الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجموع الفتاوى/المجلد الخامس عشر/فصل في حجة إبليس»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 9:
====فصل في حجة إبليس====
 
حجة إبليس في قوله: '''{ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }''' <ref>[الأعراف: 12]</ref>، هي باطلة؛ لأنه عارض النص بالقياس؛ ولهذا قال بعض السلف: أول من قاس إبليس، وما عُبِدَت الشمس والقمر إلا بالمقاييس. ويظهر فسادها بالعقل من وجوه خمسة:
 
أحدها: أنه ادعى أن النار خير من الطين، وهذا قد يُمنع، فإن الطين فيه السكينة والوقار، والاستقرار، والثبات والإمساك ونحو ذلك، وفي النار الخفة والحدة والطيش، والطين فيه الماء والتراب ,
سطر 15:
وكل شئ حى وكل جماد ونبات , والاحتجاج على فضل الإنسان على غيره بفضل أصله على أصله حجة فاسدة احتج بها إبليس، وهى حجة الذين يفخرون بأنسابهم، وقد قال النبي {{صل}}: «من قَصَر به عَمَلُه لم يبلغ به نَسَبه».
 
الثالث: أنه وإن كان مخلوقًا من طين، فقد حصل له بنفخ الروح المقدسة ِ فيه ما شرف به؛ فلهذا قال: '''{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }''' <ref>[ص: 72]</ref>، فَعَلَّق السجود بأن ينفخ فيه من روحه، فالموجِب للتفضيل هذا المعنى الشريف الذي ليس لإبليس مثله.
 
الرابع: أنه مخلوق بيدى الله تعالى كما قال تعالى: '''{ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ }''' <ref>[ص: 75]</ref>، وهو كالأثر المروى عن النبي {{صل}} مرسلا، وعن عبد الله بن عمرو في تفضيله على الملائكة، حيث قالت الملائكة: يارب، قد خلقتَ لبنى آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون وينكحون؛ فاجعل لنا الآخرة كما جعلتَ لهم الدنيا، فقال: «لا أفعل». ثم أعادوا. فقال: «لا أفعل». ثم أعادوا. فقال: «وعزتي، لا أجعل صالح من خلقت بَيَدَيَّ كمن قلت له: كن فكان».
 
الخامس: أنه لو فُرِض أنه أفضل، فقد يقال: إكرام الأفضل للمفضول ليس بمستنكر.