الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ويكي مصدر:تصفح»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع المقال حتى أخر تعديل من قبل Chaos
همس الأوراق
سطر 1:
 الورقة الأولى 
{|
|width=70% style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000000; background: #f7f8ff;"|
<h3>'''[[Image:Brockhaus Lexikon.jpg|40px]] [[:تصنيف:الأدب|الأدب]]'''</h3>
<div style="padding-left:1em">
 
مدي يديك أقبلي نخوض بحر الجرح
|
ونطوي صحاري اللفح
|rowspan=9 valign=top style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000; background: #f7f8ff;"|
مدي يديك ظلليني بسحر رموشك
<h3>[[ويكيبيديا:فهرس سريع|فهرس أبجدي]]</h3>
وامسح عني زوابع الرماد
<div style="font-size:120%;font-weight:bold;font-family:monospace">
كي ندرك الصباح
[[Special:Allpages/أ|أ]]
ونهفو إلى المساء
[[Special:Allpages/ب|ب]]
ونغزل من دموعنا الخضراء قصائدا
[[Special:Allpages/ت|ت]]
نرشها ندى وأجراس فوق صبابة الرمال
[[Special:Allpages/ث|ث]]
[[Special:Allpages/ج|ج]]
[[Special:Allpages/ح|ح]]
[[Special:Allpages/خ|خ]]
[[Special:Allpages/د|د]]
[[Special:Allpages/ذ|ذ]]
[[Special:Allpages/ر|ر]]
[[Special:Allpages/ز|ز]]
[[Special:Allpages/س|س]]
[[Special:Allpages/ش|ش]]
[[Special:Allpages/ص|ص]]
[[Special:Allpages/ض|ض]]
[[Special:Allpages/ط|ط]]
[[Special:Allpages/ظ|ظ]]
[[Special:Allpages/ع|ع]]
[[Special:Allpages/غ|غ]]
[[Special:Allpages/ف|ف]]
[[Special:Allpages/ق|ق]]
[[Special:Allpages/ك|ك]]
[[Special:Allpages/ل|ل]]
[[Special:Allpages/م|م]]
[[Special:Allpages/ن|ن]]
[[Special:Allpages/ه|هـ]]
[[Special:Allpages/و|و]]
[[Special:Allpages/ي|ي]]
</div>
 
لطالما كان يشعر أنه مجرد صنم أصم.. و منحوت حجري مهتري، تآكل هيكله بفعل قساوة الطبيعة، وطول السنين. وربما هو الشاهد الوحيـــد، والبقية الباقية من حضارة ذهبت، في غياهب التاريخ حيث لا مكان، سوى للأشباح الكابة وكوابيس الآسي .
<h3>مراجع</h3>
كعادته، منطو على نفسه يرتدى ثياب الصمت ،شارد الذهن، ضائع اللب، لدرجة أن أفكاره كانت متداخلة ومتشابكة مثل خيوط عنكبوت ...اعتقد أن أصحاب النفوس الحزينة يجدون الراحة و السلوى في العزلة و التفرد، حتى و هو وسط ذلك الزخم من البشر، وبرغم تلك الضجة والضوضاء إلا أنه لا يقوى على الخروج من زنزانة الصمت الرهيب .. يحدق يمينا وشمالا ثم يغرق في بحر ذهوله المعهود.
في معبد الأحزان ... كان يمارس طقوسه التي ألفها منذ زمن بعيد. حينها يفتش حقيبة ذكرياته ،ويقلب صفحات نفسه أوه.. ! لا شيء سوى تلك السطور، التي هي أشبه بتلك النقوش والحفريات الموسومة على كل معلم حضاري ،ولا أعتقد أنها تنمحي مهما طال الزمن.
أنا تائه يا زمان الهوى
وبحر الأماني عميق .. عميق
أنا مثقل بجراح النوى
ومركب حبي غريق .. غريق
أنادي فيعلو النداء
ولا من سميع ..
ولا من مجيب... لهذا النداء
في زنزانة الصمت ، يعاشر أشباح الوحشة و الاغتراب ، و هو مكبل بأصفاد الضجر ، شعر بعبثية هذا الوجود وذلك الصوت يناديه وكأنه شخص ماثل أمامه يخاطبه :
- أنت حزين .. وأقرب الناس إليك شخص حزين مثلك لا يعرف سبب حزنه.
 
