الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سير أعلام النبلاء/الحجاج»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط استرجاع إلى آخر تعديل من قبل Lanhiaze
سطر 2:
 
'''الحجاج'''
النشأة
 
الحجاج أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا وكان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سافكا للدماء وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله فنسبه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله وله توحيد في الجملة ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء
ولد الحجاج بن يوسف الثقفي في الطائف عام الجماعة (41 هـ = 661م)، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيّاً شريفاً، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا. وأمه هي الفارعة بنت همام بن الصحابي عروة بن مسعود الثقفي، تزوجها الصحابي المغيرة بن شعبة ثم طلقها وندم، فتزوجها أبو الحجاج. حفظ الحجاج القرآن، ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل بالتعليم، مثل أبيه. وقد كان من أفصح الناس، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء: «ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج».
 
{{سير أعلام النبلاء}}
 
[[تصنيف:سير أعلام النبلاء|{{SUBPAGENAME}}]]
لقد كانت هذه الشخصيه المكان والمرتع الخصيب لاصحاب لاصحاب الشهوات واهل الاهواء فى الطعن على العصر الاموى بوصفه عصر سفك للدماء وتسلط الامراء،
ولقد كان لشخصيه الحجاج النصيب الاوفر من هذه التهم فالحجاج كان ضحيه المؤرخين الذين افتروا عليه شتى المفتريات تمشيا مع روح العصر الذى يكتبون فيه.
 
ونرى انه كلما ابتعدنا عن عصر الحجاج كثرت المفتريات والاباطيل.
 
ان من الانصاف ان يسجل المؤرخ لمن يؤرخ له ما اصاب فيه بمثل ما اخطاء واضعا قول الله سبحانه وتعالى : ( ولا يجرمنكم شنأن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى )، فان الحجاج نسجت حوله الخرافات بشكل يجعلها اقرب منها الى الاسطوره ، نعم فقد كان الحجاج كما قال الحسن البصرى : ان الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بايديكم ولكن عليكم بالتضرع والاستكانه فانه تعالى قال: ( ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ).
 
 
فالحجاج كان من الولاه الذين اشتهرو بالظلم والقسوه فى المعامله وهى شده كان للظروف التى تولى فيها هى السبب الرئسى لها فى ان يكون بهذه الصفه فثورات الخوارج المتتاليه التى انهكت الدوله الامويه والفتن الداخليه كان للحجاج الفضل بعد الله فى القضاء عليها وهذه لا ينكرها احد حتى الاعداء ولا ننسى ثوره ابن الاشعث التى كادت ان تودى بالدوله الامويه وتقضى على الخلافه..
 
 
هذا الى جانب فتن الخوارج بجميع فرقها من ازارقه..
 
هذ ولا ينكر احد ان الحجاج كانت له اليد البيضاء فى كثير من الفتوح الاسلاميه قى المشرق اذ ارسل الجيوش المتتابعه وارسل اليها القاده الاكفاء الذين ولاهم الحجاج خراسان وعهد اليهم بمواصله الفتح وحركه الجهاد فابلوا بلاء حسنا ونجحوا فى فتح العديد من النواحى والممالك والمدن الحصينه مثل بلخ وبيكند وبخارى وشومان وكش والطالقان وخوارزم وكاشان وفرغانه والشاش وكاشغر على حدود الصين ..
كما بعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفى لفتح بلاد السند وكان شابا صغير السن لا يتجاوز العشرين من عمره ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدره نجح فى خلال فتره قصيره لا تزيد عن خمس سنوات ان يفتح مدن وادى السند، وكتب الى الحجاج يستاذنه فى فتح قنوج اعظم امارات الهند التى كانت تمتد بين السند والبنغال ، فاجابه الى طلبه وشجعه على المضى وكتب إليه: ( سر فانت أمير ما افتتحته) وكتب الى قتيبه بن مسلم عامله على خراسان يقول له: ( ايكم سبق الى الصين فهو عامل عليها)..
 
 
وفى الفتره التى تولاها الحجاج فى العراق قام بجهود اصلاحيه عظيمه ولم تشغله الفتره الاولى من ولايته عن القيام بها ، وشملت هذد الاصلاحات النواحى الاجتماعيه والاداريه والصحيه وغيرها، فامر بعدم النوح على الموتى ، وقتل الكلاب الضالة ، ومنع التبول فى الطرقات والتغوط فى الاماكن العامة ، ومنع بيع الخمور ، وامر بإهراق ما يوجد منها، وعندما قدم للعراق لم يكن لانهاره جسور فأمر ببنائها، وإنشاء عده صهاريج بالقلاب من البصره لتخزين مياه الامطار ، وكان يامر بحفر الابار فى المناطق المقطوعه عن العمران لتوفير مياه الشرب للمسافرين ..
 
 
ومن اعماله الخالدة الى اليوم بناء مدينه واسط..
 
وكان الحجاج يدقق فى اختيار ولاته وعماله من ذوى القدره والكفايه ويراقب اعمالهم ، وقد اسفرت سياسته الحازمه عن اقرار الامن الداخلى والضرب على يدى اللصوص وقطاع الطرق ..
 
ويذكر التاريخ للحجاج انه ساعد فى تعريب الدواويين واصلاح الزراعه، واهتم بالفلاحين واقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التى تقوم بمهمات الحرث وذلك ليعينه على الاستمرار فى الزراعه..
 
ومن اجل الاعمال التى تنسب الى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف واعجامه بوضع علامات الاعراب على كلماته ، وذلك بعد ان انتشر التصحيف فى كلماته، فقام نصر بن عاصم بهذه المهمه ونسب اليه تجزئه القران الى ثلث وربع الخ..
 
اختلف المورخون القدماء والمحدثون فى تاريخ الحجاج بين مدح وذم وتاييد لسياسته ومعارضه لها ، ولكن الحكم عليه دون دراسه عصره المشحون بالفتن والقلائل ، ولجوء خصومه الى السيف للتعبير عن معارضتهم لسياسته امر محفوف بالمزالق ويؤدى الى نتيجه غير موضوعيه بعيده عن الامانه والنزاهه..
 
ولا يختلف احد فى انه اتبع اسلوبا حازما مبالغا فيه واسرف فى قتل الخارجين على الدوله ، وهو الامر الذى ادانه اكثر المؤرخين ولكن هذه السياسه هى التى ادت الى الاستقرار واقرت الامن فى مناطق الفتن والقلاقل والتى عجز الولاه من قبله عن التعامل معها..
 
ويقف ابن كثير فى مقدمه المؤرخين الذين حاولوا انصاف الحجاج فيقول : ( إن اعظم ما نقم على الحجاج وصح من افعاله سفك الدماء وكفى به عقوبه عند الله ، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحه اعطاء المال لاهل القران فكان يعطى على القران كثيرا ، ولما مات لم يترك سوى 300 درهم).