الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الباعث على إنكار البدع والحوادث»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
إزالة نصوص ليست من كلام المؤلف
سطر 22:
وأخرج الحافظ أبو بكر البهيقي في كتاب الإعتقاد بلفظ أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وزاد وكل ضلالة في النار
وأخبرنا أبو النجي الحريمي أخبرنا ابو الوقت عبد الأول أخبرنا أبو الحسن الداؤدي أخبرنا أبو محمد الحموي أخبرنا أبو عمران السمرقندي أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال خط لنا رسول الله يوما خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلى وإن هذا صراطي مستقيما فابتعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
وبه الى الدارمي أخبرنا أبو عاصم أخبرنا ثور بن يزيد حدثنا خالد بن معدان عن عبد الرحمن ابن عمرو عن عرباض بن ساريا رضى الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلاة الفجر ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضو عليها بالنواجذ وإياكم والمحدثنات فإن كل محدثة بدعه قال أبو عاصم مرة وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة أخرجه أبو داوود وابن ماجه في سننهما وأبو عيسى الترمذي في جامعه وقال هذا حديث حسن صحيح.
 
كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضو عليها بالنواجذ وإياكم والمحدثنات فإن كل محدثة بدعه قال أبو عاصم مرة وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة أخرجه أبو داوود وابن ماجه في سننهما وأبو عيسى الترمذي في جامعه وقال هذا حديث حسن صحيح
وفي الصحيحين وسنن أبي داوود من ابراهيم بن سعد عن أبيه سعد بن أبراهيم عن القاسم بن محمد عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد وفي رواية من صنع أمرا على غير أمرنا فهو رد أي مردود على فاعله
وقال الدارمي أخبرنا مروان بن محمد أخبرنا سعيد عن ربيعة بن زيد قال قال معاذ بن جبل رضى الله عنه يفتح القرآن على الناس حتى يقرأه الصبي والمرأة والرجل فيقول الرجل قد قرأت القرآن فلم أتبع والله لأقومن به فيهم لعلي أتبع فيقوم به فيهم فلا يتبع فيقول قد قرأت القرآن فلم اتبع به وقد قمت به فلم أتبع لأختصرن في بيتي مسجدا لعلي أتبع فيختصر في بيته مسجدا فلا يتبع فيقول قد قرأت القرآن فلم أتبع وقمت به فيهم فلم أتبع وقد اختصرت في بيتي في مسجدا فلم أتبع والله لأتينهم بحديث لا يجدونه في كتاب الله ولم يسمعوه عن رسول الله لعلي أتبع قال معاذ فأياكم وما جاء به فإن ما جاء به ضلالة وأخرج أبو دوواد هذا الأثر بلفظ آخر فقال قال معاذ إن من ورائكم فتن يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير والعبد والحر فيوشك أن يقول قائل ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره فأياكم وما ابتدع فإنما إبتدع ضلالة وأحذروا زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلال على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق
السطر 49 ⟵ 48:
 
حدثنا أبن أبي إسرائيل قال حسان بن إبراهيم حدثنا محمد بن مسلم قال من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام قال أبو معشر سألت إبراهيم بن موسى عن هذه الأهواء فقال ما جعل الله في شيء منها مثقال ذرة من خير ما هي إلا نزعة من الشيطان عليك بالأمر الأول
أخبرنا غير واحد إجازة عن الحافظ أبي طاهر السلفي وابي الفتح محمد بن عبد الباقي قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحسين بن زكريا الطريثيثي المقريء قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري في كتاب شرح الحجج أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة بإسناده أن عبد الملك ابن مروان سأل غضيف بن الحرث عن القصص ورفع الأيدي على المنابر فقال غضيف انهما لمن أمثال ما أحدثتم وإني لا اجيبك إليهما لأني حدثت ان رسول الله قال ما من أمة تحدث في دينها بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة والتمسك بالسنة أحب الى من أن أحدث بدعة وفيه عن شبابه قال حدثنا هشام بن الغاز عن نافع عن عمر رضى الله عنهما قال كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة .
 
2 - فصل في إنكار المنكر وإحياء السنن وإماتة البدع
ومن اتباع سنة رسول الله وسنة خلفائه الراشدين رضى الله عنهم إنكار المنكر وإحياء السنن وإماتة البدع ففي ذلك أفضل أجر وأجمل ذكر
سطر 61:
 
الصحيحة فقد صح عنه من حديث تميم الداري رضى الله عنه قال قال رسول الله أن الدين النصيحة ثلاث مرات قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسله ولأئمة المؤمنين وعامتهم
ومن حديث ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي على الحق طاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله ومن حديث أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ما قيل يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف أنصره طالما فقال تكفه عن الظلم فذلك نصرك إياه .
 
