الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Obayd/مسودة و»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
مسند عائشة لابن أبي داود
Obayd (نقاش | مساهمات)
المجلس السادس والأربعون من أمالي ابن عساكر
سطر 1:
__لاتحريرقسم__ __لافهرس__
{{تصفحية
|
| | مسند عائشة
| المجلس السادس والأربعون من
|[[مؤلف:ابن أبي داود|لابن أبي داود]]
|أمالي [[مؤلف:ابن عساكر|ابن عساكر]]
|
|
| }}
{{نثر}}
 
{{عنوان|المجلس السادس والأربعون من أمالي الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله}}
 
{{بسملة}}
 
رب أعن وسهل ووفق
والحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
 
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ الْمُؤَدِّبُ يَوْمَ الْخَمِيسِ التَّاسِعَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّمِائَةٍ بِدَارِ الْقَزِّ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَنَّاءُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنبأ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنُ الْفَرَّاءُ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنش مُحَمَّدِ بْنش حُبَابَةَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ:
 
1 - ثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ {{عنها}}: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا»
 
2 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، ثنا عِيسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ {{عنها}} قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ»
 
3 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، ثنا عِيسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ {{عنها}} قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ {{صل}} يُجَاوِرُ فِي الْمَسْجِدِ فَيُخْرِجُ إِلَيَّ رَأْسَهُ فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ.
 
4 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، ثنا عِيسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ {{صل}} وَعَائِشَةُ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ كِلَاهُمَا يَغْتَرِفُ مِنْهُ»
 
5 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَنْبَأَ عِيسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ {{عنها}} أَنَّ النَّبِيَّ {{صل}} قَالَ: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يُرِيدُ أنْ يَسْتَغْفِرَ فَيَسُبَّ نَفْسَهُ»
 
6 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ»
 
7 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهم يَقُولُ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: وَيْلَ ابْنِ عُمَرَ، إِنَّمَا كَانَ رَجُلًا خَبِيثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «إِنَّ هَذَا لَيُعَذَّبُ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ»
 
8 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يَرْقِي: «امْسَحِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفَاءُ لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ»
 
9 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} بِالْبَنَاتِ فَيَجِئْنَ صَوَاحِبِي فَيَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} فَيَخْرُجُ فَيَدْخُلْنَ عَلَيَّ.
 
10 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ {{عنها}} أَنَّ النَّبِيَّ {{صل}} قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً»
 
11 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ {{عنها}} فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} قَالَتْ: نَزَلَتْ فِي الْمَرْأَةِ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ وَهُوَ وَلِيُّهَا أَوْ لَعَلَّهَا أَنْ تَكُونَ شَرِيكَتَهُ فِي مَالِهِ وَيَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجُهَا فَيُشْرِكُهُ الرَّجُلُ فِي مَالِهِ كَمَا شَرِكَتْهُ فَيُعْضِلُهَا.
 
12 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ {{عنها}} قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعْرِهِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ صَبَّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِلْءَ كَفَّيْهِ ثُمَّ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ.
 
13 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْقُرَّاءُ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ {{صل}} رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُهُمْ، قَالَ: «وَمَا أَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَزَعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ».
 
==وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ==
 
14 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ الْآنَ أَنَّ الَّذِيَ كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}.
 
15 - حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا»
 
- يَونُسُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ {{صل}} رَجَلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُهُمْ، قَالَ: «وَمَا أَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَزَعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ»
 
16 - حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: كَانَ أَبَوَاكَ مِنَ {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}.
 
17 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ عَمِّي مِنَ الرَّضَاعَةِ يَسْتَأْذِنُ بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ حَتَّى أَتَى النَّبِيُّ {{صل}} فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ {{صل}} فَقَالَ: هُوَ عَمُّكِ فَأْذَنِي لَهُ.
 
18 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ {{صل}} قَالَ: «إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ»
 
19 - حَدَّثَنَا عَمِّي، ثنا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، أنبا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّمَا نَزَلَ النَّبِيُّ {{صل}} الْأَبْطَحَ أَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ.
 
