الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Obayd/مسودة ه»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
التمهيد للباقلاني
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 9:
{{فهرس مركزي}}
{{بسملة}}
*[[#باب الكلام في حقيقة العلم ومعناه|حقيقة العلم ومعناه]]
*[[#باب الكلام في أقسام العلوم|أقسام العلوم]]
*[[#باب في أقسام العلم المحدث|أقسام العلم المحدث]]
*[[#باب العلم الضروري|العلم الضروري]]
*[[#باب العلم النظري|العلم النظري]]
*[[#باب الكلام في مدارك العلوم|مدارك العلوم]]
*[[#باب الكلام في الاستدلال|الاستدلال]]
*[[#باب آخر في معنى الدليل والاستدلال|معنى الدليل والاستدلال]]
*[[#باب الكلام في أقسام المعلومات|أقسام المعلومات]]
*[[#باب الكلام في الموجودات|الموجودات]]
*[[#باب أقسام المحدثات|أقسام المحدثات]]
*[[#باب الكلام في الأعراض|الأعراض]]
*[[#باب الكلام في إثبات الأعراض|إثبات الأعراض]]
*[[#باب الكلام في إثبات حدث العالم|إثبات حدث العالم]]
*[[#باب الكلام في إثبات الصانع|إثبات الصانع]]
*[[#باب في أن المحدث ليس فاعلا لنفسه|المحدث ليس فاعلا لنفسه]]
*[[#باب في أنه لا يجوز أن يكون صانع المحدثات مشبها لها|لا يجوز أن يكون صانع المحدثات مشبها لها]]
*[[#باب في أنه لا يجوز أن يكون فاعل المحدثات محدثا|لا يجوز أن يكون فاعل المحدثات محدثا]]
*[[#باب الكلام في أن صانع العالم واحد|صانع العالم واحد]]
*[[#باب في أن صانع العالم حي|صانع العالم حي]]
*[[#باب في أن الصانع عالم|الصانع عالم]]
*[[#باب في أن الصانع سميع بصير متكلم|الصانع سميع بصير متكلم]]
*[[#باب في أنه مريد|أنه مريد]]
*[[#باب في الرضا والغضب وأنهما من الإرادة|الرضا والغضب وأنهما من الإرادة]]
*[[#مسألة في أنه لا يجوز عليه الشهوة|لا يجوز عليه الشهوة]]
*[[#باب في أنه لم يزل حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متكلما مريدا|لم يزل حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متكلما مريدا]]
*[[#باب في أن القديم لا يجوز عليه العدم|القديم لا يجوز عليه العدم]]
*[[#باب في أن صنع الله للعالم ليس لغرض|صنع الله للعالم ليس لغرض]]
*[[#مسألة في أن القديم لم يفعل العالم لعلة|القديم لم يفعل العالم لعلة]]
*[[#مسألة في علة الفعل الصادر عن الفاعل الحكيم|علة الفعل الصادر عن الفاعل الحكيم]]
*[[#باب الكلام على القائلين بفعل الطباع|الكلام على القائلين بفعل الطباع]]
*[[#باب الكلام على المنجمين|الكلام على المنجمين]]
*[[#باب الكلام على أهل التثنية|الكلام على أهل التثنية]]
*[[#مسألة في تباين الأصلين وامتزاجهما|تباين الأصلين وامتزاجهما]]
*[[#مسألة في الرد على الديصانية|الرد على الديصانية]]
*[[#مسألة في الرد على جميع الثنوية|الرد على جميع الثنوية]]
*[[#مسألة في إلزام جميع الثنوية|إلزام جميع الثنوية]]
*[[#مسألة في نقض آخر لجميع الثنوية|نقض آخر لجميع الثنوية]]
*[[#باب الكلام على المجوس|الكلام على المجوس]]
*[[#مسألة في نقض المجوس|نقض المجوس]]
*[[#باب الكلام على النصارى في قولهم إن الله تعالى جوهر|الكلام على النصارى في قولهم إن الله جوهر]]