3 - فصل في معنى وأصل البدعة
وقد صنف الإمام الشيخ الزاهد أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي رحمه الله كتابا ذكر فيه جملا من بدع الأمور ومحدثاتها التي ليس لها أصل في كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا غيره وهو كتاب حسن مشحون بالفوائد على صغره أخبرنا به شيخنا العلامه أبو الحسن علي بن محمد الهمداني قراءة مني عليه قال أنبأنا به الإمام أبو الطاهر أسماعيل بن مكي بن عوف مفتي الأسكندرية عنه وسننقل منه الى هذا الكتاب جمله من قوائده في مواضعها
السطر 92 ⟵ 93:
في الأوقات المكروهه ومن ذلك اقراره صلى الله عليه وسلم الصحابي الآخر على ملازمة قراءة قل هو الله أحد دون غيرها من السور
وأما البدع المستقبحة فهي التي أردنا نفيها بهذا الكتاب وانكارها وهي كل ما كان مخالفا للشريعة أو ملتزما لمخالفتها وذلك منقسم الى محرم ومكروه ويختلف ذلك بإختلاف الوقائع وبحسب ما به من مخالفة الشريعة تارة ينتهي ذلك الى ما يوجب التحريم وتارة لا يتجاوز صفة كراهة التنزيه وكل فقيه موفق يتمكن بعون الله من التمييز بين القسمين مهما رسخت قدمه في إيمانة وعلمه 5
 
فصل في تقسيم البدع المستقبحة
ثم هذه البدع المستقبحة والمحدثات تنقسم قسمين قسم تعرف العامة والخاصة أنه بدعة إما محرمة وإما مكروهة وقسم يظنه معظمهم إلا من عصم عبادات وقربا وطاعات وسننا
السطر 121 ⟵ 123:
قال البيهقي روينا عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان إذا رأى رجلا يصلي وهو يسمع الإقامة ضربه
قلت أيجوز لمسلم أن يسمع هذه الأحاديث والإثار ثم يقول أن النبي نهى الناس عن الصلاة من حيث هي صلاة وأن عمر وابن عباس رضى الله عنهما داخلان تحت قوله تعالى أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى سورة العلق 9 10 وأن يقال لهما جوابا عن نهيهما كلا لا تطعه واسجد واقترب سورة العلق آية 19 فكذلك كل من نهى عن ما نهى عنه الشرع لا يقول له ذلك ولا يستحسنه من قائله ويسطره متبجحا به إلا جاهل محرف لكتاب الله تعالى مبدل لكلامه قد سلبه الله تعالى لذة فهم مراده من وحيه
إن كان هذا من أوضح المواضع فكيف بما يذق معانيه وتلطف اشاراته ورده على الناهي عن ذلك ممتثلا بقوله تعالى كلا لا تطعه يتضمن الرد على الرسول فإنه هو الذي نهى وأمر بانكار المنكر والله حسيب من افترى اللهم اجعلنا ممن يدخل في عموم ما روى عن النبي مرسلا ومرفوعا من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاصي وغيرهما رضى الله عنهم يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
 
7
7 - فصل فيما اشتهر من البدع في بلاد الإسلام
ومن هذا القسم الثاني أمور اشتهرت في معظم بلاد الإسلام وعظم وقعها عند العوام ووضعت فيها أحاديث كذب فيها على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم واعتقد بسبب تلك الأحاديث فيها ما لم يعتقد فيما افترضه الله تعالى واقترنت فيها مفاسد كثيرة وأدى التمادي في ذلك الى أمور منكرة غير يسيرة ترك الاحتفال بها أولا فتفاهم أمرها فسومح بها فتطاير شررها وطهر شرها وأشدها في ذلك ثلاثة أمور وهي التعريف والألفية وصلاة الغائب
 