20 - قُرِئَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَهُمْ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ {{صل}} لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَ مِنْ أَعْلَاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا»
 
21 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَقَطَ مِنْ كِتَابِي عَنْ أَبِيهِ -: «كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الْبِطِّيخِ وَالرُّطَبِ فَيَأْكُلُهُ»
 
22 - حَدَّثَنَا عَمِّي، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ أَيْ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}}: كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْي؟ قَالَ: «فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، فَيَفْصِمُ عَنِّي أَحْيَانًا وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صُورَةِ الْفَتَى فَيَنْبِذُ إِلَيَّ»
 
23 - حَدَّثَنَا عَمِّي، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ {{صل}} يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ» وَتَبَسَّمَتْ.
 
24 - حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الشَّافِعِيُّ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} بِيَدِي لِإِحْرَامِهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ» - زَادَ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: بِأَطْيَبِ الطِّيبِ.
 
==حَدِيثُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ==
 
25 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} الْمَدِينَةَ وَعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى قَالَ:
 
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي رَحْلِهِ ** وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
 
وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ الْحُمَّى رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى ثُمَّ قَالَ:
 
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ** بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
 
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ ** وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
 
يَقُولُ: اللَّهُمَّ الْعَنْ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُونَا مِنَ الْأَرْضِ الصَّحِيحَةِ إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ وَالْوَجَعِ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا وَاجْعَلْهَا فِي الْجُحْفَةِ»
 
26 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَجِعَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ فَمُرْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَهَا فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ». قَالَتْ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ فَفَعَلَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَلَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» قَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لِأَرَى مِنْكِ خَيْرًا أَبَدًا، قَالَتْ: فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، فَلَمَّا كَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ خَرَجَ النَّبِيُّ {{صل}}، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ فَأَشَارَ النَّبِيُّ {{صل}} أَنْ مَكَانَكَ، قَالَ: فَمَكَثَ مَكَانَهُ فَجَلَسَ النَّبِيُّ {{صل}} بِحِذَائِهِ فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} وَيُصَلِّي النَّاسُ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى قَضَوُا الصَّلَاةَ.
 
27 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ - وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ {{صل}} قَالَ: «إِذَا أَخَذَ أَحَدَكُمُ النَّوْمُ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ ثُمَّ يُصَلِّي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ»
 
28 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَصُومُهُ، فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ، فَفُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ».
 
29 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا وَكِيعٌ، وَجَرِيرٌ - وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ عَلَى فِرَاشِهِ الَّذِي يَرْقُدُ عَلَيْهِ هُوَ وَأَهْلُهُ»
 
30 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ - وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «أُتِيَ النَّبِيُّ {{صل}} بِصَبِيٍّ يَرْضَعُ فَبَالَ فِي حِجْرِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّ عَلَيْهِ»
 
31 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَجَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَوُضِعَ الْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ»
 
32 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ - وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «لَقَدْ كُنْتُ أَفْتِلُ الْقَلَائِدَ لِهَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} بِيَدِي ثُمَّ يُقَلِّدُ الْهَدْيَ يَبْعَثُ ثُمَّ يَبْقَى حَلَالًا لَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ شَيْءٌ»
 
33 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ أَوْصَتْ بِصَدَقَةٍ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ أَنْ أتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»
 
34 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ {{عنها}} قَالَتْ: «تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ»
 
35 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَةٌ، فَلَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: فَكَانَ النَّبِيُّ {{صل}} يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ»
 
36 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، ثنا جَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ - وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنَّا تَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ وَلَا أَطْهُرُ أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: «لَا إِنَّمَا ذَاكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، فَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكَ أَثَرَ الدَّمِ ثُمَّ صَلِّي»
 
37 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ»
 
38 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} الرَّكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِي بَعْدَ الْعَصْرِ»
 
==(عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ)==
 
39 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهِيَ وَبِئَةٌ فَشَكَاهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}}، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ {{صل}} شَكْوَى أَصْحَابِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَبْبِبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَحَوِّلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ» قَالَتْ: فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَفَاقَ يَقُولُ:
 
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي رَحْلِهِ ** وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
 
وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَفَاقَ يَقُولُ:
 
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ** بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
 
وَهَلْ أَرَدْنَ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ ** وَهَلْ يَبْدُونَ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
 
ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ألْعَنْ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ.
 
