الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشجرة (لافكرافت)»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
لا ملخص تعديل
سطر 26:
بعد ثلاث سنوات من وفاة كالوس، أرسل موسيدس رسولا إلى الطاغية ينبئه بانتهاء العمل على التمثال العظيم، وتهامس الجميع في تيجيا بهذا الخبر. وبحلول ذلك الوقت نمت الشجرة على القبر بشكل لا يصدق، متجاوزة كل مثيلاتها من الأشجار، ومدّت فرعا ثقيلا متفرّدا فوق الغرفة التي عمل بها موسيدس. أتى عديد الزوار ليروا الشجرة الهائلة، وليمتّعوا نظرهم بعمل النحات، ونادرا ما بقي موسيدس وحيدا. لم يضايقه هذا الكم من الضيوف؛ وبدا أنه الآن يرهب الوحدة بعد أن انقضى عمله الطويل. عصفت رياح الجبل الكئيبة، وتنهدت وهي تعبر بستان الزيتون والقبر.
 
كانت السماء مظلمة يوم أتى مبعوثو الطاغية إلى تيجيا. أتوا ليحملوا معهم تمثال تيخي الكبير ويمنحوا موسيدس العظمة الأبدية، ولهذا تم استقبالهم أحسن استقبال. هبّت على الليل عاصفة عنيفة من الرياح فوق قمة ماينالوس، وكان الرجال من سراقوسة البعيدة سعداء أنهم ارتاحوا في المدينة. تحدّثوا عن طاغية مدينتهم العظيم، وروعة عاصمته وما سيجلبه تمثال موسيدس من مجد. ثم تحدث رجال تيجيا عن طيبة موسيدس، وعما اعتراه من حزن لموت صديقه وكيف أنهأن أكاليل الغار لن تعزّيه في غياب كالوس، والذي ربما ارتدى تلك الأكاليل بدلا عنه. كما تحدثوا عن الشجرة التي نمت على قبر قرب رأس كالوس. عصفت الرياح وعلا صوتها، ورفع كل من السراقوسيين والأركاديين صلواتهم للإله أيولوس.
 
أشرقت الشمس في الصباح، وقاد أهل المدينة رسل الطاغية نحو أعلى المنحدر إلى مسكن النحات، ولكن رياح الليل أتت بأشياء غريبة. ارتفع صياح العبيد من مشهد الخراب، ومن وسط بستان الزيتون انتصبت الأعمدة اللامعة في تلك القاعة الواسعة التي عمل فيها موسيدس وكد في العمل. بقيت الأفنية والجدران وحيدة ومتصدعة، وفوق تلك الأشكال الجميلة تدلت أغصان الشجرة الثقيلة، وأصبحت أشكال الرخام كومة من الأنقاض القبيحة. وقف أهل تيجيا والأغراب مذهولين وهم يبصرون الحطام والشجرة الكبيرة، والتي كانت سيماها بشرية غريبة ووصلت جذورها حتى قبر كالوس. وزاد خوفهم وفزعهم عندما بحثوا في الغرفة المتهالكة عن موسيدس وتمثال تيخي الجميل، فلم يظهر أثر لأي منهما. وسط هذا الخراب الهائل لم تسكن سوى الفوضى، وأحس أهل المدينتين بالخيبة؛ فلم يجد أهل سراقوسة أي تمثال يحملوه معهم، ولم يجد أهل تيجيا أي فنان ليتوّجوه بالغار. ومع ذلك، تمكن المفوضون فيما بعد من الحصول على تمثال رائع من مدينة أثينا، وواسى أهل تيجيا أنفسهم بأن أقاموا في الساحة معبدا من الرخام يكرم موهبة موسيدس وفضائله وتقواه.