الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مقتل علي بن أبي طالب والحسين»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
صفحة جديدة: {{ترويسة |عنوان= مقتل علي بن أبي طالب والحسين |مؤلف= ابن تيمية |سابق= |تالي= |ملاحظات= }} سئل شيخ ا...
 
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{ترويسة
|عنوان= [[مقتل علي بن أبي طالب والحسين]]
|مؤلف= [[ابن تيمية]]
|سابق=
|تالي=
سطر 25:
وهل صح أن أهل بيت النبي {{صل}} سبوا؟ وأنهم أركبوا على الإبل عراة ولم يكن عليهم ما يسترهم فخلق الله تعالى للإبل التي كانوا عليها سنامين استتروا بها؟
 
وأن [[الحسين]] لما قطع رأسه داروا به في جميع البلاد وأنه حمل إلى دمشق وحمل إلى مصر ودفن بها؟ وأن يزيد بن معاوية هو الذي فعل هذا بأهل البيت فهل صح ذلك أم لا؟
 
وهل قائل هذه المقالات مبتدع بها في دين الله؟
سطر 49:
والمعروف عند أهل العلم أنه دفن بقصر الإمارة بالكوفة؛ وأنه أخفي قبره لئلا ينبشه الخوارج الذين كانوا يكفرونه ويستحلون قتله؛ فإن الذي قتله واحد من الخوارج وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي وكان قد تعاهد هو وآخران على قتل علي وقتل معاوية وقتل عمرو بن العاص؛ فإنهم يكفرون هؤلاء كلهم وكل من لا يوافقهم على أهوائهم.
 
== قتال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخوارج وإرادتهم قتل بعض الصحابة ==
وقد تواترت النصوص عن النبي {{صل}} بذمهم خرج مسلم في صحيحه حديثهم من عشرة أوجه وخرجه [[البخاري]] من عدة أوجه وخرجه أصحاب السنن والمساند من أكثر من ذلك.
 
وقد تواترت النصوص عن النبي {{صل}} بذمهم خرج مسلم في صحيحه حديثهم من عشرة أوجه وخرجه البخاري من عدة أوجه وخرجه أصحاب السنن والمساند من أكثر من ذلك.
 
قال {{صل}} فيهم: " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم؛ يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد - وفي رواية - أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة يقتلون أهل الإسلام ".
السطر 63 ⟵ 62:
قتل عبد الرحمن بن ملجم " عليا " رضي الله عنه يوم الجمعة سابع عشر شهر رمضان عام أربعين اختبأ له فحين خرج لصلاة الفجر ضربه؛ وكانت السنة أن الخلفاء ونوابهم الأمراء الذين هم ملوك المسلمين هم الذين يصلون بالمسلمين الصلوات الخمس والجمع والعيدين والاستسقاء والكسوف ونحو ذلك كالجنائز، فأمير الحرب هو أمير الصلاة الذي هو إمامها.
 
وأما الذي أراد قتل [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] فقالوا: إنه جرحه، فقال الطبيب: إنه يمكن علاجك لكن لا يبقى لك نسل.
 
ويقال إنه من حينئذ اتخذ معاوية المقصورة في المسجد واقتدى به الأمراء ليصلوا فيها هم وحاشيتهم خوفا من وثوب بعض الناس على أمير المؤمنين وقتله وإن كان قد فعل فيها مع ذلك ما لا يسوغ وكره من كره الصلاة في نحو هذه المقاصير.
 
وأما الذي أراد قتل [[عمرو بن العاص]] فإن عمرا كان قد استخلف ذلك اليوم رجلا - اسمه خارجة - فظن الخارجي أنه عمرو فقتله فلما تبين له قال: أردت عمرا وأراد الله خارجة فصارت مثلا.
 