40 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، أَنَّ رَجُلًا سَرَقَ قَدَحًا فَأُتِيَ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ هِشَامٌ: قَالَ أَبِي: إِنَّ الْيَدَ لَا تُقْطَعُ فِي الشَّيْءِ التَّافِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّهُ «لَمْ تُقْطَعْ يَدٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} فِي أَدْنَى مِنْ ثَمَنِ مِجَنِّ جَحْفَةٍ أَوْ تُرْسٍ»
 
41 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالُوا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وعَزَّ: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَتْ: «أُنْزِلَتْ فِي وَلِيِّ مَالِ الْيَتِيمِ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ وَيُصْلِحُهُ إِذَا كَانَ مُحْتَاجًا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ»
 
42 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ قَالَتْ: «أُنْزِلَ ذَلِكَ فِي الدُّعَاءِ»
 
43 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّوَّارِ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ حِينَ يَزْنِي مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ»
 
44 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ قَالُوا: لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفُ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ: «إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ لَأَنَا»
 
45 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَارُونُ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «إِنِّي لَأَعْرِفُ غَضَبَكِ وَرِضَاكِ» قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً قُلْتِ: بَلَى وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ سَاخِطَةً قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ» قَالَتْ: أَجَلْ، مَا أُهَاجِرُ إِلَّا اسْمَكَ.
 
46 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «لَعِبَ السُّودَانُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} فَدَعَانِي فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ عُنُقِهِ، فَلَمْ أَزَلْ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ حَتَّى كُنْتُ أَنَا الَّتِي انْصَرَفْتُ»
 
47 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ أَبِي يَحْلِفُ فَقَالَ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عُمَرَ، قَالَتْ: ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: كَيْفَ قُلْتُ يَا بُنَيَّةُ؟ قَالَتْ: [قُلْت]: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عُمَرَ، فَقَالَ: أَعَزُّ، وَالْوَليدُ أَلْوَطُ.
 
48 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالُوا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} قَالتَ: «كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ» لَفْظُ ابْنِ سَوَّارٍ.
 
49 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُكْثِرُ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ فِي الْخُطْبَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}» قَرَأَ الْآيَةَ.
 
50 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَى النَّبِيَّ {{صل}} أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَوَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «أَوَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَزَعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ»
 
51 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} فَيَسْأَلُونَهُ عَنِ السَّاعَةِ فَيَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ: «إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكُ الْهَرَمَ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ» قَالَ هَارُونُ: فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ وَقَالَ: حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ. قَالَ هِشَامٌ: يَعْنِي مَوْتَهُمْ.
 
52 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُ يَطْمِسُ الْبَصَرَ وَيُصِيبُ الْحَبَلَ»
 
53 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ سُئِلَتْ عَنْ وَلَدِ الزِّنَا فَقَالَتْ: «لَيْسَ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةِ أَبَوَيْهِ شَيْءٌ» وَقَرَأَتْ هَذِهِ الْآيَةَ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
 
54 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْي؟ قَالَ: «أَحْيَانًا فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ فَيَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ وَهُوَ أَشَدُّ عَلَيَّ، وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي الْمَلَكُ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ فَأَعِيَ مَا يَقُولُ»
 
55 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «إِذَا أَحْدَثَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْخُذْ بِأَنْفِهِ ثُمَّ لِيَخْرُجْ»
 
56 - ثَنَا مُحَمَّدٌ، وَهَارُونُ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ {{عنها}} قَالَتْ: «تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} وَأَنَا ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ وَدَخَلَ بِي وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ، فَكُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ، وَكُنَّ صَوَاحِبِي يَأْتِينَنِي فَيَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يَدْخُلُ عَلَيَّ»
 
57 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ {{صل}}: «لَيَنْحَازَنَّ إِلَيْهَا الْإِيمَانُ كَمَا حَازَ السَّيْفُ السَّيْلَ الدِّمْنَ» يَعْنِي الْمَدِينَةَ.
 
58 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ الْأَنْطَاكِيِّ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «إِذَا أَجْنَبَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَجَلَ نَفْسِهِ أَنْ تُصَابَ فِي مَنَامِهِ»
 
59 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ {{صل}} فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأَظُنُّ أَنَّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ لتَصَدَّقَتْ بِمَالِهَا، أَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»
 
60 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «كَيْفَ بِنَسَبِي»؟ فَقَالَ: لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ.
 
