهم شيئا قال: فقال أبو سفيان يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم قال: فقال رسول الله {{صل}}: « من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن » قال: فغلق الناس أبوابهم قال: فأقبل رسول الله {{صل}} إلى الحجر، فاستلمه، فذكر الحديث قال: ثم أتى الصفا فعلاه، حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه، فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه، والأنصار تحته قال: يقول بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة في عشيرته قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء لم يخف علينا، فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله حتى يقضي قال: فقال رسول الله {{صل}}: « يا معشر الأنصار أقلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته؟ » قالوا: قلنا ذاك يا رسول الله، قال: « فما اسمي إذا، كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم والممات مماتكم » قال: فأقبلوا إليه يبكون، ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله قال: فقال رسول الله {{صل}}: « فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم ».
1383 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو داود قال: أنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت ابن أنس، يحدث عن زيد بن أرقم أن رسول الله {{صل}} قال: « اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار ».
1384 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس، « إن راية النبي {{صل}} كانت تكون مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، وكان إذا استحر <ref> استحر: اشتد وكثر. </ref> القتال كان النبي {{صل}} مما يكون تحت راية الأنصار ».
1385 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا زكريا بن عدي قال: أنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: وسمعت رسول الله {{صل}} يقول: « لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا أو شعبا لكنت من الأنصار ».
1386 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه إن. النبي {{صل}} قال يوم الخندق: « اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة، والعن عضلا والقارة هم كلفونا نقل الحجارة ».
1387 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، « أن الأنصار تلقت رسول الله {{صل}} حين قدم المدينة ».
1388 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قال: أنا شعبة، وحجاج قال: حدثني شعبة قال: سمعت قتادة، يحدث عن أنس بن مالك قال: جمع رسول الله {{صل}} الأنصار فقال: « أفيكم أحد من غيركم؟ » فقالوا: لا، إلا ابن أخت لنا، فقال رسول الله {{صل}}: « ابن أخت القوم منهم، أو من أنفسهم؟ » فقال: « إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجيرهم وأتألفهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ » لو سلك الناس واديا. قال: حجاج وسلكت، وقال محمد: « وسلك الأنصار شعبا <ref> الشعب: الطريق في الجبل أو الانفراج بين الجبلين. </ref> لسلكت شعب الأنصار ».
1389 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قال: أنا شعبة، وحجاج قال: حدثني شعبة، عن قتادة قال: قثنا أنس بن مالك، أن رسول الله {{صل}} يقول: إن العيش عيش الآخرة قال: حجاج قال: شعبة: إن الخير خير الآخرة، « اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة ».
1390 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: خرج رسول الله {{صل}} والمهاجرون يحفرون الخندق في غداة باردة فقال أنس ولم يكن لهم خدم، فقال رسول الله {{صل}}: « اللهم إنما الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة قال: فأجابوه نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا » أو لا نفر أبدا.
1391 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس أن رسول الله {{صل}} خرج ذات يوم وهو معصوب الرأس، فتلقاه الأنصار، ونساؤهم وأبناؤهم، فإذا هو بوجوه الأنصار، فقال: « والذي نفس محمد بيده إني لأحبكم، وقال: إن الأنصار قد قضوا ما عليهم، وبقي ما عليكم فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ».
1392 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس أن رسول الله {{صل}} قال: « يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي؟ أولم آتكم متفرقين فجمعكم الله بي؟ أولم آتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم؟ » قالوا: بلى يا رسول الله، قال: « أفلا تقولون جئتنا خائفا فآمناك، وطريدا فآويناك، ومخذولا فنصرناك »، قالوا: بل لله المن علينا ولرسوله.
1393 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله {{صل}}: « ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ » قالوا: بلى يا رسول الله قال: « بنو عبد الأشهل وهم رهط <ref> الرهط: القوم والأهل والعشيرة. </ref> سعد بن معاذ »، قالوا: ثم من يا نبي الله؟ قال: « ثم بنو النجار »، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: « ثم بنو الحارث بن الخزرج »، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: « ثم بنو ساعدة »، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: « ثم بنو النجار »، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: « في كل دور الأنصار خير »، فقال سعد بن عبادة ذكرنا رسول الله آخر أربع آدر سماهم، لأكلمن رسول الله {{صل}} في ذلك، فلقيه رجل فذكر ذلك له فقال له الرجل: أو ما ترضى أن يذكركم آخر أربع آدر؟ فوالله لمن ترك رسول الله {{صل}} من الأنصار لم يذكر أكثر ممن ذكر قال: فرجع سعد. قال معمر: أخبرني ثابت، وقتادة، أنهما سمعا أنس بن مالك يذكر هذا الحديث، إلا أنه قال: « بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل »، ثم ذكر مثل حديث الزهري
1394 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: « لما سار رسول الله {{صل}} إلى بدر خرج فاستشار الناس فأشار عليه أبو بكر ثم استشارهم فأشار عليه عمر فسكت فقال: رجل من الأنصار إنما يريدكم، قالوا: يا رسول الله، والله لا نكون كما قالت: بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن والله لو ضربت أكبادها حتى تبلغ برك الغماد لكنا معك ».
1395 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا يزيد قال: أنا محمد يعني ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد الخدري وعن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قالا: قال رسول الله {{صل}}: « لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس في واد أو شعب وسلكت الأنصار واديا أو شعبا، لسلكت في وادي الأنصار وشعبهم ».
1396 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن ثابت البناني، أنه سمع أنس بن مالك قال: قال رسول الله {{صل}}: « إن الأنصار عيبتي <ref> عيبتي: جماعتي وصحابتي الذين أُطلعهم على سري وأَثق بهم وأعتمد عليهم. </ref> التي أويت إليها، فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم، فإنهم قد أدوا الذي عليهم وبقي الذي لهم ».
1397 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن الزهري أن النبي {{صل}} قال: « إن الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار، والمهاجرة والعن عضلا والقارة هم كلفونا نقل الحجارة ».
1398 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، قال: قال رسول الله {{صل}}: « اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار ». حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق، أنا معمر قال: وأخبرني أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن رسول الله {{صل}} مثله. قال معمر: فبلغني أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: لم يبق من أهل الدعوة غيري
سطر 1٬427:
1402 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد بن هارون قال: أنا يحيى يعني ابن سعيد، إن سعد بن إبراهيم أخبره عن الحكم بن ميناء، إن يزيد بن جارية أخبره: أنه كان جالسا في نفر من الأنصار، فخرج عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم، فقالوا: كنا في حديث من حديث الأنصار، فقال معاوية: ألا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله {{صل}}؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله »
1403 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح قثنا هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله {{صل}}: « ما يضر امرأة نزلت بين بيتين من الأنصار أو نزلت بين أبويها ».
1404 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر قال: نا وحجاج قال: حدثني شعبة قال: سمعت قتادة، يحدث عن أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير، أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله {{صل}} فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ فقال: « إنكم ستلقون بعدي أثرة <ref> الأثرة والاستئثار: الانفراد بالشيء دون الآخرين. </ref> فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ».
1405 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، قثنا شعبة، وحجاج قال: حدثني شعبة قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك قال حجاج، عن أبي أسيد، وقال ابن جعفر، عن أبي أسيد قال: قال رسول الله {{صل}}: « خير دور الأنصار، بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث » قال: حجاج: ابن الخزرج، « ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير ».، فقال سعد: ما أرى رسول الله إلا قد فضل علينا، فقيل قد فضلكم على كثير.
1406 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا عبد الصمد قثنا عبد الله بن أبي يزيد قال: سمعت موسى بن أنس، يحدثنا عن أبيه، أن الأنصار اشتدت عليهم السواني <ref> السَّواني: جمع سَانية، وهي النَّاقةُ التي يُسْتَقَى عليها. </ref> فأتوا النبي {{صل}} ليدعو لهم، أو يحفر لهم نهرا، فأخبر النبي {{صل}} فقال: « لا يسألوني اليوم شيئا إلا أعطوه »، فأخبرت الأنصار بذلك، فلما سمعوا ما قال النبي {{صل}}، قالوا: ادع الله لنا بالمغفرة، فقال: « اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ».
1407 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرحمن قثنا شعبة، عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي {{صل}} قال: « لو سلكت الأنصار واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم، ولولا الهجرة لكنت أمرا من الأنصار ». قال أبو هريرة: وما ظلم بأبي وأمي لقد آووه، ونصروه، أو آسوه، ونصروه.
1408 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرحمن، ووكيع، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن أبي سلمة، عن أبي أسيد الساعدي قال: قال رسول الله {{صل}}: « خير الأنصار، بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو ساعدة ثم قال: وفي كل خير ».
سطر 1٬442:
1417 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة قال: سمعت علي بن زيد، يحدث عن النضر بن أنس قال: مات لأنس ولد فكتب إليه زيد بن أرقم أن رسول الله {{صل}} قال: « اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ».
1418 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك، عن النبي {{صل}} قال: « اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة » قال: شعبة أو قال: « اللهم إن العيش عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة ».
1419 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر، وحجاج قالا: نا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك، أن رسول الله {{صل}} قال: « إن الأنصار كرشي <ref> كرشي: أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته. </ref> وعيبتي، وإن الناس سيكثرون ويقلون، فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم ».
1420 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرحمن قثنا سفيان، عن سعد، يعني: ابن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال: « قريش، والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار، وأشجع موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله ».
1421 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، وعبد الرحمن المعني، عن سفيان، عن جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن عمران بن حصين قال: جاءت بنو تميم قالوا: يا رسول الله بشرتنا فأعطنا قال عبد الرحمن فتغير وجه النبي {{صل}} قال: فجاء نفر من أهل اليمن قال: فجاء حي من اليمن، فقال: « اقبلوا البشرى إذ لم تقبلها بنو تميم » قالوا: يا رسول الله، قبلنا.
سطر 1٬462:
1436 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، قيل لسفيان، سمعت خالدا يقول فقال: « لقد اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فلم يبق في يدي إلا صفيحة يمانية، وأتي بالسم، فقال: ما هذا؟ قالوا: السم قال: بسم الله، فشربه ».
1437 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، أتي خالد بسم، فقال: « ما هذا؟ » قال: سم. « فشربه ».
1438 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا مكي بن إبراهيم قال: نا هاشم بن هاشم، عن إسحاق بن الحارث بن عبد الله بن كنانة، عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله {{صل}} حتى إذا كنا تحت ثنية <ref> الثَّنِيَّة: الثنية في الجَبل كالعَقَبة فيه، وقيل هُو الطَّرِيق العالي فيه، وقيل أعلى المَسِيل في رأسه. </ref> لفت طلع خالد بن الوليد من الثنية قال رسول الله {{صل}}: لأبي هريرة « انظر من هذا؟ » قال أبو هريرة: خالد بن الوليد فقال رسول الله {{صل}}: « نعم عبد الله هذا ».
1439 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل، عن عامر، قال: قال رسول الله {{صل}}: « لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله، سله الله على أعدائه ».
===فضائل سعد بن معاذ رحمه الله===
سطر 1٬469:
1442 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يحيى، عن سفيان قال: حدثني أبو إسحاق قال: سمعت البراء أن النبي {{صل}} أتي بثوب حرير، فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه، فقال: « لمناديل سعد بن معاذ في الجنة، أفضل أو خير منها ».