السطر 139 ⟵ 141:
الحسن من غير قصد الجمعية ومضاهاه لأهل عرفة وإيهام العوام إن هذا شعار من شعائر الدين والمنكر إنما هو ما اتصف بذلك والله أعلم على أن تعريف ابن عباس قد صار على صورة أخرى غير مستنكر ذكر محمد بن قتيبة في غريبة قال في حديث ابن عباس ان الحسن ذكره فقال كان أول من عرف بالبصرة صعد المنبر فقرأ البقرة وآل عمران وفسرهما حرفا حرفا
قلت فتعريف ابن عباس رضى الله عنهما كان على هذا الوجه فسر للناس القرآن فإنما اجتمعوا لاستماع العلم وكان ذلك عشية عرفة فقيل عرف ابن عباس بالبصرة لاجتماع الناس له كاجتماعهم الموقف وقد وضحت ذلك أيضا في ترجمة عبد الله بن عباس رضى الله عنهما في كتاب التاريخ الكبير وعلى الجملة فأمر التعريف قريب إلا إذا جر مفسدة كما ذكره الطرطوشي في التعريف ببيت المقدس وقد قال الأثرم سألت أحمد بن حنبل عن التعريف في الأمصار يجتمعون يوم عرفة فقال أرجو أن لا يكون به بأس قد فعله غير واحد الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة
وفي رواية قال أحمد لا بأس به إنما هو دعاء وذكر لله فقيل له تفعله أنت قال أما أنا فلا ذكره الشيخ من موفق الدين في كتابه المغني .
 
8 - فصل في بدعة النصف من شعبان
فأما الألفية فصلاة ليلة النصف من شعبان سميت بذلك لأنها يقرأ فيها قل هو الله أحد ألف مرة لأنها مائة ركعة في كل ركعة يقرأ الفاتحة مرة وبعدها سورة الإخلاص عشر مرات وهي صلاة طويلة مستثقلة لم يأت فيها خير ولا أثر إلا ضعيف أو موضوع وللعوام بها افتتان عظيم والتزم بسببها كثرة الوقيد في جميع مساجد البلاد التي تصلي فيها ويستمر ذلك كله ويجري فيه الفسوق والعصيان واختلاط الرجال بالنساء ومن الفتن المختلفة ما شهرته تغني عن
السطر 450 ⟵ 453:
قلت أراد بقوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي الركعتين بعد الجمعة في بيته ولا يصليهما في المسجد وذلك هو المستحب وقد ورد من غير هذا الحديث وأرشد الى هذا التأويل ما تقدم من الآدلة على أنه لا سنة للجمعة قبلها وأما اطالة ابن عمر الصلاة قبل الجمعة فقد سبق الكلام
 
عليه وأن ذلك منه ومن أمثاله تطوعا من عند أنفسهم لأنهم كانوا يبكرون الىإلى حضور الجمعة فيشتغلون بالصلاة ذكر ذلك الامام أبو حامد الغزالي في كتاب الاحباء قال وكان يرى في القرن الأول بعد طلوع الفجر الطرقات مملوءة من الناس يمشون في السرج ويزد حمون فيها الى الجامع قال ودخل ان مسعود بكرة فرأى ثلاثة نفر قد سبقوه بالبكور فاغتم لذلك وجعل يقول لنفسه معاتبا إياها رابع أربعة وما رابع أربعة ببعيد وذكر من آداب الجمعة أن يقطع الصلاة عند خروج الإمام ويقطع الكلام أيضا بل يشتغل بجواب المؤذن ثم استماع الخطبة قال وجرت عادة بعض العوام بسجود عند قيام المؤذنين ولا يثبت له اصل في أثر ولا خبر لكنه إن وافق سجود تلاوة فلا بأس
فان قلت دليل ان للجمعة سنة قبلها ما أخرجه أبو عبد الله محمد بن يزيد ابن ماجة في سننه فقال باب الصلاة قبل الجمعة حدثنا محمد بن يحي حدثنا يزيد ابن عبد ربه حدثنا بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن ارطأة عن عطية العوفي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يركع من قبل الجمعة اربعا لا يفصل في شيء منهن
قلت: في سنن ابن ماجه من جملة الأحاديث الضعاف والموضوعات كالذي ذكره في فضل بلدة قزوين وليس لعطية العوفي عن ابن عباس في كتابه غير هذا الحديث وهذا إسناد لا تقوم به حجة لضعف رجاله فكيف يعارض ما تقدم من الآدلة الصحيحة على خلافه فبقية ضعيف ومبشر ومنكر الحديث والحجاج بن ارطأة لا يحتج به وعطية قال البخاري كان هشيم يتكلم فيه وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول شيخ يقال له مبشر بن عبيد كان يكون بحمص أظنه كوفيا روى عنه بقية وأبو المغيرة أحاديث موضوعة كذب وقال الدارقطني مبشر بن عبيد متروك الحديث أحاديثه لا يتابع عليها وقال أبو بكر البيهقي عطية العوفي لا يحتج به وكذلك في الحجاج بن ارطأة في غير ما وضع من سننه وقال مبشر بن عبيد الحمصي منسوب الىإلى وضع الحديثالحديث،
 