*[[#الكلام عليهم في الأقانيم|الكلام عليهم في الأقانيم]]
*[[#مسألة عليهم في الأقانيم (الجوهر الجامع للأقانيم أهو هي أم غيرها)|مسألة في الأقانيم (الجوهر الجامع للأقانيم أهو هي أم غيرها)]]
*[[#مسألة أخرى على الملكية (الجوهر أهو موافق للأقانيم أو مخالف لها)|مسألة على الملكية (الجوهر أهو موافق للأقانيم أو مخالف لها)]]
*[[#ذكر اختلافهم في معنى الأقانيم|اختلافهم في معنى الأقانيم]]
*[[#مسألة أخرى عليهم في الأقانيم (لم اختص كل أقنوم)|مسألة في الأقانيم (لم اختص كل أقنوم)]]
*[[#الكلام عليهم في معنى الاتحاد|الكلام في معنى الاتحاد]]
*[[#فصل في قول النصارى إن الاتحاد فعل|قول النصارى إن الاتحاد فعل]]
*[[#مسألة في الاتحاد (كيف اتحدت الكلمة بالمسيح دون الأب والروح)|الاتحاد (كيف اتحدت الكلمة بالمسيح دون الأب والروح)]]
*[[#مسألة على الملكية (كيف ولدت مريم الابن دون الأب وروح القدس)|مسألة على الملكية (كيف ولدت مريم الابن دون الأب وروح القدس)]]
*[[#مسألة أخرى على الملكية (مريم أهي إنسان كلي أم إنسان جزئي)|مسألة على الملكية (مريم أهي إنسان كلي أم إنسان جزئي)]]
*[[#مسألة على جميعهم (أبقي الاتحاد حال وقوع القتل والصلب)|مسألة على جميعهم (أبقي الاتحاد حال وقوع القتل والصلب)]]
*[[#مسألة أخرى على جميعهم في الاتحاد (لم قلتم اتحدت كلمة الله بالمسيح دون موسى وإبراهيم وغيرهما)|مسألة على جميعهم في الاتحاد (لم قلتم اتحدت كلمة الله بالمسيح دون موسى وإبراهيم وغيرهما)]]
*[[#باب الكلام على البراهمة|الكلام على البراهمة]]
*[[#علة أخرى لهم (زعمهم الرسول من جنس المرسل)|علة لهم (زعمهم الرسول من جنس المرسل)]]
*[[#دليل آخر لهم (زعمهم استحالة تلقي الرسالة)|دليل لهم (زعمهم استحالة تلقي الرسالة)]]
*[[#دليل آخر لمنكري الرسالة|دليل لمنكري الرسالة]]
*[[#دليل آخر لهم (زعمهم أن كل مدع للرسالة يخبر عن الله بإباحة ما تحظره العقول)|دليل لهم (زعمهم أن كل مدع للرسالة يخبر عن الله بإباحة ما تحظره العقول)]]
*[[#دليل آخر (زعمهم أن إرسال الرسل سفه)|دليل (زعمهم أن إرسال الرسل سفه)]]
*[[#دليل آخر لهم (زعمهم قبح السعي بين الصفا والمروة)|دليل (زعمهم قبح السعي بين الصفا والمروة)]]
*[[#علة أخرى لهم (زعمهم كفاية العقول)|علة لهم (زعمهم كفاية العقول)]]
*[[#باب الكلام على اليهود في إثبات نبوة محمد على من أنكرها وطعن فيها من المجوس والصابئة والنصارى|الكلام على اليهود في إثبات نبوة محمد على من أنكرها وطعن فيها من المجوس والصابئة والنصارى]]
*[[#سؤال آخر على هذا الاستدلال (بطلان عدم نقل إنكار الصحابة إلينا)|سؤال على الاستدلال (بطلان عدم نقل إنكار الصحابة إلينا)]]
*[[#سؤال آخر على ما قدمناه (إنكار اليهود والنصارى)|سؤال آخر (إنكار اليهود والنصارى)]]
*[[#مسألة في الرد على منكري إعجاز القرآن (تقدم النبي في البلاغة والفصاحة)|الرد على منكري إعجاز القرآن (تقدم النبي في البلاغة والفصاحة)]]
*[[#مسألة في التحدي (كتاب إقليدس)|التحدي (كتاب إقليدس)]]
*[[#مسألة في المعارضة (زعمهم أن خوف السيف يمنع إظهار المعارضة)|المعارضة (زعمهم أن خوف السيف يمنع إظهار المعارضة)]]