1443 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد قثنا محمد بن عمرو بن علقمة، فذكر حديث الخندق قال: قال أبو سعيد الخدري: فلما طلع على رسول الله {{صل}} قال: قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، فقال عمر سيدنا الله عز وجل فقال: أنزلوه فأنزلوه فقال له رسول الله {{صل}}: « احكم فيهم ».
1444 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد قال: أنا محمد بن عمرو قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري أن. رسول الله {{صل}} نام حين أمسى فلما استيقظ جاءه جبريل أو قال: ملك فقال: من رجل من أمتك مات الليلة استبشر بموته أهل السماء؟، قال رسول الله {{صل}}: « لا أعلمه إلا أن سعد بن معاذ أمسى دنفا ما فعل سعد؟ » قالوا: يا رسول الله، قد قبض، وجاء قومه فاحتملوه إلى دارهم قال: فصلى رسول الله {{صل}} بالناس صلاة الصبح، ثم خرج وخرج الناس مشيا حتى إن شسوع نعالهم تقطع من أرجلهم وإن أرديتهم <ref> الأردية: جمع رداء وهو ما يلبس فوق الثياب كالجُبَّة والعباءة، أو ما يستر الجزء الأعلى من الجسم. </ref> تسقط من عواتقهم، <ref> العاتق: ما بين المنكب والعنق. </ref> فقال قائل: يا رسول الله - {{صل}} - قد بتت الناس مشيا قال: « إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة ». قال محمد: فأخبرني الأشعث بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قال: فحضر رسول الله {{صل}} وهو يغسل قال: فقبض رسول الله ركبته، فقال رسول الله {{صل}}: « دخل ملك فلم يجد مجلسا فأوسعت له » قال: وأمه تبكي وهي تقول: ويل لأم سعد سعدا براعة وحدا بعد إياد يا له ومجدا مقدم سد به مسدا فقال رسول الله {{صل}}: « كل البواكي يكذبن، إلا أم سعد »
1445 - قال محمد: فقال ناس من أصحابنا: إن رسول الله {{صل}} لما أخرج بجنازة سعد قال ناس من المنافقين: ما أخف سرير سعد أو جنازة سعد قال: فحدثني سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله {{صل}} قال يوم مات سعد: « لقد نزل سبعون ألف ملك، شهدوا جنازة سعد بن معاذ ما وطئوا الأرض قبل يومئذ ».
1446 - قال محمد: وسمعت إسماعيل بن محمد بن سعد، ودخل علينا الفسطاط ونحن ندفن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: ألا أحدثكم ما سمعت أشياخنا يقولون: قال رسول الله {{صل}} يوم مات سعد: « لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا وفاة سعد، ما وطئوا الأرض قبل يومئذ ».
1447 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد قال: أنا محمد قال: أخبرني أبي، عن أبيه علقمة، عن عائشة قالت: « ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله {{صل}} وصاحبيه أو أحدهما من سعد ».
1448 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد قال: نا محمد بن عمرو قال: حدثني محمد بن المنكدر، عن محمد بن شرحبيل، وقال يزيد مرة: شرحبيل « إن رجلا أخذ من تراب قبر سعد قبضة يوم دفن، ففتحها بعد فإذا هي مسك ».
1449 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد قال: نا محمد بن عمرو قال: وحدثني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: دخلت على أنس بن مالك قال: فقال لي: من أنت؟، قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ وكان واقد من أحسن الناس وأعظمهم وأطولهم قال: إنك لسعد لشبيه، ثم بكى فأكثر البكاء وقال: رحمة الله على سعد كان من أعظم الناس وأطولهم، ثم قال: بعث رسول الله {{صل}} جيشا إلى أكيدر دومة فأرسل إلى رسول الله {{صل}} بجبة <ref> الجبة: ثوب سابغ واسع الكمين مشقوق المقدم يلبس فوق الثياب. </ref> ديباج <ref> الديباج: هو الثِّيابُ المُتَّخذة من الإبْرِيسَم أي الحرير الرقيق. </ref> منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله {{صل}} فقام على المنبر أو جلس فلم يتكلم ثم نزل فجعل يلمسون الجبة وينظرون إليها، فقال رسول الله {{صل}}: « لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون ».
1450 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا محمد بن بشر قثنا محمد بن عمرو قال: حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة الليثي، ويحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة الزرقي، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله {{صل}}: « لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، شدد عليه ثم فرج الله عنه ».
1451 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن بشر قثنا محمد بن عمرو قثنا يزيد بن أسامة الليثي، عن معاذ بن رفاعة الزرقي، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله {{صل}} لسعد يوم مات وهو يدفن « لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء شدد عليه ثم فرج عنه ».
1452 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن ابن جدعان، عن أنس أهدى أكيدر دومة للنبي {{صل}} حلة فتعجب الناس من حسنها، فقال رسول الله {{صل}}: « لمناديل سعد في الجنة خير أو أحسن منها ».
1453 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد قال: أنا إسماعيل، عن رجل من الأنصار قال: لما قضى سعد بن معاذ في بني قريظة رجع فانفجرت يده دما، فبلغ ذلك النبي {{صل}} فأقبل في نفر معه، فدخل عليه، فجعل رأسه في حجره، فقال: « اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك، وصدق رسلك وقضى الذي عليه، فاقبل روحه بخير ما تقبلت به الأرواح ».
1454 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد قال: أنا إسماعيل، عن إسحاق بن راشد، عن امرأة من الأنصار يقال لها: أسماء بنت يزيد بن سكن قالت: لما توفي سعد بن معاذ صاحت أمه، فقال النبي {{صل}}: « ألا يرقأ <ref> يرقأ: يسكن ويجف وينقطع بعد جريانه. </ref> دمعك ويذهب حزنك بأن ابنك أول من ضحك الله له، واهتز له العرش ».
1455 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة قثنا سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن عائشة عن النبي {{صل}} قال: « إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيا منها، نجا منها سعد بن معاذ ».
1456 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يحيى، عن شعبة قال: حدثني أبو إسحاق، عن عمرو بن شرحبيل، قال: لما انفرج جرح سعد بن معاذ التزمه <ref> التزمه: عانقه وضمه إليه. </ref> رسول الله {{صل}} وجعلت الدماء تسيل على النبي {{صل}} فجاء أبو بكر فقال: واكسر ظهرياه، فقال له رسول الله {{صل}}: « مه يا أبا بكر » ثم جاء عمر فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
1457 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن الزهري، أن « سعد بن عبادة كان حامل راية الأنصار مع رسول الله {{صل}} يوم بدر وغيرها ».
1458 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا بهز قال نا حماد قال: أنا سماك، عن عبد الله بن شداد أن النبي {{صل}} عاد سعد بن معاذ قال: فدعا له، فلما خرج من عنده مرت به ريح طيبة قال: فقال: « هذا روح سعد قد مر به » قال: فلما وضع في قبره قالوا: يا رسول الله إن سعدا كان رجلا بادنا وإنا وجدناه خفيفا قال: فقال رسول الله {{صل}} « أحسبتم أنكم حملتموه وحدكم، أعانتكم عليه الملائكة ».
سطر 1٬496:
1466 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هشيم قال: وأخبرني شيخ من قيس يقال له: حفص بن مجاهد، وكان عالما بأخبار الناس قال: بلغني أن النبي {{صل}} قال: « بي نصروا » قال: وكان ذلك عند مبعث النبي {{صل}}.
1467 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح قثنا شعبة قثنا قتادة قال: قال معاوية لأصحابه « من أشعر العرب؟ » قال: قالوا: بنو فلان قال: إن أشعر العرب للزرق من بني قيس بن ثعلبة في أصول العرفج قالوا: ثم من؟ قال: ثم الصفر من بني النجار المتفرقة أعضادهم في أصول الفسيل.
1468 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسماعيل قثنا عوف قال: حدثني أبو القموص زيد بن علي قال: حدثني أحد الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله {{صل}} من عبد القيس قال: وأهدينا له فيما نهدي نوطا أو قربة من تعضوض <ref> التعضوض: هو نوع من التمر شديد الحلاوة. </ref> أو برني <ref> البَرْني: ضرْبٌ من التمر أَصْفَر مُدَوَّر، وهو أَجود التمر، واحدته بُرْنِيَّة. </ref> فقال: « ما هذا؟ » قلنا: هدية، قال: فأحسبه أنه نظر إلى تمرة منها فأعادها مكانها، وقال: « أبلغوها آل محمد ». فذكر الحديث وقال: « أي هجر أعز؟ » قلنا: المشقر فقال: « والله لقد دخلتها وأخذت إقليدها، أي الخط أعز؟ » فقلنا: الزارة فقال: « فوالله لقد دخلتها وأخذت إقليدها » قال: وقد كنت نسيت من حديثه شيئا فأذكرنيه عبيد الله بن أبي جروة قال: « وقمت على عين الزارة »، ثم قال: « اللهم اغفر لعبد قيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير خزايا <ref> خزايا: مهانين. </ref> ولا موتورين، <ref> الموتور: المقطوع أي الذي قطع حقه ولم يدركه وقد تطلق على صاحب الدم الذي لم يأخذ بثأره. </ref> إذ بعض قوم لا يسلمون حتى يخزوا ويوتروا قال: وابتهل وجهه ها هنا من القبلة حتى استقبل القبلة، وقال: إن خير المشرق عبد قيس » حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا عوف، عن أبي القموص قال: حدثني أحد الوافدين الذين وفدوا إلى رسول الله {{صل}} من عبد قيس فإن لا يكن؟ قال قيس بن النعمان فإني نسيت اسمه، قال: وأهدينا له فيما نهدي، فذكر الحديث قال: وابتهل يدعو لعبد القيس وجهه هنا من القبلة يعني عن يمين القبلة حتى استقبل القبلة، يدعو لعبد القيس ثم قال: « إن خير أهل المشرق عبد القيس »
1469 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: قثنا عفان قثنا مهدي بن ميمون نا أبو الوازع رجل من بني راسب قال: سمعت أبا برزة قال: بعث رسول الله {{صل}} رسولا له إلى حي من أحياء العرب في شيء لا يدري مهدي ما هو؟ قال: فسبوه وضربوه فشكى ذاك إلى النبي {{صل}}: فقال « لو أنك أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك ».
1470 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق قال: وقال الزهري « هم بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب يعني قوله عز وجل: ( ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد ) <ref> سورة الفتح الآية 16. </ref> ».
1471 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله قال: حدثني سعيد يعني المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله {{صل}}: من أكرم الناس؟ فقال: « أتقاهم »، قالوا: ليس عن هذا نسألك قال: « فيوسف نبي الله ابن نبي الله بن خليل الله »، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: « فعن معادن العرب تسألوني، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ».
1472 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو قثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال: « الناس معادن فخيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ».
