الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إعراب القرآن للسيوطي/الأربعون»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
 
سطر 7:
<div class="prose">
===المتمم الأربعين المحذوف خبره===
فمن ذلك قوله تعالى‏تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن والتقدير‏والتقدير: فيما يتلى عليكم شهر رمضان‏رمضان.
 
ويكون قوله‏قوله: الذي أنزل فيه القرآن نعتاً‏نعتاً.
 
وقيل‏وقيل: بل هو الخبر‏الخبر.
 
وقيل‏وقيل: بل الخبر قوله‏قوله: فمن شهد منكم الشهر أي‏أي: فمن شهده منكم‏منكم.
 
وجاز دخول الفاء لكون المبتدأ موصوفاً بالموصول والصفة جزء من الموصوف وكان المبتدأ هو الموصول‏الموصول.
 
ومثله قوله‏قوله: قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم‏ملاقيكم.
 
لما وصف اسم إن بالموصول أدخل الفاء في الخبر كما دخل في قوله‏قوله: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم‏جهنم.
 
وكما قال‏قال: إن الذين يكفرون بآيات الله ثم قال‏قال: فبشرهم بعذاب أليم لأن المبتدأ الموصول والنكرة الموصوفة يدخل الفاء في خبرهما‏خبرهما.
 
وقال الأخفش‏الأخفش: بل الفاء في قوله‏قوله: فإنه ملاقيكم زائدة فعلى قياس قوله هنا تكون زائدة‏زائدة.
 
ويجوز أن يكون قوله الذي تفرون خبر إن كأنه قال‏قال: الموت هو الذي تفرون منه نحو القتل أو الحرب ويكون الفاء في فإنه ملاقيكم للعطف‏للعطف.
 
ومن ذلك أيضاً واللذان يأتيانها منكم أي‏أي: فيما يتلى عليكم‏عليكم.
 
ويجوز أن يقال‏يقال: وإنما رفع قوله واللذان ولم ينصبه‏ينصبه.
 
وقال في الكتاب‏الكتاب: اللذين يأتيانها فاضربهما لأن الاختيار النصب لأن الذي في الكتاب يراد بهما معينان والفاء زائدة فهو بمنزلة‏بمنزلة: زيداً فاضرب‏فاضرب.
 
وفي الآية لا يراد بهما معينان بل كل من أتى بالفاحشة داخل تحتها‏تحتها.
 
فقوله‏فقوله: فآذوهما في موضع الخبر والفاء للجزاء في الآية وفي المسألة الفاء زائدة‏زائدة.
 
وقال‏وقال: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما‏منهما.
 
وقال‏وقال: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما أي‏أي: فيما يتلى عليكم‏عليكم.
 
فأما قوله‏قوله: مثل الجنة التي وعد المتقون فهو على القياس المتقدم أي‏أي: فيما يتلى عليكم‏عليكم.
 
وقال أبو إسحاق التقدير صفة الجنة التي وعد المتقون وليس بصحيح لأن اللغة لا تساعد عليه ولأن موضوعه التشابه ولا معنى للوصفية في شيء من تصاريفه وكيف يصح‏يصح.
 
ومن جهة المعنى أيضاً‏أيضاً: إنه لو قال قائل‏قائل: صفة الجنة فيها أنهار لكان كلاماً غير مستقيم لأن الأنهار في الجنة لا في صفتها وأيضاً فقد أنث ضمير المثل حملاً على الصفة وهذا أيضاً بعيد‏بعيد.
 
وقول الفراء أيضاً من أن الخبر جعل عن المضاف إليه وهو الجنة دون المضاف الذي هم مثل فباطل أيضاً لأنا لم نر اسماً يبدأ به ولم يخبر عنه البتة وكذا من قال‏قال: المثل يقحم أي‏أي: يلغى لأن الاسم لا يكون زائداً إنما يزاد الحرف فكذلك قول الزجاج لأنه إن أراد بالمثل الصفة فقوله‏فقوله: صفة الجنة جنة فاسد لأن الجنة ليست بالصفة والزيادة شيء يقوله الكوفيون في‏في: مثل واسم ويعلم ويكاد ويقول‏ويقول: هذه الأربعة تأتي في الكلام زيادة ونحن لا نقول بذلك‏بذلك.
 
وأما قوله‏قوله: الذي خلقني إن جعلته مبتدأ فقوله‏فقوله: فهو يهدين خبره وما بعده معطوف على الذي والتقدير‏والتقدير: هو يطعمني ويسقيني إلى قوله‏قوله: وبالصالحين محذوف الخبر أي‏أي: فهو يهديني كما تقول‏تقول: زيد قائم وبكر وخالد‏وخالد.
 
ومن ذلك قوله تعالى‏تعالى: أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس أي‏أي: البر والتقوى أولى فحذف الخبر‏الخبر.
 
وأما قوله‏قوله: " وقالت اليهود عزير ابن الله " فيمن لم ينون فيجوز أن يكون عزيز مبتدأ وابن صفة والخبر مضمر‏مضمر.
 
أي‏أي: قالت اليهود عزير ابن الله معبودهم‏معبودهم.
 
ويجوز أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين ويكون ابن خبراً‏خبراً.
 
