الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خطبة علي زين العابدين في الشام»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
'''مجلة الرسالة/العدد 886/القصص'''
قال الإمام عليّ بن الحسين عليه السّلام: يا يزيد، إئْذَنْ لي أن أصعد هذه الأعواد ( أي المنبر ) فأتكلّم بكلماتٍ للهِ فيهنّ رضىً ولهؤلاء الجلساء فيهن أجرٌ وثواب. فأبى يزيد عليه ذلك، فقال الناس: يا.. إئذَنْ له فَلْيصعد المنبر؛ فلعلّنا نسمع منه شيئاً! فقال يزيد: إن صَعِد لم ينزل إلاّ بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان! فقيل له: يا.. وما قَدْرُ ما يُحسِن هذا ؟! فقال يزيد: إنّه مِن أهل بيتٍ قد زُقُّوا العلمَ زقّاً.
{{رأسية
|عنوان= خطبة علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب في مجلس يزيد بعد مقتل الحسين بن علي
|مؤلف= علي زين العابدين
|باب=
|سابق=
|لاحق=
|ملاحظات=
}}
{{نثر}}
 
 
قال الإماما[[w:علي زين العابدين|لإمام عليّ بن الحسين]]: عليهيا السّلام[[w:يزيد يابن يزيد،معاوية|يزيد]]، إئْذَنْ لي أن أصعد هذه الأعواد ( أي المنبر ) فأتكلّم بكلماتٍ للهِ فيهنّ رضىً ولهؤلاء الجلساء فيهن أجرٌ وثواب. فأبى يزيد عليه ذلك، فقال الناس: يا.. إئذَنْ له فَلْيصعد المنبر؛ فلعلّنا نسمع منه شيئاً! فقال يزيد: إن صَعِد لم ينزل إلاّ بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان! فقيل له: يا.. وما قَدْرُ ما يُحسِن هذا ؟! فقال يزيد: إنّه مِن [[w:أهل البيت|أهل بيتٍ]] قد زُقُّوا العلمَ زقّاً.
قال الراوي: فما يَزالون به حتّى أذِن له، فصعد المنبر، فحَمِد الله وأثنى عليه، ثمّ خطب خطبةً أبكى منها العيون، وأوجل منها القلوب.. ثمّ قال:
أيُّها الناس، أُعطينا ستّاً وفُضِّلْنا بسبع، أُعطينا: العلمَ والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين. وفُضِّلْنا: بأنّ منّا النبيَّ المختار محمّداً،[[w:محمد|محمّداً]]، ومنّا الصدِّيق[[w:علي (بن أيأبي أميرطالب|الصدِّيق]]، المؤمنينومنّا عليّ[[w:جعفر )الطيار|الطيّار]]، ومنّا الطيّار[[w:حمزة (بن أي جعفر )، ومنّاعبد المطلب|أسد الله]] وأسد رسوله ( أي حمزة )،رسوله، ومنّا سبطا هذه الأمّة ([[w:الحسن أيبن علي|الحسن]] والحسين صلوات الله عليهمو[[w:الحسين أجمعينبن علي|الحسين]]). مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني أنبأتُه بحسبي ونسبي.
أيًّها الناس، أنا ابنُ مكّةَ ومِنى، أنا ابنُ زمزمَ والصَّفا، أنا ابنُ مَن حَملَ الركن بأطراف الرِّدا ( أي أنا ابن النبيّ )، أنا ابن خير مَن ائتزر وارتدى، أنا ابن خير مَن انتعل واحتفى، أنا ابن خيرِ مَن طاف وسعى، أنا ابنُ خير مَن حجّ ولبّى، أنا ابنُ مَن حُمِل على البُراق في الهواء، أنا ابن مَن أُسرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابنُ مَن بلَغَ به جبرئيلُ إلى سِدرة المنتهى، أنا ابنُ مَن دَنا فتدلّى، فكان قابَ قوسَينِ أو أدنى، أنا ابنُ مَن صلّى بملائكة السماء، أنا ابن مَن أوحى إليه الجليلُ ما أوحى، أنا ابن [[w:محمد|محمّدٍ المصطفى]].