1473 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح قثنا علي بن سويد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: اجتمع عند النبي {{صل}} عيينة بن بدر، والأقرع بن حابس، وعلقمة بن علاثة، فذكروا الجدود فقال النبي {{صل}}: « إن سكتم أخبرتكم: جد بني عامر جمل أحمر أو آدم <ref> الآدم: شديد البياض من الإبل. </ref> يأكل من أطراف الشجر قال: وأحسبه قال في روضة وغطفان أكمة <ref> الأكمة: ما ارتفع من الأرض دون الجبل. </ref> خشناء تنفي الناس عنها » قال: فقال: الأقرع بن حابس فأين جد بني تميم؟ قال: « لو سكت ».
1474 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح أو غيره قثنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي {{صل}} يقول: « خيار الناس في الجاهلية، خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ».
1475 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح قثنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: إن رسول الله {{صل}} قال: « الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ».
1476 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا أبو كامل قثنا حماد، عن قتادة، عن دغفل السدوسي قال: « ما اختلف الناس قط، إلا كان الحق مع مضر ».
1477 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الله بن يزيد قثنا سعيد، يعني: ابن أبي أيوب قال: حدثني عبد الله بن خالد، عن عبد الله بن الحارث بن هشام المخزومي أن رسول الله {{صل}} قال: « لا تسبوا مضر فإنه كان على دين إبراهيم، وإن أول دين إبراهيم لعمرو بن لحي بن قمعة بن خندف، وقال: رأيته يجر قصبه <ref> القصب: الأمعاء. </ref> في النار ».
===فضائل أسامة بن زيد رضي الله عنه===
1478 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني عبد الله بن دينار قال: سمعت عبد الله بن عمر قال: إن رسول الله {{صل}} أمر أسامة على قوم قال: فطعن الناس في إمارته، فقال: « إن تطعنوا في إمارته، فقد طعنتم في إمارة أبيه، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إلي بعده ».
سطر 1٬518:
1487 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي قال: ما بعث رسول الله {{صل}} سرية قط إلا أمره عليهم قال سفيان: زيد بن حارثة قال سفيان وقال غيره: « كان رسول الله {{صل}} إذا لم يغز أعطى سلاحه زيدا ».
===فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه===
1488 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يعقوب قثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله {{صل}} بمكة عبد الله بن مسعود قال: اجتمع يوما أصحاب رسول الله {{صل}} فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ قال عبد الله بن مسعود: « أنا »، قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: « دعوني فإن الله عز وجل سيمنعني » قال: فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها فقام عند المقام، ثم قال: « بسم الله الرحمن الرحيم رافعا صوته ( الرحمن علم القرآن ) <ref> سورة الرحمن الآية 1. </ref> قال: ثم استقبلها يقرأ فيها » قال: وتأملوا فجعلوا يقولون: ما يقول ابن أم عبد؟ قال: ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا في وجهه، فقالوا: هذا الذي خشينا عليك قال: « ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها »، قالوا: حسبك فقد أسمعتهم ما يكرهون.
1489 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا سفيان، عن منصور، عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: قال النبي {{صل}}: « رضيت لأمتي ما رضي لهم ابن أم عبد، وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد ».
1490 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن جرير بن أيوب، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال النبي {{صل}}: « من أحب أن يقرأ القرآن غضا <ref> الغض: الطري النضر الجميل الذي لم يتغير. </ref> كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ».
1491 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: قال رسول الله {{صل}}: « لو استخلفت أحدا من غير مشورة، لاستخلفت ابن أم عبد ».
1492 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا مالك، يعني: ابن مغول، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، قال: قال رسول الله {{صل}}: « رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد ».
1493 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى قثنا سفيان نا سليمان، عن عمارة، عن حريث بن ظهير قال: جاء نعي عبد الله إلى أبي الدرداء فقال: « ما ترك بعده مثله ».
1494 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قلنا لحذيفة « أخبرنا بأقرب الناس سمتا من رسول الله {{صل}} نأخذ عنه، ونسمع منه، فقال: كان أشبه الناس سمتا ودلا <ref> الدل: استقامة السيرة وحسن السلوك والهيئة والوقار. </ref> وهديا برسول الله {{صل}} ابن أم عبد ».
1495 - وقال: عبد الرحمن، عن حذيفة « قد علم المحفوظون من أصحاب محمد {{صل}} أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة ».
1496 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق قال: قال حذيفة « إن أشبه الناس هديا، ودلا وسمتا <ref> السَّمْت: عبارةٌ عن الحالة التي يكونُ عليها الإنسانُ من السَّكينة والوَقار، وحُسْن السِّيرة والطَّريقة واستقامةِ المَنْظر والهيئة. </ref> بمحمد عبد الله بن مسعود من حين يخرج إلى أن يرجع، لا أدري ما يصنع في بيته ».
1497 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا يحيى، عن شعبة، وابن جعفر، قثنا شعبة نا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قلت لحذيفة أخبرنا برجل قريب الهدي والسمت والدل برسول الله {{صل}} نأخذ عنه قال: « ما أعلم أحدا أقرب سمتا، وهديا ودلا برسول الله {{صل}} حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد ».
1498 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قال محمد بن جعفر، في حديثه قال: أبو إسحاق، عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة « لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة ».
سطر 1٬535:
1503 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا الأعمش، عن زيد بن وهب قال: كنت جالسا عند عمر فأقبل عبد الله فدنا منه فأكب عليه، فكلمه فلما انصرف قال عمر: « كنيف ملئ علما »
1504 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله، « أخلائي من هذه الأمة أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح »
1505 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسن، قثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من الأراك <ref> الأراك: هو شجر معروف له حَمْلٌ كعناقيد العنب، واسمه الكباث بفتح الكاف، وإذا نَضِج يسمى المرْدَ. </ref> للنبي {{صل}} وكانت الرياح تكفؤه وكان في ساقيه دقة <ref> دقة: المراد أنه رفيع نحيف الساقين. </ref> قال: فضحك القوم، فقال رسول الله {{صل}}: « والذي نفسي في يده، لهما أثقل في الميزان من أحد »
1506 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قال: حدثني عيسى بن دينار، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال: قال رسول الله {{صل}}: « من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ».
1507 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو بكر، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، أن أبا بكر، وعمر، بشراه أن رسول الله {{صل}} قال: « من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأ على قراءة ابن أم عبد »
سطر 1٬541:
1508 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري قال: قال المهاجرون لعمر ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ قال: « ذاك فتى الكهول، إن له لسانا سئولا، وقلبا عقولا ».
1509 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: نا رجل سقط من كتاب ابن مالك، قثنا مالك بن مغول، عن سلمة بن كهيل قال: قال عبد الله « نعم ترجمان القرآن ابن عباس ».
1510 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس ( ما يعلمهم إلا قليل ) <ref> سورة الكهف الآية 22. </ref> قال ابن عباس: « أنا من أولئك القليل ».
1511 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني سليمان، عن أبي الضحى قال: قال عبد الله: « نعم ترجمان ابن عباس للقرآن ».
1512 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني سليمان، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: « لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا رجل ».
سطر 1٬550:
1516 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن بشر، ووكيع قالا: نا هشام بن عروة، عن أبيه، أن عبد الله بن جعفر، حدثه أنه سمع عليا وقال وكيع عن علي قال ابن بشر في حديثه يقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « خير نسائها مريم بنت عمران - لم يقل وكيع ابنة عمران - وخير نسائها خديجة ».
1517 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر قثنا وحجاج قال: حدثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك، عن أم سليم أنها قالت: يا رسول الله أنس خادمك أدع الله له، فقال: « اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته ». قال حجاج في حديثه قال: فقال أنس أخبرني بعض ولدي أنه قد دفن من ولدي، وولد ولدي أكثر من مائة. حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد قال: نا شعبة، وحجاج قال: حدثني شعبة قال: سمعت هشام بن زيد قال حجاج: ابن أنس بن مالك، يحدث عن أنس مثل ذلك
1518 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى قثنا حميد، عن أنس، عن النبي {{صل}} قال: « دخلت الجنة فسمعت خشفة <ref> الخشفة: الصوت والحركة. </ref> بين يدي، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: الغميصاء بنت ملحان ».
1519 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: كان أبو طلحة يرمي بين يدي رسول الله {{صل}}، وكان رسول الله {{صل}} يرفع رأسه من خلفه ينظر إلى مواقع نبله قال: فيتطاول أبو طلحة بصدره يقي به رسول الله {{صل}} وقال: « يا رسول الله، نحري دون نحرك ».
1520 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هشيم قثنا حميد، عن أنس بن مالك قال: قال النبي {{صل}}: « دخلت الجنة فرأيت خشفة بين يدي فإذا هي الغميصاء ابنة ملحان أم أنس بن مالك ». قال عبد الله: قال أبي: قال أبو إسحاق العبادي، الغميصاء هي أم حرام بنت ملحان، وهي أخت أم سليم، وتزوجها عبادة يريد أم حرام
سطر 1٬557:
1523 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح قثنا شعبة، عن إبراهيم بن مهاجر قال: سمعت طارق بن شهاب قال: جاءت بنانة إلى عمر بن الخطاب فقالوا: نحن منك وأنت منا، فقال: « ما سمعت أحدا من آبائي يذكر ذلك ».
1524 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن نمير قال: أنا هشام، عن أبيه، أن رسول الله {{صل}} « كان يذبح الشاة، فيتتبع بها صدائق خديجة ».
1525 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عروة، قال: توفيت خديجة، فقال النبي {{صل}}: « أريت لخديجة بيتا من قصب <ref> القصب: لؤلؤ مجوَّف واسع كالقصر المُنيف. </ref> لا صخب <ref> الصخب: الضَّجَّة، واضطرابُ الأصواتِ وارتفاعها للخِصَام. </ref> فيه، ولا نصب <ref> النصب: التعب والمشقة. </ref> ». قال: وهو قصب اللؤلؤ
1526 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا رجل سقط من كتاب ابن مالك قال: نا حماد، عن حميد، عن الحسن أن رسول الله {{صل}} قال: « حسبك من نساء العالمين بأربع: مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وفاطمة ابنة محمد، وخديجة ابنة خويلد ».
1527 - حدثنا عبد الله قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده، نا سعد بن إبراهيم، ويعقوب قالا: نا أبي، عن صالح قال: يقال: قالت عائشة: لفاطمة ابنة رسول الله {{صل}} إلا أبشرك أني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « سيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم ابنة عمران، وفاطمة ابنة رسول الله، وخديجة ابنة خويلد، وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون ». قال يعقوب: ابنة مراجم من هنا إلى آخر فضائل خديجة، عن الشيخ أبي الحسين بن المذهب، والجوهري، عن ابن مالك، عن عبد الله
سطر 1٬564:
1530 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن بشر، نا هشام بن عروة، عن أبيه، أن عبد الله بن جعفر، حدثه أنه سمع عليا يقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة ».
1531 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن علي قال: قال رسول الله {{صل}}: « خير نسائها خديجة، وخير نسائها مريم بنت عمران رضي الله عنها ».
1532 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن نمير، ويعلى المعني قالا: نا إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى، أكان رسول الله {{صل}} بشر خديجة؟ قال: نعم « بشرها ببيت في الجنة من قصب لا لغو <ref> اللغو: السقط وما لا يعتد به من كلام وغيره ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع. </ref> فيه ولا نصب ».
1533 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال: أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: « بشر رسول الله {{صل}} خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب ».