 
 
 الورقة الثانية 
<h3>مختارات</h3>
صحا من غفوته ،وراح يرتب أفكاره وكأنه كان يغط في سبات عميق . أبصر.. ! وأول ما أبصر، جسد نحيل أسند ظهره إلى الجدران . في تلك اللحظة شعر وكأن قلبه بنبض لأول مرة، شيء ما تحرك في داخله، يعترف أنه لم يقدر على مقاومة نفسه. بل بالعكس ترك العنان لنظراته وراح يحدق إلى ذلك الجسد أكثر فأكثر وكأنه ينوي إلتقاط صورة فوتوغرافية من دون آلة تصوير، وإنما من خلال عدسات عيناه .
صوت ما .. يتدفق ويترقرق في ذاته مرددا :
- يا لسحر رموشها .. وروعة عينيها السوداوين كقطع الليل .
هي صورة رسخت في ذهنه و مخيلته ،حاول أن يرسمها بريشة رسام أمين، وفي لذة لا متناهية . تغمره النشوى ، و هو يراقص بأنامله الريشة .. و يعانق شتى الألوان ، وها هو يجسد الصورة واقعيا .
وجه مستدير تعلوه جبهة عريضة.. وبشرة تميل إلى السمرة ،ولكن الروعة والجاذبية هي تلك القسمات الفاتنة الناعمة .. عينان صغيرتان تضج ببراءة الطفولة، وشفاه قرمزية مشبعة برحيق الورد.. تستهويك من النظرة الأولى .
هي تلك الفاتنة التي تيمت قلبه.. وهزت كيانه، وبرغم قيود الخوف والخجل ، إلا أنه صمم على التقرب منها أكثر فأكثر . يذكر أنه كان يرصدها بنظراته وبين الفينة و الأخرى، يروح يلاحقها. ويا فرحته.. ! حينما تنتبه إليه وترمقه بنظرات خجولة، واكثر ما يجعله يشعر بالرضى و الاطمئنان ،تلك البسمة التي تذكره بإشراقة شمس وقت الصباح.
فجأة يحضره ذلك الصوت الخافت مرددا في أعماق نفسه :
أيتها الحبيبة الفاتنة ،الغالية العزيزة
يا حلم الطفولة وأمل الصبا و فتنة الشباب
ربيت على هواك ،وعشت على ذكراك
فكيف يريدون مني اليوم أن أنساك ...؟
قسما بسحر جمالك
يا مهوى القلوب ... وثلج الصدور
أنا أهواك ،وأذوب شوقا إلى رؤياك
قد ينزعون النور من عيني ... والبسمة من شفتي
ولكنهم لم يستطيعوا نزع حبك من قلبي
 
 
 