فقيل إنهم كتموا قبر " علي " وقبر " معاوية " وقبر " عمرو " خوفا عليهم من الخوارج ولهذا دفنوا معاوية داخل الحائط القبلي من المسجد الجامع في قصر الإمارة الذي كان يقال له الخضراء وهو الذي تسميه العامة قبر " هود ".
السطر 75 ⟵ 74:
وأما " معاوية " الذي هو خارج " باب الصغير " فإنه معاوية بن يزيد الذي تولى نحو أربعين يوما وكان فيه زهد ودين، فعلي دفن هناك وعفا قبره فلذلك لم يظهر قبره.
 
المشهد الذي بالنجف ليس بقبر علي رضي الله عنه
 
== المشهد الذي بالنجف ليس بقبر علي رضي الله عنه ==
وأما المشهد الذي بالنجف فأهل المعرفة متفقون على أنه ليس بقبر علي بل قيل إنه قبر المغيرة بن شعبة ولم يكن أحد يذكر أن هذا قبر علي ولا يقصده أحد أكثر من ثلاثمائة سنة؛ مع كثرة المسلمين: من أهل البيت والشيعة وغيرهم وحكمهم بالكوفة.
 
السطر 82 ⟵ 81:
 
== مقتل الحسين رضي الله عنه ==
والحسينو[[الحسين]] - رضي الله عنه؛ ولعن من قتله ورضي بقتله - قتل يوم عاشوراء عام إحدى وستين.
 
وكان الذي حض على قتله الشمر بن ذي الجوشن صار يكتب في ذلك إلى نائب السلطان على العراق عبيد الله بن زياد؛ وعبيد الله هذا أمر - بمقاتلة الحسين - نائبه عمر بن سعد بن أبي وقاص بعد أن طلب الحسين منهم ما طلبه آحاد المسلمين لم يجئ معه مقاتلة؛ فطلب منهم أن يدعوه إلى أن يرجع إلى المدينة أو يرسلوه إلى يزيد بن عمه أو يذهب إلى الثغر يقاتل الكفار فامتنعوا إلا أن يستأسر لهم أو يقاتلوه فقاتلوه حتى قتلوه وطائفة من أهل بيته وغيرهم.
 
ثم حملوا ثقله وأهله إلى [[يزيد بن معاوية]] إلى دمشق ولم يكن يزيد أمرهم بقتله ولا ظهر منه سرور بذلك ورضى به بل قال كلاما فيه ذم لهم.
 
حيث نقل عنه أنه قال: (( لقد كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين )).
السطر 102 ⟵ 101:
 
== مواقف الناس من يزيد بن معاوية ==
ولا ريب أن " [[يزيد "بن معاوية|يزيد]] تفاوت الناس فيه فطائفة تجعله كافرا؛ بل تجعله هو وأباه كافرين؛ بل يكفرون مع ذلك أبا بكر وعمر ويكفرون عثمان وجمهور المهاجرين والأنصار وهؤلاء الرافضة من أجهل خلق الله وأضلهم وأعظمهم كذبا على الله عز وجل ورسوله والصحابة والقرابة وغيرهم؛ فكذبهم على يزيد مثل كذبهم على أبي بكر وعمر وعثمان؛ بل كذبهم على يزيد أهون بكثير.
 
وطائفة تجعله من أئمة الهدى وخلفاء العدل وصالح المؤمنين وقد يجعله بعضهم من الصحابة وبعضهم يجعله نبيا. وهذا أيضا من أبين الجهل والضلال؛ وأقبح الكذب والمحال بل كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات والقول فيه كالقول في أمثاله من الملوك. وقد بسطنا القول في هذا في غير هذا الموضع.
السطر 123 ⟵ 122:
وأما حمله إلى مصر فباطل باتفاق الناس وقد اتفق العلماء كلهم على أن هذا المشهد الذي بقاهرة مصر الذي يقال له " مشهد الحسين " باطل ليس فيه رأس الحسين ولا شيء منه.
 