قلت ولعل الحديث انقلب على أحد هؤلاء الضعفاء لعدم ضبطهم واتقانهم 2فقال قبل الجمعة وإنما هو بعد الجمعة فيكون موافقا لما ثبت في الصحيح وقد قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى نحوا من هذا القول في رواية عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلع قسم يوم خيبر للفارس سهمين وللراجل سهما قال الشافعي في القديم كأنه سمع نافعا يقول للفرس سهمين وللراجل سهما فقال الفارس سهمين وللراجل سهما يعني فيكون موافقا لرواية أخيه عبيد الله بن عمر قال وليس يشك أحد من أهل العلم في تقدمه عبيد الله بن عمر على أخيه في الحفظ نقل ذلك عن الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى في كتاب السنن الكبير فهذا وجه الكلام على الحديث الذي في سنن ابن ماجه ولم يكن لنا في تأويله بعد بيان ضعفه حاجة والله سبحانه وتعالى أعلم وهو حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين دائما الي يوم الدين آمين
تم الكتاب والحمد الله
 
كلمة جليلة من عالم جليل في هذه الأيام
قد رأيت أن الحق بهذه الرسالة التي هي في البدع سؤالين هامين أجاب عنهما عالم جليل القدر يعرف العالم كله قدره إجابة نافعة إن شاء الله تعالى تهم المسلمين وتصلح من شأنهم وهما أيضا في التحذير من البدع الحادثة في هذه الأيام
وهذين السؤالين قد أرسلا ضمن عدة اسئلة وجهت لهذا العالم وهو سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رييس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وهما منشورين في عام 1397 ه في رسالة لطيفة توزع مجانا فأجاب عنهما كالآتي
 
السؤال الأول
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم والقيام له في أثناء ذلك وإلقاء السلام وغير ذلك مما يفعل في المولد
والجواب أن يقال لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول ولا غيره لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين لأن الرسول لم يفعله ولا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة وهم أعلم الناس بالسنة وأكمل حبا لرسول الله ومتابعة لشرعة ممن بعدهم
وقد ثبت عن النبي أنه قال من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد أي مردود عليه وقال في حديث آخر عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم وقال سبحانه لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا
 
وقال تعالى والسابقون الآولون من المهاجرين والآنصار والذين أتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم وقال تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا
والآيات في هذا المعنى كثيرة وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة وأن الرسول E لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به راعمين أن ذلك مما يقربهم الى الله وهذا بلا شك فيه خطر عظيم واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين وأتم عليهم النعمة
والرسول قد بلغ البلاغ المبين ولم يترك طريقا يوصل الى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال رسول الله ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم رواه مسلم في صحيحه ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الآنبياء وخاتمهم وأكملهم بلاغا ونصحا فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يراضاه الله سبحانه لنبيه الرسول للأمة أو فعله في حياته أو فعله أصحابه رضى الله عنهم فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين وقد جاء في معناهما أحاديث أخرى مثل قوله صلى الله
 
عليه وسلم في خطبة الجمعة أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة رواه الإمام مسلم في صحيحه
والآيات والآحاديث في هذا الباب كثيرة وقد صرح جماعة من العلماء فإنكار الموالد والتحذير منها عملا بالأدلة المذكورة وغيرها وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنتكرات كالغلو في رسول الله وكاختلاط النساء بالرجال واستعمال الآلات الملاهي وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر وظنوا أنها من البدع الحسنة والقاعدة الشرعية رد ما تنازع فيه الناس الى كتاب الله وسنة رسوله محمد
كما قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا وقال تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله وقد رددنا هذه المسألة وهي الأحتفال بالموالد الى كتاب الله سبحانه وتعالى فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول فيما جاء به ةيحذرنا عما نهى عنه ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها وليس هذا الإحتفال مما جاء به الرسول فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه وقد رددنا ذلك أيا الى سنة الرسول فلم نجد فيها أنه فعله ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضى الله عنهم
فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم وبذلك يتضح لكل من له أدنى
 
بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الإحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله بتركها والحذر منها ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة م يفعله من الناس في سائر الاقطار فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين وإنما يعرف بالأدلة الشرعية كما قال تعالى عن اليهود والنصارى وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين وقال تعالى وإن تطع أكثر من في الآرض يضلوك عن سبيل الله الآية
ثم إن غالب هذه الإحتفالات بالمواد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى كاختلاط النساء بالرجال واستعمال الآغاني والمعازف وشرب المسكرات والمخدرات وغير ذلك من الشرور وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر وذلك بالغلو في رسول الله أو غيره من الأولياء ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد واعتقاد أنه يعلم الغيب ونحو ذلك م الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي وغيره ممن يسمونهم بالأولياء
وقد صح عن رسول الله أنه قال إياكم والغلو في الدينفإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وقال عليه االصلاة والسلام
لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم أنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر رضى الله عنه
ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الإحتفالات المبتدعة ويدافع عنها ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات ولا يرفع بذلك رأسا ولا يرى أنه أتى
 
منكر عظيما ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة وكثرة ماران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين
ومن ذلك أن بعضهم يظن أن رسول الله يحضر المولد ولهذا يقومون له محيين ومرحبين وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل فإن الرسول لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ولا يتصل بأحد من الناس ولا يحضر اجتماعاتهم بل هو مقيم في قبره الى يوم القيامه وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة كما قال الله تعالى في سورة المؤمنين ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون
وقال النبي أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامه وأنا أول شافع وأول مشفع عليه من ربه افضل الصلاة والسلام فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث كلها تدل على أن النبي وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به
أما الصلاة والسلام على رسول الله فهي من أفضل القربات ومن الأعمال الصالحات كما قال الله تعالى إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
وقال النبي من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا وهي مشروعه في جميع الأوقات ومتأكدة في آخر كل صلاة
 
بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة منها بعد الآذان وعند ذكره E وفي يوم الجمعة وليلتها كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة
والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه وأن يمن على الجميع يلزوم السنة والحذر من البدعة إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
 
السؤال الثاني
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز الى من يطلع عليه من المسلمين حفظهم الله بالإسلام وإياهم من شر مفتريات الجهلة الطغام آمين
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فقد أصلعت على كلمة منسوبع الى الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف بعنوان هذه وصية من المدينة المنورة عن الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف قال فيها كنت ساهرا ليلة الجمعة أتلو القرآن الكريم وبعد تلاوة قراءة أسماء الله الحسنى فلما فرغت من ذلك تهيأت للنوم فرأيت صاحب الطلعة البهية رسول الله صلع الذي أتي بالآيات القرآنية والأحكام الشريفة رحمه بالعاملين سيدنا محمد فقال يا شيخ أحمد قلت لبيك يا رسول الله يا أكرم خلق الله فقال لي أنا خجلان من أفعال الناس القبيحة ولم أقدر أن أقابل ربي ولا الملائكة لأن من الجمعة الى الجمعة مات مائة وستون ألفا على غير دين الأسلام ثم ذكر بعض ما وقع فيه الناس من المعاصي
ثم قال فهذه الوصية رحمة بهم من العزيز الجبار ثم ذكر بعض أشراط الساعة الى أن قال فأخبرهم يا شيخ أحمد بهذه الوصية لأنها منقوله بقلم القدر من الوح المحفوظ ومن يكتبها ويرسلها من بلد الى بلد ومن محل الى محل بنى له قصر في الجنة ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعتي يوم القيامة ومن كتبها وكان فقيرا أغناه الله أو كان مديونا قضى الله دينه أو عليه ذنب غفر الله له ولوالديه ببركة هذه الوصية ومن لم يكتبها من عباد الله أسود وجهه في الدنيا والآخرة وقال والله العظيم ثلاثا هذه ححقيقة وإن كنت كاذبا أخرج من الدنيا على غير الأسلام ومن يصدق بها ينجو من عذاب النار ومن كذب بها كفر
 
هذه خلاصة ما في هذه الوصية المكذوبة على رسول الله ولقد سمعنا هذه الوصية المكذوبة مرات كثيرة منذ سنوات متعددة تنشر بين الناس فيما بين وقت وآخر وتروج بين الكثير من العامة وفي ألفاظها اختلاف وكاذبها يقول إنه رأى النبي في النوم فحمله هذه الوصية وفي هذه النشرة الأخيرة التي ذكرناها لك أيها القاريء زعم المفتري فيها أنه رأى النبي في النوم فحمله هذه الوصية حتى تهيأ للنوم لا في النوم فالمعنة أنه رآه يقظة زعم هذا المفتري في هذه الوصية أشياء كثيرة هي من أوضح الكذب وأبين الباطل سأنبك عليها قريبا في هذه الكلمة أن شاء الله ولقد نبهت عليها في السنوات الماضية وبينت للناس أنها من أوضح الكذب وأبين الباطل
فلما أطلعت على هذه النشرة الأخيرة ترددت في الكتابة عنها لظهور بطلانها وعظم جرأة مفتريها على الكذب وما كنت أظن أن بطلانها يروج على من له أدنى بصيرة أو فطرة سليمة ولكن أخبرني كثير من الإخوان أنها قد راجت على كثير من الناس وتداولوها بينهم وصدقها بعضهم فمن أجل ذلك رأيت أنه يتعين على أمثالي الكتابة عنها لبيان بطلانها وأنها مفتراة على رسول الله حتى لا يغتر بها أحد ومن تأملها من ذوي العلم والأيمان أو ذوي الفطرة السليمة والعقل الصحيح عرف أنها كذب وإفتراء من وجوه كثيرة ولقد سألت بعض أقارب الشيخ أحمد المنسوبه إليه هذه الفرية عن هذه الوصية فأجابني بأنها مكذوبه على الشيخ أحمد وأنه لم يقلها أصلا والشيخ أحمد المذكور قد مات من مدة ولو فرضنا أن الشيخ أخمد المذكور أو من هو أكبر منه زعم أنه رأى النبي صلع في النوم أو اليقظة وأوصاه بهذه الوصية لعلمنا يقينا أنه كاذب أو أن الذي قال له ذلك شيطان وليس هو الرسول لوجوه كثيرة
منها أن الرسول لا يرى في الثقظة بعد وفاته
 
ومن زعم من جهلة الصوفيه أنه يرى النبي في اليقظة أو أنه يحضر المولد او ما شابه ذلك فقد غلط أقبح غلط ولبس عليه غاية التلبيس ووقع في خطأ عظيم وخالف الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم لأن الموتى إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة لا في الدنيا كما قال الله سبحانه وتعالى ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون فأخبر سبحانه أن بعث الأموات يكون يوم القيامة لا في الدنيا ومن صال خلاف ذلك فهو كاذب كذبا بينا أو غالط ملبس عليه لم يعرف الحق الذي عرفه السلف الصالح ودرج عليه أصحاب الرسول وأتباعهم بإحسان
الوجه الثاني أن الرسول لا يقول خلاف الحق لا في حياته ولا في وفاته وهذه والصية تخالف شريعتة مخالفة ظاهرة من وجوه كثيرة كما يأتي وهو صلى الله عليه وسلم قد يرى في النوم ومن رآه في المنام على صورته الشريفه فقد رآه لأن الشيطان لا يتمثل في صورته كما جاء بذلك الحديث الصحيح الشريف
ولكن الشأن كل الشأن في إيمان الرائي وصدقة وعدالته وضبطه وديانته وأمانه وهل رأى النبي صلع في صورته أو في غيرها ولو جاء على النبي حديث قاله في حياته من غير طريق الثقاة العدول الضابطين لم يعتمد عليه ولم يححتج به أو جاء من طريق الثقاة الضابطين ولكنه يخالف رواية من هو أحفظ منهم وأوثق مخالفة لا يمكن معها الجمع بين الروايتين لكان أحدهما منسوخا لا يعمل به والثاني ناسخ يعمل به حيث أمكن ذلك بشروطه وإذا لم يكن ذلك ولم يمكن الجمع وجب أن تطرح رواية من هو أقل حفظا وأدنى عدالة والحكم عليها بأنها شاذة لا يعمل بها
 
فكيف بوصية لا يعرف صاحبها الذي نقلها عن رسول الله ولا تعرف عدالته وأمانته فهي والحالة هذه ححقيقه بأن تطرح ولا يلتفت إليها وإن لم يكن فيها شيء يخالف الشرع
فكيف إذا كانت الوصيه مشتملة على أمور كثيرة تدل على بطلانها وأنها مكذوبه على رسول الله ومتضمنة لتشريع دين لم يأذن به الله وقد قال النبي من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار وقد قال مفتري هذه الوصية على رسول الله ما لم يقل وكذب عليه كذبا صريحا خطيرا فما أحراه بهذا الوعيد العظيم وما أحقه به إن لم يبادر بالتوبة وينشر للناس أنه قد كذب هذه الوصية على رسول الله لأن من نشر باطلا بين الناس ونسبه الى الدين لم تصح توبته منه إلا بإعلانها وإظهارها حتى يعلم الناس رجوعه عن كذبه وتكذيبه لنفسه لقول الله تعالى إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فاولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم
فأوضح الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أن من كتم شيئا من الحق لم تصح توبته من ذلك إلا بعد الإصلاح والتبين والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين وأتم عليهم النعمة ببعث رسول الله وما أوحى الله أليه من الشرع الكامل ولم يقبضه إليه إلا بعد الإكمال والتبيين كما قال تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي الآية
ومفتري هذه الوصية قد جاء في القرن الرابع عشر يريد أن يلبس على الناس دينهم ويشرع لهم دينا جديدا يترتب عليه دخول الجنة لمن أخذ بتشريعه
 