مقطع شعري للشاعر "محمد بن حسان"
<h3>مصادر أخرى</h3>
 
 الورقة الثالثة 
*[[:wikt:الصفحة_الرئيسية|ويكاموس (قاموس ويكي)]]
وأخيرا التقيا وجها لوجه ،بعد أن ضاق ذرعا من قيود الوجل و التردد. ومن دون أن يشعر راح يحدثها، مع أنه تلعثم بعض الشيء.. إلا أنها كانت تحسن فن الإصغاء، يذكر أنه حدثتها كثيرا، ولكن ما أدهشه و زاد في فضوله هو صمتها، لقد كانت كتومة إلى أبعد حد.
*[[q:|ويكي الاقتباس]]
وبعفوية وسذاجة طفولية، راح يعاتبها بلطف ، قائلا:
*[[w:|الموسوعة]]
- أنا لست مراهقا وأعي جيدا ما أفعله، ولكن أنت من أعطاني الأمل بنظراتك و ابتسامتك .
*[[b:|الكتب و المراجع الحرة]]
وبعد إصرار وإلحاح منه، قالت له :
- لا أقدر على فعل شيء، ما دامت لا توجد نتيجة .
يعترف أنه كان قليل الصبر ، لدرجة الشعور بالفشل من أول خطوة. لقد اختلطت عليه المشاعر بين الحيرة و الحسرة . فهو بطبعه شخص عجول . ويرى أنه من حقه سماع الرد ، ما دام قد بلغ الرسالة .. وكشف خبايا نفسه. طبعا هي كتومة ،ومبهمة مثل عتمة سرمدية ، إلا أنه قرر أن لايتراجع. وبعد أن ودعها على أمل اللقاء مرة أخرى ، راح يجر خطاه الواهنة المتثاقلة ،مكسور الخاطر، مقطوب الجبين وصوت ما كان يردد بداخله :
كوني واضحة شفافة ونقية .
كالندى فوق الزهر إكليلا
قوليها ... واحسمي الأمر بيننا
إني لا أحب فيك هذا التردد و التأجيلا
قوليها ... واسطعي كالشمس علي
إني بطبعي لا أحب الليل الطويلا
يا امرأة تضج بالطفولة عيناها
هذا قلب قد أعلن الحب عليك
وذاك شراع قد شد إليك الرحيلا
عاد أدراجه إلى معبد أحزانه مجددا ،مشوش الأفكار، يقتات على فتات الأمل. حتى ولو كان ضئيلا، لا بأس ،فهذا حال من يختار منطق ـ ديبلوماسية الخطوة خطوة ـ .
 
|-
|width=70% style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000000; background: #f7f8ff;"|
<h3>'''[[Image:Icone-religion.png|40px]] [[:تصنيف:أديان|أديان و معتقدات]]'''</h3>
<!-- -->
<div style="padding-left:1em">
 
</div>
|-
|style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000000; background: #f7f8ff;"|
 
 الورقة الرابعة 
<h3>'''[[Image:Museum_btn.png|40px]] [[:تصنيف:تاريخ|تاريخ]]'''</h3>
<div style="padding-left:1em">
'''''[[:تصنيف:نصوص قديمة|نصوص قديمة]]''''' &nbsp;&ndash;
</div>
|-
|style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000000; background: #f7f8ff;"|
<h3>'''[[Image:Nuvola apps kalzium.png|40px]] [[:تصنيف:علوم و رياضيات|علوم طبيعة ورياضيات]] '''</h3> <!-- -->
<div style="padding-left:1em">
 
كان ذلك وقت الصباح، وأظن أن كليهما استرجع أنفاسه. وآن الأوان للجلوس على طاولة المفاوضات، صار أكثر توازنا، ينسج الكلام في تمهل ـ ولو أنه في بعض الأحيان يترك المجال لمنطق التلقائية، وهذا طبعه على كل حال. يذكر أنه قال لها :
- افهميني! لأني أتكلم بضميري، و مؤمن أشد الإيمان بكل إحساس أخلاقي.
ويا للغرابة! لا يخفي أنه ضحك في قرارة نفسه، وهي تردد على مسامعه:
- أنت صعب جدا .
بدأ يشعر بالتفوق ، بعد أن سمع تلك العبارة، مع أنه كان في منتهى الوضوح. صحيح، أن المفاوضات لا زالت في بدايتها، ولم يتأكد بعد من ميل الكفة لصالحه. و بعد أن كسب الثقة بالنفس. لا ينكر أنه صار شغوفا بها، وهو جالس بجوارها ينشر لها ما طواه قلبه من أسرار. وبين الحين و الحين يراوده ذلك الصوت مرددا :
كان لي الحب ملجأ احتمي به
وإليه أفر من مأساتي
أفق رحب ... فيه أسترجع حريتي وأحقق ذاتي
 
</div>
|-
|style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000000; background: #f7f8ff;"|
 
<h3>'''[[Image:Nuvola apps kdmconfig.png|40px]] [[:تصنيف:نصوص اجتماعية|نصوص اجتماعية]]'''</h3><!-- about human groups
-->
<div style="padding-left:1em">
 