وإنما أحدث في أواخر دولة بني عبيد الله بن القداح الذين كانوا ملوكا بالديار المصرية مائتي عام إلى أن انقرضت دولتهم في أيام نور الدين محمود وكانوا يقولون إنهم من أولاد [[فاطمة]] ويدعون الشرف وأهل العلم بالنسب يقولون ليس لهم نسب صحيح ويقال إن جدهم كان ربيب الشريف الحسيني فادعوا الشرف لذلك.
 
فأما مذاهبهم وعقائدهم فكانت منكرة باتفاق أهل العلم بدين الإسلام وكانوا يظهرون التشيع وكان كثير من كبرائهم وأتباعهم يبطنون مذهب القرامطة الباطنية وهو من أخبث مذاهب أهل الأرض أفسد من اليهود والنصارى ولهذا كان عامة من انضم إليهم أهل الزندقة والنفاق والبدع المتفلسفة والمباحية والرافضة وأشباه هؤلاء ممن لا يستريب أهل العلم والإيمان في أنه ليس من أهل العلم والإيمان.
السطر 133 ⟵ 132:
والذي رجحه أهل العلم في موضع رأس الحسين بن علي - رضي الله عنهما - هو ما ذكره الزبير بن بكار في كتاب " أنساب قريش " والزبير بن بكار هو من أعلم الناس وأوثقهم في مثل هذا ذكر أن الرأس حمل إلى المدينة النبوية ودفن هناك وهذا مناسب.
 
فإن هناك قبر أخيه [[الحسن]] وعم أبيه العباس وابنه علي وأمثالهم.
 
قال أبو الخطاب بن دحية - الذي كان يقال له ذو النسبين بين دحية والحسين في كتاب "العلم المشهور في فضل الأيام والشهور" - لما ذكر ما ذكره الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن أنه قدم برأس الحسين وبنو أمية مجتمعون عند عمرو بن سعيد فسمعوا الصياح
السطر 162 ⟵ 161:
والحسين رضي الله عنه أكرمه الله تعالى بالشهادة في هذا اليوم وأهان بذلك من قتله أو أعان على قتله أو رضي بقتله وله أسوة حسنة بمن سبقه من الشهداء.
 
فإنه وأخوهو[[الحسن|أخوه]] سيدا شباب أهل الجنة وكانا قد تربيا في عز الإسلام لم ينالا من الهجرة والجهاد والصبر على الأذى في الله ما ناله أهل بيته فأكرمهما الله تعالى بالشهادة تكميلا لكرامتهما ورفعا لدرجاتهما وقتله مصيبة عظيمة.
 
والله سبحانه قد شرع الاسترجاع عند المصيبة بقوله تعالى: (( وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )).
السطر 174 ⟵ 173:
وأما من فعل مع تقادم العهد بها ما نهى عنه النبي {{صل}} عند حدثان العهد بالمصيبة فعقوبته أشد مثل لطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية.
 
ففي الصحيحين عن [[عبد الله بن مسعود]] - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله {{صل}}: " ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ".
 
وفي الصحيحين عن [[أبو موسى الأشعري|أبي موسى الأشعري]] - رضي الله عنه - قال: " أنا بريء مما برئ منه رسول الله {{صل}} إن رسول الله {{صل}} بريء من الحالقة؛ والصالقة؛ والشاقة ".
 
وفي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري: " أن رسول الله {{صل}} قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة على الميت وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب ".
السطر 230 ⟵ 229:
فإن علي بن الحسين وجعفرا الصادق إنما توفيا بالمدينة وقد قال عبد العزيز الكناني: - الحديث المعروف - ليس في قبور الأنبياء ما ثبت إلا قبر نبينا قال غيره: وقبر الخليل أيضا.
 
== سبب الاضطراب في تحديد بعض أمكنة القبور ==
 
وسبب اضطراب أهل العلم بأمر القبور أن ضبط ذلك ليس من الدين فإن النبي {{صل}} قد نهى أن تتخذ القبور مساجد فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه.