الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إحياء علوم الدين/كتاب آداب الأكل/الباب الأول»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
صفحة جديدة: {{لا فهرس}} {{ترويسة |عنوان=إحياء علوم الدين |مؤلف= أبو حامد الغزالي |باب=<br>[[إحياء علوم الدين/كتاب ...
 
طلا ملخص تعديل
سطر 17:
 
 
===القسم الأول===
 
===في الآداب التي تتقدم على الأكل===
==القسم الأول==
 
==في الآداب التي تتقدم على الأكل==
 
 
وهي سبعة:
السطر 54 ⟵ 51:
 
 
===القسم الثاني===
===في آداب حالة الأكل===
 
==في آداب حالة الأكل==
 
وهو أن يبدأ ب "بسم الله" في أوله وب "الحمد لله" في أخره. ولو قال مع كل لقمة "بسم الله" فهو حسن حتى لا يشغله الشره عن ذكر الله تعالى. ويقول مع القمة الأولى "بسم الله الرحمن الرحيم" ومع الثالثة "بسم الله الرحمن الرحيم" ويجهر به ليذكر غيره. ويأكل باليمنى ويبدأ بالملح ويختم به ويصغر اللقمة ويجود مضغها وما لم يبتلعها لم يمد اليد إلى الأخرى فإن ذلك عجلة في الأكل وأن لا يذم مأكولاً "كان صلى الله عليه وسلم لا يعيب مأكولاً كان إذا أعجبه أكله وإلا يتركه" وأن يأكل مما يليه إلا الفاكهة فإن له أن يجيل يده فيها قال صلى الله عليه وسلم "كل مما يليك" ثم كان صلى الله عليه وسلم يدور على الفاكهة، فقيل له في ذلك فقال "ليس هو نوعاً واحداً" وأن لا يأكل من دورة القصعة ولا من وسط الطعام بل يأكل من استدارة الرغيف إلا إذا قل الخبز فيكسر الخبز ولا يقطع بالسكين ولا يقطع اللحم أيضاً فقد نهى عنه وقال " انهشوه نهشاً" ولا يضع على الخبز ولا غيرها إلا ما يأكل به قال صلى الله عليه وسلم "أكرموا الخبز فإن الله تعالى أنزله من بركات السماء" وال يمسح يده بالخبز. وقال صلى الله عليه وسلم "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط ما كان بها من أذى ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" ولا ينفخ في الطعام الحار فهو منهي عنه بل يصبر إلى إن يسهل أكله ويأكل من التمر وتراً سبعاً أو إحدى عشرة أو إحدى وعشرين أو ما اتفق ولا يجمع بين التمر والنوى في طبق ولا يجمع في كفه بل يضع النواة من فيه على ظهر كفه ثم يلقيها، وكذا كل ما له عجم وثفل. وأن لا يكثر الشرب في أثناء الطعام إلا إذا غص بلقمة أو صدق عطشه فقد قيل إن ذلك مستحب في الطب وإنه دباغ المعدة.
 
 
 
وأما الشرب؛ فأدبه أن يأخذ الكوز بيمينه ويقول "بسم الله" ويشربه مصاً لا عباً قال صلى الله عليه وسلم "مصوا الماء مصاً ولا تعبوه عباً فإن الكباد من العب" ولا يشرب قائماً ولا مضطجعاً فإنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائماً وروي أنه صلى الله عليه وسلم شرب قائما ولعله لعذر. ويراعي أسفل الكوز حتى لا يقطر عليه وينظر في الكوز قبل الشرب ولا يتجشأ ولا يتنفس في الكوز بل ينحيه عن فمه بالحمد ويرده بالتسمية. وقد قال صلى الله عليه وسلم بعد الشرب "الحمد لله الذي جعله عذباً فراتاً برحمته ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا" والكوز وكل ما يدار على القوم يدار يمنة وقد شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبناً وأبو بكر رضي الله عنه على يمينه شماله وأعرابي عن يمينه وعمر ناحيته فقال عمر رضي الله عنه" أعط أبا بكر فناول الأعرابي وقال الأيمن فالأيمن ويشب في ثلاثة أنفاس يحمد الله في أواخرها ويسمي الله في أوائلها ويقول في آخر النفس الأول "الحمد لله" وفي الثاني يزيد "رب العالمين" وفي الثالث يزيد "الرحمن الرحيم" فهذا قريب من عشرين أدباً في حالة الأكل والشرب دلت عليه الأخبار والآثار.
 
