الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Obayd/مسودة و»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
غير مشكول
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 1:
__لاتحريرقسم__ __لافهرس__
{{تصفحية
| |
| التجريد الصريح | لأحاديث الجامع الصحيح [[مؤلف:البخاري|للبخاري]]
|اختصار [[مؤلف:الزبيدي|الزبيديل]]
|
|
| }}
[[ملف:التجريد الصريح.pdf|صفحة=1|تصغير|{{مطبوعة|:تصنيف:التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح:مطبوع}}]]
 
{{نثر}}
{{فهرس مركزي}}
 
{{بسملة}}
 
{{هامش}}
==كتاب بدء الوحي==
 
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله {{صل}}
 
1- عن عمر بن الخطاب {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه». (بخاري: 1)
 
2- عن عائشة أم المومنين {{عنها}}: أن الحارث بن هشام {{عنه}} سأل رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله {{صل}}: «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول» قالت عائشة {{عنها}}: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا. (بخاري: 2)
 
3- عن عائشة {{عنها}} أنها قالت: أول ما بدئ به {{صل}} من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنت فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ قال: «ما أنا بقارئ» قال: «فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم}» فرجع بها رسول الله {{صل}} يرجف فواده فدخل على خديجة بنت خويلد {{عنها}} فقال: «زملوني زملوني» فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر «لقد خشيت على نفسي» فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله {{صل}} خبر ما رأى فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله {{صل}}: «أومخرجي هم؟» قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي. (بخاري: 3)
 
4- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: «بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه فجئت أهلي فقلت زملوني، زملوني، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر قم فأنذر} إلى قوله: {والرجز فاهجر} فحمي الوحي وتتابع». (بخاري: 4)
 
5- عن ابن عباس في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} قال: كان رسول الله {{صل}} يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه فقال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله {{صل}} يحركهما فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه} قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال: فاستمع له وأنصت {ثم إن علينا بيانه} ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله {{صل}} بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي {{صل}} كما قرأه. (بخاري: 5)
 
6- وعنه {{عنهما}} قال: كان رسول الله {{صل}} أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله {{صل}} أجود بالخير من الريح المرسلة. (بخاري: 6)
 
7- وعنه {{عنهما}}: أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله {{صل}} ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه. ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا. قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا. قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاوهم؟ فقلت: بل ضعفاوهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه. قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة، فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا. فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله، لقلت: رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت: رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاوهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك: أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك: هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: بما يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه، تم دعا بكتاب رسول الله {{صل}} الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه:
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يوتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}.
 
قال أبو سفيان: فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات، وأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام. وكان ابن الناطور صاحب إيلياء، وهرقل أسقفا على نصارى الشأم يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس، فقال بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك. قال ابن الناطور: وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر، فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود، فلا يهمنك شأنهم، واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود، فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان، يخبر عن خبر رسول الله {{صل}} فلما استخبره هرقل قال: اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن، وسأله عن العرب فقال: هم يختتنون. فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر، ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية، وكان نظيره في العلم، وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص، حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي {{صل}}، وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص، ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم، فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان، قال: ردوهم علي وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل. (بخاري: 7)
 
==كتاب الإيمان==
 
8- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان». (بخاري: 8)
 
9- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان». (بخاري: 9)
 
10- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه». (بخاري: 10)
 
11- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قالوا: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده». (بخاري: 11)
 
12- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} أن رجلا سأل النبي {{صل}}: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف». (بخاري: 12)
 
13- عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». (بخاري: 13)
 
14- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده». (بخاري: 14)
 
15- عن أنس {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين». (بخاري: 15)
 
16- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار». (بخاري: 16).
 
17- عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار». (بخاري: 17)
 
18- عن عبادة بن الصامت {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه». فبايعناه على ذلك. (بخاري: 18)
 
19- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} أنه قال: قال رسول الله {{صل}}: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن». (بخاري: 19)
 
20- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول: «إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا». (بخاري: 20)
 
21- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة» شك مالك «فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية». (بخاري: 22)
 
22- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره». قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: «الدين». (بخاري: 23)
 
23- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله {{صل}}: «دعه فإن الحياء من الإيمان». (بخاري: 24)
 
24- وعنه {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويوتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله». (بخاري: 25)
 
25- عن أبي هريرة أن رسول الله {{صل}} سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: «إيمان بالله ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور». (بخاري: 26)
 
26- عن سعد بن أبي وقاص {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} أعطى رهطا وسعد جالس، فترك رسول الله {{صل}} رجلا هو أعجبهم إلي، فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: «أو مسلما» فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي فقلت: ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: «أو مسلما» ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله {{صل}} ثم قال: «يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار». (بخاري: 27)
 
27- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن». قيل: أيكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط». (بخاري: 29)
 
28- عن أبي ذر {{عنه}} قال: إني ساببت رجلا فعيرته بأمه، فقال لي النبي {{صل}}: «يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم». (بخاري: 30)
 
29- عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» فقلت: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه». (بخاري: 31)
 
30- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: لما نزلت: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}، قال أصحاب رسول الله {{صل}}: أينا لم يظلم؟ فأنزل الله عز وجل: {إن الشرك لظلم عظيم}. (بخاري: 32)
 
31- عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان». (بخاري: 33)
 
32- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} أن النبي {{صل}} قال: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر». (بخاري: 34)
 
33- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 35)
 
34- وعنه {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة. ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل». (بخاري: 36)
 
35- وعنه {{صل}} أيضا أن رسول الله {{صل}} قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 37)
 
36- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 38)
 
37- وعن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة» (بخاري: 39)
 
38- عن البراء بن عازب {{عنه}} أن النبي {{صل}} كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده -أو قال: أخواله- من الأنصار، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله {{صل}} قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك. (بخاري: 40)
 
39- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول: «إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها». (بخاري: 41)
 
40- عن عائشة {{عنها}} أن النبي {{صل}} دخل عليها وعندها امرأة، قال: «من هذه؟» قالت: فلانة تذكر من صلاتها، قال: «مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا» وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه. (بخاري: 43)
 
41- عن أنس {{عنه}}، عن النبي {{صل}} قال: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير». (بخاري: 44)
 
42- عن عمر بن الخطاب {{عنه}}: أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المومنين، آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي {{صل}} وهو قائم بعرفة يوم جمعة. (بخاري: 45)
 
43- عن طلحة بن عبيد الله {{عنه}} يقول: جاء رجل إلى رسول الله {{صل}} من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله {{صل}}: «خمس صلوات في اليوم والليلة». فقال: هل علي غيرها؟ قال: «لا إلا أن تطوع». قال رسول الله {{صل}}: «وصيام رمضان». قال: هل علي غيره؟ قال: «لا إلا أن تطوع». قال: وذكر له رسول الله {{صل}}: «الزكاة». قال: هل علي غيرها؟ قال: «لا إلا أن تطوع». قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص. قال رسول الله {{صل}}: «أفلح إن صدق». (بخاري: 46)
 
44- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط». (بخاري: 47)
 
45- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر». (بخاري: 48)
 
46- عن عبادة بن الصامت {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس». (بخاري: 49)
 
47- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله، وتؤمن بالبعث». قال: ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان». قال: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك». قال: متى الساعة؟ قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله». ثم تلا النبي {{صل}}: {إن الله عنده علم الساعة} الآية، ثم أدبر، فقال: «ردوه». فلم يروا شيئا. فقال: «هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم». (بخاري: 50)
 
48- عن النعمان بن بشير {{عنه}} يقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
 
49- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي {{صل}} قال: «من القوم -أو من الوفد-»؟ قالوا: ربيعة. قال: «مرحبا بالقوم، أو بالوفد، غير خزايا ولا ندامى» فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة، وسألوه عن الأشربة. فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع. أمرهم بالإيمان بالله وحده قال: «أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس»، ونهاهم عن أربع: عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت، وربما قال: «المقير» وقال: «احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم». (بخاري: 53)
 
50- عن عمر {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إنما الأعمال بالنيات»، وقد تقدم في أول الكتاب وزاد هنا بعد قوله: «إنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله» وسرد باقي الحديث. (بخاري: 54)
 
51- عن أبي مسعود {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة». (بخاري: 55)
 
52- عن جرير بن عبد الله {{عنه}} قال: بايعت رسول الله {{صل}} على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. (بخاري: 57)
 
53- عن جرير بن عبد الله {{عنه}} قال: أما بعد فإني أتيت النبي {{صل}} قلت: أبايعك على الإسلام، فشرط علي: «والنصح لكل مسلم» فبايعته على هذا. (بخاري: 58)
 
==كتاب العلم==
 
54- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: بينما النبي {{صل}} في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله {{صل}} يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه، قال: «أين -أراه- السائل عن الساعة»؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: «فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة». قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة». (بخاري: 59)
 
55- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: تخلف عنا النبي {{صل}} في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته: «ويل للأعقاب من النار» مرتين أو ثلاثا. (بخاري: 60)
 
56- عن ابن عمر قال: قال رسول الله {{صل}}: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي»؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: «هي النخلة». (بخاري: 61)
 
57- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: بينما نحن جلوس مع النبي {{صل}} في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي {{صل}} متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب، فقال له النبي {{صل}}: «قد أجبتك» فقال: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك، فقال: «سل عما بدا لك». فقال: أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: «اللهم نعم». قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: «اللهم نعم». قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: «اللهم نعم». قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي {{صل}}: «اللهم نعم». فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر. (بخاري: 63)
 
58- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} بعث بكتابه رجلا وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه، قال: فدعا عليهم رسول الله {{صل}} أن يمزقوا كل ممزق. (بخاري: 64)
 
59- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كتب النبي {{صل}} كتابا أو أراد أن يكتب فقيل له إنهم لا يقرءون كتابا إلا مختوما، فاتخذ خاتما من فضة نقشه: محمد رسول الله، كأني أنظر إلى بياضه في يده. (بخاري: 65)
 
60- عن أبي واقد الليثي {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله {{صل}} وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله {{صل}}، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله {{صل}} قال: «ألا أخبركم عن النفر الثلاثة، أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه». (بخاري: 66)
 
61- عن أبي بكرة {{عنه}} قال: قعد النبي {{صل}} على بعيره وأمسك إنسان بخطامه -أو: بزمامه- قال: «أي يوم هذا»؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه. قال: «أليس يوم النحر»؟ قلنا بلى. قال: «فأي شهر هذا»؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. فقال: «أليس بذي الحجة»؟ قلنا: «بلى». قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه». (بخاري: 67)
 
62- عن ابن مسعود {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا. (بخاري: 68)
 
63- عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا». (بخاري: 69)
 
64- عن معاوية {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله». (بخاري: 71)
 
65- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: كنا عند النبي {{صل}} فأتي بجمار فقال: «إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم» فأردت أن أقول: هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم فسكت، قال النبي {{صل}}: «هي النخلة». (بخاري: 72)
 
66- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها». (بخاري: 73)
 
67- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: ضمني رسول الله {{صل}} وقال: «اللهم علمه الكتاب». (بخاري: 75)
 
68- وعنه {{عنه}} قال: أقبلت راكبا على حمار أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله {{صل}} يصلي بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع فدخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي. (بخاري: 76)
 
69- عن محمود بن الربيع {{عنه}} قال: عقلت من النبي {{صل}} مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو. (بخاري: 77)
 
70- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به». (بخاري: 79)
 
71- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا». (بخاري: 80)
 
72- وعنه {{عنه}} قال: لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد بعدي، سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد». (بخاري: 81)
 
73- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} قال: «بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب». قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: «العلم». (بخاري: 82)
 
74- عن عبد الله بن عمرو بن العاص {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ فقال: «اذبح ولا حرج». فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي؟ قال: «ارم ولا حرج». فما سئل النبي {{صل}} عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: «افعل ولا حرج». (بخاري: 83)
 
75- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج». قيل: يا رسول الله، وما الهرج؟ فقال هكذا بيده فحرفها، كأنه يريد القتل. (بخاري: 85)
 
76- عن أسماء {{عنها}} قالت: أتيت عائشة وهي تصلي فقلت: ما شأن الناس؟ فأشارت إلى السماء، فإذا الناس قيام، فقالت: سبحان الله، قلت: آية؟ فأشارت برأسها أي نعم، فقمت حتى تجلاني الغشي، فجعلت أصب على رأسي الماء، فحمد الله عز وجل النبي {{صل}} وأثنى عليه ثم قال: «ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار، فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب -لا أدري أي ذلك قالت أسماء- من فتنة المسيح الدجال. يقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن -لا أدري بأيهما قالت أسماء- فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا، هو محمد، ثلاثا. فيقال: نم صالحا، قد علمنا إن كنت لموقنا به. وأما المنافق أو المرتاب -لا أدري أي ذلك قالت أسماء- فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. (بخاري: 86)
 
77- عن عقبة بن الحارث {{عنه}}: أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز، فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج، فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني، فركب إلى رسول الله {{صل}} بالمدينة فسأله، فقال رسول الله {{صل}}: «كيف وقد قيل» ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره. (بخاري: 88)
 
78- عن عمر {{عنه}} قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله {{صل}}، ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فضرب بابي ضربا شديدا، فقال: أثم هو، ففزعت فخرجت إليه، فقال: قد حدث أمر عظيم، قال: فدخلت على حفصة، فإذا هي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول الله {{صل}}؟ قالت: لا أدري، ثم دخلت على النبي {{صل}} فقلت وأنا قائم: أطلقت نساءك؟ قال: «لا». فقلت: الله أكبر. (بخاري: 89)
 
79- عن أبي مسعود الأنصاري {{عنه}} قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي {{صل}} في موعظة أشد غضبا من يومئذ، فقال: «أيها الناس، إنكم منفرون، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة». (بخاري: 90)
 
80- عن زيد بن خالد الجهني {{عنه}}: أن النبي {{صل}} سأله رجل عن اللقطة، فقال: «اعرف وكاءها» أو قال: «وعاءها وعفاصها، ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها، فإن جاء ربها فأدها إليه». قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه، أو قال: احمر وجهه، فقال: «وما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وترعى الشجر، فذرها حتى يلقاها ربها». قال: فضالة الغنم؟ قال: «لك أو لأخيك أو للذئب». (بخاري: 91)
 
81- عن أبي موسى {{عنه}} قال: سئل النبي {{صل}} عن أشياء كرهها، فلما أكثر عليه غضب، ثم قال للناس: «سلوني عما شئتم». قال رجل: من أبي؟ قال: «أبوك حذافة». فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: «أبوك سالم مولى شيبة». فلما رأى عمر ما في وجهه قال: يا رسول الله إنا نتوب إلى الله عز وجل. (بخاري: 92)
 
82- عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}}: أنه كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه. (بخاري: 94)
 
83- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قال رسول {{صل}}: «ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد {{صل}}، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران». (بخاري: 97)
 
84- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} خرج ومعه بلال، فظن أنه لم يسمع النساء، فوعظهن وأمرهن بالصدقة، فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم، وبلال يأخذ في طرف ثوبه. (بخاري: 98)
 
85- عن أبي هريرة {{عنه}} أنه قال: قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله {{صل}}: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه، أو نفسه». (بخاري: 99)
 
86- عن عبد الله بن عمرو بن العاص {{عنهما}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا». (بخاري: 100)
 
87- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: قالت النساء للنبي {{صل}}: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: «ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار». فقالت امرأة: واثنتين؟ فقال: «واثنتين».
 
88- وفي رواية عن أبي هريرة {{عنه}} قال: «ثلاثة لم يبلغوا الحنث». (بخاري: 102).
 
89- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} قال: «من حوسب عذب». قالت عائشة: فقلت: أوليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}؟ قالت: فقال: «إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك». (بخاري: 103)
 
90- عن أبي شريح {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} الغد من يوم الفتح يقول قولا سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله {{صل}} فيها فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب». (بخاري: 104)
 
91- عن علي {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار». (بخاري: 106)
 
92- عن سلمة {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار». (بخاري: 109)
 
93- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». (بخاري: 110)
 
94- وعنه {{عنه}} أن النبي {{صل}} قال: «إن الله حبس عن مكة القتل، أو الفيل، وسلط عليهم رسول الله {{صل}} والمؤمنين، ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي ولم تحل لأحد بعدي، ألا وإنها حلت لي ساعة من نهار، ألا وإنها ساعتي هذه حرام، لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا تلتقط ساقطتها إلا لمنشد، فمن قتل فهو بخير النظرين إما أن يعقل وإما أن يقاد أهل القتيل». فجاء رجل من أهل اليمن فقال: اكتب لي يا رسول الله. فقال: «اكتبوا لأبي فلان» فقال رجل من قريش: إلا الإذخر يا رسول الله فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا، فقال النبي {{صل}}: «إلا الإذخر إلا الإذخر». (بخاري: 112)
 
95- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: لما اشتد بالنبي {{صل}} وجعه قال: «ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده». قال عمر: إن النبي {{صل}} غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وكثر اللغط قال: «قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع». فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله {{صل}} وبين كتابه. (بخاري: 114)
 
96- عن أم سلمة {{عنها}} قالت: استيقظ النبي {{صل}} ذات ليلة فقال: «سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن، أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة». (بخاري: 115)
 
97- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: صلى بنا النبي {{صل}} العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد». (بخاري: 116)
 
98- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث {{عنها}} زوج النبي {{صل}}، وكان النبي {{صل}} عندها في ليلتها، فصلى النبي {{صل}} العشاء ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات، ثم نام ثم قام ثم قال: «نام الغليم» -أو كلمة تشبهها- ثم قام، فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه، فصلى خمس ركعات، ثم صلى ركعتين، ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه، ثم خرج إلى الصلاة. (بخاري: 117)
 
99- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} إلى قوله {الرحيم}، إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله {{صل}} بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون. (بخاري: 118)
 
100- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قلت يا رسول الله، إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه، قال: «ابسط رداءك». فبسطته، قال: فغرف بيديه، ثم قال: «ضمه». فضممته، فما نسيت شيئا بعده. (بخاري: 119)
 
101- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: حفظت من رسول الله {{صل}} وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم. (بخاري: 120)
 
102- عن جرير {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال له في حجة الوداع: «استنصت الناس». فقال: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض». (بخاري: 121)
 
103- عن أبي بن كعب {{عنه}} عن النبي {{صل}}: «قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال: يا رب وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فإذا فقدته فهو ثم، فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون وحملا حوتا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة وضعا رءوسهما وناما، فانسل الحوت من المكتل {فاتخذ سبيله في البحر سربا}، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما، فلما أصبح قال موسى لفتاه: {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا}، ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، فقال له فتاه: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان} قال موسى: {ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا}، فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب، أو قال: تسجى بثوبه، فسلم موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام؟ فقال: أنا موسى. فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا} قال: {إنك لن تستطيع معي صبرا} يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه لا أعلمه، {قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا} فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة، فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر، فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه، فقال موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟ {قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} فكانت الأولى من موسى نسيانا، فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى: {أقتلت نفسا زكية بغير نفس}، {قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا} {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه} قال الخضر بيده فأقامه، فقال له موسى: {لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك}» قال النبي {{صل}}: «يرحم الله موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما». (بخاري: 122)
 
104- عن أبي موسى {{عنه}} قال: جاء رجل إلى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، ما القتال في سبيل الله، فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية؟ فرفع إليه رأسه، قال: وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما، فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل». (بخاري: 123)
 
105- عن عبد الله {{عنه}} قال: بينا أنا أمشي مع النبي {{صل}} في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه، فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه، فقال بعضهم: لنسألنه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم، ما الروح؟ فسكت، فقلت: إنه يوحى إليه، فقمت، فلما انجلى عنه قال: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}. (بخاري: 125)
 
106- عن أنس بن مالك: {{عنه}} أن النبي {{صل}} ومعاذ رديفه على الرحل قال: «يا معاذ بن جبل»! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: «يا معاذ»! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثلاثا، قال: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار». قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: «إذا يتكلوا». وأخبر بها معاذ عند موته تأثما. (بخاري: 128)
 
107- عن أم سلمة {{عنها}} قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله {{صل}} فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي {{صل}}: «إذا رأت الماء». فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت: يا رسول الله، أوتحتلم المرأة؟ قال: «نعم تربت يمينك، فبم يشبهها ولدها». (بخاري: 130)
 
108- عن علي بن أبي طالب {{عنه}} قال: كنت رجلا مذاء فأمرت المقداد بن الأسود أن يسأل النبي {{صل}} فسأله فقال: «فيه الوضوء». (بخاري: 132)
 
109- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رجلا قام في المسجد فقال: يا رسول الله، من أين تأمرنا أن نهل؟ فقال رسول الله {{صل}}: «يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشأم من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن». وقال ابن عمر: ويزعمون أن رسول الله {{صل}} قال: «ويهل أهل اليمن من يلملم». وكان ابن عمر يقول: لم أفقه هذه من رسول الله {{صل}}. (بخاري: 133)
 
110- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}}: أن رجلا سأله: ما يلبس المحرم؟ فقال: «لا يلبس القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس، ولا ثوبا مسه الورس أو الزعفران، فإن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا تحت الكعبين». (بخاري: 134)
 
==كتاب الوضوء==
 
111- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ». قال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط. (بخاري: 135)
 
112- وعنه {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء». فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل. (بخاري: 136)
 
113- عن عبد الله بن يزيد الأنصاري {{عنه}}: أنه شكا إلى رسول الله {{صل}} الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: «لا ينفتل، أو لا ينصرف، حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا». (بخاري: 137)
 
114- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي نام حتى نفخ ثم صلى ولم يتوضأ، وربما قال اضطجع حتى نفخ ثم قام فصلى. (بخاري: 138)
 
115- عن أسامة بن زيد {{عنهما}} قال: دفع رسول الله {{صل}} من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء. فقلت: الصلاة يا رسول الله، فقال: «الصلاة أمامك». فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلى ولم يصل بينهما. (بخاري: 139)
 
116- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه توضأ فغسل وجهه أخذ غرفة من ماء فمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غرفة من ماء فجعل بها هكذا، أضافها إلى يده الأخرى فغسل بها وجهه، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفة من ماء فرش على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة أخرى فغسل بها رجله يعني اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله {{صل}} يتوضأ. (بخاري: 140)
 
117- عن أنس {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». (بخاري: 142)
 
118- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} دخل الخلاء، قال: فوضعت له وضوءا، فقال: «من وضع هذا»؟ فأخبر، فقال: «اللهم فقهه في الدين». (بخاري: 143)
 
119- عن أبي أيوب الانصاري {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره، شرقوا أو غربوا». (بخاري: 144)
 
120- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: إن ناسا يقولون: إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس، لقد ارتقيت يوما على ظهر بيت لنا فرأيت رسول الله {{صل}} على لبنتين مستقبلا بيت المقدس. (بخاري: 145)
 
121- عن عائشة {{عنه}}: أن أزواج النبي {{صل}} كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع، وهو صعيد أفيح، فكان عمر يقول للنبي {{صل}}: احجب نساءك، فلم يكن رسول الله {{صل}} يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي {{صل}} ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصا على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب. (بخاري: 146)
 
122- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء.
 
123- وفي رواية: من ماء وعنزة، يستنجي بالماء. (بخاري: 150، 152)
 
124- عن أبي قتادة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الاناء، وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه». (بخاري: 153)
 
125- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: اتبعت النبي {{صل}} وخرج لحاجته فكان لا يلتفت، فدنوت منه، فقال: «ابغني أحجارا أستنفض بها أو نحوه ولا تأتني بعظم ولا روث». فأتيته بأحجار بطرف ثيابي، فوضعتها إلى جنبه وأعرضت عنه، فلما قضى أتبعه بهن. (بخاري: 155)
 
126- عن ابن مسعود {{عنه}} قال: أتى النبي {{صل}} الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين، والتمست الثالث فلم أجده فأخذت روثة فأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: «هذا ركس». (بخاري: 156)
 
127- عن ابن عباس قال: توضأ النبي مرة مرة. (بخاري: 157)
 
128- عن عبد الله بن زيد الأنصاري {{عنه}}: أن النبي {{صل}} توضأ مرتين مرتين. (بخاري: 158)
 
129- عن عثمان بن عفان {{عنه}} أنه دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الاناء فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله {{صل}}: «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 159)
 
130- - وفي رواية أن عثمان {{عنه}} قال: ألا أحدثكم حديثا لولا آية ما حدثتكموه، سمعت النبي {{صل}} يقول: «لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ويصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها». قال عروة: الآية {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات}. (بخاري: 160)
 
131- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} أنه قال: «من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر». (بخاري: 161)
 
132- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينثر ومن استجمر فليوتر وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده». (بخاري: 162)
 
133- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} - وقد قيل له - يا أبا عبد الرحمن، رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها، قال: وما هي؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتية، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ولم تهل أنت حتى كان يوم التروية، فقال: أما الأركان فإني لم أر رسول الله {{صل}} يمس إلا اليمانيين، وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله {{صل}} يلبس النعل التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فأنا أحب أن ألبسها، وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله {{صل}} يصبغ بها فأنا أحب أن أصبغ بها، وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله {{صل}} يهل حتى تنبعث به راحلته. (بخاري: 166)
 
134- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله. (بخاري: 168)
 
135- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: رأيت رسول الله {{صل}}، وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتي رسول الله {{صل}} بوضوء، فوضع رسول الله {{صل}} في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضئوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم. (بخاري: 169)
 
136- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ من شعره. (بخاري: 171)
 
137- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا». (بخاري: 172)
 
138- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد في زمان رسول الله {{صل}} فلم يكونوا يرشون شيئا من ذلك.
 
139- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث». (بخاري: 176)
 
140- عن زيد بن خالد {{عنه}} قال: سألت عثمان بن عفان {{عنه}} قلت: أرأيت إذا جامع فلم يمن؟ قال عثمان: «يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره». قال عثمان: سمعته من رسول الله {{صل}}. فسألت عن ذلك عليا والزبير وطلحة وأبي بن كعب، فأمروني بذلك. (بخاري: 179)
 
141- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} أرسل إلى رجل من الأنصار، فجاء ورأسه يقطر، فقال النبي {{صل}}: «لعلنا أعجلناك»؟ فقال: نعم، فقال رسول الله {{صل}}: «إذا أعجلت، أو قحطت، فعليك الوضوء». (بخاري: 180)
 
142- عن المغيرة بن شعبة {{عنه}}: أنه كان مع رسول الله {{صل}} في سفر وأنه ذهب لحاجة له، وأن مغيرة جعل يصب الماء عليه وهو يتوضأ، فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه ومسح على الخفين. (بخاري: 182)
 
143- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي {{صل}}، وهي خالته، فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله {{صل}} وأهله في طولها، فنام رسول الله {{صل}} حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله {{صل}} فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي، قال: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح. (بخاري: 183)
 
وقد تقدم أصل هذا الحديث، وفي كل منهما ما ليس في الآخر.
 
144- عن عبد الله بن زيد: أن رجلا قال له: هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله {{صل}} يتوضأ؟ قال: نعم، فدعا بماء، فأفرغ على يديه ثم غسلهما ثلاثا، ثم أدخل يده في الإناء فمضمض واستنشق ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه. (بخاري: 185)
 
145- عن أبي جحيفة {{عنه}} قال: خرج علينا رسول الله {{صل}} بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به، فصلى النبي {{صل}} الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة. (بخاري: 187)
 
146- عن السائب بن يزيد {{عنه}} قال: ذهبت بي خالتي إلى النبي {{صل}} فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة. (بخاري: 190)
 
147- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: كان الرجال والنساء يتوضئون في زمان رسول الله {{صل}} جميعا. (بخاري: 193)
 
148- عن جابر {{عنه}} قال: جاء رسول الله {{صل}} يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصب علي من وضوئه فعقلت، فقلت: يا رسول الله، لمن الميراث، إنما يرثني كلالة؟ فنزلت آية الفرائض. (بخاري: 194)
 
149- عن أنس {{عنه}} قال: حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار إلى أهله وبقي قوم، فأتي رسول الله {{صل}} بمخضب من حجارة فيه ماء فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، فتوضأ القوم كلهم، قلنا: كم كنتم؟ قال: ثمانين وزيادة. (بخاري: 195)
 
150- عن أبي موسى {{عنه}}: أن النبي {{صل}} دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه. (بخاري: 196)
 
151- عن عائشة {{عنها}} قالت: لما ثقل النبي {{صل}} واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له، فخرج النبي {{صل}} بين رجلين تخط رجلاه في الأرض، بين عباس ورجل آخر. فكانت عائشة {{عنها}} تحدث: أن النبي {{صل}} قال بعدما دخل بيته واشتد وجعه: «هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس». وأجلس في مخضب لحفصة زوج النبي {{صل}}، ثم طفقنا نصب عليه تلك حتى طفق يشير إلينا: «أن قد فعلتن». ثم خرج إلى الناس. (بخاري: 198)
 
152- عن أنس {{عنه}}: أن النبي {{صل}} دعا بإناء من ماء، فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء فوضع أصابعه فيه، قال أنس: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه فحزرت من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين. (بخاري: 200)
 
153- وعنه قال: كان النبي {{صل}} يغسل أو كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد. (بخاري: 201)
 
154- عن سعد بن أبي وقاص {{عنه}} عن النبي {{صل}}: أنه مسح على الخفين وأن عبد الله بن عمر سأل عمر عن ذلك فقال: نعم إذا حدثك شيئا سعد عن النبي {{صل}} فلا تسأل عنه غيره. (بخاري: 202)
 
155- عن عمرو بن أمية الضمري {{عنه}}: أنه رأى النبي {{صل}} يمسح على الخفين. (بخاري: 204)
 
156- وعنه {{عنه}} قال: رأيت النبي {{صل}} يمسح على عمامته وخفيه. (بخاري: 205)
 
157- عن المغيرة بن شعبة {{عنه}} قال: كنت مع النبي {{صل}} في سفر فأهويت لأنزع خفيه، فقال: «دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين»، فمسح عليهما. (بخاري: 206)
 
158- عن عمرو بن أمية {{عنه}}: أنه رأى رسول الله {{صل}} يحتز من كتف شاة فدعي إلى الصلاة فألقى السكين فصلى ولم يتوضأ. (بخاري: 208)
 
159- عن سويد بن النعمان {{عنه}}: أنه خرج مع رسول الله {{صل}} عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء، وهي أدنى خيبر، فصلى العصر، ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق، فأمر به فثري، فأكل رسول الله {{صل}} وأكلنا، ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ. (بخاري: 209)
 
160- عن ميمونة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} أكل عندها كتفا ثم صلى ولم يتوضأ. (بخاري: 210)
 
161- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} شرب لبنا فمضمض وقال: «إن له دسما». (بخاري: 211)
 
162- عن عائشة {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه». (بخاري: 212)
 
163- عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ». (بخاري: 213)
 
164- عن أنس {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يتوضأ عند كل صلاة، وكان يجزئ أحدنا الوضوء ما لم يحدث. (بخاري: 214)
 
165- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: مر النبي {{صل}} بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي {{صل}}: «يعذبان وما يعذبان في كبير». ثم قال: «بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة». ثم دعا بجريدة رطبة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا». (بخاري: 216)
 
166- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغسل به. (بخاري: 217)
 
167- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس، فقال لهم النبي {{صل}}: «دعوه وهريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين». (بخاري: 220)
 
168- عن أم قيس بنت محصن {{عنها}}: أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله {{صل}}، فأجلسه رسول الله {{صل}} في حجره، فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه ولم يغسله. (بخاري: 223)
 
169- عن حذيفة {{عنه}} قال: أتى النبي {{صل}} سباطة قوم فبال قائما، ثم دعا بماء فجئته بماء فتوضأ. (بخاري: 224)
 
170- وفي رواية عن حذيفة قال: أتى سباطة قوم خلف حائط، فقام كما يقوم أحدكم فبال، فانتبذت منه فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ. (بخاري: 225)
 
171- عن أسماء {{عنها}} قالت: جاءت امرأة النبي {{صل}} فقالت: أرأيت إحدانا تحيض في الثوب كيف تصنع؟ قال: «تحته ثم تقرصه بالماء وتنضحه وتصلي فيه». (بخاري: 227)
 
172- عن عائشة {{عنها}} قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي {{صل}} فقالت: يا رسول الله، إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله {{صل}}: «لا، إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي». وقال: «ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت». (بخاري: 228)
 
173- عن عائشة {{عنها}} قالت: كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي {{صل}} فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء في ثوبه. (بخاري: 229)
 
174- عن أنس {{عنه}} قال: قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة، فأمرهم النبي {{صل}} بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا، فلما صحوا قتلوا راعي النبي {{صل}} واستاقوا النعم، فجاء الخبر في أول النهار، فبعث في آثارهم، فلما ارتفع النهار جيء بهم، فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون. (بخاري: 233)
 
175- وعنه {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يصلي قبل أن يبنى المسجد في مرابض الغنم. (بخاري: 234)
 
176- عن ميمونة {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} سئل عن فأرة سقطت في سمن فقال: «ألقوها وما حولها فاطرحوه وكلوا سمنكم». (بخاري: 235)
 
177- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذ طعنت تفجر دما، اللون لون الدم والعرف عرف المسك». (بخاري: 237)
 
178- وعن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه». (بخاري: 239)
 
179- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فجاء به، فنظر حتى سجد النبي {{صل}} وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أغني شيئا، لو كان لي منعة، قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض، ورسول الله {{صل}} ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره، فرفع رسول الله {{صل}} رأسه، ثم قال: «اللهم عليك بقريش». ثلاث مرات، فشق عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمى: «اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط»، وعد السابع فنسيه الراوي. قال: فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله {{صل}} صرعى في القليب قليب بدر. (بخاري: 240)
 
180- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: بزق النبي {{صل}} في ثوبه. (بخاري: 241)
 
181- عن سهل بن سعد الساعدي {{عنه}}: أنه سأله الناس: بأي شيء دووي جرح النبي {{صل}}؟ فقال: ما بقي أحد أعلم به مني، كان علي يجيء بترسه فيه ماء وفاطمة تغسل عن وجهه الدم، فأخذ حصير فأحرق فحشي به جرحه. (بخاري: 243)
 
182- عن أبي موسى {{عنه}} قال: أتيت النبي {{صل}} فوجدته يستن بسواك بيده يقول: أع أع، والسواك في فيه، كأنه يتهوع. (بخاري: 244)
 
183- عن حذيفة {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك. (بخاري: 245)
 
184- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «أراني أتسوك بسواك، فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كبر، فدفعته إلى الأكبر منهما».
 
185- عن البراء بن عازب {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»، قال: فرددتها على النبي {{صل}} فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك، قال: «لا، ونبيك الذي أرسلت». (بخاري: 247)
 
==كتاب الغسل==
 
186- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}}: أن النبي {{صل}} كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله. (بخاري: 248)
 
187- عن ميمونة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} قالت: توضأ رسول الله {{صل}} وضوءه للصلاة، غير رجليه، وغسل فرجه وما أصابه من الأذى، ثم أفاض عليه الماء، ثم نحى رجليه فغسلهما، هذه غسله من الجنابة. (بخاري: 249)
 
188- عن عائشة {{عنها}} قالت: كنت أغتسل أنا والنبي {{صل}} من إناء واحد من قدح يقال له الفرق. (بخاري: 250)
 
189- وعنها {{عنها}}: أنها سئلت عن غسل النبي {{صل}}، فدعت بإناء نحوا من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها، وبينها وبين السائل حجاب. (بخاري: 251)
 
190- عن جابر بن عبد الله {{عنه}}: أنه سأله رجل عن الغسل؟ فقال: يكفيك صاع، فقال رجل: ما يكفيني، فقال جابر: كان يكفي من هو أوفى منك شعرا وخير منك، ثم أمنا في ثوب. (بخاري: 252)
 
191- عن جبير بن مطعم {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثا» وأشار بيديه كلتيهما. (بخاري: 254)
 
192- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلاب فأخذ بكفه، فبدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر فقال بهما على وسط رأسه. (بخاري: 258)
 
193- وعنها {{عنها}} قالت: كنت أطيب رسول الله {{صل}} فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضخ طيبا. (بخاري: 267)
 
194- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة. قيل: أوكان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين. (بخاري: 268)
 
195- عن عائشة {{عنها}} قالت: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق النبي {{صل}} وهو محرم. (بخاري: 271)
 
196- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} إذا اغتسل من الجنابة، غسل يديه وتوضأ وضوءه للصلاة ثم اغتسل، ثم يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده. (بخاري: 272)
 
197- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما، فخرج إلينا رسول الله {{صل}}، فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب فقال لنا: «مكانكم». ثم رجع فاغتسل ثم خرج إلينا ورأسه يقطر، فكبر فصلينا معه. (بخاري: 275)
 
198- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض، وكان موسى {{صل}} يغتسل وحده فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فخرج موسى في إثره يقول: ثوبي يا حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس، وأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضربا». فقال: أبو هريرة: والله إنه لندب بالحجر، ستة أو سبعة ضربا بالحجر. (بخاري: 278)
 
199- وعن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «بينا أيوب يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحتثي في ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب، ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك، ولكن لا غنى بي عن بركتك». (بخاري: 279)
 
200- عن أم هانئ بنت أبي طالب {{عنها}} قالت: ذهبت إلى رسول الله {{صل}} عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره، فقال: «من هذه»؟ فقلت: أنا أم هانئ. (بخاري: 280)
 
201- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب، قال: فانخنست منه فذهبت فاغتسلت ثم جئت، فقال: «أين كنت يا أبا هريرة»؟ قال: كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: «سبحان الله إن المسلم لا ينجس». (بخاري: 283)
 
202- عن عمر بن الخطاب {{عنه}}: سأل رسول الله {{صل}}: أيرقد أحدنا وهو جنب؟ قال: «نعم إذا توضأ أحدكم فليرقد وهو جنب». (بخاري: 287)
 
203- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل». (بخاري: 291)
 
==كتاب الحيض==
 
204- عن عائشة {{عنها}} قالت: خرجنا لا نرى إلا الحج فلما كنا بسرف حضت، فدخل علي رسول الله {{صل}} وأنا أبكي، قال: «ما لك أنفست»؟ قلت: نعم، قال: «إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت». قالت: وضحى رسول الله {{صل}} عن نسائه بالبقر. (بخاري: 294)
 
205- وعنها {{عنها}} قالت: كنت أرجل رأس رسول الله {{صل}} وأنا حائض. (بخاري: 295)
 
206- وفي رواية: وهو مجاور في المسجد، يدني لها رأسه وهي في حجرتها فترجله وهي حائض. (بخاري: 296)
 
207- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن. (بخاري: 297)
 
208- وعن أم سلمة {{عنها}} قالت: بينا أنا مع النبي {{صل}} مضطجعة في خميصة إذ حضت فانسللت فأخذت ثياب حيضتي، قال: «أنفست»؟ قلت: نعم، فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة. (بخاري: 298)
 
209- عن عائشة {{عنها}} قالت: كنت أغتسل أنا والنبي {{صل}} من إناء واحد كلانا جنب، وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض، وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض. (بخاري: 299)
 
210- وفي رواية عنها {{عنها}} قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله {{صل}} أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها، قالت: وأيكم يملك إربه كما كان النبي {{صل}} يملك إربه. (بخاري: 302)
 
211- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: خرج رسول الله {{صل}} في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: «يا معشر النساء تصدقن، فإني أريتكن أكثر أهل النار». فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن». قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل»؟ قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟» قلن: بلى. قال: «فذلك من نقصان دينها». (بخاري: 304)
 
212- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} اعتكف ومعه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت الطست تحتها من الدم. (بخاري: 309)
 
213- عن أم عطية عن النبي {{صل}} قالت: كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا، ولا نكتحل ولا نتطيب ولا نلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب، وقد رخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من محيضها في نبذة من كست أظفار، وكنا ننهى عن اتباع الجنائز. (بخاري: 313)
 
214- عن عائشة {{عنها}}: أن امرأة سألت النبي {{صل}} عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل قال: «خذي فرصة من مسك فتطهري بها». قالت: كيف أتطهر؟ قال: «تطهري بها». قالت: كيف؟ قال: «سبحان الله تطهري». فاجتبذتها إلي فقلت: تتبعي بها أثر الدم. (بخاري: 314)
 
215- عن عائشة {{عنها}} قالت: أهللت مع رسول الله {{صل}} في حجة الوداع فكنت ممن تمتع ولم يسق الهدي، فزعمت أنها حاضت ولم تطهر حتى دخلت ليلة عرفة، فقالت: يا رسول الله، هذه ليلة عرفة وإنما كنت تمتعت بعمرة؟ فقال لها رسول الله {{صل}}: «انقضي رأسك وامتشطي وأمسكي عن عمرتك». ففعلت، فلما قضيت الحج أمر عبد الرحمن ليلة الحصبة فأعمرني من التنعيم مكان عمرتي التي نسكت. (بخاري: 316)
 
216- وعن عائشة {{عنها}} قالت: خرجنا موافين لهلال ذي الحجة فقال رسول الله: «من أحب أن يهل بعمرة فليهلل، فإني لولا أني أهديت لأهللت بعمرة». فأهل بعضهم بعمرة وأهل بعضهم بحج، وساقت الحديث وذكرت حيضتها قالت: وأرسل معي أخي إلى التنعيم فأهللت بعمرة، ولم يكن في شيء من ذلك هدي ولا صوم ولا صدقة. (بخاري: 317)
 
217- وعن عائشة {{عنها}}: أن امرأة قالت لها: أتجزي إحدانا صلاتها إذا طهرت؟ فقالت: أحرورية أنت؟ كنا نحيض مع النبي {{صل}} فلا يأمرنا به، أو قالت: فلا نفعله. (بخاري: 321)
 
218- عن أم سلمة {{عنها}} حديث حيضها مع النبي {{صل}} في الخميلة، ثم قالت في هذه الرواية: إن النبي {{صل}} كان يقبلها وهو صائم. (بخاري: 322)
 
219- عن أم عطية {{عنها}} قالت: سمعت النبي {{صل}} يقول: «تخرج العواتق وذوات الخدور، أو العواتق ذوات الخدور، والحيض، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين، ويعتزل الحيض المصلى، قيل لها: الحيض؟ فقالت: أليس تشهد عرفة وكذا وكذا؟. (بخاري: 324)
 
220- وعنها {{عنها}} قالت: كنا لا نعد الكدرة والصفرة شيئا. (بخاري: 326)
 
221- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}}: أنها قالت لرسول الله {{صل}}: يا رسول الله، إن صفية قد حاضت، قال رسول الله {{صل}}: «لعلها تحبسنا، ألم تكن طافت معكن»؟ فقالوا: بلى، قال: «فاخرجي». (بخاري: 328)
 
222- عن سمرة بن جندب {{عنه}}: أن امرأة ماتت في بطن فصلى عليها النبي {{صل}} فقام وسطها. (بخاري: 332)
 
223- عن ميمونة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} أنها كانت تكون حائضا لا تصلي وهي مفترشة بحذاء مسجد رسول الله {{صل}} وهو يصلي على خمرته إذا سجد أصابني بعض ثوبه. (بخاري: 333)
 
==كتاب التيمم==
 
224- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} قالت: خرجنا مع رسول الله {{صل}} في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله {{صل}} على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله {{صل}} والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول الله {{صل}} واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله {{صل}} والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله {{صل}} على فخذي، فقام رسول الله {{صل}} حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته. (بخاري: 334)
 
225- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة. (بخاري: 335)
 
226- عن أبي جهيم بن الحارث الأنصاري {{عنه}} قال: أقبل النبي {{صل}} من نحو بئر جمل، فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه النبي {{صل}} حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام. (بخاري: 337)
 
227- عن عمار بن ياسر أنه قال لعمر بن الخطاب {{عنه}}: أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت، فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت فصليت، فذكرت للنبي {{صل}}، فقال النبي {{صل}}: «إنما كان يكفيك هكذا». فضرب النبي {{صل}} بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه؟ (بخاري: 338)
 
228- عن عمران بن حصين الخزاعي {{عنه}} قال: كنا في سفر مع النبي {{صل}} وإنا أسرينا، حتى كنا في آخر الليل، وقعنا وقعة، ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقظنا إلا حر الشمس، وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان ثم عمر بن الخطاب الرابع، وكان النبي {{صل}} إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه، فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس، وكان رجلا جليدا، فكبر ورفع صوته بالتكبير، فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي {{صل}}، فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم، قال: «لا ضير -أو لا يضير- ارتحلوا». فارتحل فسار غير بعيد، ثم نزل فدعا بالوضوء، فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس، فلما انفتل من صلاته، إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم، قال: «ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم»؟ قال: أصابتني جنابة ولا ماء، قال: «عليك بالصعيد فإنه يكفيك». ثم سار النبي {{صل}} فاشتكى إليه الناس من العطش، فنزل فدعا فلانا ودعا عليا فقال: «اذهبا فابتغيا الماء» فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها، فقالا لها: أين الماء، قالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة، ونفرنا خلوفا، قالا لها: انطلقي إذا، قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله {{صل}}. قالت: الذي يقال له الصابئ، قالا: هو الذي تعنين، فانطلقي فجاءا بها إلى النبي {{صل}} وحدثاه الحديث، قال: «فاستنزلوها عن بعيرها». ودعا النبي {{صل}} بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين أو سطيحتين وأوكأ أفواههما، وأطلق العزالي ونودي في الناس اسقوا واستقوا، فسقى من شاء واستقى من شاء، وكان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، قال: اذهب فأفرغه عليك وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها، وايم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها، فقال النبي {{صل}}: «اجمعوا لها». فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها فجعلوها في ثوب، وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، قال لها: «تعلمين ما رزئنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذي أسقانا». فأتت أهلها وقد احتبست عنهم، قالوا: ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب، لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابئ، ففعل كذا وكذا، فوالله إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه، وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض، أو إنه لرسول الله حقا. فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه، فقالت يوما لقومها: ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا، فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام. (بخاري: 344)
 
==كتاب الصلاة==
 
229- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان أبو ذر {{عنه}} يحدث أن رسول الله {{صل}} قال: «فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فلما جئت إلى السماء الدنيا، قال جبريل لخازن السماء: افتح. قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمد {{صل}}، فقال: أرسل إليه؟ قال: نعم، فلما فتح علونا السماء الدنيا، فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة، إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى، حتى عرج بي إلى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح، فقال له خازنها مثل ما قال الأول، ففتح»، قال أنس: فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم، ولم يثبت كيف منازلهم، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السماء السادسة، قال أنس: فلما مر جبريل بالنبي {{صل}} بإدريس، قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس، ثم مررت بموسى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى، فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى، ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم.
 
قال: وكان ابن عباس وأبو حبة الأنصاري {{عنهما}} يقولان: قال النبي {{صل}}: «ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام». قال أنس بن مالك: قال النبي {{صل}}: «ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى، قلت: وضع شطرها، فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق، فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته فقال: هي خمس، وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك، فقلت: استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك». (بخاري: 349)
 
230- عن عائشة أم المؤمنين {{عنها}} قالت: فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر. (بخاري: 350)
 
231- عن عمر بن أبي سلمة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} صلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه. (بخاري: 354)
 
232- عن أم هانئ بنت أبي طالب {{عنها}} قالت: حديث صلاة النبي {{صل}} عام الفتح تقدم، وفي هذه الرواية قالت: فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان ابن هبيرة، فقال رسول الله {{صل}}: «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ». قالت أم هانئ: وذاك ضحى. (بخاري: 353 - 357)
 
233- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن سائلا سأل رسول الله {{صل}} عن الصلاة في ثوب واحد فقال رسول الله {{صل}}: «أولكلكم ثوبان»؟ (بخاري: 358)
 
234- وعنه {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه شيء». (بخاري: 359)
 
235- وعنه {{عنه}} يقول: أشهد أني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «من صلى في ثوب واحد فليخالف بين طرفيه» (بخاري: 360).
 
236- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: خرجت مع النبي {{صل}} في بعض أسفاره، فجئت ليلة لبعض أمري، فوجدته يصلي وعلي ثوب واحد، فاشتملت به وصليت إلى جانبه، فلما انصرف قال: «ما السرى يا جابر»؟ فأخبرته بحاجتي، فلما فرغت قال: «ما هذا الاشتمال الذي رأيت»؟ قلت: كان ثوب، قال: «فإن كان واسعا فالتحف به، وإن كان ضيقا فاتزر به». (بخاري: 361)
 
237- عن سهل {{عنه}} قال: كان رجال يصلون مع النبي {{صل}} عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان، ويقال للنساء: «لا ترفعن رءوسكن حتى يستوي الرجال جلوسا». (بخاري: 362)
 
238- عن مغيرة بن شعبة {{عنه}} قال: كنت مع النبي {{صل}} في سفر، فقال: «يا مغيرة، خذ الإداوة». فأخذتها، فانطلق رسول الله {{صل}} حتى توارى عني فقضى حاجته وعليه جبة شأمية، فذهب ليخرج يده من كمها فضاقت، فأخرج يده من أسفلها، فصببت عليه فتوضأ وضوءه للصلاة ومسح على خفيه ثم صلى. (بخاري: 363)
 
239- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} يحدث: أن رسول الله {{صل}} كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: يا ابن أخي، لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة، قال: فحله فجعله على منكبيه، فسقط مغشيا عليه، فما رئي بعد ذلك عريانا {{صل}}. (بخاري: 364)
 
240- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} أنه قال: نهى رسول الله {{صل}} عن اشتمال الصماء وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيء. (بخاري: 367)
 
241- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: نهى النبي {{صل}} عن بيعتين: عن اللماس والنباذ، وأن يشتمل الصماء وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد. (بخاري: 368)
 
242- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة، في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ثم أردف رسول الله {{صل}} عليا، فأمره أن يؤذن ببراءة، قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. (بخاري: 369)
 
243- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله {{صل}}، وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله {{صل}} في زقاق خيبر وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله {{صل}}، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله {{صل}}، فلما دخل القرية قال: «الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين». قالها ثلاثا، قال: وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا: محمد والخميس، يعني: الجيش، قال: فأصبناها عنوة، فجمع السبي، فجاء دحية الكلبي {{عنه}} فقال: يا نبي الله أعطني جارية من السبي، قال: «اذهب فخذ جارية». فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي {{صل}} فقال: يا نبي الله، أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك، قال: «ادعوه بها». فجاء بها، فلما نظر إليها النبي {{صل}} قال: «خذ جارية من السبي غيرها». قال: فأعتقها النبي {{صل}} وتزوجها وجعل صداقها عتقها، حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل فأصبح النبي {{صل}} عروسا، فقال: «من كان عنده شيء فليجئ به». وبسط نطعا، فجعل الرجل يجيء بالتمر وجعل الرجل يجيء بالسمن، قال: وأحسبه قد ذكر السويق، قال: فحاسوا حيسا، فكانت وليمة رسول الله {{صل}}. (بخاري: 371)
 
244- عن عائشة {{عنها}} قالت: لقد كان رسول الله {{صل}} يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد. (بخاري: 372)
 
245- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال: «اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي». (بخاري: 373)
 
246- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال النبي {{صل}}: «أميطي عنا قرامك هذا فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي». (بخاري: 374)
 
247- عن عقبة بن عامر {{عنه}} قال: أهدي إلى النبي {{صل}} فروج حرير، فلبسه فصلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له وقال: «لا ينبغي هذا للمتقين». (بخاري: 375)
 
248- عن أبي جحيفة {{عنه}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالا أخذ وضوء رسول الله {{صل}}، ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوضوء، فمن أصاب منه شيئا تمسح به، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه، ثم رأيت بلالا أخذ عنزة فركزها، وخرج النبي {{صل}} في حلة حمراء مشمرا، صلى إلى العنزة بالناس ركعتين، ورأيت الناس والدواب يمرون من بين يدي العنزة. (بخاري: 376)
 
249- عن سهل بن سعد {{عنه}} وقد سئل: من أي شيء المنبر؟ فقال: ما بقي بالناس أعلم مني، هو من أثل الغابة، عمله فلان مولى فلانة لرسول الله {{صل}}، وقام عليه رسول الله {{صل}} حين عمل ووضع فاستقبل القبلة وكبر وقام الناس خلفه، فقرأ وركع وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر ثم ركع ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض، فهذا شأنه. (بخاري: 337)
 
250- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن جدته مليكة دعت رسول الله {{صل}} للطعام صنعته له، فأكل منه ثم قال: «قوموا فلأصلي لكم» قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس، فنضحته بماء، فقام رسول الله {{صل}} وصففت واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله {{صل}} ركعتين ثم انصرف. (بخاري: 380)
 
251- عن أنس بن مالك: أن رسول الله {{صل}} سقط عن فرسه فجحشت ساقه أو كتفه وآلى من نسائه شهرا، فجلس في مشربة له درجتها من جذوع، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلى بهم جالسا وهم قيام، فلما سلم قال: «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإن صلى قائما فصلوا قياما» ونزل لتسع وعشرين، فقالوا: يا رسول الله، إنك آليت شهرا، فقال: «إن الشهر تسع وعشرون»
 
252- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} أنها قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله {{صل}} ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما، قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. (بخاري: 382)
 
253- وعنها {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} كان يصلي وهي بينه وبين القبلة على فراش أهله اعتراض الجنازة. (بخاري: 383)
 
254- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كنا نصلي مع النبي {{صل}} فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود. (بخاري: 385)
 
255- وعنه {{عنه}} أنه سئل: أكان النبي {{صل}} يصلي في نعليه؟ قال: نعم. (بخاري: 386)
 
256- عن جرير بن عبد الله {{عنه}}: أنه بال ثم توضأ ومسح على خفيه ثم قام فصلى، فسئل فقال: رأيت النبي {{صل}} صنع مثل هذا. فكان يعجبهم لأن جريرا كان من آخر من أسلم. (بخاري: 387)
 
257- عن عبد الله بن مالك بن بحينة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه. (بخاري: 390)
 
258- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته». (بخاري: 391)
 
259- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه سئل عن رجل طاف بالبيت للعمرة ولم يطف بين الصفا والمروة، أيأتي امرأته؟ فقال: قدم النبي {{صل}} فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة، وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. (بخاري: 395)
 
260- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: لما دخل النبي {{صل}} البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج منه، فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة، وقال: «هذه القبلة». (بخاري: 398)
 
261- عن البراء بن عازب {{عنهما}} قال: كان رسول الله {{صل}} صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا. تقدم وبينهما اختلاف في اللفظ. (بخاري: 399)
 
262- عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله {{صل}} يصلي على راحلته حيث توجهت، فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة. (بخاري: 400)
 
263- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: صلى النبي {{صل}} - قال إبراهيم الراوي عن علقمة الراوي عن ابن مسعود: لا أدري: زاد أو نقص - فلما سلم قيل له: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ قال: «وما ذاك؟» قالوا: صليت كذا وكذا، فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه قال: «إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين». (بخاري: 401)
 
264- عن عمر بن الخطاب {{عنه}} قال: وافقت ربي في ثلاث: فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، وآية الحجاب قلت: يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي {{صل}} في الغيرة عليه فقلت لهن: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن} فنزلت هذه الآية. (بخاري: 402)
 
265- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن النبي {{صل}} رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رئي في وجهه فقام فحكه بيده، فقال: «إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه، أو إن ربه بينه وبين القبلة، فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدميه»، ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال: «أو يفعل هكذا». (بخاري: 405)
 
266- عن أبي هريرة وأبي سعيد {{عنهما}} حديث النخامة وفيه زيادة: «ولا عن يمينه». (بخاري: 408، 409)
 
267- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها». (بخاري: 415)
 
268- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «هل ترون قبلتي هاهنا؟ فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم، إني لأراكم من وراء ظهري». (بخاري: 418)
 
269- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبد الله بن عمر كان فيمن سابق بها. (بخاري: 420)
 
270- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: أتي النبي {{صل}} بمال من البحرين فقال: «انثروه في المسجد». وكان أكثر مال أتي به رسول الله {{صل}}، فخرج رسول الله {{صل}} إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه، إذ جاءه العباس فقال: يا رسول الله، أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا، فقال له رسول الله {{صل}}: «خذ». فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله، اؤمر بعضهم يرفعه إلي، قال: «لا». قال: فارفعه أنت علي، قال: «لا». فنثر منه، ثم احتمله فألقاه على كاهله، ثم انطلق، فما زال رسول الله {{صل}} يتبعه بصره حتى خفي علينا عجبا من حرصه، فما قام رسول الله {{صل}} وثم منها درهم. (بخاري: 421)
 
271- عن محمود بن الربيع الأنصاري {{عنه}}: أن عتبان بن مالك، وهو من أصحاب رسول الله {{صل}} ممن شهد بدرا من الأنصار، أتى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال: فقال له رسول الله {{صل}}: «سأفعل إن شاء الله». قال عتبان: فغدا رسول الله {{صل}} وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله {{صل}} فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال: «أين تحب أن أصلي من بيتك»؟ قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله {{صل}} فكبر فقمنا فصففنا، فصلى ركعتين ثم سلم، قال: وحبسناه على خزيرة صنعناها له، قال: فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد، فاجتمعوا فقال قائل منهم: أين مالك بن الدخيشن أو ابن الدخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله {{صل}}: «لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله». قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين، قال رسول الله {{صل}}: «فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله». (بخاري: 425)
 
272- عن عائشة أم المؤمنين {{عنها}}: أن أم حبيبة وأم سلمة {{عنهما}} ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي {{صل}}، فقال: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة». (بخاري: 427)
 
273- عن أنس بن مالك {{عنه}}، قال: قدم النبي {{صل}} المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي {{صل}} فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار، فجاءوا متقلدي السيوف، كأني أنظر إلى النبي {{صل}} على راحلته وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى رحله بفناء أبي أيوب، وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملإ من بني النجار فقال: «يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا». قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فقال أنس: فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل، فأمر النبي {{صل}} بقبور المشركين فنبشت، ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي {{صل}} معهم وهو يقول:
 
اللهم لا خير إلا خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره
 
274- عن ابن عمر {{عنهما}} أنه كان يصلي إلى بعيره وقال: رأيت النبي {{صل}} يفعله. (بخاري: 430)
 
275- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «عرضت علي النار وأنا أصلي». (بخاري: 431)
 
276- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا». (بخاري: 432)
 
277- عن عائشة وعبد الله بن عباس {{عنهم}} قالا: لما نزل برسول الله {{صل}} طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما صنعوا. (بخاري: 435)
 
278- عن عائشة {{عنها}}: أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته، أو وقع منها، فمرت به حدياة وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة معهم، إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به، زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله {{صل}} فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد أو حفش، قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسا إلا قالت:
 
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
 
قالت عائشة: فقلت لها: ما شأنك لا تقعدين معي مقعدا إلا قلت هذا؟ قالت: فحدثتني بهذا الحديث. (بخاري: 439)
 
279- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: جاء رسول الله {{صل}} بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال: «أين ابن عمك؟» قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله {{صل}} لإنسان: «انظر أين هو؟» فجاء، فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله {{صل}} وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله {{صل}} يمسحه عنه ويقول: «قم أبا تراب، قم أبا تراب». (بخاري: 441)
 
280- عن أبي قتادة السلمي {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس». (بخاري: 444)
 
281- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: إن المسجد كان على عهد رسول الله {{صل}} مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله {{صل}} باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا، ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج. (بخاري: 446)
 
282- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أنه كان يحدث يوما حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي {{صل}} فينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن. (بخاري: 447)
 
283- عن عثمان بن عفان {{عنه}} عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول {{صل}} قال: إنكم أكثرتم، وإني سمعت النبي {{صل}} يقول: «من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة». (بخاري: 450)
 
284- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} يقول: مر رجل في المسجد ومعه سهام فقال له رسول الله {{صل}}: «أمسك بنصالها» (بخاري: 451)
 
285- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من مر في شيء من مساجدنا أو أسواقنا بنبل فليأخذ على نصالها لا يعقر بكفه مسلما». (بخاري: 452)
 
286- عن حسان بن ثابت الانصاري {{عنه}}: أنه استشهد أبا هريرة {{عنه}}: أنشدك الله هل سمعت النبي {{صل}} يقول: «يا حسان أجب عن رسول الله {{صل}} اللهم أيده بروح القدس»؟ قال أبو هريرة: نعم. (بخاري: 453)
 
287- عن عائشة {{عنها}} قالت: لقد رأيت رسول الله {{صل}} يوما على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله {{صل}} يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم. وفي رواية: يلعبون بحرابهم. (بخاري: 454)
 