 الورقة الخامسة 
توالت الأيام ،وصار لا يطيق البقاء لوحده. و كلما رآها أستشعر بتيار ، يدفعه إليها و كأنه مزود بشحنات مغناطيسية، ترغمه على الانجذاب نحوها، و لطالما كان يهرول مسرعا، يسابق الريح بحثا عنها وسط تلك الكتل البشرية.ويا حسرته ! إن لم يجدها، يمضي النهار كله وهو يتمــرغ في شجنه.. ويتوهج في بدنه، ضائق الصدر يقلب صفحات جريدته أوه.. ! رأسi يؤلمنه، يطوي الجريدة ويضعها جانبا. و هو ينفث التنهيدة تلو الأخرى، و طيفها يسبح في مخيلته، يحرك رأسه يمينا و شمالا ويكتفي بسؤال :
- أين أنت ؟.
حينها أدرك أنه مولع بها إلى حد الهوس، و غيابها يشعره بالحزن . أظــن أنه لا مناص من العودة إلى الجريدة ،يرمي جبينه الشاحب بين صفحاتها، عساه يتملص من قيود حزنه ،وعزلته التي لا تطاق.
 
</div>
|-
|style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000000; background: #f7f8ff;"|
<h3>[[Image:socrates_blue.png|33px]] '''[[:تصنيف:نصوص فلسفية|فلسفة]]'''</h3>
<div style="padding-left:1em">
 
 الورقة السادسة 
</div>
أقبلي كالصلاة رقرقها
|-
النسك ،بمحراب عابد متبتل
|style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000000; background: #f7f8ff;"|
أقبلي آية من الله عليا
زفها للفنون وحي منزل
أنت لحن عبقري على فمي
وأنا في حدائق الله بلبل
أقبلي فالجراح ضمأى وكأس
الحب ثكلى ، و الشعر ناي معطل
أقبلي يا غرام روحي فالشط
بعيد ،والروح باليأس مثقل
ها هو يدنو رويدا رويدا ،نحو تحقيق الحلم ،و كأنه طفل مبتهج بمسرات الحياة. غمرته السعادة، وأشرقت عيناه بالفرح، حينما وقع بصره على ذلك الوجه البريء..المضيء، كانت تجلس وحيدة بدت له حزينة، هرول مسرعا نحوها ،غير آبه بقيود خجله ،جلس بجانبها وقد تصاعدت دقات قلبه.
جسده كان يرتجف وهو يحدق في عينيها، ليعود ذلك الصوت الخافت في أعماق نفسه مرددا :
محفورة العينين لا تتسائلي
في عينيك صغيرتي يفور الأسى
يعانق ضفائر السكر الملتهبة بين الخيام
لا تتساءلي ... واسكب الليل في عش الحمام
لن ينام
وارو سبات الطير حبيبتي لخير الأنام
 
سواد عينيها الذي ذكره بسكون الليل، و هو مكبل بقيود الهوى القدسي.. و قد سافرت روحه إلى ملكوت الله، بعيدا عن شريعة بني البشر،و قد عاد ذلك الصوت الرخيم يصافح أذنه مرددا:
<h3>'''[[:تصنيف:سياسة|سياسة]]'''</h3>
يا محبوبة قلبي الطافح بالأحزان
<div style="padding-left:1em">
يا واحة حب وجنة رضوان
 
</div>
|-
|width=70% style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000000; background: #f7f8ff;"|
 
مقطع شعري للشاعر محمود حسن إسماعيل
<h3>'''[[Image:Nuvola apps browser.png|40px]] [[:تصنيف:جغرافيا|جغرافيا و رحلات]]'''</h3>
مقطع شعري الشاعرة "شهرزاد بن يونس "
<!-- Continents -->
<div style="padding-left:1em">
 
