الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فتيات صغيرات أعقل من الرجال»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 11:
كان الزمن بداية عيد الفصح. انتهت أيام التنقل بالمزلجات؛ لكن الثلج ما يزال على الباحات، وكان الماء يجري في جداول على شوارع القرية.
 
تقابلت فتاتان من بيتين مختلفين في زقاق بين منزلين، حيث شكلت المياه بركا كبيرة بعد أن شقتشقّت طريقها عبر المزارع. كانت إحدى الفتاتان ضئيلة الحجم والأخرى أكبر منها قليلا. وقامت أمهاتهما بإلباسهما ثيابا جديدة. كان مئزر الفتاة الصغيرة أزرقا ومئزر الكبرى أصفرا، ولبست كلتاهما منديلا أحمر اللون على رأسيهما. التقت الفتاتان فور عودتهما من الكنيسة، وأرت كل واحدة للأخرى ثيابها الجديدة، ثم بدأتا باللعب. وبعدها فكرت الفتاتان باللعب عند برك الماء، وتقدمت الفتاة الصغرى لتضع قدمها على البركة، ولكن الكبرى أوقفتها.
 
قالت: "لا تدخلي في الماء يا مالاشا، ستؤنبك أمك. سأخلع حذائي وجوربي، وعليك أن تقومي بالمثل".
سطر 23:
وعندما اقتربتا من بعضهما، قالت أكوليا:
 
"انتبهي يا مالاشا، ولا ترشيترشّي الماء. امشي بحذر".
 
لم تنهِ أكوليا كلامها حتى أنزلت مالاشا قدمها بقوةبقوّة لدرجة أن الماء تناثر على ثوب أكوليا، كما تناثر على عينيها وأنفها.
 
عندما رأت أكوليا البقع على ثوبها، غضبت وجرت نحو مالاشا لتضربها. خافت مالاشا عندما رأت انها أوقعت نفسها في مشكلة، وخرجت بسرعة من البحيرة وأرادت أن تهرب إلى البيت. وفي تلك اللحظة تصادف أن مرتمرّت أم أكوليا قربهم ورأت تنورة ابنتها وهي مبللة وأكمامها متسخة، وقالت:
 
"أيتها الفتاة الشقية والقذرة، ما الذي كنتِ تفعلينه؟"
سطر 41:
لم يستمع أحد للمرأة العجوز وكادوا يوقعونها أرضا. ولم يكن بإمكانها أن تسكت الحشد، لولا تدخل أكوليا ومالاشا بنفسيهما.
 
في الوقت الذي كانت فيفيه النساء يضربن بعضهن، قامت أكوليا بمسح الطين عن مئزرها وعادت إلى البركة. ثم أخذت حجرا وقامت بحفر الأرض أمام البركة لتصنع قناة يجري منها الماء إلى الشارع. انضمت مالاشا إليها وأخذت شظية خشب وساعدتها في حفر القناة. كان الرجال على وشك ضرب بعضهم. بدأت مياه البركة تجري عبر القناة عبر الشارع ونحو البقعة التي تقف بها الجدة التي ظلت تحاول تهدئة الجمع. قامت الفتاتان بالجري وراء الماء، ووقفت مالاشا على جانب، ووقفت أكوليا على الجانب الآخر.
 
قالت أكوليا: "أمسكي بها يا مالاشا! أمسكي بها!"؛ أما مالاشا فقد منعها الضحك من الكلام.