وحرمان الجنة ودخول النار لمن لم يأخذ بتشريعه ويريد أن يجعل هذه الوصية التي أفتراها أعظم من القرآن وأفضل حيث أفترى فيها أن من كتبها وأرسلها من بلد الى بلد أو من محل الى محل بنى له قصر في الجنة ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعة النبي يوم القيامة
وهذا من أقبح الكذب ومن أوضح الدلائل على كذب هذه الوصية وقلة حياء مفتريها وعظم جرأته على الكذب لأن من كتب القرآن الكريم وأرسله من بلد الى بلد أو من محل لم يحصل له هذا الفضل إذا لم يعمل بالقرآن الكريم فكيف يحصل لكاتب هذه الفرية وناقلها من بلد الى بلد ومن لم يكتب القرآن ولم يرسله من بلد الى بلد لم يحرم شفاعة النبي إذا كان مؤمنا به تابعا لشريعته وهذه الفرية الواحدة في هذه الوصية تكفي وحدها للدلالة على بطلانها وكذب ناشرها ووقاحته وغباوته وبعده عن معرفة ما جاء به الرسول من الهدى
وفي هذه الوصية سوى ما ذكر أمور أخرى كلها تدل على بطلانها وكذبها ولو أقسم مفتريها ألف قسم أو أكثر على صحتها ولو دعا على نفسه بأعظم العذاب وأشد النكال على أنه صادق لم يكن صادقا ولم تكن صحيحه بل هي والله ثم والله من أعظم الكذب وأقبح وأقبح الباطل ونحن نشهد الله سبحانه ومن حضرنا من الملائكة ومن أطلع على هذه الكتابة من المسلمين شهادة نلقي بها ربنا تعالى أن هذه الوصية كذب وافتراء على رسول الله أخزى الله من كتببها وعامله بما يستحق
ويدل على كذبها وبطلانها سوى ما تقدم أمور كثيرة الأول منها قوه فيها لأن من الجمعة الى الجمعة مات مائة وستون ألفا على غير دين الإسلام لأن هذا من علم الغيب والرسول قد أنقطع عنه الوحي بعد وفاته وهو في حياته لا يعلم الغيب فكيف بعد وفاته لقول الله سبحانه
 
قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب الآية وقوله تعالى قل لا يعلم من في السموات والآرض الغيب إلا الله
وفي الحديث الصحيح عن النبي أنه قال يذاد رجال عن حوضي يوم القيامة فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توقيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد
الثاني من الأمور الدالة على بطلان هذه الوصية وأنها كذب قوله فيها ومن كبتها وكان فقيرا أغناه الله أو مديونا قضى الله دينه أو عليه ذنب غفر الله له ولوالديه ببركة هذه الوصية الى أخره وهذا من أعظم الكذب وأوضح الدلائل على كذب مفتريها وقلة حيائه من الله ومن عباده لأن هذه الأمور الثلاثة لا تحصل بمجرد كتب القرآن الكريم فكيف تحصل لمن كتب هذه الوصية الباطله وإنما يريد هذا الخبيث التلبيس على الناس وتعليقهم بهذه الوصية حتى يكتبوها ويتعلقوا بهذا الفضل المزعوم ويدعو الأسباب التي شرعها الله لعباده وجعلها موصلة الى الغنى وقضاء الدين ومغفرة الذنوب فنعوذ بالله من أسباب الخذلان وطاعة الهوى والشيطان
الأمر الثالث من الأمور الدالة على بطلان هذه الوصية فوله فيها ومن لم يكتبها من عباد الله أسود وجهه في الدنيا والآخرة وهذا أيضا من أقبح الكذب ومن أبين الأدلة على بطلان هذه الوصية التي جاء بها أن من لم يكتبها يسود وجهه في الدنيا والآخرة ومن كتبها كان غنيا بعد الفقر وسليما من الدين بعد تراكمه عليه ومغفورا له ما جناه من الذنوب سبحانك هذا بهتان عظيم
 
قلت: ولعل الحديث انقلب على أحد هؤلاء الضعفاء لعدم ضبطهم واتقانهم 2فقال قبل الجمعة وإنما هو بعد الجمعة فيكون موافقا لما ثبت في الصحيح وقد قال الامامالإمام الشافعي رحمه الله تعالى نحوا من هذا القول في رواية عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلع قسم يوم خيبر للفارس سهمين وللراجل سهما قال الشافعي في القديم كأنه سمع نافعا يقول للفرس سهمين وللراجل سهما فقال الفارس سهمين وللراجل سهما يعني فيكون موافقا لرواية أخيه عبيد الله بن عمر قال وليس يشك أحد من أهل العلم في تقدمه عبيد الله بن عمر على أخيه في الحفظ نقل ذلك عن الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى في كتاب السنن الكبير فهذا وجه الكلام على الحديث الذي في سنن ابن ماجه ولم يكن لنا في تأويله بعد بيان ضعفه حاجة والله سبحانه وتعالى أعلم وهو حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين دائما اليإلى يوم الدين آمين .
وأن الأدلة والواقع يشهدان يكذب هذا المفتري وعظم جرأته على الله وقلة حيائة من الله ومن الناس فهؤلاء أمم كثيرة لم يكتبوها فلم تسود وجوههم وهاهنا جم غفير لا يحصهم إلا الله قد كتبوها مرات كثيرة فلم يقض دينهم ولم يزل فقرهم فنعوذ بالله من زيغ القلوب ورين الذنوب وهذه صفات وجزاءات لم يأت بها الشرع الشريف لمن كتب أفضل كتاب وأعظمه وهو القرآن الكريم فكيف تحصل لمن كتب وثية مكذوبة مشتملة على أنواع من الباطل وجمل كثيرة من أنواع الكفر سبحان الله ما أحلمه على من اجترأ عليه بالكذب
الأمر الرابع من الأمور الدالة على أن هذه الوصية من أبطل الباطل وأوضح الكذب قوله فيها ومن يصدق بها ينجو من غذاب النار ومن كذب بها كفر وهذا أيضا من أعظم الجرأة على الكذب ومن أقبح الباطل يدعو هذا المفتري جميع الناس الى أن يصدقوا بفريته ويزعم أنهم بذلك ينجون من عذاب النار وأن من كذب بها يكفر لقد أعظم والله هذا الكذاب على الله الفرية وقال والله غير الحق إن من صدق بها هو الذي يستحق أن يكون كافرا لا من كذب بها لأنها فرية وباطل وكذب لا أساس له من الصحة
ونحن نشهد الله على انها كذب وأن مفتريها كذاب يريد أن يشرع للناس ما لم يأذن به الله ويدخل في دينهم ما ليس منه والله قد أكمل الدين وأتمه لهذه الأمه من قبل هذه الفرية بأربعة عشر قرنا فأنتبهوا أيا القراء والإخوان
وإياكم والتصديق بأمثال هذه المفتريات وأن يكون لها رواج فيما بينكم فإن الحق عليه نور لا يلتبس على طالبه فأطلبوا الحق بدليله وأسألوا أهل العلم عما أشكل عليكم ولا تغتروا بحلف الكذابين فقد حلف إبليس اللعين لأبويكم على أنه لهما من الناصحين وهو أعظم الخائنين وأكذب الكذابين كما حكى الله عنه ذلك في سورة الأعراف حيث قال سبحانه وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين
 
تم الكتاب والحمد الله.
فأحذروه وأحذروه وأتباعه من المفترين فكم له ولهم من الإيمان الكاذبه والعهود الغدرة والأقوال المزخرفة للإغواء والتضليل عصمنى الله وإياكم وسائر المسلمين من شر الشياطين وفتن المضلين وزيغ الزائغين وتلبيس أعداء الله المبطلين الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويلبسوا على الناس دينهم والله متم نوره وناصر دينه ولو كره أعداء الله من الشياطين وأتباعهم من الكفار والملحدين
وأما ما ذكره هذا المفترى من ظهور المنكرات فهو أمر واقع والقرآن الكريم والسنة المطهرة قد حذرا منها غاية التحذير وفيهما الهداية والكفاية ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يمن عليهم بإتباع الحق والآستقامة عليه والتوبه الى الله سبحانه من سائر الذنوب فإنه التواب الرحيم والقادر على كل شيء
وأما ما ذكر عن شروط الساعة فقد أوضحت الأحاديث النبوية ما يكون من أشراط الساعة وأشار القرآن الكريم الى بعض ذلك فمن أراد أن يعلم ذلك وجده في محله من كتب السنة ومؤلفات أهل العلم والإيمان وليس بالناس حاجة الى بيان مثل هذا المفترى وتلبيسه ومزجه الححق بالباطل وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الصادق الأمين وعلى آله أصحابه وأتباعه بإحسان الى يوم الدين أنتهى الكتاب والحمد لله