الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المقتبس من أنباء الأندلس»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{تصفحية
|<big>المقتبس من أنباء الأندلس</big>
|[[مؤلف:ابن حيان القرطبي|ابن حيان القرطبي]]
|
| [[ويكي مصدر:كتب مصورة]]
|
|
}}
{{ويكيبيديا}}
 
 
=== سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ===
فيها تقلب موسى بن موسى القسوي عن الطاعة، وأعند بتحامل عبد االله بن كليب عامل الثغر عليه، ومد يده إلى بعض أمواله، فأحفظه ذلك، وهاج حميته، وتحرك إلى تطيلة، وابن كليب داخلها، فطمع أن ينتهز منه فرصة، فاحتجز عنه عبد االله بحصانتها، ولم يؤته حربا ً، واستغاث بالأمير عبد الرحمن، فأخرج إليه ابنه محمدا ً بالصائفة، وقاد معه محمد بن يحيى بن خالد، فاحتل عليه محمد بالجيوش، فأذعن موسى، واعترف بالذنب، وسأل العفو، فسارع الولد محمد إلى إجابته وتطمينه وإقراره على حاله، وتقدم بالصائفة إلى بنبلونه فجال بأرضها وأداخلها، ونكأ العدو أبرح نكاية.
المقتبس من أنباء الأندلس ابن حيان القرطبي
 
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
فيها تقلب موسى بن موسى القسوي عن الطاعة، وأعند بتحامل عبد االله بن كليب عامل الثغر عليه، ومد يده إلى بعض أمواله، فأحفظه ذلك، وهاج حميته، وتحرك إلى تطيلة، وابن كليب داخلها، فطمع أن ينتهز منه فرصة، فاحتجز عنه عبد االله بحصانتها، ولم يؤته حربا ً، واستغاث بالأمير عبد الرحمن، فأخرج إليه ابنه محمدا ً بالصائفة، وقاد معه محمد بن يحيى بن خالد، فاحتل عليه محمد بالجيوش، فأذعن موسى، واعترف بالذنب، وسأل العفو، فسارع الولد محمد إلى إجابته وتطمينه وإقراره على حاله، وتقدم بالصائفة إلى بنبلونه فجال بأرضها وأداخلها، ونكأ العدو أبرح نكاية.
وفيها عزله الأمير عبد الرحمن حارث بن بزيع عن طليطلة في شوال منها، وولاها محمد بن السليم.
وفيها كان القحط الذي عم الأندلس، فهلكت المواشي، واحترقت الكروم، وكثر الجراد، فزاد في ااعة وضيق المعيشة.
وفيها استأمن غليالم بن برناط بن غليالم، أحد عظماء قوامس إفرنجة على الأمير عبد الرحمن بقرطبة ،فأكرمه وأحسن إليه وإلى أصحابه، وصرفه معهم إلى الثغر لمغاورة الملك لذويق بن قارله بن ببين صاحب الفرنجة، وكانت بينه وبين قواد لذويق وقائع ظهر عليهم فيها، وأعانه عمال الثغر، فأثخن العدو، وأقام بمكانه ظاهرا ً على من انتقض عليهم من أمته مدة، وكتبه إلى الأمير متصلة.
 
سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
=== سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ===
فيها في شعبان منها عزل الأمير عبد الرحمن محمد بن السليم عن طليطلة، وولاها بعده أيوب بن السليم.
 
سنة أربع وثلاثين ومائتين
=== سنة أربع وثلاثين ومائتين ===
فيها غزا بالصائفة المنذر بن الأمير عبد الرحمن، وقاد عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني، ودبرا الوزير يحيى بن خالد.
وفيها أغزى الأمير عبد الرحمن أسطولا ً من ثلاثمائة مركب إلى أهل جزيرتي ميورقة ومنورقة، لنقضهم العهد، وإضرارهم بمن يمر إليهم من مراكب المسلمين، ففتح االله للمسلمين عليهم، وأظفرهم م، فأصابوا سباياهم، وفتحوا أكثر جزائرهم، وأنفذ الأمير فتاة شنظير الخصي إلى ابن ميمون عامل بلنسية، ليحضر تحصيل الغنائم ويقبض الخمس، وكان قد صالح بعض أهل تلك الحصون على ثلث أموالهم وأنفسهم ،وأحصيت ربعهم وأموالهم، وقبض ما عليه صولحوا.
تحصيل الغنائم ويقبض الخمس، وكان قد صالح بعض أهل تلك الحصون على ثلث أموالهم وأنفسهم ،وأحصيت ربعهم وأموالهم، وقبض ما عليه صولحوا.
وفيها ظهر غليالم بن برناط بن غليالم النازع إلى الأمير عبد الرحمن، القادم إلى باب سدته في سنة اثنتين
وثلاثين ومائتين على من حاده من أمته أهل إفرنجة، الذي نصبه الأمير عبد الرحمن لمغاورم وأمده بقوته ،فاقتحم عليهم بلده في جمعه، فقتل وسبى، وحرق وخرب، وحاصر برشلونه حتى أضرا، وتقدم إلى جرندة، فشارفها، وورد كتابه على الأمير عبد الرحمن يعترف بما كان منه، ويذكر تماديه عليه، فأجيب بالإحماد لفعله، والإرصاد لمكافأته، وكتب إلى عبيد االله بن يحيى عامل طرطوشه وإلى عبد االله بن كليب عامل سرقسطة في إمداده ومعونته وتحريضه على شقاق قومه وتأييد عزيمته.
وفي شهر رمضان منها عزل أيوب بن السليم عن طليطلة ووليها يوسف بن بسيل. وفيها عزل الأمير عبد الرحمن معاذ بن عثمان عن القضاء بقرطبة، وولى مكانه محمد ابن زياد.
 
وفيها خرج فرج بن خير الطوطالقي بدكة وأروش، فأظهر المعصية، وجمع أهل الفساد، فعالجه الأمير عبد الرحمن بالخيل، فحوصر حتى أذعن بالطاعة، وعاد إلى الجماعة، فاصطنعه الأمير ورفع مرتبته، وولاه كورة باجة، فلم يلبث أن انتقض عليه إلى مديدة، وجرت منه خطوب أفسدت الصنيعة؛ ومن ولده بكر بن سلمة المستترل من ناحية الغرب أيام الخليفة الناصر لدين االله.
 
سنة خمس وثلاثين ومائتين
=== سنة خمس وثلاثين ومائتين ===
فيها ورد كتاب أهل ميورقة على الأمير عبد الرحمن بن الحكم، مستغيثين مما دهمهم من سخطه، مستقيلين لعثرام لديه، راغبين في صفحه وإقالته، فعطف عليهم وأقالهم زلتهم، وأجام إلى مسألتهم، وأعطاهم ذمته، وجدد لهم عهده.
وفي آخرها عاد موسى بن موسى القسوي إلى الخلاف، وكشف وجهه بالمعصية، فأفسد ما حوالي مدينة تطيله، وعاث حوز طرسونة وبرجة، وظاهره أخوه لأمه العلج ابن ونقه ببنبلونة، فخرج إليه بالصائفة عباس بن الوليد المعروف بالطبلي، فعاد إلى الطاعة، واستقال الزلة، وبذل إسماعيل ابنه رهينة، فعاد الأمير إلى القبول منه، والاستظهار عليه، وأخرج بيعته والتوثق منه وقبض رهينته خالد بن يحيى ومحمد بن الوليد ومطرف بن نصير، فتمموا سلمه، وتوثقوا من عهده، وجدد له الأمير الولاية على تطيلة، ودخل أخوه العلج ابن ونقه صاحب بنبلونة معه في الأمان، وقبض الأمناء المخرجون إلى موسى رهينته التي كانت ولده إسماعيل الذي هو لابنة عمه ميمونة، فأقبل عباس الطلبي بالعسكر إلى الحضرة لتأخر الوقت عن دخول أرض الحرب، وما تولى إسماعيل بن موسى رهينة أبيه موسى في يد الأمير عبد الرحمن أن هرب من يده عن قرطبة حانا ً إلى ما فارقه من الشقاق، ذاهلا ً عما كان فيه من غضارة المعيشة، لتوسعه في القطائع المنيفة والصلات الجزلة، فرفض ذلك كله، وسما للمعصية، وأمر الأمير بقص أثره، فلم يبعد أن جئ به إليه من طريق الثغر، وقد انتهى إلى وادي آنة فقبض عليه هناك بعض من عرف خبره، ورده للأمير عبد الرحمن بقرطبة، فعفا عنه، وأغضى عن زلته، وخلاه على ما كان عليه من سعة قطائعه.
وفي آخرها عاد موسى بن موسى القسوي إلى الخلاف، وكشف وجهه بالمعصية، فأفسد ما حوالي مدينة تطيله، وعاث حوز طرسونة وبرجة، وظاهره أخوه لأمه العلج ابن ونقه ببنبلونة، فخرج إليه بالصائفة
 