288- عن كعب بن مالك {{عنه}}: أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله {{صل}} وهو في بيته، فخرج إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى: «يا كعب»، قال: لبيك يا رسول الله، قال: «ضع من دينك هذا». وأومأ إليه: أي الشطر، قال: لقد فعلت يا رسول الله، قال: «قم فاقضه». (بخاري: 457)
 
289- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رجلا أسود، أو امرأة سوداء، كان يقم المسجد، فمات، فسأل النبي {{صل}} عنه فقالوا: مات، قال: «أفلا كنتم آذنتموني به، دلوني على قبره، أو قال قبرها». فأتى قبرها فصلى عليها. (بخاري: 458)
 
290- عن عائشة {{عنها}} قالت: لما أنزلت الآيات من سورة البقرة في الربا خرج النبي {{صل}} إلى المسجد فقرأهن على الناس، ثم حرم تجارة الخمر. (بخاري: 459)
 
291- عن أبي هريرة {{عنه}}، أن النبي {{صل}} قال: «إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة، أو كلمة نحوها، ليقطع علي الصلاة، فأمكنني الله منه، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان: {رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}. (بخاري: 461)
 
292- عن عائشة {{عنها}} قالت: أصيب سعد يوم الخندق في الإكحل فضرب النبي {{صل}} خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات فيها. (بخاري: 463)
 
293- عن أم سلمة {{عنها}} قالت: شكوت إلى رسول الله {{صل}} أني أشتكي، قال: «طوفي من وراء الناس وأنت راكبة» فطفت ورسول الله {{صل}} يصلي إلى جنب البيت يقرأ ب {الطور وكتاب مسطور}. (بخاري: 464)
 
294- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رجلين من أصحاب النبي {{صل}} خرجا من عند النبي {{صل}} في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله. (بخاري: 465)
 
295- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: خطب النبي {{صل}} فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله». فبكى أبو بكر الصديق {{عنه}}. فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟ فكان رسول الله {{صل}} هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا، قال: «يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر». (بخاري: 466)
 
296- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: خرج رسول الله {{صل}} في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر». (بخاري: 467)
 
297- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قدم مكة، فدعا عثمان بن طلحة ففتح الباب فدخل النبي {{صل}} وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة، ثم أغلق الباب، فلبث فيه ساعة ثم خرجوا، قال ابن عمر: فبدرت فسألت بلالا، فقال: صلى فيه، فقلت: في أي؟ قال: بين الأسطوانتين، قال ابن عمر: فذهب علي أن أسأله كم صلى. (بخاري: 468)
 
298- وعنه {{عنه}} قال: سأل رجل النبي {{صل}} وهو على المنبر: ما ترى في صلاة الليل؟ قال: «مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى واحدة فأوترت له ما صلى». وإنه كان يقول: اجعلوا آخر صلاتكم وترا، فإن النبي صلى {{صل}} أمر به. (بخاري: 472)
 
299- عن عبد الله بن يزيد {{عنه}}: أنه رأى رسول الله {{صل}} مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى. (بخاري: 475)
 
300- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة، فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة حتى يدخل المسجد، وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي - يعني عليه الملائكة - ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه». (بخاري: 477)
 
301- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا». وشبك أصابعه. (بخاري: 481)
 
302- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: صلى بنا رسول الله {{صل}} إحدى صلاتي العشي، فصلى بنا ركعتين ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى وخرجت السرعان من أبواب المسجد، فقالوا: قصرت الصلاة؟ وفي القوم أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلماه، وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين، قال: يا رسول الله، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: «لم أنس ولم تقصر» فقال: «أكما يقول ذو اليدين؟» فقالوا: نعم. فتقدم فصلى ما ترك ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم سلم. (بخاري: 482)
 
303- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه كان يصلي في أماكن من الطريق ويقول: أنه رأى النبي {{صل}} يصلي في تلك الأمكنة. (بخاري: 483)
 
304- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} كان ينزل بذي الحليفة حين يعتمر وفي حجته حين حج تحت سمرة في موضع المسجد الذي بذي الحليفة، وكان إذا رجع من غزو كان في تلك الطريق أو حج أو عمرة هبط من بطن واد، فإذا ظهر من بطن واد أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية فعرس ثم حتى يصبح ليس عند المسجد الذي بحجارة ولا على الأكمة التي عليها المسجد، كان ثم خليج يصلي عبد الله عنده في بطنه كثب، كان رسول الله {{صل}} ثم يصلي، فدحا السيل فيه بالبطحاء حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبد الله يصلي فيه. (بخاري: 484)
 
305- وحدث عبد الله {{عنه}}: أن النبي {{صل}} صلى حيث المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الروحاء، وقد كان عبد الله يعلم المكان الذي كان صلى فيه النبي {{صل}}، يقول: ثم عن يمينك حين تقوم في المسجد تصلي وذلك المسجد على حافة الطريق اليمنى وأنت ذاهب إلى مكة، بينه وبين المسجد الأكبر رمية بحجر أو نحو ذلك. (بخاري: 485)
 
306- وكان عبد الله بن عمر يصلي إلى العرق الذي عند منصرف الروحاء، وذلك العرق انتهاء طرفه على حافة الطريق، دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف وأنت ذاهب إلى مكة، وقد ابتني ثم مسجد، فلم يكن عبد الله ابن عمر يصلي في ذلك المسجد، كان يتركه عن يساره ووراءه ويصلي أمامه إلى العرق نفسه، وكان عبد الله يروح من الروحاء فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك المكان فيصلي فيه الظهر وإذا أقبل من مكة، فإن مر به قبل الصبح بساعة أو من آخر السحر عرس حتى يصلي بها الصبح. (بخاري: 486)
 
307- وحدث عبد الله {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان ينزل تحت سرحة ضخمة دون الرويثة عن يمين الطريق ووجاه الطريق في مكان بطح سهل حتى يفضي من أكمة دوين بريد الرويثة بميلين وقد انكسر أعلاها فانثنى في جوفها وهي قائمة على ساق وفي ساقها كثب كثيرة. (بخاري: 487)
 
308- وحدث عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} صلى في طرف تلعة من وراء العرج وأنت ذاهب إلى هضبة عند ذلك المسجد قبران أو ثلاثة، على القبور رضم من حجارة عن يمين الطريق عند سلمات الطريق بين أولئك السلمات، كان عبد الله يروح من العرج، بعد أن تميل الشمس بالهاجرة فيصلي الظهر في ذلك المسجد. (بخاري: 488)
 
309- قال عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} نزل عند سرحات عن يسار الطريق في مسيل دون هرشى، ذلك المسيل لاصق بكراع هرشى، بينه وبين الطريق قريب من غلوة. وكان عبد الله يصلي إلى سرحة هي أقرب السرحات إلى الطريق وهي أطولهن. (بخاري: 489)
 
310- ويقول: إن النبي {{صل}} كان ينزل في المسيل الذي في أدنى مر الظهران قبل المدينة حين يهبط من الصفراوات، ينزل في بطن ذلك المسيل عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، ليس بين منزل رسول الله {{صل}} وبين الطريق إلا رمية بحجر. (بخاري: 490)
 
311- قال: وكان النبي {{صل}} ينزل بذي طوى ويبيت حتى يصبح، يصلي الصبح حين يقدم مكة، ومصلى رسول الله {{صل}} ذلك على أكمة غليظة، ليس في المسجد الذي بني ثم ولكن أسفل من ذلك على أكمة غليظة. (بخاري: 491)
 
312- وأن عبد الله بن عمر يحدث: أن النبي {{صل}} استقبل فرضتي الجبل الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة، فجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد بطرف الأكمة ومصلى النبي {{صل}} أسفل منه على الأكمة السوداء، تدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها ثم تصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين الكعبة. (بخاري: 492)
 
313- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها والناس وراءه، وكان يفعل ذلك في السفر، فمن ثم اتخذها الأمراء. (بخاري: 494)
 
314- عن أبي جحيفة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} صلى بهم بالبطحاء وبين يديه عنزة، الظهر ركعتين والعصر ركعتين، تمر بين يديه المرأة والحمار. (بخاري: 495)
 
315- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: كان بين مصلى رسول الله {{صل}} وبين الجدار ممر الشاة. (بخاري: 496)
 
316- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام ومعنا عكازة أو عصا أو عنزة، ومعنا إداوة، فإذا فرغ من حاجته ناولناه الإداوة. (بخاري: 500)
 
317- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}}: أنه كان يصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف، فقيل له: يا أبا مسلم، أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة؟ قال: فإني رأيت النبي {{صل}} يتحرى الصلاة عندها. (بخاري: 502)
 
318- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} دخل الكعبة وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي، فأغلقها عليه ومكث فيها، فسألت بلالا حين خرج: ما صنع النبي {{صل}}؟ قال: جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى. وفي رواية: عمودين عن يمينه. (بخاري: 505)
 
319- عن ابن عمر {{عنهما}}، عن النبي {{صل}}: أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها، قيل لنافع: أفرأيت إذا هبت الركاب؟ قال: كان يأخذ هذا الرحل فيعدله فيصلي إلى آخرته، أو قال مؤخره، وكان ابن عمر {{عنه}} يفعله. (بخاري: 507)
 
320- عن عائشة {{عنها}} قالت: أعدلتمونا بالكلب والحمار؟ لقد رأيتني مضطجعة على السرير فيجيء النبي {{صل}}، فيتوسط السرير فيصلي فأكره أن أسنحه فأنسل من قبل رجلي السرير حتى أنسل من لحافي. (بخاري: 508)
 
321- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أنه كان يصلي يوم جمعة إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه، فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب فلم يجد مساغا إلا بين يديه، فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى، فنال من أبي سعيد ثم دخل على مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان، فقال: ما لك ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان». (بخاري: 509)
 
322- عن أبي جهيم {{عنه}} قال: قال: رسول الله {{صل}}: «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه». قال الراوي: لا أدري أقال: أربعين يوما أو شهرا أو سنة. (بخاري: 510)
 
323- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت. (بخاري: 512)
 
324- عن أبي قتادة الأنصاري {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله {{صل}} ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها. (بخاري: 516)
 
325- حديث ابن مسعود {{عنه}} في دعاء النبي {{صل}} على قريش يوم وضعوا عليه السلى تقدم، وقال هنا في آخره: ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر، ثم قال رسول الله {{صل}}: «وأتبع أصحاب القليب لعنة». (بخاري: 520)
 
==كتاب مواقيت الصلاة==
 
326- عن أبي مسعود الأنصاري {{عنه}}: أنه دخل على المغيرة بن شعبة وقد أخر الصلاة يوما وهو بالعراق، فقال: ما هذا يا مغيرة، أليس قد علمت أن جبريل {{صل}} نزل فصلى فصلى رسول الله {{صل}}، ثم صلى فصلى رسول الله {{صل}}، ثم صلى فصلى رسول الله {{صل}}، ثم صلى فصلى رسول الله {{صل}}، ثم صلى فصلى رسول الله {{صل}}، ثم قال: «بهذا أمرت». (بخاري: 521).
 
327- عن حذيفة {{عنه}} قال: كنا جلوسا عند عمر {{عنه}} فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله {{صل}} في الفتنة؟ قلت: أنا كما قاله، قال: إنك عليه أو عليها لجريء، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر، قال: إذا لا يغلق أبدا، قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما أن دون الغد الليلة، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأل حذيفة فأمرنا مسروقا فسأله فقال: الباب عمر. (بخاري: 525)
 
328- عن ابن مسعود {{عنه}}: أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي {{صل}} فأخبره، فأنزل الله عز وجل: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} قال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟ قال: «لجميع أمتي كلهم». (بخاري: 526)
 
329- وعنه {{عنه}} في رواية: «لمن عمل بها من أمتي». (بخاري: 4687)
 
330- عن ابن مسعود {{عنه}} قال: سألت النبي {{صل}}: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها». قال: ثم أي؟ قال: «ثم بر الوالدين». قال: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني. (بخاري: 527)
 
331- عن أبي هريرة {{عنه}}: أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول: «أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول: ذلك يبقي من درنه»؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئا، قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا». (بخاري: 528)
 
332- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} أنه قال: «اعتدلوا في السجود، ولا يبسط ذراعيه كالكلب، وإذا بزق فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه فإنه يناجي ربه». (بخاري: 532)
 
333- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم، واشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير» (بخاري: 536 - 537)
 
334- عن أبي ذر الغفاري {{عنه}} قال: كنا مع النبي {{صل}} في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر فقال النبي {{صل}}: «أبرد». ثم أراد أن يؤذن فقال له: «أبرد». حتى رأينا فيء التلول. (بخاري: 539)
 
335- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر، فقام على المنبر فذكر الساعة فذكر أن فيها أمورا عظاما، ثم قال: «من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل، فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا». فأكثر الناس في البكاء، وأكثر أن يقول: «سلوني». فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال: من أبي؟ قال: «أبوك حذافة». ثم أكثر أن يقول: «سلوني». فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، فسكت. ثم قال: «عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، فلم أر كالخير والشر». (بخاري: 540)
 
336- عن أبي برزة {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يصلي الصبح وأحدنا يعرف جليسه، ويقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة، ويصلي الظهر إذا زالت الشمس، والعصر وأحدنا يذهب إلى أقصى المدينة فيرجع والشمس حية، ونسيت ما قال في المغرب، ولا يبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل، ثم قال: إلى شطر الليل. (بخاري: 541)
 
337- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} صلى بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر والمغرب والعشاء. (بخاري: 543)
 
338- حديث أبي برزة {{عنه}} في ذكر الصلوات تقدم قريبا وقال في هذه الرواية لما ذكر العشاء: كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها. (بخاري: 541)
 
339- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كنا نصلي العصر ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فنجدهم يصلون العصر. (بخاري: 548)
 
340- وعنه {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو نحوه. (بخاري: 550)
 
341- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله». (بخاري: 552)
 
342- عن بريدة {{عنه}}: أنه قال في يوم ذي غيم: بكروا بصلاة العصر فإن النبي {{صل}} قال: «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله». (بخاري: 553)
 
343- عن جرير {{عنه}} قال: كنا عند النبي {{صل}} فنظر إلى القمر ليلة فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا». ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}. (بخاري: 554)
 
344- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون». (بخاري: 555)
 
345- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا أدرك أحدكم سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته، وإذا أدرك سجدة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليتم صلاته». (بخاري: 556)
 
346- عن عبد الله بن عمر: أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول: «إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطا ونحن كنا أكثر عملا؟ قال: قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء». (بخاري: 557)
 
347- عن رافع بن خديج {{عنه}} يقول: كنا نصلي المغرب مع النبي {{صل}} فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله. (بخاري: 559)
 
348- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: كان النبي {{صل}} يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقية، والمغرب إذا وجبت، والعشاء أحيانا وأحيانا، إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطئوا أخر، والصبح كانوا أو كان النبي {{صل}} يصليها بغلس. (بخاري: 560)
 
349- عن عبد الله بن مغفل المزني {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب». قال: وتقول الأعراب هي العشاء. (بخاري: 563)
 
350- عن عائشة {{عنها}} قالت: أعتم رسول الله {{صل}} ليلة بالعشاء، وذلك قبل أن يفشو الإسلام، فلم يخرج حتى قال عمر: نام النساء والصبيان، فخرج، فقال لأهل المسجد: «ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم» (بخاري: 566)
 
351- عن أبي موسى {{عنه}} قال: كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولا في بقيع بطحان والنبي {{صل}} بالمدينة، فكان يتناوب النبي {{صل}} عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم، فوافقنا النبي {{صل}} أنا وأصحابي وله بعض الشغل في بعض أمره، فأعتم بالصلاة حتى ابهار الليل، ثم خرج النبي {{صل}} فصلى بهم، فلما قضى صلاته قال لمن حضره: «على رسلكم، أبشروا، إن من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد من الناس يصلي هذه الساعة غيركم». أو قال: «ما صلى هذه الساعة أحد غيركم». لا يدري أي الكلمتين قال، قال أبو موسى: فرجعنا ففرحنا بما سمعنا من رسول الله {{صل}}. (بخاري: 567)
 
352- عن عائشة {{عنها}} حديث أعتم رسول الله {{صل}} بالعشاء حتى ناداه عمر تقدم، وفي هذا زيادة، قالت: وكانوا يصلون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول. وفي رواية عن ابن عباس {{عنهما}} قال: فخرج نبي الله {{صل}} كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا يده على رأسه، فقال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هكذا». (بخاري: 569-571)
 
353- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن زيد بن ثابت حدثه: أنهم تسحروا مع النبي {{صل}} ثم قاموا إلى الصلاة، قلت: كم بينهما؟ قال: قدر خمسين أو ستين، يعني آية. (بخاري: 575)
 
354- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: كنت أتسحر في أهلي ثم يكون سرعة بي أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله {{صل}}. (بخاري: 577)
 
355- عن أبي موسى {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «من صلى البردين دخل الجنة». (بخاري: 574)
 
356- عن أنس {{عنه}} أن زيد بن ثابت {{عنه}} حدثه: أنهم تسحروا مع النبي {{صل}} ثم قاموا إلى الصلاة، قلت: كم بينهما؟ قال: قدر خمسين أو ستين، يعني آية. (بخاري: 575)
 
357- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: «كنت أتسحر في أهلي ثم يكون سرعة بي أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله {{صل}}. (بخاري: 577)
 
358- عن ابن عباس قال: شهد عندي رجال مرضيون، وأرضاهم عندي عمر، أن النبي {{صل}} نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، وبعد العصر حتى تغرب. (بخاري: 581)
 
359- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها». (بخاري: 582)
 
360- قال ابن عمر {{عنهما}}: قال رسول الله {{صل}}: «إذا طلع حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى ترتفع، وإذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب». (بخاري: 583)
 
361- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} نهى عن بيعتين وعن لبستين وعن صلاتين، نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس. (بخاري: 584)
 
362- عن معاوية {{عنه}} قال: إنكم لتصلون صلاة، لقد صحبنا رسول الله {{صل}} فما رأيناه يصليها، ولقد نهى عنهما. يعني الركعتين بعد العصر. (بخاري: 587)
 
363- عن عائشة {{عنه}} قالت: والذي ذهب به ما تركهما حتى لقي الله، وما لقي الله تعالى حتى ثقل عن الصلاة، وكان يصلي كثيرا من صلاته قاعدا، تعني الركعتين بعد العصر، وكان النبي {{صل}} يصليهما ولا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل على أمته، وكان يحب ما يخفف عنهم. (بخاري: 590)
 
364- وعنها {{عنها}} قالت: ركعتان لم يكن رسول الله {{صل}} يدعهما سرا ولا علانية، ركعتان قبل صلاة الصبح وركعتان بعد العصر. (بخاري: 592)
 
365- عن أبي قتادة {{عنه}} قال: سرنا مع النبي {{صل}} ليلة فقال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله، قال: «أخاف أن تناموا عن الصلاة». قال بلال: أنا أوقظكم، فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته، فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي {{صل}} وقد طلع حاجب الشمس فقال: «يا بلال، أين ما قلت»؟ قال: ما ألقيت علي نومة مثلها قط، قال: «إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة». فتوضأ، فلما ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى. (بخاري: 595)
 
366- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش، قال: يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب، قال النبي {{صل}}: «والله ما صليتها». فقمنا إلى بطحان، فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب. (بخاري: 596)
 
367- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك: {وأقم الصلاة لذكري}». (بخاري: 597)
 
368- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة». (بخاري: 600)
 
369- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد». يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن. (بخاري: 601)
 
370- عن عبد الرحمن بن أبي بكر {{عنهما}}: أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي {{صل}} قال: «من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، وإن أربع فخامس أو سادس». وأن أبا بكر جاء بثلاثة، فانطلق النبي {{صل}} بعشرة، قال: فهو أنا وأبي وأمي، - فلا أدري قال: وامرأتي - وخادم بيننا وبين بيت أبي بكر، وإن أبا بكر تعشى عند النبي {{صل}}، ثم لبث حيث صليت العشاء ثم رجع، فلبث حتى تعشى النبي {{صل}}، فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته: وما حبسك عن أضيافك؟ أو قالت: ضيفك، قال: أوما عشيتيهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء، قد عرضوا فأبوا، قال: فذهبت أنا فاختبأت، فقال: يا غنثر، فجدع وسب، وقال: كلوا لا هنيئا، فقال: والله لا أطعمه أبدا، وايم الله، ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، قال: يعني حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر، فإذا هي كما هي أو أكثر منها، فقال لامرأته: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ قالت: لا وقرة عيني، لهي الآن أكثر منها قبل ذلك، بثلاث مرات، فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان ذلك من الشيطان، يعني يمينه، ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبي {{صل}} فأصبحت عنده، وكان بيننا وبين قوم عقد، فمضى الأجل، ففرقنا اثني عشر رجلا، مع كل رجل منهم أناس، الله أعلم كم مع كل رجل، فأكلوا منها أجمعون. (بخاري: 602)
 
==كتاب الأذان==
 
371- عن ابن عمر {{عنهما}} كان يقول: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة، ليس ينادى لها، فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقا مثل قرن اليهود، فقال عمر {{عنه}}: أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة، فقال رسول الله {{صل}}: «يا بلال قم فناد بالصلاة». (بخاري: 604)
 
372- عن أنس {{عنه}} قال: أمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة إلا الإقامة. (بخاري: 605)
 
373- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى». (بخاري: 608)
 
374- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة». (بخاري: 609)
 
375- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان إذا غزا بنا قوما لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإن سمع أذانا كف عنهم وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم. (بخاري: 610)
 
376- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن». (بخاري: 611)
 
377- عن معاوية {{عنه}} مثله إلى قوله: وأشهد أن محمدا رسول الله. ولما قال: حي على الصلاة قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله». وقال: هكذا سمعنا نبيكم {{صل}} يقول. (بخاري: 612 - 613)
 
378- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة». (بخاري: 614)
 
379- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا». (بخاري: 615)
 
380- عن ابن عمر {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم». ثم قال: وكان رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. (بخاري: 617)
 
381- عن حفصة {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} كان إذا اعتكف المؤذن للصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة. (بخاري: 618)
 
382- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يمنعن أحدكم أو أحدا منكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن، أو ينادي، بليل، ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم، وليس أن يقول الفجر، أو الصبح». وقال بأصابعه ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى أسفل حتى يقول هكذا. قال زهير بسبابتيه إحداهما فوق الأخرى ثم مدها عن يمينه وشماله. (بخاري: 621)
 
383- عن عبد الله بن مغفل المزني {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «بين كل أذانين صلاة -ثلاثا-لمن شاء». وفي رواية: «بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة». ثم قال في الثالثة: «لمن شاء». (بخاري: 624 و627)
 
384- عن مالك بن الحويرث {{عنه}} قال: أتيت النبي {{صل}} في نفر من قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيما رفيقا، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا قال: «ارجعوا فكونوا فيهم وعلموهم وصلوا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم». (بخاري: 628)
 
385- وعنه {{عنه}} في رواية: أتى رجلان النبي {{صل}} يريدان السفر فقال النبي {{صل}}: «إذا أنتما خرجتما فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما». (بخاري: 630)
 
386- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} كان يأمر مؤذنا يؤذن ثم يقول على إثره: «ألا صلوا في الرحال» في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر. (بخاري: 632)
 
387- عن أبي قتادة {{عنه}} قال: بينما نحن نصلي مع النبي {{صل}} إذ سمع جلبة رجال فلما صلى قال: «ما شأنكم»؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة. قال: «فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا». (بخاري: 635)
 
388- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني». (بخاري: 637)
 
389- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: أقيمت الصلاة والنبي {{صل}} يناجي رجلا في جانب المسجد، فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم. (بخاري: 642)
 
390- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء». (بخاري: 644)
 
391- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة». (بخاري: 645)
 
392- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر». ثم يقول أبو هريرة: فاقرءوا إن شئتم: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} (بخاري: 648).
 
393- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام». (بخاري: 651)
 
394- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له». (بخاري: 652)
 
395- ثم قال: «الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله». (بخاري: 653)
 
396- عن أنس {{عنه}}: أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم فينزلوا قريبا من النبي {{صل}}، قال: فكره رسول الله {{صل}} أن يعروا المدينة فقال: «ألا تحتسبون آثاركم». (بخاري: 656)
 
397- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا». (بخاري: 657)
 
398- عن أبي هريرة {{عنه}}، عن النبي {{صل}} قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» (بخاري: 660)
 
399- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح». (بخاري: 662)
 
400- عن عبد الله بن مالك بن بحينة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} رأى رجلا وقد أقيمت الصلاة يصلي ركعتين، فلما انصرف رسول الله {{صل}} لاث به الناس وقال له رسول الله {{صل}}: «الصبح أربعا، الصبح أربعا»؟ (بخاري: 663)
 
401- عن عائشة {{عنها}} قالت: لما مرض رسول الله {{صل}} مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن، فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس». فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، وأعاد فأعادوا له، فأعاد الثالثة فقال: «إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس». فخرج أبو بكر فصلى، فوجد النبي {{صل}} من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر، فأومأ إليه النبي {{صل}} أن مكانك، ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه، وكان النبي {{صل}} يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر، فقال برأسه: نعم. وفي رواية: جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي قائما. (بخاري: 664)
 
402- وعن عائشة {{عنها}} قالت: لما ثقل النبي {{صل}} واشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له. وباقي الحديث تقدم آنفا. (بخاري: 665)
 
403- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه خطب في يوم ذي ردغ فأمر المؤذن لما بلغ حي على الصلاة قال: قل الصلاة في الرحال، فنظر بعضهم إلى بعض فكأنهم أنكروا، فقال: كأنكم أنكرتم هذا، إن هذا فعله من هو خير مني -يعني النبي {{صل}}- إنها عزمة، وإني كرهت أن أحرجكم. (بخاري: 668)
 
404- عن أنس بن مالك {{عنه}} يقول: قال رجل من الانصار: إني لا أستطيع الصلاة معك -وكان رجلا ضخما- فصنع للنبي {{صل}} طعاما فدعاه إلى منزله فبسط له حصيرا ونضح طرف الحصير فصلى عليه ركعتين، فقال رجل من آل الجارود لأنس بن مالك {{عنه}}: أكان النبي {{صل}} يصلي الضحى؟ قال: ما رأيته صلاها إلا يومئذ. (بخاري: 670)
 
405- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا قدم العشاء فابدءوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم». (بخاري: 672)
 
406- عن عائشة {{عنها}} أنها سئلت: ما كان النبي {{صل}} يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، تعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. (بخاري: 676)
 
407- عن مالك بن الحويرث {{عنه}} قال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة، أصلي كيف رأيت النبي {{صل}} يصلي. (بخاري: 677)
 
408- عن عائشة {{عنها}} حديث: «مروا أبا بكر يصلي بالناس» تقدم، وفي هذه الرواية قالت: قلت: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، ففعلت حفصة فقال رسول الله {{صل}}: «مه إنكن لانتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس». فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا. (بخاري: 679)
 
409- عن أنس {{عنه}}: أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي {{صل}} الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي {{صل}} ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم، كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي {{صل}}، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي {{صل}} خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي {{صل}} أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه. (بخاري: 680)
 
410- عن سهل بن سعد الساعدي {{صل}}: أن رسول الله {{صل}} ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال: أتصلي للناس فأقيم؟ قال: نعم، فصلى أبو بكر، فجاء رسول الله {{صل}} والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله {{صل}}، فأشار إليه رسول الله {{صل}} أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر {{عنه}} يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله {{صل}} من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم رسول الله {{صل}} فصلى، فلما انصرف قال: «يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك»؟ فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله {{صل}}. فقال رسول الله {{صل}}: «ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق، من رابه شيء في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء». (بخاري: 684)
 
411- عن عائشة {{عنها}} قالت: لما ثقل النبي {{صل}} قال: «أصلى الناس»؟ قلنا: لا هم ينتظرونك، قال: «ضعوا لي ماء في المخضب». قالت: ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال {{صل}}: «أصلى الناس»؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: «ضعوا لي ماء في المخضب». قالت: فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: «أصلى الناس»؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، فقال: «ضعوا لي ماء في المخضب». فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: «أصلى الناس»؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي {{صل}} لصلاة العشاء الآخرة، فأرسل النبي {{صل}} إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله {{صل}} يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا: يا عمر، صل بالناس، فقال له عمر: أنت أحق بذلك، فصلى أبو بكر تلك الايام. (بخاري: 687)
 
412- عن عائشة {{عنها}} حديث صلاة النبي {{صل}} في بيته وهو شاك تقدم، وفي هذه الرواية قال: «فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا». (بخاري: 688)
 
413- عن البراء بن عازب {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} إذا قال: «سمع الله لمن حمده» لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي {{صل}} ساجدا ثم نقع سجودا بعده. (بخاري: 690)
 
414- عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال: «أما يخشى أحدكم، أو ألا يخشى أحدكم، إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار». (بخاري: 691)
 
415- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم حبشي كأن رأسه زبيبة». (بخاري: 693)
 
416- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم». (بخاري: 694)
 
417- عن ابن عباس {{عنهما}} حديث مبيته في بيت خالته قد تقدم، وفي هذه الرواية قال: ثم نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ، ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ. (بخاري: 698)
 
418- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أن معاذ بن جبل {{عنه}} كان يصلي مع النبي {{صل}} ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة، فانصرف رجل، فكأن معاذا تناول منه، فبلغ النبي {{صل}} فقال: «فتان، فتان، فتان». ثلاث مرار، أو قال: «فاتنا، فاتنا، فاتنا». وأمره بسورتين من أوسط المفصل. (بخاري: 701)
 
419- عن أبي مسعود {{عنه}}: أن رجلا قال: والله يا رسول الله، إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله {{صل}} في موعظة أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: «إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة». (بخاري: 702)
 
420- عن جابر {{عنه}} حديث معاذ {{عنه}} وأن النبي قال له: «فلولا صليت بسبح اسم ربك والشمس وضحاها والليل إذا يغشى». (بخاري: 705)
 
421- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يوجز الصلاة ويكملها. (بخاري: 706)
 
422- عن أبي قتادة {{عنه}}: عن النبي {{صل}} قال: «إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه». (بخاري: 707)
 
423- عن النعمان بن بشير {{عنه}} يقول: قال النبي {{صل}}: «لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم». (بخاري: 717)
 
424- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري». (بخاري: 719)
 
425- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} يصلي من الليل في حجرته، وجدار الحجرة قصير، فرأى الناس شخص النبي {{صل}}، فقام أناس يصلون بصلاته، فأصبحوا فتحدثوا بذلك، فقام الليلة الثانية، فقام معه أناس يصلون بصلاته، صنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثا، حتى إذا كان بعد ذلك جلس رسول الله {{صل}} فلم يخرج، فلما أصبح ذكر ذلك الناس، فقال: «إني خشيت أن تكتب عليكم صلاة الليل». (بخاري: 729)
 
426- وفي هذا الحديث من رواية زيد بن ثابت {{عنه}} زيادة أنه قال: «قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم، فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة». (بخاري: 731)
 
427- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا وقال: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد» وكان لا يفعل ذلك في السجود. (بخاري: 735)
 
428- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: «كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة». (بخاري: 740)
 
429- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن النبي {{صل}} وأبا بكر وعمر {{عنهما}} كانوا يفتتحون الصلاة ب: {الحمد لله رب العالمين}. (بخاري: 743)
 
430- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: «أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد». (بخاري: 744)
 
431- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}}: حديث الكسوف وقد تقدم، وفي هذه الرواية: قالت: قال: «قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها، ودنت مني النار حتى قلت: أي رب، وأنا معهم؟ فإذا امرأة -حسبت أنه قال- تخدشها هرة قلت: «ما شأن هذه؟» قالوا: حبستها حتى ماتت جوعا، لا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل - قال: حسبت أنه قال: «من خشيش، أو خشاش الأرض». (بخاري: 745)
 
432- عن خباب {{عنه}}: قيل له: أكان رسول الله {{صل}} يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم. قلنا: بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال: باضطراب لحيته. (بخاري: 746)
 
433- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم»؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: «لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم». (بخاري: 750)
 
434- عن عائشة {{عنها}} قالت: سألت رسول الله {{صل}} عن الالتفات في الصلاة فقال: «هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» (بخاري: 751)
 
435- عن جابر بن سمرة {{عنه}} قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر {{عنه}} فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي؟ قال أبو إسحاق: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله {{صل}} ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين، قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس فقام رجل منهم، يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة، قال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية. قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن. وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. قال الراوي عن جابر {{عنه}}: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن. (بخاري: 755)
 
436- عن عبادة بن الصامت {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب». (بخاري: 756)
 
437- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} دخل المسجد، فدخل رجل فصلى فسلم على النبي {{صل}} فرد وقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل». فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي {{صل}} فقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل». ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني، فقال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها». (بخاري: 757)
 
438- عن أبي قتادة {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين، يطول في الأولى ويقصر في الثانية ويسمع الآية أحيانا، وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين، وكان يطول في الأولى ويقصر في الثانية، وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية. (بخاري: 759)
 
439- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه قال: إن أم الفضل سمعته وهو يقرأ: {والمرسلات عرفا}، فقالت: يا بني، والله لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت من رسول الله {{صل}} يقرأ بها في المغرب. (بخاري: 763)
 
440- عن زيد بن ثابت {{عنه}} قال: قد سمعت النبي يقرأ في المغرب {{صل}} بطولى الطوليين. (بخاري: 764)
 
441- عن جبير بن مطعم {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} قرأ في المغرب بالطور. (بخاري: 765)
 
442- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: صليت خلف أبي القاسم {{صل}} العتمة فقرأ: {إذا السماء انشقت} فسجد فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه. (بخاري: 768)
 
443- عن البراء بن عازب {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون. (بخاري: 767)
 
444- وفي رواية أخرى قال: وما سمعت أحدا أحسن صوتا منه، أو قراءة. (بخاري: 769)
 
445- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: في كل صلاة يقرأ، فما أسمعنا رسول الله {{صل}} أسمعناكم، وما أخفى عنا أخفينا عنكم، وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت، وإن زدت فهو خير. (بخاري: 772)
 
446- عن عبيدالله بن عباس {{عنهما}} قال: انطلق النبي {{صل}} في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي {{صل}} وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: يا قومنا {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا} فأنزل الله على نبيه {{صل}}: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} وإنما أوحي إليه قول الجن. (بخاري: 773)
 
447- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قرأ النبي {{صل}} فيما أمر وسكت فيما أمر، {وما كان ربك نسيا}، {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}. (بخاري: 774)
 
448- عن ابن مسعود {{عنه}}: أنه جاءه رجل فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة، فقال: هذا كهذ الشعر، لقد عرفت النظائر التي كان النبي {{صل}} يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين في كل ركعة. (بخاري: 775)
 
449- عن أبي قتادة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب، ويسمعنا الآية، ويطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الركعة الثانية، وهكذا في العصر وهكذا في الصبح. (بخاري: 776)
 
450- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 781)
 
451- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 781)
 
452- عن أبي بكرة {{عنه}}: أنه انتهى إلى النبي {{صل}} وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي {{صل}} فقال: «زادك الله حرصا ولا تعد». (بخاري: 783)
 
453- عن عمران بن حصين {{عنه}}: أنه صلى مع علي {{عنه}} بالبصرة فقال: ذكرنا هذا الرجل صلاة كنا نصليها مع رسول الله {{صل}}، فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع. (بخاري: 784)
 
454- عن أبي هريرة قال: كان رسول الله {{صل}} إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: «سمع الله لمن حمده» حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: «ربنا ولك الحمد»، ثم يكبر حين يهوي، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها، ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس. (بخاري: 789)
 
455- عن مصعب بن سعد {{عنه}} يقول: صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي، فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب. (بخاري: 790)
 
456- عن البراء {{عنه}} قال: كان ركوع النبي {{صل}} وسجوده وبين السجدتين وإذا رفع رأسه من الركوع، ما خلا القيام والقعود، قريبا من السواء. (بخاري: 792)
 
457- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي». (بخاري: 794)
 
458- وعنها {{عنها}} في رواية أخرى: يتأول القرآن. (بخاري: 817)
 
459- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 796)
 
460- وعنه {{عنه}} قال: لأقربن صلاة النبي {{صل}}، فكان أبو هريرة {{عنه}} يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار. (بخاري: 797)
 
461- عن أنس {{عنه}} قال: كان القنوت في المغرب والفجر. (بخاري: 798)
 
462- عن رفاعة بن رافع الزرقي {{عنه}} قال: كنا يوما نصلي وراء النبي {{صل}} فلما رفع رأسه من الركعة قال: «سمع الله لمن حمده» قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال: «من المتكلم»؟ قال: أنا. قال: «رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول». (بخاري: 799)
 
463- عن أنس {{عنه}}: أنه كان ينعت لنا صلاة النبي {{صل}} فكان يصلي وإذا رفع رأسه من الركوع قام حتى نقول قد نسي. (بخاري: 800)
 
464- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} حين يرفع رأسه يقول: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد». يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم، فيقول: «اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف». وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له. (بخاري: 804)
 
465- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: «هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب»؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: «فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب»؟ قالوا: لا. قال: «فإنكم ترونه كذلك، يحشر الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبع، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم، فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان»؟ قالوا: نعم. قال: «فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل ثم ينجو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنة والنار، وهو آخر أهل النار دخولا الجنة، مقبل بوجهه قبل النار فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها، فيقول: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا وعزتك، فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم قال: يا رب قدمني عند باب الجنة، فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول: يا رب لا أكون أشقى خلقك، فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسأل غير ذلك، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول الله: ويحك يا ابن آدم ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله عز وجل منه، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمن، فيتمنى حتى إذا انقطع أمنيته، قال الله عز وجل: من كذا وكذا أقبل يذكره ربه، حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه». قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة {{عنهما}}: إن رسول الله {{صل}} قال: «قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله» قال أبو هريرة: لم أحفظ من رسول الله {{صل}} إلا قوله: «لك ذلك ومثله معه» قال أبو سعيد: إني سمعته يقول ذلك: «لك وعشرة أمثاله». (بخاري: 806)
 
466- عن ابن عباس {{عنهما}} في رواية قال: قال النبي {{صل}}: «أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة -وأشار بيده على أنفه- واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت الثياب والشعر». (بخاري: 812)
 
467- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت النبي. وباقي الحديث تقدم. (بخاري: 821)
 
468- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «اعتدلوا في السجود، ولايبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب». (بخاري: 822)
 
469- عن مالك بن الحويرث الليثي {{عنه}}: أنه رأى النبي {{صل}} يصلي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا. (بخاري: 823)
 
470- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أنه صلى فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود وحين سجد وحين رفع وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيت النبي {{صل}}. (بخاري: 825)
 
471- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أنه كان يتربع في الصلاة إذا جلس، وأنه رأى ولده فعل ذلك فنهاه وقال: إنما سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى وتثني اليسرى، فقال له: إنك تفعل ذلك. فقال: إن رجلي لا تحملاني. (بخاري: 827)
 
472- عن أبي حميد الساعدي {{عنه}} قال: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله {{صل}}، رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته. (بخاري: 828)
 
473- عن عبد الله بن بحينة {{عنه}}، وهو من أزد شنوءة وهو حليف لبني عبد مناف، وكان من أصحاب النبي {{صل}}: أن النبي {{صل}} صلى بهم الظهر، فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس، فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه، كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم. (بخاري: 829)
 
474- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: كنا إذا صلينا خلف النبي {{صل}} قلنا: السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله {{صل}} فقال: «إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله». (بخاري: 831)
 
475- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}}: أن رسول الله {{صل}} كان يدعو في الصلاة: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم». فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم، فقال: «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف». (بخاري: 832)
 
476- عن أبي بكر الصديق {{عنه}}: أنه قال لرسول الله {{صل}}: علمني دعاء أدعو به في صلاتي. قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». (بخاري: 834)
 
477- حديث ابن مسعود {{عنه}} في التشهد تقدم قريبا وقال في هذه الرواية بعد قوله: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو». (بخاري: 835)
 
478- عن أم سلمة {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيرا قبل أن يقوم. (بخاري: 837)
 
479- عن عتبان {{عنه}} قال: صلينا مع النبي {{صل}} فسلمنا حين سلم. (بخاري: 838)
 
480- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي {{صل}}. وقال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته. (بخاري: 841)
 
481- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: جاء الفقراء إلى النبي {{صل}} فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون. قال: «ألا أحدثكم إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين».
 
قال الراوي: فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين، فرجعت إليه فقال: "تقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين". (بخاري: 843)
 
482- عن المغيرة بن شعبة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد». (بخاري: 844)
 
483- عن سمرة بن جندب {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه. (بخاري: 845)
 
484- عن زيد بن خالد الجهني {{عنه}} أنه قال: صلى لنا رسول الله {{صل}} صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم»؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب». (بخاري: 846)
 
485- عن عقبة {{عنه}} قال: صليت وراء النبي {{صل}} بالمدينة العصر، فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج عليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته، فقال: «ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني، فأمرت بقسمته». (بخاري: 851)
 
486- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: لا يجعل أحدكم للشيطان شيئا من صلاته يرى أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه، لقد رأيت النبي {{صل}} كثيرا ينصرف عن يساره. (بخاري: 852)
 
487- عن جابر بن عبد الله {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «من أكل من هذه الشجرة -يريد الثوم-فلا يغشانا في مساجدنا». قلت: ما يعني به؟ قال: ما أراه يعني إلا نيئه. وقيل: إلا نتنه. (بخاري: 854)
 
488- عن جابر {{عنه}} أن النبي {{صل}} قال: «من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا». أو قال: «فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته». وأن النبي {{صل}} أتي بقدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا، فسأل فأخبر بما فيها من البقول، فقال: «قربوها» إلى بعض أصحابه كان معه، فلما رآه كره أكلها قال: «كل فإني أناجي من لا تناجي».
 
489- وفي رواية: اتي ببدر، يعني طبقا فيه خضرات. (بخاري: 855)
 
490- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} مر على قبر منبوذ فأمهم وصفوا عليه. (بخاري: 857)
 
491- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم». (بخاري: 858)
 
492- عن ابن عباس {{عنهما}} وقد قال له رجل: شهدت الخروج مع رسول الله {{صل}}؟ قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته، يعني من صغره، أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت ثم خطب، ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن أن يتصدقن، فجعلت المرأة تهوي بيدها إلى حلقها تلقي في ثوب بلال، ثم أتى هو وبلال البيت. (بخاري: 863)
 
493- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن». (بخاري: 865)
 
==كتاب الجمعة==
 
494- عن أبي هريرة {{عنه}}: أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم، فاختلفوا فيه فهدانا الله، فالناس لنا فيه تبع: اليهود غدا، والنصارى بعد غد». (بخاري: 876)
 
495- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: أشهد على رسول الله {{صل}} قال: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستن وأن يمس طيبا إن وجد». (بخاري: 880)
 
496- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر».
 
497- عن سلمان الفارسي {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى». (بخاري: 883)
 
498- عن ابن عباس {{عنهما}} أنه قيل له: ذكروا أن النبي {{صل}} قال: «اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رءوسكم وإن لم تكونوا جنبا وأصيبوا من الطيب». فقال: أما الغسل فنعم، وأما الطيب فلا أدري. (بخاري: 884)
 
499- عن عمر {{عنه}}: أنه رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال: يا رسول الله، لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك. فقال رسول الله {{صل}}: «إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة». ثم جاءت رسول الله {{صل}} منها حلل، فأعطى عمر بن الخطاب {{عنه}} منها حلة، فقال عمر: يا رسول الله، كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت؟ قال رسول الله {{صل}}: «إني لم أكسكها لتلبسها». فكساها عمر بن الخطاب {{عنه}} أخا له بمكة مشركا. (بخاري: 886)
 
500- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لولا أن أشق على أمتي، أو على الناس، لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة». (بخاري: 887)
 
501- عن أنس {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أكثرت عليكم في السواك». (بخاري: 888)
 
502- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر {الم تنزيل} السجدة، و{هل أتى على الإنسان}. (بخاري: 891)
 
503- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته». قال: وحسبت أن قد قال: «والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته». (بخاري: 893)
 
504- حديث أبي هريرة {{عنه}}: «نحن الآخرون السابقون» تقدم قريبا وزاد هنا في آخره: ثم قال: «حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما يغسل فيه رأسه وجسده». (بخاري: 897)
 
505- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار، يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسول الله {{صل}} إنسان منهم وهو عندي، فقال النبي {{صل}}: «لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا». (بخاري: 902)
 
506- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان الناس مهنة أنفسهم، وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم، فقيل لهم: "لو اغتسلتم". (بخاري: 903)
 
507- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس. (بخاري: 905)
 
508- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا اشتد البرد بكر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة، يعني الجمعة.
 
509- عن أبي عبس {{عنه}} أنه قال وهو ذاهب إلى الجمعة: سمعت النبي {{صل}} يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار». (بخاري: 907)
 
510- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: نهى النبي {{صل}} أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه. قيل: الجمعة؟ قال: الجمعة وغيرها. (بخاري: 911)
 
511- عن السائب بن يزيد {{عنه}} قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي {{صل}} وأبي بكر وعمر {{عنهما}}، فلما كان عثمان {{عنه}} وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء. (بخاري: 912)
 
512- وعنه {{عنه}} في رواية قال: لم يكن للنبي {{صل}} مؤذن غير واحد وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام، يعني على المنبر. (بخاري: 913)
 
513- عن معاوية بن أبي سفيان {{عنه}}: أنه جلس على المنبر يوم الجمعة، فلما أذن المؤذن قال: الله أكبر الله أكبر، قال معاوية: الله أكبر الله أكبر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال معاوية {{عنه}}: «وأنا»، فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال معاوية: «وأنا»، فلما أن قضى التأذين قال: يا أيها الناس، إني سمعت رسول الله {{صل}} على هذا المجلس حين أذن المؤذن يقول ما سمعتم مني من مقالتي. (بخاري: 914)
 
514- حديث سهل بن سعد الساعدي {{عنه}} في أمر المنبر تقدم وذكر صلاته القهقرى، وزاد في هذه: فلما فرغ أقبل على الناس فقال: «أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا ولتعلموا صلاتي». (بخاري: 917)
 
515- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: كان جذع يقوم إليه النبي {{صل}}، فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي {{صل}} فوضع يده عليه. (بخاري: 918)
 
516- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: كان النبي {{صل}} يخطب قائما ثم يقعد ثم يقوم، كما تفعلون الآن. (بخاري: 920)
 
517- عن عمرو بن تغلب {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} أتي بمال أو سبي فقسمه، فأعطى رجالا وترك رجالا، فبلغه أن الذين ترك عتبوا، فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال: «أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكن أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، فيهم عمرو بن تغلب». فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله {{صل}} حمر النعم. (بخاري: 923)
 
518- عن أبي حميد الساعدي {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قام عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أما بعد». (بخاري: 925)
 
519- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: صعد النبي {{صل}} المنبر، وكان آخر مجلس جلسه متعطفا ملحفة على منكبيه قد عصب رأسه بعصابة دسمة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إلي» فثابوا إليه، ثم قال: «أما بعد، فإن هذا الحي من الأنصار يقلون ويكثر الناس، فمن ولي شيئا من أمة محمد {{صل}} فاستطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع فيه أحدا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم». (بخاري: 927)
 
520- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: جاء رجل والنبي {{صل}} يخطب الناس يوم الجمعة فقال: «أصليت يا فلان»؟ قال: لا. قال: «قم فاركع ركعتين». (بخاري: 930)
 
521- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: أصابت الناس سنة على عهد النبي {{صل}}، فبينا النبي {{صل}} يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال، فادع الله لنا. فرفع يديه، وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته {{صل}}، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره، فقال: يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا. فرفع يديه فقال: «اللهم حوالينا ولا علينا». فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود. (بخاري: 933)
 
522- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت». (بخاري: 934)
 
523- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه». وأشار بيده يقللها. (بخاري: 935)
 
524- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: بينما نحن نصلي مع النبي {{صل}} إذ أقبلت عير تحمل طعاما، فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي {{صل}} إلا اثنا عشر رجلا، فنزلت هذه الآية: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}. (بخاري: 936)
 
525- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين في بيته وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين. (بخاري: 937)
 
==كتاب صلاة الخوف==
 
526- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: غزوت مع رسول الله {{صل}} قبل نجد، فوازينا العدو، فصاففنا لهم، فقام رسول الله {{صل}} يصلي لنا، فقامت طائفة معه تصلي وأقبلت طائفة على العدو وركع رسول الله {{صل}} بمن معه وسجد سجدتين، ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل فجاءوا فركع رسول الله {{صل}} بهم ركعة وسجد سجدتين ثم سلم، فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين. (بخاري: 942)
 
527- عن ابن عمر {{عنهما}} -في رواية- قال عن النبي {{صل}}: «وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قياما وركبانا». (بخاري: 943)
 
528- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}} لنا لما رجع من الأحزاب: «لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة». فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيه، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك، فذكر للنبي {{صل}} فلم يعنف واحدا منهم. (بخاري: 946)
 
==كتاب العيدين==
 
529- عن عائشة {{عنها}} قالت: دخل علي رسول الله {{صل}} وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي {{صل}}؟ فأقبل عليه رسول الله {{صل}} فقال: «دعهما». فلما غفل غمزتهما فخرجتا. (بخاري: 949)
 
530- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات. وفي رواية عنه قال: ويأكلهن وترا. (بخاري: 953)
 
531- عن البراء بن عازب {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يخطب فقال: «إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا». (بخاري: 951)
 
532- وعنه {{عنه}} قال: خطبنا النبي {{صل}} يوم الأضحى بعد الصلاة، فقال: «من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن نسك قبل الصلاة فإنه قبل الصلاة ولا نسك له». فقال أبو بردة، خال البراء: يا رسول الله، فإني نسكت شاتي قبل الصلاة وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب وأحببت أن تكون شاتي أول ما يذبح في بيتي فذبحت شاتي وتغديت قبل أن آتي الصلاة، قال: «شاتك شاة لحم». قال: يا رسول الله، فإن عندنا عناقا لنا جذعة هي أحب إلي من شاتين، أفتجزي عني؟ قال: «نعم، ولن تجزي عن أحد بعدك». (بخاري: 955)
 
533- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه أو يأمر بشيء أمر به، ثم ينصرف. قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي، فجبذت بثوبه فجبذني، فارتفع فخطب قبل الصلاة، فقلت له: غيرتم والله. فقال: أبا سعيد، قد ذهب ما تعلم. فقلت: ما أعلم والله خير مما لا أعلم، فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبل الصلاة. (بخاري: 956)
 
534- عن ابن عباس وعن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قالا: لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى. (بخاري: 960)
 
535- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: شهدت العيد مع رسول الله {{صل}} وأبي بكر وعمر وعثمان {{عنهم}}، فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة. (بخاري: 962)
 
536- عن ابن عباس {{عنهما}}، عن النبي {{صل}} أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه». قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء». (بخاري: 969)
 
537- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أنه سئل عن التلبية: كيف كنتم تصنعون مع النبي {{صل}}؟ قال: كان يلبي الملبي لا ينكر عليه، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه. (بخاري: 970)
 
538- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} كان ينحر أو يذبح بالمصلى. (بخاري: 982)
 
539- عن جابر {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا كان يوم عيد خالف الطريق. (بخاري: 986)
 
540- قالت عائشة: رأيت النبي {{صل}} يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر فقال النبي {{صل}}: «دعهم، أمنا بني أرفدة». (بخاري: 988)
 
==كتاب الوتر==
 
541- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رجلا سأل رسول الله {{صل}} عن صلاة الليل، فقال رسول الله {{صل}}: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى». (بخاري: 990)
 
542- عن عائشة {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته -تعني بالليل- فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الايمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة. (بخاري: 994)
 
543- وعنها {{عنها}} قالت: كل الليل أوتر رسول الله {{صل}} وانتهى وتره إلى السحر. (بخاري: 996)
 
544- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا». (بخاري: 998)
 
545- وعنه {{عنه}} قال: إن رسول الله {{صل}} كان يوتر على البعير. (بخاري: 999)
 
546- عن أنس {{عنه}}: أنه سئل: أقنت النبي {{صل}} في الصبح؟ قال: نعم. فقيل له: أوقنت قبل الركوع؟ قال: بعد الركوع يسيرا. (بخاري: 1001)
 
547- عن أنس {{عنه}}: أنه سئل عن القنوت فقال: قد كان القنوت، فقيل له: قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبله. قال: فإن فلانا أخبرني عنك أنك قلت بعد الركوع. فقال: كذب، إنما قنت رسول الله {{صل}} بعد الركوع شهرا، أراه كان بعث قوما يقال لهم القراء زهاء سبعين رجلا إلى قوم من المشركين دون أولئك، وكان بينهم وبين رسول الله {{صل}} عهد، فقنت رسول الله {{صل}} شهرا يدعو عليهم. (بخاري: 1002)
 
548- وفي رواية عنه {{عنه}} قال: قنت النبي {{صل}} شهرا يدعو على رعل وذكوان. (بخاري: 1003)
 
549- وعنه {{عنه}} قال: كان القنوت في المغرب والفجر. (بخاري: 1004)
 
==كتاب الاستسقاء==
 
550- عن عبد الله بن زيد {{عنه}} قال: خرج النبي {{صل}} يستسقي وحول رداءه. (بخاري: 1005)
 
551- وفي رواية عنه قال: وصلى ركعتين. (بخاري: 1012)
 
552- عن أبي هريرة {{عنه}} حديث دعاء النبي {{صل}} للمستضعفين من المؤمنين وعلى مضر تقدم وقال في آخر هذه الرواية: إن النبي {{صل}} قال: «غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله». (بخاري: 1006)
 
553- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: إن النبي {{صل}} لما رأى من الناس إدبارا قال: «اللهم سبع كسبع يوسف». فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف، وينظر أحدهم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع، فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد، إنك تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم، قال الله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} إلى قوله: {إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} فالبطشة يوم بدر، وقد مضت الدخان والبطشة واللزام وآية الروم. (بخاري: 1007)
 
554- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي {{صل}} يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب، وهو قول أبي طالب:
 
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
 
(بخاري: 1009)
 
555- عن عمر بن الخطاب {{عنه}}: أنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب {{عنه}}، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون. (بخاري: 1010)
 
556- حديث أنس {{عنه}} في الرجل الذي دخل المسجد، والنبي {{صل}} قائم يخطب، فسأله الدعاء بالغيث. تكرر كثيرا، وفي هذه الرواية: فما رأينا الشمس ستا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله {{صل}} قائم يخطب، فاستقبله قائما فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله {{صل}} يديه، ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر». قال: فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس. (بخاري: 1013)
 
557- وعنه {{عنه}}: أنه {{صل}} رفع يديه، فقال: «اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا». (بخاري: 1014)
 
558- حديث عبد الله بن زيد {{عنه}} في الاستسقاء تقدم، وفي هذه الرواية قال: فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو، ثم حول رداءه، ثم صلى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة. (بخاري: 1024)
 
559- عن أنس {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه. (بخاري: 1031)
 
560- عن عائشة {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} كان إذا رأى المطر قال: «اللهم صيبا نافعا». (بخاري: 1032)
 
561- عن أنس {{عنه}} يقول: كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي {{صل}}. (بخاري: 1034)
 
562- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور». (بخاري: 1035)
 
563- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: قال: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» قال: قالوا: وفي نجدنا. قال: قال: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» قال: قالوا: وفي نجدنا. قال: قال: «هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان». (بخاري: 1037)
 
564- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر». (بخاري: 1039)
 
==كتاب الكسوف==
 
565- عن أبي بكرة {{عنه}} قال: كنا عند رسول الله {{صل}} فانكسفت الشمس، فقام النبي {{صل}} يجر رداءه حتى دخل المسجد فدخلنا، فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس، فقال {{صل}}: «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم».
 