1534 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا وكيع، وعبد الله بن نمير قالا: نا هشام وهو ابن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول « خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة رضي الله عنها ». حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن بشر، نا هشام، عن أبيه، أن عبد الله بن جعفر حدثه أنه سمع عليا عليه السلام يقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول. فذكر مثله
سطر 1٬570:
1536 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير أبو الحارث قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي {{صل}} قال: « أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب ». قال أبو عبد الرحمن: قلت لأبي: إن يحيى بن معين يطعن على عامر بن صالح هذا قال: يقول: ماذا؟ قلت رآه يسمع من حجاج؟ قال: قد رأيت أنا حجاجا يسمع من هشيم وهذا عيب يسمع الرجل ممن هو أصغر منه وأكبر؟
1537 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة قال: سمعت أبا هريرة يقول: أتى جبريل عليه السلام إلى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجل وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب.
1538 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أبو أسامة حماد بن أسامة قال: أنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: « ما غرت على امرأة، ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل إن يتزوجني، - تعني النبي {{صل}} - بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربه عز وجل إن يبشرها ببيت في الجنة من قصب، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهدي في خلائلها <ref> الخلائل: الصاحبات والصديقات والحبيبات. </ref> منها ».
1539 - حدثنا عبد الله بن أحمد قثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قثنا وكيع قال عبد الله ونا إسحاق بن إسماعيل، نا أبو معاوية، ووكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله {{صل}}: « خير نسائها خديجة وخير نسائها مريم عليهما السلام ».
1540 - حدثنا عبد الله بن أحمد قثنا أبو عمرو نصر بن علي قال: أنا وهب بن جرير بن حازم، نا أبي، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله {{صل}}: « أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب ».
سطر 1٬579:
1544 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، قثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي قال: جاء خباب إلى عمر فقال له عمر: « ادن فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار » قال: فجعل خباب يريه آثارا في ظهره مما عذبه المشركون «
1545 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قال: قال سفيان: وقال أبو قيس، عن الهزيل، قال: أتى النبي {{صل}} فقيل: إن عمارا وقع عليه حائط فمات قال: « ما مات عمار ».
1546 - حدثنا عبد الله، قثنا أبي، قثنا وكيع قثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مجاهد، قال: قال رسول الله {{صل}}: « ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار وذاك دأب <ref> الدأب: الشأن والعادة. </ref> الأشقياء الفجار ».
1547 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، وعبد الرحمن قالا: نا سفيان، عن أبي إسحاق قال وكيع، وأبو إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: كنت جالسا عند النبي {{صل}} فجاء عمار فاستأذن، فقال: « ائذنوا له، مرحبا بالطيب المطيب ».
1548 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قال: قال سفيان: وقال الأعمش:، عن أبي عمار الهمداني، عن عمرو بن شرحبيل قال: قال رسول الله {{صل}}: « عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه <ref> المشاش: رءوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين.. </ref> ».
1549 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قال: قال سفيان، وقال الأعمش:، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: جاء رجلان قد خرجا من الحمام متزلقين، متدهنين إلى علي، فقال: « من أنتما؟ » قالا: نحن من المهاجرين، فقال: علي « المهاجر عمار بن ياسر ».
1550 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا المطلب بن زياد قثنا ليث، عن مجاهد، في قوله عز وجل: ( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار ) <ref> سورة ص الآية 62. </ref> قال: يقول أبو جهل في النار: أين عمار أين بلال؟
1551 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا المطلب بن زياد، عن أبي إسحاق قال: قالت عائشة « لعمار ملئ من كعبيه إلى قرنه إيمانا ».
1552 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن، يحدث عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأشتر قال: كان بين عمار، وخالد بن الوليد كلام فشكاه عمار إلى رسول الله {{صل}} فقال رسول الله {{صل}}: « إن من يعاد عمارا يعاده الله، ومن يبغضه يبغضه الله، ومن يسبه يسبه الله » قال سلمة هذا أو نحوه.
سطر 1٬607:
1571 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو كامل قثنا إسرائيل قثنا أبو إسحاق، عن قيس بن أبي حازم قال: قال عبد الله بن مسعود: « الإيمان يمان ».
1572 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حيوة بن شريح قثنا بقية قثنا بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن عبد، أنه قال: إن رجلا قال: يا رسول الله، العن أهل اليمن فإنهم شديد بأسهم، كثير عددهم، حصينة حصونهم قال: « لا »، ثم لعن رسول الله {{صل}} الأعجمين، وقال رسول الله {{صل}}: « إذا مروا بكم يسوقون نساءهم، يحملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني، وأنا منهم ».
===فضائل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها،عنها وغير ذلك في أهل اليمن===
1573 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا المطلب بن زياد، عن أبي إسحاق. أن رجلا وقع في عائشة وعابها، فقال: له عمار « ويحك ما تريد من حبيبة رسول الله {{صل}}، ما تريد من أم المؤمنين فأنا أشهد أنها زوجته في الجنة »، بين يدي علي وعلي ساكت
1574 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: ثنا أم عمر ابنة حسان بن زيد قالت: وحدثني يعني سعيد بن يحيى بن قيس بن عبس، عن أبيه، أن عائشة كانت تقول: « لا ينتقصني إنسان في الدنيا، إلا تبرأت منه في الآخرة »
1575 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي {{صل}} قال لها: « هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام » فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا نرى
1576 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عثمان بن عمر قال: أنا ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن أبي سلمة، عن عائشة أن رسول الله {{صل}} قال: « فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد <ref> الثريد: الطعام الذي يصنع بخلط اللحم والخبز المفتت مع المرق وأحيانا يكون من غير اللحم. </ref> على الطعام »
1577 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، أن رسول الله {{صل}} استعذر أبا بكر من عائشة، ولم يخش النبي {{صل}} أن ينالها أبو بكر بالذي نالها، فرفع أبو بكر بيده فلطم في صدر عائشة، فوجد <ref> الوجد: الغضب، والحزن والمساءة وأيضا: وَجَدْتُ بِفُلانَة وَجْداً، إذا أحْبَبْتها حُبّا شَديدا.. </ref> من ذلك النبي {{صل}}، وقال لأبي بكر: « ما أنا بمستعذرك منها بعد فعلتك هذه ».
1578 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري قال: كنت عند الوليد وكاد أن يتناول عائشة، فقلت له: يا أمير المؤمنين، ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام وكان أوتي حكمة قال: من هو؟ قلت: هو أبو مسلم الخولاني، وسمع أهل الشام كادوا ينالون من عائشة، فقال: « ألا أخبركم بمثلكم ومثل أمكم هذه، كمثل عينين في رأس، يؤذيان صاحبهما ولا يستطيع أن يعاقبهما، إلا بالذي هو خير لهما قال: فسكت ». ذكره الزهري، عن أبي إدريس، عن أبي مسلم
1579 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عريب بن حميد قال: جاء رجل إلى علي فوقع في عائشة فقام عمار فقال: « اخرج مقبوحا منبوحا، والله إنها لزوجة رسول الله في الدنيا والآخرة ».
سطر 1٬621:
1584 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قال: حدثنا هارون بن أبي إبراهيم، عن عبد الله بن عبيد قال: استأذن ابن عباس، على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه، فأبت أن تأذن له فلم يزل بها حتى أذنت له فسمعها وهي تقول: « أعوذ بالله من النار » قال: يا أم المؤمنين « إن الله عز وجل قد أعاذك من النار، كنت أول امرأة نزل عذرها من السماء ».
1585 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا ابن أبي خالد، عن قيس قال: بعث النبي {{صل}} عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل قال: قال عمرو بن العاص قلت: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال: « عائشة » قال: قلت إنما أقول من الرجال؟، قال: « أبوها ».
1586 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت هشاما، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله {{صل}}: « أريتك في المنام مرتين ورجل يحملك في سرقة <ref> السرقة: قطعة من الحرير. </ref> من حرير فيقول: هذه امرأتك، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه ».
1587 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، وابن خثيم، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان مولى عائشة أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت وعندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن، فقال: هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خير بنيك، فقالت: دعني من ابن عباس، ومن تزكيته، فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن: إنه قارئ لكتاب الله فقيه في دين الله، فأذني له ليسلم عليك، وليودعك، قالت: فأذن له إن شئت، قال: فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس، فقال: « أبشري يا أم المؤمنين فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب - أو قال: وصب - وتلقى الأحبة محمدا وحزبه، أو قال أصحابه، إلا أن يفارق روحك جسدك »، فقالت: وأيضا، فقال: ابن عباس: « كنت أحب أزواج رسول الله {{صل}} إليه، ولم يكن ليحب إلا طيبا، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سموات، فليس في الأرض مسجد إلا هو يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فاحتبس النبي {{صل}} في المنزل والناس معه في ابتغائها، أو قال: في طلبها حتى أصبح القوم من غير ماء، فأنزل الله عز وجل ( فتيمموا صعيدا طيبا ) <ref> سورة النساء الآية 43. </ref> الآية. فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سببك، فوالله إنك لمباركة »، فقالت: دعني يا ابن عباس من هذا، فوالله لوددت لو أني كنت نسيا منسيا
1588 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن ليث، عن رجل قال: قال ابن عباس « إنما سميت أم المؤمنين، لتسعدي وإنه لاسمك قبل أن تولدي ».
1589 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يعقوب قثنا أبي، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة قالت: « كان رسول الله {{صل}} في حجري حين نزل به الموت ».
سطر 1٬664:
1626 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله {{صل}}: « أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله ورسوله ».
1627 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح قثنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي {{صل}} يقول: « غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله ».
1628 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، وحجاج قال: حدثني شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس قال: قال رسول الله {{صل}}: لأبي بن كعب « إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك ( لم يكن الذين كفروا ) <ref> سورة البينة الآية 1. </ref> » قال: وسماني؟ قال: « نعم »، قال: فبكى.
1629 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يعقوب قثنا أبي، عن صالح قثنا نافع أن عبد الله أخبره أن رسول الله {{صل}} قال على المنبر: « غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله ».
1630 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا علي بن حفص قال: أنا ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله {{صل}}: « غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله ».
1631 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الصمد قثنا عمر بن رشيد قثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه أن رسول الله {{صل}} قال: « أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، أما والله ما أنا قلته ولكن الله قاله ».
1632 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد بن هارون قثنا إسماعيل، عن عامر قال: كان ابن عمر إذا سلم على ابن جعفر قال: « السلام عليك يا ابن ذا، وقال مرة: ذي الجناحين <ref> ذو الجناحين: جعفر بن أبي طالب لقب بذلك لأنه استشهد في غزوة مؤتة وقطع ذراعاه فأبدله الله مكانهما جناحين في الجنة. </ref> ».
1633 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سليمان بن داود أبو داود قثنا شعبة، عن أبي التياح قال: سمعت الحسن يقول: « ما قدمها يعني البصرة راكب كان خيرا لهم من أبي موسى ».
1634 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثني أبو إسحاق، عن حارثة قال: سمعت عليا يقول « لم يكن فينا فارس يوم بدر، غير المقداد ».