عباس بن الوليد المعروف بالطبلي، فعاد إلى الطاعة، واستقال الزلة، وبذل إسماعيل ابنه رهينة، فعاد الأمير إلى القبول منه، والاستظهار عليه، وأخرج بيعته والتوثق منه وقبض رهينته خالد بن يحيى ومحمد بن الوليد ومطرف بن نصير، فتمموا سلمه، وتوثقوا من عهده، وجدد له الأمير الولاية على تطيلة، ودخل أخوه العلج ابن ونقه صاحب بنبلونة معه في الأمان، وقبض الأمناء المخرجون إلى موسى رهينته التي كانت ولده إسماعيل الذي هو لابنة عمه ميمونة، فأقبل عباس الطلبي بالعسكر إلى الحضرة لتأخر الوقت عن دخول
وفيها سيلان عظيمان بنهر قرطبة في شهر رجب القمري الموافق لشهر ينير الشمسي رأس سنة العجم بالأندلس، عدا ً في أمهات السيول، وحمل وادي شنيل أيضا ً، وطغى مدة، وأخرب حنيتين من قنطرة مدينة إستجة، وأبطل عددا ً من أرجائها، وطمى السيل أيضا ً بكورة إشبيلية التي ا قراره، فذهب مده في مجتمعه هناك بست عشرة قرية ما بين البحر وحاضرة إشبيلية .
أرض الحرب، وما تولى إسماعيل بن موسى رهينة أبيه موسى في يد الأمير عبد الرحمن أن هرب من يده عن قرطبة حانا ً إلى ما فارقه من الشقاق، ذاهلا ً عما كان فيه من غضارة المعيشة، لتوسعه في القطائع المنيفة والصلات الجزلة، فرفض ذلك كله، وسما للمعصية، وأمر الأمير بقص أثره، فلم يبعد أن جئ به إليه من طريق الثغر، وقد انتهى إلى وادي آنة فقبض عليه هناك بعض من عرف خبره، ورده للأمير عبد الرحمن بقرطبة، فعفا عنه، وأغضى عن زلته، وخلاه على ما كان عليه من سعة قطائعه.
 
وفيها سيلان عظيمان بنهر قرطبة في شهر رجب القمري الموافق لشهر ينير الشمسي رأس سنة العجم بالأندلس، عدا ً في أمهات السيول، وحمل وادي شنيل أيضا ً، وطغى مدة، وأخرب حنيتين من قنطرة مدينة إستجة، وأبطل عددا ً من أرجائها، وطمى السيل أيضا ً بكورة إشبيلية التي ا قراره، فذهب مده في مجتمعه هناك بست عشرة قرية ما بين البحر وحاضرة إشبيلية ...........
فيها من ناس وائم وأمتعة، فكان ذلك حدثا ً عظيما ً تحدث الناس عنه زمانا ً.
وفيها هلك الطاغية رذمير بن أردميس ملك الجلالقة، فولى ابنه أردون، وكانت ولاية رذمير ثمانية أعوام.
 
سنة ست وثلاثين ومائتين
=== سنة ست وثلاثين ومائتين ===
فيها ورد كتاب للأمير من عبيد االله بن يحيى من الثغر الأعلى، يذكر استغناءه عن العدة التي قد أمر باحتباسها قبله من الحرس، واكتفاءه بمائة وثلاثين غلاما ً ذكر أم معه من مواليه وغلمانه، يرضى بسالتهم، ويحمد مذاهبهم، ويسكن إليهم، ويجتزى بخدمتهم، لما أصبح الثغر بحمد االله من السكون والهدوء، ووقم العدو بحروب، بارتضاء رأيه، وإحماد نظره، وقدم مقنبا ً من قبله من فرسان الخرس إلى مرابطهم بالماء، وأجرى القطائع على عدته تلك التي اقتصر عليها من الرواتب والنفقات والعلوفات عليهم مما في يده من مال السلطان، وأن يصرف جميع ما يقبضه بالثغر من الجزاء والعشور وجميع الوظائف بعد إقامة سائر النفقات الراتبة إلى فكاك أسراهم، وحمل مرجليهم، ومرمة حصوم، ومصالح ثغورهم، وكل ما فيه تقويتهم على عدوهم، وسوغه أن يرتزق في كل شهر لعمالته مما يجتبيه مائتي دينار دراهم، وينهض معروفه للعام إلى ألف دينار مما يتقاضاه من جباية عمله، فكان عمل الأمير عبد الرحمن ذلك بالثغر وأهله من جلائل مناقبه.
وفيها أدال الأمير عبد الرحمن ابنه الحكم بن عبد الرحمن عن ولاية كورة إلبيرة بأخيه عبد االله بن عبد الرحمن، وولى الحكم كورة تدمير ومعه سعد أخو خزر لا يفارقه. ثم عزل عبد االله بن عبد الرحمن عن كورة إلبيرة فيها، فأعاد أخاه الحكم إليها.
السطر 59 ⟵ 46:
وفيها ثار حبيب البرنسي بجبال الجزيرة الخضراء، واجتمع له خلق من أهل الفساد في الأرض، فشن م الغارة على قرى رية وغيرها، فأشاع الأذى، وب وقتل وسبى، فأخرج الأمير عبد الرحمن عند ذلك الخيل مع عباس بن مضا، فألفى أضداده قد قصدوا حبيبا ً وأصحابه، فأوقعوا م وقصوهم، وقتلوا خلقا ً منهم، وتفرقت بقيتهم، فانخنس حبيب رئيسهم في غمار الناس، وطفئت نائرته، وطلب دهرا ً فلم يظفر
به.
 
ذكر مهلك نصر الخصي
=== ذكر مهلك نصر الخصي الكبير ===
الكبيرخليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه االله
 
خليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه االله
وفي هذه السنة هلك أبو الفتح نصر الخصي، خليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم، المقدم على جميع خاصته، المدبر لأمر داره، المشارك لأكابر وزرائه في تصريف ملكه، وكان هلكه شبيه الفجأة في عقب شعبان من هذه السنة، أرقى ما كان في غلوائه، وأطمع ما هو بالاحتواء على أمر سلطانه، أرهب ما كان الناس له، وأخوفهم لعدوانه، إذ نال من أثرة مولاه الأمير عب الرحمن واصطفائه وإشراكه له في الرأي مع جلة وزرائه، وطوعه كثيرا ً إلى ما يخالفهم فيه، فوق ما ناله خادم خاص مع أمير رشيد سمع عنه، وله بذلك أخبار في الناس تصدق دلائل تحققه، سما ا - زعموا - في باطنه إلى غاية كرهها االله، إخترمه دوا حمامه، فقضى ذميما ً مستراحا ً منه.
وكثر القول في السبب الذي أراده، والخوض فيما أتاه، فكان من أوضح ذلك ما ذكره أبو بكر بن القوطية، قال: كان نصر الخصي الجريء المقدم الوساع الفهم قد غلب على قلب مولاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم واستظهر على حراصة مكانه لديه بانقطاعه إلى حظيته طروب أم عبد االله، الغالبة عليه من بين جميع نسائه، وحطه في شعبها، وممالأته إياها على ما تسعى له من تقديم ولدها عبد االله للأمر بعد الأمير أبيه على جميع الأراجح الأكبرين من ولده متى حان حينه، فخالص السيدة تشديدا ً، وأخلصت له ،واستوى له بذلك أمره، وأصبح ملك عبد الرحمن في يده، يدبره كيف يشاء، فلا يرد أمره، قد أجهد سعيه آخر أمده في جهره وسره، بالتنويه بعبد االله بن سته طروب، والإشادة بذكره، واستمالة طبقات الناس بالرغبة والرهبة إليه، والعمل على اختزان الخلافة عن أخيه محمد، بكر والده الأمير عبد الرحمن ومفضلهم المشار إليه إلى خالفتهم ابن طروب هذا، وسوقها إليه، يتأتى لذلك ويأتيه من جميع أبوابه ،
 
