الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صلاة الحرب»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل وسم: تعديل مصدر 2017 |
لا ملخص تعديل |
||
سطر 3:
|مؤلف= مارك توين
|مترجم=
|ملاحظات = ([[ويكي مصدر:ترجمة|ترجمات ويكي مصدر]]) '''صلاة الحرب''' هي قصة قصيرة كتبها مارك توين عام 1905
}}
كان هذا زمن خطر عظيم. كان السلاح يملأ البلاد، واشتعلت نار الوطنية المقدسة في كل الصدور؛
أتى صباح الأحد – حيث سترحل الفصائل نحو الجبهة في اليوم التالي، وكانت الكنائس ملأى عن آخرها؛ كان
"أيها الرب القوي! القادر على كل شيء! الرعد بوقك والبرق سيفك!"
ثم تبعتها الصلاة الطويلة. لم يتذكر أحد من الحاضرين أنه سمع مثيلا لها لما بها من دعاء متقد وفصاحة
دخل رجل عجوز وتقدم نحو الممر بين الكراسي بخطوات بطيئة وهادئة، وعيناه مثبتتان على القس، وجسده الطويل يغطيه رداء يصل إلى قدميه، وكان رأسه عاريا، ونزل شعره على كتفيه مثل شلال خفيف، وكان وجهه شاحبا بشكل غير طبيعي، بل وأكثر شحوبا من الموتى. تبعته كل العيون وهي تتساءل ما أمره، وظل
لمس الرجل ذراع القس وطلب منه أن يتنحى جانبا وهو ما فعله القس الذي تفاجأ بوجوده – وأخذ مكانه. قضى الرجل بضع لحظات وهو
"أتيت من العرش أحمل رسالة من الرب العظيم!" تركت هذه الكلمات كل من في الكنيسة مصدوما. "سمع الرب صلاة عبده وراعيكم، وسيستجيب لكم إن كانت هذه رغبتكم بعد أشرح، أنا رسوله، فحواها لكم وأقصد معناها بالكامل. فمثل العديد من الصلوات التي يلقيها البشر، فإن سائلها يطلب أكثر مما يتفوه به – إذ أن السائل يتوقف ويفكر.
"خادم الرب وخادمكم ألقى بدعوته. هل توقف وفكّر بما قاله؟ هل كانت صلاة واحدة؟ كلا، بل كانت اثنتان – تلفظ بواحدة، ولم يتلفظ بالأخرى. وصلت كلا الدعوتان إلى مسامع الذي يسمع كل ابتهال، ويسمع ما تأتي به الألسنة وما تخفيه.
"لقد سمعتم صلاة خادمكم، أو ما ظهر منها. وقد كلفني الرب بأن أتحدث بالكلمات عن الجزء الآخر منها، عن الجزء الذي ابتهلتم به أنتم والقس من أعماق قلوبكم. وقد شاء الرب أن ينفذها! سمعتم هذه الكلمات: "امنحنا النصر، يا ربنا يا سيدنا!" وهذا يكفي، يمكن اختزال صلاتكم المنطوقة كلها في هذه الكلمات. لم يكن هناك داع للاجتهاد. عندما دعوتم طلبا للنصر فقد دعوتم بأشياء كثيرة ستأتي تبعا للنصر، ولا بد أن تتبعه. وقد ألقيتم على مسامعه ما لم يُنطق من دعائكم. وأمرني أن أنطقها بالكلمات. استمعوا!
"أيها الرب يا أبانا، إن أبناءنا الوطنيين، ملوك قلوبنا، ينطلقون إلى المعركة – كن بقربهم! سنكون معهم بأرواحنا، وسنتقدم من دفء وسلام نار مدافئنا لنضرب العدو. أيها الرب، انصرنا لنمزق جنودهم إلى قطع بقذائفنا؛ ساعدنا لنغطي الابتسامة على ميادينهم بجثث أمواتهم الوطنيين؛ ساعدنا لنطمس رعد البنادق بصراخ جرحاهم وهم يتلوون من الألم؛ ساعدنا لننزل الخراب على بيوتهم البسيطة بأعاصير من النار؛ ساعدنا لنعصر قلوب أراملهم بالأسى؛ ساعدنا لنزيح الأسقف عن بيوتهم ليسرح أطفالهم دون أصدقاء في أطلال أرضهم الخراب بثيابهم البالية وهم يعانون الجوع والعطش، ويلعبون تحت في قيظ الصيف وثلج الشتاء، أرواحهم محطمة، كادحون منهكون، يناشدونك أن تمنحك المأوى ولا تلبي طلبهم – تكرما بنا فنحن نعبدك أيها الرب،
(بعد وقفة قصيرة) "قد صليتم صلاتكم، وإن كنتم لا تزالون تطلبونها، فتكلموا!
|