سطر 1٬683:
1643 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: قدم وفد بجيلة على رسول الله {{صل}}، فقال رسول الله {{صل}}: « اكتبوا البجليين وابدءوا بالأحمسيين » قال: فتخلف رجل من قسر قال: حتى أنظر ما يقول لهم، قال: فدعا لهم رسول الله {{صل}} خمس مرات « اللهم صل عليهم، أو اللهم بارك فيهم ». مخارق الذي شك
1644 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبيد قثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبد الله قال: « ما حجبني عنه رسول الله {{صل}} منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم ».
1645 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية، عن معرف بن واصل، عن إسماعيل بن رجاء قال: قال رسول الله {{صل}} لأصحابه: « يدخل من هذا الفج <ref> الفج: الطريق الواسع البعيد. </ref> رجل من خير ذي يمن عليه مسحة ملك » قال: فدخل جرير بن عبد الله.
1646 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: لما صالح أبو بكر أهل الردة صالحهم على حرب مجلية، أو سلم مخزية قال: قد عرفنا الحرب المجلية فما السلم المخزية؟ قال: « تشهدون أن قتلانا في الجنة، وأن قتلاكم في النار، وإن تدوا قتلانا، ولا ندي قتلاكم، وإن ما أصبنا منكم، فهو لنا وما أصبتم منا رددتموه إلى أهله ». فذكر الحديث.
===فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما===
1647 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا ابن إدريس قال: أنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال: « ما رأيت أو ما أدركت أحدا، إلا قد مالت به الدنيا، إلا عبد الله بن عمر ».
1648 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، شهد ابن عمر الفتح وهو ابن عشرين ومعه فرس حرون <ref> الحرون: الذي لا ينقاد وإذ اشتد به الجري وقف. </ref> ورمح ثقيل، فذهب ابن عمر يختلي لفرسه، فقال رسول الله {{صل}} « إن عبد الله، إن عبد الله ».
1649 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية قثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عبد الله، « إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر ».
1650 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسن بن موسى قثنا سلام قال: سمعت الحسن قال: لما كان من عثمان ما كان، واختلاط الناس أتوا عبد الله بن عمر فقالوا: أنت سيدنا، وابن سيدنا، اخرج يبايعك الناس، وكلهم بك راض، فقال: « لا والله لا يهراق في سببي محجمة من دم، ما كان في روح »، ثم عادوا إليه فخوفوه فقالوا: لتخرجن أو لتقتلن على فراشك، فقال: مثلها، فأطمع وأخيف، قال: فوالله ما استقلوا منه بشيء حتى لحق بالله عز وجل.
سطر 1٬693:
===فضائل قوم شتى من أهل الشام===
1652 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد قال: أنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق قال: حدثني رجل من عنزة يقال: له زائدة، أو مزيدة بن حوالة قال: كنا مع النبي {{صل}} في سفر من أسفاره قال: « يا ابن حوالة كيف تصنع في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟ » قال: قلت: أصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: « عليك بالشام ».
1653 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع قثنا إسرائيل، عن فرات القزاز، عن الحسن قال: ( الأرض التي باركنا فيها ) <ref> سورة الأنبياء الآية 71. </ref> قال « الشام ».
1654 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، نا سفيان، عن حصين، عن أبي مالك، ( الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) قال: « الشام ».
1655 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو سعيد قثنا محمد بن راشد قثنا مكحول، عن عبد الله بن حوالة أن رسول الله {{صل}} قال: « سيكون جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن » فقال رجل: فخر لي يا رسول الله، إذا كان ذلك، فقال رسول الله {{صل}}: « عليك بالشام، عليك بالشام، عليك بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله ».
سطر 1٬701:
1659 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى، عن بهز قال: حدثني أبي، عن جدي قال: قلت: يا رسول الله، أين تأمرني؟ خر لي، فقال بيده نحو الشام قال: « إنكم محشورون رجالا، وركبانا، وتجرون على وجوهكم ».
1660 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو سعيد قثنا محمد بن راشد قال: نا مكحول، عن جبير بن نفير، أن رسول الله {{صل}} قال: « فسطاط المؤمنين في الملحمة، الغوطة مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الشام ».
1661 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن قتادة في قوله عز وجل: ( الأرض المقدسة ) <ref> سورة المائدة الآية 21. </ref> قال: « هي الشام »
1662 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسين، في تفسير شيبان، عن قتادة، قوله عز وجل: ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) <ref> سورة المائدة الآية 21. </ref> قال: أمر القوم بها كما أمروا بالصلاة والزكاة والحج والعمرة، ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين ) قال: « وذكر لنا أن قوما جبارين، كانوا بالأرض المقدسة، لهم أجسام وخلق منكر ».
1663 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسين، في تفسير شيبان، عن قتادة قوله عز وجل: ( إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) <ref> سورة الأنبياء الآية 71. </ref> قال: « أنجاهما الله من أرض العراق، إلى أرض الشام ».
1664 - قال: وحدث أبو قلابة، أن نبي الله {{صل}} قال: « رأيت في المنام كأن الملائكة حملت عمود الكتاب فعمدت به إلى الشام » فقال: النبي {{صل}} « إذا وقعت الفتن، فإن الإيمان بالشام ».
1665 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسحاق بن عيسى قال: حدثني يحيى بن حمزة، عن زيد بن واقد قال: حدثني بسر بن عبيد الله قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله {{صل}}: « بينا أنا نائم، إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام ».
1666 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الوهاب، في تفسير سعيد، عن قتادة قوله عز وجل ( واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب ) <ref> سورة ق الآية 41. </ref> قال سعيد قال قتادة: « كنا نتحدث أنه ينادي من صخرة بيت المقدس قال: وهي وسط الأرض ».
1667 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة قال: حدثنا أن كعبا كان يقول: « هي أقرب الأرضين من السماء بثمانية عشر ميلا ».
1668 - حدثنا عبد الله قال: قرأت على أبي هذين الحديثين قراءة، نا يحيى بن زكريا قال: حدثني أبي، وابن أبي خالد، عن الشعبي قال: تزوج علي أسماء بنت عميس بعد أبي بكر فتفاخر ابناها محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، فقال واحد منهما: أنا خير منك، وأبي خير من أبيك، فقال علي لأسماء: « أقضي بينهما »، فقالت لابن جعفر: « أما أنت، أي بني فما رأيت شابا من العرب كان خيرا من أبيك، وأما أنت فما رأيت كهلا من العرب خيرا من أبيك » قال: فقال علي « ما تركت لنا شيئا، ولو قلت غير هذا لمقتك » قال: فقالت: « والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار ».
سطر 1٬714:
1672 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أزهر بن سعد قال: أنا ابن عوف، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي {{صل}} قال: « اللهم بارك في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا »، قالوا: وفي نجدنا قال: « هنالك الزلازل، والفتن، ومنها أو قال: بها يطلع قرن الشيطان ».
1673 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله {{صل}}: « يكون بالشام جند، وبالعراق جند، وباليمن جند » قال: فقال رجل: خر لي يا رسول الله، قال: « عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق بغدره، فإن الله قد توكل لي بالشام، وأهله ».
1674 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن صفوان، وقال مرة: عن عبد الله بن صفوان بن عبد الله قال: قال رجل يوم صفين: اللهم العن أهل الشام فقال: علي « لا تسب أهل الشام جما <ref> الجم: الكثير. </ref> غفيرا فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال ».
1675 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو المغيرة قثنا صفوان قال: حدثني شريح قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين، فقال: لا إني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « الأبدال <ref> الأبدال: الأولياء والعُبَّاد، سُمُّوا بذلك لأنهم كلما مات واحد منهم أُبْدِلَ بآخر. </ref> يكونون بالشام وهم أربعون رجلا، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا، يسقى بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب ».
1676 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن إسحاق قال: أنا يحيى بن أيوب قثنا يزيد بن أبي حبيب، أن عبد الرحمن بن شماسة، أخبره أن زيد بن ثابت قال: بينا نحن عند رسول الله {{صل}} نؤلف القرآن من الرقاع <ref> الرقاع: جمع رُقعة وهي قطعة من الورق أو الجلد يُكتب فيها. </ref> إذ قال: « طوبى للشام » قيل: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: « إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها ».
===فضائل أصحاب النبي {{صل}}صلى الله عليه وسلم===
1677 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن نسير بن ذعلوق قال: سمعت ابن عمر يقول « لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة ».
1678 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عمن سمع الحسن يقول: قال رسول الله {{صل}}: « مثل أصحابي في الناس كمثل الملح في الطعام »، ثم يقول الحسن: هيهات ذهب ملح القوم
سطر 1٬742:
1697 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو المغيرة قثنا صفوان قال: حدثني شريح بن عبيد، أن رسول الله {{صل}} دعا لمعاوية بن أبي سفيان « اللهم علمه الكتاب، والحساب وقه العذاب ».
1698 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسن بن موسى قثنا أبو هلال قثنا جبلة بن عطية، عن مسلمة بن مخلد أو عن رجل، عن مسلمة بن مخلد أنه رأى معاوية يأكل فقال: لعمرو بن العاص إن ابن عمك هذا المخضد ما إني أقول ذا، وقد سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « اللهم علمه الكتاب، ومكن له في البلاد، وقه العذاب ».
===فضائل أبي الفضل العباس بن عبد المطلب عم رسول الله {{صل}}صلى الله عليه وسلم===
1699 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وهب بن جرير قثنا أبي قال: سمعت الأعمش يحدث عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال النبي {{صل}} يعني لعمر: « أما علمت أن عم الرجل صنو <ref> الصنو: النظير والمثل. </ref> أبيه، يعني العباس بن عبد المطلب ».
1700 - حدثنا عبد الله قال: قرأت على عفان، قال: نا حماد، يعني: ابن سلمة قال: أنا ثابت، عن أبي عثمان النهدي، أن. رسول الله {{صل}} قال للعباس: « هلم ههنا، فإنك صنو أبي ».
1701 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم، عن سعيد بن المسيب قال: أراد عمر توسيع المسجد فكان للعباس دار، فقال: لا أعطيكها ليس لك ذاك قال: اجعل بيني وبينك أبي بن كعب حكما، فقضى عليه، فقال العباس: « هي على المسلمين صدقة ».
1702 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن عامر أن النبي {{صل}} أغمي عليه وهو صائم يوم السبت، فلدوه <ref> اللد: سقي الدواء وصبه في فم المريض. </ref> بزيت وقسط فأفاق، وقال: « أما تحرجتم لددتموني وأنا صائم، لا يبقى أحد في البيت إلا لد » قالت فاطمة: يا رسول الله - {{صل}} - إلا عمك العباس قال: « إلا عمي العباس » قال: فلد النساء بعضهم بعضا.
1703 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا موسى بن داود قثنا الحكم بن المنذر، عن عمر بن بشر الخثعمي، عن أبي جعفر، قال: أقبل العباس بن عبد المطلب وعليه حلة وله ضفيرتان وهو أبيض بض، فلما رآه النبي {{صل}} تبسم فقال له العباس: ما أضحكك يا رسول الله، أضحك الله سنك؟ قال: « أعجبني جمالك يا عم النبي »، فقال العباس: ما الجمال في الرجل يا رسول الله؟ قال: « اللسان ».