والقضاء يبعده عنه، ويسد دونه طرقه، وهو يرصد لوجبة الأمير عبد الرحمن مولاه، ليقضي في عبد االله قضاءه، فيملي لعبد الرحمن ويستأخر يومه، فيشق ذلك على الخصي ويرهب فوته، حتى سولت له نفسه اغتيال مولاه عبد الرحمن، وإلطاف التدبير عليه، كيما يتمكن من تقديم عبد االله مكانه، ولا يرهب الخلف عليه، لكثرة أنصاره من أهل الدار وغيرهم، وفشو صنائعه فيهم، فيتم له بابن طروب الاحتواء على الملك ويؤخر عنه محمد المرشح له وغيره ممن يطمع فيه.
والقضاء يبعده عنه، ويسد دونه طرقه، وهو يرصد لوجبة الأمير عبد الرحمن مولاه، ليقضي في عبد االله قضاءه، فيملي لعبد الرحمن ويستأخر يومه، فيشق ذلك على الخصي ويرهب فوته، حتى سولت له نفسه اغتيال مولاه عبد الرحمن، وإلطاف التدبير عليه، كيما يتمكن من تقديم عبد االله مكانه، ولا يرهب الخلف عليه، لكثرة أنصاره من أهل الدار وغيرهم، وفشو صنائعه فيهم، فيتم له بابن طروب الاحتواء على الملك ويؤخر عنه محمد المرشح له وغيره ممن يطمع فيه.
فوثق في ذلك بالحراني الطبيب، وكان في عداد صنائعه وقدر منه - مع الوفاء - الشره إلى ما يبذله له ،فخلا به، وذكره أياديه لديه، وتدارسا ً فيما ينويه له، وقال له: هل لك في إحراز حسن رأيي للأبد ،وحوز جزيل صلتي للآخر؟ فقال له الحراني: هذه هي المنية التي لا وراءها طلبة! فمن لي بنيلها؟ فقال له:
 
هذه ألف دينار معجلة بين يدي الجري بالحاجة، واعمل لي سؤر الملوك الذي يدني الأجل، ويقلب الدول، ودعني لمكافأتك إن انقضت حاجتي. فواالله لأتجاوزن ا ظنك!.
هذه ألف دينار معجلة بين يدي الجري بالحاجة، واعمل لي سؤر الملوك الذي يدني الأجل، ويقلب الدول، ودعني لمكافأتك إن انقضت حاجتي. فواالله لأتجاوزن ا ظنك!. فأراه القبول لما بذله، والقيام بما كلفه.
وخرج عنه وقد عدلت البدرتان جناحيه، فعمل ذلك الخلط باسم الدواء المسهل كما رسمه له، وأجهد رأيه في تقويته، واحتال في أن دس في خفية إلى فجر خطية الأمير عبد الرحمن ضرة طروب مع بضع من كان يستطب لها عنده من ثقات قهارمتها يشير لها على ما دبر على الأمير من طريق العلاج، ويأمرها أن تحذره من شرب ما يأتيه نصر به أو يرسله، فوقاه جده بذلك، وسقى الخصي معينا ً له.
وقد كان الأمير شكا إلى نصر خلال ذلك خلطا ً تحرك به عدل له عن أخذ الدواء الذي من عادته وإعداده ليوم فارقه على التوحش أمامه، فكان من توطئة نصر لذلك ما قدر أنه واقع به لا محالة. وبكر بذلك الخلط المسموم إلى الأمير في اليوم الذي ربط فيه موعده، فأصابه حذرا ً للذي سبق إليه، فتعلل على نصر، ووصف وعكا ً طاف به ليلته، فنكث مرته، فلا فضل فيها للدواء، وأشار عليه بشربه، إذ لم يزل كثيرا ً يسعده في مثله، فذهب يعتذر بعدم التوحش له، فزجره وقال: سبحان االله! شيء اجتهدت لي فيه وألطفت تركيبه تخاف غائلته؟ عزمت لتشربنه! فعلم نصر أن خلافة لا يمكنه، فشربه بين يديه، واستأذنه في الخروج إلى مترله، فأمره، فانطلق يركض وركضه يزيده شرا ً، واستغاث بالحراني، فعرفه بما جرى عليه ،والسم يجد به، فقال له: عليك بلبن المعز، فإن شربه يفتر عنك! ففرق غلمانه في طلبه، فعوجل قبل أن يؤتى به، ومضى لسبيله.
السطر 100 ⟵ 91:
بما لا تظنه الأسباب هكذا قدر الإله وقد تجرى
عليه إلا التراب حجاب أخرجوه منها إلى مسكن ليس
يرجع من عنده إليه جواب لا يجيب الداعية فيه ولا
وأميلت إلى سواه الركاب وتغانت تلك المراكب عنه
قد جمع إلا ثلاثة أثواب ليس معه من كل ما كان
يبق إلا ثوابه أو عقاب وتلاشى جميع ذاك فلما
لهم عنه أن يكون الحساب عسكر جندوا فليس بمأذون
ذلت وعزت من آخرين رقاب فرأيت الرقاب من أهله
تصريفه الذل والبلا والخراب وكذاك الزمان يحدث في
إذا ما نظرت شيء عجاب لتعجبت والذي منه أعجبت
عليه مخلد لا يراب لكأن الذي تولى الذي كان
ليس عليه بعد الممات حساب فعله بعده كفعل امرئ
حيرته الأوراق والأذهاب ولعقل الفتى صحيح ولكن
 
وحكى الحسن بن محمد بن مفرح في كتابه قصة مهلك نصر هذا، فقال:
كان السبب في مهلك نصر الفتى الكبير الغالب على الأمير عبد الرحمن بن الحكم المظاهر لسيدته طروب حظية الأمير عبد الرحمن على سوق الملك إلى ولدها منه عبد االله المعزو إليها أن عبد الرحمن التوى ما معا ً في تقديم عبد االله على محمد أخيه أكبر ولده، المرشح من بينهم للأمر، لصدق نفسه على كون ما بينهما في الرجاحة والفضل، وتغليبه لرأيه فيه على هواه، لمعصيته لحظيته طروب. فلما أعيا عليها وعلى نصر ظهيرها لفته عن ذلك شق ذلك على نصر، وفكر في سوء عاقبته مع محمد إن خلص له الأمر، وقد كشف وجهه في صده عنه، فذهب إلى احتيال الأمير مولاه كيما يتمكن من نصب عبد االله ودحر محمد ،فأتى الأمر من باب طبيب الأمير المعروف بالحراني، وكان يثق به، فخلا معه، وقال له: ما ترى رأيك في شيء تحوز به حسن رأيي، وتعجيل العطاء الرغيب مني، وتعتقد المنة علي؟.
 
فقال: يا سيدي. بعض هذا غاية أملي! فكيف لي ببلوغه؟! فقال له: فقد أمكنك! فخذ هذه الألف دينار ابتداء، فأصلح ا من شأنك، واعمل لي سنون الملوك، من أجل ما تقدر عليه وأوحاه فعلا ً، فيدك فيما عندي منطلقة! فأعده لميقاتك الذي أعرفك به.
فلم يخطر على عصيانه، وأراه الرغبة في صلته، والحرص على قضاء حاجته، وقبض الألف منه ،وعمل له السنون كما أراده.
واتفق أن شكا الأمير إلى نصر فتورا ً يجده، فأشار عليه بالدواء المسهل، وكان من عادته، فذكره بإدخاله ،وأوصل إليه طبيبه الحراني، فوافقه على إدخال الدواء، وحد له تقديمه، ورسم له التوحش لإدخاله ليوم سماه، فتقدم الأمير إلى نصر بإدخال الحراني إلى خزانة الطب، وتمكينه مما يريد من أخلاط دوائه ليقيمه على حده، فشرع الحراني في ذلك، وفجر ثقة الأمير تطالعه بوصاياه، فأمكنت الحراني منها فرصة أوحى إليها بشأن الدواء، وسألها أن تحذر الأمير من شرب الدواء، ففلعت ذلك خفية، فحذر الأمير، وطار بجناح الإشفاق عليه.
فلما غدا به نصر في اليوم الذي فارقه عليه أظهر الأمير الانكسار عنه، ووصف عائقا ً يمنعه منه، وأمر لحينه نصرا ً بشربه، فكأنه توانى إذ لم يستعد له، فأكرهه عليه، وأسرع الخروج إلى داره، وبادر الإرسال في الطبيب الحراني، فعرفه ما جرى عليه، واستغاثه، فأمره أن يشرب لبن المعز، فآل إلى أن طلب له وجيء به، فأعجل عليه السم، فمات، ولم يشربه.
 
