الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تاجر البندقية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 1٬516:
برسيا: مرحبًا بك في هذا الصرح يا سنيور، سنحاول إثبات وفائنا لك بغير الألفاظ، فدعنا من المجاملة الشفوية غير المفيدة.<br>
 
غراتيانو [«مخاطبًا نريسا]»: وايم هذا القمر المنير، لأنت مخطئة بشكواك مني. قسمًا بقولي — وإنه لصادق — لم أهد الخاتم إلا إلى كاتب المحامي، ليت ذلك الكاتب لم يكن ولا السبب الذي أثر فيك هذا التأثير كله.<br>
 
برسيا: ويكما أبدأتما الشجار؟ علام تختلفان؟<br>
 
غراتيانو: على خاتم ذهب لا قيمة له، أعطيني إياه، وعليه، كلمات منقوشة مما يحفر مثله صناع المدى، وتلك الكلمات هي بلفظها: [أحببني ولا تتركني].<br>
 
نريسا: ما دخل القيمة أو النقش؟ عندما وهبتك إياه، أقسمت لي إنك تستبقيه إلى الممات، بل تستصحبه إلى القبر، فكان جديرًا بك تحرمًا لأيمانك المغلظة أن تحتفظ به. لكنك تزعم أنك جدت به على كاتب محام. وأنا على يقين من أن ذلك الكاتب لم ينبت الشعر في ذقنه.<br>
 
غراتيانو: سينبت له عذار إذا أدرك الرجولة.<br>
 
نريسا: أجل! على تخمين أن الأنثى تصبح ذات يوم ذكرًا.<br>
 
غراتيانو: أعزم إنني أهديته إلى غلام مراهق، ربعة لا ينيف عليك طولًا، وهو كاتب القاضي. التمسه مني أجرًا لخدمته ولم أجرؤ أن أضن به عليه.<br>
 
برسيا: إذا وجبت المصارحة بما في الضمير فقد أخطأت بأن منحته — من غير أن تبصر — أول هدية أهدتها إليك امرأتك ولا سيما أنها خاتم تقلدته، مقسمًا بالحرص عليه، وكان جديرًا بأن يستمر لصيقًا بلحمك مدى العمر، لأنه عربون الوفاء الزوجي، على أنني قد أهديت إلى قريني خاتمًا من قبيله، واستحلفته ألا يطيب عنه نفسًا، فاسأله تتيقن كيقيني أنه لو بودل عليه بكنوز الخافقين، لما أخرجه من أصبعه. حقًّا يا غراتيانو. لقد أحدثت في نفس امرأتك سببًا مثيرًا للشجن، ولو أحدث بعلي مثله في قلبي لذهب بلبي.<br>
 
باسانيو [منفردًا]: يا للداهية. كان خيرًا لي أن أقطع يسراي، وأقسم إنني لم أفقد الخاتم إلا بعد دفاع مجيد.<br>
 
غراتيانو: السنيور باسانيو منح خاتمه للقاضي، بعد أن لج في طلبه، وكان القاضي خليقًا بأن يعطى ما يشاء، أما أنا فقد رغب إلي كاتب سره في الحصول على الخاتم الذي بيدي، فعرفت له قدر ما كتب، وما تعب، وحققت أمله. على أنهما كليهما قد عفا عن كل جزاء منا إلا هذين الخاتمين.<br>