 الورقة السابعة 
 
أمضيا وقتا ممتعا و رائعا، تحدثا كثيرا وكطفل غرير ساذج، ومن ألف رائحة ولون، راح يشيد مملكة حب، يرفع ويعلي جدرانها، كان مسرورا. قلبه كان يرفرف ويترنح ،و هو بقرب تلك الروح الصافية الفياضة ،ينسج أبياتا في غاية الشاعرية هي أشبه بأنفاس أزهار..وتنساب كخرير مياه، ينبؤ بجمال آخر بعيد..بعيد و يتدفق ذلك الصوت، كأنين الصمت الحزين مرددا:
<br/>
لا بد يا فراشتي
<!-- Other topics -->
لا بد أن يستيقظ الربيع
وتورق تلك الدموع في الصحراء
وتلثمين الشمس و الزهر
وترقصين تحت دفة القمر
لقد تعلم أن يمارس الهوى، ككل العصافير فوق الشجر ،و أن يقتل في نفسه كل حزن يكسر روحه ، بعد ان تحققت نبوته في فردوس العاشقين .
 
 
</div>
 
 الورقة الثامنة 
|-
|style="border:1px solid #c6c9ff; padding: .5em 1em 1em; color: #000000; background: #f7f8ff;"|
<h3>'''[[:تصنيف:مؤلفون|مؤلفون]]'''</h3><!-- -->
<div style="padding-left:1em">
 
مرت الأيام ،وذلك الإحساس الجميل ينمو في داخله . إنه شعاع سحري ينبع من أعماق وجدانه، و كأن الحياة تحولت إلى حلم رائع لا نهاية له، صار مزهوا ببهرجة هذا الكون، يمتطي زورق الحب. وحبيبته بقربه تؤنسه و تواسيه،وعلى حين غرة ،ومن دون أن يشعر ،تطبع على خده قبلة وقد علت وجنتاها حمرة ،ثم تهمس في أذنه بصوت رقيق :
- أحبك .. أحبك يا أغلى من روحي
و هو برفقة إمرأته المفضلة ،تسوقهماالمياه، والزورق ينساب في تمهل نحو الشاطئ ،يحدق إلى وجه السماء فيجده صحوا وصافيا.. صفاء روحيهما . وبعفوية يلتفت إلى حبيبته ويرشقها بهمسة :
- أنت فاكهة عقلي وأرض أسراري
 
 
 
 الورقة التاسعة 
كانت تدلّله، و تدغدغ عوطفه، و تمنحه رحيق قلبها و تسمعه أحلى كلام. و لطالما تحدثا طويلا.. و أي حديث؟ . و قد عبثت بهما مشاعر الهوى و النشوة.. أيما عبث! لقد علمته كيف يكفكف، و يجفف دموع الشوق، و لا ينكرأن قلبه رقص طربا، و هي تردد على مسامعه بقولها:
- سعيدة وأنا مكبلة بقيود الشوق إليك ،كل يوم تشرق في نفسي قبسات من نور قلبك ،فيزداد غرامي بك .
حبيبته.. هي الجمال فــي عينه، والشــوق في قلبه، و الخلود في روحه وصوتها أطرب وأعذب من نغمة الناي. حبيبته.. بقربه تنسيه أشجانه، وتشعره بالدفء كانت تأخذ بيده، وتساعده على كسر قيوده. بمعسول الكلم :
- حبيبي.. غيرت حياتي غيرت أفكاري. وأدخلت في قاموس حياتي أفكار جديدة رسمتها لي، طفولتك الساذجة وأحلامك البريئة. فتوهج في نفس نورا أيقظني من سبات ليل طويل مظلم.
 