وذكر الفقيه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم أن نصرا ً هذا الذي إليه تنسب منية نصر - الأثير كان - عند الأمير عبد الرحمن بن الحكم، وكان من الفتيان المنتقين الذين خصاهم أبوه الأمير الحكم من أبناء الناس الأحرار الذين تعبدوا ليستخدمهم داخل قصره وأبوه المعروف بأبي الشمول من أسالمة أهل الذمة من أهل قرمونة، نال بابنه نصر دنيا عريضة، وكان موته قبيل مهلك نصر ابنه بأيام. وأخبار نصر كثيرة.
وذكر الفقيه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم أن نصرا ً هذا الذي إليه تنسب منية نصر - الأثير كان - عند الأمير عبد الرحمن بن الحكم، وكان من الفتيان المنتقين الذين خصاهم أبوه الأمير الحكم من أبناء الناس الأحرار الذين تعبدوا ليستخدمهم داخل قصره وأبوه المعروف بأبي الشمول من أسالمة أهل الذمة من أهل قرمونة، نال بابنه نصر دنيا عريضة، وكان موته قبيل مهلك نصر ابنه بأيام. وأخبار نصر كثيرة.
سنة سبع وثلاثين ومائتين
=== سنة سبع وثلاثين ومائتين ===
فيها كانت وقيعة البيضاء، والبيضاء مجاورة لمدينة بقيرة من بلد بنبلونة بين المسلمين والكفرة الجاشقيين ،فكان اليوم الأول منها على المسلمين، فاستشهد منهم جماعة، ونالت فيه موسى بن موسى خمس وثلاثون وخزة تخللت حلق درعه، واليوم الثاني كافحهم المسلمون، وقد أخذ المقدمة موسى بن موسى متحاملا ً لألم جراحه، فحامى على المسلمين، وحسن غناؤه، فهزم الجاشقيون أعداء االله أفحش هزيمة، وفرشت الأرض بصرعاهم.
وفيها هلك ينقه بن ينقه أخو موسى بن موسى لأمه وظهيره على أمره، وكان قد أصابه فالج عطله إلى أن مضى لسبيله، فولى مكانه ابنه غرسيه، واستملكت له إمارة بنبلونة.
 
وفيها في أيام ولاية عبيد االله بن يحيى للثغر قام بناحيته رجل من المعلمين، فادعى النبوة، وألحد في القرآن ،فأحاله عن وجوهه، وأوله على غير تأويله، وقام معه خلق كثير. وكان ينهى عن قص الشارب والأظفار ،ويقول لا تغيير لخلق االله، فأرسل عبيد االله من جاء به، فلما دخل عليه وكاشفه كان أول ما ابتدأه به أن دعاه إلى إتباعه، فاستشار فيه عبيد االله أهل العلم عنده، فأشاروا باستتابته ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتل ،ففعل به ذلك، فلم يتب، فأسلمه للقتل صلبا ً، فجعل يقول: "أتقتلون رجلا ً أن يقول ربي االله"؟ فأمضى عبيد االله قتله بالفتوى، وكتب إلى الأمير بأمره، فأحمد فعله.
وفيها ابتدئ بعذاب عباس الطلبي وأخيه، ووليد بن أبي لحمة في استخراج الأموال التي غلوها بدفاع نصر الخصي عنهم، إذا كانوا صنائعه وبطانته، فلجوا بالمال، وشد عليهم العقاب.
وفيها أيضا ً قبض على مسرة الخصي الفتى الكبير وعباس أخيه، فسجنا، وذلك في صفر منها، وصير مكان مسرة قاسم الخصي الصقلبي، وذكر أنه وجد لمسرة ثمانية آلاف دينار دراهم.
 
وفيها عزل الأمير عبد الرحمن محمد بن زياد عن القضاء بقرطبة وولى مكانه سعيد ابن سليمان بن حبيب الغافقي مجموعا ً له إلى الصلاة، وذلك في ربيع الآخر منها، فكان آخر قضاة الأمير عبد الرحمن.
 
سنة ثمان وثلاثين ومائتين
=== سنة ثمان وثلاثين ومائتين ===
وفيها توفي الأمير عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية ابن هشام بن عبد الملك بن مروان ليلة الخميس لثلاث خلون من ربيع الآخر من هذه السنة، فدفن يوم الخميس في تربة الخلفاء بقصر قرطبة. وأدلاه في قبره أخواه المغيرة وأمية، وصلى عليه ابنه الخليفة محمد بن عبد الرحمن.
 
مولده بطليطلة في شعبان سنة ست وسبعين ومائة، وأبوه الحكم يومئذ واليها لوالده الأمير هشام، فكانت سنة اثنتين وستين سنة. وكانت خلافته إحدى وثلاثين سنة وثلاثة أشهر وستة أيام.
وقال الحسن بن محمد بن مفرج: قال ابن عبد البر: توفي الأمير عبد الرحمن ليلة الخميس لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
 
وقيل: بل هي لثلاث خلون منه، فكانت خلافته إحدى وثلاثين سنة وثمانية وعشرين يوما ً. وقيل: بل خمسة أشهر وقيل: ثلاثة أشهر وأربعة أيام. وقيل: ستة أيام.
فدفن يوم الخميس من غد ليلة موته في روضة الخلفاء سلفه بقصر قرطبة، وصلى عليه ابنه الأمير محمد بن عبد الرحمن الوالي مكانه. وكانت سنة اثنتين وستين سنة. ومولده بطليطلة من الثغر الأدنى أيام كان والده الحكم بن هشام واليا ً عليها لجده هشام وذلك في شعبان سنة ست وسبعين ومائة.
قال الفقيه محمد بن وضاح: احتجب الأمير عبد الرحمن بن الحكم عن الناس قبل موته مدة من ثلاثة أعوام أو نحوها من أجل علة أصابته طالت به واشتدت عليه، فحمته الحركة، وهدت قوته، وأحدثت عليه رقة في نفسه، ووحشة في خاطره، وشدة أسف على ما نغص عليه من عصارة ملكه.
فذكر أنه قال يوما ً لأكابر خدمته الخاصة، وقد حفوه في مرضه، وفيهم سعدون زعيمهم الذي اختصه بعد مهلك حظيه نصر ومن يليه: يا بني! - وبذلك كان يخاطبهم مستلطفا ً لهم ومرفقا ً م - لقد اشتقت أن أعاين ضوء الدنيا وفسحة الأرض، إذ قد حميت عن الخروج إليها، فلعلني أعلو مرقبة يسافر بصرى فيها، فأتسلى بالنظر إلى بسيطها، وجسمي مترع، فهل سبيل إلى ذلك؟ فقالوا له: نعم يا مولانا.
وابتدر أكابرهم إنفاذ أمره، فأخذوا سرير خيزران لطيفا ً، وثيق الصنعة من أسرة الخلافة، ووضعوا فوقه فراشا ً خفيفا ً وثيرا ً حشوه الريش، أجلسوه فوقه، واحتملوه على أعناقهم، فصعدوا به إلى العلية على هيئته التي كانت من بنيان الأمير على باب الجنان من أبواب القصر القبلية، ثم هبطوا كذلك، فعانوا ذلك مرات يسوقون به الأمير في تعاريج درجة الدائرة، حتى استوى لهم ذلك كما أرادوه، وأمنوا على الأمير المشقة فيه.
 
فيه.
فوضعوا الأمير عبد الرحمن عند ذلك فوق ذلك الفراش، وشدوه من جهاته، واستوثقوا من اضطرابه ،وصعدوا به هونا ً، حتى صيروه بأعلى تلك العلية، فأجلسوه صدرها، وأدنوه إلى الباب الأوسط منها ،فأشرف على صحراء الربض قدام باب القصر، وسرح بصره فيها، ورآها إلى كدى القنبانية، ونظر إلى النهر أمامه، والسفن تجري فيه صاعدة ونازلة.
 
