الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هداية الحيارى/فصل: تاريخ المجامع النصرانية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
صفحة جديدة: __لافهرس__ {{ترويسة |عنوان= هداية الحيارى |مؤلف= ابن القيم |سابق= → [[../اختلاف فرقهم المشهورة في شخص...
 
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 9:
 
===فصل تاريخ المجامع النصرانية===
في ذكر استنادهم في دينهم إلى أصحاب ((المجامع)) الذين كفر بعضهم بعضا، وتلقيهم أصول دينهم عنهم، ونحن نذكر الآن الأمر كيف ابتدأ وتوسط وانتهى، حتى كأنك تراه عيانا.
 
كان الله سبحانه قد بشر بالمسيح على ألسنة أنبيائه من لدن موسى إلى زمن داود ومن بعده من الأنبياء، وأكثر الأنبياء تبشيرا به داود، وكانت اليهود تنتظره وتصدق به قبل مبعثه فلما بعث كفروا به بغيا وحسدا، وشردوه في البلاد، وطردوه وحبسوه وهموا بقتله مرارا إلى أن أجمعوا على القبض عليه وعلى قتله، فصانه الله وأنقذه من أيديهم ولم يهنه بأيديهم، وشبه لهم بأنهم صلبوه، ولم يصلبوه، كما قال تعالى:
سطر 47:
ثم ولي بعده آخر وأثار على النصارى بلاء شديدا وحربا طويلا، ووقع في أيامه قحط شديد كاد الناس أن يهلكوا، فسألوا النصارى أن يبتهلوا إلى إلههم فدعوا وابتهلوا إلى الله، فمطروا وارتفع عنهم القحط والوباء.
 
قال [[w:ابن البطريق|ابن البطريق]]: وفي زمانه كتب بترك الإسكندرية إلى أسقف بيت المقدس وبترك أنطاكية وبترك رومية في كتاب فصح النصارى وصومهم، وكيف يستخرج من فصح اليهود، فوضعوا فيها كتبا على ما هي اليوم. قال: وذلك أن النصارى كانوا بعد صعود المسيح إذا عيدوا عيد الغطاس من الغد يصومون أربعين يوما ويفطرون كما فعل المسيح، لأنه لما اعتمد بالأردن خرج إلى البرية فأقام بها أربعين يوما، وكان النصارى إذا أفصح اليهود عيدوا هم الفصح، فوضع هؤلاء البتاركة حسابا للفصح ليكون فطرهم يوم الفصح، وكان المسيح يعيد مع اليهود في عيدهم، واستمر على ذلك أصحابه إلى أن ابتدعوا تغيير الصوم، فلم يصوموا عقيب الغطاس بل نقلوا الصوم إلى وقت لا يكون عيدهم مع اليهود.
 
ثم مات ذلك الملك وقام بعده آخر، وفي زمنه كان جالينوس وفي زمنه ظهرت الفرس، وغلبت على بابل وآمد وفارس.