الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تاجر البندقية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 1٬205:
برسيا: على اليهودي إذن أن يكون رحيمًا.<br>
 
شيلوك: من الذي يضطرني إلى الرحمة؟<br>
 
برسيا: جمال الرحمة أن تكون خيارًا لا اضطرارًا، فهي كماء السماء ينهمل بالخير، ويهطل باليمن عفوًا ممن وهب، وبركة لمن كسب. فإذا كانت الرحمة عفوًا صادرًا عن مقدرة فهنالك بهاء قدرتها، وازدهار جلالها. أما تراها إذا تحلى بها الملك القائم كانت لهامته أزين من التاج، وفي يده أرقى من صولجان الأمر والنهي، وكان عرشها المنصوص في قلبه أعظم تمكينًا له من عرشه الذي يستوي عليه لأنها من صفات الله عز وجل، ولا يكون السلطان الدنيوي أقرب شبهًا إلى السلطان العلوي منه إذ يلطفُ العدل بالرحمة، فيا أيها اليهودي، مهما يكن من استنادك في دعواك إلى العدل، فلا تنس أن الله لو عامل كلًّا منا بمحض العدل لما بات إنسان على أدنى رجاء بالمغفرة والنجاة. لهذا نستغفر الله كل يوم في أدعيتنا. وكما نستميحه العفو يجب علينا أن نكون من العافين عن الناس. وإنما خاطبتك هذا الخطاب لأنبهك إلى ما في طلبك من التغالي، بل الإغراق في التقاضي؛ فإن لبثت على إصرارك مع هذا فلا يسع المحكمة إلا الامتثال لما يوجبه القانون من عقوبة هذا التاجر.<br>
 
شيلوك: لتقع تبعة أعمالي على رأسي. أتشبث بالقانون، وألح في إنفاذ شرطي.<br>
 
برسيا: أليس في طاقته أن يوفي الدين؟!<br>
 
باسانيو: بلى في طاقته، وأنا مستعد لأدائه في الحضرة