فاستروحت نفسه، وانشرح صدره، وشكر لخدمه ما تجشموه من إدنائه من مسرته وقال لهم: يا أولادي اجلسوا الآن حولي، وأنسوني بكلامكم، ومتعوني بأحاديثكم، ولا تنقبضوا عني بشيء مما تتحدثون به بينكم إذا انفردتم، كيما أشتغل بذلك عما أقاسيه من علتي. ففعلوا، وأنس هو بذلك وانبسط، وقطع أكثر اره في تلك العلية. ودنا المساء، فدعوه إلى الترول إلى مجلسه، فبيناه يتهيأ لذلك، إذ وقعت عينه في الصحراء قدامه على قطيع شاء وهي ترعى في منحدرها، ولم ير معها راع يسوقها، فقال لهم.
 
يا أولادي ما بال هذه الغنم مهملة ولا راعي لها؟ فتأملوا فقالوا: يا مولانا هاك راعيها قاعد إلى جانبها مستريح في فيء جنان طروب تجاهه، يتملى في انحدارها.
فقال:
السطر 146 ⟵ 149:
فسره قوله وقال له: إن بعض كرائمنا سألننا تجديد العهد لديهن بالركوب معهن للترهة على مقتضى العادة، فاخرج من فورك، فانظر في إقامة ما يحتاج إليه لترهتنا على أتم رسومها، واعجل بذلك، فإنا متحركون صبيحة غد بحول االله.
فمضى عيسى لشأنه، وقال الأمير للراشدة القائمة على رأسه: أدخلي إلى خزانة الكسوة، فمريها أن تتخير لنا مما عندنا من الوشي رداء يوسفيا ً من أفخر نوعه، فجيئينا به.
 
فمضت الراشدة وجاءته برداء يوسفي معمر، لم تر العيون آنق منه، فأمر بعض أكابر الخدم أن تخرجه إلى عريف الخياطين بالقصر، فليقطعه ثوبا ً للبوسه، ويتخذ منه قلنسوة لحاجبه عيسى كيما يلبساه جميعا ً لركوما صبيحة غدهما، ويجمع الصناع على إتمامهما للبوسهما، فعاد إليه الخادم بجواب عريف الخياطين ،فذكر أن خياطة الجلد لا تمكنهم في مثل الوقت الذي حده، لدقة صنعة الثوب والأناة لنقشه، وتعذر جمع الأيدي عليه، فضلا ً عن عمل القلنسوة التي يستأنف تجسيدها لحاجبه من فضل الثوب، ولا بد من الاستيناء ا.
فشق ذلك على الأمير وكسر منه حتى ثناه حاجبه عيسى عن ذلك بلطفه، وهون عليه الخطب، وقال له. في الذي تحويه خزانة الأمير من الثياب ورفيع القلانس ما فيه مندوحة عن استكداد هذا الثوب الذي لا يؤمن الخطأ في حثه، ولن يفوته نيل ما قام في خاطره منه، لأقرب مداه بحول االله، وتجاوزه بالإبلاء إلى ما سواه، كما أن عندي من جليل خلعه ورفيع قلانسه ما أسره بالتجمل به في خدمته. فليضع عن نفسه العزيزة كلفة هذا في مثل هذا الوقت الضيق، ولينفذ عزمه في تفريج نفسه بترهته.
فوضع ذلك الرداء على كرسي في الس.... الإضراب عنه، والعمل على الحركة صبيحة غد. فنظر عيسى فيما أمره به، وهيأه على رسومه، وانقضى ارهم، فما هو إلا أن صلى الأمير المغرب، فانتكثت مريرته، وثارت علته، وحضره حمامه، فتهوع، ودعا بالطست، فقاء دما ً غبيطا ً، وعاود ذلك مرارا ً، فلم يقلع عنه وجعه حتى لفظ نفسه، فتنوقضى نحبه. وقعد الأمير محمد من ليلته مكانه، فتنظر إلى ذلك الثوب الموشى المرجى قطعه موضوعا ً على الكرسي، فعرف شأنه مع والده مساء ليلته، فعجب وقال: ليصر كفن الأمير نضر االله وجهه! فعمل ذلك به وأصبح حديثه موعظة لمن سمع به.
 
صفة الأمير عبد الرحمن
=== صفة الأمير عبد الرحمن ===
عن أحمد بن محمد الرازي: كان أشم أقنى أعين أسود العينين، طوال فخم، مسبل، عظيم اللحية، يخضب يالحناء.
نقش خاتمه: "عبد الرحمن بقضاء االله راض". وهو أول من استنقشه، وقد مضى خبره.
تسمية ذكور أولاده وهم في عدد الرازي أربعون.
وهم في عدد الرازي أربعون.
أولهم الأمير محمد الوالي بعده، أبو العاصي الحكم الاشتياق، أبو أيوب سليمان، أبو القاسم المطرف، أبو الحكم المنذر، أبو الوليد هشام، أبو بكر يحيى، أبو عبد الملك مروان، أبو عثمان، أبو سعيد مسلمة، أمية ،عبد الملك، الأصبغ، أبو مروان عبيد االله، أبو معاوية سعيد، أبو العاصي بكر أبو الأصبغ عبد العزيز، أبو أمية العاصي، أبو محمد عبد االله، أبو حفص عمر، الأعرج طريف، أبو العباس الوليد، أبو العاصي عبد الجبار، أبو عبد االله أحمد، أبو القاسم إسحاق، والغمر شقيقة، أبو القاسم عبد الواحد، أبو إسحاق إبراهيم، أبو القاسم عمرو، يعقوب، أبو عبد الملك المغيرة، أبو الأصبغ عثمان، الغريض.
السطر 160 ⟵ 165:
ينادي ماجدا ً من عبد شمس كريم الفرع مفضال اليدين سما للمكرمات فقد حواها بهندي وخطار ردينيوغيثا ً حين يسكب لا الثريا به حاذت ولا نوء البطين
اضطرته القافية إلى أن قرن بين أغزر الأنواء وأنزرها، فأحال جدا ً.
 
والإناث في عدد الرازي ثلاث وأربعون، وهن: أسماء، وعاتكة، وعائشة الغالب عليها عيشونة، أم الأصبغ، وأم هشام، و فاطمة الغالب عليها فطيمة، وعبدة، وعبدة أخرى، وأمة العزيز، وأم كلثوم، وأم عمرو، زينب، وأم هشام، وعبيدة، وناشدة، وقسيمة، عتيكة، وكترة، وعزيزة، وأم حكيم كلهن، ومية ،ولادة، وأم أبين، ولادة، أمة الوهاب، ظبي، وأمة الرحيم، رقية، أم عثمان، أم موسى، وأمة الرحمن ،رحيمة، هشيمة، أمة الرحيم، أمة الملك، والسيدة بريهة، تملال، والمنى، حكيمة، أم سلمة، آمنة، والسيدة
عليه.
 
وزاد في عددهن معاوية بن هشام الشبينسي نسابة أهل البيت بنتين: أمية، ومهاة؛ فرقى عددهن خمسا ً وأربعين بنتا ً.
حجاب الأمير عبد الرحمن
قال الرازي: ألفى الأمير عبد الرحمن على حجابة والده الأمير الحكم عبد الكريم بن عبد الواحد ابن مغيث أكمل من حمل هذا الاسم وأجمعهم لكل جمله حسنة، فأقره عليها إلى أن توفي عبد الكريم حميدا ً فقيدا ً، فولى بعده حجابته سفيان بن عبد ربه، وبعد سفيان عيسى بن شهيد، ثم عزله بعبد الرحمن بن رستم، ثم عزل عبد الرحمن بن رستم ، فأعاد عيسى بن شهيد إلى حجابته، فتولاها له إلى أن هلك عبد الرحمن لسبيله.
سفيان بن عبد ربه .
 