أنا ابنُ عليٍّ المرتضى، أنا ابن مَن ضرَبَ خَراطيمَ الخَلْق حتّى قالوا: لا إله إلاّ الله، أنا ابن مَن ضرب بين يدَي رسول اللهِ بسيفَين، وطعن برمحَين، وهاجَرَ الهجرتين، وبايع البيعتين، وقاتَلَ [[w:معركة بدر|ببدرٍ]] وحُنَين،و[[w:معركة حنين|حُنَين]]، ولم يكفر بالله طَرْفةَ عين، أنا ابنُ صالحِ المؤمنين ( أي عليّ بن أبي طالب )،المؤمنين، ووارثِ النبيّين، وقامعِ الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزينِ العابدين، وتاجِ البكّائين، وأصبرِ الصابرين، وأفضل القائمين مِن [[w:أهل البيت|آل ياسينَ]] رسول ربِّ العالمين.
أنا ابن المؤيَّد بجبرئيل،ب[[w:جبرئيل|جبرئيل]]، المنصور بميكائيل،ب[[w:ميكائيل|ميكائيل]]، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين، وقاتلِ المارقين والناكثين والقاسطين، والمجاهدِ أعداءه الناصبين، وأفخرِ مَن مشى مِن قريشٍ أجمعين، وأوّلِ مَن أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين، وأوّلِ السابقين، وقاصمِ المعتدين، ومُبيدِ المشركين، وسهمٍ مِن مَرامي الله على المنافقين، ولسانِ حكمةِ العابدين، وناصرِ دِين الله، ووليِّ أمر الله، وبستانِ حكمة الله، وعيبة علمه. سَمحٌ سخيٌّ بهيّ، بُهلولٌ زكيّ أبطحيّ، رضيٌّ مِقدامٌ همام، صابرٌ صوّام، مهذَّبٌ قَوّام، قاطعُ الأصلاب، ومُفرِّق الأحزاب، أربطُهم عِناناً، وأثبتُهم جَناناً، وأمضاهم عزيمة، وأشدّهم شكيمة، أسدٌ باسل، يَطحنُهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنّة، وقَرُبت الأعنّة، طَحْنَ الرَّحى، ويذروهم فيها ذَرْوَ الريح الهشيم، ليثُ الحجاز، مكّيّ مدنيّ، خَيفيٌّ عَقَبيّ، بَدريٌّ أُحُديّ، شَجَريٌّ مُهاجريّ، مِن العرب سيّدُها، ومِن الوغى ليثُها، وارثُ المشعرَين، وأبو السبطَين، الحسن والحسين، ذاك جَدّي عليُّ بن أبي طالب.
ثمّ قال: أنا ابن [[w:فاطمة الزهراء|فاطمةَ الزهراء،الزهراء]]، أنا ابن سيّدة النساء.. فلم يزل يقول: أنا أنا، حتّى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وخشِيَ يزيدُ لعنه الله أن ينقلب الأمر عليه، فأمر المؤذّنَ فقطع عليه الكلام. فلمّا قال المؤذّن: اللهُ أكبر، الله أكبر.. قال عليّ: لا شيءَ أكبر من الله. فلمّا قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله.. قال عليّ بن الحسين: شَهِد بها شَعري وبَشَري، ولحمي ودمي. فلمّا قال المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول الله.. التفتَ مِن فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمّدٌ هذا جَدّي أم جَدُّك يا زيد ؟يزيد؟! فإن زعمتَ أنّه جَدُّك فقد كذبتَ وكفرت، وإن زعمتَ أنّه جَدّي فلِمَ قتلتَ عترته ؟!'''<ref>[http://lib.eshia.ir/86928/2/495/خطبة_الامام_زين_العابدين خطبة الإمام زين العابدين (عليه السلام) على منبر مسجد دمشق‌]- موسوعة كربلاء- د. لبيب بيضون- المجلد:2- الصفحة:495.</ref><ref>[http://lib.eshia.ir/10509/2/76 خطبة علي ابن الحسين في مجلس يزيد]- مقتل الحسين للخوارزمي- المجلد 2- الصفحة 76</ref><ref>[http://lib.eshia.ir/40046/5/132 الفتوح لابن اعثم]- أحمد بن أعثم الكوفي- المجلد 5- الصفحة 132</ref><ref>[http://lib.eshia.ir/22033/1/81 مقاتل الطالبين- مقتل الحسين]- أبو الفرج الإصفهاني- المجلد 1- الصفحة 81</ref>
 
== مصادر==
السطر 11 ⟵ 23:
 
[[تصنيف:خطب دينية]]
[[تصنيف:خطب منسوبة إلى أهل البيت]]