1- أخبرنا المشايخ: أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم الصوفي، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، قالوا: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، أخبرنا أحمد بن علي بن المتقي، أخبرنا أحمد بن جناب، أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، حدثني أخي عبد الله بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
61 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُبَّ حَسَّانُ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: «لَا تَسُبُّوهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}}»
 
اجْتَمَعْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا.
62 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، لَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ لَوْ قُلْتِ لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَقَالَتْ لَهُ سَوْدَةُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «مَهْ إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ»
 
فَقَالَتِ الْأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ، لَا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى وَلَا سَمِينٌ فَيُنْتَقَلَ.
63 - وَبِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} جَالِسًا فَصَلوا بِصَلَاتِهِ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنِ اجْلِسُوا فَجَلَسُوا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا»
 
قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ.
64 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُدْعَوْ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ»
 
قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ، إِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ، وَإِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ.
65 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَحَجَّرَ كَلْمُ سَعْدٍ بِالنَّزْفِ، فَدَعَا سَعْدٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُجَاهِدَ مِنْ قَوْمٍ كَذَبُوا رَسُولَكَ وَآذَوْهُ وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ إِنْ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا فَابْقِنِي لَهُمْ أُجَاهِدْهُمْ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَافْجُرْ بِهَا وَاجْعَلْ مَنِيَّتِي فِيهَا، قَالَ: فَانْفَجَرَ مِنْ لَيْلتِهِ فَمَا زَالَ يَسِيلُ حَتَّى مَاتَ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ الشَّاعِرُ:
 
قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لَا حَرَّ وَلَا قُرَّ، وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ.
أَلَا سَعْدٌ سَعْدَ بَنِي مُعَاذٍ ** فَمَا فَعَلَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ
 
قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنْ نَامَ الْتَفَّ، وَلَا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ.
لَعَمْرُكَ إِنَّ سَعْدَ بَنِي مُعَاذٍ ** غَدَاةَ تَحَمَّلُوا لَهُوَ الصَّبُورُ
 
قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي غَيَايَاءُ أَوْ عَيَايَاءُ -شَكَّ عِيسَى- طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ، أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ.
تَرَكْتُمْ قِدْرَكُمْ لَا شَيْءَ فِيهَا ** وَقِدْرُ الْقَوْمِ حَامِيَةٌ تَفُورُ
 
قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ.
وَقَدْ قَالَ الْكَرِيمُ أَبُو حُبَابٍ ** أَقِيمُوا قَيْنُقَاعَ وَلَا تَسِيرُوا
 
قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ.
وَقَدْ كَانُوا بِبَلْدَتِهِمْ ثِقَالًا ** كَمَا ثَقُلَتْ بِمَيْطَانَ الصُّخُورُ
 
قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ طَوِيلُ النِّجَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ.
66 - وَبِهِ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُصِيبَ أَكْحَلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ رَمَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْعَرِقَةِ، فَحَوَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} إِلَى الْمَسْجِدِ وَضَرَبَ عَلَيْهِ خَيْمَةً لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ.
 
قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ، وَمَا مَالِكٌ؟ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ، لَهُ إِبِلٌ قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ، كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ، إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ.
67 - وَبِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} قَالَ: «انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}}» فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} الْحُكْمَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَحَكَمَ فِيهِمْ سَعْدٌ أَنْ يُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ.
 
قَالَتِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، وَمَا أَبُو زَرْعٍ؟ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، فَوَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ، وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ. أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ؟ عُكُومُهَا رَدَاحٌ وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ. ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ؟ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، وَتُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ. ابْنَةُ أَبِي زَرْعٍ، وَمَا ابْنَةُ أَبِي زَرْعٍ؟ طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا وَغَيْظُ جَارَتِهَا. جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، وَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ؟ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، وَلَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا. قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وَأَخَذَ خَطِّيًّا، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، قَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ، قَالَتْ: فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِي مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ.
68 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ قَائِمًا فَلَمَّا دَخَلَ فِي السِّنِّ جَعَلَ يَجْلِسُ حَتَّى إِذَا بَقِيَ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ قَامَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ سَجَدَ»
 
قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ {{صل}}: «كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ» اهـ
69 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُصَلِّي، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ فَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَقَدْ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ، فَقَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ» ثُمَّ قَالَ: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِي أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»
 
رواه في الصحيح، و[[أخرجه مسلم]] عن أحمد بن جناب الحربي كذا.
70 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ يَقْرَأُ لَيْلًا فَقَالَ: «رَحِمَهُ اللَّهُ لَقَدْ ذَكَّرَنِي كَذَا وَكَذَا مِنْ آيَةٍ كُنْتُ أَسْقَطْتُهُنَّ مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا»
 
71 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كُنْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ، {{صل}} نَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ كِلَانَا مِنْهُ»
 
2- أخبرنا الشيخ أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد الخيري، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا فليح بن سليمان المدني، عن ابن شهابٍ الزهري، عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي {{صل}}، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ.
72 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} وَعِنْدِي امْرَأَةٌ فَقَالَ: مِنْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: فُلَانَةُ لَا تَنَامُ اللَّيْلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «مَهْ، عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا» وَكَانَ أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.
 