566- وفي رواية عنه {{عنه}} قال: قال {{صل}}: «ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده». (بخاري: 1040و 1048)
 
567- وفي رواية عن المغيرة بن شعبة {{عنه}} قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله {{صل}} يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله {{صل}}: «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله». (بخاري: 1043)
 
568- وفي رواية عن عائشة {{عنها}} قالت: خسفت الشمس في عهد رسول الله {{صل}} فصلى رسول الله {{صل}} بالناس، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى، ثم انصرف وقد انجلت الشمس، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا». ثم قال: «يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا». (بخاري: 1044)
 
569- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: لما كسفت الشمس على عهد رسول الله {{صل}} نودي: إن الصلاة جامعة. (بخاري: 1045)
 
570- عن عائشة {{عنها}}، زوج النبي {{صل}}: أن يهودية جاءت تسألها فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة {{عنها}} رسول الله {{صل}}: أيعذب الناس في قبورهم؟ فقال رسول الله {{صل}}: «عائذا بالله من ذلك» ثم ذكرت حديث الكسوف ثم قالت في آخره: ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر. (بخاري: 1049)
 
571- عن عبد الله بن عباس {{عنهما}} ذكر حديث الكسوف بطوله ثم قال: رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك كعكعت؟ فقال {{صل}}: «إني رأيت الجنة فتناولت عنقودا، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، وأريت النار، فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء». قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بكفرهن». قيل: يكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط». (بخاري: 1052)
 
572- عن أسماء {{عنها}} قالت: لقد أمر النبي {{صل}} بالعتاقة في كسوف الشمس. (بخاري: 1054)
 
573- عن أبي موسى {{عنه}} قال: خسفت الشمس فقام النبي {{صل}} فزعا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: «هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوف الله به عباده، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره». (بخاري: 1059)
 
574- عن عائشة {{عنها}} قالت: جهر النبي {{صل}} في صلاة الخسوف بقراءته، فإذا فرغ من قراءته كبر فركع، وإذا رفع من الركعة قال: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد». ثم يعاود القراءة في صلاة الكسوف، أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات. (بخاري: 1065)
 
==كتاب سجود القرآن وسنتها==
 
575- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: قرأ النبي {{صل}} النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال: يكفيني هذا، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا. (بخاري: 1067)
 
 
 
576- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: {ص} ليست من عزائم السجود، وقد رأيت النبي {{صل}} يسجد فيها. (بخاري: 1069)
 
577- وحديثه {{عنه}} أن النبي {{صل}} سجد بالنجم قد تقدم قريبا من رواية ابن مسعود وزاد في هذه الرواية: وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس. (بخاري: 1071)
 
578- عن زيد بن ثابت {{عنه}} قال: قرأت على النبي {{صل}} {والنجم} فلم يسجد فيها. (بخاري: 1073)
 
579- عن أبي هريرة {{عنه}} أنه قرأ: {إذا السماء انشقت} فسجد بها، فقيل له في ذلك فقال: لو لم أر النبي {{صل}} يسجد لم أسجد. (بخاري: 1074)
 
580- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: كان النبي {{صل}} يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد حتى ما يجد أحدنا موضع جبهته. (بخاري: 1079)
 
==أبواب تقصير الصلاة==
 
581- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: أقام النبي {{صل}} تسعة عشر يقصر. (بخاري: 1080)
 
582- عن أنس {{عنه}} قال: خرجنا مع النبي {{صل}} من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة. قيل له: أقمتم بمكة شيئا؟ قال: أقمنا بها عشرا. (بخاري: 1081)
 
583- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: صليت مع النبي {{صل}} بمنى ركعتين وأبي بكر وعمر ومع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها. (بخاري: 1082)
 
584- عن حارثة بن وهب {{عنه}} قال: صلى بنا النبي {{صل}} آمن ما كان بمنى ركعتين. (بخاري: 1083)
 
585- عن ابن مسعود {{عنه}} لما قيل له: صلى بنا عثمان {{عنه}} بمنى أربع ركعات، استرجع ثم قال: صليت مع رسول الله {{صل}} بمنى ركعتين وصليت مع أبي بكر الصديق {{عنه}} بمنى ركعتين وصليت مع عمر بن الخطاب {{عنه}} بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان. (بخاري: 1084)
 
586- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة». (بخاري: 1088)
 
587- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: رأيت النبي {{صل}} يصلي إذا أعجله السير يؤخر المغرب فيصليها ثلاثا ثم يسلم ثم قلما يلبث حتى يقيم العشاء فيصليها ركعتين ثم يسلم، ولا يسبح بعد العشاء حتى يقوم من جوف الليل. (بخاري: 1092)
 
588- عن جابر {{عنهما}} قال: كان النبي {{صل}} يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة. (بخاري: 1094)
 
589- عن أنس بن مالك {{عنه}} أنه صلى على حمار ووجهه عن يسار القبلة. فقيل له: تصلي لغير القبلة؟ فقال: لولا أني رأيت رسول الله {{صل}} فعله لم أفعله. (بخاري: 1100)
 
590- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: صحبت النبي {{صل}} فلم أره يسبح في السفر، وقال الله جل ذكره: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}. (بخاري: 1101)
 
591- عن عامر بن ربيعة {{عنه}}: أنه رأى النبي {{صل}} صلى السبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت به. (بخاري: 1104)
 
592- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: كان رسول الله {{صل}} يجمع بين صلاة الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير ويجمع بين المغرب والعشاء. (بخاري: 1107)
 
593- عن عمران بن حصين {{عنه}} قال: كانت بي بواسير فسألت النبي {{صل}} عن الصلاة فقال: «صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب». (بخاري: 1117)
 
594- عن عائشة {{عنها}} أم المؤمنين: أنها لم تر رسول الله {{صل}} يصلي صلاة الليل قاعدا قط حتى أسن فكان يقرأ قاعدا حتى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوا من ثلاثين آية أو أربعين آية ثم ركع. (بخاري: 1118)
 
595- وعنها {{عنها}} في رواية: ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فإذا قضى صلاته نظر فإن كنت يقظى تحدث معي وإن كنت نائمة اضطجع. (بخاري: 1119)
 
==كتاب التهجد==
 
596- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: كان النبي {{صل}} إذا قام من الليل يتهجد قال: «اللهم لك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، لك ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السموات والأرض، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد {{صل}} حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت -أو لا إله غيرك- ولا حول ولا قوة إلا بالله». (بخاري: 1120)
 
597- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: كان الرجل في حياة النبي {{صل}} إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله {{صل}}، فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله {{صل}}، وكنت غلاما شابا وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله {{صل}}، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر فقال لي: لم ترع. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله {{صل}} فقال: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل». فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا. (بخاري: 1121)
 
598- عن جندب بن عبد الله {{عنه}} يقول: اشتكى النبي {{صل}} فلم يقم ليلة أو ليلتين. (بخاري: 1124)
 
599- عن علي بن أبي طالب {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} طرقه وفاطمة بنت النبي {{صل}} ليلة فقال: «ألا تصليان»؟ فقلت: يا رسول الله، أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}. (بخاري: 1127)
 
600- عن عائشة {{عنها}} قالت: إن كان رسول الله {{صل}} ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم، وما سبح رسول الله {{صل}} سبحة الضحى قط، وإني لأسبحها. (بخاري: 1128)
 
601- عن المغيرة بن شعبة {{عنه}} قال: إن كان النبي {{صل}} ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه، أو ساقاه. فيقال له فيقول: «أفلا أكون عبدا شكورا». (بخاري: 1130)
 
602- عن عبد الله بن عمرو بن العاص {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال له: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود؛ وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما». (بخاري: 1131)
 
603- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان أحب العمل إلى النبي {{صل}} الدائم، قيل لها: متى كان يقوم؟ قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخ. (بخاري: 1132)
 
604- وفي رواية: إذا سمع الصارخ قام فصلى. (بخاري: 1132)
 
605- وفي رواية عنها قالت: ما ألفاه السحر عندي إلا نائما، تعني النبي {{صل}}. (بخاري: 1133)
 
606- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: صليت مع النبي {{صل}} ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء، قلنا: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النبي {{صل}}. (بخاري: 1135)
 
607- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: كانت صلاة النبي {{صل}} ثلاث عشرة ركعة. يعني بالليل. (بخاري: 1138)
 
608- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر. (بخاري: 1140)
 
609- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته، ولا نائما إلا رأيته. (بخاري: 1141)
 
610- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان». (بخاري: 1142)
 
611- عن عبد الله {{عنه}} قال: ذكر عند النبي {{صل}} رجل فقيل: ما زال نائما حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة، فقال: «بال الشيطان في أذنه». (بخاري: 1144)
 
612- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له». (بخاري: 1145)
 
613- عن عائشة {{عنها}}: أنها سئلت: عن صلاة النبي {{صل}} بالليل، قالت: كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذن المؤذن وثب، فإن كان به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج. (بخاري: 1146)
 
614- عن عائشة {{عنها}}: أنها سئلت عن صلاته {{صل}} في رمضان فقالت: ما كان رسول الله {{صل}} يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا. قالت: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: «يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي». (بخاري: 1147)
 
615- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: دخل النبي {{صل}} فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال: «ما هذا الحبل»؟ قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت به. فقال النبي {{صل}}: «لا، حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد». (بخاري: 1150)
 
616- عن عبد الله بن عمرو بن العاص {{عنهما}} قال: قال لي رسول الله {{صل}}: «يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل». (بخاري: 1152)
 
617- عن عبادة بن الصامت {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته». (بخاري: 1154)
 
618- عن أبي هريرة {{عنه}} أنه قال وهو يقص في قصصه وهو يذكر رسول الله {{صل}}: «إن أخا لكم لا يقول الرفث». يعني بذلك عبد الله بن رواحة {{عنه}}:
 
وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الفجر ساطع
 
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع
 
يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
 
(بخاري: 1155)
 
619- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: رأيت على عهد النبي {{صل}} كأن بيدي قطعة إستبرق فكأني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت إليه، ورأيت كأن اثنين أتياني. وذكر باقي الحديث وقد تقدم. (بخاري: 1156)
 
620- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: كان رسول الله {{صل}} يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به». قال: «ويسمي حاجته». (بخاري: 1166)
 
621- عن عائشة {{عنها}} قالت: لم يكن النبي {{صل}} على شيء من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر. (بخاري: 1163)
 
622- وعنها {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب. (بخاري: 1165)
 
623- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: أوصاني خليلي {{صل}} بثلاث، لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على وتر. (بخاري: 1178)
 
624- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} كان لا يدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة. (بخاري: 1182)
 
625- عن عبد الله المزني {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «صلوا قبل صلاة المغرب». قال في الثالثة: «لمن شاء». كراهية أن يتخذها الناس سنة. (بخاري: 1183)
 
==كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة==
 
626- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول {{صل}} ومسجد الأقصى». (بخاري: 1189)
 
627- عن أبي هريرة {{عنه}} أن النبي {{صل}} قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام». (بخاري: 1190)
 
628- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه كان لا يصلي من الضحى إلا في يومين: يوم يقدم بمكة فإنه كان يقدمها ضحى فيطوف بالبيت ثم يصلي ركعتين خلف المقام، ويوم يأتي مسجد قباء فإنه كان يأتيه كل سبت فإذا دخل المسجد كره أن يخرج منه حتى يصلي فيه، قال: وكان يحدث أن رسول الله {{صل}} كان يزوره راكبا وماشيا، قال: وكان يقول: إنما أصنع كما رأيت أصحابي يصنعون، ولا أمنع أحدا أن يصلي في أي ساعة شاء من ليل أو نهار، غير أن لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها. (بخاري: 1191، 1192)
 
629- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي». (بخاري: 1196)
 
==كتاب العمل في الصلاة==
 
630- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: كنا نسلم على النبي {{صل}} وهو في الصلاة فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا وقال: «إن في الصلاة شغلا». (بخاري: 1199)
 
631- وفي رواية عن زيد بن أرقم {{عنه}} قال: كان أحدنا يكلم صاحبه في الصلاة حتى نزلت: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} فأمرنا بالسكوت. (بخاري: 1200)
 
632- عن معيقيب {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد، قال: «إن كنت فاعلا فواحدة». (بخاري: 1207)
 
633- عن أبي برزة الأسلمي {{عنه}}: أنه صلى يوما في غزوة ولجام دابته بيده، فجعلت الدابة تنازعه وجعل يتبعها، فقيل له في ذلك فقال: إني غزوت مع رسول الله {{صل}} ست غزوات، أو سبع غزوات، وثماني، وشهدت تيسيره، وإني إن كنت أن أراجع مع دابتي أحب إلي من أن أدعها ترجع إلى مألفها فيشق علي. (بخاري: 1211)
 
634- عن عائشة {{عنها}}: انها ذكرت‍ حديث الخسوف وقال في هذه الرواية بعد قوله: «ولقد رأيت النار يحطم بعضها بعضا، ورأيت فيها عمرو بن لحي، وهو الذي سيب السوائب». (بخاري: 1212)
 
635- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: بعثني رسول الله {{صل}} في حاجة له فانطلقت ثم رجعت وقد قضيتها، فأتيت النبي {{صل}} فسلمت عليه فلم يرد علي، فوقع في قلبي ما الله أعلم به، فقلت في نفسي: لعل رسول الله {{صل}} وجد علي أني أبطأت عليه، ثم سلمت عليه فلم يرد علي، فوقع في قلبي أشد من المرة الأولى، ثم سلمت عليه فرد علي فقال: «إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي». وكان على راحلته متوجها إلى غير القبلة. (بخاري: 1217)
 
636- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: نهى النبي {{صل}} أن يصلي الرجل مختصرا. (بخاري: 1220)
 
==كتاب سجود السهو==
 
637- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} صلى الظهر خمسا فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: «وما ذاك»؟ قال: صليت خمسا، فسجد سجدتين بعد ما سلم. (بخاري: 1226)
 
638- عن أم سلمة {{عنها}} قالت: سمعت النبي {{صل}} ينهى عن الركعتين بعد العصر، ثم رأيته يصليهما وكان عندي من الأنصار، فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه فقولي له: تقول لك أم سلمة: يا رسول الله، سمعتك تنهى عن هاتين وأراك تصليهما، فإن أشار بيده فاستأخري عنه، ففعلت الجارية، فأشار بيده فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال: «يا بنت أبي أمية، سألت عن الركعتين بعد العصر، وإنه أتاني ناس من عبد القيس، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان». (بخاري: 1233)
 
==كتاب الجنائز==
 
639- عن أبي ذر {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أتاني آت من ربي فأخبرني -أو قال: بشرني- أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة». قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق». (بخاري: 1237)
 
640- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من مات يشرك بالله شيئا دخل النار». وقلت أنا: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. (بخاري: 1238)
 
641- عن البراء بن عازب {{عنه}} قال: أمرنا النبي {{صل}} بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس، ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق». (بخاري: 1239)
 
642- عن أم العلاء {{عنها}} - امرأة من الأنصار، بايعت النبي {{صل}}- قالت: أنه اقتسم المهاجرون قرعة، فطار لنا عثمان بن مظعون، فأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله {{صل}} فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال النبي {{صل}}: «وما يدريك أن الله قد أكرمه»؟ فقلت: بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال: «أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي». قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا. (بخاري: 1243)
 
643- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: لما قتل أبي، جعلت أكشف الثوب عن وجهه، أبكي، وينهوني عنه، والنبي {{صل}} لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي {{صل}}: «تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه». (بخاري: 1244)
 
644- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، خرج إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعا. (بخاري: 1245)
 
645- عن أنس {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب -وإن عيني رسول الله {{صل}} لتذرفان- ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له». (بخاري: 1246)
 
646- وعنه {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم». (بخاري: 1248)
 
647- عن أم عطية الأنصارية {{عنها}} قالت: دخل علينا رسول الله {{صل}} حين توفيت ابنته فقال: «اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك، إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا، أو شيئا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني». فلما فرغنا آذناه فأعطانا حقوه فقال: «أشعرنها إياه». تعني إزاره. (بخاري: 1253)
 
648- وفي رواية أخرى أنه قال: «ابدءوا بميامنها ومواضع الوضوء منها». قالت: ومشطناها ثلاثة قرون.
 
649- عن عائشة {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} كفن في ثلاثة أثواب يمانية بيض سحولية من كرسف، ليس فيهن قميص ولا عمامة. (بخاري: 1264)
 
650- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: بينما رجل واقف بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته، أو قال: فأوقصته، قال النبي {{صل}}: «اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا». (بخاري: 1265)
 
651- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له، فأعطاه النبي {{صل}} قميصه فقال: «آذني أصلي عليه». فآذنه، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر {{عنه}}، فقال: أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين فقال: «أنا بين خيرتين، قال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}». فصلى عليه فنزلت: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا}. (بخاري: 1269)
 
652- عن جابر {{عنه}} قال: أتى النبي {{صل}} عبد الله بن أبي بعد ما دفن فأخرجه فنفث فيه من ريقه وألبسه قميصه. (بخاري: 1270)
 
653- عن خباب {{عنه}} قال: هاجرنا مع النبي {{صل}} نلتمس وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير {{عنه}}، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها، قتل يوم أحد فلم نجد ما نكفنه إلا بردة، إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا النبي {{صل}} أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر». (بخاري: 1276)
 
654- عن سهل {{عنه}}: أن امرأة جاءت النبي {{صل}} ببردة منسوجة فيها حاشيتها، أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة، قال: نعم، قالت: نسجتها بيدي فجئت لأكسوكها، فأخذها النبي {{صل}} محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره فحسنها فلان فقال: اكسنيها، ما أحسنها، قال القوم: ما أحسنت، لبسها النبي {{صل}} محتاجا إليها، ثم سألته وعلمت أنه لا يرد، قال: إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني، قال: سهل: فكانت كفنه. (بخاري: 1277)
 
655- عن أم عطية {{عنها}} قالت: نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا. (بخاري: 1278)
 
656- عن أم حبيبة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} قالت: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا». (بخاري: 1281)
 
657- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: مر النبي {{صل}} بامرأة تبكي عند قبر فقال: «اتقي الله واصبري». قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي {{صل}}، فأتت باب النبي {{صل}} فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى». (بخاري: 1283)
 
658- عن أسامة بن زيد {{عنهما}} قال: أرسلت ابنة النبي {{صل}} إليه: إن ابنا لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب». فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إلى رسول الله {{صل}} الصبي ونفسه تتقعقع كأنها شن ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء». (بخاري: 1284)
 
659- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: شهدنا بنتا لرسول الله {{صل}} قال: ورسول الله {{صل}} جالس على القبر، قال: فرأيت عينيه تدمعان، قال: فقال: «هل منكم رجل لم يقارف الليلة»؟ فقال أبو طلحة: أنا، قال: فانزل. قال: فنزل في قبرها. (بخاري: 1285)
 
660- عن عمر {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه». فبلغ ذلك عائشة {{عنها}} بعد موت عمر {{عنه}} فقالت: رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله {{صل}}: إن المؤمن يعذب ببكاء أهله عليه، ولكن رسول الله {{صل}} قال: «إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه» وقالت: حسبكم القرآن {ولا تزر وازرة وزر أخرى}. (بخاري: 1288)
 
661- عن عائشة {{عنها}} قالت: مر رسول الله {{صل}} على يهودية يبكي عليها أهلها فقال: «إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها». (بخاري: 1289)
 
662- عن المغيرة {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». وسمعت النبي {{صل}} يقول: «من نيح عليه يعذب بما نيح عليه». (بخاري: 1291)
 
663- عن عبد الله {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية». (بخاري: 1294)
 
664- عن سعد بن أبي وقاص {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: «لا». فقلت: بالشطر، فقال: «لا». ثم قال: «الثلث والثلث كبير -أو كثير- إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك» فقلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟ قال: «إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة، ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة». يرثي له رسول الله {{صل}} أن مات بمكة. (بخاري: 1295)
 
665- عن أبي موسى {{عنه}}: أنه وجع وجعا شديدا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله، فبكت فلم يستطع أن يرد عليها شيئا، فلما أفاق قال: أنا بريء ممن برئ منه رسول الله {{صل}}، إن رسول الله {{صل}} برئ من الصالقة والحالقة والشاقة. (بخاري: 1296)
 
666- عن عائشة {{عنها}} قالت: لما جاء النبي {{صل}} قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يعرف فيه الحزن وأنا أنظر من صائر الباب -شق الباب- فأتاه رجل فقال: إن نساء جعفر، وذكر بكاءهن، فأمره أن ينهاهن، فذهب ثم أتاه الثانية، فأخبره أنهن لم يطعنه، فقال: «انههن». فأتاه الثالثة قال: والله لقد غلبننا يا رسول الله، فزعمت أنه قال: «فاحث في أفواههن التراب». (بخاري: 1299)
 
667- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: مات ابن لأبي طلحة {{عنه}} وأبو طلحة خارج، فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئا ونحته في جانب البيت، فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح، وظن أبو طلحة أنها صادقة. قال: فبات. فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي {{صل}} ثم أخبر النبي {{صل}} بما كان منهما، فقال رسول الله {{صل}}: «لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما». قال رجل من الأنصار: فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن». (بخاري: 1301)
 
668- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: دخلنا مع رسول الله {{صل}} على أبي سيف القين، وكان ظئرا لإبراهيم، فأخذ رسول الله {{صل}} إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله {{صل}} تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف {{عنه}}: وأنت يا رسول الله؟ فقال: «يا ابن عوف إنها رحمة». ثم أتبعها بأخرى فقال {{صل}}: «إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون». (بخاري: 1303)
 
669- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي {{صل}} يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود {{عنهم}}، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال: «قد قضى»؟ قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي {{صل}}، فلما رأى القوم بكاء النبي {{صل}} بكوا، فقال: «ألا تسمعون، إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه». (بخاري: 1304)
 
670- عن أم عطية {{عنها}} قالت: أخذ علينا النبي {{صل}} عند البيعة أن لا ننوح، فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة: أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ وامرأتين، أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى. (بخاري: 1306)
 
671- عن عامر بن ربيعة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا رأى أحدكم جنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حتى يخلفها أو تخلفه أو توضع من قبل أن تخلفه». (بخاري: 1308)
 
672- عن أبي هريرة {{عنه}}: أنه أخذ بيد مروان وهما في جنازة فجلسا قبل أن توضع، فجاء أبو سعيد {{عنه}} فأخذ بيد مروان فقال: قم، فوالله لقد علم هذا أن النبي {{صل}} نهانا عن ذلك، فقال أبو هريرة {{عنه}}: صدق. (بخاري: 1309)
 
673- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: مر بنا جنازة فقام لها النبي {{صل}} وقمنا به، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي، قال: «إذا رأيتم الجنازة فقوموا». (بخاري: 1311)
 
674- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين يذهبون بها، يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعه صعق». (بخاري: 1314)
 
675- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم». (بخاري: 1315)
 
676- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه قيل له: إن أباهريرة {{عنه}} يقول: «من تبع جنازة فله قيراط». فقال: أكثر أبو هريرة علينا، فصدقت عائشة أبا هريرة وقالت: سمعت رسول الله {{صل}} يقوله. فقال ابن عمر {{عنهما}}: لقد فرطنا في قراريط كثيرة. (بخاري: 1323، 1324)
 
677- عن عائشة {{عنها}} عن النبي {{صل}} قال في مرضه الذي مات فيه: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا. (بخاري: 1330)
 
678- عن سمرة بن جندب {{عنه}} قال: صليت وراء النبي {{صل}} على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها وسطها. (بخاري: 1331)
 
679- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه صلى على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: ليعلموا أنها سنة. (بخاري: 1335)
 
680- عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد {{صل}}؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعدا من الجنة». قال النبي {{صل}}: «فيراهما جميعا، وأما الكافر، أو المنافق، فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس. فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين». (بخاري: 1338)
 
681- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله عليه عينه وقال: ارجع، فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر». قال: قال رسول الله {{صل}}: «فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر». (بخاري: 1339)
 
682- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: كان النبي {{صل}} يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: «أيهم أكثر أخذا للقرآن»؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة». وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم. (بخاري: 1343)
 
683- عن عقبة بن عامر {{عنه}}: أن النبي {{صل}} خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: «إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها». (بخاري: 1344)
 
684- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: انطلق عمر {{عنه}} مع النبي {{صل}} في رهط قبل ابن صياد، حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب ابن صياد الحلم، فلم يشعر حتى ضرب النبي {{صل}} بيده ثم قال لابن صياد: «تشهد أني رسول الله»؟ فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد للنبي {{صل}}: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه، وقال: «آمنت بالله وبرسله». فقال له: «ماذا ترى»؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال النبي {{صل}}: «خلط عليك الأمر». ثم قال له النبي {{صل}}: «إني قد خبأت لك خبيئا». فقال ابن صياد: هو الدخ، فقال: «اخسأ فلن تعدو قدرك». فقال عمر {{عنه}}: دعني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال النبي {{صل}}: «إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله». قال ابن عمر {{عنهما}}: ثم انطلق بعد ذلك رسول الله {{صل}}، وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد، فرآه النبي {{صل}} وهو مضطجع -يعني في قطيفة له فيها رمزة أو زمرة- فرأت أم ابن صياد رسول الله {{صل}} وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد: يا صاف، وهو اسم ابن صياد، هذا محمد {{صل}}، فثار ابن صياد، فقال النبي {{صل}}: «لو تركته بين». (بخاري: 1354، 1355)
 
685- عن أنس {{عنه}} قال: كان غلام يهودي يخدم النبي {{صل}} فمرض، فأتاه النبي {{صل}} يعوده فقعد عند رأسه فقال له: «أسلم». فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي {{صل}} وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار». (بخاري: 1356)
 
686- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء» ثم يقول أبو هريرة {{عنه}}: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}. (بخاري: 1359)
 
687- عن المسيب بن حزن {{عنه}} قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله {{صل}} فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله {{صل}} لأبي طالب: «يا عم، قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله». فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله {{صل}} يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله {{صل}}: «أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك». فأنزل الله تعالى فيه: {ما كان للنبي} الآية. (بخاري: 1360)
 
688- عن علي {{عنه}} قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي {{صل}} فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال: «ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتب: شقية أو سعيدة». فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، قال: «أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة». ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى} الآية. (بخاري: 1362)
 
689- عن ثابت بن الضحاك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من حلف بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال، ومن قتل نفسه بحديدة عذب به في نار جهنم». (بخاري: 1363)
 
690- عن جندب {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «كان برجل جراح فقتل نفسه، فقال الله: بدرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة». (بخاري: 1364)
 
691- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار». (بخاري: 1365)
 
692- عن أنس {{عنه}} يقول: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي {{صل}}: «وجبت». ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت». فقال عمر بن الخطاب {{عنه}}: ما وجبت؟ قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض». (بخاري: 1367)
 
693- عن عمر {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة». فقلنا: وثلاثة؟ قال: «وثلاثة». فقلنا: واثنان؟ قال: «واثنان». ثم لم نسأله عن الواحد. (بخاري: 1368)
 
694- عن البراء بن عازب {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». (بخاري: 1369)
 
695- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: اطلع النبي {{صل}} على أهل القليب فقال: «وجدتم ما وعد ربكم حقا»؟ فقيل له: تدعو أمواتا؟ فقال: «ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون». (بخاري: 1370)
 
696- عن عائشة {{عنها}} قالت: إنما قال النبي {{صل}}: «إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول حق»، وقد قال الله تعالى: {إنك لا تسمع الموتى}. (بخاري: 1371)
 
697- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}} قالت: قام رسول الله {{صل}} خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة. (بخاري: 1373)
 
698- عن أبي أيوب {{عنه}} قال: خرج النبي {{صل}} وقد وجبت الشمس، فسمع صوتا فقال: «يهود تعذب في قبورها». (بخاري: 1375)
 
699- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} يدعو: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال». (بخاري: 1377)
 
700- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة». (بخاري: 1379)
 
701- عن البراء {{عنه}} قال: لما توفي إبراهيم عليه السلام قال رسول الله {{صل}}: «إن له مرضعا في الجنة». (بخاري: 1382)
 
702- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: سئل رسول الله {{صل}} عن أولاد المشركين، فقال: «الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين». (بخاري: 1383)
 
703- عن سمرة بن جندب {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: «من رأى منكم الليلة رؤيا»؟ قال: فإن رأى أحد قصها فيقول ما شاء الله، فسألنا يوما فقال: «هل رأى أحد منكم رؤيا»؟ قلنا: لا. قال: «لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده كلوب من حديد، قال: إنه يدخل ذلك الكلوب في شدقه حتى يبلغ قفاه ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق. فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة فيشدخ به رأسه فإذا ضربه تدهده الحجر فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه، قلت: من هذا؟ قالا: انطلق. فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع، يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق. فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر، وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق. فانطلقنا حتى انتهينا إلى روضة خضراء فيها شجرة عظيمة وفي أصلها شيخ وصبيان، وإذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها، فصعدا بي في الشجرة وأدخلاني دارا لم أر قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ وشباب ونساء وصبيان، ثم أخرجاني منها، فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل فيها شيوخ وشباب، قلت: طوفتماني الليلة، فأخبراني عما رأيت. قالا: نعم، أما الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة، والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة، والذي رأيته في الثقب فهم الزناة، والذي رأيته في النهر آكلوا الربا، والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام، والصبيان حوله فأولاد الناس، والذي يوقد النار مالك خازن النار، والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل وهذا ميكائيل، فارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا فوقي مثل السحاب، قالا: ذاك منزلك، قلت: دعاني أدخل منزلي، قالا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله، فلو استكملت أتيت منزلك». (بخاري: 1386)
 
704- عن عائشة {{عنها}}: أن رجلا قال للنبي {{صل}}: إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: «نعم». (بخاري: 1388)
 
705- عن عائشة {{عنها}} قالت: إن كان رسول الله {{صل}} ليتعذر في مرضه: «أين أنا اليوم؟ أين أنا غدا»؟ استبطاء ليوم عائشة، فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري، ودفن في بيتي. (بخاري: 1389)
 
706- عن عمر بن الخطاب {{عنه}} أنه قال: توفي رسول الله {{صل}} وهو راض عن هؤلاء النفر الستة، فسمى الستة، فسمى عثمان وعليا وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، {{عنهم}}. (بخاري: 1392)
 
707- عن عائشة {{عنها}} قالت: قال النبي {{صل}}: «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا». (بخاري: 1393)
 
==كتاب الزكاة==
 
708- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} بعث معاذا {{عنه}} إلى اليمن فقال: «ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم». (بخاري: 1395)
 
709- عن أبي أيوب {{عنه}}: أن رجلا قال للنبي {{صل}}: أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: ما له ما له، وقال النبي {{صل}}: «أرب ما له، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم». (بخاري: 1396)
 
710- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن أعرابيا أتى النبي {{صل}} فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة. قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلما ولى قال النبي {{صل}}: «من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا». (بخاري: 1397)
 
711- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: لما توفي رسول الله {{صل}} وكان أبو بكر {{عنه}} وكفر من كفر من العرب، فقال عمر {{عنه}}: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله {{صل}}: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله» فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله {{صل}} لقاتلتهم على منعها. قال عمر {{عنه}}: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر {{عنه}} للقتال فعرفت أنه الحق. (بخاري: 1339، 1400)
 
712- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «تأتي الإبل على صاحبها على خير ما كانت إذا هو لم يعط فيها حقها تطؤه بأخفافها، وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها حقها تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها». وقال: «ومن حقها أن تحلب على الماء». قال: «ولا يأتي أحدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يعار، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد بلغت، ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد بلغت». (بخاري: 1402)
 
713- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني بشدقيه- ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك». ثم تلا: {لا يحسبن الذين يبخلون} الآية. (بخاري: 1403)
 
714- عن أبي سعيد {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمس أوسق صدقة». (بخاري: 1405)
 
715- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل». (بخاري: 1410)
 
716- عن حارثة بن وهب {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «تصدقوا، فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها، يقول الرجل: لو جئت بها بالأمس لقبلتها، فأما اليوم فلا حاجة لي بها». (بخاري: 1411)
 
717- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي». (بخاري: 1412)
 
718- عن عدي بن حاتم {{عنه}} قال: كنت عند رسول الله {{صل}} فجاءه رجلان، أحدهما يشكو العيلة والآخر يشكو قطع السبيل. فقال رسول الله {{صل}}: «أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير، وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه، ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أوتك مالا؟ فليقولن: بلى. ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولن: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة». (بخاري: 1413)
 
719- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء». (بخاري: 1414)
 
720- عن أبي مسعود الأنصاري {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فيحامل فيصيب المد، وإن لبعضهم اليوم لمائة ألف. (بخاري: 1416)
 
721- عن عائشة {{عنها}} قالت: دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئا غير تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي {{صل}} علينا فأخبرته فقال: «من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار». (بخاري: 1418)
 
722- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: جاء رجل إلى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: «أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان». (بخاري: 1419)
 
723- عن عائشة {{عنها}}: أن بعض أزواج النبي {{صل}} قلن للنبي {{صل}}: أينا أسرع بك لحوقا؟ قال: «أطولكن يدا». فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة. (بخاري: 1420)
 
724- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «قال رجل: لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق. فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد، على زانية، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على غني، فقال: اللهم لك الحمد على سارق، وعلى زانية، وعلى غني، فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله». (بخاري: 1421)
 
725- عن معن بن يزيد {{عنه}} قال: بايعت رسول الله {{صل}} أنا وأبي وجدي، وخطب علي فأنكحني، وخاصمت إليه، وكان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها فقال: والله ما إياك أردت، فخاصمته إلى رسول الله {{صل}} فقال: «لك ما نويت يا يزيد، ولك ما أخذت يا معن». (بخاري: 1422)
 
726- عن عائشة {{عنها}} قالت: قال رسول الله {{صل}}: «إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا». (بخاري: 1425)
 
727- عن حكيم بن حزام {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله». (بخاري: 1428)
 
728- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف والمسألة: «اليد العليا خير من اليد السفلى، فاليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة». (بخاري: 1429)
 
729- عن أبي موسى {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال: «اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه {{صل}} ما شاء». (بخاري: 1432)
 
730- عن أسماء {{عنها}} قالت: قال لي النبي {{صل}}: «لا توكي فيوكى عليك». وفي رواية: قال: «لا تحصي فيحصي الله عليك». (بخاري: 1433)
 
731- وفي رواية: «لا توعي فيوعي الله عليك، ارضخي ما استطعت». (بخاري: 1433)
 
732- عن حكيم بن حزام {{عنه}} قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية، من صدقة أو عتاقة وصلة رحم، فهل فيها من أجر؟ فقال النبي {{صل}}: «أسلمت على ما سلف من خير». (بخاري: 1436)
 
733- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ -وربما قال: يعطي- ما أمر به كاملا موفرا طيبا به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين». (بخاري: 1438)
 
734- عن أبي هريرة {{عنه}} أن النبي {{صل}} قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا». (بخاري: 1442)
 
735- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت، أو وفرت على جلده، حتى تخفي بنانه وتعفو أثره. وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع». (بخاري: 1444)
 
736- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «على كل مسلم صدقة». فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: «يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق». قالوا: فإن لم يجد؟ قال: «يعين ذا الحاجة الملهوف». قالوا: فإن لم يجد؟ قال: «فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر، فإنها له صدقة». (بخاري: 1445)
 
737- عن أم عطية {{عنها}} قالت: بعث إلى نسيبة الأنصارية بشاة فأرسلت إلى عائشة {{عنها}} منها، فقال النبي {{صل}}: «عندكم شيء»؟ فقلت: لا، إلا ما أرسلت به نسيبة من تلك الشاة، فقال: «هات فقد بلغت محلها». (بخاري: 1446)
 
738- عن أنس {{عنه}}: أن أبا بكر {{عنه}} كتب له التي أمر الله رسوله {{صل}}: «ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين، فإن لم يكن عنده بنت مخاض على وجهها وعنده ابن لبون فإنه يقبل منه وليس معه شيء». (بخاري: 1448)
 
739- عن أنس {{عنه}}: أن أبا بكر {{عنه}} كتب له التي فرض رسول الله {{صل}}: «ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة». (بخاري: 1450)
 
740- وفي رواية: أن أبا بكر {{عنه}} كتب له التي فرض رسول الله {{صل}}: «وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية». (بخاري: 1451)
 
741- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أن أعرابيا سأل رسول الله {{صل}} عن الهجرة فقال: «ويحك، إن شأنها شديد، فهل لك من إبل تؤدي صدقتها»؟ قال: نعم. قال: «فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا». (بخاري: 1452)
 
742- عن أنس {{عنه}}: أن أبا بكر {{عنه}} كتب له فريضة الصدقة التي أمر الله رسوله {{صل}}: «من بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده الحقة وعنده الجذعة فإنها تقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا بنت لبون فإنها تقبل منه بنت لبون ويعطي شاتين أو عشرين درهما، ومن بلغت صدقته بنت لبون وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين، ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست عنده وعنده بنت مخاض فإنها تقبل منه بنت مخاض ويعطي معها عشرين درهما أو شاتين». (بخاري: 1453)
 
743- عن أنس {{عنه}}: أن أبا بكر {{عنه}} كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين: بسم الله الرحمن الرحيم، هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله {{صل}} على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله: «فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوقها فلا يعط. في أربع وعشرين من الإبل فما دونها من الغنم من كل خمس شاة، إذا بلغت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض أنثى، فإذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون أنثى، فإذا بلغت ستا وأربعين إلى ستين ففيها حقة طروقة الجمل، فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة، فإذا بلغت يعني ستا وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون، فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الجمل، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون، وفي كل خمسين حقة، ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها، فإذا بلغت خمسا من الإبل ففيها شاة، وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة، فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين شاتان، فإذا زادت على مائتين إلى ثلاث مائة ففيها ثلاث شياه، فإذا زادت على ثلاث مائة ففي كل مائة شاة، فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها، وفي الرقة ربع العشر، فإن لم تكن إلا تسعين ومائة فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها». (بخاري: 1454)
 
744- عن أنس {{عنه}}: أن أبا بكر {{عنه}} كتب له الصدقة التي أمر الله رسوله {{صل}}: «ولا يخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلا ما شاء المصدق». (بخاري: 1455)
 
745- عن ابن عباس {{عنهما}}: حديث بعث معاذ {{عنه}} إلى اليمن تقدم، وفي هذه الرواية قال: «إنك تقدم على قوم أهل كتاب» وذكر باقي الحديث ثم قال في آخره: «وتوق كرائم أموال الناس». (بخاري: 1458)
 
746- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله {{صل}} يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة إلى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله {{صل}}: «بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين». فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. (بخاري: 1461)
 
747- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: حديثه في خروج رسول الله {{صل}} إلى المصلى تقدم، وفي هذه الرواية قال: فلما صار إلى منزله جاءت زينب امرأة ابن مسعود تستأذن عليه، فقيل: يا رسول الله، هذه زينب، فقال: «أي الزيانب»؟ فقيل: امرأة ابن مسعود، قال: «نعم ائذنوا لها». فأذن لها، قالت: يا نبي الله، إنك أمرت اليوم بالصدقة، وكان عندي حلي لي فأردت أن أتصدق به، فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم، فقال النبي {{صل}}: «صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم». (بخاري: 1462)
 
748- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ليس على المسلم في فرسه وغلامه صدقة». (بخاري: 1463)
 
749- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أن النبي {{صل}} جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله فقال: «إني مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها». فقال رجل: يا رسول الله، أويأتي الخير بالشر؟ فسكت النبي {{صل}}، فقيل له: ما شأنك تكلم النبي {{صل}} ولا يكلمك؟ فرأينا أنه ينزل عليه، قال: فمسح عنه الرحضاء، فقال: «أين السائل»؟ وكأنه حمده، فقال: إنه لا يأتي الخير بالشر، وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم، إلا آكلة الخضراء أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ورتعت، وإن هذا المال خضرة حلوة، فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل». أو كما قال النبي {{صل}} «وإنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون شهيدا عليه يوم القيامة». (بخاري: 1465)
 
750- عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود {{عنهما}}: حديثها تقدم قريبا، وقالت في هذه الرواية: فانطلقت إلى النبي {{صل}} فوجدت امرأة من الأنصار على الباب حاجتها مثل حاجتي، فمر علينا بلال فقلنا: سل النبي {{صل}}: أيجزي عني أن أنفق على زوجي وأيتام لي في حجري؟ فسأله فقال: «نعم لها أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة». (بخاري: 1466)
 
751- عن أم سلمة {{عنها}} قالت: قلت: يا رسول الله، ألي أجر أن أنفق على بني أبي سلمة؟ إنما هم بني. فقال: «أنفقي عليهم فلك أجر ما أنفقت عليهم». (بخاري: 1467)
 
752- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: أمر رسول الله {{صل}} بالصدقة فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب، فقال النبي {{صل}}: «ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا، قد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله، وأما العباس بن عبد المطلب فعم رسول الله {{صل}} فهي عليه صدقة ومثلها معها». (بخاري: 1468)
 
753- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: إن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله {{صل}} فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده فقال: «ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر». (بخاري: 1469)
 
754- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه». (بخاري: 1470)
 
755- وفي رواية عن الزبير بن العوام {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه». (بخاري: 1471)
 
756- عن حكيم بن حزام {{عنه}} قال: سألت رسول الله {{صل}} فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: «يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى». قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر {{عنه}} يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر {{عنه}} دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول الله {{صل}} حتى توفي. (بخاري: 1472)
 
757- عن عمر بن الخطاب {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} يعطيني العطاء فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال: «خذه، إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك». (بخاري: 1473)
 
758- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم». (بخاري: 1474)
 
759- وقال: «إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد {{صل}}». (بخاري: 1475)
 
760- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن به فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس». (بخاري: 1479)
 
761- عن أبي حميد الساعدي {{عنه}} قال: غزونا مع النبي {{صل}} غزوة تبوك، فلما جاء وادي القرى إذا امرأة في حديقة لها، فقال النبي {{صل}} لأصحابه: «اخرصوا». وخرص رسول الله {{صل}} عشرة أوسق. فقال لها: «أحصي ما يخرج منها». فلما أتينا تبوك قال: «أما إنها ستهب الليلة ريح شديدة فلا يقومن أحد، ومن كان معه بعير فليعقله». فعقلناها، وهبت ريح شديدة فقام رجل فألقته بجبل طيء، وأهدى ملك أيلة للنبي {{صل}} بغلة بيضاء وكساه بردا، وكتب له ببحرهم، فلما أتى وادي القرى قال للمرأة: «كم جاء حديقتك»؟ قالت: عشرة أوسق، خرص رسول الله {{صل}}. فقال النبي {{صل}}: «إني متعجل إلى المدينة، فمن أراد منكم أن يتعجل معي فليتعجل». فلما، قال الراوي كلمة معناها أشرف على المدينة قال: «هذه طابة». فلما رأى أحدا قال: «هذا جبيل يحبنا ونحبه، ألا أخبركم بخير دور الأنصار»؟ قالوا: بلى. قال: «دور بني النجار ثم دور بني عبد الأشهل ثم دور بني ساعدة أو دور بني الحارث بن الخزرج، وفي كل دور الأنصار -يعني- خيرا». (بخاري: 1481)
 
762- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «فيما سقت السماء والعيون، أو كان عثريا، العشر، وما سقي بالنضح نصف العشر». (بخاري: 1483)
 
763- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} يؤتى بالتمر عند صرام النخل، فيجيء هذا بتمره وهذا من تمره حتى يصير عنده كوما من تمر، فجعل الحسن والحسين {{عنهما}} يلعبان بذلك التمر، فأخذ أحدهما تمرة فجعلها في فيه، فنظر إليه رسول الله {{صل}} فأخرجها من فيه فقال: «أما علمت أن آل محمد {{صل}} لا يأكلون الصدقة». (بخاري: 1485)
 
764- عن عمر {{عنه}} قال: حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه وظننت أنه يبيعه برخص، فسألت النبي {{صل}} فقال: «لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم، فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه». (بخاري: 1490)
 
765- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: وجد النبي {{صل}} شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة، فقال النبي {{صل}}: «هلا انتفعتم بجلدها»؟ قالوا: إنها ميتة. قال: «إنما حرم أكلها». (بخاري: 1492)
 
766- عن أنس {{عنه}}: أن النبي {{صل}} أتي بلحم تصدق به على بريرة، فقال: «هو عليها صدقة، وهو لنا هدية». (بخاري: 1495)
 
767- حديث معاذ بن جبل {{عنه}} وبعثه إلى اليمن تقدم وفي هذه الرواية: «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب». (بخاري: 1496)
 
768- عن عبد الله بن أبي أوفى {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: «اللهم صل على آل فلان». فأتاه أبي بصدقته، فقال: «اللهم صل على آل أبي أوفى». (بخاري: 1497)
 
769- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}}: «أن رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل بأن يسلفه ألف دينار، فدفعها إليه، فخرج في البحر فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار فرمى بها في البحر، فخرج الرجل الذي كان أسلفه فإذا بالخشبة، فأخذها لأهله حطبا -فذكر الحديث- فلما نشرها وجد المال». (بخاري: 1498)
 
770- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس». (بخاري: 1499)
 
771- عن أبي حميد الساعدي {{عنه}} قال: استعمل رسول الله {{صل}} رجلا من الأسد على صدقات بني سليم، يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه. (بخاري: 1500)
 
772- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: غدوت إلى رسول الله {{صل}} بعبد الله بن أبي طلحة ليحنكه، فوافيته في يده الميسم، يسم إبل الصدقة. (بخاري: 1502)
 
==كتاب صدقة الفطر==
 
773- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: فرض رسول الله {{صل}} زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة. (بخاري: 1503)
 
774- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: كنا نخرج في عهد رسول الله {{صل}} يوم الفطر صاعا من طعام، وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر. (بخاري: 1510)
 
775- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: فرض رسول الله {{صل}} صدقة الفطر صاعا من شعير أو صاعا من تمر على الصغير والكبير والحر والمملوك. (بخاري: 1512)
 
==كتاب الحج==
 
776- عن عبد الله بن عباس {{عنهما}} قال: كان الفضل رديف رسول الله {{صل}}، فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه وجعل النبي {{صل}} يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: «نعم». وذلك في حجة الوداع. (بخاري: 1513)
 
777- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} يركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حتى تستوي به قائمة. (بخاري: 1514)
 
778- عن أنس {{عنه}} قال: أن رسول الله {{صل}} حج على رحل وكانت زاملته. (بخاري: 1517)
 
779- عن عائشة أم المؤمنين {{عنها}} أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: «لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور». (بخاري: 1520)
 
780- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه». (بخاري: 1521)
 
781- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشأم الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هن لأهلهن ولكل آت أتى عليهن من غيرهم ممن أراد الحج والعمرة، فمن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة. (بخاري: 1530)
 
782- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} أناخ بالبطحاء بذي الحليفة فصلى بها. وكان عبد الله بن عمر {{عنهما}} يفعل ذلك. (بخاري: 1532)
 
783- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس، وأن رسول الله {{صل}} كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة، وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي وبات حتى يصبح. (بخاري: 1533)
 
784- عن عمر {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} بوادي العقيق يقول: «أتاني الليلة آت من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك، وقل عمرة في حجة». (بخاري: 1534)
 
785- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}}: أنه رئي وهو في معرس بذي الحليفة ببطن الوادي قيل له: إنك ببطحاء مباركة. (بخاري: 1535)
 
786- عن يعلى بن أمية {{عنه}} قال لعمر {{عنه}}: أرني النبي {{صل}} حين يوحى إليه. قال: فبينما النبي {{صل}} بالجعرانة ومعه نفر من أصحابه جاءه رجل فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحرم بعمرة وهو متضمخ بطيب؟ فسكت النبي {{صل}} ساعة، فجاءه الوحي، فأشار عمر {{عنه}} إلي فجئت وعلى رسول الله {{صل}} ثوب قد أظل به، فأدخلت رأسي فإذا رسول الله {{صل}} محمر الوجه وهو يغط، ثم سري عنه فقال: «أين الذي سأل عن العمرة»؟ فأتي برجل، فقال: «اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات، وانزع عنك الجبة، واصنع في عمرتك كما تصنع في حجتك». (بخاري: 1536)
 
787- عن عائشة {{عنها}}، زوج النبي {{صل}}، قالت: كنت أطيب رسول الله {{صل}} لإحرامه حين يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت. (بخاري: 1539)
 
788- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يهل ملبدا. (بخاري: 1540)
 
789- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: ما أهل رسول الله {{صل}} إلا من عند المسجد. يعني مسجد ذي الحليفة. (بخاري: 1541)
 
790- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن أسامة {{عنه}} كان ردف النبي {{صل}} من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، فكلاهما قال: لم يزل النبي {{صل}} يلبي حتى رمى جمرة العقبة. (بخاري: 1543، 1544)
 
791- وعنه {{عنهما}} قال: انطلق النبي {{صل}} من المدينة بعد ما ترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه، فلم ينه عن شيء من الأردية والأزر تلبس إلا المزعفرة التي تردع على الجلد، فأصبح بذي الحليفة، ركب راحلته، حتى استوى على البيداء أهل هو وأصحابه وقلد بدنته، وذلك لخمس بقين من ذي القعدة، فقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة، فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، ولم يحل من أجل بدنه، لأنه قلدها، ثم نزل بأعلى مكة عند الحجون وهو مهل بالحج، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة، وأمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ثم يقصروا من رءوسهم ثم يحلوا، وذلك لمن لم يكن معه بدنة قلدها، ومن كانت معه امرأته فهي له حلال والطيب والثياب. (بخاري: 1545)
 
792- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن تلبية رسول الله {{صل}}: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك». (بخاري: 1549)
 
793- عن أنس {{عنه}} قال: صلى رسول الله {{صل}} ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب حتى استوت به على البيداء، حمد الله وسبح وكبر، ثم أهل بحج وعمرة، وأهل الناس بهما، فلما قدمنا أمر الناس فحلوا، حتى كان يوم التروية أهلوا بالحج، قال: ونحر النبي {{صل}} بدنات بيده قياما، وذبح رسول الله {{صل}} بالمدينة كبشين أملحين. (بخاري: 1551)
 
794- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه كان يلبي من ذي الحليفة، ثم إذا بلغ الحرم يمسك حتى إذا جاء ذا طوى بات به حتى يصبح، فإذا صلى الغداة اغتسل، وزعم أن رسول الله {{صل}} فعل ذلك. (بخاري: 1553)
 
795- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «أما موسى كأني أنظر إليه إذ انحدر في الوادي يلبي». (بخاري: 1555)
 
796- عن أبي موسى {{عنه}} قال: بعثني النبي {{صل}} إلى قوم باليمن فجئت وهو بالبطحاء فقال: «بما أهللت»؟ قلت: أهللت كإهلال النبي {{صل}}. قال: «هل معك من هدي»؟ قلت: لا. فأمرني فطفت بالبيت وبالصفا والمروة، ثم أمرني فأحللت، فأتيت امرأة من قومي، فمشطتني، أو غسلت رأسي. فقدم عمر {{عنه}}، فقال: إن نأخذ بكتاب الله فإنه يأمرنا بالتمام، قال الله: {وأتموا الحج والعمرة لله} وإن نأخذ بسنة النبي {{صل}} فإنه لم يحل حتى نحر الهدي. (بخاري: 1559)
 
797- عن عائشة {{عنها}}: وحديثها في الحج قد تقدم، قالت في هذه الرواية: خرجنا مع رسول الله {{صل}} في أشهر الحج وليالي الحج وحرم الحج، فنزلنا بسرف، قالت: فخرج إلى أصحابه فقال: «من لم يكن منكم معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل، ومن كان معه الهدي فلا». قالت: فالآخذ بها والتارك لها من أصحابه، قالت: فأما رسول الله {{صل}} ورجال من أصحابه فكانوا أهل قوة وكان معهم الهدي فلم يقدروا على العمرة. وذكرت باقي الحديث. (بخاري: 1560)
 
798- وعنها {{عنها}} في رواية قالت: خرجنا مع النبي {{صل}} ولا نرى إلا أنه الحج، فلما قدمنا تطوفنا بالبيت، فأمر النبي {{صل}} من لم يكن ساق الهدي أن يحل، فحل من لم يكن ساق الهدي، ونساؤه لم يسقن فأحللن، قالت صفية: ما أراني إلا حابستهم قال: «عقرى حلقى أوما طفت يوم النحر»؟ قالت: قلت: بلى قال: «لا بأس انفري». (بخاري: 1561)
 
799- وعنها {{عنها}} في رواية أخرى قالت: خرجنا مع رسول الله {{صل}} عام حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحجة وعمرة، ومنا من أهل بالحج، وأهل رسول الله {{صل}} بالحج، فأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة لم يحلوا حتى كان يوم النحر. (بخاري: 1562)
 
800- عن عثمان {{عنه}}: أنه نهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى علي أهل بهما: لبيك بعمرة وحجة، قال: ما كنت لأدع سنة النبي {{صل}} لقول أحد. (بخاري: 1563)
 
801- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفرا، ويقولون: إذا برا الدبر وعفا الأثر وانسلخ صفر حلت العمرة لمن اعتمر. قدم النبي {{صل}} وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم، فقالوا: يا رسول الله أي الحل؟ قال: «حل كله». (بخاري: 1564)
 
802- عن حفصة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} أنها قالت: يا رسول الله، ما شأن الناس حلوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك؟ قال: «إني لبدت رأسي وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر». (بخاري: 1566)
 
803- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه سأله رجل عن التمتع وقال: نهاني ناس عنه، فأمره به، قال الرجل: فرأيت في المنام كأن رجلا يقول لي: حج مبرور وعمرة متقبلة، فأخبرت ابن عباس، فقال: سنة النبي {{صل}}. (بخاري: 1576)
 
804- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أنه حج مع النبي {{صل}} يوم ساق البدن معه وقد أهلوا بالحج مفردا، فقال لهم: «أحلوا من إحرامكم بطواف البيت وبين الصفا والمروة وقصروا ثم أقيموا حلالا حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج، واجعلوا التي قدمتم بها متعة». فقالوا: كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج؟ فقال: «افعلوا ما أمرتكم، فلولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم، ولكن لا يحل مني حرام حتى يبلغ الهدي محله». ففعلوا. (بخاري: 1568)
 
805- عن عمران {{عنه}} قال: تمتعنا على عهد رسول الله {{صل}} فنزل القرآن، قال رجل برأيه ما شاء. (بخاري: 1571)
 
806- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} دخل مكة من كداء، من الثنية العليا التي بالبطحاء، وخرج من الثنية السفلى. (بخاري: 1575)
 
807- عن عائشة {{عنها}} قالت: سألت النبي {{صل}} عن الجدر، أمن البيت هو؟ قال: «نعم». قلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: «إن قومك قصرت بهم النفقة». قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: «فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض». (بخاري: 1584)
 
808- وفي رواية عنها {{عنها}}: أن النبي {{صل}} قال: «لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا، فبلغت به أساس إبراهيم». (بخاري: 1586)
 
809- عن أسامة بن زيد {{عنهما}} أنه قال: يا رسول الله، أين تنزل في دارك بمكة؟ فقال: «وهل ترك عقيل من رباع، أو دور»؟ وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب، ولم يرثه جعفر ولا علي {{عنهما}} شيئا، لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين. (بخاري: 1588)
 
810- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}} حين أراد قدوم مكة: «منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر». يعني ذلك المحصب، وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب، أو بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي {{صل}}. (بخاري: 1590)
 
811- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة». (بخاري: 1591)
 
812- عن عائشة {{عنها}} قالت: كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يوما تستر فيه الكعبة، فلما فرض الله رمضان قال رسول الله {{صل}}: «من شاء أن يصومه فليصمه، ومن شاء أن يتركه فليتركه». (بخاري: 1592)
 
813- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج». (بخاري: 1593)
 
814- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «كأني به أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا». (بخاري: 1595)
 
815- عن عمر {{عنه}}: أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي {{صل}} يقبلك ما قبلتك. (بخاري: 1597)
 
816- عن عبد الله بن أبي أوفى {{عنه}} قال: اعتمر رسول الله {{صل}} فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين، ومعه من يستره من الناس، فقال له رجل: أدخل رسول الله {{صل}} الكعبة؟ قال: لا. (بخاري: 1600)
 
817- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: إن رسول الله {{صل}} لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام، فقال رسول الله {{صل}}: «قاتلهم الله، أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط». فدخل البيت فكبر في نواحيه ولم يصل فيه. (بخاري: 1601)
 
818- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قدم رسول الله {{صل}} وأصحابه، فقال المشركون: إنه يقدم عليكم وقد وهنهم حمى يثرب، فأمرهم النبي {{صل}} أن يرملوا الأشواط الثلاثة وأن يمشوا ما بين الركنين، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم. (بخاري: 1602)
 
819- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف يخب ثلاثة أطواف من السبع. (بخاري: 1603)
 
820- عن عمر بن الخطاب {{عنه}}: أنه قال: فما لنا وللرمل، إنما كنا راءينا به المشركين وقد أهلكهم الله، ثم قال: شيء صنعه النبي {{صل}} فلا نحب أن نتركه. (بخاري: 1605)
 
821- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: ما تركت استلام هذين الركنين في شدة ولا رخاء منذ رأيت النبي {{صل}} يستلمهما. (بخاري: 1606)
 
822- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: طاف النبي {{صل}} في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن. (بخاري: 1607)
 
823- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه سأله رجل عن استلام الحجر فقال: رأيت رسول الله {{صل}} يستلمه ويقبله. فقال الرجل: أرأيت إن زحمت، أرأيت إن غلبت؟ قال: اجعل أرأيت باليمن، رأيت رسول الله {{صل}} يستلمه ويقبله. (بخاري: 1611)
 
824- عن عائشة {{عنها}}: أن أول شيء بدأ به حين قدم النبي {{صل}} أنه توضأ ثم طاف، ثم لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر وعمر {{عنهما}} مثله. (بخاري: 1614)
 
825- عن ابن عمر {{عنهما}}: حديث طواف النبي {{صل}} تقدم قريبا، وزاد في هذه الرواية: أنه كان سجد سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة. (بخاري: 1616)
 
826- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان ربط يده إلى إنسان بسير أو بخيط أو بشيء غير ذلك، فقطعه النبي {{صل}} بيده ثم قال: «قده بيده». (بخاري: 1620)
 
827- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن أبا بكر الصديق {{عنه}} بعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله {{صل}} قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط يؤذن في الناس: «ألا لايحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان». (بخاري: 1622)
 
828- عن عبد الله بن عباس {{عنهما}} قال: قدم النبي {{صل}} مكة، فطاف وسعى بين الصفا والمروة، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة. (بخاري: 1625)
 
829- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: استأذن العباس بن عبد المطلب {{عنه}} رسول الله {{صل}} أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، فأذن له. (بخاري: 1634)
 
830- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} جاء إلى السقاية فاستسقى، فقال العباس: يا فضل، اذهب إلى أمك فأت رسول الله {{صل}} بشراب من عندها. فقال: «اسقني» قال: يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم فيه، قال: «اسقني». فشرب منه، ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها، فقال: «اعملوا فإنكم على عمل صالح». ثم قال: «لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه». يعني عاتقه وأشار إلى عاتقه. (بخاري: 1635)
 
831- وعنه في رواية قال: سقيت رسول الله {{صل}} من زمزم فشرب وهو قائم. وفي رواية عنه: أنه ماكان يومئذ إلا على بعير. (بخاري: 1367)
 
832- عن عائشة {{عنها}}: أنها سألها ابن أختها عروة بن الزبير {{عنه}} عن قول الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. قال: فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة، قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل، فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسول الله {{صل}} عن ذلك، قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} الآية. قالت عائشة {{عنها}}: وقد سن رسول الله {{صل}} الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما. (بخاري: 1643)
 
833- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: كان رسول الله {{صل}} إذا طاف الطواف الأول خب ثلاثا ومشى أربعا، وكان يسعى بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة. (بخاري: 1644)
 
834- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: أهل النبي {{صل}} هو وأصحابه بالحج وليس مع أحد منهم هدي غير النبي {{صل}} وطلحة، وقدم علي من اليمن ومعه هدي فقال: أهللت بما أهل به النبي {{صل}}، فأمر النبي {{صل}} أصحابه أن يجعلوها عمرة ويطوفوا ثم يقصروا ويحلوا، إلا من كان معه الهدي، فقالوا: ننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر؟ فبلغ النبي {{صل}} فقال: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت». (بخاري: 1651)
 
835- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أنه سأله رجل فقال له: أخبرني بشيء عقلته عن النبي {{صل}} أين صلى الظهر والعصر يوم التروية؟ قال: بمنى، قال: فأين صلى العصر يوم النفر؟ قال: بالأبطح، ثم قال: افعل كما يفعل أمراؤك. (بخاري: 1653)
 
836- عن أم الفضل {{عنها}} قالت: شك الناس يوم عرفة في صوم النبي {{صل}}، فبعثت إلى النبي {{صل}} بشراب فشربه. (بخاري: 1658)
 
837- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه أتى يوم عرفة حين زالت الشمس، فصاح عند سرادق الحجاج، فخرج وعليه ملحفة معصفرة، فقال: ما لك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح إن كنت تريد السنة، قال: هذه الساعة؟ قال: نعم، قال: فأنظرني حتى أفيض على رأسي ثم أخرج، فنزل حتى خرج الحجاج، فقال له سالم بن عبد الله، وكان مع أبيه: إن كنت تريد السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف، فجعل ينظر إلى عبد الله، فلما رأى ذلك عبد الله قال: صدق. وكان عبد الملك قد كتب إلى الحجاج أن لا يخالف ابن عمر في الحج. (بخاري: 1660)
 
838- عن جبير بن مطعم {{عنه}} قال: أضللت بعيرا لي فذهبت أطلبه يوم عرفة، فرأيت النبي {{صل}} واقفا بعرفة فقلت: هذا والله من الحمس فما شأنه هاهنا. (بخاري: 1664)
 
839- عن أسامة بن زيد {{عنهما}}: أنه سئل عن سير رسول الله {{صل}} في حجة الوداع حين دفع قال: كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص. (بخاري: 1666)
 
840- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه دفع مع النبي {{صل}} يوم عرفة، فسمع النبي {{صل}} وراءه زجرا شديدا وضربا وصوتا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: «أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع». (بخاري: 1671)
 
841- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}}: أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة فقامت تصلي، فصلت ساعة ثم قالت: يا بني، هل غاب القمر؟ قال: لا، فصلت ساعة ثم قالت: يا بني هل غاب القمر؟ قال: نعم، قالت: فارتحلوا، فارتحلنا ومضينا، حتى رمت الجمرة، ثم رجعت فصلت الصبح في منزلها، فقال لها: يا هنتاه، ما أرانا إلا قد غلسنا، قالت: يا بني، إن رسول الله {{صل}} أذن للظعن. (بخاري: 1679)
 
842- عن عائشة {{عنها}} قالت: نزلنا المزدلفة، فاستأذنت النبي {{صل}} سودة أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة بطيئة، فأذن لها، فدفعت قبل حطمة الناس، وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعنا بدفعه، فلأن أكون استأذنت رسول الله {{صل}} كما استأذنت سودة أحب إلي من مفروح به. (بخاري: 1681)
 
843- عن عبد الله {{عنه}}: أنه قدم جمعا فصلى الصلاتين، كل صلاة وحدها بأذان وإقامة، والعشاء بينهما، ثم صلى الفجر حين طلع الفجر، قائل يقول: طلع الفجر، وقائل يقول: لم يطلع الفجر، ثم قال: إن رسول الله {{صل}} قال: «إن هاتين الصلاتين حولتا عن وقتهما في هذا المكان، المغرب والعشاء، فلا يقدم الناس جمعا حتى يعتموا، وصلاة الفجر هذه الساعة»، ثم وقف حتى أسفر ثم قال: لو أن أمير المؤمنين أفاض الآن أصاب السنة. فما أدري أقوله كان أسرع أم دفع عثمان {{عنه}}، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر. (بخاري: 1683)
 
844- عن عمر {{عنه}}: أنه صلى بجمع الصبح ثم وقف فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثبير، وأن النبي {{صل}} خالفهم، ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس. (بخاري: 1684)
 
845- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} رأى رجلا يسوق بدنة فقال: «اركبها». فقال: إنها بدنة، فقال: «اركبها». قال: إنها بدنة، قال: «اركبها ويلك». في الثالثة أو في الثانية. (بخاري: 1689)
 
846- عن بن عمر {{عنهما}} قال: تمتع رسول الله {{صل}} في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج، وأهدى، فساق معه الهدي من ذي الحليفة، وبدأ رسول الله {{صل}} فأهل بالعمرة ثم أهل بالحج، فتمتع الناس مع النبي {{صل}} بالعمرة إلى الحج، فكان من الناس من أهدى فساق الهدي، ومنهم من لم يهد، فلما قدم النبي {{صل}} مكة قال للناس: «من كان منكم أهدى فإنه لا يحل لشيء حرم منه حتى يقضي حجه، ومن لم يكن منكم أهدى فليطف بالبيت وبالصفا والمروة وليقصر وليحلل ثم ليهل بالحج، فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله». (بخاري: 1691)
 
847- عن المسور بن مخرمة ومروان {{عنهما}} قالا: خرج النبي {{صل}} زمن الحديبية من المدينة في بضع عشرة مائة من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد النبي {{صل}} الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة. (بخاري: 1694، 1695)
 
848- عن عائشة {{عنها}}: أنها بلغها: أن عبد الله بن عباس {{عنهما}} قال: من أهدى هديا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه، فقالت عائشة {{عنها}}: ليس كما قال، أنا فتلت قلائد هدي رسول الله {{صل}} بيدي، ثم قلدها رسول الله {{صل}} بيديه، ثم بعث بها مع أبي، فلم يحرم على رسول الله {{صل}} شيء أحله الله له حتى نحر الهدي. (بخاري: 1700)
 
849- وعنها {{عنها}} في رواية: أن النبي {{صل}} أهدى غنما. (بخاري: 1701)
 
850- وفي رواية: أنه {{صل}} قلد الغنم ويقيم في أهله حلالا عندي. (بخاري: 1702)
 
851- وفي رواية عنها قالت: فتلت قلائدها من عهن كان عندي. (بخاري: 1705)
 
852- عن علي {{عنه}} قال: أمرني رسول الله {{صل}} أن أتصدق بجلال البدن التي نحرت وبجلودها. (بخاري: 1707)
 
853- عن عائشة {{عنها}} تقول: خرجنا مع رسول الله {{صل}} لخمس بقين من ذي القعدة. تقدم وفي هذه الرواية زيادة: فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قال: نحر رسول الله {{صل}} عن أزواجه. (بخاري: 1707)
 
854- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أنه كان ينحر في المنحر. يعني منحر رسول الله {{صل}}. (بخاري: 1710)
 
855- وعنه {{عنه}}: أنه رأى رجلا قد أناخ بدنته ينحرها، قال: ابعثها قياما مقيدة سنة محمد {{صل}}. (بخاري: 1713)
 
856- عن علي {{عنه}} قال: أمرني النبي {{صل}} أن أقوم على البدن ولا أعطي عليها شيئا في جزارتها. (بخاري: 1716)
 
857- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: كنا لا نأكل من لحوم بدننا فوق ثلاث منى، فرخص لنا النبي {{صل}} فقال: «كلوا وتزودوا» فأكلنا وتزودنا. (بخاري: 1719)
 
858- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: حلق رسول الله {{صل}} في حجته. (بخاري: 1726)
 
859- وعنه {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «اللهم ارحم المحلقين» قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: «اللهم ارحم المحلقين» قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: «والمقصرين». (بخاري: 1727)
 
860- عن أبي هريرة {{عنه}} مثل ذلك إلا أنه قال: «اغفر» بدل ارحم، قالها ثلاثا قال: «وللمقصرين».
 