1704 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى قال: قال العباس يا رسول الله، إنا نعرف في وجوه أقوام الضغائن بوقائع أوقعتها فيهم قال: فقال النبي {{صل}}: « لن ينالوا خيرا حتى يحبوكم لله، ولقرابتي ترجو سلهم شفاعتي، ولا يرجوها بنو عبد المطلب ».
1705 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة قال: دخل العباس على رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله {{صل}} ودر <ref> در: انتفخ عرقه وامتلأ دما من شدة الغضب. </ref> عرق بين عينيه ثم قال: « والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي »
1706 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدثني عبد الملك بن عمير قثنا عبد الله بن الحارث قثنا العباس قال: قلت للنبي {{صل}}: ما أغنيت عن عمك فقد كان يحوطك، ويغضب لك، قال: « هو في ضحضاح » <ref> الضحضاح: ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين واستعير في النار. </ref> - قال: ابن مهدي - « من النار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ».
1707 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هشيم قال: أنا منصور، عن الحكم بن عتيبة، عن الحسن بن مسلم المكي، قال: بعث رسول الله {{صل}} عمر بن الخطاب على الصدقات قال: فأتى على العباس فسأله صدقة ماله قال: فتجهمه العباس وكان بينهما كلام، قال: فانطلق عمر إلى رسول الله {{صل}} فشكا العباس إليه قال: فقال له رسول الله {{صل}}: « أما علمت يا عمر، إن عم الرجل صنو أبيه؟، إنا كنا تعجلنا صدقة مال العباس العام عام أول ».
1708 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حسين بن محمد قثنا يزيد، يعني: ابن عطاء، عن يزيد، يعني: ابن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال: دخل العباس على رسول الله {{صل}} مغضبا فقال له: ما يغضبك؟ قال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، قال: فغضب رسول الله {{صل}} حتى احمر وجهه، وحتى استدر عرق بين عينيه، وكان إذا غضب استدر فلما سري عنه قال: « والذي نفسي أو نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله عز وجل ولرسوله، ثم قال: أيها الناس من آذى العباس فقد آذاني إنما عم الرجل صنو أبيه ».
1709 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسباط بن محمد قثنا هشام بن سعد، عن عبيد الله بن عباس قال: كان للعباس، ميزاب على طريق عمر بن الخطاب، فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد كان ذبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب <ref> الميزاب: قناة أو أنبوبة يصرف بها الماء وينقل من مكان إلى آخر. </ref> صب ماء بدم الفرخين، فأصاب عمر وفيه دم الفرخين، فأمر عمر بقلعه ثم رجع، فطرح ثيابه ولبس ثيابا غير ثيابه ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس فقال: « والله إنه للموضع الذي وضعه النبي {{صل}} » فقال: عمر للعباس وأنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله {{صل}}، ففعل ذلك العباس.
1710 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية قثنا محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن العباس قال: « نعم الرجل عمر كان لي جارا فكان ليله قيام، ونهاره صيام، وفي حوائج الناس، قال: فسألت ربي أن يرينيه في المنام، فأرانيه رأس الحول وهو جاء من السوق مستحييا فقلت ما صنع بك أو ما لقيت؟ قال: فقال: كاد عرشي أن يهوى لولا أن لقيت ربا رحيما ».
1711 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قال: أنا هشيم، قثنا حجاج، عن ابن أبي مليكة، وعطاء بن أبي رباح، أن رسول الله {{صل}} بعث عمر بن الخطاب على الصدقات قال: فأتى على العباس فسأله صدقة ماله قال: فتجهمه العباس قال: حتى كان بينهما، فانطلق عمر إلى رسول الله {{صل}}، فشكا العباس فقال له النبي {{صل}}: « يا عمر أما علمت أن الرجل صنو أبيه؟ إنا كنا تعجلنا صدقة العباس العام عام أول ».
1712 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدثني أبي عن عامر، قال: انطلق النبي {{صل}} معه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة، فقال: « ليتكلم متكلمكم ولا يطل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا وإن يعلموا بكم يفضحوكم »، فقال قائلهم، وهو أبو إمامة سل يا محمد لربك ما شئت، سل لنفسك ولأصحابك ما شئت، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله عز وجل وعليكم إذا فعلنا ذاك؟ قال: « أسألكم لربي أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم » قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: « لكم الجنة » قالوا: فلك ذاك. حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن زكريا قثنا مجالد، عن عامر، عن أبي مسعود الأنصاري، بنحو هذا قال: وكان أبو مسعود أصغرهم سنا، حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن زكريا قال: حدثني إسماعيل بن أبي خالد قال: شهدت الشعبي يقول « ما سمع الشيب ولا الشبان بخطبة مثلها »
1713 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يعقوب قثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب أخو بني سلمة أن أخاه عبيد الله بن كعب حدثه أن أباه كعب بن مالك، وكان كعب من أعلم الأنصار ممن شهد العقبة وبايع رسول الله، قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، فذكر الحديث. قال: فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله {{صل}} حتى جاءنا، ومعه عمه العباس بن عبد المطلب قال: قلنا: تكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت قال: فتكلم رسول الله {{صل}} قبلي، ودعا إلى الله ورغب في الإسلام، وقال: « أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم » قال: فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: نعم والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرتنا <ref> الإزار: الثوب الذي يغطي النصف الأسفل من الجسد ويكنى به هنا عن النساء والأهل والنفس. </ref> فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحروب، وأهل الحلقة ورثناها كابرا <ref> الكابر: العظيم الكبير بين الناس والمراد أنه ورث عن آبائه عن أجداده. </ref> عن كابر.
1714 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا علي بن عبد الله قال: حدثني محمد بن طلحة التيمي، من أهل المدينة قال: حدثني أبو سهيل نافع بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله {{صل}} للعباس: « هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها ».
1715 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق قثنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني كثير بن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس قال: « شهدت مع رسول الله {{صل}} يوم حنين فلقد رأيت رسول الله وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله {{صل}} فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء، وربما قال معمر: بيضاء، قال العباس: فأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله {{صل}} أكفها، وهو لا يألو <ref> يألو: يقصر. </ref> ما أسرع نحو المشركين ».
1716 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا حجين بن المثنى قثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن ابن جبير، عن ابن عباس، أن رجلا من الأنصار وقع في أب للعباس كان في الجاهلية فلطمه العباس فجاء قومه، فقالوا: والله لنلطمنه كما لطمه، فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك رسول الله {{صل}} فصعد المنبر فقال: « أيها الناس أي أهل الأرض أكرم على الله؟ » قالوا: أنت، قال: « فإن العباس مني وأنا منه، فلا تسبوا أمواتنا، فتؤذوا أحياءنا » فجاء القوم فقالوا: يا رسول الله، نعوذ بالله من غضبك.
1717 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الله بن بكر قثنا حاتم قال: حدثني بعض بني عبد المطلب يقول: حدثني أبي عبد الله بن عباس، عن أبيه العباس أنه أتى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، أنا عمك، كبرت سني واقترب أجلي، فعلمني شيئا ينفعني الله به، قال: يا عباس « أنت عمي، ولا أغني عنك من الله شيئا، ولكن سل ربك العفو، والعافية في الدنيا والآخرة » قالها ثلاثا، ثم أتاه قرب الحول فقال مثل ذلك. حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا روح قثنا أبو يونس القشيري حاتم بن أبي صغيرة قال: حدثني رجل من بني عبد المطلب قال: قدم علينا علي بن عبد الله بن عباس، فحضره بنو عبد المطلب قال: سمعت عبد الله بن عباس يحدث عن أبيه عباس بن عبد المطلب قال: أتيت رسول الله {{صل}} فقلت: يا رسول الله، أنا عمك قد كبرت سني، فذكر معناه.
1718 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يزيد بن هارون قال: أنا إسماعيل، يعني: ابن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله، إن قريشا إذا لقي بعضها بعضا لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها قال: فغضب النبي {{صل}} غضبا شديدا وقال: « والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ». حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثناه جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة قال: دخل العباس، على رسول الله {{صل}} فقال: إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث. فذكر الحديث
1719 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق بن همام قثنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني كثير بن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس قال: شهدت مع رسول الله {{صل}} حنينا فلقد رأيت رسول الله {{صل}} وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله {{صل}} فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء وربما قال معمر: بيضاء أهداها له فروة بن نعامة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، وطفق رسول الله {{صل}} يركض بغلته قبل الكفار قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله {{صل}} أكفها، وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز <ref> الغرز: ركاب الجمل من الجلد أو الخشب. </ref> رسول الله {{صل}}، فقال رسول الله {{صل}}: « يا عباس ناد: يا أصحاب السمرة <ref> السمر نوع من الشجر، والمراد أهل بيعة الرضوان تحت الشجرة.. </ref> » قال: وكنت رجلا صيتا <ref> الصيت: قوي الصوت. </ref> فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة <ref> العطف: الإقبال. </ref> البقر على أولادها، فقال: لبيك، يا لبيك، يا لبيك، وأقبل المسلمون، فاقتتلوا هم والكفار، فنادت الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، ثم قصرت الداعون على بني الحارث بن الخزرج، فنادوا: يا بني الحارث بن الخزرج قال: فنظر رسول الله {{صل}} وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله {{صل}} هذا حين حمى الوطيس قال: ثم أخذ رسول الله {{صل}} حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: « انهزموا ورب الكعبة، انهزموا ورب الكعبة » قال: فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله {{صل}} بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا <ref> الكليل: الضعيف. </ref> وأمرهم مدبرا حتى هزمهم الله قال: وكأني أنظر إلى النبي {{صل}} يركض خلفهم على بغلته.
1720 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت الزهري، - مرة أو مرتين فلم أحفظه - عن كثير بن عباس، عن العباس قال: كان عباس، وأبو سفيان معه يعني النبي {{صل}} قال: فحصبهم <ref> حصبه: رماه بالحصباء ( الحجارة الصغيرة ) ونحوها. </ref> وقال: « الآن حمي الوطيس وقال: ناد يا أصحاب سورة البقرة ».
1721 - حدثنا عبد الله قال: قرأت على أبي، أبو معاوية قال: نا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن نافع، قال: خرج عمر عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب يستسقي به فقال: « جئناك بعم نبينا فاسقنا، فسقوا ».
1722 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قال: نا علي بن حفص قال: أنا ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله {{صل}} عمر على الصدقة فقيل: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس عم النبي {{صل}}، فقال النبي {{صل}}: « ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا، فقد احتبس أدراعه في سبيل الله، وأما العباس فهي علي، ومثلها » ثم قال: « أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه ».
سطر 1٬796:
1750 - حدثنا عبد الله: قثنا شيبان قال: نا حماد، يعني: ابن سلمة قثنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: كان للعباس دار إلى جنب المسجد وفي المسجد ضيق فأراد عمر أن يدخلها في المسجد فأبى، فقال: اجعل بيني وبينك رجلا من أصحاب رسول الله {{صل}} فجعلا بينهما أبي بن كعب، فقضى للعباس على عمر، فقال عمر: ما أحد من أصحاب محمد أجرأ علي منك، فقال أبي: أو أنصح لك مني؟ قال: يا أمير المؤمنين، أما بلغك حديث داود أن الله عز وجل أمره ببناء بيت المقدس فأدخل فيه بيت امرأة بغير إذنها، فلما بلغ حجز الرجال منعه الله بناءه، قال داود: يا رب منعتني بناءه، فاجعله في عقبي، فقال العباس: « أليس قد صارت لي وقضى لي بها؟ قال: فإني أشهدك أني قد جعلتها لله عز وجل ». حدثنا عبد الله قال: حدثني شيبان، نا حماد قال: وحدثني علي بن زيد، عن أنس بن مالك، بنحوه
1751 - حدثنا عبد الله قال: حدثني زكريا بن يحيى الكسائي قثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي سبرة، رجل من النخع، عن محمد بن كعب القرظي، عن العباس قال: كنا نلقى النفر من قريش يتحدثون فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك للنبي {{صل}}، فقال: « ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي، قطعوا حديثهم؟ أما والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله، ولقرابتهم مني ».
