الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مساعدة:إضافة نص»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل |
|||
سطر 28:
</div>
الشعر فن..
والفن انتصار لقضية
الشعر فن، والفن ـ عندنا ـ انتصار لقضية.
قد تجد ـ أيها القارئ الكريم ـ في ديواني هذا مدحا، وقد تجد هجاء، كما أنك قد تجد غزلا وتجد وصفا.
والهجاء مذهبان، لا نرتضي منهما إلا واحدا، ونعني به مذهب الذي يهجو العيوب في الأشخاص، لا الأشخاص لما لها من عيوب، نرتضي الهجاء ما دام نقدا للنقائص لاذعا، وهدما للعيوب ساخرا، الهجاء عندنا، ينصب على العيوب ليزيحها، وعلى الرذائل ليمسحها، لا يهمنا من اتصف بها، ولا نخاف في الحق لومة لائم.
والمدح أيضا مذهبان؛ نرتضي منهما ما كان مدحا للخصال، لا مدحا للرجال، بنسبة الأوصاف إليهم والخلال، فإن ذلك لا يعدو أمرين: فإما أن تكون الخصال في الممدوح حقا وصدقا، وإما أن تنسب إليه كذبا ولفقا، فإن وجدت، أدى المدح بالممدوح إلى الغرور، وكان المادح متملقا، وإن لم توجد، فما أشبه المدح هنا بالقدح.
والغزل مذهبان، نرتضي منهما ما كان تصويرا فنيا، قد تختلف أشكال التعبير عنه، فالرسام يطبعه لوحة رائقة، والنحات يجسده تمثالا ناطقا، والشاعر ينظمه فكرة خارقة، يميل به عن المحسوس، ويرقى به إلى التجريد.
أما مذهب من يتغزل فيثير الغرائز، أو يتشبب فيذكر النساء بأعيانها تصريحا أو تلميحا، فلا نرتضيه مذهبا.
والوصف مقبول كله، وأحسن الوصف، ما مال إلى التجريد، وحاز على التجديد.
ومجمل القول؛ ما قلنا عند البدء، الشعر فن، والفن انتصار لقضية.
عبد المجيد الجوزي
|