861- عن معاوية {{عنه}} قال: قصرت عن رسول الله {{صل}} بمشقص. (بخاري: 1730)
 
862- عن ابن عمر {{عنهما}} أنه سأله رجل: متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك فارمه، فأعدت عليه المسألة قال: كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا. (بخاري: 1746)
 
863- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} أنه رمى من بطن الوادي فقيل له: إن ناسا يرمونها من فوقها، فقال: والذي لا إله غيره هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة {{صل}}. (بخاري: 1747)
 
864- وعنه {{عنه}} أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى جعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ورمى بسبع وقال: هكذا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة {{صل}}.
 
865- عن ابن عمر {{عنهما}} أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال فيستهل ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها، ثم ينصرف فيقول: هكذا رأيت النبي {{صل}} يفعله. (بخاري: 1751)
 
866- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض. (بخاري: 1755)
 
867- عن أنس بن مالك {{عنه}} أن النبي {{صل}} صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم رقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به. (بخاري: 1756)
 
868- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: رخص للحائض أن تنفر إذا أفاضت. قال: وسمعت ابن عمر يقول: إنها لا تنفر، ثم سمعته يقول بعد: إن النبي {{صل}} رخص لهن. (بخاري: 1760 - 1761)
 
869- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله {{صل}}. (بخاري: 1766)
 
870- عن ابن عمر {{عنهما}} أنه كان إذا أقبل بات بذي طوى حتى إذا أصبح دخل، وإذا نفر مر بذي طوى وبات بها حتى يصبح، وكان يذكر أن النبي {{صل}} كان يفعل ذلك. (بخاري: 1769)
 
==كتاب العمرة==
 
871- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». (بخاري: 1773)
 
872- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه سئل عن العمرة قبل الحج، فقال: لا بأس وقال: اعتمر النبي {{صل}} قبل أن يحج. (بخاري: 1774)
 
873- وعنه {{عنه}} أنه قيل له: كم اعتمر رسول الله {{صل}} قال: أربعا إحداهن في رجب، قال السائل: فقلت لعائشة: يا أماه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول إن رسول الله {{صل}} اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب، قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده، وما اعتمر في رجب قط. (بخاري: 1776)
 
874- عن أنس {{عنه}} أنه سئل: كم اعتمر النبي {{صل}}؟ قال: أربعا: عمرة الحديبية في ذي القعدة حيث صده المشركون، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة حيث صالحهم، وعمرة الجعرانة إذ قسم غنيمة -أراه- حنين. قلت: كم حج؟ قال: واحدة. (بخاري: 1778)
 
875- وفي رواية أنه اعتمر النبي {{صل}} حيث ردوه ومن القابل عمرة الحديبية وعمرة في ذي القعدة وعمرة مع حجته. (بخاري: 1779)
 
876- عن البراء بن عازب {{عنه}} قال: اعتمر رسول الله {{صل}} في ذي القعدة قبل أن يحج مرتين. (بخاري: 1781)
 
877- عن عبد الرحمن بن أبي بكر {{عنهما}} أن النبي {{صل}} أمره أن يردف عائشة ويعمرها من التنعيم. وأن سراقة بن مالك بن جعشم {{عنه}} لقي النبي {{صل}} بالعقبة وهو يرميها فقال: ألكم هذه خاصة يا رسول الله؟ قال: «لا بل للأبد». (بخاري: 1784، 1785)
 
878- حديث عائشة {{عنها}} في الحج تكرر كثيرا وقد تقدم بتمامه. وعنها في رواية: أن النبي {{عنه}} قال لها في العمرة: «ولكنها على قدر نفقتك، أو نصبك». (بخاري: 1787)
 
879- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}} أنها كانت كلما مرت بالحجون تقول: صلى الله على رسوله محمد، لقد نزلنا معه هاهنا ونحن يومئذ خفاف قليل ظهرنا قليلة أزوادنا، فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان، فلما مسحنا البيت أحللنا ثم أهللنا من العشي بالحج. (بخاري: 1796)
 
880- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} أن رسول الله {{صل}} كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده». (بخاري: 1797)
 
881- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: لما قدم النبي {{صل}} مكة استقبلته أغيلمة بني عبد المطلب فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه. (بخاري: 1798)
 
882- عن أنس {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} لا يطرق أهله، كان لا يدخل إلا غدوة أو عشية. (بخاري: 1800)
 
883- عن جابر {{عنه}} قال: نهى النبي {{صل}} أن يطرق أهله ليلا. (بخاري: 1801)
 
884- عن أنس {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابة حركها. وزاد في رواية: من حبها. (بخاري: 1802)
 
885- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله». (بخاري: 1804)
 
==كتاب المحصر==
 
886- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قد أحصر رسول الله {{صل}} فحلق رأسه وجامع نساءه ونحر هديه حتى اعتمر عاما قابلا. (بخاري: 1809)
 
887- عن ابن عمر {{عنهما}} يقول: أليس حسبكم سنة رسول الله {{صل}}، إن حبس أحدكم عن الحج طاف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل من كل شيء حتى يحج عاما قابلا فيهدي أو يصوم إن لم يجد هديا. (بخاري: 1810)
 
888- عن المسور {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} نحر قبل أن يحلق وأمر أصحابه بذلك. (بخاري: 1811)
 
889- عن كعب بن عجرة {{عنه}} قال: وقف علي رسول الله {{صل}} بالحديبية ورأسي يتهافت قملا فقال: «يؤذيك هوامك؟» قلت: نعم، قال: «فاحلق رأسك - أو قال: احلق» قال: في نزلت هذه الآية: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه} إلى آخرها، فقال النبي {{صل}}: «صم ثلاثة أيام أو تصدق بفرق بين ستة أو انسك بما تيسر». (بخاري: 1815)
 
890- وعنه {{عنه}} في رواية قال: نزلت في خاصة وهي لكم عامة.
 
==كتاب جزاء الصيد==
 
891- عن أبي قتادة {{عنه}} قال: انطلقنا مع النبي {{صل}} عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم أحرم، فأنبئنا بعدو بغيقة فتوجهنا نحوهم، فبصر أصحابي بحمار وحش فجعل بعضهم يضحك إلى بعض، فنظرت فرأيته فحملت عليه الفرس فطعنته فأثبته، فاستعنتهم فأبوا أن يعينوني، فأكلنا منه ثم لحقت برسول الله {{صل}} وخشينا أن نقتطع، أرفع فرسي شأوا وأسير عليه شأوا، فلقيت رجلا من بني غفار في جوف الليل فقلت: أين تركت رسول الله {{صل}}؟ فقال: تركته بتعهن وهو قائل السقيا، فلحقت برسول الله {{صل}} حتى أتيته فقلت: يا رسول الله إن أصحابك أرسلوا يقرءون عليك السلام ورحمة الله وبركاته، وإنهم قد خشوا أن يقتطعهم العدو دونك فانظرهم، ففعل، فقلت: يا رسول الله إنا اصدنا حمار وحش وإن عندنا فاضلة فقال رسول الله {{صل}} لأصحابه: «كلوا» وهم محرمون. (بخاري: 1821)
 
892- وعنه في رواية: أنهم لما أتوا رسول الله {{صل}} قال: «أمنكم أحد أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها» قالوا: لا، قال: «فكلوا ما بقي من لحمها». (بخاري: 1824)
 
893- عن أبي قتادة {{عنه}} قال: كنا مع النبي {{صل}} بالقاحة من المدينة على ثلاث، ومنا المحرم ومنا غير المحرم، الحديث. (بخاري: 1823)
 
894- عن عبد الله بن عباس {{عنهما}} عن الصعب بن جثامة الليثي {{عنه}} أنه أهدى لرسول الله {{صل}} حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان فرده عليه، فلما رأى ما في وجهه قال: «إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم». (بخاري: 1825)
 
895- عن عائشة {{عنها}} أن رسول الله {{صل}} قال: «خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحرم: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور». (بخاري: 1829)
 
896- عن عبد الله {{عنه}} قال: بينما نحن مع النبي {{صل}} في غار بمنى إذ نزل عليه {والمرسلات} وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها، إذ وثبت علينا حية، فقال النبي {{صل}}: «اقتلوها» فابتدرناها فذهبت، فقال النبي {{صل}}: «وقيت شركم كما وقيتم شرها». (بخاري: 1830)
 
897- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} أن رسول الله {{صل}} قال للوزغ: «فويسق» ولم أسمعه أمر بقتله. (بخاري: 1831)
 
898- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}} يوم افتتح مكة: «لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا». (بخاري: 1834)
 
899- عن ابن بحينة {{عنه}} قال: احتجم النبي {{صل}} وهو محرم بلحي جمل في وسط رأسه. (بخاري: 1836)
 
900- عن ابن عباس {{عنهما}} أن النبي {{صل}} تزوج ميمونة وهو محرم. (بخاري: 1836)
 
901- عن أبي أيوب الأنصاري أنه قيل له: كيف كان رسول الله {{صل}} يغسل رأسه وهو محرم؟ فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه، ثم قال لإنسان يصب عليه: اصبب، فصب على رأسه، ثم حرك رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر وقال: هكذا رأيته {{صل}} يفعل. (بخاري: 1840)
 
902- عن أنس بن مالك {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال: إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: «اقتلوه». (بخاري: 1846)
 
903- عن ابن عباس {{عنهما}} أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي {{صل}} فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: «نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضية؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء». (بخاري: 1852)
 
904- عن السائب بن يزيد {{عنه}} قال: حج بي مع رسول الله {{صل}} وأنا ابن سبع سنين. (بخاري: 1858)
 
905- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: لما رجع النبي {{صل}} من حجته قال لأم سنان الأنصارية: «ما منعك من الحج؟» قالت: أبو فلان -تعني زوجها- كان له ناضحان حج على أحدهما والآخر يسقي أرضا لنا، قال: «فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي». (بخاري: 1863)
 
906- عن أبي سعيد {{عنه}} وقد غزا مع النبي {{صل}} ثنتي عشرة غزوة قال: أربع سمعتهن من رسول الله {{صل}} أو قال: يحدثهن عن النبي {{صل}} فأعجبنني وآنقنني: «أن لا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذو محرم، ولا صوم يومين الفطر والأضحى، ولا صلاة بعد صلاتين بعد العصر حتى تغرب الشمس وبعد الصبح حتى تطلع الشمس، ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي ومسجد الأقصى». (بخاري: 1864)
 
907- عن أنس {{عنه}} أن النبي {{صل}} رأى شيخا يهادى بين ابنيه قال: «ما بال هذا؟» قالوا: نذر أن يمشي، قال: «إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني» وأمره أن يركب. (بخاري: 1865)
 
908- عن عقبة بن عامر {{عنه}} قال: نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله وأمرتني أن أستفتي لها النبي {{صل}} فاستفتيته فقال {{صل}}: «لتمش ولتركب». (بخاري: 1866)
 
==فضائل المدينة==
 
909- عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «المدينة حرم من كذا إلى كذا، لا يقطع شجرها ولا يحدث فيها حدث، من أحدث حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». (بخاري: 1867)
 
910- عن أبي هريرة {{عنه}} أن النبي {{صل}} قال: «حرم ما بين لابتي المدينة على لساني» قال: وأتى النبي {{صل}} بني حارثة فقال: «أراكم يا بني حارثة قد خرجتم من الحرم» ثم التفت فقال: «بل أنتم فيه». (بخاري: 1869)
 
911- عن علي {{عنه}} قال: ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي {{صل}}: «المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا، من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل» وقال: «ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل». (بخاري: 1870)
 
912- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد». (بخاري: 1871)
 
913- عن أبي حميد {{عنه}} أقبلنا مع النبي {{صل}} من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال: «هذه طابة». (بخاري: 1872)
 
914- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف» يريد عوافي السباع والطير «وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما». (بخاري: 1874)
 
915- عن سفيان بن أبي زهير {{عنه}} أنه قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وتفتح الشأم فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون». (بخاري: 1875)
 
916- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها». (بخاري: 1876)
 
917- عن سعد {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء». (بخاري: 1877)
 
918- عن أسامة {{عنه}} قال: أشرف النبي {{صل}} على أطم من آطام المدينة فقال: «هل ترون ما أرى، إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر». (بخاري: 1878)
 
919- عن أبي بكرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان». (بخاري: 1879)
 
920- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال». (بخاري: 1880)
 
921- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق». (بخاري: 1881)
 
922- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: حدثنا رسول الله {{صل}} حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا به أن قال: «يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، ينزل بعض السباخ التي بالمدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس -أو من خير الناس- فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله {{صل}} حديثه، فيقول الدجال: أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: أقتله. فلا يسلط عليه». (بخاري: 1882)
 
923- عن جابر {{عنه}} جاء أعرابي النبي {{صل}} فبايعه على الإسلام فجاء من الغد محموما فقال: أقلني، فأبى ثلاث مرار فقال: «المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها». (بخاري: 1883)
 
924- عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة». (بخاري: 1885)
 
925- عن عائشة {{عنها}} قالت: لما قدم رسول الله {{صل}} المدينة وعك أبو بكر وبلال، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
 
كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
 
وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول:
 
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
 
وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
 
قال: اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء. ثم قال رسول الله {{صل}}: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا، وصححها لنا، وانقل حماها إلى الجحفة» قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، قالت: فكان بطحان يجري نجلا. تعني ماء آجنا. (بخاري: 1889)
 
==كتاب الصوم==
 
926- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم -مرتين- والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها». (بخاري: 4981)
 
927- عن سهل {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد».
 
928- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة» فقال أبو بكر {{عنه}}: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: «نعم وأرجو أن تكون منهم». (بخاري: 1897)
 
929- وعنه {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة». (بخاري: 1898)
 
930- وفي رواية عنه قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين». (بخاري: 1899)
 
931- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له» يعني هلال رمضان. (بخاري: 1900)
 
932- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». (بخاري: 1903)
 
933- وعنه {{عنه}} الحديث المتقدم: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به» وقال في آخره: «للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه». (بخاري: 1904)
 
934- عن عبد الله {{عنه}} قال: كنا مع النبي {{صل}} فقال: «من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». (بخاري: 1905)
 
935- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} أن رسول الله {{صل}} قال: «الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين». (بخاري: 1907)
 
936- عن أم سلمة {{عنها}} أن النبي {{صل}} آلى من نسائه شهرا فلما مضى تسعة وعشرون يوما غدا أو راح، فقيل له: إنك حلفت أن لا تدخل شهرا فقال: «إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما». (بخاري: 1910)
 
937- عن أبي بكرة عن النبي {{صل}} قال: «شهران لا ينقصان شهرا عيد رمضان وذو الحجة». (بخاري: 1912)
 
938- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} أنه قال: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا» يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين. (بخاري: 1913)
 
939- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم». (بخاري: 1914)
 
940- عن البراء {{عنه}} قال: كان أصحاب محمد {{صل}} إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: أعندك طعام؟ قالت لا ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي {{صل}} فنزلت هذه الآية: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} ففرحوا بها فرحا شديدا ونزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}. (بخاري: 1915)
 
941- عن عدي بن حاتم {{عنه}} قال: لما نزلت: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله {{صل}} فذكرت له ذلك فقال: «إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار». (بخاري: 1916)
 
942- عن زيد بن ثابت {{عنه}} قال: تسحرنا مع النبي {{صل}} ثم قام إلى الصلاة قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية. (بخاري: 1921)
 
943- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «تسحروا فإن في السحور بركة». (بخاري: 1923)
 
944- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} أن النبي {{صل}} بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء: «إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل». (بخاري: 1924)
 
945- عن عائشة وأم سلمة {{عنهما}} أن رسول الله {{صل}} كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم. (بخاري: 1925)
 
946- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه. (بخاري: 1927)
 
947- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه». (بخاري: 1933)
 
948- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: بينما نحن جلوس عند النبي {{صل}} إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت، قال: «ما لك؟» قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله {{صل}}: «هل تجد رقبة تعتقها؟» قال: لا، قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا، فقال: «فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟» قال: لا، قال: فمكث النبي {{صل}} فبينا نحن على ذلك أتي النبي {{صل}} بعرق فيها تمر والعرق المكتل قال: «أين السائل؟» فقال: أنا، قال: «خذها فتصدق به» فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي {{صل}} حتى بدت أنيابه ثم قال: «أطعمه أهلك».
 
949- عن ابن عباس {{عنهما}} أن النبي {{صل}} احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم. (بخاري: 1938)
 
950- عن بن أبي أوفى {{عنه}} قال: كنا مع رسول الله {{صل}} في سفر فقال لرجل: «انزل فاجدح لي» قال: يا رسول الله الشمس قال: «انزل فاجدح لي» قال: يا رسول الله الشمس قال: «انزل فاجدح لي» فنزل فجدح له فشرب ثم رمى بيده هاهنا ثم قال: «إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم». (بخاري: 1941)
 
951- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}}: أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي {{صل}}: أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام فقال: «إن شئت فصم وإن شئت فأفطر». (بخاري: 1943)
 
952- عن ابن عباس {{عنهما}} أن رسول الله {{صل}} خرج إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ الكديد أفطر فأفطر الناس. (بخاري: 1944)
 
953- عن أبي الدرداء {{عنه}} قال: خرجنا مع النبي {{صل}} في بعض أسفاره في يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا ما كان من النبي {{صل}} وابن رواحة. (بخاري: 1945)
 
954- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: كان رسول الله {{صل}} في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال: «ما هذا؟» فقالوا: صائم، فقال: «ليس من البر الصوم في السفر». (بخاري: 1946)
 
955- عن أنس بن مالك قال: كنا نسافر مع النبي {{صل}} فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. (بخاري: 1947)
 
956- عن عائشة {{عنها}} أن رسول الله {{صل}} قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه». (بخاري: 1952)
 
957- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: جاء رجل إلى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ قال: «نعم، فدين الله أحق أن يقضى». (بخاري: 1953)
 
958- حديث عبد الله بن أبي أوفى {{عنه}} وقول النبي: «انزل فاجدح لنا» تقدم قريبا وفي هذه الرواية: «إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم» وأشار بإصبعه قبل المشرق. (بخاري: 1956)
 
959- عن سهل بن سعد {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر». (بخاري: 1957)
 
960- عن أسماء بنت أبي بكر الصديق {{عنهما}} قالت: أفطرنا على عهد النبي {{صل}} يوم غيم ثم طلعت الشمس. (بخاري: 1959)
 
961- عن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبي {{صل}} غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: «من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم» قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. (بخاري: 1960)
 
962- عن أبي سعيد {{عنه}} أنه سمع النبي {{صل}} يقول: «لا تواصلوا فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر». (بخاري: 1963)
 
963- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: نهى رسول الله {{صل}} عن الوصال في الصوم، فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله؟ قال: «وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقين». فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال: «لو تأخر لزدتكم» كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا. (بخاري: 1965)
 
964- وفي رواية عنه قال لهم: «فاكلفوا من العمل ما تطيقون». (بخاري: 1966)
 
965- عن أبي جحيفة {{عنه}} قال: آخى النبي {{صل}} بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال: كل، قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي {{صل}} فذكر ذلك له فقال النبي {{صل}}: «صدق سلمان». (بخاري: 1968)
 
966- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله {{صل}} استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان. (بخاري: 1969)
 
967- وعنها {{عنها}} وفي رواية زيادة: وكان يقول: «خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا» وأحب الصلاة إلى النبي {{صل}} ما دووم عليه وإن قلت، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها. (بخاري: 1970)
 
968- عن أنس {{عنه}} وقد سئل عن صيام النبي {{صل}} فقال: ما كنت أحب أن أراه من الشهر صائما إلا رأيته ولا مفطرا إلا رأيته ولا من الليل قائما إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته ولا مسست خزة ولا حريرة ألين من كف رسول الله {{صل}} ولا شممت مسكة ولا عبيرة أطيب رائحة من رائحة رسول الله {{صل}}.
 
969- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص {{عنهما}} تقدم وقال في هذه الرواية: فكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة النبي {{صل}}.
 
970- وفي رواية عنه: أنه لما ذكر صيام داود عليه السلام قال: «وكان ولا يفر إذا لاقى» قال عبد الله: من لي بهذه يا نبي الله؟ قال النبي {{صل}}: «لا صام من صام الأبد» مرتين. (بخاري: 1977)
 
971- عن أنس {{عنه}} دخل النبي {{صل}} على أم سليم فأتته بتمر وسمن قال: «أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه، فإني صائم» ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خويصة قال: «ما هي؟» قالت: خادمك أنس، فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به قال: «اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فيه» فإني لمن أكثر الأنصار مالا، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومائة. (بخاري: 1982)
 
972- عن عمران بن حصين {{عنهما}} عن النبي {{صل}}: أنه سأله أو سأل رجلا فقال: «يا أبا فلان أما صمت سرر هذا الشهر؟» قال الرجل: لا يا رسول الله، قال: «فإذا أفطرت فصم يومين» وفي رواية عنه قال: «من سرر شعبان». (بخاري: 1983)
 
973- عن جابر {{عنه}}: نهى النبي {{صل}} عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم. (بخاري: 1984)
 
974- عن جويرية بنت الحارث {{عنها}} أن النبي {{صل}} دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: «أصمت أمس؟» قالت: لا، قال: «تريدين أن تصومي غدا؟» قالت: لا، قال: «فأفطري». (بخاري: 1986)
 
975- عن عائشة {{عنها}} أنها سئلت: هل كان رسول الله {{صل}} يختص من الأيام شيئا؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يطيق ما كان رسول الله {{صل}} يطيق. (بخاري: 1987)
 
976- عن عائشة وابن عمر {{عنهما}} قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي. (بخاري: 1997 - 1998)
 
977- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله {{صل}} يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه. (بخاري: 2002)
 
978- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قدم النبي {{صل}} المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم» فصامه وأمر بصيامه.
 
==كتاب صلاة التراويح==
 
979- عن عائشة {{عنها}} أن رسول الله {{صل}} خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال بصلاته. تقدم هذا الحديث في كتاب الصلاة وبينهما مخالفة في اللفظ وقال في آخر هذه الرواية: فتوفي رسول الله {{صل}} والأمر على ذلك. (بخاري: 2012)
 
==كتاب فضل ليلة القدر==
 
980- عن ابن عمر {{عنهما}} أن رجالا من أصحاب النبي {{صل}} أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله {{صل}}: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر». (بخاري: 2015)
 
981- عن أبي سعيد {{عنه}} قال: اعتكفنا مع النبي {{صل}} العشر الأوسط من رمضان فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال: «إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها -أو نسيتها- فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين فمن كان اعتكف مع رسول الله {{صل}} فليرجع». فرجعنا وما نرى في السماء قزعة فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد وكان من جريد النخل وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله {{صل}} يسجد في الماء والطين حتى رأيت أثر الطين في جبهته. (بخاري: 2016)
 
982- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى». (بخاري: 2021)
 
983- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «هي في العشر الأواخر، هي في تسع يمضين أو في سبع يبقين» يعني ليلة القدر. (بخاري: 2022)
 
984- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. (بخاري: 2024)
 
==كتاب الاعتكاف==
 
985- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}}: أن النبي {{صل}} كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده. (بخاري: 2026)
 
986- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} قالت: وإن كان رسول الله {{صل}} ليدخل علي رأسه وهو في المسجد فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا. (بخاري: 2029)
 
987- عن عمر {{عنه}}: أنه سأل النبي {{صل}} قال: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟ قال: «فأوف بنذرك». (بخاري: 2032)
 
988- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} أراد أن يعتكف، فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف إذا أخبية: خباء عائشة وخباء حفصة وخباء زينب، فقال: «أالبر تقولون بهن»؟ ثم انصرف فلم يعتكف حتى اعتكف عشرا من شوال. (بخاري: 2034)
 
989- عن صفية زوج النبي {{صل}}: أنها جاءت إلى رسول الله {{صل}} تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب فقام النبي {{صل}} معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله {{صل}} فقال لهما النبي {{صل}}: «على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي». فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما، فقال النبي {{صل}}: «إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا». (بخاري: 2035)
 
990- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما. (بخاري: 2044)
 
==كتاب البيوع==
 
991- عن عبد الرحمن بن عوف {{عنه}} قال: لما قدمنا المدينة آخى رسول الله {{صل}} بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد بن الربيع: إني أكثر الأنصار مالا فأقسم لك نصف مالي، وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها فإذا حلت تزوجتها، قال: فقال له عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك، هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع، قال: فغدا إليه عبد الرحمن فأتى بأقط وسمن، قال: ثم تابع الغدو فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة، فقال رسول الله {{صل}}: «تزوجت»؟ قال: نعم، قال: «ومن»؟ قال: امرأة من الأنصار، قال: «كم سقت»؟ قال: زنة نواة من ذهب أو نواة من ذهب، فقال له النبي {{صل}}: «أولم ولو بشاة». (بخاري: 2048)
 
992- عن النعمان بن بشير {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما شبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله، من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه». (بخاري: 2051)
 
993- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه، قالت: فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص وقال: ابن أخي قد عهد إلي فيه، فقام عبد بن زمعة فقال: أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه، فتساوقا إلى النبي {{صل}}، فقال سعد: يا رسول الله ابن أخي كان قد عهد إلي فيه، فقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه، فقال رسول الله {{صل}}: «هو لك يا عبد بن زمعة» ثم قال النبي {{صل}}: «الولد للفراش وللعاهر الحجر». ثم قال لسودة بنت زمعة زوج النبي {{صل}}: «احتجبي منه» لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقي الله. (بخاري: 2053)
 
994- عن عائشة {{عنها}}: أن قوما قالوا: يا رسول الله، إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا، فقال رسول الله {{صل}}: «سموا الله عليه وكلوه». (بخاري: 2057)
 
995- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام». (بخاري: 2059)
 
996- عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا: كنا تاجرين على عهد رسول الله {{صل}} فسألنا رسول الله {{صل}} عن الصرف فقال: «إن كان يدا بيد فلا بأس، وإن كان نساء فلا يصلح». (بخاري: 2061)
 
997- عن أبي موسى الأشعري {{عنه}}: أنه استأذن على عمر بن الخطاب {{عنه}} فلم يؤذن له، وكأنه كان مشغولا، فرجع أبو موسى، ففرغ عمر فقال: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس ائذنوا له، قيل: قد رجع، فدعاه فقال: كنا نؤمر بذلك، فقال: تأتيني على ذلك بالبينة، فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم. فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري، فذهب بأبي سعيد الخدري فقال عمر: أخفي هذا علي من أمر رسول الله {{صل}}، ألهاني الصفق بالأسواق، يعني الخروج إلى تجارة. (بخاري: 2062)
 
998- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه». (بخاري: 2067)
 
999- عن أنس {{عنه}}: أنه مشى إلى النبي {{صل}} بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد رهن النبي {{صل}} درعا له بالمدينة عند يهودي وأخذ منه شعيرا لأهله، ولقد سمعته يقول: «ما أمسى عند آل محمد {{صل}} صاع بر ولا صاع حب» وإن عنده لتسع نسوة. (بخاري: 2069)
 
1000- عن المقدام {{عنه}} عن رسول الله {{صل}} قال: «ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده». (بخاري: 2072)
 
1001- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى». (بخاري: 2076)
 
1002- عن حذيفة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم قالوا: أعملت من الخير شيئا؟ قال: كنت آمر فتياني أن ينظروا ويتجاوزوا عن الموسر، فتجاوز الله عنه». (بخاري: 2077)
 
1003- عن حكيم بن حزام {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا» أو قال: «حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما». (بخاري: 2079)
 
1004- عن أبي سعيد {{عنه}} قال: كنا نرزق تمر الجمع، وهو الخلط من التمر، وكنا نبيع صاعين بصاع، فقال النبي {{صل}}: «لا صاعين بصاع ولا درهمين بدرهم». (بخاري: 2080)
 
1005- عن عون بن أبي جحيفة قال: رأيت أبي اشترى عبدا حجاما فأمر بمحاجمه فكسرت، فسألته فقال: نهى النبي {{صل}} عن ثمن الكلب وثمن الدم، ونهى عن الواشمة والموشومة، وآكل الربا وموكله، ولعن المصور. (بخاري: 2086)
 
1006- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة». (بخاري: 2087)
 
1007- عن خباب {{عنه}} قال: كنت قينا في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه قال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد {{صل}}. فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث، قال: دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مالا وولدا فأقضيك، فنزلت: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا}. (بخاري: 2091)
 
1008- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: إن خياطا دعا رسول الله {{صل}} لطعام صنعه، قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله {{صل}} إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله {{صل}} خبزا ومرقا فيه دباء وقديد، فرأيت النبي {{صل}} يتتبع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ. (بخاري: 2092)
 
1009- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: كنت مع النبي {{صل}} في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيا، فأتى علي النبي {{صل}} فقال: «جابر»؟ فقلت: نعم، قال: «ما شأنك»؟ قلت: أبطأ علي جملي وأعيا فتخلفت، فنزل يحجنه بمحجنه، ثم قال: «اركب» فركبت فلقد رأيته أكفه عن رسول الله {{صل}}، قال: «تزوجت»؟ قلت: نعم. قال: «بكرا أم ثيبا»؟ قلت: بل ثيبا، قال: «أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك»؟ قلت: إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن، قال: «أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس» ثم قال: «أتبيع جملك»؟ قلت: نعم، فاشتراه مني بأوقية، ثم قدم رسول الله {{صل}} قبلي وقدمت بالغداة، فجئنا إلى المسجد، فوجدته على باب المسجد، قال: «أالآن قدمت»؟ قلت: نعم. قال: «فدع جملك، فادخل فصل ركعتين». فدخلت فصليت، فأمر بلالا أن يزن له أوقية، فوزن لي بلال فأرجح لي في الميزان، فانطلقت حتى وليت فقال: «ادع لي جابرا» قلت: الآن يرد علي الجمل، ولم يكن شيء أبغض إلي منه، قال: «خذ جملك، ولك ثمنه». (بخاري: 2097)
 
1010- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أنه اشترى إبلا هيما من رجل وله فيها شريك، فجاء شريكه إلى ابن عمر فقال له: إن شريكي باعك إبلا هيما ولم يعرفك. قال: فاستقها، قال: فلما ذهب يستاقها، فقال: دعها، رضينا بقضاء رسول الله {{صل}}: «لا عدوى». (بخاري: 2099)
 
1011- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: حجم أبو طيبة رسول الله {{صل}} فأمر له بصاع من تمر وأمر أهله أن يخففوا من خراجه. (بخاري: 2102)
 
1012- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: احتجم النبي {{صل}} وأعطى الذي حجمه، ولو كان حراما لم يعطه. (بخاري: 2103)
 
1013- عن عائشة أم المؤمنين {{عنها}}: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله {{صل}} قام على الباب فلم يدخله، فعرفت في وجهه الكراهية فقلت: يا رسول الله، أتوب إلى الله وإلى رسوله {{صل}}، ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله {{صل}}: «ما بال هذه النمرقة؟» قلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله {{صل}}: «إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحيوا ما خلقتم» وقال: «إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة». (بخاري: 2105)
 
1014- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: كنا مع النبي {{صل}} في سفر فكنت على بكر صعب لعمر، فكان يغلبني فيتقدم أمام القوم فيزجره عمر ويرده، ثم يتقدم فيزجره عمر ويرده، فقال النبي {{صل}} لعمر: «بعنيه» قال: هو لك يا رسول الله. قال: «بعنيه». فباعه من رسول الله {{صل}}، فقال النبي {{صل}}: «هو لك يا عبد الله بن عمر تصنع به ما شئت». (بخاري: 2115)
 
1015- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رجلا ذكر للنبي {{صل}} أنه يخدع في البيوع، فقال: «إذا بايعت فقل: لا خلابة». (بخاري: 2117)
 
1016- عن عائشة {{عنها}} قالت: قال رسول الله {{صل}}: «يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم». قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: «يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم». (بخاري: 2118)
 
1017- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} في السوق فقال رجل: يا أبا القاسم، فالتفت إليه النبي {{صل}} فقال: إنما دعوت هذا، فقال النبي {{صل}}: «سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي». (بخاري: 2120)
 
1018- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: خرج النبي {{صل}} في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة، فقال: «أثم لكع أثم لكع؟» فحبسته شيئا، فظننت أنها تلبسه سخابا أو تغسله، فجاء يشتد حتى عانقه وقبله، وقال: «اللهم أحببه وأحب من يحبه». (بخاري: 2122)
 
1019- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنهم كانوا يشترون الطعام من الركبان على عهد النبي {{صل}} فيبعث عليهم من يمنعهم أن يبيعوه حيث اشتروه حتى ينقلوه حيث يباع الطعام. (بخاري: 2123)
 
1020- وقال ابن عمر {{عنهما}}: نهى النبي {{صل}} أن يباع الطعام إذا اشتراه حتى يستوفيه. (بخاري: 2124)
 
1021- عن عبد الله بن عمرو بن العاص {{عنهما}}: أنه سئل عن صفة رسول الله {{صل}} في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا. (بخاري: 2125)
 
1022- عن جابر {{عنه}} قال: توفي عبد الله بن عمرو بن حرام وعليه دين، فاستعنت النبي {{صل}} على غرمائه أن يضعوا من دينه، فطلب النبي {{صل}} إليهم فلم يفعلوا، فقال لي النبي {{صل}}: «اذهب فصنف تمرك أصنافا، العجوة على حدة وعذق زيد على حدة، ثم أرسل إلي» ففعلت ثم أرسلت إلى النبي {{صل}}، فجاء فجلس على أعلاه أو في وسطه ثم قال: «كل للقوم» فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء. (بخاري: 2127)
 
1023- عن المقدام بن معدي كرب {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «كيلوا طعامكم يبارك لكم». (بخاري: 2128)
 
1024- عن عبد الله بن زيد {{عنه}} عن النبي {{صل}}: «أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة». (بخاري: 2129)
 
1025- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: رأيت الذين يشترون الطعام مجازفة يضربون على عهد رسول الله {{صل}} أن يبيعوه حتى يؤووه إلى رحالهم. (بخاري: 2131)
 
1026- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} نهى أن يبيع الرجل طعاما حتى يستوفيه، قيل لابن عباس: كيف ذاك؟ قال: ذاك دراهم بدراهم والطعام مرجأ». (بخاري: 2132)
 
1027- عن عمر بن الخطاب {{عنه}} يخبر عن رسول الله {{صل}} قال: «الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء، والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء». (بخاري: 2134)
 
1028- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: نهى رسول الله {{صل}} أن يبيع حاضر لباد، ولا تناجشوا ولا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها. (بخاري: 2140)
 
1029- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أن رجلا أعتق غلاما له عن دبر فاحتاج، فأخذه النبي {{صل}} فقال: «من يشتريه مني»؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله بكذا وكذا، فدفعه إليه. (بخاري: 2141)
 
1030- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} نهى عن بيع حبل الحبلة، وكان بيعا يتبايعه أهل الجاهلية، كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم تنتج التي في بطنها. (بخاري: 2143)
 
1031- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}}: «لا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بعد أن يحتلبها، إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاع تمر». (بخاري: 2148)
 
1032- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب، ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرب، ثم إن زنت الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر». (بخاري: 2152)
 
1033- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا تلقوا الركبان ولا يبع حاضر لباد» قال الراوي لابن عباس: ما قوله: «لا يبيع حاضر لباد» قال: لا يكون له سمسارا. (بخاري: 2158)
 
1034- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يبيع بعضكم على بيع بعض، ولا تلقوا السلع حتى يهبط بها إلى السوق». (بخاري: 2165)
 
1035- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} نهى عن المزابنة، والمزابنة بيع الثمر بالتمر كيلا وبيع الزبيب بالكرم كيلا. (بخاري: 2171)
 
1036- عن مالك بن أوس {{عنه}}: أنه التمس صرفا بمائة دينار، فدعاني طلحة بن عبيدالله فتراوضنا حتى اصطرف مني، فأخذ الذهب يقلبها في يده ثم قال: حتى يأتي خازني من الغابة وعمر يسمع ذلك فقال: والله لا تفارقه حتى تأخذ منه، قال رسول الله {{صل}}: «الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء» وذكر باقي الحديث وقد تقدم. (بخاري: 2174)
 
1037- عن أبي بكرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا سواء بسواء والفضة بالفضة إلا سواء بسواء، وبيعوا الذهب بالفضة والفضة بالذهب كيف شئتم». (بخاري: 2175)
 
1038- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا منها غائبا بناجز». (بخاري: 2177)
 
1039- وعنه {{عنه}} قال: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم، فقيل له: فإن ابن عباس لا يقوله، فقال أبو سعيد: سألته؟ فقلت: سمعته من النبي {{صل}} أو وجدته في كتاب الله؟ قال: كل ذلك لا أقول وأنتم أعلم برسول الله {{صل}} مني، ولكنني أخبرني أسامة أن النبي {{صل}} قال: «لا ربا إلا في النسيئة». (بخاري: 2178 - 2179)
 
1040- عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم {{عنهما}} أنهما سئلا عن الصرف فكل واحد منهما يقول: هذا خير مني، فكلاهما يقول: نهى رسول الله {{صل}} عن بيع الذهب بالورق دينا. (بخاري: 2181)
 
1041- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه ولا تبيعوا الثمر بالتمر». (بخاري: 2183)
 
1042- وعنه {{عنه}} أنه قال: أخبرني زيد بن ثابت: أن رسول الله {{صل}} رخص بعد ذلك في بيع العرية بالرطب أو بالتمر، ولم يرخص في غيره. (بخاري: 2184)
 
1043- عن جابر {{عنه}} قال: نهى النبي {{صل}} عن بيع الثمر حتى يطيب ولا يباع شيء منه إلا بالدينار والدرهم إلا العرايا. (بخاري: 2189)
 
1044- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} رخص في بيع العرايا في خمسة أوسق أو دون خمسة أوسق. (بخاري: 2190)
 
1045- عن زيد بن ثابت {{عنه}} قال: كان الناس في عهد رسول الله {{صل}} يتبايعون الثمار فإذا جذ الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع: إنه أصاب الثمر الدمان، أصابه مراض أصابه قشام، عاهات يحتجون بها، فقال رسول الله {{صل}} لما كثرت عنده الخصومة في ذلك: «فإما لا فلا تتبايعوا حتى يبدو صلاح الثمر» كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم. (بخاري: 2193)
 
1046- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: نهى النبي {{صل}} أن تباع الثمرة حتى تشقح، فقيل: وما تشقح؟ قال: تحمار وتصفار ويؤكل منها. (بخاري: 2196)
 
1047- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} نهى عن بيع الثمار حتى تزهي فقيل له: وما تزهي؟ قال: حتى تحمر، فقال رسول الله {{صل}}: «أرأيت إذا منع الله الثمرة بم يأخذ أحدكم مال أخيه»؟. (بخاري: 2199)
 
1048- عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب، فقال رسول الله {{صل}}: «أكل تمر خيبر هكذا؟» قال: لا والله يا رسول الله، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة، فقال رسول الله {{صل}}: «لا تفعل، بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا». (بخاري: 2202)
 
1049- عن أنس بن مالك {{عنه}} أنه قال: نهى رسول الله {{صل}} عن المحاقلة والمخاضرة والملامسة والمنابذة والمزابنة. (بخاري: 2207)
 
1050- عن عائشة {{عنها}}: قالت هند أم معاوية لرسول الله {{صل}}: إن أبا سفيان رجل شحيح، فهل علي جناح أن آخذ من ماله سرا؟ قال: «خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف». (بخاري: 2211)
 
1051- عن جابر {{عنه}}: جعل رسول الله {{صل}} الشفعة في كل مال لم يقسم، فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة. (بخاري: 2213)
 
1052- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك، أو جبار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء، فأرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التي معك؟ قال: أختي، ثم رجع إليها فقال: لا تكذبي حديثي فإني أخبرتهم أنك أختي، والله إن على الأرض مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه، فقام إليها فقامت توضأ وتصلي فقالت: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر، فغط حتى ركض برجله» قال أبو هريرة: «قالت: اللهم إن يمت يقال هي قتلته - فأرسل ثم قام إليها، فقامت توضأ تصلي وتقول: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر، فغط حتى ركض برجله» قال أبو هريرة: «فقالت: اللهم إن يمت فيقال: هي قتلته فأرسل في الثانية أو في الثالثة فقال: والله ما أرسلتم إلي إلا شيطانا ارجعوها إلى إبراهيم وأعطوها آجر، فرجعت إلى إبراهيم عليه السلام فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة». (بخاري: 2217)
 
1053- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد». (بخاري: 2222)
 
1054- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه أتاه رجل فقال: يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله {{صل}}، سمعته يقول: «من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبدا» فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه فقال: ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح. (بخاري: 2225)
 
1055- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره». (بخاري: 2227)
 
1056- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول عام الفتح وهو بمكة: «إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» فقيل: يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنها يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس؟ فقال: «لا، هو حرام» ثم قال رسول الله {{صل}} عند ذلك: «قاتل الله اليهود إن الله لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه». (بخاري: 2236)
 
1057- عن أبي مسعود الأنصاري {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن. (بخاري: 2237)
 
==كتاب السلم==
 
1058- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قدم رسول الله {{صل}} المدينة والناس يسلفون في الثمر العام والعامين، فقال: «من سلف في تمر فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم». وفي رواية: «إلى أجل معلوم». (بخاري: 2239 - 2241)
 
1059- عن ابن أبي أوفى {{عنه}} قال: إنا كنا نسلف على عهد رسول الله {{صل}} وأبي بكر وعمر في الحنطة والشعير والزبيب والتمر. (بخاري: 2242)
 
1060- وفي رواية: قال: كنا نسلف نبيط أهل الشأم في الحنطة والشعير والزيت في كيل معلوم إلى أجل معلوم، فقيل له: إلى من كان أصله عنده؟ قال: ما كنا نسألهم عن ذلك. (بخاري: 2244)
 
==كتاب الشفعة==
 
1061- عن أبي رافع {{عنه}} مولى النبي {{صل}} أنه جاء إلى سعد بن أبي وقاص فقال له: ابتع مني بيتي في دارك، فقال سعد: والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة أو مقطعة قال أبو رافع: لقد أعطيت بها خمس مائة دينار ولولا أني سمعت النبي {{صل}} يقول: «الجار أحق بسقبه» ما أعطيتكها بأربعة آلاف وأنا أعطى بها خمس مائة دينار، فأعطاها إياه. (بخاري: 2258)
 
1062- عن عائشة {{عنها}} قلت: يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: «إلى أقربهما منك بابا». (بخاري: 2259)
 
==كتاب الإجارة==
 
1063- عن أبي موسى {{عنه}} قال: أقبلت إلى النبي {{صل}} ومعي رجلان من الأشعريين فقلت: ما عملت أنهما يطلبان العمل، فقال: «لن -أو لا- نستعمل على عملنا من أراده». (بخاري: 2261)
 
1064- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم» فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: «نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة». (بخاري: 2262)
 
1065- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا يوما إلى الليل على أجر معلوم، فعملوا له إلى نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل، فقال لهم: لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا، فأبوا وتركوا، واستأجر أجيرين بعدهم فقال لهما: أكملا بقية يومكما هذا ولكما الذي شرطت لهم من الأجر، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالا: لك ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه، فقال لهما: أكملا بقية عملكما، ما بقي من النهار شيء يسير، فأبيا، واستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور». (بخاري: 2271)
 
1066- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فنأى بي في طلب شيء يوما، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج»، قال النبي {{صل}}: «وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها، قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها» قال النبي {{صل}}: «وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أد إلي أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون». (بخاري: 2272)
 
1067- عن أبي سعيد {{عنه}} قال: انطلق نفر من أصحاب النبي {{صل}} في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء، فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ {الحمد لله رب العالمين} فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي {{صل}} فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله {{صل}} فذكروا له فقال: «وما يدريك أنها رقية؟» ثم قال: «قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله {{صل}}. (بخاري: 2276)
 
1068- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: نهى النبي {{صل}} عن عسب الفحل. (بخاري: 2284)
 
==كتاب الحوالات==
 
1069- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «مطل الغني ظلم، ومن أتبع على ملي فليتبع». (بخاري: 2288)
 
1070- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: كنا جلوسا عند النبي {{صل}} إذ أتي بجنازة فقالوا: صل عليها فقال: «هل عليه دين؟» قالوا: لا. قال: «فهل ترك شيئا؟» قالوا: لا، فصلى عليه ثم أتي بجنازة أخرى فقالوا: يا رسول الله صل عليها، قال: «هل عليه دين؟» قيل: نعم، قال: «فهل ترك شيئا؟» قالوا: ثلاثة دنانير فصلى عليها، ثم أتي بالثالثة، فقالوا: صل عليها، قال: «هل ترك شيئا؟» قالوا: لا، قال: «فهل عليه دين؟» قالوا: ثلاثة دنانير، قال: «صلوا على صاحبكم» قال أبو قتادة: صل عليه يا رسول الله وعلي دينه، فصلى عليه. (بخاري: 2299)
 
1071- عن أنس بن مالك {{صل}}: أنه قيل له: أبلغك أن النبي {{صل}} قال: «لا حلف في الإسلام»؟ فقال: قد حالف النبي {{صل}} بين قريش والأنصار في داري. (بخاري: 2294)
 
1072- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «لو قد جاء مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا» فلم يجئ مال البحرين حتى قبض النبي {{صل}}، فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر فنادى: من كان له عند النبي {{صل}} عدة أو دين فليأتنا، فأتيته فقلت: إن النبي {{صل}} قال: لي كذا وكذا فحثى لي حثية، فعددتها فإذا هي خمس مائة وقال: خذ مثليها. (بخاري: 2296)
 
==كتاب الوكالة==
 
1073- عن عقبة بن عامر {{عنه}} أن النبي {{صل}} أعطاه غنما يقسمها على صحابته، فبقي عتود فذكره للنبي {{صل}} فقال: «ضح به أنت». (بخاري: 2300)
 
1074- عن كعب بن مالك {{عنه}} أنه كانت لهم غنم ترعى بسلع فأبصرت جارية لنا بشاة من غنمنا موتا فكسرت حجرا فذبحتها به، فقال لهم: لا تأكلوا حتى أسأل النبي {{صل}} أو أرسل إلى النبي {{صل}} من يسأله، وأنه سأل النبي {{صل}} عن ذاك أو أرسل فأمره بأكلها. (بخاري: 2304)
 
1075- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رجلا أتى النبي {{صل}} يتقاضاه فأغلظ فهم به أصحابه فقال رسول الله {{صل}}: «دعوه فإن لصاحب الحق مقالا» ثم قال: «أعطوه سنا مثل سنه» قالوا: يا رسول الله إلا أمثل من سنه فقال: «أعطوه فإن من خيركم أحسنكم قضاء». (بخاري: 2306)
 
1076- عن المسور بن مخرمة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله {{صل}}: «أحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين، إما السبي وإما المال، وقد كنت استأنيت بكم» وقد كان رسول الله {{صل}} انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله {{صل}} غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا: فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله {{صل}} في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب بذلك فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل» فقال الناس: قد طيبنا ذلك لرسول الله {{صل}} لهم، فقال رسول الله {{صل}}: «إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفعوا إلينا عرفاؤكم أمركم» فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله {{صل}} فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا. (بخاري: 2307 - 238)
 
1077- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: وكلني رسول الله {{صل}} بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله {{صل}}، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي {{صل}}: «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟» قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: «أما إنه قد كذبك وسيعود» فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله {{صل}}: «إنه سيعود» فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله {{صل}}، قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله {{صل}}: «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟» قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته فخليت سبيله، قال: «أما إنه قد كذبك وسيعود» فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله {{صل}}: «ما فعل أسيرك البارحة؟» قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: «ما هي؟» قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي {{صل}}: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟» قال: لا، قال: «ذاك شيطان». (بخاري: 2311)
 
1078- عن أبي سعيد الخدري {{صل}} قال: جاء بلال إلى النبي {{صل}} بتمر برني فقال له النبي {{صل}}: «من أين هذا»؟ قال بلال: كان عندنا تمر ردي فبعت منه صاعين بصاع لنطعم النبي {{صل}}، فقال النبي {{صل}} عند ذلك: «أوه أوه عين الربا عين الربا، لا تفعل، ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتره». (بخاري: 2312)
 
1079- عن عقبة بن الحارث {{عنه}} قال: جيء بالنعيمان -أو ابن النعيمان- شاربا فأمر رسول الله {{صل}} من كان في البيت أن يضربوه، قال: فكنت أنا فيمن ضربه، فضربناه بالنعال والجريد. (بخاري: 2316)
 
==كتاب المزارعة==
 
1080- عن أنس {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة». (بخاري: 2320)
 
1081- عن أبي أمامة الباهلي {{عنه}}: أنه رأى سكة وشيئا من آلة الحرث فقال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل». (بخاري: 2321)
 
1082- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من أمسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط، إلا كلب حرث أو ماشية». (بخاري: 2322)
 
1083- وعنه {{عنه}} في رواية: «إلا كلب غنم أو حرث أو صيد». (بخاري: 2322)
 
1084- وعنه {{عنه}} في رواية: «إلا كلب صيد أو ماشية». (بخاري: 2322)
 
1085- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت: لم أخلق لهذا، خلقت للحراثة، قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر، وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال له الذئب: من لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري، قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر». (بخاري: 2324)
 
1086- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قالت الأنصار للنبي {{صل}}: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال: «لا». فقالوا: تكفونا المئونة ونشرككم في الثمرة. قالوا: سمعنا وأطعنا. (بخاري: 2325)
 
1087- عن رافع بن خديج {{عنه}} قال: كنا أكثر أهل المدينة مزدرعا، كنا نكري الأرض بالناحية منها مسمى لسيد الأرض، قال: فمما يصاب ذلك وتسلم الأرض ومما يصاب الأرض ويسلم ذلك، فنهينا، وأما الذهب والورق فلم يكن يومئذ. (بخاري: 2327)
 
1088- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} عامل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع، فكان يعطي أزواجه مائة وسق، ثمانون وسق تمر وعشرون وسق شعير. (بخاري: 2328)
 
1089- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} لم ينه عن الكراء ولكن قال: «أن يمنح أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ عليه خرجا معلوما». (بخاري: 2330)
 
1090- عن عمر {{عنه}} أنه قال: لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها كما قسم النبي {{صل}} خيبر. (بخاري: 2334)
 
1091- عن عائشة {{عنها}} عن النبي {{صل}} قال: «من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق». (بخاري: 2335)
 
1092- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: أجلى عمر بن الخطاب {{عنه}} اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله {{صل}} لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها، وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله {{صل}} وللمسلمين، وأراد إخراج اليهود منها، فسألت اليهود رسول الله {{صل}} ليقرهم بها أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر، فقال لهم رسول الله {{صل}}: «نقركم بها على ذلك ما شئنا» فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء. (بخاري: 2338)
 
1093- عن رافع بن خديج {{عنه}} قال: قال عمي ظهير بن رافع {{عنه}}: لقد نهانا رسول الله {{صل}} عن أمر كان بنا رافقا، قلت: ما قال رسول الله {{صل}} فهو حق، قال: دعاني رسول الله {{صل}} قال: «ما تصنعون بمحاقلكم»؟ قلت: نؤاجرها على الربع وعلى الأوسق من التمر والشعير. قال: «لا تفعلوا، ازرعوها، أو أزرعوها، أو أمسكوها» قال رافع: قلت: سمعا وطاعة. (بخاري: 2339)
 
1094- عن ابن عمر {{عنهما}}: كان يكري مزارعه على عهد النبي {{صل}} وأبي بكر وعمر وعثمان وصدرا من إمارة معاوية، ثم حدث عن رافع بن خديج: أن النبي {{صل}} نهى عن كراء المزارع، فذهب ابن عمر إلى رافع فسأله فقال: نهى النبي {{صل}} عن كراء المزارع، فقال ابن عمر: قد علمت أنا كنا نكري مزارعنا على عهد رسول الله {{صل}} بما على الأربعاء وبشيء من التبن. (بخاري: 2343)
 
1095- وعنه {{عنه}} أنه قال: كنت أعلم في عهد رسول الله {{صل}} أن الأرض تكرى، ثم خشي عبد الله أن يكون النبي {{صل}} قد أحدث في ذلك شيئا لم يكن يعلمه فترك كراء الأرض. (بخاري: 2345)
 
1096- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية: «أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى، ولكني أحب أن أزرع، قال: فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال، فيقول الله: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء»، فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع، فضحك النبي {{صل}}. (بخاري: 2348)
 
==كتاب المساقاة==
 
1097- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: أتي النبي {{صل}} بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره، فقال: «يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ»؟ قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدا يا رسول الله، فأعطاه إياه. (بخاري: 2351)
 
1098- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: حلبت لرسول الله {{صل}} شاة داجن في داري وشيب لبنها بماء من البئر التي في داري، فأعطى رسول الله {{صل}} القدح فشرب منه حتى إذا نزع القدح من فيه، وعلى يساره أبو بكر وعن يمينه أعرابي، فقال عمر وخاف أن يعطيه الأعرابي: أعط أبا بكر يا رسول الله عندك، فأعطاه الأعرابي الذي على يمينه ثم قال: «الأيمن فالأيمن». (بخاري: 2352)
 
1099- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ». (بخاري: 2353)
 
1100- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به فضل الكلإ». (بخاري: 2354)
 
1101- عن عبد الله {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم هو عليها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان»، فأنزل الله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا}» الآية، فجاء الأشعث فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن؟ في أنزلت هذه الآية، كانت لي بئر في أرض ابن عم لي فقال لي: «شهودك» قلت: ما لي شهود، قال: «فيمينه»، قلت: يا رسول الله إذا يحلف، فذكر النبي {{صل}} هذا الحديث، فأنزل الله ذلك تصديقا له. (بخاري: 2357)
 
1102- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال: والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل» ثم قرأ هذه الآية: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا}. (بخاري: 2358)
 
1103- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له» قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر». (بخاري: 2363)
 
1104- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «والذي نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض». (بخاري: 2367)
 
1105- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل ماء، فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك». (بخاري: 2369)
 
1106- عن الصعب بن جثامة {{عنه}} قال: إن رسول الله {{صل}} قال: «لا حمى إلا لله ولرسوله». (بخاري: 2370)
 
1107- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «الخيل لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال بها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنه انقطع طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي كان ذلك حسنات له، فهي لذلك أجر، ورجل ربطها تغنيا وتعففا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر، ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر» وسئل رسول الله {{صل}} عن الحمر فقال: «ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}». (بخاري: 2371)
 
1108- عن علي بن أبي طالب {{عنه}} أنه قال: أصبت شارفا مع رسول الله {{صل}} في مغنم يوم بدر قال: وأعطاني رسول الله {{صل}} شارفا أخرى، فأنختهما يوما عند باب رجل من الأنصار وأنا أريد أن أحمل عليهما إذخرا لأبيعه، ومعي صائغ من بني قينقاع فأستعين به على وليمة فاطمة، وحمزة بن عبد المطلب يشرب في ذلك البيت معه قينة فقالت: ألا يا حمز للشرف النواء. فثار إليهما حمزة بالسيف فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما ثم أخذ من أكبادهما، قال علي {{عنه}}: فنظرت إلى منظر أفظعني، فأتيت نبي الله {{صل}} وعنده زيد بن حارثة فأخبرته الخبر، فخرج ومعه زيد، فانطلقت معه فدخل على حمزة فتغيظ عليه، فرفع حمزة بصره وقال: هل أنتم إلا عبيد لآبائي، فرجع رسول الله {{صل}} يقهقر حتى خرج عنهم، وذلك قبل تحريم الخمر. (بخاري: 2375)
 
1109- عن أنس {{عنه}} قال: أراد النبي {{صل}} أن يقطع من البحرين، فقالت الأنصار: حتى تقطع لإخواننا من المهاجرين مثل الذي تقطع لنا، قال: «سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني». (بخاري: 2377)
 
1110- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «من ابتاع نخلا بعد أن تؤبر فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع، ومن ابتاع عبدا وله مال فماله للذي باعه إلا أن يشترط المبتاع». (بخاري: 2379)
 
==كتاب في الاستقراض وأداء الديون الحجر والتفليس==
 
1111- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله». (بخاري: 2387)
 
1112- عن أبي ذر {{عنه}} قال: كنت مع النبي {{صل}} فلما أبصر يعني أحدا قال: «ما أحب أنه تحول لي ذهبا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث إلا دينارا أرصده لدين» ثم قال: «إن الأكثرين هم الأقلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا، وقليل ما هم» وقال: «مكانك» وتقدم غير بعيد فسمعت صوتا فأردت أن آتيه، ثم ذكرت قوله: «مكانك حتى آتيك» فلما جاء قلت: يا رسول الله الذي سمعت أو قال: الصوت الذي سمعت؟ قال: «وهل سمعت؟» قلت: نعم. قال: «أتاني جبريل عليه السلام فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: وإن فعل كذا وكذا؟ قال: نعم». (بخاري: 2388)
 
1113- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: أتيت النبي {{صل}} وهو في المسجد ضحى فقال: «صل ركعتين» وكان لي عليه دين فقضاني وزادني. (بخاري: 2394)
 
1114- عن أبي هريرة {{عنه}} أن النبي {{صل}} قال: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، اقرءوا إن شئتم {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فأيما مؤمن مات وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه». (بخاري: 2399)
 
1115- عن المغيرة بن شعبة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال». (بخاري: 2408)
 
==كتاب الخصومات==
 
1116- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي {{صل}} خلافها فأخذت بيده فأتيت به رسول الله {{صل}} فقال: «كلاكما محسن» قال شعبة: أظنه قال: «لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا». (بخاري: 2410)
 
1117- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: استب رجلان رجل من المسلمين ورجل من اليهود، قال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي {{صل}} فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي {{صل}} المسلم فسأله عن ذلك فأخبره، فقال النبي {{صل}}: «لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله». (بخاري: 2411)
 
1118- عن أنس {{عنه}} أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين قيل: من فعل هذا بك؟ أفلان أفلان؟ حتى سمي اليهودي، فأومأت برأسها، فأخذ اليهودي فاعترف، فأمر به النبي {{صل}} فرض رأسه بين حجرين. (بخاري: 2413)
 
1119- حديث الأشعث تقدم قريبا، وذكر فيه أنه اختصم هو ورجل من أهل حضرموت، وفي هذه الرواية قال: إنه هو ويهودي. (بخاري: 2417)
 
==كتاب اللقطة==
 
1120- عن أبي بن كعب {{عنه}} قال: أخذت صرة مائة دينار فأتيت النبي {{صل}} فقال: «عرفها حولا». فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها، ثم أتيته فقال: «عرفها حولا» فعرفتها، فلم أجد من يعرفها ثم أتيته ثلاثا فقال: «احفظ وعاءها وعددها ووكاءها، فإن جاء صاحبها، وإلا فاستمتع بها». (بخاري: 2426)
 
1121- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها». (بخاري: 2432)
 
==كتاب المظالم==
 
1122- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن رسول الله {{صل}} قال: «إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا». (بخاري: 2440)
 
1123- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}». (بخاري: 2441)
 
1124- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة». (بخاري: 2442)
 
1125- عن أنس {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما». قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟ قال: «تأخذ فوق يديه». (بخاري: 2444)
 
1126- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «الظلم ظلمات يوم القيامة». (بخاري: 2447)
 
1127- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه». (بخاري: 2449)
 
1128- عن سعيد بن زيد {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «من ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين». (بخاري: 2452)
 
1129- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين». (بخاري: 2454)
 
1130- وعنه {{عنهما}}: أنه مر بقوم يأكلون تمرا فقال: إن رسول الله {{صل}} نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل منكم أخاه. (بخاري: 2455)
 
1131- عن عائشة {{عنها}} عن النبي {{صل}} قال: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم». (بخاري: 2457)
 
1132- عن أم سلمة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} عن رسول الله {{صل}}: أنه سمع خصومة بباب حجرته فخرج إليهم فقال: «إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو فليتركها». (بخاري: 2458)
 
1133- عن عقبة بن عامر {{عنه}} قال: قلنا للنبي {{صل}} إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقرونا، فما ترى فيه؟ فقال لنا: «إن نزلتم بقوم فأمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف». (بخاري: 2461)
 
1134- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره». ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين، والله لأرمين بها بين أكتافكم. (بخاري: 2463)
 
1135- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إياكم والجلوس على الطرقات». فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: «فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها» قالوا: وما حق الطريق؟ قال: «غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر». (بخاري: 2465)
 
1136- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قضى النبي {{صل}} إذا تشاجروا في الطريق بسبعة أذرع. (بخاري: 2473)
 
1137- عن عبد الله بن يزيد الأنصاري {{عنه}} قال: نهى النبي {{صل}} عن النهبى والمثلة. (بخاري: 2474)
 
1138- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «من قتل دون ماله فهو شهيد». (بخاري: 2480)
 
1139- عن أنس {{عنه}} أن النبي {{صل}} كان عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام، فضربت بيدها فكسرت القصعة فضمها وجعل فيها الطعام وقال: «كلوا» وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا فدفع القصعة الصحيحة وحبس المكسورة. (بخاري: 2481)
 
==كتاب الشركة==
 
1140- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: خفت أزواد القوم وأملقوا فأتوا النبي {{صل}} في نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم، فدخل على النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، ما بقاؤهم بعد إبلهم، فقال رسول الله {{صل}}: «ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم» فبسط لذلك نطع وجعلوه على النطع، فقام رسول الله {{صل}} فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا، ثم قال رسول الله {{صل}}: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله». (بخاري: 2484)
 
1141- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم». (بخاري: 2486)
 
1142- عن رافع بن خديج قال: كنا مع النبي {{صل}} بذي الحليفة فأصاب الناس جوع فأصابوا إبلا وغنما، قال: وكان النبي {{صل}} في أخريات القوم، فعجلوا وذبحوا ونصبوا القدور، فأمر النبي {{صل}} بالقدور فأكفئت، ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير، فند منها بعير فطلبوه فأعياهم وكان في القوم خيل يسيرة، فأهوى رجل منهم بسهم فحبسه الله، ثم قال: «إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا» فقال جدي: إنا نرجو أو نخاف العدو غدا وليست معنا مدى أفنذبح بالقصب؟ قال: «ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ليس السن والظفر، وسأحدثكم عن ذلك: أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة». (بخاري: 2488)
 
1143- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من أعتق شقيصا من مملوكه فعليه خلاصه في ماله، فإن لم يكن له مال قوم المملوك قيمة عدل ثم استسعي غير مشقوق عليه». (بخاري: 2492)
 
1144- عن النعمان بن بشير {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا». (بخاري: 2493)
 
1145- عن عبد الله بن هشام {{عنه}} وكان قد أدرك النبي {{صل}} وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله {{صل}} فقالت: يا رسول الله، بايعه، فقال: «هو صغير». فمسح رأسه ودعا له، وكان يخرج إلى السوق فيشتري الطعام فيلقاه ابن عمر وابن الزبير {{عنهم}} فيقولان له: أشركنا فإن النبي {{صل}} قد دعا لك بالبركة، فيشركهم فربما أصاب الراحلة كما هي، فيبعث بها إلى المنزل. (بخاري: 2501 - 2502)
 
==كتاب الرهن في الحضر==
 
1146- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «الرهن يركب بنفقته إذا كان مرهونا، ولبن الدر يشرب بنفقته إذا كان مرهونا، وعلى الذي يركب ويشرب النفقة». (بخاري: 2512)
 
1147- عن ابن عباس {{عنه}} إن النبي {{صل}} قضى أن اليمين على المدعى عليه. (بخاري: 2514)
 
==كتاب العتق==
 
1148- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار». (بخاري: 2517)
 
1149- عن أبي ذر {{عنه}} قال: سألت النبي {{صل}}: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله وجهاد في سبيله» قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: «أعلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها» قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تعين ضايعا أو تصنع لأخرق» قال: فإن لم أفعل؟ قال: «تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك». (بخاري: 2518)
 
1150- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} أن رسول الله {{صل}} قال: «من أعتق شركا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد قوم العبد عليه قيمة عدل فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه العبد، وإلا فقد عتق منه ما عتق».
 