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتُ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا.
73 - وَبِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُصَلِّي إِلَى صَقْعِ الْبَيْتِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ شَيْءٌ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَدَّ النَّاسَ إِلَى الْمَقَامِ وَتَلَا قَوْلَهُ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}.
 
زَعَمُوا أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ قَالَتْ:
74 - وَبِهِ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ فَقَالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ فَوَاللَّهِ مَا وَضَعْتُهُ بَعْدُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «فَأَيْنَ»؟ فَقَالَ: هَاهُنَا وَأَوْمَأَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ.
 
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، قَالَتْ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ سَهْمِي، وَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الحِجَابُ، وَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ فَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ المَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنَ بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَشَغَلَنِي ابْتِغَاؤُهُ، فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِي، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ العُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ القَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَأَقَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدَهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ فِيَّ مَنْ هَلَكَ. وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الإِفْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ.
75 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ فَلَوْلَا أَنِّي أَهْدَيْتُ لَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ». وَكَانَ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ فَكُنْتُ أَنَا مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنَا حَائِضٌ لَمْ أَحِلُّ مِنْ عُمْرَتِي فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} فَقَالَ: «دَعِي عُمْرَتَكِ وَانْقضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ» فَفَعَلْتُ: حَتَّى إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ وَقَضَى اللَّهُ حَجَّهَا فَأَرْسَلَنِي مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأَرْدَفَنِي فَخَرَجَ بِي إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، فَقَضَى اللَّهُ حَجَّهَا وَعُمْرَتَهَا، لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ هَدْي وَلَا صَوْمٌ وَلَا صَدَقَةٌ.
 
فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ، وَلَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِن ذَلِكَ، وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لاَ أَرَى مِنَ النَّبِيِّ {{صل}} اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ عَلَيَّ ثُمَّ يَقُولُ: «كَيْفَ تِيكُمْ»؟ فَذَلِكَ يَرِيبُنِي وَلاَ أَشْعُرُ بِذَلِكَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ مُتَبَرَّزُنَا، لاَ نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ العَرَبِ الأُوَلِ فِي البَرِّيَّةِ أَوْ التَّنَزُّهِ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي، فَعَثَرَتْ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟ فَقَالَتْ: يَا هَنْتَاهْ، أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُوا فِيكِ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَمَا قَالُوا؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي.
76 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ يُوتِرُ مِنْهُنَّ بِخَمْسٍ لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْخَمْسِ حَتَّى يَجْلِسَ فِي آخِرِهِنَّ فَيُسَلِّمَ»
 
فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} فَقَالَ: «كَيْفَ تِيكُمْ»، فَقُلْتُ: ائْذَنْ لِي إِلَى أَبَوَيَّ، وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}، فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي: مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَتْ: فَبِتُّ لَيْلَتِي تِلْكَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ.
77 - وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ {{صل}} إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ غَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ تَخَلَّلَ أُصُولَ الشَّعْرِ بِالْمَاءِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ الْبَشَرَةَ أَفْرَغَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ»
 
ثُمَّ أَصْبَحْتُ، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ وَبِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ لَهُمْ، فَقَالَ أُسَامَةُ: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَلَا نَعْلَمُ وَاللَّهِ إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ {{صل}} بَرِيرَةَ فَقَالَ: « يَا بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ؟» فَقَالَتْ بَرِيرَةُ: لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، مَا رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنِ العَجِينِ فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ.
78 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْفَأْرَةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْحِدَأَةُ وَالْغُرَابُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ» - لَا أَدْرِي بِأَيِّهِنَّ بَدَأَ.
 
قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} مِنْ يَوْمِهِ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي، فَوَاللَّهِ فَوَاللَّهِ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَيَّ إِلَّا مَعِي»، قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا وَاللَّهِ أَعْذُرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنِ حَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، لاَ تَقْتُلُهُ وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِينَ، قَالَ: فَتَمَادَى الحَيَّانِ الأَوْسُ وَالخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا، وَرَسُولُ اللَّهِ {{صل}} قَائِمٌ عَلَى المِنْبَرِ، فَنَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ.
79 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ {{صل}} يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ»
 
قَالَتْ: وَبَكَيْتُ يَوْمِي لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتِي وَيَوْمِي حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قَالَتْ: فَبَيْنَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، فَاسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي.
80 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يَصُومُهُ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ هُوَ الْفَرِيضَةُ فَتُرِكَ عَاشُورَاءُ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ»
 
قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} فَجَلَسَ، وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ قِيلَ لِي مَا قِيلَ، وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لاَ يُوحَى فِي شَأْنِي شَيْءٌ، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِخَطِيئَةٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ لِلَّهِ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ».
81 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيَّ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «إِنْ شِئْتَ فَصُمْ وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ»
 
فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} مَقَالَتَهُ، قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} فِيمَا قَالَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ {{صل}}، فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} فِيمَا قَالَ، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ {{صل}}، قَالَتْ: وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ القُرْآنِ، فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ قَد سَمِعْتُمْ مَا تَحَدَّثَ بِهِ النَّاسُ، وَوَقَعَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَبَرِيئَةٌ، لاَ تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ، اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ، لَتُصَدِّقُنِّي، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
82 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا «أَهْدَتْ بَدَنَتَيْنِ فَضَلَّتْ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ بَدَنَتَيْنِ فَنَحَرَتْهُمَا، ثُمَّ وَجَدَتِ الْأُخْرَيَيْنِ فَنَحَرَتْهُمَا»
 
قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ بِبَرَاءَةٍ، وَلَكِنْ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يَنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ، وَلَأَنَا أَصْغَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالقُرْآنِ فِي أَمْرِي، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يُرِيَ اللَّهُ رَسُولَهُ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا تُبَرِّئُنِي.
83 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُجَاوِرُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَيَقُولُ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ»
 
قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا رَامَ مَجْلِسَهُ وَلاَ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ السَّكَنِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ مِنَ البُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} وَهُوَ يَضْحَكُ كَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} أَنْ قَالَ لِي: «يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ، فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ».
84 - وَبِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَصلَحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} قَالَتْ: «أُنْزِلَتْ فِي الْمَرْأَةِ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ فَتَطُولُ صُحْبَتُهَا وَلَعَلَّهُ يَكُونُ لَهَا وَلَدٌ أَوْ لَا يَكُونُ لَهَا فَيُرِيدُ طَلَاقَهَا فَتَقُولُ: لَا تُطَلِّقْنِي وَأَمْسِكْنِي وَأَنْتَ مِنِّي فِي حِلٍّ، فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي ذَلِكَ»
 
فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صل}}، فَقُلْتُ: لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ وَلاَ أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [[سورة النور|الآيَاتِ]] كُلَّهَا.
85 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثَلَاثَ وَرُبَاعَ}، قَالَتْ: «هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ وَهُوَ وَلِيِّهَا فَيَتَزَوَّجُهَا عَلَى مَالِهَا وَيُسِيءُ صُحْبَتَهَا فَلَا يَعْدِلُ فِي مَالِهَا، فَلْيَتَزَوَّجْ مَا طَابَ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهَا مَثْنَى وَثَلَاثَ وَرُبَاعَ»
 
فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ: وَاللَّهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ مَا قَالَ لِعَائِشَةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ الَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ.
86 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا ضَرَبَ خَادِمًا وَلَا امْرَأَةً»
 
قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَتْ زَيْنَبُ: مَا عَلِمْتُ وَلَا رَأَيْتُ إِلَّا خَيْرًا، قَالَتْ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالوَرَعِ. اهـ
87 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ يَتَتَبَّعُونَ بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ {{صل}}»
 
[[رواه البخاري]] ومسلم عن أبي الربيع.
88 - وَبِهِ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ وَيُخَفِّفُهُمَا»
 
89 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ {{صل}} ثُمَّ يَبْعَثُ بِهَا وَلَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُ الْحَرَامُ»
 
3- أخبرنا الشيخ أبو العز أحمد بن الله العكبري، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أخبرنا محمد بن أيوب السقطي، حدثنا داوود بن رشيد، حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف، عن [[سعيد بن جبير]] في قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} قال: نزلت في عائشة خاصة.
90 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «إِنَّ نُزُولَ الْأَبْطَحِ لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إِنَّمَا نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} لِأَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ»
 
