الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تاجر البندقية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 1٬456:
[يبتعد ستفانو]<br>
 
لورنزو [متممًا]: ما أرق ضوء القمر في انبساطه هادئًا على وجه هذه المرجة الخضراء. لنجلس ونشنف آذاننا بأنغام الموسيقى، فإن الظلام والسكوت أفضل مواقع الألحان. اجلسي يا حبيبتي جسيكا وسرحي الطرف في هذا الفضاء العلوي الممدد تمديد المستوى الخشبي الصقيل، وقد رصع بما لا يحصى من الصحيفات الذهبية اللامعة. ما من جرم في هذه الأجرام التي ترينها إلا هو ضام نغمته السماوية إلى خورس الملائكة ذات العيون الملأى صبى، ومثل هذا الشجي الشائق يتردد في النفس الخالدة، ولكن الكساء الضافي علينا من نسيج الفساد وحمأة الصلصال يحول دون سماعنا ذلك الإيقاع.<br>
 
[يدخل الموسيقيون]<br>
 
لورنزو: تعالوا، ولتستيقظ ديانا على أصواتكم. أطربوا بمحاسن ألحانكم مسامع سيدتكم، وليجتذبها الشوق نحو مستقرها.<br>
 
جسيكا: لا أستطيع أن أكون فرحة عندما أسمع موسيقى شجية.<br>
 
لورنزو: ذلك لأن قواك تكون صاغية. انظرى إلى مقنبة من المهار الوحشية الوثابة، ولما تبلُ ما بالشكيم والحكم من حكم وألم، تجديها مندفعة بحرارة دمها الغالي اندفاع ما لا راد له، تقرع الهواء برنات صهيلها. فإذا حملت الريح إليها بغتة عزفًا موسيقيًّا وقفت جماعةً من فورها، وغلب فعل النغم الذي سكنت إليه على تلك العزيمة الهمجية التي كانت تتقد في عينيها، ولهذا ادعى الشعراء، وما أخطئوا، أن أورفه كان يجذب إليه الأشجار والصخور واللجج، إذ ما من مخلوق بلغ ما بلغ من البلادة وجمود الحس والهمجية إلا وللموسيقى تأثير في طبيعته. الرجل الذي لا يشعر بالموسيقى ولا يهزه الطرب إنما هو قطوب كقطوب الظلام، وأهواؤه سود كأهواء الريب. وقصارى القول إنه رجل يحذر شره ويتقى أمره. لنستمع للموسيقى.<br>
 
[تظهر برسيا ونريسا من جانب آخر]<br>
 
برسيا: هذا النور الساطع منبعث من كوة المزارة الكبرى في قصري، ما أبعد مداه بالإضاءة، وما أشبهه بالعمل الطيب في هذا العالم.