الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دلائل الإعجاز - الجزء الأول»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
OKBOT (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي. 37 كلمة مستهدفة حالياً.
لا ملخص تعديل
سطر 135:
وما أنا أسقمت جسمي به ولا أنا أضرمت في القلب نارا المعنى كما لا يخفي على أن السقم ثابت موجود وليس القصد بالنفي إليه ولكن إلى أن يكون هو الجالب له ويكون قد جره إلى نفسه ومثله في الوضوح قوله طويل وما أنا وحدي قلت ذا الشعر كله الشعر مقول على القطع والنفي لأن يكون هو وحده القائل له وهاهنا أمران يرتفع معهما الشك في وجوب هذا الفرق ويصير العلم به كالضرورة أحدهما أنه يصح لك أن تقول ما قلت هذا ولا قاله أحد من الناس وما ضربت زيدا ولا ضربه أحد سواي ولا يصح ذلك في الوجه الآخر فلو قلت ما أنا قلت هذا ولا قاله أحد من الناس وما أنا ضربت زيدا ولا ضربه أحد سواي كان خلفا من القول وكان في التناقض بمنزلة أن تقول لست الضارب زيدا أمس فتثبت أنه قد ضرب ثم تقول من بعده ما ضربه أحد من الناس ولست القائل ذلك فتثبت أنه قد قيل ثم تجيء فتقول وما قاله أحد من الناس والثاني من الأمرين أنك تقول ما ضربت إلا زيدا فيكون كلاما مستقيما ولو قلت ما أنا ضربت إلا زيدا كان لغوا من القول وذلك لأن نقض النفي بإلا يقتضي أن تكون ضربت زيدا وتقديمك ضميرك وإيلاؤه حرف النفي يقتضي نفي أن تكون ضربته فهما يتدافعان فاعرفه ويجيء لك هذا الفرق على وجهه في تقديم المفعول وتأخيره فإذا قلت ما ضربت زيدا فقدمت الفعل كان المعنى أنك قد نفيت أن يكون قد وقع ضرب منك على زيد ولم تعرض في أمر غيره لنفي ولا إثبات وتركته مبهما محتملا وإذا قلت ما زيدا ضربت فقدمت المفعول كان المعنى على أن ضربا وقع منك على إنسان وظن أن ذلك الإنسان زيد فنفيت أن يكون إياه فلك أن تقول في الوجه الأول ما ضربت زيدا ولا أحدا من
الناس وليس لك في الوجه الثاني فلو قلت ما زيدا ضربت ولا أحدا من الناس كان فاسدا على ما مضى في الفاعل ومما ينبغي أن تعلمه أنه يصح لك أن تقول ما ضربت زيدا ولكني أكرمته فتعقب الفعل المنفي بإثبات فعل هو ضده ولا يصح أن تقول ما زيدا ضربت ولكني أكرمته وذاك أنك لم ترد أن تقول لم يكن الفعل هذا ولكن ذاك ولكنك أردت أنه لم يكن المفعول هذا ولكن ذاك فالواجب إذا أن تقول ما زيدا ضربت ولكن عمرا وحكم الجار مع المجرور في جميع ما ذكرنا حكم المنصوب فإذا قلت ما أمرتك بهذا كان المعنى على نفي أن تكون قد أمرته بذلك ولم يجب أن تكون قد أمرته بشيء آخر وإذا قلت ما بهذا أمرتك كنت قد أمرته بشيء غيره التقديم والتأخير في الخبر المثبت واعلم أن هذا الذي بان لك في الاستفهام والنفي من المعنى في التقديم قائم مثله في الخبر المثبت فإذا عمدت إلى الذي أردت أن تحدث عنه بفعل فقدمت ذكره ثم بنيت الفعل عليه فقلت زيد قد فعل وأنا فعلت وأنت فعلت اقتضى ذلك أن يكون القصد إلى الفاعل إلا أن المعنى في هذا القصد ينقسم قسمين أحدهما جلي لا يشكل وهو أن يكون الفعل فعلا قد أردت أن تنص فيه على واحد فتجعله له وتزعم أنه فاعله دون واحد آخر أو دون كل أحد ومثال ذلك أن تقول أنا كتبت في معنى فلان وأنا شفعت في بابه تريد أن تدعي الانفراد بذلك والاستبداد به وتزيل الاشتباه فيه وترد على من زعم أن ذلك كان من غيرك أو أن غيرك قد كتب فيه كما كتبت ومن البين في ذلك قولهم في المثل أتعلمني بضب أنا حرشته والقسم الثاني أن لا يكون القصد إلى الفاعل على هذا المعنى ولكن على أنك أردت أن تحقق على السامع أنه قد فعل وتمنعه من الشك فأنت لذلك تبدأ بذكره وتوقعه
 
[[تصنيف:عبد القادر الجرجاني]]