*[[#مسألة في حفظ المعارضة (نسيان معارضة القرآن)|حفظ المعارضة (نسيان معارضة القرآن)]]
*[[#مسألة في المعارضة والإعجاز (إعراضهم عن النظر في فائدة مقابلته)|المعارضة والإعجاز (إعراضهم عن النظر في فائدة مقابلته)]]
*[[#مسألة في المعارضة والسيف|المعارضة والسيف]]
*[[#مسألة في المعارضة والشبهة|المعارضة والشبهة]]
*[[#مسألة في صفة الإعجاز في القرآن|صفة الإعجاز في القرآن]]
*[[#مسألة في كيفية الإعجاز في القرآن|كيفية الإعجاز في القرآن]]
*[[#مسألة في التحدي بالحروف المنظومة لا بالكلام القائم بالله|التحدي بالحروف المنظومة لا بالكلام القائم بالله]]
*[[#مسألة في الحفظ والإعجاز|الحفظ والإعجاز]]
*[[#مسألة في الإعجاز في التوراة والإنجيل|الإعجاز في التوراة والإنجيل]]
*[[#مسألة في لزوم حجة القرآن عند غير العرب|لزوم حجة القرآن عند غير العرب]]
*[[#مسألة في معارضة مسيلمة للقرآن|معارضة مسيلمة للقرآن]]
*[[#مسألة في العلم بالتحدي|العلم بالتحدي]]
*[[#مسألة في إبطال دعوى المعارضة|إبطال دعوى المعارضة]]
*[[#مسألة في وجوه الإعجاز|وجوه الإعجاز]]
*[[#باب الكلام على اليهود في الأخبار|الكلام على اليهود في الأخبار]]
*[[#باب الكلام على منكر نسخ شريعة موسى عليه السلام من جهة السمع دون العقل|الكلام على منكر نسخ شريعة موسى من جهة السمع]]
*[[#باب الكلام على محيل النسخ منهم من جهة العقل|الكلام على محيل النسخ من جهة العقل]]
*[[#باب الكلام على العيسوية منهم الذين يزعمون أن محمدا وعيسى عليهما السلام إنما بعثا إلى قومهما ولم يبعثا بنسخ شريعة موسى عليه السلام|الكلام على العيسوية منهم الذين يزعمون أن محمدا وعيسى بعثا إلى قومهما ولم يبعثا بنسخ شريعة موسى]]
*[[#باب الكلام على المجسمة|الكلام على المجسمة]]
*[[#باب الكلام في الصفات|الصفات]]
*[[#باب الكلام في الأحوال على أبي هاشم|الأحوال]]
*[[#شبهة لهم في نفي العلم|شبهة لهم في نفي العلم]]
*[[#باب الكلام في معنى الصفة وهل هي الوصف أم معنى سواه|معنى الصفة وهل هي الوصف أم معنى سواه]]
*[[#باب الكلام في الاسم ومما اشتقاقه وهل هو المسمى أو غيره|الاسم ومما اشتقاقه وهل هو المسمى أو غيره]]
*[[#فصل آخر في الأسماء|فصل في الأسماء]]
*[[#باب الكلام في نفي خلق القرآن|نفي خلق القرآن]]
*[[#باب في بيان آراء المعتزلة|بيان آراء المعتزلة]]
*[[#أبواب شتى في الصفات|أبواب في الصفات]]
*[[#باب في أن لله وجها ويدين|أن لله وجها ويدين]]
*[[#باب تفصيل صفات الذات من صفات الأفعال|تفصيل صفات الذات من صفات الأفعال]]
*[[#باب البقاء من صفات ذاته|البقاء من صفات ذاته]]
*[[#باب الكلام في جواز رؤية الله تعالى بالأبصار|جواز رؤية الله بالأبصار]]
*[[#باب القول في أن الله تعالى مريد لجميع المخلوقات|أن الله مريد لجميع المخلوقات]]
*[[#باب الكلام في الاستطاعة|الاستطاعة]]
*[[#باب الكلام في إبطال التولد|إبطال التولد]]
*[[#باب الكلام في خلق الأفعال|خلق الأفعال]]
*[[#ذكر شبه لهم ونقضها|ذكر شبه ونقضها]]
*[[#باب ذكر آيات من القرآن يحتج بها القدرية في أن العباد يخلقون أفعالهم|ذكر آيات من القرآن يحتج بها القدرية في أن العباد يخلقون أفعالهم]]
*[[#باب في وجوب تسميتهم قدرية|وجوب تسميتهم قدرية]]
