الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكتاب (سيبويه)/الجزء الأول»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 277:
فعمل الفعل هنا فيما يكون حالاً كعمل مثله فيما بعده ألا ترى أنه لا يكون إلا نكرة كما أن هذا لا يكون إلا نكرة ولو كان هذا بمنزلة الثوب وزيد في كسوت لما جاز ذهبت راكباً لأنه لا يتعدى إلى مفعول كزيد وعمرو‏.‏
وإنما جاز هذا لأنه حال وليس معناه كمعنى الثوب وزيد فعمل كعمل غير الفعل ولم يكن أضعف منه إذ كان يتعدى إلى ما ذكرت من الأزمنة والمصادر ونحوه‏.‏
واسم الفاعل والمفعول فيه لشيء واحد فمن ثم ذكر على حدته ولم يذكر مع الأول ولا يجوز فيه الاقتصار على الفاعل كما لم يجز في ظننت الاقتصار على المفعول الأول لأن حالك في الاحتياج إلى الآخر ههنا كحالك في الاحتياج إليه ثمة.">

==هذا باب الفعل الذي يتعدى اسم الفاعل إلى اسم المفعول‏ ==‏
 
وسنبين لك إن شاء الله‏.‏
وذلك قولك‏:‏ كان ويكون وصار وما دام وليس وما كان نحوهن من الفعل مما لا يستغنى عن الخبر‏.‏
تقول‏:‏ كان عبد الله أخاك فإنما أردت أن تخبر عن الأخوة وأدخلت كان لتجعل ذلك فيما مضى‏.‏
السطر 329 ⟵ 331:
وسترى ما ‏"‏ إثبات التاء فيه حسن إن شاء الله ‏"‏ من هذا النحو لكثرته في كلامهم‏.‏
وسيبين في بابه ‏"‏‏.‏
فإن قلت‏:‏ من ضربت عبد أمك أو هذه عبد زينب لم يجز لأنه ليس منها ولا بها ولا يجوز أن تلفظ بها و ‏"‏ أنت ‏"‏ تريد العبد‏.
 
== هذا باب تخبر فيه عن النكرة بنكرة==
 
وذلك قولك‏:‏ ما كان أحد مثلك وما كان أحد خيراً منك وما كان أحد مجترئاً عليك‏.‏
وإنما حسن الإخبار ههنا عن النكرة حيث أردت أن تنفي أن يكون في مثل حاله شيء أو فوقه ولأن المخاطب قد يحتاج إلى أن تعلمه مثل هذا‏.‏
السطر 354 ⟵ 358:
وقال الشاعر‏:‏
لتقربن قرباً جلذياً ما دام فيهن ** فصل حيا فقد دجا الليل فهيا هيا
 
==هذا باب ما أجري مجرى ليس في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز ثم يصير إلى أصله ==
بلغة أهل الحجاز ثم يصير إلى أصله وذلك الحرف ‏"‏ ما ‏"‏‏.‏ تقول‏:‏ ما عبد الله أخاك وما زيد منطلقاً‏.‏
وذلك الحرف ‏"‏ ما ‏"‏‏.‏ تقول‏:‏ ما عبد الله أخاك وما زيد منطلقاً‏.‏ وأما بنو تميم فيجرونها مجرى أما وهل أي لا يعلمونها في شيء وهو القياس لأنه ليس بفعل وليس ما كليس ولا يكون فيها إضمار‏.‏
وأما أهل الحجاز فيشبهونها بليس إذ كان معناها كمعناها كما شبهوا بها لات في بعض المواضع وذلك مع الحين خاصة لا تكون لات إلا مع الحين تضمر فيها مرفوعاً وتنصب الحين لأنه مفعول به ولم تمكن تمكنها ولم تستعمل إلا مضمراً فيها لأنها ليس كليس في المخاطبة والإخبار عن غائب تقول لست ‏"‏ ولست ‏"‏ وليسوا وعبد الله ليس ذاهباً فتبنى على المبتدأ وتضمر فيه ولا يكون هذا في لات لا تقول‏:‏ عبد الله لات منطلقاً ولا قومك لاتوا منطلقين‏.‏
ونظير لات في أنه لا يكون إلا مضمراً فيه‏:‏ ليس ولا يكون في الاستثنار إذا قلت أتوني ليس زيداً ولا يكون بشراً‏.‏
السطر 408 ⟵ 412:
ومثل ذلك ما مثل أخيك ولا أبيك يقولان ذاك‏.‏
فلما جاز في هذا جاز في ذلك‏.‏
 
