الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجموع الفتاوى/المجلد الخامس عشر/فصل في حجة إبليس»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع إلى آخر تعديل من قبل Obaydb |
|||
سطر 9:
====فصل في حجة إبليس====
حجة إبليس في قوله:
أحدها: أنه ادعى أن النار خير من الطين، وهذا قد يُمنع، فإن الطين فيه السكينة والوقار، والاستقرار، والثبات والإمساك ونحو ذلك، وفي النار الخفة والحدة والطيش، والطين فيه الماء والتراب
الثاني: أنه وإن كانت النار خيرًا من الطين؛ فلا يجب أن يكون المخلوق من الأفضل أفضل، فإن الفرع قد يختص بما لا يكون في أصله، وهذا التراب يخلق منه من الحيوان والمعادن والنبات ما هو خير منه، والنار تأكل كل مخلوق ▼
▲الثاني: أنه وإن كانت النار خيرًا من الطين؛ فلا يجب أن يكون المخلوق من الأفضل أفضل، فإن الفرع قد يختص بما لا يكون في أصله، وهذا التراب يخلق منه من الحيوان والمعادن والنبات ما هو خير منه،
الثالث: أنه وإن كان مخلوقًا من طين، فقد حصل له بنفخ الروح المقدسة ِ فيه ما شرف به؛ فلهذا قال: '''{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }''' <ref>[ص: 72]</ref>، فَعَلَّق السجود بأن ينفخ فيه من روحه، فالموجِب للتفضيل هذا المعنى الشريف الذي ليس لإبليس مثله.▼
▲الثالث: أنه وإن كان مخلوقًا من طين، فقد حصل له بنفخ الروح المقدسة ِ فيه ما شرف به؛ فلهذا قال:
الرابع: أنه مخلوق بيدى الله تعالى كما قال تعالى: '''{ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ }''' <ref>[ص: 75]</ref>، وهو كالأثر المروى عن النبي {{صل}} مرسلا، وعن عبد الله بن عمرو في تفضيله على الملائكة، حيث قالت الملائكة: يارب، قد خلقتَ لبنى آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون وينكحون؛ فاجعل لنا الآخرة كما جعلتَ لهم الدنيا، فقال: «لا أفعل». ثم أعادوا. فقال: «لا أفعل». ثم أعادوا. فقال: «وعزتي، لا أجعل صالح من خلقت بَيَدَيَّ كمن قلت له: كن فكان».▼
▲الرابع: أنه مخلوق بيدى الله تعالى كما قال تعالى:
الخامس: أنه لو فُرِض أنه أفضل، فقد يقال: إكرام الأفضل للمفضول ليس بمستنكر.
|