</div>
|} __NOTOC__ __NOEDITSECTION__
 
 الورقة العاشرة 
[[تصنيف:ويكي مصدر]]
كلاهما يعيش بقصر من العشق، بنياه معا.. و راحا يدا بيد يعليانه بأحلام طفولية، و عواطف صافية نقية.و بعد أن تآلفا قلبيهما و صارا روحا واحدة، إلا أنه يعترف و يقر، أنه يشعر باليأس ينهش روحه، فيخيل إليه وكأن أشباح الأسى، ترصده.. و تطارده في كل مكان.
يوم فرحته، حينما تكون بقربه، يبثها شكواه و يرمي جبينه الشاحب بين يديها.
و مع أه في بعض الأحيان حاد المزاج، و غضوب إلى أبعد حد.
إلا أن نور حبيبته الذي يسطع عليه.. يعيد إليه إشراقته ،فيحدق إلى عينيها المفعمة بالسكينة و الأمان ، ويا روعة تلك البسمة التي تصحبها دموع رقيقة. تنساب و تترقرق على خديها ،وكأنها قطرات ندى، تعانق أوراق زهرة، و تمسح على وجهه بكفيها الناعمتين ،وتصافح أذنيه بنغمات من صوتها مرددة :
- دعك من الجراح ... حاول بكل قوة، أن تمحيها من ذاكرتك ،أن تسقطها من قاموس حياتك.
حاول بكل قوة ...
أن تواصل المعركة، حتى لو بقيت وحدك في الميدان لتجعل النصر حليفك.
لا تحزن ولنسافر معا ،إلى آخر الدنيا إلى عالم بعيد عن عالم البشر.
لنجعل أيامنا.. أمنية تغار منها الأماني ،لنجعل ليالينا تغار منها
الأحلام. ولنملأ .. حياتنا وردا وأزهارا، ونرجسا ويا سمينا.
رباه ! إن الحب الذي تغسله الدموع، يبقى خالدا طاهرا وجميلا.
حبيبته.. علمتنه أن يسافر في بحر عينيها، وأن يجعل الزمان ينام على صدى أوتار قيثارة قلبه. علمتنه أن يكتب قصيدة حب، أن يكسر زجاج القمر، وعلمتنه أن يعزف أغنية حين يجن الليل ، وتدركه الأشجان. و بالكاد يذوب مع الألحان، يشدو مثل عصفور:
عيناك كنهري أحزاني
نهري موسيقى حملاني
عيناك وتبغ وكحولي
و الكأس العاشر أعماني
وأنا في المقعد محترق
نيراني تأكل نيراني
فأقول : أحبك يا قمري
آه ... لو كان بإمكاني
يا صيفي الأخضر يا شمسي
يا أجمل أجمل ألواني
يا حبي الأوحد لا تبكي
فدموعك تحفر وجداني
 
مقطع شعري للشاعر نيزار قباني
 
 الورقة الحادية عشر 
[[en:Wikisource:Browse]]
تملكه الخوف، و حيرته تزداد يوما بعد يوم ! حتى أنه يقضي الليل كله، يتلظى بنار الشوق واللوعة، يصارع أشباح القلق والأرق، مسهد الطرف، معذب القلب و ينتظر على أحر من جمر، بزوغ خيوط الفجر.. لأنه لم يعد يحتمل رؤية وجه الليل الكالح الكئيب، ونجومه العابسة. ويمضي الليل في تمهل ،أشبه بلفافة سيجارة في فم بحار، يمخر بسفينته عباب البحـر. و يمضي هو يصول ويجول ، في مجاهل قارات نفسه ، المثقلة بهواجس شتى. وأخيرا.. تراقصه أطياف النعاس ،فيصغي إلى ذلك النغم الشجي شجو سمفونية " بحيرة البجع " مرددا :
حبيبي ...
يا من كسرت في حبه كل الأغلال
ترفق بقلب فتاة لم تتعود الصبر على فراق سحر رموشك ،على صفاء روحك.
أتريد أن تزف لعينييا الرحيلا !؟ .
أنت يا من علمتني ، كيف تصير قصائدنا بين العشاق إنجيلا.
حبيبي..
علم زماني معنى أن أنتحر شوقا إلى عينك
علم زماني معنى أن أرقص حافية القدمين
لأنتمي إليك ..
و أناظل لأجمع أجزاءك كشظايا بلور في مهب الريح
حبيبي..
علم زماني معنى أن أرحل و الشوق
يتملكني إلى قلبك الجريح
هكذا أريدك
يا من علمتني أن الحب ديانة مستقلة
هكذا أريدك..
يا من عشقت عنب الشام في عينه
يا من عشقت سمرة الغجر على وجنتيه
 
 
 