1151- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم». (بخاري: 2528)
 
1152- عن أبي هريرة {{عنه}} أنه لما أقبل يريد الإسلام ومعه غلامه ضل كل واحد منهما من صاحبه، فأقبل بعد ذلك وأبو هريرة جالس مع النبي {{صل}} فقال النبي {{صل}}: «يا أبا هريرة هذا غلامك قد أتاك». فقال: أما إني أشهدك أنه حر، قال: فهو حين يقول:
 
يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت
 
(بخاري: 2530)
 
1153- عن حكيم بن حزام {{عنه}}: أنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير، فلما أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة، قال: فسألت رسول الله {{صل}} فقلت: يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها، يعني أتبرر بها، قال: فقال رسول الله {{صل}}: «أسلمت على ما سلف لك من خير». (بخاري: 2538)
 
1154- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} إن النبي {{صل}} أغار على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وأصاب يومئذ جويرية. (بخاري: 2541)
 
1155- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت من رسول الله {{صل}} يقول فيهم، سمعته يقول: «هم أشد أمتي على الدجال» قال: وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله {{صل}}: «هذه صدقات قومنا» وكانت سبية منهم عند عائشة فقال: «أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل». (بخاري: 2543)
 
1156- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} أنه قال: «لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي، مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي، أمتي، وليقل: فتاي، وفتاتي، وغلامي». (بخاري: 2552)
 
1157- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}}: «إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين، أو أكلة أو أكلتين، فإنه ولي علاجه». (بخاري: 2557)
 
1158- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه».
 
==كتاب المكاتب==
 
1159- عن عائشة {{عنها}}: أن بريرة جاءت تستعينها في كتابتها ولم تكن قضت من كتابتها شيئا، قالت لها عائشة: ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت، فذكرت ذلك بريرة لأهلها فأبوا وقالوا: إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون ولاؤك لنا، فذكرت ذلك لرسول الله {{صل}} فقال لها رسول الله {{صل}}: «ابتاعي فأعتقي، فإنما الولاء لمن أعتق». قال: ثم قام رسول الله {{صل}} فقال: «ما بال أناس يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن شرط مائة مرة، شرط الله أحق وأوثق». (بخاري: 2561)
 
==كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها==
 
1160- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة». (بخاري: 2566)
 
1161- عن عائشة {{عنها}} أنها قالت لعروة: يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله {{صل}} نار، فقلت: يا خالة ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله {{صل}} جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله {{صل}} من ألبانهم فيسقينا. (بخاري: 2567)
 
1162- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت». (بخاري: 2568)
 
1163- عن أنس {{عنه}} قال: أنفجنا أرنبا بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فأدركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى رسول الله {{صل}} بوركها أو فخذيها فقبله. قلت: وفي رواية: وأكل منه. (بخاري: 2572)
 
1164- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: أهدت أم حفيد خالة ابن عباس إلى النبي {{صل}} أقطا وسمنا وأضبا، فأكل النبي {{صل}} من الأقط والسمن وترك الضب تقذرا، قال ابن عباس: فأكل على مائدة رسول الله {{صل}}، ولو كان حراما ما أكل على مائدة رسول الله {{صل}}. (بخاري: 2575)
 
1165- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} إذا أتي بطعام سأل عنه: أهدية أم صدقة؟ فإن قيل: صدقة قال لأصحابه: «كلوا» ولم يأكل، وإن قيل: هدية ضرب بيده {{صل}} فأكل معهم.
 
1166- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: أتي النبي {{صل}} بلحم فقيل: تصدق على بريرة، قال: «هو لها صدقة ولنا هدية». (بخاري: 2577)
 
1167- عن عائشة {{عنها}}: أن نساء رسول الله {{صل}} كن حزبين، فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله {{صل}}، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله {{صل}} عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله {{صل}} أخرها حتى إذا كان رسول الله {{صل}} في بيت عائشة بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله {{صل}} في بيت عائشة، فكلم حزب أم سلمة فقلن لها: كلمي رسول الله {{صل}} يكلم الناس فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله {{صل}} هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه، فكلمته أم سلمة بما قلن، فلم يقل لها شيئا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئا، فقلن لها: فكلميه، قالت: فكلمته حين دار إليها أيضا، فلم يقل لها شيئا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئا، فقلن لها: كلميه حتى يكلمك، فدار إليها فكلمته فقال لها: «لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة» قالت: فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله. ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله {{صل}}، فأرسلت إلى رسول الله {{صل}} تقول: إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر، فكلمته، فقال: «يا بنية ألا تحبين ما أحب؟» قالت: بلى، فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن: ارجعي إليه، فأبت أن ترجع، فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله {{صل}} لينظر إلى عائشة هل تكلم قال: فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها، قالت: فنظر النبي {{صل}} إلى عائشة وقال: «إنها بنت أبي بكر». (بخاري: 2581)
 
1168- عن أنس {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان لا يرد الطيب. (بخاري: 2582)
 
1169- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} يقبل الهدية ويثيب عليها. (بخاري: 2585)
 
1170- عن النعمان بن بشير {{عنهما}} قال: أعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله {{صل}}، فأتى رسول الله {{صل}} فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله، قال: «أعطيت سائر ولدك مثل هذا»؟ قال: لا قال: «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» قال: فرجع فرد عطيته. (بخاري: 2587)
 
1171- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه». (بخاري: 2589)
 
1172- عن ميمونة بنت الحارث {{عنها}} أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي {{صل}}، فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت: أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي، قال: «أوفعلت؟» قالت: نعم. قال: «أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك».
 
1173- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي {{صل}} تبتغي بذلك رضا رسول الله {{صل}}.
 
1174- عن المسور بن مخرمة {{عنهما}} قال: قسم رسول الله {{صل}} أقبية ولم يعط مخرمة منها شيئا، فقال مخرمة: يا بني انطلق بنا إلى رسول الله {{صل}} فانطلقت معه، فقال: ادخل فادعه لي، قال: فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها، فقال: «خبأنا هذا لك». قال: فنظر إليه فقال: «رضي مخرمة». (بخاري: 2599)
 
1175- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: أتى النبي {{صل}} بيت فاطمة فلم يدخل عليها وجاء علي فذكرت له ذلك، فذكره للنبي {{صل}} قال: «إني رأيت على بابها سترا موشيا». فقال: «ما لي وللدنيا» فأتاها علي فذكر ذلك لها، فقالت: ليأمرني فيه بما شاء، قال: «ترسل به إلى فلان أهل بيت بهم حاجة». (بخاري: 2613)
 
1176- عن علي {{عنه}} قال: أهدى إلي النبي {{صل}} حلة سيراء فلبستها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي. (بخاري: 2614)
 
1177- عن عبد الرحمن بن أبي بكر {{عنهما}} قال: كنا مع النبي {{صل}} ثلاثين ومائة فقال النبي {{صل}}: «هل مع أحد منكم طعام»؟ فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي {{صل}}: «بيعا أم عطية؟» أو قال: «أم هبة» قال: لا بل بيع، فاشترى منه شاة فصنعت، وأمر النبي {{صل}} بسواد البطن أن يشوى، وايم الله ما في الثلاثين والمائة إلا قد حز النبي {{صل}} له حزة من سواد بطنها، إن كان شاهدا أعطاها إياه وإن كان غائبا خبأ له، فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا، ففضلت القصعتان فحملناه على البعير، أو كما قال. (بخاري: 2618)
 
1178- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}} قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله {{صل}}، فاستفتيت رسول الله {{صل}} قلت: وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: «نعم صلي أمك». (بخاري: 2620)
 
1179- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه شهد عند مروان لبني صهيب: أن رسول الله {{صل}} أعطى صهيبا بيتين وحجرة، فقضى مروان بشهادته لهم. (بخاري: 2624)
 
1180- عن جابر {{عنه}} قال: قضى النبي {{صل}} بالعمرى أنها لمن وهبت له. (بخاري: 2625)
 
1181- عن عائشة {{عنها}}: أنه دخل عليها أيمن وعليها درع قطر ثمن خمسة دراهم، فقالت: ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها تزهى أن تلبسه في البيت، وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله {{صل}} فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره. (بخاري: 2628)
 
1182- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: لما قدم المهاجرون المدينة من مكة وليس بأيديهم -يعني شيئا- وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على أن يعطوهم ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمئونة، وكانت أمه أم أنس أم سليم كانت أم عبد الله بن أبي طلحة، فكانت أعطت أم أنس رسول الله {{صل}} عذاقا فأعطاهن النبي {{صل}} أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد، قال أنس بن مالك: لما فرغ النبي {{صل}} من قتل أهل خيبر فانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم فرد النبي {{صل}} إلى أمه عذاقها وأعطى رسول الله {{صل}} أم أيمن مكانهن من حائطه. (بخاري: 2630)
 
1183- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} يقول: قال رسول الله {{صل}}: «أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة». (بخاري: 2631)
 
==كتاب الشهادات==
 
1184- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته». (بخاري: 2652)
 
1185- عن أبي بكرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر»؟ ثلاثا. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين» وجلس وكان متكئا فقال: «ألا وقول الزور» قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. (بخاري: 2654)
 
1186- عن عائشة {{عنها}} قالت: سمع النبي {{صل}} رجلا يقرأ في المسجد فقال: «رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا». (بخاري: 2655)
 
1187- وعنها {{عنها}} في رواية: قالت: تهجد النبي {{صل}} في بيتي فسمع صوت عباد يصلي في المسجد فقال: «يا عائشة أصوت عباد هذا»؟ قلت: نعم، قال: «اللهم ارحم عبادا». (بخاري: 2655)
 
===حديث الإفك===
 
1188- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فأقرع بيننا في غزاة غزاها، فخرج سهمي، فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله {{صل}} من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل. فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه، فأقبل الذين يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا. فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد، فأممت منزلي الذي كنت به، فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي. فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطئ يدها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة. فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول، فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون من قول أصحاب الإفك ويريبني في وجعي أني لا أرى من النبي {{صل}} اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض، إنما يدخل فيسلم ثم يقول: «كيف تيكم»؟ لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت، فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع متبرزنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزه. فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي، فعثرت في مرطها فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا؟ فقالت: يا هنتاه، ألم تسمعي ما قالوا؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله {{صل}} فسلم فقال: «كيف تيكم»؟ فقلت: ائذن لي إلى أبوي، قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي رسول الله {{صل}}، فأتيت أبوي فقلت لأمي: ما يتحدث به الناس؟ فقالت: يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها، فقلت: سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا. قالت: فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت، فدعا رسول الله {{صل}} علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم، فقال أسامة: أهلك يا رسول الله، ولا نعلم والله إلا خيرا، وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك. فدعا رسول الله {{صل}} بريرة فقال: «يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك»؟ فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي الداجن فتأكله. فقام رسول الله {{صل}} من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول، فقال رسول الله {{صل}}: «من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي». فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله، أنا والله أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك، فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك. فقام أسيد بن حضير فقال: كذبت لعمر الله، والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ورسول الله {{صل}} على المنبر، فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت. وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي. قالت: فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي، فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله {{صل}} فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها، وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء، قالت: فتشهد ثم قال: «يا عائشة، فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه». فلما قضى رسول الله {{صل}} مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي: أجب عني رسول الله {{صل}}. قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله {{صل}}، فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله {{صل}} فيما قال. قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله {{صل}}، قالت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن فقلت: إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به، ولئن قلت لكم إني بريئة، والله يعلم إني لبريئة، لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني، والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله، ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله {{صل}} في النوم رؤيا يبرئني الله، فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات، فلما سري عن رسول الله {{صل}} وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي: «يا عائشة، احمدي الله فقد برأك الله». فقالت لي أمي: «قومي إلى رسول الله {{صل}}. فقلت: لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله، فأنزل الله تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} الآيات. فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق {{عنه}} وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة، فأنزل الله تعالى: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا} إلى قوله {غفور رحيم} فقال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه. وكان رسول الله {{صل}} يسأل زينب بنت جحش عن أمري فقال: «يا زينب، ما علمت ما رأيت»؟ فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيرا، قالت: وهي التي كانت تساميني، فعصمها الله بالورع. (بخاري: 2661)
 
1189- عن أبي بكرة {{عنه}} قال: أثنى رجل على رجل عند النبي {{صل}} فقال: «ويلك قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك» مرارا ثم قال: «من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه». (بخاري: 2662)
 
1190- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني، ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني. (بخاري: 2664)
 
1191- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} عرض على قوم اليمين فأسرعوا، فأمر أن يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف. (بخاري: 2674).
 
1192- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت». (بخاري: 2679)
 
==كتاب الصلح==
 
1193- عن أم كلثوم بنت عقبة {{عنها}}: أنها سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا، أو يقول خيرا» (بخاري: 2692)
 
1194- عن سهل بن سعد {{عنه}}: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله {{صل}} بذلك فقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم». (بخاري: 2693)
 
1195- عن البراء بن عازب {{عنه}} قال: اعتمر النبي {{صل}} في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، لكن أنت محمد بن عبد الله، قال: «أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله». ثم قال لعلي: «امح رسول الله» قال: لا والله لا أمحوك أبدا. فأخذ رسول الله {{صل}} الكتاب، فكتب: «هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها». فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج النبي {{صل}} فتبعتهم ابنة حمزة: يا عم يا عم، فتناولها علي بن أبي طالب {{عنه}} فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك، حملتها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي: أنا أحق بها وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها النبي {{صل}} لخالتها وقال: «الخالة بمنزلة الأم» وقال لعلي: «أنت مني وأنا منك» وقال لجعفر: «أشبهت خلقي وخلقي» وقال لزيد: «أنت أخونا ومولانا». (بخاري: 2700)
 
1196- عن أبي بكرة {{عنه}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». (بخاري: 2704)
 
1197- عن عائشة {{عنها}} تقول: سمع رسول الله {{صل}} صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله {{صل}} فقال: «أين المتألي على الله لا يفعل المعروف»؟ فقال: أنا يا رسول الله، وله أي ذلك أحب. (بخاري: 2705)
 
==كتاب الشروط==
 
1198- عن عقبة بن عامر {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج». (بخاري: 2721)
 
1199- عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني {{عنهما}} أنهما قالا: إن رجلا من الأعراب أتى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، أنشدك الله إلا قضيت لي بكتاب الله، فقال الخصم الآخر وهو أفقه منه: نعم فاقض بيننا بكتاب الله وأذن لي، فقال رسول الله {{صل}}: «قل». قال: إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته، وإني أخبرت أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة ووليدة، فسألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم، فقال رسول الله {{صل}}: «والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله، الوليدة والغنم رد، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها». قال: فغدا عليها فاعترفت، فأمر بها رسول الله {{صل}} فرجمت. (بخاري: 2725)
 
1200- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيبا فقال: إن رسول الله {{صل}} كان عامل يهود خيبر على أموالهم وقال: «نقركم ما أقركم الله» وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه، وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرنا محمد {{صل}} وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا؟ فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول الله {{صل}}: «كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة»؟ فقال: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم، قال: كذبت يا عدو الله، فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك. (بخاري: 2730)
 
1201- 1202- عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا: خرج رسول الله {{صل}} زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي {{صل}}: «إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين». فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش، وسار النبي {{صل}} حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس: حل، حل، فألحت، فقالوا: خلأت القصواء، خلأت القصواء، فقال النبي {{صل}}: «ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل». ثم قال: «والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها». ثم زجرها فوثبت، قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه، وشكي إلى رسول الله {{صل}} العطش، فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة، وكانوا عيبة نصح رسول الله {{صل}} من أهل تهامة، فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت. فقال رسول الله {{صل}}: «إنا لم نجئ لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جموا، وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره». فقال بديل: سأبلغهم ما تقول. قال: فانطلق حتى أتى قريشا قال: إنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا، فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء، وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول. قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدثهم بما قال النبي {{صل}}. فقام عروة بن مسعود فقال: أي قوم، ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: أولست بالولد؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا، قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى، قال: فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آتيه، قالوا: ائته، فأتاه فجعل يكلم النبي {{صل}}، فقال النبي {{صل}} نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أوشابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر الصديق: امصص ببظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، قال: وجعل يكلم النبي {{صل}}، فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي {{صل}} ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي {{صل}} ضرب يده بنعل السيف، وقال له: أخر يدك عن لحية رسول الله {{صل}}، فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غدر، ألست أسعى في غدرتك؟ وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي {{صل}}: «أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء». ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي {{صل}} بعينيه، قال: فوالله ما تنخم رسول الله {{صل}} نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له. فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد {{صل}} محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه. فقالوا: ائته، فلما أشرف على النبي {{صل}} وأصحابه قال رسول الله {{صل}}: «هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له»، فبعثت له واستقبله الناس يلبون، فلما رأى ذلك قال: سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت، فلما رجع إلى أصحابه قال: رأيت البدن قد قلدت وأشعرت، فما أرى أن يصدوا عن البيت، فقام رجل منهم -يقال له: مكرز بن حفص- فقال: دعوني آتيه، فقالوا: ائته، فلما أشرف عليهم قال النبي {{صل}}: «هذا مكرز وهو رجل فاجر». فجعل يكلم النبي {{صل}} فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو قال النبي {{صل}}: «لقد سهل لكم من أمركم». قال سهيل بن عمرو: هات اكتب بيننا وبينكم كتابا، فدعا النبي {{صل}} الكاتب فقال النبي {{صل}}: «بسم الله الرحمن الرحيم». قال سهيل: أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو؟ ولكن اكتب: باسمك اللهم، كما كنت تكتب، فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم، فقال النبي {{صل}}: «اكتب باسمك اللهم». ثم قال: «هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله» فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فقال النبي {{صل}}: «والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله» قال الراوي: وذلك لقوله: «لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها». فقال له النبي {{صل}}: «على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به». فقال سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل، فكتب، فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، قال المسلمون: سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما؟ فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي، فقال النبي {{صل}}: «إنا لم نقض الكتاب بعد». قال: فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا، قال النبي {{صل}}: «فأجزه لي». قال: ما أنا بمجيزه لك، قال: «بلى فافعل». قال: ما أنا بفاعل، قال مكرز: بل قد أجزناه لك، قال أبو جندل: أي معشر المسلمين، أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما! ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله، قال: فقال عمر بن الخطاب: فأتيت نبي الله {{صل}} فقلت: ألست نبي الله حقا؟ قال: «بلى». قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: «بلى» قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: «إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري». قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: «بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام»؟ قال: قلت: لا، قال: «فإنك آتيه ومطوف به». قال: فأتيت أبا بكر، فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل إنه لرسول الله {{صل}} وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق، قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به، قال عمر: فعملت لذلك أعمالا، قال: فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله {{صل}} لأصحابه: «قوموا فانحروا ثم احلقوا». قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما، ثم جاءه نسوة مؤمنات، فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن} حتى بلغ {بعصم الكوافر} فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية. ثم رجع النبي {{صل}} إلى المدينة، فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم، فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا: العهد الذي جعلت لنا، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا، فاستله الآخر، فقال: أجل والله إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه فضربه، حتى برد وفر الآخر، حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله {{صل}} حين رآه: «لقد رأى هذا ذعرا». فلما انتهى إلى النبي {{صل}} قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله، قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم، قال النبي {{صل}}: «ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد». فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر قال: وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل، فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشأم إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي {{صل}} تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي {{صل}} إليهم فأنزل الله تعالى {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم} حتى بلغ {الحمية حمية الجاهلية}وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت. (بخاري: 2731-2732)
 
1203- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة». (بخاري: 2736).
 
==كتاب الوصايا==
 
1204- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده». (بخاري: 2738)
 
1205- عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله {{صل}} أخي جويرية بنت الحارث {{عنها}} قال: ما ترك رسول الله {{صل}} عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا، إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة». (بخاري: 2739)
 
1206- عن عبد الله بن أبي أوفى {{عنهما}} أنه سئل: هل كان النبي {{صل}} أوصى؟ فقال: لا. فقيل له: كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله. (بخاري: 2740)
 
1207- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رجل للنبي {{صل}}: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال: «أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان». (بخاري: 2748)
 
1208- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قام رسول الله {{صل}} حين أنزل الله عز وجل: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال: «يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا». (بخاري: 2753)
 
1209- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن عمر تصدق بمال له على عهد رسول الله {{صل}} وكان يقال له ثمغ وكان نخلا، فقال عمر: يا رسول الله، إني استفدت مالا وهو عندي نفيس فأردت أن أتصدق به، فقال النبي {{صل}}: «تصدق بأصله لا يباع ولا يوهب ولا يورث ولكن ينفق ثمره». فتصدق به عمر، فصدقته تلك في سبيل الله وفي الرقاب والمساكين والضيف وابن السبيل ولذي القربى، ولا جناح على من وليه أن يأكل منه بالمعروف أو يوكل صديقه غير متمول به. (بخاري: 2764)
 
1210- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «اجتنبوا السبع الموبقات». قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات». (بخاري: 2767)
 
1211- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يقتسم ورثتي دينارا ولا درهما، ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة». (بخاري: 2776)
 
1212- عن عثمان {{عنه}} قال حين حوصر: أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي {{صل}} ألستم تعلمون أن رسول الله {{صل}} قال: «من حفر رومة فله الجنة»، فحفرتها؟ ألستم تعلمون أنه قال: «من جهز جيش العسرة فله الجنة» فجهزتهم؟ فصدقوه بما قال.
 
1213- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء، فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا من ذهب فأحلفهما رسول الله {{صل}}، ثم وجد الجام بمكة فقالوا: ابتعناه من تميم وعدي فقام رجلان من أوليائه فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وإن الجام لصاحبهم، قال: وفيهم نزلت هذه الآية: {ياأيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت}. (بخاري: 2780)
 
==كتاب الجهاد والسير==
 
1214- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: جاء رجل إلى رسول الله {{صل}} فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد قال: «لا أجده». قال: «هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر»؟ قال: ومن يستطيع ذلك؟ (بخاري: 2785)
 
1215- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ فقال رسول الله {{صل}}: «مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله». قالوا: ثم من؟ قال: «مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره». (بخاري: 2786)
 
1216- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة». (بخاري: 2787)
 
1217- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها». فقالوا: يا رسول الله، أفلا نبشر الناس؟ قال: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة -أراه- فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة». (بخاري: 2790)
 
1218- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها». (بخاري: 2792)
 
1219- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب». وقال: «لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب». (بخاري: 2793)
 
===الحور العين وصفتهن===
 
1220- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}}: «لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها». (بخاري: 2796)
 
1221- عن أنس {{عنه}} قال: بعث النبي {{صل}} أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين فلما قدموا قال لهم خالي: أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله {{صل}} وإلا كنتم مني قريبا، فتقدم فأمنوه فبينما يحدثهم عن النبي {{صل}} إذ أومئوا إلى رجل منهم فطعنه فأنفذه، فقال: الله أكبر فزت ورب الكعبة، ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل، فأخبر جبريل عليه السلام النبي {{صل}} أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم، فكنا نقرأ أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا، ثم نسخ بعد، فدعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله {{صل}}. (بخاري: 2801)
 
1222- عن جندب بن سفيان {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} كان في بعض المشاهد وقد دميت إصبعه فقال: «هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت». (بخاري: 2802)
 
1223- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك». (بخاري: 2803)
 
1224- عن أنس {{عنه}} قال: غاب عمي أنس بن النضر {{عنه}} عن قتال بدر فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني أصحابه- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء -يعني المشركين- ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} إلى آخر الآية. (بخاري: 2805)
 
1225- وقال: إن أخته وهي تسمى الربيع كسرت ثنية امرأة فأمر رسول الله {{صل}} بالقصاص، فقال أنس: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص، فقال رسول الله {{صل}}: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره». (بخاري: 2806)
 
1226- عن زيد بن ثابت {{عنه}} قال: نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله {{صل}} يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله {{صل}} شهادته شهادة رجلين، وهو قوله {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}. (بخاري: 2807)
 
1227- عن البراء {{عنه}} قال: أتى النبي {{صل}} رجل مقنع بالحديد فقال: يا رسول الله، أقاتل أو أسلم؟ قال: «أسلم ثم قاتل». فأسلم ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله {{صل}}: «عمل قليلا وأجر كثيرا». (بخاري: 2808)
 
1228- عن أنس بن مالك {{عنه}} أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي {{صل}} فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة، وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء، قال: «يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى». (بخاري: 2809)
 
1229- عن أبي موسى {{عنه}} قال: جاء رجل إلى النبي {{صل}} فقال: الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله». (بخاري: 2810)
 
1230- عن عائشة {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} لما رجع يوم الخندق ووضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار فقال: وضعت السلاح فوالله ما وضعته. فقال رسول الله {{صل}}: «فأين»؟ قال: هاهنا، وأومأ إلى بني قريظة. قالت: فخرج إليهم رسول الله {{صل}}. (بخاري: 2813)
 
1231- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد». (بخاري: 2826)
 
1232- وعنه {{عنه}} قال: أتيت رسول الله {{صل}} وهو بخيبر بعد ما افتتحوها فقلت: يا رسول الله، أسهم لي، فقال بعض بني سعيد بن العاص: لا تسهم له يا رسول الله. فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قوقل، فقال ابن سعيد بن العاص: واعجبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضأن ينعى علي قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه. (بخاري: 2827)
 
1233- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي {{صل}} من أجل الغزو، فلما قبض النبي {{صل}} لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى. (بخاري: 2828)
 
1234- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «الطاعون شهادة لكل مسلم» (بخاري: 2830)
 
1235- عن زيد بن ثابت {{عنه}} قال: أن رسول الله {{صل}} أملى عليه {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي فقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلا أعمى، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله {{صل}} وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله عز وجل: {غير أولي الضرر}. (بخاري: 2832)
 
1236- عن أنس {{عنه}} قال: خرج رسول الله {{صل}} إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال:
 
«اللهم إن العيش عيش الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره»
 
فقالوا مجيبين له:
 
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
 
(بخاري: 2834)
 
1237- وعنه {{عنه}} في رواية أنهم كانوا يقولون:
 
نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبدا
 
والنبي {{صل}} يجيبهم ويقول:
 
«اللهم إنه لا خير إلا خير الآخره فبارك في الأنصار والمهاجره»
 
(بخاري: 2835)
 
1238- عن البراء {{عنه}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} يوم الأحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول:
 
لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
 
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
 
إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا
 
(بخاري: 2837)
 
1239- عن أنس {{عنه}} أن النبي {{صل}} كان في غزاة فقال: «إن أقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه، حبسهم العذر». (بخاري: 2839)
 
1240- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا». (بخاري: 2840)
 
1241- عن زيد بن خالد {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا». (بخاري: 2843)
 
1242- عن أنس {{عنه}}: أن النبي {{صل}} لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه، فقيل له فقال: «إني أرحمها قتل أخوها معي». (بخاري: 2844)
 
1243- وعنه {{عنه}} أنه أتى يوم اليمامة إلى ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال: يا عم، ما يحبسك أن لا تجيء؟ قال: الآن يا ابن أخي، وجعل يتحنط يعني من الحنوط، ثم جاء فجلس، فذكر في الحديث انكشافا من الناس فقال: هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم، ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله {{صل}}، بئس ما عودتم أقرانكم. (بخاري: 2845)
 
1244- عن جابر {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «من يأتيني بخبر القوم»؟ يوم الأحزاب قال الزبير: أنا، ثم قال: «من يأتيني بخبر القوم»؟ قال الزبير: أنا، فقال النبي {{صل}}: «إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير». (بخاري: 2846)
 
1245- عن عروة البارقي {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم». (بخاري: 2852)
 
1246- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}} «البركة في نواصي الخيل». (بخاري: 2851)
 
1247- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة». (بخاري: 2853)
 
1248- عن سهل {{عنه}} قال: كان للنبي {{صل}} في حائطنا فرس يقال له اللحيف أو اللخيف. (بخاري: 2855)
 
1249- عن معاذ {{عنه}} قال: كنت ردف النبي {{صل}} على حمار يقال له عفير فقال: «يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده»؟ وسرد الحديث وقد تقدم. (بخاري: 2856)
 
1250- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان فزع بالمدينة فاستعار النبي {{صل}} فرسا لنا يقال له: مندوب، فقال: «ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا». (بخاري: 2857)
 
1251- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «إنما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار». (بخاري: 2858)
 
1252- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} جعل للفرس سهمين ولصاحبه سهما. (بخاري: 2863)
 
1253- عن البراء بن عازب {{عنه}} أنه قال له رجل: أفررتم عن رسول الله {{صل}} يوم حنين؟ قال: لكن رسول الله {{صل}} لم يفر، إن هوازن كانوا قوما رماة، وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام، فأما رسول الله {{صل}} فلم يفر فلقد رأيته وإنه لعلى بغلته البيضاء وإن أبا سفيان آخذ بلجامها والنبي {{صل}} يقول:
 
«أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب»
 
(بخاري: 2864)
 
1254- عن أنس {{عنه}} قال: كان للنبي {{صل}} ناقة تسمى العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه فقال: «حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه». (بخاري: 2872)
 
1255- عن عمر بن الخطاب {{عنه}} أنه قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة فبقي مرط جيد، فقال له بعض من عنده: يا أمير المؤمنين، أعط هذا ابنة رسول الله {{صل}} التي عندك، يريدون أم كلثوم بنت علي، فقال عمر: أم سليط أحق. وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله {{صل}}، قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد. (بخاري: 2881)
 
1256- عن الربيع بنت معوذ {{عنها}} قالت: كنا نغزو مع النبي {{صل}} نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة. (بخاري: 2883)
 
1257- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} سهر فلما قدم المدينة قال: «ليت رجلا من أصحابي صالحا يحرسني الليلة» إذ سمعنا صوت سلاح فقال: «من هذا»؟ فقال: أنا سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك، ونام النبي {{صل}}. (بخاري: 2885)
 
1258- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش. طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع». (بخاري: 2887)
 
1259- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: خرجت مع رسول الله {{صل}} إلى خيبر أخدمه فلما قدم النبي {{صل}} راجعا وبدا له أحد قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه». (بخاري: 2889)
 
1260- وعنه {{عنه}} قال: كنا مع النبي {{صل}} أكثرنا ظلا الذي يستظل بكسائه وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا، فقال النبي {{صل}}: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر». (بخاري: 2890)
 
1261- عن سهل بن سعد الساعدي {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها». (بخاري: 2892)
 
1262- عن سعد {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم». (بخاري: 2896)
 
1263- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يأتي زمان يغزو فئام من الناس، فيقال: فيكم من صحب النبي {{صل}}؟ فيقال: نعم، فيفتح عليه، ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب أصحاب النبي {{صل}}؟ فيقال: نعم، فيفتح، ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي {{صل}}؟ فيقال: نعم، فيفتح». (بخاري: 2897)
 
1264- عن أبي أسيد {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}} يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا: «إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل». (بخاري: 2900)
 
1265- عن عمر {{عنه}} قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله {{صل}} مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله {{صل}} خاصة وكان ينفق على أهله نفقة سنته ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله. (بخاري: 2904)
 
1266- عن علي {{عنه}} قال: ما رأيت النبي {{صل}} يفدي رجلا بعد سعد، سمعته يقول: «ارم فداك أبي وأمي». (بخاري: 2905)
 
1267- عن أبي أمامة {{عنه}} قال: لقد فتح الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة إنما كانت حليتهم العلابي والآنك والحديد. (بخاري: 2909)
 
1268- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}} وهو في قبة: «اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم». فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}. (بخاري: 2915)
 
1269- عن أنس {{عنه}} قال: رخص النبي {{صل}} لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام في حرير لحكة بهما. (بخاري: 2919)
 
1270- وعنه في رواية أنهما شكوا إلى النبي {{صل}} -يعني القمل- فرخص لهما في الحرير. (بخاري: 2921)
 
1271- عن أم حرام {{عنها}}: أنها سمعت النبي {{صل}} يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا». قالت: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم». ثم قال النبي {{صل}}: «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم». فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: «لا». (بخاري: 2924)
 
1272- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «تقاتلون اليهود حتى يختبي أحدهم وراء الحجر فيقول: يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله». وفي رواية: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود». وذكر باقي الحديث. (بخاري: 2925)
 
1273- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر». (بخاري: 2928)
 
1274- عن عبد الله بن أبي أوفى {{عنهما}} قال: دعا رسول الله {{صل}} يوم الأحزاب على المشركين فقال: «اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم». (بخاري: 2933)
 
1275- عن عائشة {{عنها}}، قالت: دخل اليهود على النبي {{صل}} فقالوا: السام عليك. فلعنتهم فقال: «ما لك»؟ قلت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: «فلم تسمعي ما قلت: وعليكم». (بخاري: 2935)
 
1276- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي {{صل}} فقالوا: يا رسول الله، إن دوسا عصت وأبت فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس، قال: «اللهم اهد دوسا وأت بهم». (بخاري: 2937)
 
1277- عن سهل بن سعد {{عنه}}: أنه سمع النبي {{صل}} يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه». فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى، فقال: «أين علي»؟ فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدعي له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء، فقال: نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: «على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي بك رجل واحد خير لك من حمر النعم». (بخاري: 2942)
 
1278- عن كعب بن مالك {{عنه}} قال: لقلما كان رسول الله {{صل}} يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس. (بخاري: 2949)
 
1279- عن أبي هريرة {{عنه}} أنه قال: بعثنا رسول الله {{صل}} في بعث وقال لنا: «إن لقيتم فلانا وفلانا -لرجلين من قريش سماهما- فحرقوهما بالنار». قال: ثم أتيناه نودعه حين أردنا الخروج، فقال: «إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن أخذتموهما فاقتلوهما». (بخاري: 2954)
 
1280- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بالمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة». (بخاري: 2955)
 
1281- عن أبي هريرة {{عنه}}: أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول: «نحن الآخرون السابقون». (بخاري: 2956)
 
1282- ويقول: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا، وإن قال بغيره فإن عليه منه». (بخاري: 2957)
 
1283- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله. فقيل له: على أي شيء بايعهم، على الموت؟ قال: لا، بل بايعهم على الصبر. (بخاري: 2958)
 
1284- عن عبد الله بن زيد {{عنه}} قال: لما كان زمن الحرة أتاه آت فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، فقال: لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله {{صل}}. (بخاري: 2959)
 
1285- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: بايعت النبي {{صل}} ثم عدلت إلى ظل الشجرة، فلما خف الناس قال: «يا ابن الأكوع، ألا تبايع»؟ قال: قلت: قد بايعت يا رسول الله، قال: «وأيضا». فبايعته الثانية، فقيل له: على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت. (بخاري: 2960)
 
1286- عن مجاشع {{عنه}} قال: أتيت النبي {{صل}} أنا وأخي، فقلت: بايعنا على الهجرة، فقال: «مضت الهجرة لأهلها». فقلت: علام تبايعنا؟ قال: «على الإسلام والجهاد». (بخاري: 2963)
 
1287- عن عبد الله {{عنه}} قال: لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه، فقال: أرأيت رجلا مؤديا نشيطا يخرج مع أمرائنا في المغازي فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك إلا أنا كنا مع النبي {{صل}} فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلا فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه، والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه وبقي كدره. (بخاري: 2964)
 
1288- عن عبد الله بن أبي أوفى {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس خطيبا قال: «أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف». ثم قال: «اللهم منزل الكتاب» وقد‎ تقدم باقي الدعاء. (بخاري: 2966)
 
1289- عن يعلى بن أمية {{عنه}} قال: استأجرت أجيرا فقاتل رجلا فعض أحدهما الآخر فانتزع يده من فيه ونزع ثنيته، فأتى النبي {{صل}} فأهدرها فقال: «أيدفع يده إليك فتقضمها كما يقضم الفحل». (بخاري: 2973)
 
1290- عن العباس {{عنه}}: أنه قال للزبير {{عنه}}: هاهنا أمرك النبي {{صل}} أن تركز الراية. (بخاري: 2976)
 
1291- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي». قال أبو هريرة {{عنه}}: وقد ذهب رسول الله {{صل}} وأنتم تنتثلونها. (بخاري: 2977)
 
1292- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}} قالت: صنعت سفرة رسول الله في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، قالت: فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر: والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي، قال: فشقيه باثنين، فاربطيه بواحد السقاء وبالآخر السفرة، ففعلت، فلذلك سميت ذات النطاقين. (بخاري: 2979)
 
1293- عن أسامة بن زيد {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} ركب على حمار على إكاف عليه قطيفة وأردف أسامة وراءه. (بخاري: 2987)
 
1294- عن عبد الله {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح ودخل رسول الله {{صل}}. وباقي الحديث قد تقدم. (بخاري: 2988)
 
1295- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو. (بخاري: 2990)
 
1296- عن أبي موسى الأشعري {{عنه}} قال: كنا مع رسول الله {{صل}} فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا، فقال النبي {{صل}}: «يا أيها الناس، اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده». (بخاري: 2992)
 
1297- عن جابر {{عنه}} قال: كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا تصوبنا سبحنا. (بخاري: 2994)
 
1298- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا». (بخاري: 2996)
 
1299- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده». (بخاري: 2998)
 
1300- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: جاء رجل إلى النبي {{صل}} فاستأذنه في الجهاد فقال: «أحي والداك»؟ قال: نعم. قال: «ففيهما فجاهد». (بخاري: 3004)
 
1301- عن أبي بشير الأنصاري {{عنه}}: أنه كان مع رسول الله {{صل}} في بعض أسفاره والناس في مبيتهم، فأرسل رسول الله {{صل}} رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت. (بخاري: 3005)
 
1302- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه سمع النبي {{صل}} يقول: «لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم». فقام رجل فقال: يا رسول الله، اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة؟ قال: «اذهب فحج مع امرأتك». (بخاري: 3006)
 
1303- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل». (بخاري: 3010)
 
1304- عن الصعب بن جثامة {{عنه}} قال: مر بي النبي {{صل}} بالأبواء أو بودان وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين فيصاب من نسائهم وذراريهم قال: «هم منهم». (بخاري: 3012)
 
1305- عن عبد الله {{عنه}}: أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي {{صل}} مقتولة، فأنكر رسول الله {{صل}} قتل النساء والصبيان. (بخاري: 3014)
 
1306- عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه بلغه أن عليا {{عنه}} حرق قوما فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي {{صل}} قال: «لا تعذبوا بعذاب الله». ولقتلتهم كما قال النبي {{صل}}: «من بدل دينه فاقتلوه». (بخاري: 3017)
 
1307- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح». (بخاري: 3019)
 
1308- عن جرير {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «ألا تريحني من ذي الخلصة»؟ وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية. قال: فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل، قال: وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: «اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا». فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله {{صل}} يخبره، فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب، قال: فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات. (بخاري: 3020)
 
1309- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده، وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده، ولتقسمن كنوزها في سبيل الله». (بخاري: 3027)
 
1310- وعنه {{عنه}} قال: سمى النبي {{صل}} الحرب خدعة. (بخاري: 3028)
 
1311- عن البراء بن عازب {{عنه}} قال: جعل النبي {{صل}} على الرجالة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله بن جبير، فقال: «إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم». فهزموهم. قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله {{صل}}؟ قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين. فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع النبي {{صل}} غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي {{صل}} وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيرا وسبعين قتيلا، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات، فنهاهم النبي {{صل}} أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه فقال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوءك، قال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: أعل هبل أعل هبل، قال النبي {{صل}}: «ألا تجيبوا له»؟ قالوا: يا رسول الله، ما نقول؟ قال: «قولوا: الله أعلى وأجل». قال: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي {{صل}}: «ألا تجيبوا له»؟ قال: قالوا: يا رسول الله، ما نقول؟ قال: «قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم». (بخاري: 3039)
 
1312- عن سلمة {{عنه}} قال: خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، قلت: ويحك، ما بك؟ قال: أخذت لقاح النبي {{صل}}، قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وفزارة، فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه يا صباحاه، ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها فجعلت أرميهم وأقول:
 
أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع
 
فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا، فأقبلت بها أسوقها، فلقيني النبي {{صل}}، فقلت: يا رسول الله، إن القوم عطاش وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم فابعث في إثرهم، فقال: «يا ابن الأكوع ملكت فأسجح إن القوم يقرون في قومهم». (بخاري: 3041)
 
1313- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «فكوا العاني -يعني الأسير- وأطعموا الجائع وعودوا المريض». (بخاري: 3046)
 
1314- عن أبي جحيفة {{عنه}} قال: قلت لعلي {{عنه}}: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير وأن «لا يقتل مسلم بكافر». (بخاري: 3047)
 
1315- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله {{صل}} فقالوا: يا رسول الله، ائذن فلنترك لابن أختنا عباس فداءه، فقال: «لا تدعون منها درهما». (بخاري: 3048)
 
1316- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: أتى النبي {{صل}} عين من المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل، فقال النبي {{صل}}: «اطلبوه واقتلوه». فقتله فنفله سلبه. (بخاري: 3051)
 
1317- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله {{صل}} وجعه يوم الخميس فقال: «ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا». فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله {{صل}}، قال: «دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه». وأوصى عند موته بثلاث: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم». ونسيت الثالثة. (بخاري: 3053)
 
1318- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قام النبي {{صل}} في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: «إني أنذركموه وما من نبي إلا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور». (بخاري: 3057)
 
1319- عن حذيفة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس». فكتبنا له ألفا وخمس مائة رجل، فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمس مائة؟ فلقد رأيتنا ابتلينا حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف. (بخاري: 3060)
 
1320- عن أبي طلحة {{عنه}} عن النبي {{صل}}: أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال. (بخاري: 3065)
 
1321- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: ذهب فرس له فأخذه العدو، فظهر عليه المسلمون فرد عليه في زمن رسول الله {{صل}}، وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي {{صل}}. (بخاري: 3067)
 
1322- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: قلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر، فصاح النبي {{صل}} فقال: «يا أهل الخندق، إن جابرا قد صنع سؤرا فحي هلا بكم». (بخاري: 3070)
 
1323- عن أم خالد بنت خالد بن سعيد {{عنه}} قالت: أتيت رسول الله {{صل}} مع أبي وعلي قميص أصفر، قال رسول الله {{صل}}: «سنه سنه» وهي بالحبشية حسنة. قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي، قال رسول الله {{صل}}: «دعها». ثم قال رسول الله {{صل}}: «أبلي وأخلفي ثم أبلي وأخلفي ثم أبلي وأخلفي». (بخاري: 3071)
 
1324- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قام فينا النبي {{صل}} فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره قال: «لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، على رقبته فرس له حمحمة، يقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير له رغاء، يقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، وعلى رقبته صامت فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، أو على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك». (بخاري: 3073)
 
1325- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: كان على ثقل النبي {{صل}} رجل يقال له كركرة فمات، فقال رسول الله {{صل}}: «هو في النار». فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها. (بخاري: 3074)
 
1326- عن ابن أبي مليكة قال: قال ابن الزبير {{عنه}} لابن جعفر {{عنه}}: أتذكر إذ تلقينا رسول الله {{صل}} أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم فحملنا وتركك. (بخاري: 3082)
 
1327- عن السائب بن يزيد {{عنه}}: ذهبنا نتلقى رسول الله {{صل}} مع الصبيان إلى ثنية الوداع. (بخاري: 3083)
 
1328- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كنا مع النبي {{صل}} مقفله من عسفان ورسول الله {{صل}} على راحلته وقد أردف صفية بنت حيي، فعثرت ناقته فصرعا جميعا، فاقتحم أبو طلحة فقال: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: «عليك المرأة». فقلب ثوبا على وجهه وأتاها فألقاه عليها وأصلح لهما مركبهما فركبا واكتنفنا رسول الله {{صل}}، فلما أشرفنا على المدينة قال: «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون». فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة. (بخاري: 3085)
 
1329- عن كعب {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس. (بخاري: 3088)
 
1330- عن عمر بن الخطاب {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا نورث ما تركنا صدقة». وكان ينفق من مال الفيء الذي أفاء الله عليه على أهله نفقة سنتهم ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، ثم قال لمن حضره من الصحابة: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم. وكان في المجلس عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص. وذكر حديث علي وعباس ومنازعتهما، وليس الإتيان به في شرطنا. (بخاري: 3094)
 
1331- عن أنس {{عنه}}: أنه أخرج إلى أصحابه نعلين جرداوين لهما قبالان، فتحدث أنهما نعلا النبي {{صل}}. (بخاري: 3107)
 
1332- عن عائشة {{عنها}}: أنها أخرجت كساء ملبدا وقالت: في هذا نزع روح النبي {{صل}}. (بخاري: 3108)
 
1333- وفي رواية: أنها أخرجت إلينا عائشة إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من هذه التي يدعونها الملبدة. (بخاري: 3108)
 
1334- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن قدح النبي {{صل}} انكسر، فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة. (بخاري: 3109)
 
1335- عن جابر بن عبد الله الأنصاري {{عنه}} قال: ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم، فقالت الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا. فأتى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، ولد لي غلام فسميته القاسم فقالت الأنصار: لانكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا، فقال النبي {{صل}}: «أحسنت الأنصار، سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم». (بخاري: 3115)
 
1336- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «ما أعطيكم ولا أمنعكم إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت». (بخاري: 3117)
 
1337- عن خولة الأنصارية {{عنها}} قالت: سمعت النبي {{صل}} يقول: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة». (بخاري: 3118)
 
1338- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر، أو قريبا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني النار- لتأكلها فلم تطعمها، فقال: إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فليبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا». (بخاري: 3124)
 
1339- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} بعث سرية وهو فيها قبل نجد، فغنموا إبلا كثيرة، فكانت سهامهم اثني عشر بعيرا أو أحد عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا. (بخاري: 3134)
 
1340- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: بينما رسول الله {{صل}} يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل: اعدل. فقال له: «لقد شقيت إن لم أعدل». (بخاري: 3138)
 
1341- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن عمر {{عنه}} أصاب جاريتين من سبي حنين فوضعهما في بعض بيوت مكة، قال: فمن رسول الله {{صل}} على سبي حنين فجعلوا يسعون في السكك، فقال عمر: يا عبد الله، انظر ما هذا؟ فقال: من رسول الله {{صل}} على السبي، قال: اذهب فأرسل الجاريتين. (بخاري: 3144)
 
1342- عن عبد الرحمن بن عوف {{عنه}} قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله {{صل}} والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس قلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله {{صل}} فأخبراه، فقال: «أيكما قتله»؟ قال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: «هل مسحتما سيفيكما»؟ قالا: لا. فنظر في السيفين، فقال: «كلاكما قتله، سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح». وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح. (بخاري: 3141)
 
1343- عن أنس {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إني أعطي قريشا أتألفهم لأنهم حديث عهد بجاهلية». (بخاري: 3146)
 
1344- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن ناسا من الأنصار قالوا لرسول الله {{صل}} حين أفاء الله على رسوله {{صل}} من أموال هوازن ما أفاء فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا: يغفر الله لرسول الله {{صل}} يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم. قال أنس: فحدث رسول الله {{صل}} بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله {{صل}} فقال: «ما كان حديث بلغني عنكم»؟ قال له فقهاؤهم: أما ذوو آرائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا. (بخاري: 3147)
 
1345- عن جبير بن مطعم {{عنه}}: أنه بينا هو مع رسول الله {{صل}} ومعه الناس مقبلا من حنين علقت رسول الله {{صل}} الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف رسول الله {{صل}} فقال: «أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا». (بخاري: 3148)
 
1346- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كنت أمشي مع النبي {{صل}} وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي {{صل}} قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء. (بخاري: 3149)
 
1347- عن عبد الله {{عنه}} قال: لما كان يوم حنين آثر النبي {{صل}} أناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك وأعطى أناسا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة، قال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله، فقلت: والله لأخبرن النبي {{صل}} فأتيته فأخبرته، فقال: «فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله، رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر». (بخاري: 3150)
 
1348- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه. (بخاري: 3154)
 
==كتاب الجزية والموادعة==
 
1349- عن عمر بن الخطاب {{عنه}}: أنه كتب إلى أهل البصرة قبل موته بسنة: فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس. ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله {{صل}} أخذها من مجوس هجر. (بخاري: 3156، 3157)
 
1350- عن عمرو بن عوف الأنصاري {{عنه}} وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان شهد بدرا: أن رسول الله {{صل}} بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله {{صل}} هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافت صلاة الصبح مع النبي {{صل}}، فلما صلى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له، فتبسم رسول الله {{صل}} حين رآهم وقال: «أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء». قالوا: أجل يا رسول الله، قال: «فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم». (بخاري: 3158)
 
1351- عن عمر {{عنه}}: أنه بعث الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهرمزان، فقال: إني مستشيرك في مغازي هذه، قال: نعم، مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس، وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس، فالرأس كسرى والجناح قيصر والجناح الآخر فارس، فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى. وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال: فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرن، حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم، فقال المغيرة: سل عما شئت، قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء شديد نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر، فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه، فأمرنا نبينا رسول ربنا {{صل}} أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية وأخبرنا نبينا {{صل}} عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ومن بقي منا ملك رقابكم. فقال النعمان: ربما أشهدك الله مثلها مع النبي {{صل}} فلم يندمك ولم يخزك، ولكني شهدت القتال مع رسول الله {{صل}} كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات. (بخاري: 3160، 3159)
 
1352- عن أبي حميد الساعدي {{عنه}} قال: غزونا مع النبي {{صل}} تبوك وأهدى ملك أيلة للنبي {{صل}} بغلة بيضاء وكساه بردا وكتب له ببحرهم. (بخاري: 3161)
 
1353- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما». (بخاري: 3166)
 
1354- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: لما فتحت خيبر أهديت للنبي {{صل}} شاة فيها سم، فقال النبي {{صل}}: «اجمعوا إلي من كان هاهنا من يهود». فجمعوا له فقال: «إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه»؟ فقالوا: نعم. قال لهم النبي {{صل}}: «من أبوكم»؟ قالوا: فلان. فقال: «كذبتم بل أبوكم فلان». قالوا: صدقت، قال: «فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه»؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم: «من أهل النار»؟ قالوا: نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها، فقال النبي {{صل}}: «اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا»، ثم قال: «هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه»؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قال: «هل جعلتم في هذه الشاة سما»؟ قالوا: نعم، قال: «ما حملكم على ذلك»؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذبا نستريح وإن كنت نبيا لم يضرك. (بخاري: 3169)
 
1355- عن سهل بن أبي حثمة {{عنه}} قال: انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح، فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشمط في دمه قتيلا فدفنه، ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي {{صل}}، فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال: «كبر كبر» وهو أحدث القوم فسكت، فتكلما فقال: «تحلفون وتستحقون قاتلكم، أو صاحبكم»؟ قالوا: وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر؟ قال: «فتبريكم يهود بخمسين». فقالوا: كيف نأخذ أيمان قوم كفار؟ فعقله النبي {{صل}} من عنده. (بخاري: 3173)
 
1356- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} سحر حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئا ولم يصنعه. (بخاري: 3175)
 
1357- عن عوف بن مالك {{عنه}} قال: أتيت النبي {{صل}} في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: «اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا». (بخاري: 3176)
 
1358- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كيف أنتم إذا لم تجتبوا دينارا ولا درهما؟ فقيل له: وكيف ترى ذلك كائنا يا أبا هريرة؟ قال: إي والذي نفس أبي هريرة بيده عن قول الصادق المصدوق. قالوا: عم ذاك؟ قال: تنتهك ذمة الله وذمة رسوله {{صل}} فيشد الله عز وجل قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم. (بخاري: 3180)
 
1359- عن عبد الله وعن ثابت عن أنس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة». قال أحدهما: «ينصب» وقال الآخر: «يرى يوم القيامة يعرف به». (بخاري: 3187)
 
==كتاب بدء الخلق==
 
1360- عن عمران بن حصين {{عنهما}} قال: جاء نفر من بني تميم إلى النبي {{صل}} فقال: «يا بني تميم أبشروا». قالوا: بشرتنا فأعطنا، فتغير وجهه، فجاءه أهل اليمن فقال: «يا أهل اليمن، اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم». قالوا: قبلنا. فأخذ النبي {{صل}} يحدث بدء الخلق والعرش، فجاء رجل فقال: يا عمران، راحلتك تفلتت. ليتني لم أقم. (بخاري: 3190)
 
1361- وفي رواية عنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض». فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها. (بخاري: 3191)
 
1362- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «قال الله تعالى: يشتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني ويكذبني وما ينبغي له، أما شتمه فقوله إن لي ولدا، وأما تكذيبه فقوله ليس يعيدني كما بدأني». (بخاري: 3193)
 
1363- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي». (بخاري: 3194)
 
1364- عن أبي بكرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان». (بخاري: 3197)
 
1365- عن أبي ذر {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}} لأبي ذر حين غربت الشمس: «أتدري أين تذهب»؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}». (بخاري: 3199)
 
1366- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «الشمس والقمر مكوران يوم القيامة». (بخاري: 3200)
 
1367- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، فعرفته ذلك فقال النبي {{صل}}: «ما أدري لعله كما قال قوم {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم}» الآية. (بخاري: 3206)
 
1368- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: حدثنا رسول الله {{صل}} وهو الصادق المصدوق قال: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة». (بخاري: 3208)
 
1369- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض». (بخاري: 3209)
 
1370- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}}: أنها سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إن الملائكة تنزل في العنان -وهو السحاب- فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم». (بخاري: 3210)
 
1371- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر». (بخاري: 3211)
 
1372- عن البراء {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}} لحسان: «اهجهم -أو هاجهم- وجبريل معك». (بخاري: 3213)
 
1373- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} قال لها: «يا عائشة، هذا جبريل يقرأ عليك السلام». فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تريد النبي {{صل}}. (بخاري: 3217)
 
1374- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}} لجبريل: «ألا تزورنا أكثر مما تزورنا»؟ قال فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا}» الآية. (بخاري: 3218)
 
1375- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «أقرأني جبريل على حرف فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف». (بخاري: 3219)
 
1376- عن يعلى {{عنه}} قال سمعت النبي {{صل}} يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مال}. (بخاري: 3230)
 
1377- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} حدثته أنها قالت للنبي {{صل}}: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد، فقال ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي {{صل}}: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا». (بخاري: 3231)
 
1378- عن ابن مسعود {{عنه}} في قول الله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: رأى جبريل له ست مائة جناح. (بخاري: 3232)
 
1379- وعنه {{عنه}} في قوله تعالى: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قال: رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء. (بخاري: 3233)
 
1380- عن عائشة {{عنها}} قالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه ساد ما بين الأفق. (بخاري: 3234)
 
1381- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح». (بخاري: 323)
 
1382- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس، ورأيت مالكا خازن النار والدجال»، في آيات أراهن الله إياه: {فلا تكن في مرية من لقائه}. (بخاري: 3239)
 
1383- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار». (بخاري: 3240)
 
1384- عن عمران بن حصين {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء». (بخاري: 3241)
 
1385- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: بينا نحن عند رسول الله {{صل}} إذ قال: «بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب. فذكرت غيرته فوليت مدبرا». فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟ (بخاري: 3242)
 
1386- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا». (بخاري: 3245)
 
1387- وفي رواية عنه {{عنه}} قال: «والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض، لكل امرئ منهم زوجتان، كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن، يسبحون الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا يمتخطون». وذكر باقي الحديث. (بخاري: 3246)
 
1388- عن سهل بن سعد {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ليدخلن من أمتي سبعون ألفا -أو سبع مائة ألف- لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر». (بخاري: 3247)
 
