الفرق بين المراجعتين لصفحة: «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق/الإقليم الثاني/الجزء السادس»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
صفحة جديدة: {{ترويسة| |عنوان=نزهة المشتاق في اختراق الآفاق |مؤلف= الإدريسي |باب=<br>الإقليم الثاني - الجزء السا...
 
ط تصنيف using AWB
سطر 33:
 
ومن قلهات على الساحل إلى مدينة صحار مئتا ميل وبقرب منها على الساحل قرية دما وهي قرية يكون في الشتاء عامرها قليلاً ومعايشها كاسدة وتصرف أهلها قليل وأما في الصيف فإنها تكون كالمدينة العامرة لأن بها مغاص اللؤلؤ الجيد جداً وهي مشهورة بجيد اللؤلؤ المستخرج بها.
 
 
ومن مسقط إلى صحار وهما مدينتا عمان أربع مائة وخمسون ميلاً لا ساكن بها ومدينة صحار على ضفة البحر الفارسي وهي أقدم مدن عمان وأكثرها أموالاً قديماً وحديثاً ويقصدها في كل سنة من تجار البلاد ما لا يحصى عددهم وإليها يجلب جميع بضائع اليمن ويتجهز منها بأنواع التجارات وأحوال أهلها واسعة ومتاجرهم مربحة وبها نخل كثير ومن الفواكه الموز والرمان والسفرجل وكثير من الثمار العجيبة الطيبة وكان في القديم من الزمان تسافر منها مراكب الصين فانقطع ذلك وسبب انقطاع السفر من مدينة عمان أن في وسط بحر فارس مما يقابل مسقط جزيرة تسمى جزيرة كيش وهي جزيرة مربعة طولها اثنا عشرة ميلاً في عرض اثني عشرة ميلاً وفيها مدينة كيش فوليها عامل من اليمن فحصنها وأحسن إلى أهلها وعمرها وأنشأ بها أسطولاً فغزا به يلاد اليمن الساحلية فأضر بالمسافرين والتجار ولم يترك لأحد مالاً وأضعف البلاد وانقطع بذلك السفر من عمان وعاد إلى عدن وصاحب جزيرة كيش يغزو بهذا الأسطول مدينة الرانج ويصل إلى بلاد القامرون وأهل الهند يخافونه ويهابون شره ويواسونه بالمراكب المسماة المشعيات وقد ذكرناها في بلاد الهند وحكينا عمن أخبرنا بها أن هذه المشعيات يكون طول المركب منها طول الغراب الكامل من عود واحد يجذف فيه مائتا رجل وأخبر مخبر في وقت هذا التأليف أن عند صاحب مدينة كيش من هذه المراكب المسماة بالمشعيات خمسون مركباً كل واحد منها من قطعة واحدة وعنده من سائر المراكب الملفقة جملة عديدة وهو الآن على هذه الحال يغزو ويسبي وعنده أموال كثيرة وليس لأحد به طاقة وبمدينة كيش زروع وأغنام وأبقار وكروم وفيها مغايص اللؤلؤ الجيد ومن صحار إلى هذه الجزيرة مجريان ويحاذي هذه الجزيرة من بلاد اليمن مسقط وبينهما مجرى ومن ساحل كرمان التيزوشط.
السطر 72 ⟵ 71:
 
نجز الجزء السادس من الإقليم الثاني والحمد لله ويتلوه الجزء السابع منه إن شاء الله تعالى.
 
[[تصنيف:نزهة المشتاق]]