== هذا باب ما يجري على الموضع لا على الاسم الذي قبله ==
وذلك قولك‏:‏ ليس زيد بجبان ولا بخيلاً وما زيد بأخيك ولا صاحبك‏.‏
والوجه فيه الجر لأنك تريد أن تشرك بين الخبرين وليس ينقض إجراؤه عليك المعنى‏.‏
السطر 426 ⟵ 431:
وتكون قريباً ههنا إن شئت ظرفاً‏.‏
فإن لم تجعل قريباً ظرفاً جاز فيه الجر على الباء والنصب على الموضع‏.‏
 
== هذا باب الإضمار في ليس وكان كالإضمار في إن ==
 
إذا قلت‏:‏ إنه من يأتينا نأته وإنه أمة الله ذاهبة‏.‏
فمن ذلك قول بعض العرب‏:‏ ليس خلق الله مثله‏.‏
السطر 442 ⟵ 449:
وكان الوجه عارفه حيث لم يعمل عارف في كل وكان هذا أحسن من التقديم والتأخير لأنهم قد يدعون هذه الهاء في كلامهم وفي الشعر كثيراً وذلك ليس في شيء من كلامهم ولا يكاد يكون في شعر‏.‏
وسترى ذلك إن شاء الله‏.‏
 
== هذا باب ما يعمل عمل الفعل ولم يجر مجرى الفعل ولم يتمكن تمكنه ==
ولم يتمكن تمكنه وذلك قولك ما أحسن عبد الله‏.‏
زعم الخليل أنه بمنزلة قولك‏:‏ شيء أحسن عبد الله ودخله معنى التعجب‏.‏
وهذا تمثيل ولم يتكلم به‏.‏
السطر 451 ⟵ 459:
ونظير جعلهم ما وحدها اسماً قول العرب‏:‏ إني مما أن أصنع أي من الأمر أن أصنع فجعل ما وحدها اسماً‏.‏
ومثل ذلك غسلته غسلاً نعماً أي نعم الغسل‏.‏
 
هذا باب الفاعلين والمفعولين
== هذا باب الفاعلين والمفعولين اللذين كل واحد منهما يفعل بفاعله مثل الذي يفعل به وما كان نحو ذلك ==
وما كان نحو ذلك وهو قولك‏:‏ ضربت وضربني زيد وضربني وضربت زيداً تحمل الاسم على الفعل الذي يليه‏.‏
فالعامل في اللفظ أحد الفعلين وأما في المعنى فقد يعلم أن الأول قد وقع إلا أنه لا يعمل في اسم واحد نصب ورفع‏.‏
وإنما كان الذي يليه أولى لقرب جواره وأنه لا ينقض معنى وأن المخاطب قد عرف أن الأول قد وقع بزيد كما كان خشنت بصدره وصدر زيدٍ وجه الكلام حيث كان الجر في الأول وكانت الباء أقرب إلى الاسم من الفعل ولا تنقض معنىً سووا بينهما في الجر كما يستويان في النصب‏.‏
السطر 480 ⟵ 488:
قال الأخفش‏:‏ فهذا رديء في القياس يدخل فيه أن تقول‏:‏ أصحابك جلس تضمر شيئاً يكون في اللفظ واحداً‏.‏
فقولهم‏:‏ هو أظرف الفتيان وأجمله لا يقاس عليه ألا ترى أنك لو قلت وأنت تريد الجماعة‏:‏ هذا غلام القوم وصاحبه لم يحسن‏.‏
 
هذا باب ما يكون فيه الاسم مبنياً على الفعل قدم أو أخر
== هذا باب ما يكون فيه الاسم مبنياً على الفعل قدم أو أخر وما يكون فيه الفعل مبنياً على الاسم ==
فإذا بنيت الاسم عليه قلت‏:‏ ضربت زيداً وهو الحد لأنك تريد أن تعمله وتحمل عليه الاسم كما كان الحد ضرب زيد عمراً حيث كان زيد أول ما تشغل به الفعل‏.‏
وكذلك هذا إذا كان يعمل فيه‏.‏