1752 - حدثنا عبد الله قال: نا عبد الله بن موسى بن شيبة بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي الكعبي الخزرجي قثنا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: خرجنا مع رسول الله {{صل}} في بعض أسفاره في القيظ <ref> القيظ: الحر الشديد. </ref> قال: فقام رسول الله {{صل}} ذات يوم لبعض حاجته، أو قال: ليتوضأ، فقام إليه العباس بن عبد المطلب، فستره بكساء من صوف، فقال رسول الله {{صل}}: « من هذا؟ » قال: عمك يا رسول الله، العباس، فقال: فكأني أنظر إليه من خلل الكساء، وهو رافع رأسه إلى السماء وهو يقول: « اللهم استر العباس وولد العباس من النار ». حدثنا عبد الله، قثنا أحمد بن عبد الصمد الحكمي الأنصاري قال: حدثني إسماعيل بن قيس قال: سمعت أبا حازم قال: حدثني سهل بن سعد قال: « كنا مع رسول الله {{صل}} في زمن الحر فنزل فقام يغتسل فستره العباس بكساء من صوف » فذكر الحديث
1753 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله بن موسى بن شيبة الأنصاري السلمي قثنا إسماعيل بن قيس، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: لما قدم رسول الله {{صل}} من بدر ومعه عمه العباس قال له: يا رسول الله، لو أذنت لي فخرجت إلى مكة فهاجرت منها أو قال: فأهاجر منها، فقال رسول الله {{صل}}: « يا عم اطمئن فإنك خاتم المهاجرين في الهجرة، كما أنا خاتم النبيين في النبوة ».
1754 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أحمد بن عبد الصمد الأنصاري الحكمي قال: حدثني إسماعيل بن قيس، عن أبي حازم، عن سهل قال: لما أتي رسول الله {{صل}} بالأسارى قال العباس يا رسول الله، دعني فأخرج إلى مكة فأهاجر إليك كما هاجر المهاجرون إليك قال: « اجلس يا عم، فأنت خاتم المهاجرين، كما أنا خاتم النبيين ».
1755 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال: أنا أبي، رحمه الله قال: أنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي {{صل}} قال: « إن العباس مني، وأنا منه، لا تسبوا أمواتنا، فتؤذوا أحياءنا ».
1756 - حدثنا عبد الله: قثنا محمد بن عبد العزيز قال: أنا سهل بن مزاحم، عن موسى بن عبيدة، عن يعقوب بن زيد قال: خرج عمر يوم الجمعة فقطر عليه ميزاب آل عباس، فأمر به فهدم، فقال عباس: « هدمت ميزابي <ref> الميزاب: قناة أو أنبوب يسيل منه الماء وينقل من مكان إلى مكان. </ref> والله ما وضعه حيث وضعه إلا النبي {{صل}} بيده » فقال عمر أعد ميزابك حيث كان، والله لا يكون لك سلم غيري، فقام على عنقه حتى فرغ من ميزابه.
1757 - حدثنا عبد الله: قثنا محمد بن عبد العزيز قال: أنا النضر بن شميل قثنا زكريا، عن عامر قال: « انطلق النبي {{صل}} ومعه العباس عمه وكان العباس ذا رأي إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة ». ثم ذكر الحديث
1758 - حدثنا عبد الله قال: نا محمد بن عبد العزيز قال: أنا النضر بن شميل قثنا حماد قثنا عمار، عن ابن عباس قال: كان العباس عند رسول الله {{صل}} وأنا معه قال ورسول الله {{صل}} قد أقبل على رجل يكلمه، فقال رسول الله {{صل}}: « كان ذاك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك ».
سطر 1٬809:
1763 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، وأبو بكر بن أبي شيبة قالا نا ابن فضيل، عن يزيد، يعني: ابن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس دخل على رسول الله {{صل}} وأنا عنده جالس فقال له رسول الله: « ما أغضبك؟ » فقال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مستبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟ قال: فغضب رسول الله {{صل}} حتى احمر وجهه وحتى استدر عرقان بين عينيه، وكان إذا غضب استدرا، فلما سري عنه قال: « والذي نفس محمد بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله، ولرسوله »، ثم قال: « أيها الناس من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه ».
1764 - حدثنا عبد الله قال: حدثني مصعب بن عبد الله قال: حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أنه بلغه أن رسول الله {{صل}} قال: « احفظوني في عمي العباس، فإنما عم الرجل صنو أبيه ».
1765 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبيد الله بن عمر بن ميسرة قثنا يزيد بن هارون قال: أنا زكريا بن أبي زائدة، عن عطية العوفي قال: قام كعب فأخذ بحجزة <ref> الحجزة: مكان عقد الإزار والسراويل. </ref> العباس وقال: ادخرها عندك للشفاعة يوم القيامة، فقال العباس ولي الشفاعة؟ قال: « نعم، إنه ليس أحد من أهل بيت نبي يسلم، إلا كانت له شفاعة ».
1766 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثني أبو نعيم الفضل بن دكين قثنا زهير، عن ليث، عن مجاهد، عن علي بن عبد الله بن عباس، قال: « أعتق العباس عند موته سبعين مملوكا فرد منهم اثنين، فكنا نرى إنما ردهم أنهم كانوا أولاد الزنا ».
1767 - حدثنا عبد الله: قثنا أحمد بن سعيد بن يعقوب أبو العباس الكندي الحمصي قال: أنا بقية بن الوليد قال: حدثني عبد الحميد بن إبراهيم قال: حدثني أبو عمرو القرشي، عن عبد العزيز بن أبي يحيى الزهري قال: لما حضرت عباس بن عبد المطلب الوفاة بعث إلى ابنه عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، فقال له: « يا بني إني والله ما مت موتا ولكني فنيت فناء، يا بني أحبب الله وطاعته حتى لا يكون شيء أحب إليك منه، ومن طاعته، وخف الله ومعصيته حتى لا يكون شيء أخوف إليك منه ومن معصيته، فإنك إذا أحببت الله وطاعته نفعك كل أحد، وإذا خفت الله ومعصيته لم تضر أحدا استودعك الله ».
سطر 1٬826:
1779 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا إسماعيل، يعني: ابن علية قال: أنا أيوب قال: نبئت عن طاوس قال: « ما رأيت أحدا أشد تعظيما لحرمات الله من ابن عباس، والله لو أشاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت ».
1780 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عفان قثنا حماد بن زيد، أنا أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة قال: ذكر طاوس ابن عباس فقال: « ما رأيت رجلا أشد تعظيما لمحارم الله منه، ولو أشاء أن أبكي إذا ذكرته لبكيت ».
1781 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبو عبيدة الحداد عبد الواحد، عن صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة قال: « صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة كان إذا نزل قام شطر الليل فسأله أيوب كيف كانت قراءته؟ قال: قرأ ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ) <ref> سورة ق الآية 19. </ref> فجعل يرتل، ويكثر في ذلكم النشيج ».
1782 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان بن عيينة قال نا عبد الكريم يعني الجزري، عن سعيد بن جبير قال: « كان ابن عباس يحدثني بالحديث فلو يأذن لي أن أقبل رأسه لقبلت ».
1783 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان، عن سالم بن أبي حفصة قال: سمعت منذرا يقول: أتيت محمد بن علي، وقال سفيان مرة: ابن الحنفية، أنا وابنه، فقال: « من أين جئتما؟ » قلت: من عند ابن عباس قال: ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان )، <ref> سورة يوسف الآية 41. </ref> وقال يوم مات: « اليوم مات رباني هذه الأمة ».
1784 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا معتمر، عن شعيب، عن أبي رجاء قال: « كان هذا الموضع من ابن عباس مجرى الدموع، كأنه الشراك البالي من الدموع ».
1785 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير قال: رأيت ابن عباس أخذ بلسانه وهو يقول « يا لسان قل خيرا تغنم، أو اصمت تسلم، قبل أن تندم ».
سطر 1٬835:
1788 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا بكر بن عيسى الراسبي قثنا أبو عوانة قثنا أبو جمرة قال: « رأيت ابن عباس، قميصه مقلصا فوق الكعب، والكم يبلغ أصول الأصابع، يغطي ظهر الكف ».
1789 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد بن الزبيري قثنا سفيان، عن ليث، عن طاوس قال: « ولا رأيت رجلا أعلم من ابن عباس ».
1790 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا محمد بن عبد الله قثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله قال: قرأ ابن الزبير آية فوقف عندها أسهرته حتى أصبح، فلما أصبح قال: من حبر <ref> الحبر: العالم المتبحر في العلم. </ref> هذه الأمة؟ قال: قلت: ابن عباس، فبعثني إليه فدعوته، فقال له: إني قرأت آية كنت لا أقف عندها، وإني وقفت الليل عندها فأسهرتني، حتى أصبحت ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) <ref> سورة يوسف الآية 106. </ref> فقال ابن عباس « لا تسهرك فإنا لم نعن بها، إنما عني بها أهل الكتاب، ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )، <ref> سورة لقمان الآية 25. </ref> وهو ( الذي بيده ملكوت كل شيء )، <ref> سورة يس الآية 83. </ref> ( وهو يجير ولا يجار عليه ) <ref> سورة المؤمنون الآية 88. </ref> سيقولون الله فهم يؤمنون ههنا وهم يشركون بالله »
1791 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا سفيان بن عيينة قثنا ابن أبي حسين قال: أبصر ابن عباس رجل وهو داخل المسجد قال: من هذا؟ قالوا: هذا ابن عباس ابن عم رسول الله {{صل}} قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته
1792 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن سيف قال: قالت عائشة: من استعمل على الموسم؟ قالوا: ابن عباس قالت: « هو أعلم بالسنة ».
سطر 1٬857:
1810 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يونس بن محمد قثنا حماد بن زيد، عن معمر، عن الزهري قال: « كان أبو سلمة يسأل ابن عباس فكان يحدث عنه، وكان عبيد الله يلطفه فكان يغره غرا ».
1811 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا أبو كامل، وعفان المعني قالا: نا حماد قال: أنا عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: كنت مع أبي عند النبي {{صل}} وعنده رجل يناجيه قال عفان وهو كالمعرض عن العباس فخرجنا من عنده، فقال: ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني؟ فقلت له: إنه كان عنده رجل يناجيه، قال عفان: فقال: أو كان عنده أحد؟ قلت: نعم، قال: فرجع إليه، فقال: يا رسول الله، هل كان عندك أحد؟ فإن عبد الله أخبرني أن عندك رجلا تناجيه قال: « هل رأيته يا عبد الله؟ » قلت: نعم، قال: « ذاك جبريل عليه السلام فهو الذي شغلني عنك »، قال عفان: إنه كان عندك رجل يناجيك.