===القسم الثالث===
 
===ما يستحب بعد الطعام===
 
==القسم الثالث==
 
==ما يستحب بعد الطعام==
 
وهو أن يمسك قبل الشبع ويلعق أصابعه ثم يمسح بالمنديل ثم يغسلها ويلتقط فتات الطعام قال صلى الله عليه وسلم "من أكل ما يسقط من المائدة عاش في سعة وعوفي في ولده" ويخلل ولا يبتلع كل ما يخرج من بين أسنانه بالخلال إلا ما يجمع من أصول أسنانه بلسانه أما المخرج بالخلال فيرميه وليتمضمض بعد الخلال ففيه أثر عن أهل البيت عليهم السلام. وأن يلعق القصعة ويشرب ماءها. ويقال: من لعق القصعة وغسلها وشرب ماءها كان له عتق رقبة. وأن التقاط الفتات مهور الحور العين وأن يشكر الله تعالى بقلبه على ما أطعمه فيرى الطعام نعمة منه قال الله تعالى "كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله" ومهما أكل حلالاً قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتنزل البركات اللهم أطعمنا طيباً واستعملنا صالحاً". وإن أكل شبهة فليقل: "الحمد لله على كل حال اللهم لا تجعله قوة لنا على معصيتك،ويقرأ بعد الطعام قل هو الله أحد ولإيلاف قريش. ولا يقوم عن المائدة حتى ترفع أولاً فإن أكل طعام الغير فليدع له وليقل: اللهم أكثر خيره وبارك له فيما رزقته ويسر له أن يفعل فيه خيراً وقنعه بما أعطيته واجعلنا وإياه من الشاكرين. وإن أفطر عند قوم فليقل: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة. وليكثر الإستغفار والحزن على ما أكل من شبهة ليطفئ بدموعه وحزنه حر النار التي تعرض لها لقوله صلى الله عليه وسلم "كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به" وليس من يأكل ويبكي كمن يأكل ويلهو. ولقل إذا أكل لبناً: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وزدنا منه فإن أكل غيره قال: "اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيراً منه"، فذلك الدعاء مما خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن لعموم نفعه. ويستحب عقب الطعام أن يقول: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا سيدنا ومولانا كافي من كل شيء ولا يكفى منه شيء أطعمت من جوع وآمنت من خوف فلك الحمد آويت من يتم وهديت من ضلالة وأغنيت من عيلة فلك الحمد حمداً كثيراً دائماً طيباً نافعاً مباركاً فيه كما أنت أهله ومستحقه اللهم أطعمنا طيباً فاستعملنا صالحاً واجعله عوناً لنا عن طاعتك ونعوذ بك أن نستعين به على معصيتك"، وأما غسل اليدين بالأشنان فيكفيه أن يجعل الأشنان في كفه اليسرى ويغسل الأصابع الثلاث من اليمنى أول، ويضرب أصابعه على الأشنان اليابس فيمسح به شفتيه، ثم ينعم غسل الفم بإصبعه ويدلك ظاهر أسنانه وباطنها والحنك واللسان، ثم يغسل أصابعه من ذلك بالماء ثم يدلك ببقية الأشنان اليابس أصابعه ظهراً وبطناً ويستغني بذلك عن إعادة الأشنان إلى الفم وإعادة غسله.