91 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} لِإِهْلَالِهِ بِأَطْيَبَ مَا أَجِدُ»
 
4- أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، أخبرنا أبو طالب محمد بن علي الحربي، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون إملاء، نا محمد بن جعفر، نا أحمد بن عمر، نا [يزيد]، أنا زكريا بن زائدة، عن [[مجاهد]] في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}. قال: عذاب الدنيا الحدود، وفي الآخرة جهنم، قال يزيد: وهي لأصحاب عائشة، لم تنزل لهم توبة.
92 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ عَنْهُ»
 
93 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «وَاللَّهِ لَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَقَدْ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ: إِنْ عِنْدَنَا مِنْ مَالِ اللَّهِ شَيْءٌ إِلَّا صَيْقَلِيَّيْنِ كَانَا يُعَالِجَانِ سِلَاحَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَرْبَعَ لِقَاحٍ أَوْ خَمْسًا، فَإِذَا مُتُّ فَابْعَثُوا بِهَا إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا مَاتَ بَعَثُوا بِهَا إِلَى عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ شَقَّ عَلَى مَنْ بَعْدَهُ»
 
5- أخبرنا الشيخ أبو المظفر بن القشيري، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو نعيم الإسفرايني، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ومحمد بن حرب المدني قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي قال: وقال حسان بن ثابت الأنصاري ثم النجاري وهو يبرئ عائشة مما قيل فيها ويعتذر إليها في الشعر:
94 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُكْثِرْ فَإِنَّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ»
 
حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ ** وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
95 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِابْنِ الزُّبَيْرِ: «إِذَا أَنَا مُتُّ، فَادْفِنِّي مَوْضِعَ أَخِي بِالْبَقِيعِ» قَالَ: وَكَانَ فِي بَيْتِهَا مَوْضِعَ قَبْرٍ فَقَالَتْ: «لَا أَزْكَا بِهِ أَبَدًا»
 
حَلِيلَةُ خَيْرِ النَّاسِ دِينًا وَمَنْصِبًا ** نَبِيِّ الْهُدَى والْمَكْرُمَاتِ الْفَوَاضِلِ
96 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ»
 
عَقِيْلَةُ حَيٍّ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ** كِرَامِ الْمَسَاعِي مَجْدُهُم غَيْرُ زَائِلِ
97 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ {{صل}} كَانَ يَرْقِي أَوْ قَالَتْ: يُعَوِّذُ - شَكَّ عَبْدَةُ - فَيَقُولُ: «امْسَحِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفَاءُ لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ»
 
مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللهُ خِيمَهَا ** وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَاطِلِ
98 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «أُتِيَ النَّبِيُّ {{صل}} بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَيْهِ فَأَتْبَعَهُ الْمَاءُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ»
 
فَإِنْ كَانَ مَا قَدْ جَاءَ عَنِّي قُلْتُهُ ** فَلَا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي
99 - وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سَتَرَتْ عَلَى بَابِهَا بِسِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ خَيْلٍ، فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} فَنَزَعَتْهُ.
 
وَإِنَّ الَّذِي قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِلَائِطٍ ** بِهَا الدَّهْرَ بَلْ قَوْلُ امْرِءٍ بِي مَاحِلِ
100 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ {{صل}} عَنِ الْوِصَالِ» قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي»
 
فَكَيْفَ وَوُدِّي مَا حَيِيتُ وَنُصْرَتِي ** لِآلِ رَسُولِ اللّهِ زَيْنُ الْمَحَافِلِ
101 - وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ {{صل}} قَالَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي»
 
لَهُ رَتَبٌ عَالٍ عَلَى النّاسِ فَضْلُهَا ** تَقَاصَرَ عَنْهَا سَوْرَةُ الْمُتَطَاوِلِ
102 - وَبِهِ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ هِنْدَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَإِنَّهُ لَا يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَيَكْفِي بَنِيَّ إِلَّا أَنْ آخُذَ مِنْهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ {{صل}}: «خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَيَكْفِي بَنِيكِ بِالْمَعْرُوفِ»
 
[[تصنيف:مسندالمجلس عائشةالسادس لابنوالأربعون أبيمن داودأمالي ابن عساكر|*]]