 الورقة الثانية عشر 
وأفوت على كل بيت وأرسم
على بابه قلب
وأدعي من صميم قلبي وأطلب
وأقول : " يا رب ..
عمر بيوت الناس بالأمل
واملأ قلوبهم حب
وبعد ليل طويل ،وسط صمت الجدران . تشرق الشمس وتعانقه نسمة الصباح من جديد، فتعبث به الأشواق أيما عبث ! فينشد آيات حبه الدفين، ولحن اللقاء على صفحات القلق. حينها كان يصغي إلى دقات قلبه ،وذلك الحزن الطفيف يتماوج في داخله، فيشعر وكأن أفكاره ،تولد وتموت.. ثم تولد لتموت.
لم يكن يأبه بحزنه ،وراح ينسج أبياتا ،ويحاكي قول الشاعر هاتفا :
رفاقي أعذروني .. سأبكي و أبكي
وأبكي
وأترك لحن البداية .. واعزف لحن النهاية
لأن حروفي ضاعت .. وضاع نشيدي الأخير
وضعت أنا و الضياع
سأعزف لحن الوداع
ولكن هو لا يعرف الوداع ،ودوما يجدد اللقاء. طرح ثياب وساوسه جانبا ،لأنه ليس ذلك الانسان المتشائم ،الذي يرى الضوء ولا يصدقه. وأكثر من ذلك سيحطم قيود الحزن الصدئة، ويلقي بحطب الكآبة في النار.
 الورقة الثالثة عشر 
بما أني نهلت من روحك الصافية
الفياضة ...
بما أني استنشقت عطر الزهور
وأنا أمشي بجوارك
بما أني أصغيت إليك ..
وأنت تقولين لي :
كلمات تنشر ما طواه القلب من أسرار
بما أني رأيت عيناك تذرف الدمع
وثغرك يفتر بابتسامة ...
قلت للسنين التي تمر مر
السحاب
أسرعي .. أسرعي لا تتمهلي
فإني لا آبه بالمشيب
ولا بالأزهار الذابلة، ففي قلبي زهرة لن يستطيع أحد
أن يقطفها .
كانت تنتظره بشوق، كما تشتاق الشمعة إلى عود ثقاب. جلسا معا، وراحت تحدق إليه في صمت، وكأنها تريد أن تنقش على جدران فؤاده أسطورة الشوق و الهيام.
وجاء اليوم، الذي طالما كان يخشاه. وسيشهد دماري، كما شهد ولادته من قبل. قطار البون ينتظره كي يرحل به بعيدا عن حبيبته. ويا حبذا لو أنه يلفظ أنفاسه ،ويسلم روحي إلى بارئها، أهون عنده من أن يبتعد شبرا واحدا عنها. القطار يوشك على الإنطلاق، وأعتقد أن وجهته هي معبد الأحزان. هناك حيث يمارس معذبي الأرض طقوسهم وشعائرهم، شعرت وكأنه تحول إلى حطام مفرغ من الحياة، لولا أني أصغى إلى ذلك الصوت يخاطبه، وكأنه شخص ماثل أمامه قائلا :
- الحب مشروع حرج .. و الفرح ذبابة صغيرة أمام زجاجة الحزن الكبيرة.
ترى ما عساه يفعل؟ و يعترف أنه لا يقوى على صد سيل القدر الجارف الدفاق. و يخشى أن تقتل الحياة في أعماقه. صحا من غفوته ،وتلفت حواليه ، لا شيء سوى ذلك الوجه الواجم المحزون، ينظر إليه بعينين صغيرتين، ولا ينكر أنه شعر بالضياع. و هو يشهد نهاية العالم كله على شاطئ عينيها، ويا حسرته !وهو يرقب سفينة حبه تتحطم باكية فوق صخور الوداع.
 