*[[#باب القول في أن الله قضى المعاصي وقدرها قبيحة على ما خلقها|أن الله قضى المعاصي وقدرها قبيحة على ما خلقها]]
*[[#باب القول في الأرزاق|الأرزاق]]
*[[#باب القول في الأسعار|الأسعار]]
*[[#باب القول في الآجال|الآجال]]
*[[#باب الهدي والإضلال|الهدي والإضلال]]
*[[#باب القول في اللطف|اللطف]]
*[[#باب الكلام في التعديل والتجوير|التعديل والتجوير]]
*[[#باب القول في معنى الدين|معنى الدين]]
*[[#باب الكلام في الإيمان والإسلام والأسماء والأحكام|الإيمان والإسلام والأسماء والأحكام]]
*[[#باب القول في معنى الإيمان|معنى الإيمان]]
*[[#باب القول في معنى الإسلام|معنى الإسلام]]
*[[#باب القول في معنى الكفر|معنى الكفر]]
*[[#باب القول في تسمية الفاسق الملي مؤمنا|تسمية الفاسق الملي مؤمنا]]
*[[#باب القول في الوعد والوعيد|الوعد والوعيد]]
*[[#باب القول في الخصوص والعموم|الخصوص والعموم]]
*[[#باب الكلام في الشفاعة|الشفاعة]]
*[[#باب الكلام في الإمامة وذكر جمل من أحكام الأخبار ومما يدل على فساد النص وصحة الاختيار|الإمامة وأحكام الأخبار]]
*[[#باب القول في معنى الخبر|معنى الخبر]]
*[[#باب الكلام في أقسام الأخبار|أقسام الأخبار]]
*[[#باب الكلام في إثبات التواتر واستحالة الكذب على أهله|إثبات التواتر واستحالة الكذب على أهله]]
*[[#باب آخر في صفات أهل التواتر|صفات أهل التواتر]]
*[[#باب آخر في خبر الواحد|خبر الواحد]]
*[[#باب الكلام في إبطال النص وتصحيح الاختيار|إبطال النص وتصحيح الاختيار]]
*[[#باب الكلام في حكم الاختيار|حكم الاختيار]]
*[[#باب القول في العدد الذي تنعقد به الإمامة|العدد الذي تنعقد به الإمامة]]
*[[#باب الكلام في صفة الإمام الذي يلزم العقد له|صفة الإمام الذي يلزم العقد له]]
*[[#باب ذكر ما أقيم الإمام لأجله|ما أقيم الإمام لأجله]]
*[[#باب ذكر ما يوجب خلع الإمام وسقوط فرض طاعته|ما يوجب خلع الإمام وسقوط فرض طاعته]]
*[[#باب الكلام في إمامة أبي بكر رضي الله عنه|إمامة أبي بكر]]
*[[#باب الكلام في إمامة عمر رضي الله عنه|إمامة عمر]]
*[[#باب الدلالة على صحة العهد من أبي بكر إلى عمر ومن كل إمام عدل إلى من يصلح لهذا الأمر|الدلالة على صحة العهد من أبي بكر إلى عمر ومن كل إمام عدل إلى من يصلح لهذا الأمر]]
*[[#باب الكلام في إمامة عثمان رضي الله عنه وصحة فعل عمر في الشورى|إمامة عثمان وصحة فعل عمر في الشورى]]
*[[#باب ذكر الدلالة على صحة عقد عبد الرحمن لعثمان بن عفان رضي الله عنهما|ذكر الدلالة على صحة عقد عبد الرحمن لعثمان بن عفان]]
*[[#باب الكلام في مقتل عثمان رضي الله عنه والدليل على أنه قتل مظلوما|مقتل عثمان وأنه قتل مظلوما]]
*[[#باب ذكر ما تعلقوا به على عثمان رضي الله عنه ونقموا من فعله والجواب عنه|ما تعلقوا به على عثمان ونقموا من فعله والجواب]]
*[[#باب الكلام في إمامة علي عليه السلام والرد على الواقف فيها والقادح في صحتها|إمامة علي والرد على الواقف فيها والقادح في صحتها]]
 
 
الله المعين،،،
السطر 158 ⟵ 301:
ويقال لجميعهم: إذا جاز أن يصير ما لم يزل متباينا ممتزجا فلم لا يجوز أن يصير ما لم يزل نورا ظلاما وما لم يزل ظلاما نورا فلا يجدون له مدفعا.