وافق الرازي فيما ذكره من أسماء هؤلاء الحجاب الحسن بن محمد بن مفرج في كتابه، وذكر سفيان بن عبد ربه فقال: كان من أكابر رجال أهل الخدمة الكفاة المستقلين بأعبائها ممن جمع إلى الغناء والكفاية العفة والأمانة، قد تولى خدمة الخزانة الكبرى أيام الأمير الحكم، وهو أول من استخزن بالأندلس، وحمل هذا الاسم الذي اعتور من علم عمله إلى اليوم، شركه في ذلك مرتيل المعروف بابن عفان جد هؤلاء الباقين اليوم إلى جانب باب القصر الأكبر المدعو باب السدة ولم يزل يتنقل في مراتب الخدمة إلى أن نال الحجابة ومن ولده الأديب أبو الأسود، وكان ذا وجاهة عند الناس، حدثا ً مؤنس الجليس ممتعا ً، توفي في أيام الخليفة الناصر لدين االله رحمه االله تعالى.
عيسى بن شهيد مولى معاوية بن مروان بن الحكم ، قال: كان عيسى هذا منقطعا ً إلى الأمير عبد الرحمن بعهد والده الأمير الحكم مؤملا ً له، فلما أفضى الأمر إليه أزلفه به، وقدمه في عليه خاصته، وصرفه في علي مراتبها، فولاه خطة الخيل، ثم استوزره، وولاه النظر في المظالم وتنفيذ الأحكام على طبقات أهل المملكة، ثم استحجبه مكان سفيان بن عبد ربه، واستخصه دون أصحابه، وكان أهلا ً لإيثاره، إذ كان من أعيان رجال الموالي في الدولة، وهم متوافرون، ومن أشهرهم بالحلم والوقار والحصافة والعلم والمعرفة والحزم والجزالة. وقد قاد بالصوائف، فأحمدت سياسته ،وكانت له في التدبير آراء صائبة، وفي الحروب مقام كريمة، ويأت له على العدو وقائع مثخنة.
عيسى بن شهيد
مولى معاوية بن مروان بن الحكم
قال: كان عيسى هذا منقطعا ً إلى الأمير عبد الرحمن بعهد والده الأمير الحكم مؤملا ً له، فلما أفضى الأمر إليه أزلفه به، وقدمه في عليه خاصته، وصرفه في علي مراتبها، فولاه خطة الخيل، ثم استوزره، وولاه النظر في المظالم وتنفيذ الأحكام على طبقات أهل المملكة، ثم استحجبه مكان سفيان بن عبد ربه، واستخصه دون أصحابه، وكان أهلا ً لإيثاره، إذ كان من أعيان رجال الموالي في الدولة، وهم متوافرون، ومن أشهرهم بالحلم والوقار والحصافة والعلم والمعرفة والحزم والجزالة. وقد قاد بالصوائف، فأحمدت سياسته ،وكانت له في التدبير آراء صائبة، وفي الحروب مقام كريمة، ويأت له على العدو وقائع مثخنة.
وكان نصر الخصي خليفة الأمير عبد الرحمن الغالب عليه من بين سائر أكابر خدمه المظاهر لحظتيه طروب الغالبة عليه من بين نسائه قد اشتمل على قصر الأمير عبد الرحمن ومن فيه، وشرك في تدبير سلطانه وهو شاحن لحاجبه عيسى عامل في إقصائه، فتسنى له ذلك عندما اعتل الأمير علته الطويلة التي حجبه فيها نصر، وأنفذ عليه أمورا ً منكرة، منها صرفه لعيسى. هذا عن الحجابة، وذلك بأن أخرج الأمر عن مولاه بصرف عيسى عن الحجابة وإقراره على خطة الوزارة، وتقليد عبد الرحمن بن رستم الحجابة مكانه.
فجرى الأمر بذلك إلى أن استقل الأمير عبد الرحمن من علته، وقعد لأهل خططه، فدخلوا عليه يقدمهم الوزراء، وعيسى في عرضهم، فتقدم عبد الرحمن بن رستم جماعتهم في التسليم على الأمير، ثم قعد فوق ابن شهيد، فاستنكر الأمير ذلك، فلما استقر م الس قال لعيسى بن شهيد فما يخاطبه به: ما شأن كذا؟ لأمر سأله عنه، فقال له: يا مولاي، لست بحاجب، وهذا هو الحاجب. وأشار إلى ابن رستم. فعلت الأمير عبد الرحمن كبرة، وعرف من حيث أتى، فكظم غيظه واصطبر.
 
فلما خرج الوزراء دعا بنصر، فسأله عن عزل ابن شهيد، وولاية ابن رستم، فلم يمكنه إنكاره، وادعى أن وصية خرجت إليه من لدنه صدر علته، فكذبه الأمير، وعلم أا من تحامله وجسراته، فسبه وأغلظ له ،وهم به، ثم عفا عنه، وأعاد عيسى بن شهيد إلى الحجابة، وعزل عنها عبد الرحمن بن رستم، وتركه على الوزارة، فلم يزل عيسى بن شهيد حاجبا ً للأمير عبد الرحمن بن الحكم إلى أن توفي الأمير عبد الرحمن ،فأمضاه عليها محمد سنة ثلاث وأربعين ومائتين، وقد استكمل في ولايته في الدولتين عشرين سنة.
وقال أبو بكر بن القوطية: لما توفي الحاجب عبد الكريم بن عبد الواحد مغيث صدر دولة الأمير عبد الرحمن تنافس الوزراء كلهم في خطة الحجابة بعده، وكدوا بالوسائل والشفاعات حتى أضجروه، فأقسم أو اعتقد ألا يوليها واحدا ً منه، وعطلها مدة، ثم صيرها إلى رجل من أقادم صنائعه كان له اتصال به قبل الخلافة أحظاه لديه اسمه سفيان بن عبد ربه، أصله من برابر بيانة، لم يكن له قدم، وكانت له يقضة ومعرفة، فتولى حجابته أعواما ً إلى أن مات، فولى عبده عبد الرحمن بن غانم، ثم مات بن غانم أيضا ً ،فصارت الحجابة إلى عيسى بن شهيد، ثم إلى عبد الرحمن بن رستم يداول الأمر بينهما، إلى أن مات ابن رستم، فاتصلت الحجابة لعيسى بن شهيد بقية أيام الأمير عبد الرحمن. فلما ولى ابنه الأمير محمد أقر ابن شهيد خمسة أعوام إلى أن توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
 
وزراء الأمير عبد الرحمن
=== وزراء الأمير عبد الرحمن ===
قال أحمد بن محمد: كان وزراء الأمير عبد الرحمن: العباس بن عبد االله القرشي؛ الوليد بن عبد االله القرشي، عبيد االله بن يحيى بن خالد، عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث الحاجب القائد الكاتب؛ عبد الرؤوف بن عبد السلام؛ عيسى بن شهيد الحاجب؛ عبد الرحمن ابن رستم الحاجب؛ محمد بن السليم؛ وكانت له مع الوزارة خطط يرتزق عليها في كل شهر ثلاثمائة دينار؛ محمد بن عبد السلام بن بسيل ،وكانت تلك سبيله؛ عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني، وكانت أرزاقه تنتهي إلى العدد المذكرو؛ عبد العزيز ابن هشام بن خالد، وكانت أرزاقه أيضا ً عظيمة؛ عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن غانم، محمد بن كليب بن ثعلبة، وكان قبل وزارته على الشرطة؛ يوسف ابن بخت؛ عبد االله بن أمية بن يزيد؛ حسن بن عبد الغافر بن أبي عبدة.
قال ابن القوطية: والأمير عبد الرحمن أول من ألزم هؤلاء الوزراء الاختلاف إلى القصر كل يوم، والتكلم معهم في الرأي، والمشورة لهم في النوازل، وأفردهم ببيت رفيع داخل قصره مخصوص م يقصدون إليه ويجلسون فيه فوق أرائك قد نضدت لهم، يستدعيهم إذا شاء إلى مجلسه جماعة وأشتاتا ً، يخوض معهم فيما يطالع به من أمور مملكته، ويفحص معهم الرأي فيما يبرمه من أحكامه. وإذا قعدوا في بيتهم أخرج رقاعه ورسائله إليهم بأمره ويه فينظرون فيما يصدر إليهم من عزائمه. جرى على ذلك من تلاهم إلى اليوم. قال ابن مفرج: وكان قد اجتمع للأمير عبد الرحمن من سراة الوزراء أولى الحلوم والنهي والمعرفة والذكاء عصابة لم يجتمع مثلها عند أحد من الخلفاء قبلهم ولا بعدهم. وسماهم حسبما تقدم، فزاد فيهم ابن مفرج عبد العزيز بن هاشم الملقب سعاد من غير تسمية ابن شهيد.
السطر 182 ⟵ 190:
فمن مشهور ذلك فعله في عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني، فإنه قدم إلى الأندلس وهو فتى متأدب ظريف، كان يشدو شيئا ً من الغناء على مذاهب الفتيان، فاعتلق بحبل ابن شهيد وهو صاحب الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فبلا منه فضلا ً وحجى.
فقال له: أمسك عن الغناء البتة، فإنه يريبك لدينا، وتحقق بأدبك، وتنبه لحظك، فلك خصال تجذب بضبعك! ففعل عبد الواحد ذلك، ولزم عيسى، فألقى دكره إلى الأمير عبد الرحمن، وأوصله إليه، فأصابه على ما وصفه له عيسى، فقبلته نفسه، وحركه عنده حظه، فأدنى مترلته، ومكن خصوصيته، حتى نادمه وأنس به، ثم استخدمه ونقله في منازل الخدمة حتى خوله المدينة، ثم رقاه إلى الوزارة والقيادة.
 