 
 الورقة الرابعة عشر 
هيئ إليه وكأنه يقف على خشبة المسرح ،وسط صمت مطبق ،يحاكي واحدة من ترجيديات سفو كليس .ولسوء حظه، ظفر بدور العاشق المهزوم يعزف الألحان ، و هو يدرك تمام الإدراك أنه ليس كل من يغني مسرورا.
حبيبته كانت ترتدي وشاح الخوف، ومع ذلك بدا له وجهها ،أكثر نضارة وبهاء. كفكف دموعها، و هو يحدق إلى تلك القطرات العالقة بأهداب رموشها الفاتنة كحبات اللؤلؤ، ليعود ذلك الصوت مجددا ،يترقرق بداخله أشبه بانسياب مياه :
- لم الدموع .. لم هاته الدموع ، على من هاته الدموع ، أهي دموع الحزن أم دموع الفرح ؟ لست أدري ولكن الإحساس يدري .
يعترف أنه كان يصطنع الشجاعة، طعنات اليأس تخترق قلبه. بلغ ذروة الوهن، حتى أنه نسي آلة العزف، فأمسك بيدها ، و وضعها على الجهة اليسرى من صدره. آن الأوان ، كي يصمت لسانه ،ويتكلم قلبه وبعفوية، راح يتلو آيات الدنيا الحزينة ،على صفحات الوجع مرددا :
- حبيبتي ...
أن تكوني جميلة ، يجب أن تكوني حزينة .. سنعيش على الذكريات وننسج خيوطها من ذهب ، وهمنا الوحيد أن لا نعرف كلمة " الوداع "
 
 الورقة الخامسة عشر 
في زنزانة الصمت تلاشت أفكاره، كما يتلاشى نور الشمعة خلف ستار الظلام الدامس. شعر و كأن عتمات الأسى، تدفعه إلى الأفول مثل اصفرار الشمس عند المغيب. وبرغم قيود الوجع ،وصقيع الوحشة، يفتح حقيبة ذكرياته التي تحوي قصاصات ورقية ،يحفظها ويحرص عليها. وكأنها مخطوطات نادرة الوجود .تحكي تاريخ حضارة بائدة. و هو يرتب قصاصاته الورقية ،يلفت إنتباهه تلك السطور وأي سطور؟ لا يقول هي مجرد أبجدية نقشت بحبر القلم ،ولا هي مجرد كلمات جامدة محفورة على وجه ورق. بل هي روح وجسد ،إنسان مثله، يخاطبنه بصوت رخيم خافت و هو يصغي إليه في خشوع قال له :
- لا تختصر كل سنوات عمرك في الحزن
لا تستسلم ،وتعلم أن تنتشل روحك الصافية ،من بين تلك القلوب المحطمة.
وتعلم كيف تبتسم مع كل دمعة تنزل من عينيك.
تعلم كيف تفرح مع كل جرح يهز فؤادك ،والابتسامة هي سلاح كل إنسان في هذا الزمان ..
بدا له الصوت مألوفا ،استطاع أن يميز صورة ذلك الشبح. من خلف قطع الضباب ،التي تحجب عيناه ، إنه طيفها. كانت تحدق إليه في صمت ،وعيناها تسكب عبرات صافية هي أشبه بشظايا كريستال تتناثر في الهواء ،فتمزق ستائر الظلام ، وأخيرا ينطق ذلك الطيف مرددا :
- أحبك ، ولن أنساك مهما حصل و سأبكيك إلى الأبد .
ويختفي ذلك الطيف ،وتتلاشى تلك الأنوار. ويبقى هو وحيد وربما إلى نهايات العمر. مثقل بأغلال الضياع، يصحبه ذلك الصوت مرددا :
- لا شيء من وراء الحب سوى الألم.
 
- تمت -
في 14/07/2004 بقلم السعيد بو غدة
 
 
 
 الكلمة 
 
همس الأوراق هي إعادة بعث للماضي من مرقده .
عمل أدبي، ومنظومة إبداعية تتداخل فيها شتى النصوص الشعرية و النثرية .و القصد من ذلك هو خلق حوارية مع الذات و الحياة ،حتى يتسنى لي كشف خبايا نفس تتأرجح بين الألم والأمل .
همس الأوراق هي سلسلة خواطر قصصية ، تحوي تداعيات شعورية و لواعج نفسية. أعرضها في شكل مشاهد، هي أشبه بلوحات زيتية.. وبعيدا عن الريشة و اللون ، أغمس القلم في مدواة قلبي. وأشرع في خط السطور .
همس الأراق...
هي عمل تحرري ومعطى واقعي .. ومتعة جمالية فنية. و أكثر من ذلك هي اتصال حقيقي و صادق بالحياة.