 
===مسألة في إلزام جميع الثنوية=====
 
ويقال لجميعهم أيضا: خبرونا عن قائل قال أنا ظلام هل يخلو أن يكون من أشخاص النور أو من أشخاص الظلام؟ فإن قالوا: لا، قيل لهم: فمن أيهما هو؟ فإن قالوا: من أشخاص النور؛ قيل لهم: فقد كذب النور إذا في قوله أنا ظلام لأنه ليس بظلام وهذا نقض قولكم، وإن قالوا: من أشخاص الظلام قيل لهم: فقد صدق في قوله أنا ظلام ووجد الصدق والكذب من جوهر واحد وإن جاز ذلك جاز وقوع الخير والشر والعدل والجور والتبريد والتسخين من جوهر واحد وهذا ترك دينهم فإن قال منهم قائل قد وقع الصدق والكذب من جوهر الظلام وهما شران قيل لهم: ما أنكرتم من أن يقع منه الجور والعدل والإيلام والإلذاد ويكون شرا كله فإن قالوا لا يجوز أن يكون من العدل والإلذاذ شر قيل لهم: ولا يجوز أن يكون من الصدق شر. ويقال لهم أيضا: اعملوا على أن الصدق والكذب الواقعين من الظلام شر أليس أحدهما خبرا عن الشيء على ما هو به والآخر خبر عنه على خلاف ما هو به فما أنكرتم أن يقع العدل والجور من جوهر واحد مع اختلافهما. وإن قال من الديصانية قائل إن الظلام ليس بصادق في قوله أنا ظلام لأنه غير عالم بقوله وما كان منه والصدق مقرون بالقصد إليه والعلم به قيل له: لم قلت ذلك ثم يقال أفليس هو مع ما وصفت خبرا عن الشيء على ما هو به وقد يوجد أيضا من الظلام الخبر عن الشيء على خلاف ما هو به فما أنكرت من جواز وقوع العدل والجور جميعا من الظلام ولا فصل في ذلك.
السطر 550 ⟵ 693:
==أبواب شتى في الصفات==
 
===باب في أن اللهلله وجها ويدين===
 
فإن قال قائل: فما الحجة في أن لله عز وجل وجها ويدين؟ قيل له: قوله تعالى لله { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } وقوله { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي }. فأثبت لنفسه وجها ويدين. فإن قالوا فما أنكرتم أن يكون المعنى في قوله { خلقت بيدي } أنه خلقه بقدرته أو بنعمته لأن اليد في اللغة قد تكون بمعنى النعمة وبمعنى القدرة كما يقال لي عند فلان يد بيضاء يراد به نعمة وكما يقال هذا الشيء في يد فلان وتحت يد فلان يراد به أنه تحت قدرته وفي ملكه. ويقال رجل أيد إذا كان قادرا. وكما قال الله تعالى: { خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما } يريد عملنا بقدرتنا. وقال الشاعر:
السطر 684 ⟵ 827:
فإن قال قائل: فهل تقولون إن الإنسان مستطيع لكسبه؛ قيل له: أجل. فإن قال: ولم قلتم ذلك؟ قلنا: لأن الإنسان يعرف من نفسه فرقا بين قيامه وقعوده وكلامه إذا كان واقعا بحسب اختياره وقصده وبين ما يضطر إليه مما لا قدرة له عليه من الزمانة والمرض والحركة من الفالج وغير ذلك. وليس يفترق الشيئان في ذلك لجنسهما ولا للعلم بهما ولا لاختلاف محلهما ولا للإرادة لأحدهما. فوجب أن يحصل مع كسبه على هذه الصفة لكونه قادرا عليه.
 
===مسالةمسألة===
 
فإن قال: فهل تزعمون أنه يستطيع أن يكتسب بنفسه أو بقدرة؛ قلنا: لا بل بقدرة تحدث له. والدليل على ذلك كونه قادرا على الحركة مرة وغير قادر عليها أخرى وعلى ما هو مثلها ومن جنسها مرة أخرى.