1389- عن أنس {{عنه}} قال: أهدي للنبي {{صل}} جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها فقال: «والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا». (بخاري: 3248)
 
1390- وعنه {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها». (بخاري: 3251)
 
1391- وفي رواية عن أبي هريرة {{عنه}} مثل ذلك وقال: «واقرءوا إن شئتم {وظل ممدود}». (بخاري: 3253)
 
1392- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم». قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: «بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين». (بخاري: 3256)
 
1393- عن عائشة {{عنها}} عن النبي {{صل}} قال: «الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء». (بخاري: 3263)
 
1394- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم». قيل: يا رسول الله إن كانت لكافية؟ قال: «فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها». (بخاري: 3265)
 
1395- عن أسامة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان، ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه». (بخاري: 3267)
 
1396- عن عائشة {{عنها}} قالت: سحر النبي {{صل}} حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال: «أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال أحدهما للآخر: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر». قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان. فخرج إليها النبي {{صل}}، ثم رجع فقال لعائشة حين رجع: «نخلها كأنه رءوس الشياطين». فقلت: استخرجته؟ فقال: «لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا». ثم دفنت البئر. (بخاري: 3268)
 
1397- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته». (بخاري: 3276)
 
1398- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} يشير إلى المشرق فقال: «ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان». (بخاري: 3279)
 
1399- عن جابر {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا استجنح الليل -أو قال: جنح الليل- فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا». (بخاري: 3280)
 
1400- عن سليمان بن صرد {{عنه}} قال: كنت جالسا مع النبي {{صل}} ورجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي {{صل}}: «إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد»، فقالوا له: إن النبي {{صل}} قال: تعوذ بالله من الشيطان، فقال: وهل بي جنون. (بخاري: 3282)
 
1401- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان». (بخاري: 3289)
 
1402- عن أبي قتادة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره». (بخاري: 3292)
 
1403- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه». (بخاري: 3295)
 
1404- عن ابن عمر {{عنهما}} أنه سمع النبي {{صل}} يخطب على المنبر يقول: «اقتلوا الحيات، واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل» قال عبد الله: فبينا أنا أطارد حية لأقتلها فناداني أبو لبابة: لا تقتلها فقلت إن رسول الله {{صل}} قد أمر بقتل الحيات قال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر. (بخاري: 3297، 3298)
 
1405- عن أبي هريرة {{عنه}} أن رسول الله {{صل}} قال: «رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم». (بخاري: 3301)
 
1406- عن عقبة بن عمرو أبي مسعود {{عنه}} قال: أشار رسول الله {{صل}} بيده نحو اليمن فقال: «الإيمان يمان هاهنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر». (بخاري: 3302)
 
1407- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا». (بخاري: 3303)
 
1408- وعنه {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت وإني لا أراها إلا الفار، إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت». فحدثت كعبا فقال: أنت سمعت النبي {{صل}} يقوله؟ قلت: نعم. قال لي مرارا. فقلت: أفأقرأ التوراة؟ (بخاري: 3305)
 
1409- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء». (بخاري: 3320)
 
1410- عن أم شريك أن النبي {{صل}} أمرها بقتل الأوزاغ. (بخاري: 3307)
 
1411- عن أبي هريرة {{عنه}} عن رسول الله {{صل}} قال: «غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث كاد يقتله العطش، فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء، فغفر لها بذلك». (بخاري: 3321)
 
==كتاب أحاديث الأنبياء==
 
1412- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك، تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الان». (بخاري: 3326)
 
1413- عن أنس {{عنه}} قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله {{صل}} المدينة فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، قال: ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام يأكله أهل الجنة، ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسول الله {{صل}}: «خبرني بهن آنفا جبريل». قال: فقال عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة. فقال رسول الله {{صل}}: «أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها». قال: أشهد أنك رسول الله، ثم قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك. فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت، فقال رسول الله {{صل}}: «أي رجل فيكم عبد الله بن سلام»؟ قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا، فقال رسول الله {{صل}}: «أفرأيتم إن أسلم عبد الله»؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فقالوا: شرنا وابن شرنا، ووقعوا فيه. (بخاري: 3329)
 
1414- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها». (بخاري: 3330)
 
1415- عن أنس {{عنه}} يرفعه: «إن الله يقول لأهون أهل النار عذابا: لو أن لك ما في الارض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم. قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك». (بخاري: 3334)
 
1416- عن عبد الله {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الاول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل». (بخاري: 3335)
 
1417- عن زينب بنت جحش {{عنها}}: أن النبي {{صل}} دخل عليها فزعا يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه». وحلق بإصبعه الابهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث». (بخاري: 3346)
 
1418- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير {وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}» قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: «أبشروا، فإن منكم رجلا، ومن يأجوج ومأجوج ألفا». ثم قال: «والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة». فكبرنا، فقال: «أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة». فكبرنا، فقال: «أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة». فكبرنا، فقال: «ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود». (بخاري: 3348)
 
1419- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «إنكم محشورون حفاة عراة غرلا». ثم قرأ «{كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني} -إلى قوله- {العزيز الحكيم}». (بخاري: 3349)
 
1420- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد، فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار». (بخاري: 3350)
 
1421- عن أبي هريرة {{عنه}} قيل: يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: «أتقاهم». فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: «فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله». قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: «فعن معادن العرب تسألون؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا». (بخاري: 3353)
 
1422- عن سمرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أتاني الليلة آتيان فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا وإنه إبراهيم عليه السلام». (بخاري: 3354)
 
1423- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم، وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه انحدر في الوادي». (بخاري: 3355)
 
1424- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة». (بخاري: 3356)
 
1425- وفي رواية عنه: «بالقدوم». مخففة. (بخاري: 3356)
 
1426- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات: ثنتين منهن في ذات الله عز وجل: قوله {إني سقيم} وقوله {بل فعله كبيرهم هذا} وقال: بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة، فقيل له: إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها فقال: من هذه؟ قال: أختي. فأتى سارة» وذكر باقي الحديث. (بخاري: 3358)
 
1427- وقد تقدم حديث أم شريك {{عنها}}: أن النبي أمر بقتل الوزغ. وقد تقدم، وزاد هنا: «كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام». (بخاري: 3359)
 
1428- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء، فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت. فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه، فقال: رب {إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم} حتى بلغ {يشكرون} وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى -أو قال: يتلبط- فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الارض يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الانسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: قال النبي {{صل}}: «فذلك سعي الناس بينهما». فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت: صه، تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه -أو قال: بجناحه- حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف. قال ابن عباس: قال النبي {{صل}}: «يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم -أو قال: لو لم تغرف من الماء- لكانت زمزم عينا معينا»، قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن هاهنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعا من الارض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله. فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم -أو أهل بيت من جرهم- مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرا عائفا فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا، قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم. قال ابن عباس: قال النبي {{صل}}: «فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الانس»، فنزلوا، وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له: يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول غير عتبة بابك، قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك، فطلقها وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد، فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء، قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي {{صل}}: «ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه». قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير، قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي، وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك. ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم، فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل، إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتا، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}. (بخاري: 3364)
 
1429- عن أبي ذر {{عنه}} قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام». قال: قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى». قلت: كم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه». (بخاري: 3366)
 
1430- عن أبي حميد الساعدي {{عنه}}: أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله {{صل}}: «قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». (بخاري: 3369)
 
1431- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: كان النبي {{صل}} يعوذ الحسن والحسين ويقول: «إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة». (بخاري: 3371)
 
1432- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي». (بخاري: 3372)
 
1433- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: مر النبي {{صل}} على نفر من أسلم ينتضلون فقال رسول الله {{صل}}: «ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان». قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم. فقال رسول الله {{صل}}: «ما لكم لا ترمون»؟ فقالوا: يا رسول الله، نرمي وأنت معهم؟ قال: «ارموا وأنا معكم كلكم». (بخاري: 3373)
 
1434- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها، فقالوا: قد عجنا منها واستقينا، فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء. (بخاري: 3378)
 
1435- وعن ابن عمر {{عنه}} عن النبي {{صل}} أنه قال: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام». (بخاري: 3382)
 
1436- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إنما سمي الخضر أنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء». (بخاري: 3402)
 
1437- عن جابر بن عبد الله {{عنه}} قال: كنا مع رسول الله {{صل}} نجني الكباث وإن رسول الله {{صل}} قال: «عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه». قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: «وهل من نبي إلا وقد رعاها»؟ (بخاري: 3406)
 
1438- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام». (بخاري: 3411)
 
1439- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى». ونسبه إلى أبيه. (بخاري: 3413)
 
1440- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه ولا يأكل إلا من عمل يده». (بخاري: 3417)
 
1441- وعنه {{عنه}}: أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول: «مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فجعل الفراش وهذه الدواب تقع في النار». (بخاري: 3426)
 
1442- وقال: «كانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت صاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى». (بخاري: 3427)
 
1443- عن علي {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة». (بخاري: 3432)
 
1444- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «نساء قريش خير نساء ركبن الابل، أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده». (بخاري: 3434)
 
1445- عن عبادة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل». (بخاري: 3435)
 
1446- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى؛ وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته فقال: أجيبها أو أصلي، فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى، فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما، فقالت: من جريج، فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي، قالوا: نبني صومعتك من ذهب، قال: لا، إلا من طين؛ وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه» -قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى النبي {{صل}} يمص إصبعه- «ثم مر بأمة فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها فقال: اللهم اجعلني مثلها، فقالت: لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون: سرقت، زنيت، ولم تفعل». (بخاري: 3436)
 
1447- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر، وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط». (بخاري: 3438)
 
1448- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أراني الليلة عند الكعبة في المنام، فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من أدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح ابن مريم. ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور العين اليمنى، كأشبه من رأيت بابن قطن، واضعا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت. فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح الدجال». (بخاري: 3440)
 
1449- وعنه {{عنه}} في رواية أخرى قال: لا والله ما قال النبي {{صل}} لعيسى أحمر، ولكن قال: «بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر، يهادى بين رجلين، ينطف رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور عينه اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا الدجال، وأقرب الناس به شبها ابن قطن». (بخاري: 3441)
 
1450- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي». (بخاري: 3442)
 
1451- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد». (بخاري: 3443)
 
1452- وعنه {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق فقال له: أسرقت؟ قال: كلا والله الذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله وكذبت عيني». (بخاري: 3444)
 
1453- عن عمر {{عنه}} يقول على المنبر: سمعت النبي {{صل}} يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله». (بخاري: 3445)
 
1454- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم». (بخاري: 3449)
 
1455- عن حذيفة {{عنه}} قال: سمعت من رسول الله {{صل}} يقول: «إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، فأما الذي يرى الناس أنها النار فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق، فمن أدرك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار فإنه عذب بارد». (بخاري: 3450)
 
1456- وعنه {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إن رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا وأوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت فخذوها فاطحنوها ثم انظروا يوما راحا فاذروه في اليم، ففعلوا فجمعه الله فقال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك، فغفر الله له». (بخاري: 3452)
 
1457- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الانبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون». قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم». (بخاري: 3455)
 
1458- عن أبي سعيد {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه». قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى. قال: «فمن»؟ (بخاري: 3456)
 
1459- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». (بخاري: 3461)
 
1460- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: إن رسول الله {{صل}} قال: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم». (بخاري: 3462)
 
1461- عن جندب بن عبد الله {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة». (بخاري: 3463)
 
1462- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إن ثلاثة في بني إسرائيل، أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله عز وجل أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الابرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، فأعطي ناقة عشراء فقال: يبارك لك فيها. وأتى الأقرع: فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، قال: فأعطاه بقرة حاملا، وقال: يبارك لك فيها. وأتى الاعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة والدا. فأنتج هذان، وولد هذا، فكان لهذا واد من إبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من غنم. ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري، فقال له: إن الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الاعمى في صورته فقال: رجل مسكين وابن سبيل، وتقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيرا فقد أغناني، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله، فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك». (بخاري: 3464)
 
1463- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا، ثم خرج يسأل، فأتى راهبا فسأله فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله، فجعل يسأل فقال له رجل: ائت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت، فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له». (بخاري: 3470)
 
1464- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «اشترى رجل من رجل عقارا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الارض ولم أبتع منك الذهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا». (بخاري: 3472)
 
1465- عن أسامة بن زيد {{عنهما}} أنه قيل له: ماذا سمعت من رسول الله {{صل}} في الطاعون؟ فقال أسامة: قال رسول الله {{صل}}: «الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل، أو على من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه». (بخاري: 3473)
 
1466- عن عائشة {{عنها}}؛ زوج النبي {{صل}}؛ قالت: سألت رسول الله {{صل}} عن الطاعون فأخبرني: «أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد». (بخاري: 3474)
 
1467- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: كأني أنظر إلى النبي {{صل}} يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون». (بخاري: 3477)
 
1468- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة». (بخاري: 3485)
 
==كتاب المناقب==
 
1469- عن أبي هريرة {{عنه}} عن رسول الله {{صل}} قال: «تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية. وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه». (بخاري: 3493 - 3494)
 
1470- وعنه {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم». (بخاري: 3495)
 
1471- و «الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا. تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه». (بخاري: 3496)
 
1472- عن معاوية {{عنه}} وقد بلغه أن عبد الله بن عمرو بن العاص {{عنهما}} يحدث: أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله {{صل}} فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين». (بخاري: 3500)
 
1473- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله» (بخاري: 3504)
 
1474- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان». (بخاري: 3501)
 
1475- عن جبير بن مطعم {{عنه}} قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان {{عنه}} إلى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، أعطيت بني المطلب وتركتنا وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة، فقال النبي {{صل}}: «إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد». (بخاري: 3502)
 
1476- عن أبي ذر {{عنه}}: أنه سمع النبي {{صل}} يقول: «ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار». (بخاري: 3508)
 
1477- عن واثلة بن الأسقع {{عنه}} يقول: قال رسول الله {{صل}}: «إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تر أو يقول على رسول الله {{صل}} ما لم يقل». (بخاري: 3509)
 
1478- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال على المنبر: «غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله». (بخاري: 3513)
 
1479- عن أبي بكرة {{عنه}}: أن الأقرع بن حابس قال للنبي {{صل}}: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة -وأحسبه- وجهينة. قال النبي {{صل}}: «أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة –وأحسبه: وجهينة- خيرا من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفان، خابوا وخسروا»؟ قال: نعم، قال: «والذي نفسي بيده إنهم لخير منهم». (بخاري: 3516)
 
1480- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «أسلم وغفار وشيء من مزينة وجهينة -أو قال: شيء من جهينة أو مزينة- خير عند الله -أو قال: يوم القيامة- من أسد وتميم وهوازن وغطفان». (بخاري: 3517)
 
1481- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه». (بخاري: 3520)
 
1482- عن جابر {{عنه}} قال: غزونا مع النبي {{صل}} وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعاب، فكسع أنصاريا فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا وقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فخرج النبي {{صل}} فقال: «ما بال دعوى أهل الجاهلية»؟ ثم قال: «ما شأنهم»؟ فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري، قال: فقال النبي {{صل}}: «دعوها فإنها خبيثة». وقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أقد تداعوا علينا؟ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقال عمر: ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث؟ لعبد الله، فقال النبي {{صل}}: «لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه». (بخاري: 3521)
 
===قصة خزاعة===
 
1483- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة». (بخاري: 3520)
 
1484- وعنه {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب». (بخاري: 3524)
 
===قصة إسلام أبي ذر رضي الله عنه===
 
1485- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال أبو ذر: كنت رجلا من غفار، فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره، فانطلق فلقيه، ثم رجع فقلت: ما عندك؟ فقال: والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر، فقلت له: لم تشفني من الخبر، فأخذت جرابا وعصا، ثم أقبلت إلى مكة، فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد، قال: فمر بي علي فقال: كأن الرجل غريب؟ قال: قلت: نعم، قال: فانطلق إلى المنزل، قال: فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء، قال: فمر بي علي فقال: أما نال للرجل يعرف منزله بعد؟ قال: قلت: لا، قال: انطلق معي، قال: فقال: ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة؟ قال: قلت له: إن كتمت علي أخبرتك، قال: فإني أفعل، قال: قلت له: بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه، فقال له: أما إنك قد رشدت، هذا وجهي إليه، فاتبعني ادخل حيث أدخل، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت، فمضى ومضيت معه، حتى دخل ودخلت معه على النبي {{صل}}، فقلت له: اعرض علي الإسلام، فعرضه فأسلمت مكاني، فقال لي: «يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل». فقلت: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم، فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال: يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي، ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار، ومتجركم وممركم على غفار، فأقلعوا عني. فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فصنع بي مثل ما صنع بالأمس، وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس. قال: فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله. (بخاري: 3522)
 
1486- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، جعل النبي {{صل}} ينادي: «يا بني فهر، يا بني عدي، ببطون قريش». (بخاري: 3531)
 
1487- عن عائشة {{عنها}} قالت: استأذن حسان النبي {{صل}} في هجاء المشركين قال: «كيف بنسبي»؟ فقال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. (بخاري: 3531)
 
1488- عن جبير بن مطعم {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب». (بخاري: 3532)
 
1489- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما، وأنا محمد». (بخاري: 3534)
 
1490- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون: لولا موضع اللبنة». (بخاري: 3534)
 
1491- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة»؟ قال: «فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين». (بخاري: 3535)
 
1492- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} توفي وهو ابن ثلاث وستين. (بخاري: 3536)
 
1493- عن السائب بن يزيد {{عنه}} قال وهو ابن أربع وتسعين جلدا معتدلا: قد علمت ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله {{صل}}، إن خالتي ذهبت بي إليه فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي شاك فادع الله له، قال: فدعا لي. (بخاري: 3540)
 
1494- عن عقبة بن الحارث {{عنه}} قال: صلى أبو بكر {{عنه}} العصر ثم خرج يمشي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه وقال: بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي، وعلي يضحك. (بخاري: 3542)
 
1495- عن أبي جحيفة {{عنه}} قال: رأيت النبي {{صل}} وكان الحسن بن علي عليهما السلام يشبهه، قلت لأبي جحيفة: صفه لي، قال: كان أبيض قد شمط. وأمر لنا النبي {{صل}} بثلاث عشرة قلوصا، قال: فقبض النبي {{صل}} قبل أن نقبضها. (بخاري: 3544)
 
1496- عن عبد الله بن بسر {{عنه}} صاحب النبي {{صل}} قال: أرأيت النبي؟ {{صل}} كان شيخا؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض. (بخاري: 3546)
 
1497- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط ولا سبط رجل، أنزل عليه وهو ابن أربعين، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه وبالمدينة عشر سنين، وقبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. (بخاري: 3547)
 
1498- وفي رواية عنه {{عنه}} يقول: رسول الله {{صل}} ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق وليس بالأدم، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة. وذكر الحديث. (بخاري: 3548)
 
1499- عن البراء {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير. (بخاري: 3549)
 
1500- عن أنس {{عنه}}: أنه‎ سئل: هل خضب النبي {{صل}}؟ قال: لا، إنما كان شيء في صدغيه. (بخاري: 3550)
 
1501- عن البراء بن عازب {{عنهما}} قال: كان النبي {{صل}} مربوعا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن منه. (بخاري: 3551)
 
1502- وفي‎ رواية عنه {{عنه}} قيل له: أكان وجه النبي {{صل}} مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر. (بخاري: 3552)
 
1503- عن أبي جحيفة {{عنه}}: أنه رأى النبي {{صل}} يصلي بالبطحاء وبين يديه عنزة. قد تقدم الحديث، وفي هذه الرواية قال: فجعل الناس يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك. (بخاري: 3553)
 
1504- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه». (بخاري: 3557)
 
1505- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رءوسهم، فكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم، وكان رسول الله {{صل}} يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله {{صل}} رأسه. (بخاري: 3558)
 
1506- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: لم يكن النبي {{صل}} فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا». (بخاري: 3559)
 
1507- عن عائشة {{عنها}}: أنها قالت: ما خير رسول الله {{صل}} بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله {{صل}} لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها. (بخاري: 3560)
 
1508- عن أنس {{عنه}} قال: ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبي {{صل}}، ولا شممت ريحا قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النبي {{صل}}. (بخاري: 3561)
 
1509- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} أشد حياء من العذراء في خدرها.
 
وفي رواية: وإذا كره شيئا عرف في وجهه. (بخاري: 3562)
 
1510- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: ما عاب النبي {{صل}} طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه.
 
1511- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه. (بخاري: 3567)
 
1512- وعنها {{عنها}} قالت: إن رسول الله {{صل}} لم يكن يسرد الحديث كسردكم. (بخاري: 3568)
 
1513- عن أنس بن مالك {{عنه}} يحدث عن ليلة أسري بالنبي {{صل}} من مسجد الكعبة قال: جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في مسجد الحرام فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم، وقال آخرهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك، فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه، والنبي {{صل}} نائمة عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء. (بخاري: 3570)
 
1514- وعنه {{عنه}} قال: أتي النبي {{صل}} بإناء وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم. قيل لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاث مائة، أو زهاء ثلاث مائة. (بخاري: 3572)
 
1515- عن عبد الله {{عنه}} قال: كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا، كنا مع رسول الله {{صل}} في سفر فقل الماء فقال: «اطلبوا فضلة من ماء». فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء ثم قال: «حي على الطهور المبارك والبركة من الله». فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله {{صل}}، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. (بخاري: 3579)
 
1516- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر». وقد تقدم الحديث بطوله، وقال في آخر هذه الرواية: «وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله». (بخاري: 3587 - 3589 وانظر حديث رقم: 2928)
 
1517- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم، حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر». (بخاري: 3590)
 
1518- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «يهلك الناس هذا الحي من قريش». قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «لو أن الناس اعتزلوهم». (بخاري: 3604)
 
1519- وعنه {{عنه}} قال: سمعت الصادق المصدوق يقول: «هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش». قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم: بني فلان وبني فلان. (بخاري: 3605)
 
1520- عن حذيفة بن اليمان {{عنه}} قال: كان الناس يسألون رسول الله {{صل}} عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم». قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم وفيه دخن». قلت؟ وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر». قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها». قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، فقال: «هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا». قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم». قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك». (بخاري: 3606)
 
1521- عن علي {{عنه}}: إذا حدثتكم عن رسول الله {{صل}} فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة». (بخاري: 3611)
 
1522- عن خباب بن الأرت {{عنه}} قال: شكونا إلى رسول الله {{صل}} وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: «كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (بخاري: 3612)
 
1523- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن النبي {{صل}} افتقد ثابت بن قيس فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه، فقال: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي {{صل}}، فقد حبط عمله وهو من أهل النار، فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا، فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: «اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار، ولكن من أهل الجنة». (بخاري: 3613)
 
1524- عن البراء بن عازب {{عنهما}}: أنه قرأ رجل الكهف وفي الدار الدابة، فجعلت تنفر، فسلم، فإذا ضبابة أو سحابة غشيته، فذكره للنبي {{صل}} فقال: «اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت للقرآن، أو تنزلت للقرآن». (بخاري: 3614)
 
1525- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي {{صل}} إذا دخل على مريض يعوده قال: «لا بأس طهور إن شاء الله». فقال له: «لا بأس طهور إن شاء الله». قال: قلت: طهور؟ كلا، بل هي حمى تفور، أو تثور، على شيخ كبير، تزيره القبور، فقال النبي {{صل}}: «فنعم إذا». (بخاري: 3616)
 
1526- عن أنس {{عنه}} قال: كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي {{صل}}، فعاد نصرانيا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه خارج القبر، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه. (بخاري: 3617)
 
1527- عن جابر {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «هل لكم من أنماط»؟ قلت: وأنى يكون لنا الأنماط؟ قال: «أما إنه سيكون لكم الأنماط». فأنا أقول لها، يعني امرأته: أخري عني أنماطك، فتقول ألم يقل النبي {{صل}}: «إنها ستكون لكم الأنماط» فأدعها. (بخاري: 3631)
 
1528- عن سعد بن معاذ {{عنه}}: أنه قال لأمية بن خلف: إني سمعت محمدا {{صل}} يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟ قال: نعم. قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث، فقتله الله ببدر. وفي الحديث قصة هذا مضمون الحديث منها. (بخاري: 3632)
 
1529- عن أسامة بن زيد {{عنه}} أن جبريل عليه السلام أتى النبي {{صل}} وعنده أم سلمة، فجعل يحدث ثم قام، فقال النبي {{صل}} لأم سلمة: «من هذا»؟ أو كما قال، قال: قالت: هذا دحية، قالت أم سلمة: ايم الله، ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة نبي الله {{صل}} يخبر جبريل أو كما قال. (بخاري: 3634)
 
1530- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «رأيت الناس مجتمعين في صعيد، فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي بعض نزعه ضعف والله يغفر له، ثم أخذها عمر فاستحالت بيده غربا، فلم أر عبقريا في الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن». (بخاري: 3633)
 
1531- وعنه {{عنه}}: أن اليهود جاءوا إلى رسول الله {{صل}} فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله {{صل}}: «ما تجدون في التوراة في شأن الرجم»؟ فقالوا: نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده، فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله {{صل}} فرجما. (بخاري: 3635)
 
1532- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: انشق القمر على عهد رسول الله {{صل}} شقتين، فقال النبي {{صل}}: «اشهدوا». (بخاري: 3636)
 
1533- عن عروة البارقي {{عنه}}: أن النبي {{صل}} أعطاه دينارا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه. (بخاري: 3642)
 
==كتاب فضائل الصحابة==
 
1534- عن جبير بن مطعم {{عنه}} قال: أتت امرأة النبي {{صل}} فأمرها أن ترجع إليه، قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تقول الموت، قال {{صل}}: «إن لم تجديني فأتي أبا بكر». (بخاري: 3659)
 
1535- عن عمار {{عنه}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر. (بخاري: 3660)
 
1536- عن أبي الدرداء {{عنه}} قال: كنت جالسا عند النبي {{صل}} إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي {{صل}}: «أما صاحبكم فقد غامر». فسلم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك، فقال: «يغفر الله لك يا أبا بكر» ثلاثا. ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ فقالوا: لا. فأتى إلى النبي {{صل}} فسلم فجعل وجه النبي {{صل}} يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله والله أنا كنت أظلم، مرتين، فقال النبي {{صل}}: «إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي»؟ مرتين، فما أوذي بعدها. (بخاري: 3661)
 
1537- عن عمرو بن العاص {{عنه}}: أن النبي {{صل}} بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة». فقلت: من الرجال؟ فقال: «أبوها». قلت: ثم من؟ قال: «ثم عمر بن الخطاب». فعد رجالا. (بخاري: 3662)
 
1538- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». فقال أبو بكر: إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال رسول الله {{صل}}: «إنك لست تصنع ذلك خيلاء». (بخاري: 3665)
 
1539- عن أبي موسى الأشعري {{عنه}}: أنه توضأ في بيته ثم خرج، فقلت: لألزمن رسول الله {{صل}} ولأكونن معه يومي هذا، قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي {{صل}} فقالوا: خرج ووجه هاهنا، فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله {{صل}} حاجته فتوضأ، فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت: لأكونن بواب رسول الله {{صل}} اليوم، فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة». فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله {{صل}} يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله {{صل}} معه في القف، ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي {{صل}} وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا -يريد أخاه- يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب، فقلت: على رسلك، ثم جئت إلى رسول الله {{صل}} فسلمت عليه، فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة». فجئت فقلت: ادخل وبشرك رسول الله {{صل}} بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله {{صل}} في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به، فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان، فقلت: على رسلك، فجئت إلى رسول الله {{صل}} فأخبرته فقال: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه». فجئته فقلت له: ادخل، وبشرك رسول الله {{صل}} بالجنة على بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد ملئ، فجلس وجاهه من الشق الآخر. (بخاري: 3674)
 
1540- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه». (بخاري: 3673)
 
1541- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن النبي {{صل}} صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم فقال: «اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان». (بخاري: 3675)
 
1542- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره، إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله، إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله {{صل}} يقول: «كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر»، فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب. (بخاري: 3677)
 
1543- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك». فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار؟ (بخاري: 3679)
 
1544- عن أنس {{عنه}}: أن رجلا سأل النبي {{صل}} عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها»؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله. فقال: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي {{صل}}: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فأنا أحب النبي {{صل}} وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم. (بخاري: 3688)
 
1545- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر». (بخاري: 3689)
 
1546- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أنه جاء رجل من أهل مصر فقال له: هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم. قال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد. قال: نعم. قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: الله أكبر. قال ابن عمر: تعال أبين لك، أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له، وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله {{صل}} وكانت مريضة فقال له رسول الله {{صل}}: «إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه». وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله {{صل}} عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله {{صل}} بيده اليمنى: «هذه يد عثمان». فضرب بها على يده فقال: «هذه لعثمان». فقال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك. (بخاري: 3698)
 
1547- عن علي: أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحا، فأتى النبي {{صل}} سبي فانطلقت فلم تجده، فوجدت عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي {{صل}} أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي {{صل}} إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لأقوم فقال: «على مكانكما». فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري وقال: «ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين وتسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم». (بخاري: 3705)
 
1548- عن عبد الله بن الزبير {{عنهما}} قال: كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا، فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف، قال: أوهل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم، قال: كان رسول الله {{صل}} قال: «من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم»؟ فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله {{صل}} أبويه فقال: «فداك أبي وأمي». (بخاري: 3720)
 
1549- عن طلحة {{عنه}} قال: لم يبق مع النبي {{صل}} في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله {{صل}} غيري وغير سعد. (بخاري: 3723)
 
1550- وعنه {{عنه}}: أنه وقى النبي {{صل}} بيده وضرب فيها حتى شلت. (بخاري: 3724)
 
1551- عن سعد بن أبي وقاص {{عنه}} قال: جمع لي النبي {{صل}} أبويه يوم أحد. (بخاري: 3725)
 
1552- عن المسور بن مخرمة {{عنه}}: أن عليا خطب بنت أبي جهل، فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله {{صل}} فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل. فقام رسول الله {{صل}} فسمعته حين تشهد يقول: «أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله {{صل}} وبنت عدو الله عند رجل واحد». فترك علي الخطبة. (بخاري: 3729)
 
1553- وعنه {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} وذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن، قال: «حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي». (بخاري: 3729)
 
1554- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: بعث النبي {{صل}} بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي {{صل}}: «إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده». (بخاري: 3730)
 
1555- عن عائشة {{عنها}} قالت: دخل علي قائف والنبي {{صل}} شاهد وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، قال: فسر بذلك النبي {{صل}} وأعجبه، فأخبر به عائشة. (بخاري: 3731)
 
1556- عن عائشة {{عنها}}: أن امرأة من بني مخزوم سرقت فقالوا: من يكلم فيها النبي {{صل}}؟ فلم يجترئ أحد أن يكلمه، فكلمه أسامة بن زيد فقال: «إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه، لو كانت فاطمة لقطعت يدها». (بخاري: 3733)
 
1557- عن أسامة بن زيد {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} كان يأخذه والحسن فيقول: «اللهم أحبهما فإني أحبهما». (بخاري: 3735)
 
1558- عن حفصة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} قال لها: «إن عبد الله رجل صالح». (بخاري: 3741)
 
1559- عن أبي الدرداء {{عنه}} أنه جلس إلى جنبه غلام في مسجد بالشام، وكان قد قال: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فقال أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة. قال: أليس فيكم أو منكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟ يعني حذيفة، قال: قلت: بلى، قال: أليس فيكم أو منكم الذي أجاره الله على لسان نبيه {{صل}}؟ يعني من الشيطان، يعني عمارا، قلت: بلى. قال: أليس فيكم أو منكم صاحب السواك والوساد أو السرار؟ قال: بلى. قال: كيف كان عبد الله يقرأ {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى} قال: {والذكر والأنثى} قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله {{صل}}. (بخاري: 3743)
 
1560- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح». (بخاري: 3744)
 
1561- عن البراء {{عنه}} قال: رأيت النبي {{صل}} والحسن بن علي على عاتقه يقول: «اللهم إني أحبه فأحبه». (بخاري: 3749)
 
1562- عن أنس {{عنه}} قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي {{صل}} من الحسن بن علي {{عنه}}. (بخاري: 3752).
 
1563- عن ابن عمر {{عنه}} وسأله رجل عن المحرم يقتل الذباب فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب، وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله {{صل}}، وقال النبي {{صل}}: «هما ريحانتاي من الدنيا». (بخاري: 3753).
 
1564- عن ابن عباس {{عنه}} قال: ضمني النبي {{صل}} إلى صدره وقال: «اللهم علمه الحكمة». (بخاري: 3756).
 
1565- وفي رواية: «اللهم علمه الكتاب». (بخاري: 3756).
 
1566- عن أنس {{عنه}} أن النبي {{صل}} نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة. وذكر باقي الحديث ثم قال: «فأخذها -يعني الراية- سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم». (بخاري: 3757)
 
1567- عن عبد الله بن عمرو {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود -فبدأ به- وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل». (بخاري: 3758)
 
1568- عن عائشة {{عنها}}: أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله {{صل}} ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبي {{صل}} شكوا ذلك إليه، فنزلت آية التيمم. ثم ذكرت باقي الحديث وقد تقدم في كتاب التيمم. (بخاري: 3773)
 
1569- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله {{صل}}، فقدم رسول الله {{صل}} وقد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم وجرحوا، فقدمه الله لرسوله {{صل}} في دخولهم في الإسلام. (بخاري: 3777)
 
1570- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار». (بخاري: 3779)
 
1571- عن البراء {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله». (بخاري: 3783)
 
1572- عن أنس {{عنه}} قال: رأى النبي {{صل}} النساء والصبيان مقبلين من عرس، فقام النبي {{صل}} ممثلا فقال: «اللهم أنتم من أحب الناس إلي» قالها ثلاث مرار. (بخاري: 3785)
 
1573- وعنه {{عنه}} في رواية: قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله {{صل}} ومعها صبي لها، فكلمها رسول الله {{صل}} فقال: «والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلي»، مرتين. (بخاري: 3786)
 
1574- عن زيد بن أرقم {{عنه}} قالت الأنصار: يا رسول الله، لكل نبي أتباع وإنا قد اتبعناك فادع الله أن يجعل أتباعنا منا، فدعا به. (بخاري: 3787)
 
1575- عن أبي حميد {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث بن الخزرج، ثم بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير». فذكر الحديث وقد تقدم، ثم قال: قال سعد بن عبادة للنبي {{صل}}: يا رسول الله، خير دور الأنصار فجعلنا آخرا؟ فقال: «أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار». (بخاري: 3791)
 
1576- عن أسيد بن حضير {{عنه}}: أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله، ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال: «ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض». (بخاري: 3792)
 
1577- عن أنس بن مالك {{عنه}} في رواية: «وموعدكم الحوض». (بخاري: 3793)
 
1578- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رجلا أتى النبي {{صل}} فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلا الماء. فقال رسول الله {{صل}}: «من يضم أو يضيف هذا»؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول الله {{صل}}، فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني، فقال: هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله {{صل}} فقال: «ضحك الله الليلة -أو عجب- من فعالكما». فأنزل الله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}. (بخاري: 3798)
 
1579- عن أنس بن مالك {{عنه}} يقول: مر أبو بكر والعباس {{عنهما}} بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي {{صل}} منا، فدخل على النبي {{صل}} فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي {{صل}} وقد عصب على رأسه حاشية برد، قال: فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم». (بخاري: 3799)
 
1580- عن ابن عباس {{عنهما}} يقول: خرج رسول الله {{صل}} وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء، حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد أيها الناس، فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم». (بخاري: 3800)
 
1581- عن جابر {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ». (بخاري: 3803).
 
1582- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال النبي {{صل}} لأبي: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب}». قال: وسماني؟ قال: «نعم». فبكى. (بخاري: 3809)
 
1583- عن أنس {{عنه}}: جمع القرآن على عهد النبي {{صل}} أربعة كلهم من الأنصار: أبي، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وزيد بن ثابت. قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي. (بخاري: 3810)
 
1584- عن أنس {{عنه}} قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي {{صل}}، وأبو طلحة {{عنه}} بين يدي النبي {{صل}} مجوب به عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد القد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول: «انشرها لأبي طلحة». فأشرف النبي {{صل}} ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة، إما مرتين وإما ثلاثا. (بخاري: 3811)
 
1585- عن سعد بن أبي وقاص {{عنه}} قال: ما سمعت النبي {{صل}} يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام. قال: وفيه نزلت هذه الآية: {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله}. (بخاري: 3812)
 
1586- عن عبد الله بن سلام {{عنه}} قال: رأيت رؤيا على عهد النبي {{صل}} فقصصتها عليه ورأيت كأني في روضة -ذكر من سعتها وخضرتها- وسطها عمود من حديد، أسفله في الأرض وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: ارق، قلت: لا أستطيع، فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها، فأخذت بالعروة فقيل له: استمسك، فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي {{صل}} قال: «تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت». (بخاري: 3813)
 
1587- عن عائشة {{عنها}} قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي {{صل}} ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي {{صل}} يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: «إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد». (بخاري: 3818)
 
1588- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: أتى جبريل النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. (بخاري: 3820)
 
1589- عن عائشة {{عنها}} قالت: استأذنت هالة بنت خويلد -أخت خديجة- على رسول الله {{صل}} فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك، فقال: «اللهم هالة». قالت: فغرت، فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها. (بخاري: 3821)
 
1590- عن عائشة {{عنها}} قالت: جاءت هند بنت عتبة، قالت: يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك. قال: «وأيضا والذي نفسي بيده». وباقي الحديث قد تقدم. (بخاري: 3825)
 
1591- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي {{صل}} الوحي، فقدمت إلى النبي {{صل}} سفرة فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه، وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله، إنكارا لذلك وإعظاما له. (بخاري: 3826)
 
1592- وعنه {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ألا من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله». فكانت قريش تحلف بآبائها، فقال: «لا تحلفوا بآبائكم». (بخاري: 3836)
 
1593- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم». (بخاري: 3841)
 
==باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم==
 
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
 
1594- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: أنزل على رسول الله {{صل}} وهو ابن أربعين، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة، ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة فمكث بها عشر سنين، ثم توفي {{صل}}. (بخاري: 3851)
 
1595- عن ابن عمرو بن العاص {{عنهما}}: أنه سئل عن أشد شيء صنعه المشركون بالنبي {{صل}} قال: بينا النبي {{صل}} يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي {{صل}} قال: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله} الآية. (بخاري: 3856)
 
1596- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} وقد سئل: من آذن النبي {{صل}} بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: إنه آذنت بهم شجرة. (بخاري: 3859)
 
1597- عن أبي هريرة {{عنه}}: أنه كان يحمل مع النبي {{صل}} إداوة لوضوئه وحاجته. قد تقدم وزاد في هذه الرواية قوله {{صل}}: «إنه أتاني وفد جن نصيبين، ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما». (بخاري: 3860)
 
1598- عن أم خالد بنت خالد {{عنها}} قالت: قدمت من أرض الحبشة وأنا جويرية، فكساني رسول الله {{صل}} خميصة لها أعلام، فجعل رسول الله {{صل}} يمسح الأعلام بيده ويقول: «سناه سناه». (بخاري: 3874)
 
1599- عن العباس بن عبد المطلب {{عنه}}: أنه قال للنبي {{صل}}: ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار». (بخاري: 3883)
 
1600- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أنه سمع النبي {{صل}} وذكر عنده عمه فقال: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه». (بخاري: 3885)
 
1601- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول: «لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه». (بخاري: 3886)
 
===حديث الإسراء والمعراج===
 
1602- عن مالك بن صعصعة {{عنه}}: أن نبي الله {{صل}} حدثهم عن ليلة أسري به: «بينما أنا في الحطيم -وربما قال: في الحجر- مضطجعا، إذ أتاني آت فقد -قال: وسمعته يقول- فشق ما بين هذه إلى هذه -قال الراوي: من ثغرة نحره إلى شعرته- فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا، فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض -قال الراوي: هو البراق- يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا فيها آدم، فقال: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى وعيسى، فسلم عليهما، فسلمت فردا ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال: هذا يوسف، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إلى إدريس قال: هذا إدريس، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت، فإذا هارون، قال: هذا هارون، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي، حتى أتى السماء السادسة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: من معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قال: مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت، فإذا موسى، قال: هذا موسى، فسلم عليه، فسلمت عليه فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما تجاوزت بكى، قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي، ثم صعد بي إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قال: مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوك، فسلم عليه، قال: فسلمت عليه، فرد السلام، قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رفعت إلي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رفع لي البيت المعمور، ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن، فقال: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك، ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى فقال: بما أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت أمرت بخمس صلوات كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكني أرضى وأسلم، قال: فلما جاوزت نادى مناد: أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي». وقد تقدم حديث الإسراء عن أنس في أول كتاب الصلاة، وفي كل واحد منها ما ليس في الآخر. (بخاري: 3887)
 
1603- عن ابن عباس {{عنهما}} في قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله {{صل}} ليلة أسري به إلى بيت المقدس، قال: {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: هي شجرة الزقوم. (بخاري: 3888)
 
1604- عن عائشة {{عنها}} قالت: تزوجني النبي {{صل}} وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج، فوعكت فتمرق شعري فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله {{صل}} ضحى، فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين. (بخاري: 3894)
 
1605- وعنها {{عنها}}: أن النبي {{صل}} قال لها: «أريتك في المنام مرتين، أرى أنك في سرقة من حرير، ويقول: هذه امرأتك فاكشف عنها، فإذا هي أنت، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه». (بخاري: 3895)
 
===هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة===
 
1606- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله {{صل}} طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي، قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج، إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، ارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق؟ فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة، وقالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، فليصل فيها وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان، قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال: قد علمت الذي عاقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له، فقال أبوبكر: فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل، والنبي {{صل}} يومئذ بمكة، فقال النبي {{صل}} للمسلمين: «إني أريت دار هجرتكم، ذات نخل بين لابتين» وهما الحرتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قبل المدينة، فقال له رسول الله {{صل}}: «على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي». فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: «نعم». فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله {{صل}} ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر، وهو الخبط، أربعة أشهر، قالت عائشة: فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله {{صل}} متقنعا، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر، قالت: فجاء رسول الله {{صل}} فاستأذن، فأذن له فدخل، فقال النبي {{صل}} لأبي بكر: «أخرج من عندك». فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت، يا رسول الله، قال: «فإني قد أذن لي في الخروج». فقال أبو بكر: الصحابة، بأبي أنت يا رسول الله، قال رسول الله {{صل}}: «نعم». قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت، يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين، قال رسول الله {{صل}}: «بالثمن». قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاقين، قالت: ثم لحق رسول الله {{صل}} وأبو بكر بغار في جبل ثور، فكمنا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شاب ثقف لقن، فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم، فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل، وهو لبن منحتهما ورضيفهما، حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث، واستأجر رسول الله {{صل}} وأبو بكر رجلا من بني الديل، وهو من بني عبد بن عدي، هاديا خريتا، والخريت الماهر بالهداية، قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي، وهو على دين كفار قريش، فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث، وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم طريق السواحل، قال سراقة بن جعشم المدلجي {{عنه}}: يقول: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله {{صل}} وأبي بكر، دية كل واحد منهما من قتله أو أسره، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج، أقبل رجل منهم، حتى قام علينا ونحن جلوس، فقال: يا سراقة، إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل، أراها محمدا وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت فدخلت، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة، فتحبسها علي، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت، فحططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تقرب بي، حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها: أضرهم أم لا، فخرج الذي أكره، فركبت فرسي وعصيت الأزلام، تقرب بي، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله {{صل}} وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت، فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله {{صل}}، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني ولم يسألاني، إلا أن قال: «أخف عنا». فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم. ثم مضى رسول الله {{صل}} فلقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشأم، فكسا الزبير رسول الله {{صل}} وأبا بكر ثياب بياض. وسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله {{صل}} من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله {{صل}} وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله {{صل}} بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله {{صل}} صامتا، فطفق من جاء من الأنصار -ممن لم ير رسول الله {{صل}}- يحيي أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله {{صل}}، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله {{صل}} عند ذلك. فلبث رسول الله {{صل}} في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله {{صل}} ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول {{صل}} بالمدينة، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل -غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة- فقال رسول الله {{صل}} حين بركت به راحلته: «هذا إن شاء الله المنزل». ثم دعا رسول الله {{صل}} الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: لا بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا، وطفق رسول الله {{صل}} ينقل معهم اللبن في بنيانه، ويقول وهو ينقل اللبن: «هذا الحمال لا حمال خيبر، هذا أبر ربنا وأطهر». ويقول: «اللهم إن الأجر أجر الآخره، فارحم الأنصار والمهاجره» (بخاري: 3905 - 3906)
 
1607- عن أسماء {{عنها}}: أنها حملت بعبد الله بن الزبير، قالت: فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت به النبي {{صل}} فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله {{صل}}، ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام. (بخاري: 3909)
 
1608- عن أبي بكر {{عنه}} قال: كنت مع النبي {{صل}} في الغار، فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا. قال: «اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما». (بخاري: 3922)
 
1609- عن البراء بن عازب {{عنهما}} قال: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، وكانا يقرئان الناس، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي {{صل}}، ثم قدم النبي {{صل}}، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله {{صل}} حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله {{صل}}، فما قدم حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل. (بخاري: 3925)
 
1610- عن العلاء بن الحضرمي {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «ثلاث للمهاجر بعد الصدر». (بخاري: 3933)
 
1611- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود». (بخاري: 3941)
 
==كتاب المغازي==
 
===غزوة العشيرة===
 
1612- عن زيد بن أرقم {{عنه}} قيل له: كم غزا النبي {{صل}} من غزوة؟ قال: تسع عشرة. قيل: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة. قلت: فأيهم كانت أول؟ قال: العسيرة أو العشير، فذكرت لقتادة فقال: العشير. (بخاري: 3949)
 
===قصة غزوة بدر===
 
1613- عن ابن مسعود {{عنه}} قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا، لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به. أتى النبي {{صل}} وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: {اذهب أنت وربك فقاتلا} ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيت النبي {{صل}} أشرق وجهه وسره. (بخاري: 3952)
 
1614- عن البراء {{عنه}} قال: حدثني أصحاب محمد {{صل}} ممن شهد بدرا، أنهم كانوا عدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر، بضعة عشر وثلاث مائة. قال البراء: لا والله ما جاوز معه النهر إلا مؤمن (بخاري: 3957)
 
1615- عن أنس {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «من ينظر ما صنع أبو جهل»؟ فانطلق ابن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، قال: أأنت أبو جهل؟ قال: فأخذ بلحيته، قال: وهل فوق رجل قتلتموه، أو رجل قتله قومه. (بخاري: 3963)
 
1616- عن أبي طلحة {{عنه}} أن نبي الله {{صل}} أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله، فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا»؟ قال: فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله {{صل}}: «والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم». (بخاري: 3976)
 
1617- عن رفاعة بن رافع الزرقي {{عنه}} وكان من أهل بدر قال: جاء جبريل إلى النبي {{صل}} فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: «من أفضل المسلمين» أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة. (بخاري: 3992)
 
1618- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال يوم بدر: «هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب». (بخاري: 3995)
 
1619- عن الزبير {{عنه}} أنه قال: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه، وهو يكنى أبو ذات الكرش، فقال: أنا أبو ذات الكرش. فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات، قال: لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها، قال عروة: فسأله إياها رسول الله {{صل}} فأعطاه، فلما قبض رسول الله {{صل}} أخذها، ثم طلبها أبو بكر فأعطاه، فلما قبض أبو بكر سألها إياه عمر فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي، فطلبها عبد الله بن الزبير فكانت عنده حتى قتل. (بخاري: 3998)
 
1620- عن الربيع بنت معوذ {{عنها}} قالت: دخل علي النبي {{صل}} غداة بني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر، حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال النبي {{صل}}: «لا تقولي هكذا، وقولي ما كنت تقولين». (بخاري: 4001)
 
1621- عن أبي طلحة {{عنه}} صاحب رسول الله {{صل}} وكان قد شهد بدرا مع رسول الله {{صل}} أنه قال: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة». (بخاري: 4002)
 
1622- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله {{صل}} قد شهد بدرا توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها رسول الله {{صل}} فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله {{صل}} قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله {{صل}}، ولو تركها لقبلتها. (بخاري: 4005)
 
1623- عن أبي مسعود البدري {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه». (بخاري: 4008)
 
1624- عن المقداد بن الأسود الكندي {{عنه}} حليف بني زهرة وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله {{صل}} أخبره أنه قال لرسول الله {{صل}}: أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله، أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله {{صل}}: «لا تقتله». فقال: يا رسول الله إنه قطع إحدى يدي ثم قال ذلك بعد ما قطعها، فقال رسول الله {{صل}}: «لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال». (بخاري: 4019)
 
1625- عن جبير بن مطعم {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له». (بخاري: 4024)
 
===حديث بني النضير===
 
1626- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: حاربت النضير وقريظة، فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم، حتى حاربت قريظة فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبي {{صل}} فآمنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام ويهود بني حارثة وكل يهود المدينة. (بخاري: 4028)
 
1627- وعنه {{عنهما}} قال: حرق رسول الله {{صل}} نخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، فنزلت {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله}. (بخاري: 4031)
 
1628- عن عائشة {{عنها}} قالت: أرسل أزواج النبي {{صل}} عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله {{صل}} فكنت أنا أردهن فقلت لهن: ألا تتقين الله؟ ألم تعلمن أن النبي {{صل}} كان يقول: «لا نورث، ما تركنا صدقة -يريد بذلك نفسه- إنما يأكل آل محمد {{صل}} في هذا المال». فانتهى أزواج النبي {{صل}} إلى ما أخبرتهن. (بخاري: 4034)
 
===قتل كعب بن الأشرف===
 
1629- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله». فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي أن أقول شيئا، قال: «قل». فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنانا وإني قد أتيتك أستسلفك. قال: وأيضا والله لتملنه. قال: إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين. فقال: نعم ارهنوني، قالوا: أي شيء تريد؟ قال: ارهنوني نساءكم. قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: فارهنوني أبناءكم. قالوا: كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال: رهن بوسق أو وسقين؟ هذا عار علينا، ولكنا نرهنك اللأمة، فواعده أن يأتيه فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ فقال: إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة. قالت: أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم. قال: إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب، قال: ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين، وفي رواية: أبو عبس بن جبر والحارث بن أوس وعباد بن بشر، فقال: إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه، وقال مرة: ثم أشمكم، فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب فقال: ما رأيت كاليوم ريحا، أي أطيب، قال: عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب، فقال: أتأذن لي أن أشم رأسك، قال: نعم، فشمه ثم أشم أصحابه ثم قال: أتأذن لي، قال: نعم، فلما استمكن منه، قال: دونكم، فقتلوه، ثم أتوا النبي {{صل}} فأخبروه. (بخاري: 4037)
 
===قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق ويقال سلام بن أبي الحقيق===
 
1630- عن البراء {{عنه}} قال: بعث رسول الله {{صل}} إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار، فأمر عليهم عبد الله بن عتيك، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله {{صل}} ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز، فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم، فقال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد الله، إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب، فدخلت فكمنت، فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على وتد، قال: فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب، وكان أبو رافع يسمر عنده، وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل، قلت: إن القوم نذروا بي، لم يخلصوا إلي حتى أقتله، فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، فقلت: يا أبا رافع، قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئا، وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لأمك الويل، إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف، قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته. فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز، فانطلقت إلى أصحابي فقلت: النجاء فقد قتل الله أبا رافع، فانتهيت إلى النبي {{صل}} فحدثته فقال: «ابسط رجلك». فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط. (بخاري: 4039)
 
===غزوة أحد===
 
1631- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: قال رجل للنبي {{صل}} يوم أحد: أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال: «في الجنة». فألقى تمرات في يده ثم قاتل حتى قتل. (بخاري: 4046)
 
1632- عن سعد بن أبي وقاص {{عنه}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد. (بخاري: 4054)
 
1633- وعنه {{عنه}} قال: نثل لي النبي {{صل}} كنانته يوم أحد فقال: «ارم فداك أبي وأمي». (بخاري: 4055)
 
1634- عن أنس {{عنه}} قال: شج النبي {{صل}} يوم أحد فقال: «كيف يفلح قوم شجوا نبيهم». فنزلت: {ليس لك من الأمر شيء}. (بخاري: 4069)
 
1635- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه سمع رسول الله {{صل}} إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول: «اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا» بعد ما يقول: «سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد». فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون}. (بخاري: 4070)
 
===قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه===
 
1636- عن عبيدالله بن عدي بن الخيار: أنه قال لوحشي: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر، فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين، وعينين جبل بحيال أحد بينه وبينه واد، خرجت مع الناس إلى القتال، فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور، أتحاد الله ورسوله؟ قال: ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب، قال: وكمنت لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميته بحربتي، فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسول الله {{صل}} رسولا، فقيل لي: إنه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله {{صل}}، فلما رآني قال: «آنت وحشي»؟ قلت: نعم، قال: «أنت قتلت حمزة»؟ قلت: قد كان من الأمر ما بلغك. قال: «فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني»؟ قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله {{صل}} فخرج مسيلمة الكذاب قلت: لأخرجن إلى مسيلمة، لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال: فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته. (بخاري: 4072)
 
1637- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه -يشير إلى رباعيته- اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله». (بخاري: 4073)
 
1638- عن عائشة {{عنها}} قالت: لما أصاب رسول الله {{صل}} ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال: «من يذهب في إثرهم»؟ فانتدب منهم سبعون رجلا، قال: كان فيهم أبو بكر والزبير {{عنهما}}. (بخاري: 4077)
 
===غزوة الخندق وهي الأحزاب===
 
1639- عن جابر {{عنه}} قال: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة، فجاءوا النبي {{صل}} فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: «أنا نازل». ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي {{صل}} المعول فضرب الكدية، فعاد كثيبا أهيل. (بخاري: 4101)
 
1640- عن سليمان بن صرد {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}} يوم الأحزاب: «نغزوهم ولا يغزوننا». (بخاري: 4109)
 
1641- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} كان يقول: «لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده». (بخاري: 4114)
 
1642- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} يقول: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل النبي {{صل}} إلى سعد فأتى على حمار، فلما دنا من المسجد قال للأنصار: «قوموا إلى سيدكم». ثم قال: «هؤلاء نزلوا على حكمك». فقال: تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم. قال: «قضيت بحكم الله عز وجل». وربما قال: «بحكم الملك». (بخاري: 4121)
 
===غزوة ذات الرقاع===
 
1643- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة، غزوة ذات الرقاع. (بخاري: 4127)
 
1644- عن أبي موسى {{عنه}} قال: خرجنا مع النبي {{صل}} في غزوة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي وسقطت أظفاري، وكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا. (بخاري: 4128)
 
1645- عن سهل بن أبي حثمة {{عنه}}، وكان ممن شهد مع رسول الله {{صل}} يوم ذات الرقاع صلى صلاة الخوف: أن طائفة صفت معه، وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائما، وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسا، وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم. (بخاري: 4130)
 
1646- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أنه غزا مع رسول الله {{صل}} قبل نجد، فلما قفل رسول الله {{صل}} قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله {{صل}} وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله {{صل}} تحت سمرة فعلق بها سيفه، قال جابر: فنمنا نومة ثم إذا رسول الله {{صل}} يدعونا، فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله {{صل}}: «إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فها هو ذا جالس». ثم لم يعاقبه رسول الله {{صل}}. (بخاري: 4135)
 
===غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع===
 
1647- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: خرجنا مع رسول الله {{صل}} في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبيا من سبي العرب، فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة وأحببنا العزل، فأردنا أن نعزل وقلنا نعزل ورسول الله {{صل}} بين أظهرنا قبل أن نسأله، فسألناه عن ذلك فقال: «ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة». (بخاري: 4138)
 
===غزوة أنمار===
 
1648- عن جابر بن عبد الله الانصاري {{عنهما}} قال: رأيت النبي {{صل}} في غزوة أنمار يصلي على راحلته متوجها قبل المشرق متطوعا. (بخاري: 4140)
 
===غزوة الحديبية وقول الله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة===
 
1649- عن البراء {{عنه}} قال: تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، كنا مع النبي {{صل}} أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النبي {{صل}} فأتاها فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا، ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا. (بخاري: 4150)
 
1650- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: قال لنا رسول الله {{صل}} يوم الحديبية: «أنتم خير أهل الأرض». وكنا ألفا وأربع مائة، ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة. (بخاري: 4155)
 
1651- عن سويد بن النعمان، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان رسول الله {{صل}} وأصحابه أتوا بسويق فلاكوه. (بخاري: 4175)
 
1652- عن عمر بن الخطاب {{عنه}}: أنه كان يسير مع النبي {{صل}} ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله {{صل}}، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، وقال عمر بن الخطاب: ثكلتك أمك يا عمر، نزرت رسول الله {{صل}} ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري، ثم تقدمت أمام المسلمين وخشيت أن ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، وجئت رسول الله {{صل}} فسلمت عليه، فقال: «لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس». ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}. (بخاري: 4177)
 
1653- عن المسور بن مخرمة قال: خرج النبي {{صل}} عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة، وبعث عينا له من خزاعة، وسار النبي {{صل}} حتى كان بغدير الأشطاط أتاه عينه قال: إن قريشا جمعوا لك جموعا وقد جمعوا لك الأحابيش، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك، فقال: «أشيروا أيها الناس علي، أترون أن أميل إلى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت فإن يأتونا كان الله عز وجل قد قطع عينا من المشركين وإلا تركناهم محروبين». قال أبو بكر: يا رسول الله، خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد فتوجه له، فمن صدنا عنه قاتلناه، قال: «امضوا على اسم الله». (بخاري: 4179)
 
1654- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن أباه أرسله يوم الحديبية يأتيه بفرس كان عند رجل من الأنصار، فوجد رسول الله {{صل}} يبايع عند الشجرة وعمر لا يدري بذلك، فبايعه عبد الله، ثم ذهب إلى الفرس فجاء به إلى عمر وعمر يستلئم للقتال، فأخبره أن رسول الله {{صل}} يبايع تحت الشجرة، قال: فانطلق فذهب معه حتى بايع رسول الله {{صل}}، فهي التي يتحدث الناس أن ابن عمر أسلم قبل أبيه. (بخاري: 4186)
 
1655- عن عبد الله بن أبي أوفى {{عنهما}} قال: كنا مع النبي {{صل}} حين اعتمر، فطاف فطفنا معه، وصلى وصلينا معه، وسعى بين الصفا والمروة، فكنا نستره من أهل مكة لا يصيبه أحد بشيء. (بخاري: 4188)
 
===غزوة ذي قرد===
 
1656- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: خرجت قبل أن يؤذن بالأولى وكانت لقاح رسول الله {{صل}} ترعى بذي قرد، قال: فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، فقال: أخذت لقاح رسول الله {{صل}}. فذكر الحديث بطوله وقد تقدم، وقال هنا في آخره قال: ثم رجعنا ويردفني رسول الله {{صل}} على ناقته حتى دخلنا المدينة. (بخاري: 4194)
 
===غزوة خيبر===
 
1657- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: خرجنا مع النبي {{صل}} إلى خيبر فسرنا ليلا، فقال رجل من القوم لعامر: يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك، وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول:
 
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
 
فاغفر فداء لك ما أبقينا وثبت الأقدام إن لاقينا
 
وألقين سكينة علينا إنا إذا صيح بنا أتينا
 
وبالصياح عولوا علينا
 
فقال رسول الله {{صل}}: «من هذا السائق»؟ قالوا: عامر بن الأكوع، قال: «يرحمه الله». قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به. فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله تعالى فتحها عليهم، فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقالالنبي {{صل}}: «ما هذه النيران، على أي شيء توقدون»؟ قالوا: على لحم، قال: «على أي لحم»؟ قالوا: لحم حمر ا‎‎‎لإنسية، قال النبي {{صل}}: «أهريقوها واكسروها». فقال رجل: يا رسول الله، أو نهريقها ونغسلها؟ قال: «أو ذاك». فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيرا، فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر فمات منه، قال: فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله {{صل}} وهو آخذ بيدي قال: «ما لك»؟ قلت له: فداك أبي وأمي زعموا أن عامرا حبط عمله. قال النبي {{صل}}: «كذب من قاله، إن له لأجرين -وجمع بين إصبعيه- إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله». وفي رواية: «نشأ بها». (بخاري: 4196)
 
