الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:صفحة مختارة/الحالية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
إضافة وصلة
قصيدة ليس الغريب
سطر 1:
<center><big>'''مقتطف من قصيدة [[الطبليس النبويالغريب]] لصاحبه ل[[مؤلف:ابنعلي بن قيمالحسين الجوزيةالسجاد|ابنعلي قيمبن الجوزيةالحسين]]'''</big></center>
 
<big>
{{قصيدة| لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّامِ واليمنِ| إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ}}
الأمراض نوعان: أمراضٌ مادية تكون عن زيادة مادة أفرطتْ في البدن حتى أضرَّتْ بأفعاله الطبيعية، وهى الأمراضُ الأكثريةُ، وسببها إدخالُ الطعام على البدن قبل هضم الأوَّل، والزيادةُ في القدر الذي يَحتاج إليه البدن، وتناولُ الأغذيةِ القليلةِ النفع، البطيئةِ الهضم، وإلاكثارُ من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة، فإذا ملأ الآدمىُّ بطنه من هذه الأغذية، واعتاد ذلك، أورثته أمراضا متنوعة، منها بطئُ الزوالِ وسريعُه، فإذا توسَّط في الغذاء، وتناول مِنه قدرَ الحاجة، وكان معتدلا في كميته وكيفيته، كان انتفاعُ البدن به أكثرَ من انتفاعه بالغذاء الكثير ومراتبُ الغذاء ثلاثة: أحدها: مرتبة الحاجة. والثانية: مرتبة الكفاية. والثالثة: مرتبة الفضلةُ. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أنه يكفيه لُقيماتٌ يُقِمْن صُلْبَه، فلا تسقط قوَّتُه، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها، فليأكلْ في ثُلُثِ بطنه، ويدع الثُلُث الآخر للماء، والثالثَ للنَفَس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإنَّ البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النَفَس، وعرض له الكربُ والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسلِ الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التى يستلزمها الشِّبَعُ، فامتلاءُ البطن من الطعام مضرٌ للقلب والبدن. هذا إذا كان دائما أو أكثريا. وأما إذا كان في الأحيان، فلا بأس به، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم من اللَّبن، حتى قال: والذي بعثكَ بالحقِّ لا أجدُ له مَسْلَكا، وأكل الصحابةُ بحضرته مرارا حتى شَبِعوا.
{{قصيدة| إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتهِ| على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ}}
{{قصيدة| لا تَنْهَرَنَّ غَريباً حَالَ غُربتهِ| الدَّهْرُ يَنْهَرَهُ بالذُّلِ و المِحَنِ}}
{{قصيدة| سَفْرِي بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني | وَقُوَتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني}}
{{قصيدة| وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها | الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَنِ}}
{{قصيدة| ما أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني | وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي}}
{{قصيدة| تَمُرُّ ساعاتُ أَيّامي بِلا نَدَمٍ| ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حزَنِ}}
{{قصيدة| أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً| عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني}}
{{قصيدة| يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَـتْ | يا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني}}
{{قصيدة| دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدُبُها| وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ}}
{{قصيدة| دَعْ عَنْكَ عَذْلِيَ يَا مَنْ كانَ يَعْذُلُني| لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ ما بِي كُنْتَ تَعْذِرُنِي}}
{{قصيدة| دَعْنِي أَسُحُّ دُموعًا لا انْقِطاعَ لَها |فَهَلْ عَسَى عَبْرَةٌ مِنْهَا تُخَلِّصُني}}
{{قصيدة| كَأَنَّنِي بَينَ جل الأَهلِ مُنطَرِحاً| عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُني}}
{{قصيدة| وَ قَدْ تَجَمَّعَ حَوْلي مَنْ يَنوحُ و مَنْ| يَبْكي عَلَيَّ و يَنْعاني و يَنْدُبُني}}
{{قصيدة| وَ قَدْ أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَني |وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليومَ يَنْفَعُني}}
{{قصيدة| واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها |مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ}}
{{قصيدة| واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها| وصارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني}}
{{قصيدة| وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا |بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ}}
{{قصيدة| وَقامَ مَنْ كانَ حِبُّ النّاسِ في عَجَلٍ| نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتيني يُغَسِّلُني}}
{{قصيدة| وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً| حُراً أَديبًا أَريباً عَارِفاً فَطِنِ}}
{{قصيدة| فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني |مِنَ الثِّيابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني}}
{{قصيدة| وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً| وَصارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يُنْظِفُني}}
{{قصيدة| وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني| غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ}}
{{قصيدة| وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمامَ لها| وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني}}
{{قصيدة| وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَوا أَسَفاً| عَلى رَحِيلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُني}}
</big>