الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الذاكرة (لافكرافت)»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
لا ملخص تعديل
 
سطر 6:
|سابق =
|تالي =
|ملاحظات = ([[ويكي مصدر:ترجمة|ترجمات ويكي مصدر]]) '''''الذاكرة''' هي قصة قصيرة جدا كتبها هوارد فيليبس لافكرافت في عام 1919، ونشرت لأول مرة في عدد مايو 1923 من مجلة The National Amateur.''
|ويكيبيديا =
}}
في وادي نيس، يشرق القمر الضئيلالنحيل الملعون برقّة،على يشقالأرض، ضوءويشقّ القمرنوره الطريقالضعيف ضعيفاطريقه من خلال الأوراق الخضراء الكثيفة لأشجار الأوباس العظيمة. وضمن أعماق الوادي، حيث لا يصل الضوء، تتحرك أشكال لا يجب النظر إليها. غزيرة هي الأعشاب التي تنمو على المنحدرات، حيث تزحف الكروم الشريّرة والنباتات الزاحفةالمتسلّقة وسط أحجار القصور الخربة، تلتفوتلتف بإحكام حول الأعمدة المحطمة والأنصاب الغريبة، وترتفع فوق أرصفة الرخام التي نصبتها أيدي منسيّة. وبين الأشجار العملاقة في الأفنية المنهارة تقفز القردة الصغيرة، وبين مدافن الكنوز العميقة تتلوى ثعابين سامّة وأشياء ذات حراشف لا اسم لها. عريضة هي الأحجار التي تنام تحت سريرغطاء من الأشنة الرطبة، وهائلة كانت الحيطان التي سقطت. فقد بناها العمال لتنتصب إلى الأبد، ومازالت تؤدي واجبها إلىبنُبل الآنإلى بنُبل،الآن، إذ يجلس تحتها ضفدع رمادي يتخذها مسكنهمسكنا.
 
في قاع الوادي يقع نهر ثان، ذو المياه اللزجة والمملوءة بالأعشاب. ينبع من نبع مخفي، ويتدفق إلى الكهوف تحت الأرض، حتى لا يعرف شيطان الوادي لماذا مياهه حمراء، ولا إلى أين هي راحلة.
 
أتى جني يسكن أشعة القمر وتحدث إلى شيطان الوادي، قائلا، "أنا عجوز وأنسي كثيرا. أخبرني عن صنائع وشكل واسم الذين صنعوا هذه الأشياء من الحجارة”. وأجاب الشيطان، "أنا الذاكرة، وأنا حكيم بعلم الماضي، لكنّي عجوز أيضا. تلك الكائنات كانت مثل مياه نهر ثان، لا ينبغي أن يفهمها أحد. لا أتذكر صنائعهم، فلم يطل وجودهم إلا للحظة. أما سيماهم فبالكاد أتذكرها، كانتوكانت مثل تلك القرود الصغيرة على الأشجار. أما اسمهم فأتذكّره بكل وضوح، فله قافية باسم ذاك النهر. تلك الكائنات من الأمس كانت تدعى الإنسان".
 
عاد الجني طائرا إلى القمر النحيل، ونظر الشيطان باهتمام شديد نحو قرد صغير يجلس في شجرة نمت في فناء منهار.