1658- عن أنس {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} أتى خيبر ليلا. تقدم في الصلاة وزاد هنا: فقتل النبي {{صل}} المقاتلة وسبى الذرية. (بخاري: 4197)
 
1659- عن أبي موسى الأشعري {{عنه}} قال: لما غزا رسول الله {{صل}} خيبر أشرف الناس على واد، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله {{صل}}: «اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم» وأنا خلف دابة رسول الله {{صل}}، فسمعني وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال لي: «يا عبد الله بن قيس»، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة»؟ قلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي. قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله». (بخاري: 4205)
 
1660- عن سهل بن سعد الساعدي {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله {{صل}} إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله {{صل}} رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقيل: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله {{صل}}: «أما إنه من أهل النار»، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله {{صل}} فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: «وما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله {{صل}} عند ذلك: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة». (بخاري: 4207)
 
1661- وفي رواية فقال النبي {{صل}}: «لا يدخل الجنة إلا مؤمن، إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر». (بخاري: 4203)
 
1662- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: ضربت ضربة في ساقي يوم خيبر، فأتيت النبي {{صل}} فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة. (بخاري: 4206)
 
1663- عن أنس {{عنه}} قال: أقام النبي {{صل}} بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفية، فدعوت المسلمين إلى وليمته، وما كان فيها من خبز ولا لحم، وما كان فيها إلا أن أمر بلالا بالأنطاع فبسطت فألقى عليها التمر والأقط والسمن، فقالالمسلمون: إحدى أمهات المؤمنين أو ما ملكت يمينه؟ قالوا: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه. فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب. (بخاري: 4213)
 
1664- عن علي بن أبي طالب {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية. (بخاري: 4216)
 
1665- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قسم رسول الله {{صل}} يوم خيبر للفرس سهمين، وللراجل سهما. (بخاري: 4228)
 
1666- عن أبي موسى {{عنه}} قال: بلغنا مخرج النبي {{صل}} ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم، في ثلاثة وخمسين من قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا، فوافقنا النبي {{صل}} حين افتتح خيبر، وكان أناس من الناس يقولون لنا، يعني لأهل السفينة: سبقناكم بالهجرة. ودخلت أسماء بنت عميس -وهي ممن قدم معنا- على حفصة زوج النبي {{صل}} زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: الحبشية هذه، البحرية هذه؟ قالت أسماء: نعم. قال: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله {{صل}} منكم. فغضبت وقالت كلا والله، كنتم مع رسول الله {{صل}} يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنا في دار -أو في أرض- البعداء البغضاء بالحبشة، وذلك في الله وفي رسوله {{صل}}، وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله {{صل}}، ونحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك للنبي {{صل}} وأسأله، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه، فلما جاء النبي {{صل}} قالت: يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا، قال: «فما قلت له»؟ قالت: قلت له: كذا وكذا، قال: «ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان». (بخاري: 4230، 4231)
 
1667- وعنه {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار، ومنهم حكيم إذا لقي الخيل، أو قال: العدو، قال لهم: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم». (بخاري: 4232)
 
1668- وعنه {{عنه}} قال: قدمنا على النبي {{صل}} بعد أن افتتح خيبر، فقسم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا. (بخاري: 4233)
 
1669- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: تزوج النبي {{صل}} ميمونة وهو محرم وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف. (بخاري: 4258)
 
===غزوة موتة من أرض الشام===
 
1670- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: أمر رسول الله {{صل}} في غزوة موتة، زيد بن حارثة، فقال رسول الله {{صل}}: «إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة». قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية. (بخاري: 4261)
 
1671- عن أسامة بن زيد {{عنهما}} يقول: بعثنا رسول الله {{صل}} إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي {{صل}} فقال: «يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله»؟ قلت: كان متعوذا، فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. (بخاري: 4269)
 
1672- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: غزوت مع النبي {{صل}} سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة. (بخاري: 4271)
 
===غزوة الفتح في رمضان===
 
1673- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة، فسار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد، وهو ماء بين عسفان وقديد، أفطر وأفطروا. (بخاري: 4276)
 
1674- وعنه {{عنه}} قال: خرج النبي {{صل}} في رمضان إلى حنين والناس مختلفون، فصائم ومفطر، فلما استوى على راحلته دعا بإناء من لبن أو ماء فوضعه على راحته، أو على راحلته، ثم نظر إلى الناس، فقال المفطرون للصوام: أفطروا. (بخاري: 4277)
 
1675- عن عروة بن الزبير قال: لما سار رسول الله {{صل}} عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله {{صل}}، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ما هذه لكأنها نيران عرفة؟ فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو. فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس رسول الله {{صل}} فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله {{صل}} فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: «احبس أبا سفيان عند حطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين». فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي {{صل}} تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرت كتيبة قال: يا عباس من هذه؟ قال: هذه غفار. قال: ما لي ولغفار، ثم مرت جهينة، قال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك، ومرت سليم فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان، اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة، فقال أبو سفيان: يا عباس حبذا يوم الذمار، ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله {{صل}} وأصحابه، وراية النبي {{صل}} مع الزبير بن العوام، فلما مر رسول الله {{صل}} بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: «ما قال»؟ قال كذا وكذا. فقال: «كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة». قال: وأمر رسول الله {{صل}} أن تركز رايته بالحجون، فقال العباس للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، هاهنا أمرك رسول الله {{صل}} أن تركز الراية، قال: وأمر رسول الله {{صل}} يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء، ودخل النبي {{صل}} من كدا، فقتل من خيل خالد بن الوليد {{عنه}} يومئذ رجلان: حبيش بن الأشعر وكرز بن جابر الفهري. (بخاري: 4280)
 
1676- عن عبد الله بن مغفل {{عنه}} يقول: رأيت رسول الله {{صل}} يوم فتح مكة على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح يرجع، وقال: لولا أن يجتمع الناس حولي لرجعت كما رجع. (بخاري: 4281)
 
1677- عن عبد الله {{عنه}} قال: دخل النبي {{صل}} مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاث مائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل} {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد}. (بخاري: 4287)
 
1678- عن عمرو بن سلمة {{عنه}} قال: كنا بماء ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس، ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله أوحى إليه -أو أوحى الله بكذا- فكنت أحفظ ذلك الكلام، وكأنما يقر في صدري، وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح، بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي {{صل}} حقا، فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا، فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطوا عنا است قارئكم، فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. (بخاري: 4302)
 
1679- عن عبد الله بن أبي أوفى: أنه كان بيده ضربة قال: ضربتها مع النبي {{صل}} يوم حنين. (بخاري: 4314)
 
===غزوة أوطاس===
 
1680- عن أبي موسى {{عنه}} قال: لما فرغ النبي {{صل}} من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، فرمي أبو عامر في ركبته، رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى، فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولى، فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحيي؟ ألا تثبت؟ فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء، قال: يا ابن أخي، أقرئ النبي {{صل}} السلام وقل له: استغفر لي. واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي {{صل}} في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال: قل له: استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: «اللهم اغفر لعبيد أبي عامر». ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: «اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس». فقلت: ولي فاستغفر، فقال: «اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما». (بخاري: 4323)
 
===غزوة الطائف في شوال سنة ثمان===
 
1681- عن أم سلمة {{عنها}} قالت: دخل علي النبي {{صل}} وعندي مخنث، فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية: يا عبد الله، أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا؟ فعليك بابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، وقال النبي {{صل}}: «لا يدخلن هؤلاء عليكن». (بخاري: 4324)
 
1682- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: لما حاصر رسول الله {{صل}} الطائف فلم ينل منهم شيئا قال: «إنا قافلون إن شاء الله». فثقل عليهم، وقالوا: نذهب ولا نفتحه، وقال مرة: «نقفل». فقال: «اغدوا على القتال». فغدوا فأصابهم جراح، فقال: «إنا قافلون غدا إن شاء الله». فأعجبهم فضحك النبي {{صل}}. (بخاري: 4325)
 
1683- عن سعد وأبي بكرة {{عنهما}} قالا: سمعنا النبي {{صل}} يقول: «من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام». (بخاري: 4326)
 
1684- وفي رواية: أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأما الآخر فكان تسور حصن الطائف في أناس فجاء إلى النبي {{صل}}. (بخاري: 4327)
 
1685- عن أبي موسى {{عنه}} قال: كنت عند النبي {{صل}} وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال، فأتى النبي {{صل}} أعرابي، فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: «أبشر». فقال: قد أكثرت علي من أبشر، فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال: «رد البشرى فاقبلا أنتما». قالا: قبلنا. ثم دعا بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال: «اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا». فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر: أن أفضلا لأمكما. فأفضلا لها منه طائفة. (بخاري: 4328)
 
1686- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: جمع النبي {{صل}} ناسا من الأنصار فقال: «إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله {{صل}} إلى بيوتكم»؟ قالوا: بلى، قال: «لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت وادي الأنصار، أو شعب الأنصار». (بخاري: 4334)
 
1687- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: بعث النبي {{صل}} خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى قدمنا على النبي {{صل}} فذكرناه، فرفع النبي {{صل}} يده فقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» مرتين. (بخاري: 4339)
 
1688- عن علي {{عنه}} قال: بعث النبي {{صل}} سرية فاستعمل رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه، فغضب فقال: أليس أمركم النبي {{صل}} أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: فاجمعوا لي حطبا، فجمعوا، فقال: أوقدوا نارا، فأوقدوها، فقال: ادخلوها، فهموا، وجعل بعضهم يمسك بعضا ويقولون: فررنا إلى النبي {{صل}} من النار، فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فبلغ النبي {{صل}} فقال: «لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف». (بخاري: 4340)
 
1689- عن أبي موسى {{عنه}} أن النبي {{صل}} بعثه ومعاذ بن جبل إلى اليمن، قال: وبعث كل واحد منهما على مخلاف، قال: واليمن مخلافان، ثم قال: «يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا». فانطلق كل واحد منهما إلى عمله، قال: وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه كان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس، وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه، فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس أيم هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل، قال: إنما جيء به لذلك فانزل، قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقتل ثم نزل، فقال: يا عبد الله كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقا، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. (بخاري: 4342)
 
1690- عن أبي موسى الأشعري {{عنه}}: أن النبي {{صل}} بعثه إلى اليمن فسأله عن أشربة تصنع بها فقال: «وما هي»؟ قال: البتع والمزر، فقال: «كل مسكر حرام». (بخاري: 4343)
 
1691- عن البراء {{عنه}} قال: بعثنا رسول الله {{صل}} مع خالد بن الوليد إلى اليمن، قال: ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه فقال: «مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل». فكنت فيمن عقب معه، قال: فغنمت أواق ذوات عدد. (بخاري: 4349)
 
1692- عن بريدة {{عنه}} قال: بعث النبي {{صل}} عليا إلى خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا، وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟ فلما قدمنا على النبي {{صل}} ذكرت ذلك له، فقال: «يا بريدة أتبغض عليا»؟ فقلت: نعم. قال: «لا تبغضه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك». (بخاري: 4350)
 
1693- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: بعث علي بن أبي طالب {{عنه}} إلى رسول الله {{صل}} من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر، بين عيينة بن بدر وأقرع بن حابس وزيد الخيل، والرابع إما علقمة وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، قال: فبلغ ذلك النبي {{صل}} فقال: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء». قال: فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الأزار، فقال: يا رسول الله، اتق الله، قال: «ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله»؟ قال: ثم ولى الرجل، قال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال: «لا، لعله أن يكون يصلي». فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، قال رسول الله {{صل}}: «إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم». قال: ثم نظر إليه وهو مقف فقال: «إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية». وأظنه قال: «لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود». (بخاري: 4351)
 
===غزوة ذي الخلصة===
 
1694- تقدم حديث جرير {{عنه}} في ذلك وقول النبي {{صل}}: «ألا تريحني من ذي الخلصة»؟ وفي هذه الرواية قال جرير: وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد، يقال له الكعبة، قال: فأتاها فحرقها بالنار وكسرها، قال: ولما قدم جرير اليمن كان بها رجل يستقسم بالأزلام، فقيل له: إن رسول رسول الله {{صل}} هاهنا، فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال: فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير فقال: لتكسرنها ولتشهدن أن لا إله إلا الله، أو لأضربن عنقك، قال: فكسرها وشهد. (بخاري: 4357)
 
1695- وعنه {{عنه}} قال: كنت باليمن، فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عن رسول الله {{صل}}، فقال له ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك لقد مر على أجله منذ ثلاث، وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم فقالوا: قبض رسول الله {{صل}} واستخلف أبو بكر، والناس صالحون، فقالا: أخبر صاحبك أنا قد جئنا، ولعلنا سنعود إن شاء الله، ورجعا إلى اليمن. (بخاري: 4359)
 
===غزوة سيف البحر وهم يتلقون عيرا لقريش وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح===
 
1696- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} أنه قال: بعث رسول الله {{صل}} بعثا قبل الساحل وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وهم ثلاث مائة، فخرجنا وكنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد الجيش فجمع، فكان مزودي تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليل قليل حتى فني، فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة، فقلت: ما تغني عنكم تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت، ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منها القوم ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتهما فلم تصبهما. (بخاري: 4360)
 
1697- وعنه {{عنه}} في رواية أنه قال: فألقى لنا البحر دابة، يقال لها العنبر، فأكلنا منه نصف شهر وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا. (بخاري: 4361)
 
1698- وفي رواية أخرى: فقال أبو عبيدة: كلوا. فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي {{صل}} فقال: «كلوا رزقا أخرجه الله، أطعمونا إن كان معكم». فأتاه بعضهم فأكله. (بخاري: 4362)
 
===وفد بني تميم===
 
1699- عن عبد الله بن الزبير {{عنه}} قال: قدم ركب من بني تميم على النبي {{صل}} فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة، قال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، قال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا} حتى انقضت. (بخاري: 4367)
 
===وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال===
 
1700- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: بعث النبي {{صل}} خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي {{صل}} فقال: «ما عندك يا ثمامة»؟ فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فترك حتى كان الغد، ثم قال له: «ما عندك يا ثمامة»؟ قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: «ما عندك يا ثمامة»؟ فقال: عندي ما قلت لك، فقال: «أطلقوا ثمامة». فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله {{صل}} وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله {{صل}}، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي {{صل}}. (بخاري: 4372)
 
1701- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله {{صل}} فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسول الله {{صل}} ومعه ثابت بن قيس بن شماس وفي يد رسول الله {{صل}} قطعة جريد، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: «لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت يجيبك عني». ثم انصرف عنه. (بخاري: 4373)
 
1702- قال ابن عباس: فسألت عن قول رسول الله {{صل}}: «إنك أرى الذي أريت فيه ما أريت». فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله {{صل}} قال: «بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي، أحدهما العنسي والآخر مسيلمة». (بخاري: 4374)
 
1703- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض، فوضع في كفي سواران من ذهب فكبرا علي، فأوحى الله إلي أن انفخهما فنفختهما فذهبا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة». (بخاري: 4375)
 
===قصة أهل نجران===
 
1704- عن حذيفة {{عنه}} قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله {{صل}} يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيا فلاعنا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا، فقال: «لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين». فاستشرف له أصحاب رسول الله {{صل}} فقال: «قم يا أبا عبيدة بن الجراح». فلما قام قال رسول الله {{صل}}: «هذا أمين هذه الأمة». (بخاري: 4380)
 
1705- وفي رواية عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح». (بخاري: 4382)
 
===قدوم الأشعريين وأهل اليمن===
 
1706- عن أبي موسى {{عنه}} قال: أتينا النبي {{صل}} نفر من الأشعريين فاستحملناه فأبى أن يحملنا، فاستحملناه فحلف أن لا يحملنا، ثم لم يلبث النبي {{صل}} أن أتي بنهب إبل فأمر لنا بخمس ذود، فلما قبضناها قلنا: تغفلنا النبي {{صل}} يمينه، لا نفلح بعدها أبدا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تحملنا وقد حملتنا، قال: «أجل ولكن لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير منها وتحللتها». (بخاري: 4385)
 
1707- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الابل، والسكينة والوقار في أهل الغنم». (بخاري: 4388)
 
===حجة الوداع===
 
1708- حديث ابن عمر {{عنهما}} عن صلاة النبي {{صل}} في الكعبة قد تقدم وذكر في هذه الرواية قال: وعند المكان الذي صلى فيه، مرمرة حمراء.
 
1709- عن زيد بن أرقم {{عنه}}: أن النبي {{صل}} غزا تسع عشرة غزوة، وأنه حج بعد ما هاجر حجة واحدة، لم يحج بعدها، حجة الوداع. (بخاري: 4404)
 
1710- عن أبي بكرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، أي شهر هذا»؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: «أليس ذو الحجة»؟ قلنا: بلى، قال: «فأي بلد هذا»؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: «أليس البلدة»؟ قلنا: بلى، قال: «فأي يوم هذا»؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: «أليس يوم النحر»؟ قلنا: بلى، قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه، ألا هل بلغت»؟ مرتين. (بخاري: 4406)
 
1711- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} حلق في حجة الوداع وأناس من أصحابه وقصر بعضهم. (بخاري: 4411)
 
===غزوة تبوك وهي غزوة العسرة===
 
1712- عن أبي موسى {{عنه}} قال: أرسلني أصحابي إلى رسول الله {{صل}} أسأله الحملان لهم، إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك فقلت: يا نبي الله! إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم، فقال: «والله لا أحملكم على شيء». ووافقته وهو غضبان ولا أشعر، ورجعت حزينا من منع النبي {{صل}} ومن مخافة أن يكون النبي {{صل}} وجد في نفسه علي، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال النبي {{صل}}، فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادي: أي عبد الله بن قيس، فأجبته فقال: أجب رسول الله {{صل}} يدعوك، فلما أتيته قال: «خذ هذين القرينين، وهذين القرينين -لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد- فانطلق بهن إلى أصحابك، فقل: إن الله -أو قال: إن رسول الله {{صل}}- يحملكم على هؤلاء فاركبوهن». فانطلقت إليهم بهن فقلت: إن النبي {{صل}} يحملكم على هؤلاء، ولكني والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله {{صل}}، لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله رسول الله {{صل}}، فقالوا لي: والله إنك عندنا لمصدق ولنفعلن ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله {{صل}} منعه إياهم ثم إعطاءهم بعد، فحدثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى. (بخاري: 4415)
 
1713- عن سعد بن أبي وقاص {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} خرج إلى تبوك واستخلف عليا، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي». (بخاري: 4416)
 
===حديث كعب بن مالك رضي الله عنه وقول الله عز وجل وعلى الثلاثة الذين خلفوا===
 
1714- عن كعب بن مالك {{عنه}} قال: لم أتخلف عن رسول الله {{صل}} في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها، إنما خرج رسول الله {{صل}} يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول الله {{صل}} ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها، كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة، ولم يكن رسول الله {{صل}} يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله {{صل}} في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول الله {{صل}} كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ، قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي الله، وغزا رسول الله {{صل}} تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، وتجهز رسول الله {{صل}} والمسلمون معه، فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه، فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول الله {{صل}} والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا، فقلت: أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم، فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئا، ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئا، فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن أرتحل فأدركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله {{صل}} فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله {{صل}} حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك: «ما فعل كعب»؟ فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه ونظره في عطفه، فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكت رسول الله {{صل}}، قال كعب بن مالك: فلما بلغني أنه توجه قافلا حضرني همي وطفقت أتذكر الكذب وأقول: بماذا أخرج من سخطه غدا؟ واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل إن رسول الله {{صل}} قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لن أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه، وأصبح رسول الله {{صل}} قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا، فقبل منهم رسول الله {{صل}} علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله، فجئته، فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال: «تعال» فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي: «ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك»؟ فقلت: بلى، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله، لا والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول الله {{صل}}: «أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك». فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله {{صل}} بما اعتذر إليه المتخلفون، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله {{صل}} لك، فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك، فقلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة، فمضيت حين ذكروهما لي، ونهى رسول الله {{صل}} المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا، حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله {{صل}} فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟ ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي، وإذا التفت نحوه أعرض عني، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام، فقلت: يا أبا قتادة، أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله؟ فسكت، فعدت له فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته فقال: الله ورسوله أعلم، ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار، قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشأم ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان، فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك. فقلت لما قرأتها: وهذا أيضا من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرته بها، حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله {{صل}} يأتيني فقال: إن رسول الله {{صل}} يأمرك أن تعتزل امرأتك، فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: لا بل اعتزلها ولا تقربها، وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر، قال كعب: فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله {{صل}} فقالت: يا رسول الله، إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال: «لا، ولكن لا يقربك». قالت: إنه والله ما به حركة إلى شيء، والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا، فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله {{صل}} في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه، فقلت: والله لا أستأذن فيها رسول الله {{صل}}، وما يدريني ما يقول رسول الله {{صل}} إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب، فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله {{صل}} عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر! قال: فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج، وآذن رسول الله {{صل}} بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض إلي رجل فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل، وكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني، نزعت له ثوبي، فكسوته إياهما ببشراه، والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله {{صل}}، فيتلقاني الناس فوجا فوجا يهنوني بالتوبة، يقولون: لتهنك توبة الله عليك، قال كعب: حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله {{صل}} جالس حوله الناس، فقام إلي طلحة بن عبيدالله يهرول حتى صافحني وهناني، والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله {{صل}} قال رسول الله {{صل}} وهو يبرق وجهه من السرور: «أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك». قال: قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: «لا بل من عند الله». وكان رسول الله {{صل}} إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله، قال رسول الله {{صل}}: «أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك». قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، فقلت: يا رسول الله، إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت. فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله {{صل}} أحسن مما أبلاني، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله {{صل}} إلى يومي هذا كذبا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيت، وأنزل الله على رسوله {{صل}}: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار} إلى قوله {وكونوا مع الصادقين} فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله {{صل}} أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا، فإن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد، فقال تبارك وتعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم} إلى قوله: {فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} قال كعب: وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله {{صل}} حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله {{صل}} أمرنا حتى قضى الله فيه، فبذلك قال الله: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو، إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه. (بخاري: 4418)
 
1715- عن أبي بكرة {{عنه}} قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله {{صل}} أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله {{صل}} أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة». (بخاري: 4425)
 
===مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته===
 
1716- عن عائشة {{عنها}} قالت: دعا النبي {{صل}} فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، فسألنا عن ذلك فقالت: سارني النبي {{صل}} أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت. (بخاري: 4434)
 
1717- وعنها {{عنها}} قالت: كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبي {{صل}} يقول في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول: {مع الذين أنعم الله عليهم} الآية، فظننت أنه خير. (بخاري: 4435)
 
1718- وعنها {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} وهو صحيح يقول: «إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيا، أو يخير». فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه، فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال: «اللهم في الرفيق الأعلى». فقلت: إذا لا يجاورنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح. (بخاري: 4437)
 
1719- وعنها {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه طفقت أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث وأمسح بيد النبي {{صل}} عنه. (بخاري: 4439)
 
1720- وعنها: أنها أصغت إلى النبي {{صل}} قبل أن يموت وهو مسند إلي ظهره يقول: «اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق». (بخاري: 4440)
 
1721- وعنها {{عنها}} في رواية قالت: مات النبي {{صل}} وإنه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي {{صل}}. (بخاري: 4446)
 
1722- عن عبد الله بن عباس {{عنهما}}: أن علي بن أبي طالب {{عنه}} خرج من عند رسول الله {{صل}} في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس: يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله {{صل}}؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا، فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وإني والله لأرى رسول الله {{صل}} سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، اذهب بنا إلى رسول الله {{صل}} فلنسأله فيمن هذا الأمر، إن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا، فقال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله {{صل}} فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، وإني والله لا أسألها رسول الله {{صل}}. (بخاري: 4447)
 
1723- عن عائشة {{عنها}}: أنها كانت تقول: إن من نعم الله علي أن رسول الله {{صل}} توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله {{صل}}، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته، فأمره وبين يديه ركوة أو علبة -يشك عمر- فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول: «لا إله إلا الله، إن للموت سكرات». ثم نصب يده فجعل يقول: «في الرفيق الأعلى» حتى قبض ومالت يده. (بخاري: 4449)
 
1724- وعنها {{عنها}} قالت: لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: «ألم أنهكم أن تلدوني»؟ قلنا: كراهية المريض للدواء، فقال: «لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم». (بخاري: 4458)
 
1725- عن أنس {{عنه}} قال: لما ثقل النبي {{صل}} جعل يتغشاه فقالت فاطمة عليها السلام: واكرب أباه، فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم». (بخاري: 4462)
 
1726- عن عائشة {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} توفي وهو ابن ثلاث وستين. (بخاري: 4466)
 
==كتاب التفسير==
 
1727- عن أبي سعيد بن المعلى {{عنه}} قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله {{صل}} فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: «ألم يقل الله {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}»؟ ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: «الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته». (بخاري: 4474)
 
===قوله عز وجل: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}===
 
1728- عن عبد الله {{عنه}} قال: سألت النبي {{صل}}: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك». قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: «وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك». قلت: ثم أي؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك». (بخاري: 4477)
 
===قوله عز وجل: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}===
 
1729- عن سعيد بن زيد {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين». (بخاري: 4478)
 
===قوله عز وجل: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية}===
 
1730- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة} فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا وقالوا: حطة حبة في شعرة». (بخاري: 4479)
 
===قوله عز وجل: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}===
 
1731- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال عمر {{عنه}}: أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي، وذاك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله {{صل}}، وقد قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}. (بخاري: 4481)
 
===قوله عز وجل: {وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه}===
 
1732- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا». (بخاري: 4482)
 
===قوله عز وجل: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}===
 
1733- عن أنس {{عنه}} قال: قال عمر {{عنه}}: وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى، وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب، قال: وبلغني معاتبة النبي {{صل}} بعض نسائه، فدخلت عليهن قلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله {{صل}} خيرا منكن، حتى أتيت إحدى نسائه، قالت: يا عمر أما في رسول الله {{صل}} ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت؟ فأنزل الله: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات} الآية. (بخاري: 4483)
 
===قوله عز وجل: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} الآية===
 
1734- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله {{صل}}: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا}» الآية. (بخاري: 4485)
 
===قوله عز وجل: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} الآية===
 
1735- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فتشهدون أنه قد بلغ {ويكون الرسول عليكم شهيدا} فذلك قوله جل ذكره: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}، والوسط: العدل». (بخاري: 4487)
 
===قوله عز وجل: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}===
 
1736- عن عائشة {{عنها}} قالت: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه {{صل}} أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها. (بخاري: 4520)
 
===قوله عز وجل: {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة} الآية===
 
1737- عن أنس {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يقول: «اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}». (بخاري: 4522)
 
===قوله عز وجل: {لا يسألون الناس إلحافا}===
 
1738- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف، واقرءوا إن شئتم» يعني قوله {لا يسألون الناس إلحافا}. (بخاري: 4539)
 
===قوله عز وجل: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات}===
 
1739- عن عائشة {{عنها}} قالت: تلا رسول الله {{صل}} هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول الله {{صل}}: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم». (بخاري: 4547)
 
===قوله عز وجل: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم}===
 
1740- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه اختصم إليه امرأتان كانتا تخرزان في بيت أو في الحجرة، فخرجت إحداهما وقد أنفذ بإشفى في كفها، فادعت على الأخرى، فرفع إلى ابن عباس فقال ابن عباس: قال رسول الله {{صل}}: «لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم» ذكروها بالله واقرءوا عليها: {إن الذين يشترون بعهد الله} فذكروها فاعترفت، فقال ابن عباس: قال النبي {{صل}}: «اليمين على المدعى عليه». (بخاري: 4552)
 
===قوله عز وجل: {إن الناس قد جمعوا لكم} الآية===
 
1741- عن ابن عباس {{عنهما}}: {حسبنا الله ونعم الوكيل} قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد {{صل}} حين قالوا: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}. (بخاري: 4563)
 
===قوله عز وجل: {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا}===
 
1742- عن أسامة بن زيد {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} ركب على حمار، على قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود والمسلمين، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله {{صل}} عليهم، ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، إنه لا أحسن مما تقول، إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجلسنا، ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي {{صل}} يخفضهم حتى سكنوا، ثم ركب النبي {{صل}} دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النبي {{صل}}: «يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ -يريد عبد الله بن أبي- قال: كذا وكذا». قال سعد بن عبادة: يا رسول الله، اعف عنه واصفح عنه، فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، لقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة، فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله {{صل}}، وكان النبي {{صل}} وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى، قال الله عز وجل: {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا} الآية وقال الله: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم} إلى آخر الآية، وكان النبي {{صل}} يتأول العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله {{صل}} بدرا فقتل الله به صناديد كفار قريش، قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعوا الرسول {{صل}} على الإسلام، فأسلموا. (بخاري: 4566)
 
===قوله عز وجل: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا}===
 
1743- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله {{صل}} كان إذا خرج رسول الله {{صل}} إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله {{صل}}، فإذا قدم رسول الله {{صل}} اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} الآية. (بخاري: 4567)
 
1744- عن ابن عباس {{عنهما}} وقد قيل له: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون، فقال ابن عباس: وما لكم ولهذه، إنما دعا النبي {{صل}} يهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم. (بخاري: 4568)
 
===قوله عز وجل: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى}===
 
1745- عن عائشة {{عنها}}: أنها سألها عروة عن قول الله تعالى: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى} فقالت: يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها، تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن، قالت عائشة: وإن الناس استفتوا رسول الله {{صل}} بعد هذه الآية فأنزل الله {ويستفتونك في النساء} قالت عائشة: وقول الله تعالى في آية أخرى {وترغبون أن تنكحوهن} رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال، قالت: فنهوا أن ينكحوا عن من رغبوا في ماله وجماله في يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال. (بخاري: 4574)
 
===قوله عز وجل: {يوصيكم الله في أولادكم}===
 
1746- عن جابر {{عنه}} قال: عادني النبي {{صل}} وأبو بكر في بني سلمة ماشيين، فوجدني النبي {{صل}} لا أعقل شيئا، فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش علي فأفقت، فقلت: ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت: {يوصيكم الله في أولادكم}. (بخاري: 4577)
 
===قوله عز وجل: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}===
 
1747- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أن أناسا في زمن النبي {{صل}} قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فذكر حديث الرؤية وقد تقدم بكامله، ثم قال: «إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار. حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله، بر أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله، فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا: عطشنا ربنا فاسقنا، فيشار: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار، ثم يدعى النصارى، فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فكذلك مثل الأول، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر أو فاجر، أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها، فيقال: ماذا تنتظرون؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لا نشرك بالله شيئا، مرتين أو ثلاثا». (بخاري: 4581)
 
===قوله عز وجل: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد}===
 
1748- عن عبد الله {{عنه}} قال: قال لي النبي {{صل}}: «اقرأ علي». قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «فإني أحب أن أسمعه من غيري». فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: «أمسك». فإذا عيناه تذرفان. (بخاري: 4582)
 
===قوله عز وجل: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}===
 
1749- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهد رسول الله {{صل}}، يأتي السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل، فأنزل الله {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآية. (بخاري: 4596)
 
===قوله عز وجل: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح}===
 
1750- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من قال: أنا خير من يونس بن متى، فقد كذب». (بخاري: 4604)
 
===قوله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}===
 
1751- عن عائشة {{عنها}} قالت: من حدثك أن محمدا {{صل}} كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد كذب، والله يقول: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية. (بخاري: 4612)
 
===قوله عز وجل: {لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}===
 
1752- عن عبد الله {{عنه}} قال: كنا نغزو مع النبي {{صل}} وليس معنا نساء، فقلنا: ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك، فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب، ثم قرأ: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}. (بخاري: 4615)
 
===قوله عز وجل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان}===
 
1753- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: ما كان لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، فإني لقائم أسقي أبا طلحة وفلانا وفلانا إذ جاء رجل فقال: وهل بلغكم الخبر؟ فقالوا: وما ذاك؟ قال: حرمت الخمر، قالوا: أهرق هذه القلال يا أنس، قال: فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل. (بخاري: 4617)
 
===قوله عز وجل: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}===
 
1754- عن أنس {{عنه}} قال: خطب رسول الله {{صل}} خطبة ما سمعت مثلها قط، قال: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا». قال: فغطى أصحاب رسول الله {{صل}} وجوههم لهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: «فلان». فنزلت هذه الآية {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}. (بخاري: 4621)
 
1755- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: كان قوم يسألون رسول الله {{صل}} استهزاء، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} حتى فرغ من الآية كلها. (بخاري: 4622)
 
===قوله عز وجل: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} الآية===
 
1756- عن جابر {{عنه}} قال: لما نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}، قال رسول الله {{صل}}: «أعوذ بوجهك» قال: {أو من تحت أرجلكم} قال: «أعوذ بوجهك» {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} قال رسول الله {{صل}}: «هذا أهون، أو هذا أيسر». (بخاري: 4628)
 
===قوله عز وجل: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}===
 
1757- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه سئل: أفي {ص} سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا {ووهبنا له إسحاق ويعقوب} إلى قوله {فبهداهم اقتده} ثم قال: نبيكم {{صل}} ممن أمر أن يقتدي بهم. (بخاري: 4632)
 
===قوله عز وجل: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن}===
 
1758- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} ورفعه قال: «لا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله فلذلك مدح نفسه». (بخاري: 4634)
 
===قوله عز وجل: {خذ العفو وأمر بالعرف} الآية===
 
1759- عن عبد الله بن الزبير {{عنهما}} قال: أمر الله نبيه {{صل}} أن يأخذ العفو من أخلاق الناس. (بخاري: 4644)
 
===قوله عز وجل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}===
 
1760- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه قيل له: كيف ترى في قتال الفتنة؟ فقال: وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمد {{صل}} يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك. (بخاري: 4651)
 
===قوله عز وجل: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} الآية===
 
1761- عن سمرة بن جندب {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}} لنا: «أتاني الليلة آتيان فابتعثاني فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب، ولبن فضة، فتلقانا رجال شطر من خلقهم، كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا، قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك، قالا: أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن، وشطر منهم قبيح، فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم». (بخاري: 4674)
 
===قوله عز وجل: {وكان عرشه على الماء}===
 
1762- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك». وقال: «يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار». وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع». (بخاري: 4684)
 
===قوله عز وجل: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى}===
 
1763- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» قال: ثم قرأ: «{وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}». (بخاري: 4686)
 
===قوله عز وجل: {إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين}===
 
1764- عن أبي هريرة {{عنه}} يبلغ به النبي {{صل}} قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كالسلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر، فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض، فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق، فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء». (بخاري: 4701)
 
===قوله عز وجل: {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر}===
 
1765- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} كان يدعو: «أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات». (بخاري: 4707)
 
===قوله عز وجل: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا}===
 
1766- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} أتي بلحم، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهش منها نهشة ثم قال: «أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح، إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله؟ وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى ابن مريم، فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد صبيا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط ولن يغضب بعده مثله -ولم يذكر ذنبا- نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد، فيأتون محمدا، فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب»، ثم قال: «والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى». (بخاري: 4712)
 
===قوله عز وجل: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}===
 
1767- عن ابن عمر {{عنهما}} يقول: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي {{صل}}، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود. (بخاري: 4718)
 
===قوله عز وجل: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}===
 
1768- عن ابن عباس {{عنهما}} في قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قال: نزلت ورسول الله {{صل}} مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه {{صل}}: {ولا تجهر بصلاتك} أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {ولا تخافت بها} عن أصحابك فلا تسمعهم {وابتغ بين ذلك سبيلا}. (بخاري: 4722)
 
===قوله عز وجل: {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه} الآية===
 
1769- عن أبي هريرة {{عنه}} عن رسول الله {{صل}} قال: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة». وقال: "اقرءوا {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}". (بخاري: 4729)
 
===قوله عز وجل: {وأنذرهم يوم الحسرة}===
 
1770- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت»، ثم قرأ: "{وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة} وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا {وهم لا يؤمنون}". (بخاري: 4730)
 
===قوله عز وجل: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم}===
 
1771- عن سهل بن سعد {{عنه}}: أن عويمرا أتى عاصم بن عدي -وكان سيد بني عجلان- فقال: كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله {{صل}} عن ذلك، فأتى عاصم النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، فكره رسول الله {{صل}} المسائل، فسأله عويمر فقال: إن رسول الله {{صل}} كره المسائل وعابها، قال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله {{صل}} عن ذلك، فجاء عويمر فقال: يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله {{صل}}: «قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك». فأمرهما رسول الله {{صل}} بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها، ثم قال: يا رسول الله إن حبستها فقد ظلمتها، فطلقها، فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين، ثم قال رسول الله {{صل}}: «انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين، فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة، فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها». فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله {{صل}} من تصديق عويمر، فكان بعد ينسب إلى أمه. (بخاري: 4745)
 
===قوله عز وجل: {ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله} الآية===
 
1772- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي {{صل}} بشريك بن سحماء. فقال النبي {{صل}}: «البينة أو حد في ظهرك». فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة؟ فجعل النبي {{صل}} يقول: «البينة وإلا حد في ظهرك». فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه: {والذين يرمون أزواجهم} فقرأ حتى بلغ {إن كان من الصادقين} فانصرف النبي {{صل}} فأرسل إليها، فجاء هلال فشهد، والنبي {{صل}} يقول: «إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب»؟ ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة، وقفوها وقالوا: إنها موجبة، قال ابن عباس: فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت فقال النبي {{صل}}: «أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء». فجاءت به كذلك فقال النبي {{صل}}: «لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن». (بخاري: 4747)
 
===قوله عز وجل: {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم} الآية===
 
1773- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رجلا قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: «أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة»؟ (بخاري: 4760)
 
===قوله عز وجل: {الم. غلبت الروم}===
 
1774- عن ابن مسعود {{عنه}} -وقد بلغه أن رجلا يحدث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام- وكان ابن مسعود متكئا فغضب فجلس، فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم، فإن الله قال لنبيه {{صل}}: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي {{صل}} فقال: «اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف». فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد، جئت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله، فقرأ: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} إلى قوله {عائدون} أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: {يوم نبطش البطشة الكبرى} يوم بدر و {لزاما} يوم بدر {الم غلبت الروم} إلى {سيغلبون} والروم قد مضى. (بخاري: 4774)
 
===قوله عز وجل: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}===
 
1775- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}}: «يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما أطلعتم عليه» ثم قرأ {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}. (بخاري: 4780)
 
===قوله عز وجل: {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء} الآية===
 
1776- عن عائشة {{عنها}} قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله {{صل}} وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: {ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك} قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. (بخاري: 4788)
 
1777- وعنها {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن أنزلت هذه الآية {ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك} فكنت أقول له: إن كان ذاك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا. (بخاري: 4789)
 
===قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي} الآية===
 
1778- عن عائشة {{عنها}} قالت: خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله {{صل}} في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه ثم رفع عنه، وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: «إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن». (بخاري: 4795)
 
===قوله عز وجل: {إن تبدوا شيئا أو تخفوه} الآية===
 
1779- عن عائشة {{عنها}} قالت: استأذن علي أفلح أخو أبي القعيس بعدما أنزل الحجاب، فقلت: لا آذن له حتى أستأذن فيه النبي {{صل}}، فإن أخاه أبا القعيس ليس هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس، فدخل علي النبي {{صل}} فقلت له: يا رسول الله، إن أفلح أخا أبي القعيس استأذن فأبيت أن آذن له حتى أستأذنك، فقال النبي {{صل}}: «وما منعك أن تأذني عمك»؟ قلت: يا رسول الله، إن الرجل ليس هو أرضعني، ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس، فقال: «ائذني له فإنه عمك، تربت يمينك». (بخاري: 4796)
 
===قوله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية===
 
1780- عن كعب بن عجرة {{عنه}} قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». (بخاري: 4797)
 
1781- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: قلنا: يا رسول الله، هذا التسليم، فكيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم». (بخاري: 4798)
 
===قوله عز وجل: {لا تكونوا كالذين آذوا موسى}===
 
1782- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إن موسى كان رجلا حييا». (بخاري: 4799)
 
===قوله عز وجل: {إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد}===
 
1783- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: صعد النبي {{صل}} الصفا ذات يوم، فقال: «يا صباحاه». فاجتمعت إليه قريش، قالوا: ما لك؟ قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم، أما كنتم تصدقوني»؟ قالوا: بلى، قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». فقال أبو لهب: تبا لك! ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله {تبت يدا أبي لهب}. (بخاري: 4801)
 
===قوله عز وجل: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} الآية===
 
1784- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن ناسا من أهل الشرك، كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا {{صل}} فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} ونزلت {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}. (بخاري: 4810)
 
===قوله عز وجل: {وما قدروا الله حق قدره}===
 
1785- عن عبد الله {{عنه}} قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله {{صل}} فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي {{صل}} حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله {{صل}} {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. (بخاري: 4811)
 
===قوله عز وجل: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة}===
 
1786- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «يقبض الله الأرض ويطوي السموات بيمينه ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟». (بخاري: 4812)
 
===قوله عز وجل: {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض} الآية===
 
1787- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «بين النفختين أربعون». قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت، قال: أربعون شهرا؟ قال: أبيت، «ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه فيه يركب الخلق». (بخاري: 4814)
 
===قوله عز وجل: {إلا المودة في القربى}===
 
1788- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: إن النبي {{صل}} لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: «إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة». (بخاري: 4818)
 
===قوله عز وجل: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون}===
 
1789- فيه حديث لابن مسعود المتقدم في سورة الروم، زاد في هذه الرواية: قالوا: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} فقيل له: إن كشفنا عنهم عادوا، فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر. (بخاري: 4822)
 
===قوله عز وجل: {وما يهلكنا إلا الدهر}===
 
1790- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار». (بخاري: 4826)
 
===قوله عز وجل: {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم} الآية===
 
1791- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}} قالت: ما رأيت رسول الله {{صل}} ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم. وذكرت باقي الحديث وقد تقدم في بدء الخلق. (بخاري: 4829)
 
===قوله عز وجل: {وتقطعوا أرحامكم} الآية===
 
1792- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، يا رب، قال: فذاك». قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}. (بخاري: 4830)
 
1793- وفي رواية عنه قال: قال رسول الله {{صل}}: «اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم}». (بخاري: 4831)
 
===قوله عز وجل: {وتقول هل من مزيد}===
 
1794- عن أنس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يلقى في النار، {وتقول هل من مزيد} حتى يضع قدمه، فتقول: قط قط». (بخاري: 4848)
 
1795- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله، فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا». (بخاري: 4850)
 
===قوله عز وجل: {والطور. وكتاب مسطور}===
 
1796- عن جبير بن مطعم {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون} قال: كاد قلبي أن يطير. (بخاري: 4854)
 
===قوله عز وجل: {أفرأيتم اللات والعزى}===
 
1797- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق». (بخاري: 4860)
 
===قوله عز وجل: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}===
 
1798- عن عائشة أم المؤمنين {{عنها}} قالت: لقد أنزل على محمد {{صل}} بمكة وإني لجارية ألعب {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}. (بخاري: 4876)
 
===قوله عز وجل: {ومن دونهما جنتان}===
 
1799- عن عبد الله بن قيس {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن». (بخاري: 4878)
 
===قوله عز وجل: {حور مقصورات في الخيام}===
 
1800- عن عبد الله بن قيس {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون». قد تقدم الحديث آنفا. (بخاري: 4880)
 
===قوله عز وجل: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}===
 
1801- عن علي {{عنه}} يقول: بعثني رسول الله {{صل}} أنا والزبير والمقداد، فذكر حديث حاطب بن أبي بلتعة وقال في آخره: فنزلت فيه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}. (بخاري: 4890)
 
===قوله عز وجل: {إذا جاءك المؤمنات يبايعنك}===
 
1802- عن أم عطية {{عنها}} قالت: بايعنا رسول الله {{صل}} فقرأ علينا: {أن لا يشركن بالله شيئا} ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة يدها فقالت: أسعدتني فلانة أريد أن أجزيها. فما قال لها النبي {{صل}} شيئا، فانطلقت ورجعت فبايعها. (بخاري: 4892)
 
===قوله عز وجل: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}===
 
1803- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كنا جلوسا عند النبي {{صل}} فأنزلت عليه سورة الجمعة: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قال: قلت: من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا، وفينا سلمان الفارسي، وضع رسول الله {{صل}} يده على سلمان ثم قال: «لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال -أو رجل- من هؤلاء». (بخاري: 4897)
 
===قوله عز وجل: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله}===
 
1804- عن زيد بن أرقم {{عنه}} قال: كنت في غزاة فسمعت عبد الله ابن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا من عنده ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي أو لعمر، فذكره للنبي {{صل}}، فدعاني فحدثته، فأرسل رسول الله {{صل}} إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذبني رسول الله {{صل}} وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله {{صل}} ومقتك، فأنزل الله تعالى: {إذا جاءك المنافقون} فبعث إلي النبي {{صل}} فقرأ فقال: «إن الله قد صدقك يا زيد». (بخاري: 4900)
 
1805- وعنه في رواية قال: فدعاهم النبي {{صل}} ليستغفر لهم فلووا رءوسهم. (بخاري: 4903)
 
1806- وعنه {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار» وشك الراوي في أبناء أبناء الأنصار. (بخاري: 4906)
 
===قوله عز وجل: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} الآية===
 
1807- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال: «لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا». (بخاري: 4912)
 
===قوله عز وجل: {عتل بعد ذلك زنيم}===
 
1808- عن حارثة بن وهب الخزاعي {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة: كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل جواظ مستكبر». (بخاري: 4918)
 
===قوله عز وجل: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود}===
 
1809- عن أبي سعيد {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، فيبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا». (بخاري: 4919)
 
1810- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} قال بإصبعيه هكذا، بالوسطى والتي تلي الإبهام: «بعثت والساعة كهاتين». (بخاري: 4936)
 
1811- عن عائشة {{عنها}} عن النبي {{صل}} قال: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران». (بخاري: 4937)
 
===قوله عز وجل: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}===
 
1812- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} أن النبي {{صل}} قال: «{يوم يقوم الناس لرب العالمين} حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه». (بخاري: 4938)
 
===قوله عز وجل: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}===
 
1813- عن عائشة {{عنها}} قالت: قال رسول الله {{صل}}: «ليس أحد يحاسب إلا هلك». وباقي الحديث تقدم في كتاب العلم. (بخاري: 4939)
 
===قوله عز وجل: {لتركبن طبقا عن طبق}===
 
1814- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: {لتركبن طبقا عن طبق} «حالا بعد حال»، قال هذا نبيكم {{صل}}. (بخاري: 4940)
 
1815- عن عبد الله بن زمعة {{عنه}}: أنه سمع النبي {{صل}} يخطب وذكر الناقة والذي عقر، فقال رسول الله {{صل}}: «{إذ انبعث أشقاها}: انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة». وذكر النساء فقال: «يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد، فلعله يضاجعها من آخر يومه». ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة وقال: «لم يضحك أحدكم مما يفعل»؟ وفي رواية: «مثل أبي زمعة عم الزبير بن العوام». (بخاري: 4942)
 
===قوله عز وجل: {كلا لئن لم ينته}===
 
1816- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه. فبلغ النبي {{صل}} فقال: «لو فعله لأخذته الملائكة». (بخاري: 4958)
 
1817- عن أنس {{عنه}} قال: لما عرج بالنبي {{صل}} إلى السماء قال: «أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر». (بخاري: 4964)
 
1818- عن عائشة {{عنها}} وقد سئلت عن قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر}. قالت: نهر أعطيه نبيكم {{صل}} شاطئاه عليه در مجوف آنيته كعدد النجوم. (بخاري: 4965)
 
1819- عن أبي بن كعب {{عنه}} قال: سألت رسول الله {{صل}} عن المعوذتين فقال: «قيل لي فقلت». قال: فنحن نقول كما قال رسول الله {{صل}}. (بخاري: 4977)
 
==كتاب فضائل القرآن==
 
1820- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة». (بخاري: 4981)
 
1821- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن الله تعالى تابع على رسوله {{صل}} الوحي قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله {{صل}} بعد. (بخاري: 4982)
 
1822- عن عمر بن الخطاب {{عنه}} قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله {{صل}}، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله {{صل}}، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله {{صل}}، فقلت: كذبت فإن رسول الله {{صل}} قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله {{صل}}، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله {{صل}}: «أرسله، اقرأ يا هشام». فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ. فقال رسول الله {{صل}}: «كذلك أنزلت». ثم قال: «اقرأ يا عمر». فقرأت القراءة التي أقرأني. فقال رسول الله {{صل}}: «كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه». (بخاري: 4992)
 
1823- عن فاطمة عليها السلام قالت‎: أسر إلي النبي {{صل}}: «أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي». (بخاري: 3623)
 
1824- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: والله لقد أخذت من في رسول الله {{صل}} بضعا وسبعين سورة. (بخاري: 5000)
 
1825- وعنه {{عنه}}: أنه كان بحمص، فقرأ سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أنزلت. قال: قرأت على رسول الله {{صل}} فقال: «أحسنت». ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجمع أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟ فضربه الحد. (بخاري: 5001)
 
1826- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} أن رجلا سمع رجلا يقرأ: {قل هو الله أحد} يرددها. فلما أصبح جاء إلى رسول الله {{صل}} فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالها، فقال رسول الله {{صل}}: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن». (بخاري: 5014)
 
1827- وعنه {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}} لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة»؟ فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله، فقال: «الله الواحد الصمد ثلث القرآن». (بخاري: 5015)
 
1828- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. (بخاري: 5017)
 
1829- عن أسيد بن حضير {{عنه}} قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس، فسكت فسكتت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي {{صل}}، فقال: «اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير». قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: «وتدري ما ذاك»؟ قال: لا، قال: «تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم». (بخاري: 5018)
 
1830- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل». (بخاري: 5026)
 
1831- عن عثمان بن عفان {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». (بخاري: 5028)
 
1832- وعنه {{عنه}} في رواية قال: قال النبي {{صل}}: «إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه». (بخاري: 5028)
 
1833- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت». (بخاري: 5031)
 
1834- عن عبد الله {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل نسي، واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم». (بخاري: 5032)
 
1835- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها». (بخاري: 5033)
 
1836- عن أنس {{عنه}} أنه سئل: كيف كانت قراءة النبي {{صل}} فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم. (بخاري: 5046)
 
1837- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال له: «يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود». (بخاري: 5048)
 
1838- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كنته فيسألها عن بعلها فتقول: نعم الرجل من رجل، لم يطأ لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفا منذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي {{صل}} فقال: «القني به». فلقيته بعد، فقال: «كيف تصوم»؟ قال: كل يوم، قال: «وكيف تختم»؟ قال: كل ليلة، قال: «صم في كل شهر ثلاثة، واقرإ القرآن في كل شهر». قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: «صم ثلاثة أيام في الجمعة». قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: «أفطر يومين، وصم يوما». قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: «صم أفضل الصوم صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة». فليتني قبلت رخصة رسول الله {{صل}}، وذاك أني كبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من النهار، ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما، وأحصى وصام مثلهن، كراهية أن يترك شيئا فارق النبي {{صل}} عليه. (بخاري: 5052)
 
1839- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أنه قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا، وينظر في القدح فلا يرى شيئا، وينظر في الريش فلا يرى شيئا، ويتمارى في الفوق». (بخاري: 5058)
 
1840- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به، كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر، أو خبيث، وريحها مر». (بخاري: 5059)
 
1841- عن جندب بن عبد الله {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه». (بخاري: 5060)
 
==كتاب النكاح==
 
1842- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي {{صل}} يسألون عن عبادة النبي {{صل}}، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي {{صل}}؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله {{صل}} إليهم فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». (بخاري: 5063)
 
1843- عن سعد بن أبي وقاص {{عنه}} قال: لقد رد النبي {{صل}} على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أجاز له التبتل لاختصينا. (بخاري: 5074)
 
1844- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قلت: يا رسول الله، إني رجل شاب، وأنا أخاف على نفسي العنت ولا أجد ما أتزوج به النساء، فسكت عني، ثم قلت مثل ذلك فسكت عني، ثم قلت مثل ذلك فسكت عني، ثم قلت مثل ذلك فقال النبي {{صل}}: «يا أبا هريرة، جف القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك أو ذر». (بخاري: 5076)
 
1845- عن عائشة {{عنها}} قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: «في الذي لم يرتع منها». تعني أن رسول الله {{صل}} لم يتزوج بكرا غيرها. (بخاري: 5077)
 
1846- وعنها {{عنها}}: أن النبي {{صل}} خطبها إلى أبي بكر {{عنه}} فقال له أبو بكر: إنما أنا أخوك. فقال: «أنت أخي في دين الله وكتابه، وهي لي حلال». (بخاري: 5081)
 
1847- عن عائشة {{عنها}}: أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبدشمس {{عنه}}، وكان ممن شهد بدرا مع النبي {{صل}}، تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهو مولى لامرأة من الأنصار، كما تبنى النبي {{صل}} زيدا، وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه، حتى أنزل الله {ادعوهم لآبائهم} إلى قوله {ومواليكم}. فردوا إلى آبائهم، فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري، وهي امرأة أبي حذيفة بن عتبة، النبي {{صل}} فقالت: يا رسول الله، إنا كنا نرى سالما ولدا، وقد أنزل الله فيه ما قد علمت، فذكر الحديث. (بخاري: 5088)
 
1848- عن عائشة {{عنها}} قالت: دخل رسول الله {{صل}} على ضباعة بنت الزبير فقال لها: «لعلك أردت الحج»؟ قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال لها: «حجي واشترطي وقولي: اللهم محلي حيث حبستني». وكانت تحت المقداد بن الأسود. (بخاري: 5089)
 
1849- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك». (بخاري: 5090)
 
1850- عن سهل {{عنه}} قال: مر رجل على رسول الله {{صل}} فقال: «ما تقولون في هذا»؟ قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يستمع، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: «ما تقولون في هذا»؟ قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يستمع، فقال رسول الله {{صل}}: «هذا خير من ملء الأرض مثل هذا». (بخاري: 5091)
 
1851- عن أسامة بن زيد {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء». (بخاري: 5096)
 
1852- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قيل للنبي {{صل}}: ألا تتزوج ابنة حمزة؟ قال: «إنها ابنة أخي من الرضاعة». (بخاري: 5100)
 
1853- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}}: أنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة، قالت: فقلت: يا رسول الله، هذا رجل يستأذن في بيتك، فقال النبي {{صل}}: «أراه فلانا» - لعم حفصة من الرضاعة - قالت عائشة: لو كان فلان حيا -لعمها من الرضاعة- دخل علي؟ فقال: «نعم، الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة». (بخاري: 5099)
 
1854- عن أم حبيبة بنت أبي سفيان {{عنهما}} قالت: قلت: يا رسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان، فقال: «أوتحبين ذلك»؟ فقلت: نعم، لست لك بمخلية، وأحب من شاركني في خير أختي، فقال النبي {{صل}}: «إن ذلك لا يحل لي». قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة، قال: «بنت أم سلمة»؟ قلت: نعم، فقال: «لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن». (بخاري: 5101)
 
1855- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} دخل عليها وعندها رجل، فكأنه تغير وجهه، كأنه كره ذلك، فقالت: إنه أخي، فقال: «انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة». (بخاري: 5102)
 
1856- عن جابر {{عنه}} قال: نهى رسول الله {{صل}} أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها. (بخاري: 5108)
 
1857- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} نهى عن الشغار. (بخاري: 5112)
 
1858- عن علي {{عنه}} أنه قال لابن عباس {{عنه}}: إن النبي {{صل}} نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر. (بخاري: 5115)
 
1859- عن سهل بن سعد {{عنه}}: أن امرأة عرضت نفسها على النبي {{صل}} فقال له رجل: يا رسول الله زوجنيها. فقال: «ما عندك»؟ قال: ما عندي شيء، قال: «اذهب فالتمس ولو خاتما من حديد». فذهب ثم رجع، فقال: لا والله ما وجدت شيئا ولا خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري، ولها نصفه، قال سهل: وما له رداء، فقال النبي {{صل}}: «وما تصنع بإزارك، إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء». فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه النبي {{صل}} فدعاه، أو دعي له. فقال له: «ماذا معك من القرآن»؟ فقال: معي سورة كذا وسورة كذا، لسور يعددها. فقال النبي {{صل}}: «أملكناكها بما معك من القرآن». (بخاري: 5121)
 
1860- وفي رواية عنه {{عنه}}: أن امرأة جاءت رسول الله {{صل}} فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله {{صل}}، فصعد النظر إليها وصوبه، ثم طأطأ رأسه. وذكر الحديث، وقال في آخره: «أتقرؤهن عن ظهر قلبك»؟ قال: نعم: قال: «اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن». (بخاري: 5126)
 
1861- عن معقل بن يسار {{عنه}} قال: زوجت أختا لي من رجل فطلقها، حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له: زوجتك وفرشتك وأكرمتك فطلقتها، ثم جئت تخطبها؟ لا والله، لا تعود إليك أبدا، وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه، فأنزل الله هذه الآية {فلا تعضلوهن} فقلت: الآن أفعل يا رسول الله، قال: فزوجها إياه. (بخاري: 5130)
 
1862- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن». قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: «أن تسكت». (بخاري: 5136)
 
1863- عن عائشة {{عنها}}: أنها قالت: يا رسول الله، إن البكر تستحي، قال: «رضاها صمتها». (بخاري: 5137)
 
1864- عن خنساء بنت خذام الأنصارية {{عنها}}: أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك، فأتت رسول الله {{صل}} فرد نكاحه. (بخاري: 5139)
 
1865- عن ابن عمر {{عنهما}} كان يقول: نهى النبي {{صل}} أن يبيع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب. (بخاري: 5142)
 
1866- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها، فإنما لها ما قدر لها». (بخاري: 5152)
 
1867- عن عائشة {{عنها}}: أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله {{صل}}: «يا عائشة، ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو». (بخاري: 5163)
 
1868- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله: باسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قدر بينهما في ذلك، أو قضي ولد، لم يضره شيطان أبدا». (بخاري: 5165)
 
1869- عن أنس {{عنه}} قال: ما أولم النبي {{صل}} على شيء من نسائه ما أولم على زينب، أولم بشاة. (بخاري: 5168)
 
1870- عن صفية بنت شيبة {{عنها}} قالت: أولم النبي {{صل}} على بعض نسائه بمدين من شعير. (بخاري: 5172)
 
1871- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها». (بخاري: 5173)
 
1872- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا». (بخاري: 5186)
 
1873- عن عائشة {{عنها}} قالت: جلس إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا. قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل. قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره. قالت الثالثة: زوجي العشنق، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق. قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد. قالت السادسة: زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث. قالت السابعة: زوجي غياياء، أو عياياء، طباقاء، كل داء له داء، شجك أو فلك، أو جمع كلا لك. قالت الثامنة: زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب. قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد. قالت العاشرة: زوجي مالك، وما مالك، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر، أيقن أنهن هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع، وما أبو زرع، أناس من حلي أذني، وملأ من شحم عضدي، وبجحني فبجحت إلي نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق، فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنح، أم أبي زرع، فما أم أبي زرع، عكومها رداح، وبيتها فساح، ابن أبي زرع، فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة، ويشبعه ذراع الجفرة، بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع، طوع أبيها، وطوع أمها، وملء كسائها، وغيظ جارتها، جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع، لا تبث حديثنا تبثيثا، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا، قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريا، ركب شريا، وأخذ خطيا، وأراح علي نعما ثريا، وأعطاني من كل رائحة زوجا، وقال: كلي أم زرع، وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كل شيء أعطانيه، ما بلغ أصغر آنية أبي زرع. قالت عائشة: قال رسول الله {{صل}}: «كنت لك كأبي زرع لأم زرع». (بخاري: 5189)
 
1874- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه، وما أنفقت من نفقة عن غير أمره فإنه يؤدى إليه شطره». (بخاري: 5195)
 
1875- عن أسامة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء». (بخاري: 5196)
 
1876- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} كان إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة لعائشة وحفصة، وكان النبي {{صل}} إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك، تنظرين وأنظر، فقالت: بلى، فركبت. فجاء النبي {{صل}} إلى جمل عائشة وعليه حفصة، فسلم عليها، ثم سار حتى نزلوا، وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر، وتقول: يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني، ولا أستطيع أن أقول له شيئا. (بخاري: 5211)
 
1877- عن أنس {{عنه}} أنه قال: السنة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثا. (بخاري: 5213)
 