السطر 880 ⟵ 1٬023:
فإن قال قائل: فهل تقولون إن الله يهدي المؤمنين ويضل الكافرين قيل له: أجل. فإن قال وما معنى هدايته للمؤمنين. قيل له: قد يهديهم بأن يخلق هداهم وينور بالإيمان قلوبهم. وقد يهديهم أيضا بأن يشرح صدورهم ويتولى توفيقهم له وإعانتهم عليه وتسهيله لهم السبيل إليه كل ذلك هداية منه لهم. وقد يهديهم أيضا في الآخرة إلى الثواب وطريق الجنة وذلك هدى لهم من فعله. فإن قال فما معنى إضلاله الكافرين. قيل له: قد أضلهم بأن يخلق ضلالهم قبيحا فاسدا وقد مر بيان ذلك سالفا. وقد يضلهم بترك توفيقهم وتضييق صدورهم وإعدام قدرهم على الاهتداء. وقد يضلهم عن الثواب وطريق الجنة في الآخرة كل ذلك إضلال لهم. فإن قالوا وما الدليل على ما قلتهم. قيل لهم: يدل على ذلك قوله تعالى: { ويضل الله الظالمين }. فأخبر أنه يضل ويهدي ووصف نفسه بذلك. فإن قال قائل: ما أنكرتم أن لا يكون معنى الإضلال منه والهداية أكثر من الحكم والتسمية كما يقول الناس قد ضلل فلان فلانا وقد عدله وقد سرق فلان فلانا لا على معنى أنه جعله ضالا فاسقا سارقا وفعل له ما من أجله يكون كذلك من السرقة والضلال والعدالة. قيل له: لو كان ذلك على ما قلته لم يكن لله على المؤمنين في هدايته لهم إلا ما لبعضهم على بعض لأنا قد يسمي بعضنا بعضا بالهداية ويخص بعضنا بعضا بهذه التسمية. وكذلك كان يجب أن يكون إضلال بعضنا بعضا كإضلال الله الظالمين وهذا خلاف ما اتفق عليه المسلمون. لأن الله عز وجل قد امتن على المؤمنين بهدايته لهم فقال: { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين }. فلو كانت هدايته لهم هي الحكم والتسمية لكانوا قد منوا على أنفسهم بهذه المنة ولكان رسول الله من بها عليهم كمن الله إذ قد سماهم بذلك وحكم لهم به وهذا خلاف الإجماع. وكذلك لو كانت هدايته لهم التي من بها عليهم هي دعوته إياهم وبيانه لهم لكان بعضهم قد من على بعض بهذه المنة. لأنه قد يدعو بعضهم بعضا ويبين بعضهم لبعض كما يدعو الله وهذا أيضا خلاف الاتفاق. وعلى أنه لو كانت الهداية والإضلال من الله تعالى بمعنى ما وصفتم لكان إبليس قد أضل الأنبياء وسائر المؤمنين إذ كان قد دعاهم إلى الضلال وسماهم ضالين وحكم لهم بذلك ولكان النبي قد أضلوا الكافرين أجمعين إذ كانوا قد سموهم كافرين وحكموا لهم بحكم الضالين. وفي إجماع الأمة على خلاف هذا دليل على سقوط ما قلتم.
 
==باب القومالقول في اللطف==
 
فإن قال قائل: فهل تقولون إن في قدرة الله تعالى لطفا لو لطف به لسائر من يعلم أنه يموت كافرا لآمن قيل له: أجل هو على ذلك قادر. فإن قال ولم قلتم ذلك. قيل له: لأنه قادر على أن يقدرهم على الإيمان كما صح أن يقدر على ذلك أمثالهم وكما صح أن يقدرهم على ضده من الكفر والضلال. فلو فعل فيهم القدرة على الإيمان لوجد إيمانهم لا محالة لما بينا من قبل من وجوب كون الفعل في حال وجود القدرة عليه واستحالة تقدمها له ووجودها مع عدمه. فصح بذلك ما قلناه. ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى: { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون } وقوله { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء } فخبر أنه يقدر على ما لو فعله بهم لضلوا وكفروا. فيجب أيضا أن يكون قادرا على ما لو فعله بهم لآمنوا واهتدوا.