كتاب الأمير عبد الرحمن
=== كتاب الأمير عبد الرحمن ===
كتب له الحاجب عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث، مع ما كان إليه من الحجابة والقيادة، وعبد االله بن محمد بن أمية بن يزيد بن أبي حوثرة مولى معاوية بن يزيد بن عبد الملك ابن مروان، بيت الكتابة لبني مروان بالأندلس، تناسق بعبد االله هذا ثلاثة منهم ما بينه وبين جده أمية بن يزيد كاتب الأمير الداخل عبد الرحمن بن معاوية. وكان مهلك جده أمية سنة أربع وخمسين ومائة، ومهلك أبيه محمد سنة ست وعشرين ومائتين، ومهلك عبد االله هذا المذكور سنة مائتين وست وأربعين. وكانوا أهل بيت نجابة. ....
وكتب له أيضا ً محمد بن سعيد الزجالي، مؤسس بيت من بيوت الشرف بقرطبة من غير قدم في الدولة ،ومحمد بن موسى بن محمد؛ وكان يخاطب عنه في بعض الأوقات كليب الكاتب من غير أن يرتسم بالخطة.
السطر 391 ⟵ 400:
وقال ابن عبد البر: لم يزل محمد بن زياد على القضاء والصلاة معا ً بقرطبة إلى أن هلك الأمير عبد الرحمن ابن الحكم، وقد استكمل بعدد قضائه عليها عشرة قضاة، وهم: مسرور بن محمد مولاه؛ سعيد بن سليمان؛ يحيى بن معمر الألهاني؛ الأسوار بن عقبة، إبراهيم بن العباس المرواني؛ محمد بن سعيد؛ يخامر بن عثمان؛ علي بن أبي بكر، معاذ بن عثمان؛ محمد بن زياد رحمة االله عليهم أجمعين.
الوفاة لأولى النباهة في دولة الأمير عبد الرحمن بن الحكم
 
سنة سبع ومائتين
=== سنة سبع ومائتين ===
توفي فيها - على خلاف من الرواة - فطيس بن سليمان. وقيل بل في سنة سبع وتسعين ومائة في حياة الأمير الحكم.
وفطيس لقبه، واسمه عثمان، ثم صار هذا اللقب فيهم اسما ً علما ً تنازعوه لنباهة حامله جدهم باني بيتهم ذلك. ذكر ذلك الوزير عيسى بن فطيس.
وغربيب بن عبد االله الثقفي بطليطلة.
سنة ثمان ومائتين
=== سنة ثمان ومائتين ===
فيها هلك عبد االله المعروف بالبلنس بن الأمير عبد الرحمن بن معاوية الداخل، بعدما توفي قبلهما في هذه السنة أيضا ً.
وفيها توفي حسن بن عاصم الثقفي الفقيه.
وفي كتاب القاضي ابن الفرضي: حسين بن عاصم بن كعب بن محمد بن علقمة بن خباب بن مسلم بن عدي بن مرة، عرف بالثقفي، يكنى أبا الوليد، قرطبي حسيب، ابن عاصم المعروف بالعريان صاحب الأمير الداخل عبد الرحمن بن معاوية، سمي بذلك لأنه أولى من عبر ر قرطبة إلى أصحاب يوسف الفهري بين يدي عبد الرحمن بن معاوية، وهو عريان، فلزمه اللقب. وكانت لحسين رحلة سمع فيها من ابن القاسم وابن وهب وأشهب ومطرف وابن نافع ونظرائهم. وولي السوق للأمير محمد بن عبد الرحمن ،فكان شديدا ً على أهلها في القيم، يضرب الباعة ضربا ً شديدا ً مبرحا ً، فكأنه سقط بذلك عن أن يروى الناس عنه، وتوفي صدر أيام الأمير محمد سنة ثلاث وستين ومائتين.
سنة تسع ومائتين
=== سنة تسع ومائتين ===
فيها توفي الحاجب القائد الكاتب عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث.
وعبد االله الأحدب النحوي المعلم، وكان له وضع في النحو.
 
سنة عشر ومائتين
=== سنة عشر ومائتين ===
فيها توفي الحاجب عبد الرحمن بن غانم في الحبس.
ومالك بن القتيل في المطبق.
وفتح بن الفرج الأزدي الرشاش بالمشرق.
وحجاج المغيلي الكاتب كاتب الترسيل، وهو من موالي يزيد بن طلحة العبسي.
 
سنة إحدى عشرة ومائتين
=== سنة إحدى عشرة ومائتين ===
وليد بن أمية بن يزيد.
وسفيان بن عبد ربه الحاجب.
السطر 417 ⟵ 433:
فيها توفي عيسى بن دينار بن واقد الغافقي، يكنى أبا محمد، أصله من طليطلة، وسكن قرطبة، وكانت له فيها رياسة بعد انصرافه من المشرق، وكان ابن القاسم يعظمه ويجله ويصفه بالفقه والورع، وكان لا يعد في الأندلس أفقة منه في نظرائه.
أبو زياد إبراهيم بن زرعة الأندلسي مولى قريش، روى عنه سحنون، وتوفي بإفريقية في هذه السنة.
 
سنة ثلاث عشرة ومائتين
=== سنة ثلاث عشرة ومائتين ===
محمد بن موسى الغافقي، مولى لهم، وقد ولي الوزارة والكتابة.
إبراهيم بن محمد بن مزين.
عبد الخالق بن عبد الجبار الباهلي قاضي طليطلة.
 
سنة ست عشرة ومائتين
=== سنة ست عشرة ومائتين ===
فهيا مات عبد الرحمن بن عبد الحميد بن غانم في الحبس، على اختلاف.
 
سنة سبع عشرة ومائتين
=== سنة سبع عشرة ومائتين ===
فرج بن مسرة بن سالم.
 
سنة تسع عشرة ومائتين
=== سنة تسع عشرة ومائتين ===
العباس بن عبد االله القرشي المرواني.
وجهور بن يوسف بن بخت الفارسي الوزير.
وقال الرازي: هلكا معا ً في سنة عشرين بعدها.
 
سنة عشرين ومائتين
=== سنة عشرين ومائتين ===
الفقيه قرعوس بن العباس بن قرعوس الفقيه راوية مالك بن أنس رحمه االله.
وفي كتاب القاضي ابن الفرضي: قرعوس بن العباس بن قرعوس بن عبيد بن منصور بن محمد بن يوسف الثقفي، يكنى أبا الفضل، وقيل أبا محمد، قديم نبيه فقيه، رحل فسمع من مالك بن أنس وسفيان الثوري وابن جريج وابن أبي حازم الليث وغيرهم، فلم يتحقق بالحديث، وتحقق بالمسائل على مذهب مالك وأصحابه، وكان متدينا ً ورعا ً فاضلا ً. وكان ممن أم في أمر الهيج، فوقاه االله، وتوفي في أيام الأمير عبد الرحمن سنة عشرين ومائتين.
السطر 444 ⟵ 468:
سنة ثلاث وعشرين بعدها
فيها توفي أبو محمد بن خالد جد بني عمار المراديين بقرطبة.
 
سنة أربع وعشرين ومائتين
=== سنة أربع وعشرين ومائتين ===
محمد بن خالد بن مرتنيل المعروف بالأشج، صاحب الصلاة بقرطبة، وكان على الصلاة والشرطة معا ً ،وتوفي وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
وفي كتاب ابن الفرضي: أبو عبد االله محمد بن خالد الأشج، مولى الأمير عبد الرحمن بن معاوية، يعرف بابن مرتنيل، قرطبي نبيه، رحل فسمع من ابن القاسم وأشهب وابن نافع ونظرائهم من المدنيين والمصريين ،وكان الغالب عليه الفقه، ولم يكن له علم بالحديث، وولى الشرطة للأمير عبد الرحمن، وولي الصلاة أيضا ً. وفي موته خلاف: قيل سنة عشرين، وقيل سنة أربع وعشرين.
 
