الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجلة البيان للبرقوقي/العدد 60/أحدث مدهشات التلغراف اللاسلكي»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
استيراد تلقائي للمقالات
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ 20:59، 23 مايو 2015

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 60/أحدث مدهشات التلغراف اللاسلكي

مجلة البيان للبرقوقي - العدد 60
أحدث مدهشات التلغراف اللاسلكي
ملاحظات: بتاريخ: 15 - 8 - 1921



من ذا الذي لا يدهش حينما يسمع أنه أصبح من الممكن استعمال التلغراف اللاسلكي في الطباعة؟! ومن ذا الذي لا يأخذ منه العجب كلما مأخذ وقت ما يصل إليه أنه غدا لجهاز (مركوني) قدرة على تكوين السحب وإنزال المطر؟! وأنه صار من الميسور أن تؤخذ به الصور الفوتوغرافية، وتنقل به الأصوات بل وترسل بواسطة أنغام فرقة موسيقية برمتها من مكان إلى أخر، مهما عظم بعده وترامت مسافته؟!.

حقا إن ذلك لمن أعجب العجب، وقد يخيل لكثير أن هذه أخبار تسرد لمجرد التفكه والتسلية. وإنها أشياء لا يقبلها العقل ولا تقرها الحقيقة. . ولكن الفنيين يؤمنون بها ولا يرون فيها مستحيلا، علما منهم بأنه لا حد لما يحدثه وسيحدثه التلغراف اللاسلكي من المدهشات والعجائب.

أما استخدام التلغراف اللاسلكي في الطباعة فيعزى فضله إلى (المستر ف. ج كريد) الذي اخترع آلة يمكن بواسطتها أن يكتب المرء - بكيفية خاصة طبعا الرسالة التي يود إبراقها. فتلقى عند محطة الاستلام مطبوعة بحروف المعتادة. ذلك إلى السرعة الفائقة في الكتابة فقد استطاعوا الآن أن يتراسلوا بسرعة.

أعجوبة تكون الأمطار

هذه حقيقة، هي أعجوبة من أعاجيب الاختراع ومدهشة من مدهشات الاستنباط والابتكار. . . . كانت فكرة تكون الأمطار الشغل الشاغل لخبير من الخبراء بأسرار اللاسلكية في أستراليا اسمه (المستر بالسيلي) وبعد درس طويل وبحث دقيق وتجارب عديدة أعلن أخيرا أنه تمكن من إنزال المطر في وقت كانت في السماء صافية تمام الصفاء. . . وقد أجرى المستر بالسيلي هذا تجربة استعمل فيها أجهزته الخاصة. وما هي إلا ست ساعات تمضي على ابتداء العمل حتى ترى السحاب أخذ يتكون شيئا فشيئا ثم يتساقط بعد ذلك مطراً.

أما التصوير اللاسلكي. فأول من استنبطه عالم من كيار العلماء الالمان يدعى (بيلين) ولما كانت الألعاب الأولمبية، ذهب فشاهدها ثم أرسل صورها بجهاز له من مدينة إنثورب إلى باريس.

والصور الفوتوغرافية ترسل كذلك بواسطة التلغراف المعتاد. وللمستر (بيلين) جهاز لذ الغرض أيضا. وسيستعمل للقريب العاجل في المسائل القضائية. فإذا فر منه مثلا أحد المتهمين أوالمحكوم عليهم أمكن إرسال (بصمة) إصبعه إلى جميع الأنحاء التي يظن أنمه لجأ إليها. وبذلك يسهل القبض عليه.

إرشاد السفن في الضباب

وكذلك أصبح التلغراف اللاسلكي يستخدم في إرشاد البواخر في عرض البحار، وإن (المحطة الكبرى) الموجودة الآن في (برج إيفل تلعب الآن دورا هاما في ذلك اصدد. فهي ترسل إشارات خاصة يتسنى للربان بواسطتها أن يضبط (الكرونومتر) الذي أمامه إلى درجة عظيمة من الدقة وضبط (الكرونومتر) هومن الأهمية في تسيير البواخر إلى حد أنه إذا فسد يقع الربان في حيرة وارتباك.

وإذا تكاثف الضباب، وضلت في ظلامه سفينة من السفن أمكنها أيضاً أن تعرف مكانها بالتحقيق وذلك بمواصلات لاسلكية بينها وبين محطات أنشئت خاصة لتعين اتجاهات السفن ويوجد الآن منها كثير على شواطئ انجلتره وغيرها من الممالك.

ومن ناحية نقل الأصوات وإبراق الأنغام فحسبنا أن نعرف أن الحفلات اللاسلكية أضحت من الأشياء مألوفة في كثير من الممالك الراقية!!

حقا كل هذا عجيب غريب وإن الإنسان ليسأل نفسه (وماذا بعد ذلك؟) ولكن المستقبل وحده الكفيل بالإجابة.