الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكتاب (سيبويه)/الجزء الأول»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 1٬113:
واعلم أن حذف النون والتنوين لازم مع علامة المضمر غير المنفصل لأنه لا يتكلم به مفرداً حتى يكون متصلاً بفعل قبله أو باسم فيه ضمير فصار كأنه النون والتنوين في الاسم لأنهما لا يكونان إلا زوائد ولا يكونان إلا في أواخر الحروف‏.‏
والمظهر وإن كان يعاقب النون والتنوين فإنه ليس كعلامة المضمر المتصل لأنه اسم ينفصل ويبتدأ وليس كعلامة الإضمار لأنها في اللفظ كالنون والتنوين فهي أقرب إليها من المظهر اجتمع فيها هذا والمعاقبة‏.‏
وقد جاء في الشعر وزعموا أنه مصنوع‏:‏ هم القائلون الخير والآمرونه إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما وقال‏:‏ ولم يرتفق والناس محتضرونه جميعاً وأيدي المعتفين رواهقه

== باب من المصادر جرى مجرى الفعل المضارع ==

وذلك قولك‏:‏ عجبت من ضرب زيدا ‏"‏ فمعناه أنه يضرب زيداً‏.‏
وتقول‏:‏ عجبت من ضرب زيداً ‏"‏ بكر ومن ضرب زيد عمراً إذا كان هو الفاعل كأنه قال‏:‏ عجبت من أنه يضرب زيد عمراً ويضرب عمراً زيد‏.‏
وإنما خالف هذا الاسم الذي جرى مجرى الفعل المضارع في أن فيه فاعلاً ومفعولاً لأنك إذا قلت‏:‏ هذا ضارب فقد جئت بالفاعل وذكرته وإذا قلت‏:‏ عجبت من ضرب فإنك لم تذكر الفاعل فالمصدر ليس بالفاعل وإن كان فيه دليل على الفاعل ‏"‏ فلذلك احتجت فيه إلى فاعل ومفعول ولم تحتج حين قلت‏:‏ هذا ضارب زيداً إلى فاعل ظاهر لأن المضمر في ضارب هو الفاعل ‏"‏‏.‏
السطر 1٬130 ⟵ 1٬134:
وتقول‏:‏ عجبت من ضرب اليوم زيداً كما قال‏:‏ يا سارق الليل أهل الدار لله در اليوم من لامها لأنهم لم يجعلوه فعلاً أو فعل شيئاً في اليوم إنما هو بمنزلة‏:‏ لله بلادك‏.‏
ويجوز‏:‏ عجبت له من ضرب أخيه يكون المصدر مضافاً فعل أو لم يفعل ويكون منوناً وليس بمنزلة ضارب‏.‏
 
== باب الصفة المشبهة بالفاعل فيما عملت فيه ==
 
ولم تقوم أن تعمل عمل الفاعل لأنها ليست في معنى الفعل المضارع فإنما شبهت بالفاعل فيما عملت فيه‏.‏
وما تعمل فيه معلوم إنما تعمل فيما كان من سببها معرفاً بالألف واللام أو نكرة لا تجاوز هذا لأنه ليس بفعل ولا اسم هو في معناه‏.‏