سنة خمس وعشرين ومائتين
=== سنة خمس وعشرين ومائتين ===
الوليد بن عبد الخالق بن عبد الجبار بن قيس الباهلي قاضي طليطلة.
 
سنة ثمان وعشرين ومائتين
=== سنة ثمان وعشرين ومائتين ===
فيها مات أبو عبد االله بن محمد بن سعيد الزجالي المعروف بالأصمعي، صنيعة الأمير عبد الرحمن، وهو حامل بعد الوزارة والكتابة والقيادة، على اختلاف، وقيل إنه توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين بعدها.
 
سنة تسع وعشرين ومائتين
=== سنة تسع وعشرين ومائتين ===
وكان فيها موت يحيى بن معمر الألهاني الذي كان قاضي الجماعة.
ويحيى بن موسى.
=== سنة ثلاثين ومائتين ===
عبد االله بن الغازي بن قيس.
قال ابن الفرضي في كتابه: عبد االله بن الغازي بن قيس، من أهل قرطبة، وقد كان عالما ً باللغة والغريب والعربية، بصيرا ً بقراءة نافع بن أبي نعيم، روى عنه ثابت بن حزم السرقسطي وابنه قاسم وغيرهما.
 
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
=== سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ===
فيها مات زونان الفقيه، وكان مولى رسول االله صلى االله عليه وسلم، واسمه عبد الملك بن الحسن.
قال ابن الفرضي: هو عبد الملك بن الحسن بن محمد بن زريق بن عبيد االله بن أبي رافع مولى رسول االله صلى االله عليه وسلم، يكنى أبا مروان، وقيل أبا الحسن، يعرف بزونان، روى عن صعصعة ابن سلام ،وكان مفتيا ً في أيام الأمير عبد الرحمن، وكان له رحلة سمع فيها ابن القاسم وأشهب وابن وهب وغيرهم من المدنيين، وكان يذهب أولا ً إلى مذهب الأوزاعي - وكان الفقه أغلب عليه - ثم تحول إلى مذهب مالك. وهلك سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
 
سنة أربع وثلاثين ومائتين
 
=== سنة أربع وثلاثين ومائتين ===
وعميد الفقهاء شيخ قرطبة يحيى بن يحيى الليثي، هلك لثمان بقين من رجب منها، وله ثنتان وثمانون سنة.
وقال أحمد بن محمد الرازي: بل عيشة الأربعاء لثمان بين من ذي حجة منها.
السطر 483 ⟵ 518:
ومحمد بن حيون بن أبي عبدة أخو حمدون.
ونصر الفتى الخصي خليفة الأمير عبد الرحمن الغالب على دولته، في شعبان منها. وعمر بن حفص بن أبان.
=== سنة سبع وثلاثين ومائتين ===
الوزير عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني، وقد نيف على الثمانين سنة والفقيه قاسم بن هلال القيسي. من كتاب ابن الفرضي: قاسم بن هلال بن فرقد بن عمران القيسي، يكنى أبا محمد، قرطبي تفقه على زياد بن عبد الرحمن، ورحل، فسمع من ابن القاسم وابن وهب وغير واحد من المصريين والمدنيين من أصحاب مالك، وكان عالما ً بالمسائل، ولم يكن له علم بالحديث، وكان رجلا ً معقلا ً وقورا ً، حدث عنه بنوه وغيرهم.
سنة ثمان وثلاثين ومائتين
السطر 540 ⟵ 576:
=== الفهرس ===
#
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ......................................................2 سنة ثلاث وثلاثين ومائتين......................................................2 سنة أربع وثلاثين ومائتين .......................................................2 سنة خمس وثلاثين ومائتين ......................................................3 سنة ست وثلاثين ومائتين.......................................................4 ذكر مهلك نصر الخصي .....................................................5 الكبيرخليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه االله ......................................5 سنة سبع وثلاثين ومائتين .......................................................9 سنة ثمان وثلاثين ومائتين......................................................10 صفة الأمير عبد الرحمن.....................................................13 تسمية ذكور أولاده........................................................13 حجاب الأمير عبد الرحمن .................................................14 سفيان بن عبد ربه ......................................................14 عيسى بن شهيد.............................................15 مولى معاوية بن مروان بن الحكم .......................................15 وزراء الأمير عبد الرحمن ...................................................16 كتاب الأمير عبد الرحمن...................................................17 خبر الزجالي ..................18 أصحاب شرطة الأمير عبد الرحمن بن الحكم..............................21
# سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ......................................................2 سنة ثلاث وثلاثين ومائتين......................................................2 سنة أربع وثلاثين ومائتين .......................................................2 سنة خمس وثلاثين ومائتين ......................................................3 سنة ست وثلاثين ومائتين.......................................................4 ذكر مهلك نصر الخصي .....................................................5 الكبيرخليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه االله ......................................5 سنة سبع وثلاثين ومائتين .......................................................9 سنة ثمان وثلاثين ومائتين......................................................10 صفة الأمير عبد الرحمن.....................................................13 تسمية ذكور أولاده........................................................13 حجاب الأمير عبد الرحمن .................................................14 سفيان بن عبد ربه ......................................................14 عيسى بن شهيد.............................................15 مولى معاوية بن مروان بن الحكم .......................................15 وزراء الأمير عبد الرحمن ...................................................16 كتاب الأمير عبد الرحمن...................................................17 خبر الزجالي ..................18 أصحاب شرطة الأمير عبد الرحمن بن الحكم..............................21
قواده.............................21 قضاة قرطبة للأمير عبد الرحمن بن الحكم..................................21 على اختلاف الرواة في عددهم وترتيب دولهم ........................................21 نوادر من أخبار قضاة الأميرعبد الرحمن ................................25 مستخرجة من كتاب الاحتفال .........................................25 الوفاة لأولى النباهة في دولة الأمير عبد الرحمن بن الحكم.................................38
# قواده.............................21 قضاة قرطبة للأمير عبد الرحمن بن الحكم..................................21 على اختلاف الرواة في عددهم وترتيب دولهم ........................................21 نوادر من أخبار قضاة الأميرعبد الرحمن ................................25 مستخرجة من كتاب الاحتفال .........................................25 الوفاة لأولى النباهة في دولة الأمير عبد الرحمن بن الحكم.................................38
# سنة سبع ومائتين................38 سنة ثمان ومائتين.................38 سنة تسع ومائتين................39 سنة عشر ومائتين ...............39 سنة إحدى عشرة ومائتين..................................................39 سنة اثنتي عشرة ومائتين....................................................40 سنة ثلاث عشرة ومائتين...................................................40 سنة ست عشرة ومائتين ...................................................40 سنة سبع عشرة ومائتين....................................................40 سنة تسع عشرة ومائتين....................................................40 سنة عشرين ومائتين........................................................40 سنة إحدى وعشرين ومائتين...............................................41 سنة ثلاث وعشرين بعدها .................................................41 سنة أربع وعشرين ومائتين.................................................41 سنة خمس وعشرين ومائتين................................................42 سنة ثمان وعشرين ومائتين .................................................42 سنة تسع وعشرين ومائتين.................................................42 سنة ثلاثين ومائتين .............................................42 سنة اثنتين وثلاثين ومائتين .................................................42 سنة أربع وثلاثين ومائتين ..................................................43 سنة خمس وثلاثين ومائتين .................................................43 سنة سبع وثلاثين ومائتين ..................................................44 سنة ثمان وثلاثين ومائتين...................................................45 ذكر خصال من مناقب الأمير عبد الرحمن.................................45 بن الحكم لم تمر في عرض أخباره ..........................................45 ذكر ااعة ...................47 الداخلون إلى الأمير عبد الرحمن من قومه..................................48 ما قيل في رثاء الأمير عبد الرحمن بن الحكم ...............................49 ومما يستلحق في باب الوفاة ................................................49 ذكر عيسى بن دينار ....................................................49 ذكر حارث بن أبي سعد................................................50 ذكر الشيخ يحيى بن يحيى................................................50 الفهرس .............................51
#