الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مفتاح دار السعادة 2»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
صفحة جديدة: مفتاح دار السعادة وتهفو نحوها كما اختص من الرجال من خصه بكرامته وأتم عليه نعمته ووضع عليه محبت...
 
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 1:
[[مفتاح دار السعادة]]
 
وتهفو نحوها كما اختص من الرجال من خصه بكرامته وأتم عليه نعمته ووضع عليه محبته منه فأحبه وحببه الى ملائكته وعباده المؤمنين ووضع له القبول في الارض بينهم وإذا تأملت البقاع وجدتها تشقى كما تشقى الرجال وتسعد فدع عنك الجبل الفلاني وجبل بني فلان وجبل كذا خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل هذا وانها لتعلم ان لها موعدا ويما تنسف فيها نسفا وتصير كالعهن من هوله وعظمه فهي مشفقة من هول ذلك الموعد منتظرة له وكانت ام الدرداء رضى الله عنها إذا سافرت فصعدت على جبل تقول لمن معها اسمعت الجبال ما وعدها ربها فيقال ما اسمعها فتقول ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا فهذا حال الجبال وهي الحجارة الصلبة وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها وعظمته وقد اخبر عنها فاطرها باريها انه لو انزل عليها كلامه لخشعت ولتصدعت من خشية الله في عجبا من مضغة لحم اقسى من هذه الجبال تسمع آيات الله تتلى عليها ويذكر الرب تبارك وتعالى فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب فليس بمستنكر على الله عز وجل ولا يخالف حكمته ان يخلق لها نارا تذيبها إذ لم تلن بكلامه وذكره وزواجره ومواعظه فمن لم يلن لله في هذه الدار قلبه ولم ينب اليه ولم يذبه بحبه والبكاء من خشيته فليتمتع قليلا فان امامه الملين الاعظم وسيرد الى عالم الغيب والشهادة فيرى ويعلم
عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا فهذا حال الجبال وهي الحجارة الصلبة وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها وعظمته وقد اخبر عنها فاطرها باريها انه لو انزل عليها كلامه لخشعت ولتصدعت من خشية الله في عجبا من مضغة لحم اقسى من هذه الجبال تسمع آيات الله تتلى عليها ويذكر الرب تبارك وتعالى فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب فليس بمستنكر على الله عز وجل ولا يخالف حكمته ان يخلق لها نارا تذيبها إذ لم تلن بكلامه وذكره وزواجره ومواعظه فمن لم يلن لله في هذه الدار قلبه ولم ينب اليه ولم يذبه بحبه والبكاء من خشيته فليتمتع قليلا فان امامه الملين الاعظم وسيرد الى عالم الغيب والشهادة فيرى ويعلم
فصل ولما اقتضت حكمته تبارك وتعالى ان جعل من الارض السهل والوعر
 
السطر 20 ⟵ 19:
 
كالسعف والفخار وكانت تتعطل المصلحة التي وضعا لاجلها وكانت كثرتهما جدا سبب تعطل الانتفاع بهما فانه لا يبقى لهما قيمة ويبطل كونهما قيما لنفائس الاموال والمعاملات وارزاق المقاتلة ولم يتسخر بعض الناس لبعض إذ يصير الكل ارباب ذهب وفضة فلو اغنى خلقه كلهم لأفقرهم كلهم فمن يرضى لنفسه بامتهانها في الصنائع التي لا قوام للعالم الا بها فسبحان من جعل عزتهما سبب نظام العالم ولم يجعلهما في العزة كالكبريت الاحمر الذي لا يوصل اليه فتفوت المصلحة بالكلية بل وضعهما وانبتهما في العالم بقدر اقتضه حكمته ورحمته ومصالح عباده وقرأت بخط الفاضل جبريل بن روح الانباري قال اخبرني بعض من تداول المعادن انهم اوغلوا في طلبها الى بعض نواحي الجبل فانتهوا الى موضع وإذا فيه امثال الجبال من الفضة ومن دون ذلك واد يجرى متصلبا بماء غزير لا يدرك ولا حيلة في عبوره فانصرفوا الى حيث يعملون ما يعبرون به فلما هيئوه وعادوا راموا طريق النهر فما وقفوا له على اثر ولا عرفوا الى اين يتوجهون فانصرفوا آيسين وهذا احد ما يدل على بطلان صناعة الكيمياء وانها عند التحقيق زغل وصبغة لا غير وقد ذكرنا بطلانها وبينا فسادها من اربعين وجها في رسالة مفردة والمقصود ان حكمة الله تعالى اقتضت عزة هذين الجوهرين وقتلهما بالنسبة الى الحديد والنحاس والرصاص لصلاح امر الناس واعتبر ذلك بأنه إذا ظهر الشيء الظريف المستحسن مما يحدثه الناس من الامتعة كان نفيسا عزيزا ما دام فيه قلة وهو مرغوب فيه فإذا فشى وكثر في ايدي الناس وقدر عليه الخاص والعام سقط عندهم وقلت رغباتهم فيه ومن هذا قول القائل نفاسه الشيء من عزته ولهذا كان ازهد الناس في العالم اهله وجبرانه وارغبهم فيه البعداء عنه
 
فصل وتأمل الحكمة البديعة في تيسيره سبحانه على عباده ما هم احوج
 
سطر 2٬656:
 
(2/330)
 
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=26&book=493
 
[[تصنيف:كتب إسلامية]]
[[تصنيف:ابن القيم]]