1878- عن أسماء {{عنها}}: أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن لي ضرة، فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال رسول الله {{صل}}: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور». (بخاري: 5219)
 
1879- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} أنه قال: «إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله». (بخاري: 5223)
 
1880- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}} قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه. فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله {{صل}} على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ، فجئت يوما والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله {{صل}} ومعه نفر من الأنصار، فدعاني، ثم قال: «إخ إخ» ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته، وكان أغير الناس، فعرف رسول الله {{صل}} أني قد استحييت فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله {{صل}} وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب فاستحييت منه، وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني. (بخاري: 5224)
 
1881- عن عائشة {{عنها}} قالت: قال لي رسول الله {{صل}}: «إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى». قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: «أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت علي غضبى قلت: لا ورب إبراهيم». قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك. (بخاري: 5228)
 
1882- عن عقبة بن عامر {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إياكم والدخول على النساء». فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت». (بخاري: 5232)
 
1883- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها». (بخاري: 5240)
 
1884- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: كان النبي {{صل}} يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا. (بخاري: 5243)
 
1885- وعنه {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة». (بخاري: 5246)
 
==كتاب الطلاق==
 
1886- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أنه طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله {{صل}}، فسأل عمر بن الخطاب رسول الله {{صل}} عن ذلك، فقال رسول الله {{صل}}: «مره فليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء». (بخاري: 5252)
 
1887- وعنه {{عنه}} قال: حسبت علي بتطليقة. (بخاري: 5253)
 
1888- عن عائشة {{عنها}}: أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله {{صل}} ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك، فقال لها: «لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك». (بخاري: 5254)
 
1889- وفي رواية عن أبي أسيد {{عنه}}: أنها أدخلت عليه {{صل}} ومعها دايتها حاضنة لها، فقال رسول الله {{صل}}: «هبي نفسك لي». قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال: فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن. فقالت: أعوذ بالله منك. فقال: «قد عذت بمعاذ». ثم خرج علينا، فقال: «يا أبا أسيد اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها» (بخاري: 5257)
 
1890- عن عائشة {{عنها}}: أن امرأة رفاعة القرظي جاءت إلى رسول الله {{صل}} فقالت: يا رسول الله، إن رفاعة طلقني فبت طلاقي، وإني نكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي، وإنما معه مثل الهدبة. قال رسول الله {{صل}}: «لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته». (بخاري: 5260)
 
1891- وعنها {{عنها}} قالت: كان رسول الله {{صل}} يحب العسل والحلواء، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فغرت فسألت عن ذلك، فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل فسقت النبي {{صل}} منه شربة. فقلت: أما والله لنحتالن له. فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلت مغافير، فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد منك؟ فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفية ذاك. قالت: تقول سودة: فوالله ما هو إلا أن قام على الباب، فأردت أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك، فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله! أكلت مغافير؟ قال: «لا». قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: «سقتني حفصة شربة عسل». فقالت: جرست نحله العرفط، فلما دار إلي قلت له نحو ذلك. فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك. فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟ قال: «لا حاجة لي فيه». قالت: تقول سودة: والله لقد حرمناه. قلت لها: اسكتي. (بخاري: 5268)
 
1892- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي {{صل}} فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام. فقال رسول الله {{صل}}: «أتردين عليه حديقته»؟ قالت: نعم. قال رسول الله {{صل}}: «اقبل الحديقة، وطلقها تطليقة». (بخاري: 5273)
 
1893- وعنه {{عنه}}: أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته. فقال النبي {{صل}} لعباس: «يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثا»؟ فقال النبي {{صل}}: «لو راجعته». قالت: يا رسول الله، تأمرني؟ قال: «إنما أنا أشفع». قالت: لا حاجة لي فيه. (بخاري: 5283)
 
1894- عن سهل {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا. (بخاري: 5304)
 
1895- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رجلا أتى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، ولد لي غلام أسود، فقال: «هل لك من إبل»؟ قال: نعم، قال: «ما ألوانها»؟ قال: حمر، قال: «هل فيها من أورق»؟ قال: نعم، قال: «فأنى ذلك»؟ قال: لعله نزعه عرق، قال: «فلعل ابنك هذا نزعه». (بخاري: 5305)
 
1896- عن ابن عمر {{عنهما}} في حديث المتلاعنين قال: قال النبي {{صل}} للمتلاعنين: «حسابكما على الله، أحدكما كاذب، لا سبيل لك عليها». قال: مالي؟ قال: «لا مال لك، إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، وإن كنت كذبت عليها فذاك أبعد لك». (بخاري: 5312)
 
1897- عن أم سلمة {{عنها}}: أن امرأة توفي زوجها فخشوا على عينيها، فأتوا رسول الله {{صل}}، فاستأذنوه في الكحل. فقال: «لا تكحل، قد كانت إحداكن تمكث في شر أحلاسها، أو شر بيتها، فإذا كان حول، فمر كلب رمت ببعرة، فلا حتى تمضي أربعة أشهر وعشر». (بخاري: 5339)
 
==كتاب النفقات==
 
1898- عن أبي مسعود الأنصاري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة». (بخاري: 5351)
 
1899- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار». (بخاري: 5353)
 
1900- عن عمر {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان يبيع نخل بني النضير ويحبس لأهله قوت سنتهم. (بخاري: 5357)
 
==كتاب الأطعمة==
 
1901- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: أصابني جهد شديد، فلقيت عمر بن الخطاب فاستقرأته آية من كتاب الله، فدخل داره وفتحها علي، فمشيت غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد والجوع، فإذا رسول الله {{صل}} قائم على رأسي، فقال: «يا أبا هريرة»! فقلت: لبيك رسول الله وسعديك، فأخذ بيدي فأقامني وعرف الذي بي، فانطلق بي إلى رحله، فأمر لي بعس من لبن، فشربت منه. ثم قال: «عد يا أبا هر». فعدت فشربت. ثم قال: «عد». فعدت فشربت حتى استوى بطني، فصار كالقدح. قال: فلقيت عمر وذكرت له الذي كان من أمري وقلت له: فولى الله ذلك من كان أحق به منك يا عمر، والله لقد استقرأتك الآية ولأنا أقرأ لها منك. قال عمر: والله لأن أكون أدخلتك أحب إلي من أن يكون لي مثل حمر النعم. (بخاري: 5375)
 
1902- عن عمر بن أبي سلمة {{عنه}} قال: كنت غلاما في حجر رسول الله {{صل}} وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله {{صل}}: «يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك». فما زالت تلك طعمتي بعد. (بخاري: 5376)
 
1903- عن عائشة {{عنها}} قالت: توفي النبي {{صل}} حين شبعنا من الأسودين، التمر والماء. (بخاري: 5383)
 
1904- عن أنس {{عنه}} قال: ما أكل النبي {{صل}} خبزا مرققا ولا شاة مسموطة حتى لقي الله. (بخاري: 5385)
 
1905- وعن أنس {{عنه}} في رواية قال: ما علمت النبي {{صل}} أكل على سكرجة قط، ولا خبز له مرقق قط، ولا أكل على خوان قط. قيل لقتادة: فعلام كانوا يأكلون؟ قال: على السفر. (بخاري: 5386)
 
1906- عن أبي هريرة {{عنه}}: أنه قال: قال رسول الله {{صل}}: «طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة». (بخاري: 5392)
 
1907- عن ابن عمر {{عنهما}} أنه كان لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه، فأدخلت رجلا يأكل معه فأكل كثيرا، فقال: يا نافع، لا تدخل هذا علي، سمعت النبي {{صل}} يقول: «المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء». (بخاري: 5393)
 
1908- عن أبي جحيفة {{عنه}} قال: كنت عند النبي {{صل}} فقال لرجل عنده: «لا آكل وأنا متكئ». (بخاري: 5399)
 
1909- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: ما عاب النبي {{صل}} طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه. (بخاري: 5409)
 
1910- عن سهل {{عنه}}: أنه قيل له: هل رأيتم في زمان النبي {{صل}} النقي؟ قال: لا، فقيل: فهل كنتم تنخلون الشعير؟ قال: لا، ولكن كنا ننفخه. (بخاري: 5410)
 
1911- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قسم النبي {{صل}} يوما بين أصحابه تمرا، فأعطى كل إنسان سبع تمرات، فأعطاني سبع تمرات، إحداهن حشفة، فلم يكن فيهن تمرة أعجب إلي منها، شدت في مضاغي. (بخاري: 5411)
 
1912- وعنه {{عنه}}: أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية، فدعوه، فأبى أن يأكل، وقال: خرج رسول الله {{صل}} من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير. (بخاري: 5414)
 
1913- عن عائشة {{عنها}} قالت: ما شبع آل محمد {{صل}} منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعا حتى قبض. (بخاري: 5416)
 
1914- وعنها {{عنها}}: أنها كانت إذا مات الميت من أهلها، فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها، أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت، ثم صنع ثريد، فصبت التلبينة عليها، ثم قالت: كلن منها فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن». (بخاري: 5417)
 
1915- عن حذيفة {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة». (بخاري: 5426)
 
1916- عن أبي مسعود الأنصاري {{عنه}} قال: كان من الأنصار رجل يقال له أبو شعيب وكان له غلام لحام، فقال: اصنع لي طعاما أدعو رسول الله {{صل}} خامس خمسة، فدعا رسول الله {{صل}} خامس خمسة، فتبعهم رجل فقال النبي {{صل}}: «إنك دعوتنا خامس خمسة، وهذا رجل قد تبعنا، فإن شئت أذنت له وإن شئت تركته». قال: بل أذنت له. (بخاري: 5434)
 
1917- عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب {{عنهما}} قال: رأيت النبي {{صل}} يأكل الرطب بالقثاء. (بخاري: 5440)
 
1918- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}، قال: كان بالمدينة يهودي، وكان يسلفني في تمري إلى الجداد، وكانت لجابر الأرض التي بطريق رومة. فجلست، فخلا عاما، فجاءني اليهودي عند الجداد، ولم أجد منها شيئا. فجعلت أستنظره إلى قابل فيأبى، فأخبر بذلك النبي {{صل}}، فقال لأصحابه: «امشوا نستنظر لجابر من اليهودي». فجاءوني في نخلي، فجعل النبي {{صل}} يكلم اليهودي. فيقول: أبا القاسم! لا أنظره، فلما رأى النبي {{صل}} قام فطاف في النخل، ثم جاءه فكلمه، فأبى. فقمت فجئت بقليل رطب فوضعته بين يدي النبي {{صل}} فأكل. ثم قال: «أين عريشك يا جابر»؟ فأخبرته. فقال: «افرش لي فيه». ففرشته، فدخل فرقد ثم استيقظ، فجئته بقبضة أخرى، فأكل منها. ثم قام فكلم اليهودي فأبى عليه. فقام في الرطاب في النخل الثانية. ثم قال: «يا جابر! جد واقض». فوقف في الجداد، فجددت منها ما قضيته، وفضل منه. فخرجت حتى جئت النبي {{صل}} فبشرته، فقال: «أشهد أني رسول الله». (بخاري: 5443)
 
1919- عن سعد {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر». (بخاري: 5445)
 
1920- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها». (بخاري: 5456)
 
1921- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: كنا زمان النبي {{صل}} لم تكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا. (بخاري: 5457)
 
1922- عن أبي أمامة {{عنه}} أن النبي {{صل}} كان إذا رفع مائدته، قال: «الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا». (بخاري: 5458)
 
1923- وعنه {{عنه}} في رواية: أن النبي {{صل}} كان إذا فرغ من طعامه قال: «الحمد لله الذي كفانا وأروانا، غير مكفي ولا مكفور». (بخاري: 5459)
 
1924- عن أنس {{عنه}} قال: أنا أعلم الناس بالحجاب، كان أبي بن كعب يسألني عنه، أصبح رسول الله {{صل}} عروسا بزينب بنت جحش، وكان تزوجها بالمدينة، فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار، فجلس رسول الله {{صل}} وجلس معه رجال بعد ما قام القوم حتى قام رسول الله {{صل}}، فمشى ومشيت معه حتى بلغ باب حجرة عائشة، ثم ظن أنهم خرجوا، فرجعت معه، فإذا هم جلوس مكانهم، فرجع ورجعت معه الثانية حتى بلغ باب حجرة عائشة، فرجع ورجعت معه، فإذا هم قد قاموا، فضرب بيني وبينه سترا وأنزل الحجاب. (بخاري: 5466)
 
==كتاب العقيقة==
 
1925- عن أبي موسى {{عنه}} قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي {{صل}} فسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي. (بخاري: 5467)
 
1926- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}}: أنها ولدت عبد الله بن الزبير. تقدم في حديث الهجرة، وزاد هنا: ففرحوا به فرحا شديدا، لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم. (بخاري: 5469)
 
1927- عن سلمان بن عامر الضبي {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى». (بخاري: 5471)
 
1928- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا فرع ولا عتيرة». والفرع: أول النتاج كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة في رجب. (بخاري: 5473)
 
==كتاب الذبائح==
 
1929- عن عدي بن حاتم {{عنه}} قال: سألت النبي {{صل}} عن صيد المعراض، قال: «ما أصاب بحده فكله، وما أصاب بعرضه فهو وقيذ». وسألته عن صيد الكلب، فقال: «ما أمسك عليك فكل، فإن أخذ الكلب ذكاة، وإن وجدت مع كلبك أو كلابك كلبا غيره فخشيت أن يكون أخذه معه وقد قتله فلا تأكل، فإنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره على غيره». (بخاري: 5475)
 
1930- عن أبي ثعلبة الخشني {{عنه}} قال: قلت: يا نبي الله، إنا بأرض قوم من أهل الكتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ وبأرض صيد، أصيد بقوسي وبكلبي الذي ليس بمعلم وبكلبي المعلم، فما يصلح لي؟ قال: «أما ما ذكرت من أهل الكتاب فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها وكلوا فيها، وما صدت بقوسك فذكرت اسم الله فكل، وما صدت بكلبك المعلم فذكرت اسم الله فكل، وما صدت بكلبك غير معلم فأدركت ذكاته فكل». (بخاري: 5478)
 
1931- عن عبد الله بن مغفل {{عنه}}: أنه رأى رجلا يخذف، فقال له: لا تخذف، فإن رسول الله {{صل}} نهى عن الخذف، أو كان يكره الخذف، وقال: «إنه لا يصاد به صيد ولا ينكى به عدو، ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين». ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له: أحدثك عن رسول الله {{صل}} أنه نهى عن الخذف، أو كره الخذف، وأنت تخذف؟ لا أكلمك كذا وكذا. (بخاري: 5479)
 
1932- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «من اقتنى كلبا ليس بكلب ماشية، أو ضارية، نقص كل يوم من عمله قيراطان». (بخاري: 5480)
 
1933- عن عدي بن حاتم {{عنه}} تقدم قريبا وزاد في هذه الرواية: «وإن رميت الصيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به إلا أثر سهمك فكل، وإن وقع في الماء فلا تأكل». (بخاري: 5485)
 
1934- عن ابن أبي أوفى {{عنهما}} قال: غزونا مع النبي {{صل}} سبع غزوات، أو ستا، كنا نأكل معه الجراد. (بخاري: 5495)
 
1935- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}} قالت: نحرنا على عهد رسول الله {{صل}} فرسا فأكلناه. (بخاري: 5512)
 
1936- عن ابن عمر {{عنهما}}: أنه مر بنفر نصبوا دجاجة يرمونها، فلما رأوه تفرقوا عنها، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ إن النبي {{صل}} لعن من فعل هذا. (بخاري: 5515)
 
1937- وعنه {{عنهما}} في رواية: لعن النبي {{صل}} من مثل بالحيوان.
 
1938- عن أبي موسى {{عنه}} قال: رأيت النبي {{صل}} يأكل دجاجا. (بخاري: 5517)
 
1939- عن أبي ثعلبة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع. (بخاري: 5530)
 
1940- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة». (بخاري: 5534)
 
1941- عن أبي ابن عمر {{عنهما}} قال: نهى النبي {{صل}} أن تضرب الصورة. (بخاري: 5541)
 
==كتاب الأضاحي==
 
1942- عن أبي سعيد {{عنه}}: أنه كان غائبا [فقدم] فقدم إليه لحم، قالوا: هذا من لحم ضحايانا، فقال: أخروه لا أذوقه، قال: ثم قمت فخرجت حتى آتي أخي أبا قتادة -وكان أخاه لأمه، وكان بدريا- فذكرت ذلك له، فقال: إنه قد حدث بعدك أمر. (بخاري: 5568)
 
1943- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وبقي في بيته منه شيء». فلما كان العام المقبل قالوا: يا رسول الله، نفعل كما فعلنا عام الماضي؟ قال: «كلوا وأطعموا وادخروا، فإن ذلك العام كان بالناس جهد فأردت أن تعينوا فيها». (بخاري: 5569)
 
1944- عن عمر بن الخطاب {{عنه}}: أنه صلى العيد يوم الأضحى قبل الخطبة ثم خطب الناس فقال: يا أيها الناس إن رسول الله {{صل}} قد نهاكم عن صيام هذين العيدين، أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم، وأما الآخر فيوم تأكلون من نسككم». (بخاري: 5573)
 
==كتاب الأشربة==
 
1945- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة». (بخاري: 5575)
 
1946- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن». (بخاري: 5578)
 
1947- وعنه {{عنه}} في رواية أيضا: «ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم فيها حين ينتهبها وهو مؤمن». (بخاري: 5578)
 
1948- عن عائشة {{عنها}} قالت: سئل رسول الله {{صل}} عن البتع، وهو نبيذ العسل وكان أهل اليمن يشربونه، فقال رسول الله {{صل}}: «كل شراب أسكر فهو حرام». (بخاري: 5586)
 
1949- عن أبي عامر الأشعري {{عنه}}: أنه سمع النبي {{صل}} يقول: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة». (بخاري: 5590)
 
1950- عن أبي أسيد الساعدي: أنه دعا رسول الله {{صل}} في عرسه، فكانت امرأته خادمهم وهي العروس، قالت: أتدرون ما سقيت رسول الله {{صل}}؟ أنقعت له تمرات من الليل في تور. (بخاري: 5591)
 
1951- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: لما نهى النبي {{صل}} عن الأسقية قيل للنبي {{صل}}: ليس كل الناس يجد سقاء. فرخص لهم في الجر غير المزفت. (بخاري: 5993)
 
1952- عن أبي قتادة {{عنه}} قال: نهى النبي {{صل}} أن يجمع بين التمر والزهو، والتمر والزبيب، ولينبذ كل واحد منهما على حدة. (بخاري: 5602)
 
1953- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: جاء أبو حميد بقدح من لبن من النقيع فقال له رسول الله {{صل}}: «ألا خمرته، ولو أن تعرض عليه عودا». (بخاري: 5606)
 
1954- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «نعم الصدقة اللقحة الصفي منحة، والشاة الصفي منحة، تغدو بإناء وتروح بآخر». (بخاري: 5608)
 
1955- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له فقال له النبي {{صل}}: «إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في شنة وإلا كرعنا». قال: والرجل يحول الماء في حائطه، قال: فقال الرجل: يا رسول الله، عندي ماء بائت، فانطلق إلى العريش، قال: فانطلق بهما فسكب في قدح ثم حلب عليه من داجن له، قال: فشرب رسول الله {{صل}}، ثم شرب الرجل الذي جاء معه. (بخاري: 5613)
 
1956- عن علي {{عنه}}: أنه أتى على باب الرحبة فشرب قائما فقال: إن ناسا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإني رأيت النبي {{صل}} فعل كما رأيتموني فعلت. (بخاري: 5615)
 
1957- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: شرب النبي {{صل}} قائما من زمزم. (بخاري: 5617)
 
1958- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: نهى رسول الله {{صل}} عن اختناث الأسقية، يعني الشرب من أفواهها. (بخاري: 5625)
 
1959- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: نهى رسول الله {{صل}} عن الشرب من فم القربة أو السقاء، وأن يمنع جاره أن يغرز خشبه في داره. (بخاري: 5627)
 
1960- عن أنس {{عنه}}: أن النبي {{صل}} كان يتنفس ثلاثا. (بخاري: 5631)
 
1961- عن أم سلمة {{عنها}} زوج النبي {{صل}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم». (بخاري: 5634)
 
1962- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: أتى النبي {{صل}} سقيفة بني ساعدة فقال: «اسقنا يا سهل». فسقيتهم في قدح. قال الراوي: فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه، ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له. (بخاري: 5637)
 
1963- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أنه كان عنده قدح النبي {{صل}}. فقال أنس {{عنه}}: لقد سقيت رسول الله {{صل}} في هذا القدح أكثر من كذا وكذا، وكان فيه حلقة من حديد، فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من ذهب أو فضة فقال له أبو طلحة {{عنه}}: لا تغيرن شيئا صنعه رسول الله {{صل}}، فتركه. (بخاري: 5638)
 
==كتاب المرضى==
 
1964- عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه». (بخاري: 5642)
 
1965- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء، والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء». (بخاري: 5644)
 
1966- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من يرد الله به خيرا يصب منه». (بخاري: 5645)
 
1967- عن عائشة {{عنها}} قالت: ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله {{صل}}. (بخاري: 5646)
 
1968- عن عبد الله {{عنه}} قال: أتيت النبي {{صل}} في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا، وقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا، قلت: إن ذاك بأن لك أجرين؟ قال: «أجل، ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر». (بخاري: 5647)
 
1969- عن ابن عباس {{عنهما}}: أنه قال لبعض أصحابه: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي {{صل}} فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي. قال: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك». فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها. (بخاري: 5652)
 
1970- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة». يريد: عينيه. (بخاري: 5653)
 
1971- عن جابر {{عنه}} قال: جاءني النبي {{صل}} يعودني ليس براكب بغل ولا برذون. (بخاري: 5664)
 
1972- عن عائشة {{عنها}}: أنها قالت: وارأساه، فقال رسول الله {{صل}}: «ذاك لو كان وأنا حي، فأستغفر لك وأدعو لك». فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذاك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك، فقال النبي {{صل}}: «بل أنا وارأساه، لقد هممت، أو أردت، أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون». (بخاري: 5666)
 
1973- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي». (بخاري: 5671)
 
1974- عن خباب {{عنه}}: أنه اكتوى سبع كيات، فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب، ولولا أن النبي {{صل}} نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. (بخاري: 5672)
 
1975- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «لن يدخل أحدا عمله الجنة». قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «لا، ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنين أحدكم الموت، إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب». (بخاري: 5673)
 
1976- عن عائشة {{عنها}}: أن رسول الله {{صل}} كان إذا أتى مريضا أو أتي به قال: «أذهب الباس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما». (بخاري: 5675)
 
==كتاب الطب==
 
1977- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء». (بخاري: 5678)
 
1978- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي». (بخاري: 5681)
 
1979- عن أبي سعيد {{عنه}}: أن رجلا أتى النبي {{صل}} فقال: أخي يشتكي بطنه، فقال: «اسقه عسلا». ثم أتى الثانية فقال: «اسقه عسلا». ثم أتاه الثالثة فقال: «اسقه عسلا». ثم أتاه فقال: قد فعلت، فقال: «صدق الله وكذب بطن أخيك، اسقه عسلا». فسقاه فبرأ. (بخاري: 5684)
 
1980- عن عائشة {{عنها}} قالت: سمعت النبي {{صل}} يقول: «إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام». قلت: وما السام؟ قال: «الموت». (بخاري: 5687)
 
1981- عن أم قيس بنت محصن {{عنها}} قالت: سمعت النبي {{صل}} يقول: «عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية، يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب». وباقي الحديث تقدم. (بخاري: 5693)
 
1982- عن أنس {{عنه}}: حديث احتجم رسول الله {{صل}}، حجمه أبو طيبة تقدم. قال هنا في آخره: إن رسول الله {{صل}} قال: «إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري». وقال: «لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة، وعليكم بالقسط». (بخاري: 5696)
 
1983- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «عرضت علي الأمم، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب». ثم دخل ولم يبين لهم، فأفاض القوم وقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم، أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي {{صل}} فخرج فقال: «هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون». فقال عكاشة بن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: «نعم». فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ قال: «سبقك بها عكاشة». (بخاري: 5705)
 
1984- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد». (بخاري: 5707)
 
1985- وعنه {{عنه}} في رواية: قال أعرابي: يا رسول الله، فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها، فقال: «فمن أعدى الأول». (بخاري: 5717)
 
1986- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: أذن رسول الله {{صل}} لأهل بيت من الأنصار أن يرقوا من الحمة والأذن، قال أنس: كويت من ذات الجنب ورسول الله {{صل}} حي، وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت، وأبو طلحة كواني. (بخاري: 5721)
 
1987- عن أسماء بنت أبي بكر {{عنهما}}: أنها كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها، أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها، قالت: وكان رسول الله {{صل}} يأمرنا أن نبردها بالماء. (بخاري: 5724)
 
1988- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «الطاعون شهادة لكل مسلم». (بخاري: 5732)
 
1989- عن عائشة {{عنها}}: أنها سألت رسول الله {{صل}} عن الطاعون فأخبرها: «أنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، فجعله رحمة للمؤمنين،. وساق الحديث وقد تقدم. (بخاري: 5734)
 
1990- عن عائشة {{عنها}} قالت: أمرني رسول الله {{صل}} أو أمر أن يسترقى من العين. (بخاري: 5738)
 
1991- عن أم سلمة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: «استرقوا لها فإن بها النظرة». (بخاري: 5739)
 
1992- عن عائشة {{عنها}} قالت: رخص النبي {{صل}} الرقية من كل ذي حمة. (بخاري: 5741)
 
1993- عن عائشة {{عنها}} قالت: أن النبي {{صل}} كان يقول في الرقية: «تربة أرضنا وريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا». (بخاري: 5746)
 
1994- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «لا طيرة، وخيرها الفأل». قال: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم». (بخاري: 5755)
 
1995- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قضى في امرأتين من هذيل اقتتلتا فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصاب بطنها وهي حامل فقتلت ولدها الذي في بطنها، فاختصموا إلى النبي {{صل}} فقضى أن دية ما في بطنها غرة عبد أو أمة، فقال ولي المرأة التي غرمت: كيف أغرم يا رسول الله من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل، فمثل ذلك يطل؟ فقال النبي {{صل}}: «إنما هذا من إخوان الكهان». (بخاري: 5758)
 
1996- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله {{صل}}: «إن من البيان لسحرا، أو إن بعض البيان لسحر». (بخاري: 5767)
 
1997- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا يوردن ممرض على مصح». (بخاري: 5771)
 
1998- وعنه {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا». (بخاري: 5778)
 
1999- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء». (بخاري: 5782)
 
==كتاب اللباس==
 
2000- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار». (بخاري: 5787)
 
2001- عن عقبة بن عامر {{عنه}} قال: أهدي لرسول الله {{صل}} فروج حرير، فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له ثم قال: «لا ينبغي هذا للمتقين». (بخاري: 5801)
 
2002- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان أحب الثياب إلى النبي {{صل}} أن يلبسها الحبرة. (بخاري: 5813)
 
2003- عن عائشة {{عنها}} زوج النبي {{صل}}: أن رسول الله {{صل}} حين توفي سجي ببرد حبرة. (بخاري: 5814)
 
2004- عن أبي ذر {{عنه}} قال: أتيت النبي {{صل}} وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال: «ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة». قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق». قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق». قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق، على رغم أنف أبي ذر». وكان أبو ذر إذا حدث بهذا، قال: وإن رغم أنف أبي ذر. (بخاري: 5827)
 
2005- عن عمر {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} نهى عن الحرير إلا هكذا، وأشار بإصبعيه اللتين تليان الإبهام، يعني الأعلام. (بخاري: 5828)
 
2006- وعنه {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة». (بخاري: 5834)
 
2007- عن حذيفة {{عنه}} قال: نهانا النبي {{صل}} أن نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها، وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه. (بخاري: 5837)
 
2008- عن أنس {{عنه}} قال: نهى النبي {{صل}} أن يتزعفر الرجل. (بخاري: 5846)
 
2009- وعنه {{عنه}} أنه سئل: أكان النبي {{صل}} يصلي في نعليه؟ قال: نعم. (بخاري: 5850)
 
2010- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يمشي أحدكم في نعل واحدة، ليحفهما جميعا أو لينعلهما جميعا». (بخاري: 5855)
 
2011- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا نزع فليبدأ بالشمال، لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع». (بخاري: 5856)
 
2012- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} اتخذ خاتما من فضة ونقش فيه محمد رسول الله وقال: «إني اتخذت خاتما من ورق ونقشت فيه محمد رسول الله، فلا ينقشن أحد على نقشه». (بخاري: 5877)
 
2013- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: لعن النبي {{صل}} المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال: «أخرجوهم من بيوتكم». قال فأخرج النبي {{صل}} فلانا، وأخرج عمر فلانا. (بخاري: 5886)
 
2014- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «خالفوا المشركين، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب». (بخاري: 5892)
 
2015- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم». (بخاري: 5899)
 
2016- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: كان شعر رسول الله {{صل}} رجلا ليس بالسبط ولا الجعد، بين أذنيه وعاتقه. (بخاري: 5905)
 
2017- وعنه {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} ضخم اليدين والقدمين حسن الوجه، لم أر بعده ولا قبله مثله، وكان بسط الكفين. (بخاري: 5907)
 
2018- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} نهى عن القزع. (بخاري: 5921)
 
2019- عن عائشة {{عنها}} قالت: كنت أطيب النبي {{صل}} بأطيب ما يجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته. (بخاري: 5923)
 
2020- عن أنس {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} لا يرد الطيب. (بخاري: 5929)
 
2021- عن عائشة {{عنها}} قالت: طيبت رسول الله {{صل}} بيدي بذريرة في حجة الوداع، للحل والإحرام. (بخاري: 5930)
 
2022- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم». (بخاري: 5951)
 
2023- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة». وزاد في رواية: «وليخلقوا شعيرة». (بخاري: 5953)
 
2024- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: سمعت محمدا {{صل}} يقول: «من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ». (بخاري: 5963)
 
==كتاب الأدب==
 
2025- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: جاء رجل إلى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك». قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك». قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك». (بخاري: 5971)
 
2026- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه». قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه». (بخاري: 5973)
 
2027- عن جبير بن مطعم {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «لا يدخل الجنة قاطع». (بخاري: 5984)
 
2028- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته». (بخاري: 5988)
 
2029- عن عمرو بن العاص {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} جهارا غير سر يقول: «إن آل أبي فلان ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أبلها ببلاها». (بخاري: 5990)
 
2030- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها». (بخاري: 5991)
 
2031- عن عائشة {{عنها}} قالت: جاء أعرابي إلى النبي {{صل}} فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي {{صل}}: «أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة». (بخاري: 5998)
 
2032- عن عمر بن الخطاب {{عنه}} قال: قدم على النبي {{صل}} سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي {{صل}}: «أترون هذه طارحة ولدها في النار»؟ قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال: «لله أرحم بعباده من هذه بولدها». (بخاري: 5999)
 
2033- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه». (بخاري: 6000)
 
2034- عن أسامة بن زيد {{عنهما}} قال: كان رسول الله {{صل}} يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمهما ثم يقول: «اللهم ارحمهما». (بخاري: 6003)
 
2035- عن أبي هريرة قال: قام رسول الله {{صل}} في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا. فلما سلم النبي {{صل}} قال للأعرابي: «لقد حجرت واسعا». (بخاري: 6010)
 
2036- عن النعمان بن بشير {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى». (بخاري: 6011)
 
2037- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ما من مسلم غرس غرسا فأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له به صدقة». (بخاري: 6012)
 
2038- عن جرير بن عبد الله عن النبي {{صل}} قال: «من لا يرحم لا يرحم». (بخاري: 6013)
 
2039- عن عائشة {{عنها}} عن النبي {{صل}} قال: «ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». (بخاري: 6014)
 
2040- عن أبي شريح {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه». (بخاري: 6016)
 
2041- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». (بخاري: 6018)
 
2042- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «كل معروف صدقة». (بخاري: 6021)
 
2043- عن عائشة {{عنها}} قالت: قال رسول الله {{صل}}: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله». (بخاري: 6024)
 
2044- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» ثم شبك بين أصابعه. (بخاري: 6026)
 
2045- قال: وكان النبي {{صل}} جالسا إذ جاء رجل يسأل أو طالب حاجة، أقبل علينا بوجهه فقال: «اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء». (بخاري: 6027)
 
2046- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: لم يكن النبي {{صل}} سبابا ولا فحاشا ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: «ما له ترب جبينه». (بخاري: 6031)
 
2047- عن جابر {{عنه}} يقول: ما سئل النبي {{صل}} عن شيء قط فقال: لا. (بخاري: 6034)
 
2048- عن أنس {{عنه}} قال: خدمت النبي {{صل}} عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ولا ألا صنعت. (بخاري: 6038)
 
2049- عن أبي ذر {{عنه}}: أنه سمع النبي {{صل}} يقول: «لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك». (بخاري: 6045)
 
2050- عن ثابت بن الضحاك {{عنه}}، وكان من أصحاب الشجرة: أن رسول الله {{صل}} قال: «من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال. وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك. ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة. ومن لعن مؤمنا فهو كقتله. ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله». (بخاري: 6047)
 
2051- عن حذيفة {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «لا يدخل الجنة قتات». (بخاري: 6056)
 
2052- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه». (بخاري: 6058)
 
2053- عن أبي بكرة {{عنه}}: أن رجلا ذكر عند النبي {{صل}} فأثنى عليه رجل خيرا، فقال النبي {{صل}}: «ويحك قطعت عنق صاحبك -يقوله مرارا- إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا، إن كان يرى أنه كذلك، وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحدا». (بخاري: 6061)
 
2054- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام». (بخاري: 6065)
 
2055- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا». (بخاري: 6066)
 
2056- عن عائشة {{عنها}} قالت: قال النبي {{صل}}: «ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا». وفي رواية: «يعرفان ديننا الذي نحن عليه». (بخاري: 6068)
 
2057- عن أبي هريرة {{عنه}} يقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه». (بخاري: 6069)
 
2058- عن أبي أيوب الأنصاري {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». (بخاري: 6077)
 
2059- عن عبد الله {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا». (بخاري: 6094)
 
2060- عن أبي موسى {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ليس أحد -أو ليس شيء- أصبر على أذى سمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم». (بخاري: 6099)
 
2061- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». (بخاري: 6114)
 
2062- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رجلا قال للنبي {{صل}}: أوصني، قال: «لا تغضب»، فردد مرارا، قال: «لا تغضب». (بخاري: 6116)
 
2063- عن عمران بن حصين {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «الحياء لا يأتي إلا بخير». (بخاري: 6117)
 
2064- عن أبي مسعود {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت». (بخاري: 6120)
 
2065- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: إن كان النبي {{صل}} ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: «يا أبا عمير! ما فعل النغير»؟ (بخاري: 6129)
 
2066- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} أنه قال: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين». (بخاري: 6133)
 
2067- عن أبي بن كعب {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن من الشعر حكمة». (بخاري: 6145)
 
2068- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا». (بخاري: 6154)
 
2069- عن أنس: أن رجلا من أهل البادية أتى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله، متى الساعة قائمة؟ قال: «ويلك وما أعددت لها»؟ قال: ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله، قال: «إنك مع من أحببت». فقلنا: ونحن كذلك؟ قال: «نعم». (بخاري: 6167)
 
2070- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان بن فلان». (بخاري: 6177)
 
2071- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «ويقولون الكرم؟ إنما الكرم قلب المؤمن». (بخاري: 6183)
 
2072- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن زينب {{عنها}} كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله {{صل}} زينب. (بخاري: 6192)
 
2073- عن أنس {{عنه}} قال: كانت أم سليم {{عنها}} في الثقل، وأنجشة غلام النبي {{صل}} يسوق بهن. فقال النبي {{صل}}: «يا أنجش، رويدك سوقك بالقوارير». (بخاري: 6202)
 
2074- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل تسمى ملك الأملاك». (بخاري: 6205)
 
2075- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: عطس رجلان عند النبي {{صل}} فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر. فقيل له، فقال: «هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله». (بخاري: 6221)
 
2076- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع، فإذا قال ها ضحك منه الشيطان». (بخاري: 6223)
 
==كتاب الاستئذان==
 
2077- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير». (بخاري: 6231)
 
2078- وعنه {{عنه}} في رواية، قال: قال رسول الله {{صل}}: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير». (بخاري: 6232)
 
2079- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}}: أن رجلا سأل النبي {{صل}}: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف». (بخاري: 6236)
 
2080- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: اطلع رجل من جحر في حجر النبي {{صل}}، ومع النبي {{صل}} مدرى يحك به رأسه. فقال: «لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر». (بخاري: 6241)
 
2081- عن ابن عباس {{عنهما}}: عن النبي {{صل}}: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه». (بخاري: 6243)
 
2082- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي {{صل}} يفعله. (بخاري: 6247)
 
2083- عن جابر بن عبد الله {{عنهما}} قال: أتيت النبي {{صل}} في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: «من ذا»؟ فقلت: أنا، فقال: «أنا أنا» كأنه كرهها. (بخاري: 6250)
 
2084- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا». (بخاري: 6270)
 
2085- وعنه {{عنه}} قال: رأيت رسول الله {{صل}} بفناء الكعبة محتبيا بيده هكذا. (بخاري: 6272)
 
2086- عن عبد الله {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس أجل أن يحزنه». (بخاري: 6290)
 
2087- عن أبي موسى {{عنه}} قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنهم النبي {{صل}}، قال: «إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم». (بخاري: 6294)
 
2088- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: رأيتني مع النبي {{صل}} بنيت بيدي بيتا يكنني من المطر ويظلني من الشمس، ما أعانني عليه أحد من خلق الله. (بخاري: 6302)
 
==كتاب الدعوات==
 
2089- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة». (بخاري: 6304)
 
2090- عن شداد بن أوس {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت». قال: «ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة». (بخاري: 6306)
 
2091- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة». (بخاري: 6307)
 
2092- عن عبد الله بن مسعود {{عنه}}: أنه حدث حديثين: أحدهما عن النبي {{صل}}، والآخر عن نفسه، قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا، ثم قال: «لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده». (بخاري: 6308)
 
2093- عن حذيفة {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: «اللهم باسمك أموت وأحيا». وإذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور». (بخاري: 6314)
 
2094- عن البراء بن عازب {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال: «اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت». (بخاري: 6315)
 
2095- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: بت عند ميمونة -وذكر الحديث، وقد تقدم- قال: وكان يقول في دعائه: «اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، واجعل لي نورا». (بخاري: 6316)
 
2096- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين». (بخاري: 6320)
 
2097- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له». (بخاري: 6339)
 
2098- وعنه {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي». (بخاري: 6340)
 
2099- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم». (بخاري: 6346)
 
2100- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: كان رسول الله {{صل}} يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، قال سفيان وهو أحد رواة هذا الحديث: الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي. (بخاري: 6347)
 
2101- وعنه {{عنه}}: أنه سمع النبي {{صل}} يقول: «اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة». (بخاري: 6361)
 
2102- عن سعد بن أبي وقاص {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} كان يأمر بخمس: «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا -يعني فتنة الدجال- وأعوذ بك من عذاب القبر». (بخاري: 6365)
 
2103- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان النبي {{صل}} يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب». (بخاري: 6368)
 
2104- عن أنس {{عنه}} قال: كان أكثر دعاء النبي {{صل}}: «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». (بخاري: 6389)
 
2105- عن أبي موسى الأشعري {{عنه}} عن النبي {{صل}}: أنه كان يدعو: «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي». (بخاري: 6399)
 
2106- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه». (بخاري: 6403)
 
2107- وعن أبي أيوب الأنصاري وابن مسعود {{عنهما}} قالا في هذا الحديث عن النبي {{صل}} أنه قال: «من قال عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل». (بخاري: 6404)
 
2108- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». (بخاري: 6405)
 
2109- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت». (بخاري: 6407)
 
2110- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا، والله ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر لك تسبيحا. قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا، والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة. قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا، والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة. قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم». (بخاري: 6408)
 
==كتاب الرقاق==
 
2111- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ». (بخاري: 6412)
 
2112- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: أخذ رسول الله {{صل}} بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل». وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. (بخاري: 6416)
 
2113- عن عبد الله {{عنه}} قال: خط النبي {{صل}} خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: «هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، أو قد أحاط به، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا». (بخاري: 6417)
 
2114- عن أنس {{عنه}} قال: خط النبي {{صل}} خطوطا فقال: «هذا الإنسان وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب». (بخاري: 6418)
 
2115- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة». (بخاري: 6419)
 
2116- وعنه {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل». (بخاري: 6420)
 
2117- عن عتبان بن مالك الأنصاري قال: قال رسول الله {{صل}}: «لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي به وجه الله إلا حرم الله عليه النار». (بخاري: 6422)
 
2118- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة». (بخاري: 6424)
 
2119- عن مرداس الأسلمي {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير، أو التمر، لا يباليهم الله بالة». (بخاري: 6434)
 
2120- عن ابن عباس {{عنهما}} يقول: سمعت النبي {{صل}} يقول: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب». (بخاري: 6436)
 
2121- عن عبد الله {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله»؟ قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: «فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر». (بخاري: 6442)
 
2122- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس». (بخاري: 6446)
 
2123- عن أبي هريرة {{عنه}}: أنه كان يقول: ألله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم {{صل}}، فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: «يا أبا هر»! قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «الحق» ومضى فتبعته، فدخل فاستأذن فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال: «من أين هذا اللبن»؟ قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: «أبا هر»! قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي». قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله {{صل}} بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: «يا أبا هر»! قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «خذ فأعطهم». قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي {{صل}} وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال: «أبا هر»! قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «بقيت أنا وأنت» قلت: صدقت يا رسول الله، قال: «اقعد فاشرب». فقعدت فشربت، فقال: «اشرب». فشربت، فما زال يقول: «اشرب»، حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، قال: «فأرني». فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة. (بخاري: 6452)
 
2124- وعنه أيضا {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «اللهم ارزق آل محمد قوتا». (بخاري: 6460)
 
2125- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لن ينجي أحدا منكم عمله». قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة. سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا». (بخاري: 6463)
 
2126- عن عائشة {{عنها}}: أنها قالت: سئل النبي {{صل}}: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: «أدومها وإن قل». (بخاري: 6465)
 
2127- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار». (بخاري: 6469)
 
2128- عن سهل بن سعد {{عنه}} عن رسول الله {{صل}} قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة». (بخاري: 6474)
 
2129- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم». (بخاري: 6478)
 
2130- عن أبي موسى {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «مثلي ومثل ما بعثني الله كمثل رجل أتى قوما فقال: رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء النجاء، فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا، وكذبته طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم». (بخاري: 6482)
 
2131- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره». (بخاري: 6487)
 
2132- عن عبد الله {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك». (بخاري: 6488)
 
2133- عن أبي هريرة {{عنه}} عن رسول الله {{صل}} قال: «إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه». (بخاري: 6490)
 
2134- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} فيما يروي عن ربه عز وجل قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك. فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة. فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة. ومن هم بسيئة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة». (بخاري: 6491)
 
2135- عن حذيفة {{عنه}} قال: حدثنا رسول الله {{صل}} حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا: «أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة». وحدثنا عن رفعها فقال: «ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان». ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلما رده علي الإسلام، وإن كان نصرانيا رده علي ساعيه، فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا. (بخاري: 6497)
 
2136- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: سمعت رسول الله {{صل}}يقول: «إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة». (بخاري: 6498)
 
2137- عن جندب {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به». (بخاري: 6499)
 
2138- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته». (بخاري: 6502)
 
2139- عن عبادة بن الصامت {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه». قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: «ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه. وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، كره لقاء الله وكره الله لقاءه». (بخاري: 6507)
 
2140- عن عائشة {{عنها}} قالت: كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي {{صل}} فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: «إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم». (بخاري: 6511)
 
2141- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة». فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: «بلى». قال: تكون الأرض خبزة واحدة، كما قال النبي {{صل}}، فنظر النبي {{صل}} إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال: إدامهم بالام ونون، قالوا: وما هذا؟ قال: ثور ونون يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا. (بخاري: 6520)
 
2142- عن سهل بن سعد {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة نقي». قال سهل [أو غيره]: ليس فيها معلم لأحد. (بخاري: 6521)
 
2143- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يحشر الناس على ثلاث طرائق، راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا». (بخاري: 6522)
 
2144- عن عائشة {{عنها}} قالت: قال رسول الله {{صل}}: «تحشرون حفاة عراة غرلا». قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: «الأمر أشد من أن يهمهم ذاك». (بخاري: 6527)
 
2145- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله قال: يرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم». (بخاري: 6532)
 
2146- عن عبد الله {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «أول ما يقضى بين الناس بالدماء». (بخاري: 6533)
 
2147- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم». (بخاري: 6548)
 
2148- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا». (بخاري: 6549)
 
2149- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع». (بخاري: 6553)
 
2150- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة الجهنميين». (بخاري: 6559)
 
2151- عن النعمان بن بشير {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل والقمقم». (بخاري: 6562)
 
2152- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال: النبي {{صل}}: «لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة». (بخاري: 6569)
 
2153- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}}: «حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبدا». (بخاري: 6579)
 
2154- عن ابن عمر {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرح». (بخاري: 6577)
 
2155- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء». (بخاري: 6580)
 
2156- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم». (بخاري: 6587)
 
2157- عن حارثة بن وهب {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} وذكر الحوض فقال: «كما بين المدينة وصنعاء». (بخاري: 6591)
 
==كتاب القدر==
 
2158- عن عمران بن حصين {{عنه}} قال: قال رجل: يا رسول الله، أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال: «نعم». قال: فلم يعمل العاملون؟ قال: «كل يعمل لما خلق له، أو لما يسر له». (بخاري: 6596)
 
2159- عن حذيفة {{عنه}} قال: لقد خطبنا النبي {{صل}} خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرف ما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه. (بخاري: 6604)
 
2160- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يأت ابن آدم النذر بشيء لم يكن قد قدرته ولكن يلقيه القدر وقد قدرته له، أستخرج به من البخيل». (بخاري: 6609)
 
2161- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ما استخلف خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصم الله». (بخاري: 6611)
 
2162- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: كثيرا ما كان النبي {{صل}} يحلف: «لا ومقلب القلوب». (بخاري: 6617)
 
==كتاب الأيمان والنذور==
 
2163- عن عبد الرحمن بن سمرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير». (بخاري: 6622)
 
2164- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة». (بخاري: 6624)
 
2165- وقال رسول الله {{صل}}: «والله لأن يلج أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي افترض الله عليه». (بخاري: 6625)
 
2166- عن عبد الله بن هشام {{عنه}} قال: كنا مع النبي {{صل}} وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي {{صل}}: «لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك». فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي {{صل}}: «الآن يا عمر». (بخاري: 6632)
 
2167- عن أبي ذر {{عنه}} قال: انتهيت إلى رسول الله {{صل}} وهو في ظل الكعبة يقول: «هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة». قلت: ما شأني أيرى في شيء، ما شأني؟ فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم، بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: «الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا». (بخاري: 6638)
 
2168- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار إلا تحلة القسم». (بخاري: 6656)
 
2169- وعنه {{عنه}}: أن النبي {{صل}} قال: «إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست، أو حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به أو تكلم». (بخاري: 6664)
 
2170- عن عائشة {{عنها}} عن النبي {{صل}} قال: «من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه». (بخاري: 6696)
 
2171- عن سعد بن عبادة الأنصاري {{عنه}}: أنه استفتى النبي {{صل}} في نذر كان على أمه فتوفيت قبل أن تقضيه، فأفتاه أن يقضيه عنها. (بخاري: 6698)
 
2172- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: بينا النبي {{صل}} يخطب إذا هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي {{صل}}: «مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه». (بخاري: 6704)
 
==كتاب كفارات الأيمان==
 
2173- عن السائب بن يزيد {{عنه}} قال: كان الصاع على عهد النبي {{صل}} مدا وثلثا بمدكم اليوم. (بخاري: 6712)
 
2174- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «اللهم بارك لهم في مكيالهم وصاعهم ومدهم». (بخاري: 6714)
 
==كتاب الفرائض==
 
2175- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر». (بخاري: 6732)
 
2176- عن أبي موسى {{عنه}}: أنه سئل عن بنت وابنة ابن وأخت، فقال: للبنت النصف، وللأخت النصف، وأت ابن مسعود فسيتابعني، فسئل ابن مسعود وأخبر بقول أبي موسى، فقال: لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى النبي {{صل}}: للابنة النصف ولابنة ابن السدس، تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت. فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم. (بخاري: 6736)
 
2177- عن أنس بن مالك {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «مولى القوم من أنفسهم». (بخاري: 6761)
 
2178- وعنه {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «ابن أخت القوم منهم، أو من أنفسهم». (بخاري: 6762)
 
2179- عن أسامة بن زيد {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم». (بخاري: 6764)
 
2180- عن سعد {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام». فذكر ذلك لأبي بكرة فقال: وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله {{صل}}. (بخاري: 6767)
 
2181- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر». (بخاري: 6768)
 
==كتاب الحدود==
 
2182- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: أتي النبي {{صل}} برجل قد شرب، قال: «اضربوه». قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: «لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان». (بخاري: 6777)
 
2183- عن علي بن أبي طالب {{عنه}} قال: ما كنت لأقيم حدا على أحد فيموت فأجد في نفسي إلا صاحب الخمر فإنه لو مات وديته، وذلك أن رسول الله {{صل}} لم يسنه. (بخاري: 6778)
 
2184- عن عمر بن الخطاب {{عنه}}: أن رجلا على عهد النبي {{صل}} كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا، وكان يضحك رسول الله {{صل}}، وكان النبي {{صل}} قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي {{صل}}: «لا تلعنوه، فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله». (بخاري: 6780)
 
2185- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده». (بخاري: 6783)
 
2186- عن عائشة {{عنها}} عن النبي {{صل}} قال: «تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا». (بخاري: 6789)
 
2187- وعنها {{عنها}}: أن يد السارق لم تقطع على عهد النبي {{صل}} إلا في ثمن مجن حجفة أو ترس. (بخاري: 6792)
 
2188- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم. (بخاري: 6796)
 
==كتاب المحاربين==
 
2189- عن أبي بردة {{عنه}} قال: كان النبي {{صل}} يقول: «لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله عز وجل». (بخاري: 6848)
 
2190- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت أبا القاسم {{صل}} يقول: «من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جلد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال». (بخاري: 6858)
 
==كتاب الديات==
 
2191- عن ابن عمر {{عنهما}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما». (بخاري: 6862)
 
2192- عن ابن عباس {{عنهما}} قال: قال النبي {{صل}} للمقداد: «إذا كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه فقتلته، فكذلك كنت أنت تخفي إيمانك بمكة من قبل». (بخاري: 6865)
 
2193- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا». (بخاري: 7070)
 
2194- عن عبد الله {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة». (بخاري: 6878)
 
2195- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه». (بخاري: 6882)
 
2196- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «لو اطلع في بيتك أحد ولم تأذن له فخذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح». (بخاري: 6888)
 
2197- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «هذه وهذه سواء». يعني الخنصر والإبهام. (بخاري: 6896)
 
==كتاب استتابة المرتدين==
 
2198- عن ابن مسعود {{عنه}} قال: قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر». (بخاري: 6921)
 
==كتاب التعبير==
 
2199- عن أنس بن مالك {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة». (بخاري: 6983)
 
2200- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أنه سمع النبي {{صل}} يقول: «إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره». (بخاري: 6985)
 
2201- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات» قالوا: وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة». (بخاري: 6990)
 
2202- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي». (بخاري: 6993)
 
2203- عن أبي سعيد الخدري {{عنه}}: أنه سمع النبي {{صل}} يقول: «من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتكونني». (بخاري: 6997)
 
2204- عن أنس بن مالك {{عنه}} يقول: كان رسول الله {{صل}} يدخل على أم حرام بنت ملحان، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يوما فأطعمته وجعلت تفلي رأسه، فنام رسول الله {{صل}}، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة - أو مثل الملوك على الأسرة». قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله {{صل}}، ثم وضع رأسه، ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله» كما قال في الأولى. قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «أنت من الأولين». فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت. (بخاري: 7002)
 
2205- عن أبي هريرة {{عنه}} يقول: قال رسول الله {{صل}}: «إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، وما كان من النبوة فإنه لا يكذب». (بخاري: 7017)
 
2206- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} قال: «رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة -وهي الجحفة- فأولت أن وباء المدينة نقل إليها». (بخاري: 7038)
 
2207- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل. ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك يوم القيامة. ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ». (بخاري: 7042)
 
2208- عن ابن عمر {{عنهما}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «إن من أفرى الفرى أن يري عينيه ما لم تر». (بخاري: 7043)
 
2209- عن ابن عباس {{عنهما}} كان يحدث: أن رجلا أتى رسول الله {{صل}} فقال: إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها، فالمستكثر والمستقل، وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع، ثم وصل، فقال أبو بكر: يا رسول الله، بأبي أنت، والله لتدعني فأعبرها، فقال النبي {{صل}}: «اعبر». قال: أما الظلة فالإسلام، وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذه رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت، أصبت أم أخطأت؟ قال النبي {{صل}}: «أصبت بعضا وأخطأت بعضا». قال: فوالله يا رسول الله، لتحدثني بالذي أخطأت. قال: «لا تقسم». (بخاري: 7046)
 
==كتاب الفتن==
 
2210- عن ابن عباس {{عنهما}} عن النبي {{صل}} قال: «من كره من أميره شيئا فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية». (بخاري: 7053)
 
2211- وفي رواية أخرى عنه قال: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية»
 
2212- عن عبادة بن الصامت {{عنه}} قال: دعانا النبي {{صل}} فبايعناه فقال فيما أخذ علينا: «أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله»، قال: «إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان». (بخاري: 7056)
 
2213- عن ابن مسعود {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء». (بخاري: 7067)
 
2214- عن أنس بن مالك {{عنه}} وقد شكي إليه ما لقي الناس من الحجاج، فقال: «اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم». سمعته من نبيكم {{صل}}. (بخاري: 7068)
 
2215- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار». (بخاري: 7072)
 
2216- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به». (بخاري: 7081)
 
2217- عن سلمة بن الأكوع {{عنه}}: أنه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع، ارتددت على عقبيك، تعربت؟ قال: لا، ولكن رسول الله {{صل}} أذن لي في البدو. (بخاري: 7087)
 
2218- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} يقول: قال رسول الله {{صل}}: «إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم». (بخاري: 7108)
 
2219- عن حذيفة {{عنه}} قال: إنما كان النفاق على عهد النبي {{صل}}، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان. (بخاري: 7114)
 
2220- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى». (بخاري: 7118)
 
2221- وعنه {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا». (بخاري: 7119)
 
2222- وعنه أيضا {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج -وهو القتل- وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه عليه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها». (بخاري: 7121)
 
==كتاب الأحكام==
 
2223- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة». (بخاري: 7142)
 
2224- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة». (بخاري: 7148)
 
2225- عن معقل بن يسار {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة». (بخاري: 7150)
 
2226- وعنه {{عنه}} أيضا عن رسول الله {{صل}} أنه قال: «ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة». (بخاري: 7151)
 
2227- عن جندب {{عنه}} قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: «من سمع سمع الله به يوم القيامة»، قال: «ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة» فقالوا: أوصنا، فقال: «إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل، ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفه من دم أهراقه فليفعل». (بخاري: 7152)
 
2228- عن أبي بكرة {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان». (بخاري: 7158)
 
2229- حديث حويصة ومحيصة تقدم في الجهاد، وزاد هنا: «إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يؤذنوا بحرب». (بخاري: 7192)
 
2230- عن عبادة بن الصامت {{عنه}} قال: بايعنا رسول الله {{صل}} على السمع والطاعة. تقدم وزاد في هذه الرواية: وأن نقوم، أو نقول، بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. (بخاري: 7199 - 7200)
 
2231- عن عبد الله بن عمر {{عنهما}} قال: كنا إذا بايعنا رسول الله {{صل}} على السمع والطاعة يقول لنا: «فيما استطعتم». (بخاري: 7202)
 
2232- وعنه {{عنه}} قال: قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله {{صل}}. (بخاري: 7218)
 
2233- عن جابر بن سمرة {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «يكون اثنا عشر أميرا». فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: «كلهم من قريش». (بخاري: 7222 - 7223)
 
==كتاب التمني==
 
2234- عن أنس {{عنه}} قال: لولا أني سمعت النبي {{صل}} يقول: «لا تتمنوا الموت» لتمنيت. (بخاري: 7233)
 
2235- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنا فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب». (بخاري: 7235)
 
==كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة==
 
2236- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى». قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى». (بخاري: 7280)
 
2237- عن جابر بن عبد الله {{عنه}} قال: جاءت ملائكة إلى النبي {{صل}} وهو نائم، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان. فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة، والداعي محمد {{صل}}، فمن أطاع محمدا {{صل}} فقد أطاع الله ومن عصى محمدا {{صل}} فقد عصى الله، ومحمد {{صل}} فرق بين الناس. (بخاري: 7280)
 
2238- عن أنس بن مالك {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خالق كل شيء، فمن خلق الله». (بخاري: 7296)
 
2239- عن عبد الله بن عمرو {{عنهما}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون». (بخاري: 7307)
 
2240- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع». فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ فقال: «ومن الناس إلا أولئك». (بخاري: 7319)
 
2241- عن عمر {{عنه}} قال: إن الله بعث محمدا {{صل}} بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل آية الرجم. (بخاري: 7323)
 
2242- عن عمرو بن العاص {{عنه}}: أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول: «إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر». (بخاري: 7352)
 
2243- عن جابر بن عبد الله {{عنه}}: أنه كان يحلف بالله أن ابن الصائد الدجال. قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي {{صل}} فلم ينكره النبي {{صل}}. (بخاري: 7355)
 
==كتاب التوحيد==
 
2244- عن عائشة {{عنها}}: أن النبي {{صل}} بعث رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ{قل هو الله أحد}. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي {{صل}} فقال: «سلوه لأي شيء يصنع ذلك»؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي {{صل}}: «أخبروه أن الله يحبه». (بخاري: 7375)
 
2245- عن أبي موسى الأشعري {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم». (بخاري: 7378)
 
2246- عن ابن عباس {{عنهما}}: أن النبي {{صل}} كان يقول: «أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت، الذي لا يموت والجن والإنس يموتون». (بخاري: 7383)
 
2247- عن أبي هريرة {{عنه}} عن النبي {{صل}} قال: «لما خلق الله الخلق، كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه، وهو وضع عنده على العرش: إن رحمتي تغلب غضبي». (بخاري: 7404)
 
2248- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال النبي {{صل}}: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة». (بخاري: 7405)
 
2249- عن أبي هريرة {{عنه}}: أن رسول الله {{صل}} قال: «يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها، إلى سبع مائة ضعف». (بخاري: 7501)
 
2250- وعنه {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} قال: «إن عبدا أصاب ذنبا -وربما قال: أذنب ذنبا- فقال: رب، أذنبت -وربما قال: أصبت- فاغفر لي. فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا، أو أذنب ذنبا، فقال: رب، أذنبت، أو أصبت، آخر فاغفره. فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا -وربما قال: أصاب ذنبا- قال: قال: رب، أصبت -أو قال: أذنبت- آخر فاغفره لي، فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثلاثا، فليعمل ما شاء». (بخاري: 7507)
 
2251- عن أنس {{عنه}} قال: سمعت النبي {{صل}} يقول: «إذا كان يوم القيامة، شفعت فقلت: يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة، فيدخلون، ثم أقول أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء». فقال أنس: كأني أنظر إلى أصابع رسول الله {{صل}}. (بخاري: 7509)
 
2252- وعنه {{عنه}} ذكر حديث الشفاعة وقد تقدم مطولا من رواية أبي هريرة {{عنه}} وزاد هنا في آخره: «فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمد {{صل}}، فيأتوني فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخر له ساجدا. فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع. فأقول: يا رب، أمتي أمتي. فيقول: انطلق، فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان. فأنطلق، فأفعل، ثم أعود، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا. فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع. فأقول: يا رب، أمتي أمتي. فيقول: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأخرجه. فأنطلق فأفعل. ثم أعود فأحمده بتلك المحامد. ثم أخر له ساجدا. فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع. فأقول: يا رب، أمتي أمتي. فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان، فأخرجه من النار. فأنطلق فأفعل». (بخاري: 7510)
 
2253- وفي رواية عنه: «ثم أعود الرابعة، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: يا رب، ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله. فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله».
 
2254- عن أبي هريرة {{عنه}} قال: قال رسول الله {{صل}}: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم». (بخاري: 7563)
 
[[:تصنيف:التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح|*]]