ويجوز أن يكون لم يصرف عزير ومثله‏ومثله: يدعو لمن ضره أقرب من نفعه فيمن جعل يدعو بمعنى يقول‏يقول.
 
وقد تقدم ذلك في المبتدأ ومثله ما أكرهتنا عليه من السحر ولم يقل محطوط عنا وقد تقدم‏تقدم.
 
ومثله قوله‏قوله: " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله " والتقدير‏والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا إلى قوله‏قوله: فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون كذلك فالتقدير في والصابئون أي والصائبون كذلك فحذف الخبر وفصل بين اسم إن بمبتدأ مؤخر تقديراً وقال‏وقال: ومن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقياراً بها لغريب أي‏أي: إني لغريب وإن قياراً كذلك‏كذلك.
 
وقال الله تعالى‏تعالى: (أن الله بريء من المشركين ورسوله) أي‏أي: رسوله بريء فحذف الخبر‏الخبر.
 
وقيل‏وقيل: بل هو عطف على الضمير في بريء هو ورسوله‏ورسوله.
 
وعند سيبويه‏سيبويه: هو محمول على موضع إن كقوله‏كقوله: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون فيمن فتح‏فتح.
 
ومن ذلك قوله تعالى‏تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة) ولم يذكر الخبر والتقدير‏والتقدير: كمن كان على ضلالة‏ضلالة.
 
وقال‏وقال: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً) أي‏أي: كمن لم يزين له ذلك‏ذلك.
 
وقال‏وقال: (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) والتقدير‏والتقدير: كمن لا يقام عليه‏عليه.
 
فحذف الخبر في هذه الآي‏الآي.
 
وقد أظهر في قوله أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله‏عمله.
 
وأما قوله‏قوله: (أمن هو قانت آناء الليل) فيمن خفف فيكون أي‏أي: يكون من هذا الباب على تقدير‏تقدير: أمن هو قانت آناء الليل كالجاحد والكافر‏والكافر.
 
وزعم الفارسي أن التقدير‏التقدير: أمن هو قانت آناء الليل كمن جعل لله أنداداً‏أنداداً.
 
ثم قال‏قال: واستضعفه أبو الحسن دون الاستفهام لا يستدل عليه بما قبله وإنما يستدل عليه بما بعده‏بعده.
 
فقيل‏فقيل: إن ذلك على تقديرك دون تقديرنا فما تقول في قوله‏قوله: أفمن شرح الله صدره للإسلام وقوله‏وقوله: أفمن يتقي بوجهه أليس الخبران محذوفين وقوله‏وقوله: أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار‏النار.
 
قلت‏قلت: أيها الفارسي جواباً‏جواباً: إن سيبويه قال‏قال: إن الخبر محذوف يعني خبر قوله أفمن حق عليه ولم تكن لتذب عن أبي الحسن‏الحسن: أن التقدير‏التقدير: أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ بل قدرت حذف الخبر‏الخبر.
 
وزعم أحمد بن يحيى أن من قدر‏قدر: أمن (هو قانت آناء الليل) فهو كالأول‏كالأول.
 
وزعم الفارسي أن هذا ليس موضع النداء بل موضع تسوية ألا تراه قال من بعد‏بعد: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وجواب الفارسي تحت قول أحمد هو كالأول يعني أنه قال - عز من قائل‏قائل: قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار يامن هو قانت آناء الليل أبشر إنك من أصحاب الجنة فحذف في الثاني لذكره أولاً‏أولاً.
 
فأما من شدد فقال‏فقال: أمن هو قانت فالتقدير‏فالتقدير: الكافر الجاحد خير أمن هو قانت كقوله‏كقوله: أم زاغت عنهم الأبصار والتقدير‏والتقدير: أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار ومن ذلك قوله‏قوله: (وما من إله إلا الله) قوله إلا الله بدل من موضع الجار والمجرور والخبر مضمر والتقدير‏والتقدير: ما من إله في الوجود إلا الله كقوله‏كقوله: لا إله إلا الله فليس الرفع محمولاً على الوصف للمجرور لأن الأكثر في الاستثناء والبدل دون الوصف‏الوصف.
 
وأما قوله تعالى‏تعالى: (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين) ف الذين يلمزون مبتدأ وخبره‏وخبره: سخر الله منهم‏منهم.
 
ومن نصب زيداً مررت به كان الذين منصوباً عنده ولا يكون فيسخرون خبره لأن لمزهم للمطوعين لا يجب عنه سخريتهم بهم كما أن الإنفاق يجب عنه الأجر في قوله‏قوله: الذين ينفقون أموالهم إلى قوله‏قوله: فلهم أجرهم وإذا لم يجب عنه كان فيسخرون عطفاً على يلمزون أو على يجدون وموضع والذين لا يجدون جر تابع ل المؤمنين أو نصب تابع ل المطوعين والظرف أعني في الصدقات يتعلق ب يلمزون دون المطوعين للفصل بين الصلة والموصول أي‏أي: يعينون في إخراج الصدقات لقلتها ومنه قوله‏قوله: فروح وريحان ومنه قوله‏قوله: فنزل من حميم أي‏أي: فله نزل من
 
{{إعراب القرآن للسيوطي}}