1812 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا هشيم قال: أنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب يأذن لأهل بدر ويأذن لي معهم، فقال بعضهم: تأذن لهذا الفتى معنا ومن أبنائنا من هو مثله؟ فقال عمر: إنه ممن قد علمتم، قال: فأذن لهم ذات يوم، وأذن لي معهم، فسألهم عن هذه السورة ( إذا جاء نصر الله والفتح ) <ref> سورة النصر. </ref> فقالوا: أمر الله نبيه {{صل}} إذا فتح عليه أن يستغفره وأن يتوب إليه. فقال لي: ما تقول يا ابن عباس؟ قال: قلت: ليس كذلك، « ولكنه أخبر نبيه بحضور أجله، فقال: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فتح مكة، ( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا )، أي فذلك علامة موتك ( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) »، فقال لهم: كيف تلوموني على ما ترون؟.
1813 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أسود بن عامر قثنا شريك، عن الأعمش قال: « كنت إذا رأيت ابن عباس، قلت: أجمل الناس، وإذا تكلم، قلت: أفصح الناس، وإذا أفتى، قلت: أقضي الناس، وإذا ذكر أهل فارس، قلت: أعلم الناس ». نحو ذا قال شريك
1814 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق، نا معمر، عن علي بن زيد بن جدعان، أن ابن عباس، لما دفن زيد بن ثابت حثا عليه التراب، ثم قال: « هكذا يدفن العلم » قال علي فحدثت به علي بن حسين، فقال: وابن عباس والله قد دفن به علم كثير
سطر 1٬865:
1818 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا جرير، عن مغيرة قال: قيل لابن عباس، أنى أصبت هذا العلم؟ قال: « لسانا سئولا، وقلبا عقولا ».
1819 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، « إن عمر كان يدنيه فقال عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله، فقال له عمر أنه من حيث تعلم ».
1820 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا أبوعمرو الجزري مروان بن شجاع قال: حدثني سالم بن عجلان الجزري الأفطس، عن سعيد بن جبير قال: « مات ابن عباس بالطائف فشهدت جنازته، فجاء طائر لم ير على خلقته حتى دخل في نعشه، ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر، لا يرى من تلاها ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) <ref> سورة الفجر الآية 27. </ref> ». قال مروان: وأما إسماعيل بن علي، وعيسى بن علي، فقالا: هو طائر أبيض.
1821 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا مؤمل قثنا حماد، يعني: ابن زيد، عن رجل قال: سمعت سعيد بن جبير، ويوسف بن مهران يقولان: « ما نحصي كم سمعنا ابن عباس يسأل عن الشيء من القرآن، فيقول: هو كذا وكذا، أما سمعت الشاعر يقول: كذا وكذا ».
1822 - حدثنا عبد الله قال: قرأت على أبي، أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت أبا سنان يذكر عن حبيب بن أبي ثابت أن أبا أيوب الأنصاري أتى معاوية فشكى إليه أن عليه دينا، فلم ير منه ما يحب، ورأى أمرا كرهه، فقال: إني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: « إنكم سترون بعدي أثرة » قال: فأي شيء أمركم به؟ قال: قال: « اصبروا » قال: فقال: والله لا أسألك شيئا أبدا، وقدم البصرة فنزل على ابن عباس وقرع له بيته الذي كان فيه، وقال: لأصنعن ما صنعت برسول الله {{صل}}، وقال: كم عليك من الدين؟ قال: عشرون ألفا، فأعطاه أربعين ألفا وعشرين مملوكا، وقال: لك ما في البيت كله.
سطر 1٬890:
1843 - حدثنا عبد الله: قثنا داود بن عمرو الضبي قثنا نافع بن عمر، عن عبد الله بن يامين، أن طائرا دخل في ثياب ابن عباس على سريره، فلم ير خرج حتى دفن. لا أدري رآه عبد الله أو أخبر به عن أبيه.
1844 - حدثنا عبد الله: قثنا عثمان بن أبي شيبة قثنا جرير، عن مغيرة قال: قيل لابن عباس كيف أصبت هذا العلم؟ قال: « بلسان سؤول، وقلب عقول ».
1845 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو معمر قثنا عبد الله بن إدريس قثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس قال: كان عمر يسألني مع أصحاب محمد {{صل}} فكان يقول لي: « لا تكلم حتى يتكلموا، فإذا تكلمت قال: غلبتموني أن تأتوا بما جاء به هذا الغلام الذي لم تجتمع شئون <ref> الشئون: أصول ومنابت الشعر. </ref> رأسه ». قال ابن إدريس شئون رأسه يعني الشعب التي تكون في الرأس.
1846 - حدثنا عبد الله: قثنا أبو هشام قثنا أبو أسامة قثنا مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس قال: قال لي العباس بن عبد المطلب: إني أرى هذا الرجل قد أكرمك يعني ابن الخطاب فاحفظ عني ثلاثا « لا تغتابن عنده أحدا، ولا تفشين له سرا، ولا يتعلقن عليك كذبة ».، فقلت للشعبي: كل كلمة خير من ألف قال: نعم وخير من عشرة آلاف.
1847 - حدثنا عبد الله: قثنا أبو هشام قثنا يحيى بن آدم قثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: « ما رأيت أحدا أعلم بالسنة، ولا أجلد رأيا، ولا أثقب نظرا حين ينظر من ابن عباس ».
سطر 1٬925:
1878 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو معمر، نا هشيم قال: أنا أبو جمرة قال: « كان ابن عباس إذا سئل عن شيء من تفسير القرآن تمضمض، ثم فسر ».
1879 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو معمر، نا هشيم، وعباد بن العوام قال هشيم:، عن حصين، عن عبيد الله قال: « كان ابن عباس إذا سئل عن شيء من إعراب القرآن قال الشعر كذلك ».
1880 - حدثنا عبد الله: قثنا يحيى بن أيوب قثنا أبو حفص الأبار، عن الأعمش، عن مجاهد قال: سألنا ابن عباس، عن العزل <ref> العزل: عَزْلَ ماء المني عن النّساء حَذَرَ الحمْل. </ref> فقال: « قد أجلتكم فيها عشرا » قال: فذهبنا ثم رجعنا إليه، فقال: « ما قالوا لكم؟ » قال: قلنا: كما كانوا يقولون قال: « فقرأ علينا آيات كأنا كنا عنهن نياما » ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) حتى بلغ ( فتبارك الله أحسن الخالقين )، ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ). <ref> سورة المؤمنون. </ref>
1881 - حدثنا عبد الله: قثنا يحيى بن أيوب قثنا عبد الله بن جعفر المديني، عن عبد الله بن دينار قال: كان عمر بن الخطاب يسأل ابن عباس عن الشيء من القرآن ثم يقول: « غص غواص ».
1882 - حدثنا عبد الله قال: حدثني سريج بن يونس قثنا سفيان، عن داود بن شابور، عن مجاهد قال: « كنا نفخر على الناس بأربعة: فقيهنا ابن عباس، وقارئنا عبد الله بن السائب، وقاصنا عبيد بن عمير، ومؤذننا يعني أبا محذورة ».
سطر 1٬932:
1885 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو معمر قثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس قال: « أدركت خمسين من أصحاب النبي {{صل}} إذا اختلفوا في الشيء ردوه إلى ابن عباس ».
1886 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري قثنا أبي قثنا قرة، عن عمرو بن دينار قال: « توفي ابن عباس بالطائف فجاء كهيئة الطائر الأبيض، فدخل بين السرير وبين الثوب الذي عليه ». قال مرة فبلغني أنه الحكمة
1887 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أبي خلف قثنا عثمان، يعني الحراني، عن سعيد بن عبد العزيز، عن داود بن علي، قال: حملت أم الفضل في الشعب <ref> الشعب: الطريق في الجبل أو الانفراج بين الجبلين. </ref> فقال النبي {{صل}}: « إني لأرجو أن يبيض الله وجوهنا بغلام، فولدت عبد الله بن عباس ».
1888 - حدثنا عبد الله قال: نا عقبة بن مكرم الضبي قثنا يونس بن بكير قثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم قال: « خرج معاوية حاجا، وخرج معه ابن عباس فكان لمعاوية موكب، ولابن عباس موكب ممن يسأل عن الفقه ».
1889 - حدثنا عبد الله قال: حدثني جعفر بن محمد بن فضيل، من أهل رأس العين قال: حدثني معافى بن سليمان قثنا موسى بن أعين، عن ابن كاسب الكوفي، عن الأعمش، عن شقيق قال: « سمعت ابن عباس وكان على الموسم فخطب الناس ثم قرأ سورة النور فجعل يفسرها ( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري )، <ref> سورة النور الآية 35. </ref> ثم قال: النور في قلب المؤمن وفي سمعه وبصره مثل ضوء المصباح كضوء الزجاجة، كضوء الزيت ( أو كظلمات في بحر لجي ) <ref> سورة النور الآية 40. </ref> والظلمات في قلب الكافر كظلمة الموج كظلمة البحر كظلمات السحاب. فقال صاحبي: ما رأيت كلاما يخرج من رأس رجل لو سمعت هذا الترك لأسلمت ».
1890 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عامر العدوي يعني حوثرة قال: أنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن بحير أبي عبيد « أن ابن عباس مات بالطائف فلما دلي في لحده، جاء طائر عظيم أبيض من قبل وج حتى خالط أكفانه ».
1891 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو هاشم زياد بن أيوب قثنا يزيد بن هارون قال: أنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن علي بن عبد الله بن عباس قال: كنت مع أبي عند معاوية ذات ليلة، فأتاه المؤذنون يؤذنون لصلاة العشاء الآخرة، فضن بحديث أبي، فأمر رجلا أن يصلي بالناس، ثم تحدثنا حتى إذا فرغنا من حديثهما، قام معاوية فصلى « وليس خلفه غيري وغير أبي، وذلك بعد ما أصيب ابن عباس في بصره، فلما سلم قام معاوية فصلى ركعة، ثم انصرف، فقلت لأبي: » يا أبت أما رأيت ما صنع؟ « قال: وما صنع؟ قلت: » أوتر بركعة « قال: أي بني هو أعلم منك.
سطر 1٬948:
1901 - حدثنا عبد الله قال: حدثني جعفر بن محمد بن فضيل، من أهل رأس العين قثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، وأثنى عليه خيرا قثنا ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، أن أبا تميم الجيشاني، لما حضرته الوفاة وضع يده على صدره وقال: « الحمد لله الذي قبض نفسي على حب بني هاشم ».
1902 - حدثني عبد الله: قثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني، وحدثني أبو معمر قالا: نا جرير، عن مغيرة قال: كان عكرمة يحدث سليمان بن عبد الملك، عن عبد المطلب، وحفر زمزم، فقال له سليمان: « ما أحسن حديثك، لولا أنك تفخر علينا »
1903 - حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد الله قال: حدثني سليمان بن صالح قال: وحدثني عبد الله، يعني: ابن المبارك، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، قال: « شيع النبي {{صل}} علي ولم يبلغه ». <ref> [[معضل]] الإسناد، [[عبد الله بن أبي نجيح]] تابع التابعي.. </ref>
 
 
{{هامش}}