الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحسام الممدود في الرد على اليهود/الباب الأول»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
ويكي مصدر العربي
 
سطر 9:
}}
 
==الباب الأول: ‏فيفي تقرير المواضع الدالة على صحة نبوءة سيدنا ومولانا محمد {{صل}} وثبوتها==
‏اعلماعلم وفقني الله وإياك أن اليهود لعنهم الله أنكروا نبوءة سيدنا محمد {{صل}} وبالغوا في ذلك كل المبالغة جحدا منهم وطغيانا وكفرا، ‏وأنهوأنه {{صل}} لثابت عندهم في كتبهم راسخ في دواوينهم. (ومن يضلل الله فما له من هاد). ونحن نستعين بالله في الرد عليهم وبطلان ما يوافقون عليه ولا ينكرونه، ‏بلبل ولا يقد رون على إنكاره. ‏وانماوانما أرميهم بأحجارهم ‏وآخذهموآخذهم بإقرارهم وأستخرج ذلك من كتبهم المنزلة بزعمهم، ‏وعددهاوعددها أربعة وعشرون كتابا.
 
فأول ذلك ما في الكتاب المسمى ملاخم الذين ينسبونه لليسع عليه السلام في قصة سلطان بني إسرائيل المسمى عندهم أحأب، وكان من كبار ملوك بني إسرائيل، ‏وكانوكان معتقدا لدين محمد {{صل}}، وكان اليهود يكفرونه حينثذ ‏واستمرواواستمروا على ذلك حتى الآن. وحكي أنه جاءه ملك من ملوك الروم اسمه ابن هدد بجيوش ‏لالا يعلم عددها إلا الله الذي خلقها، ‏ومعهومعه اثنان وثلاثون سلطانا وحصروه بمدينة سمرون، ‏وبعثوبعث إليه إرسالا وطلب منه أن يعطيه جميع ما لديه من الذهب والفضة وأولاده ونسائه رهنا، ‏وطلبوطلب منه العلم الذي ‏كانكان يقاتل به وكان مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكان يغلب به في الحروب كلها ‏فأجابفأجاب إلى كل ما دعاه إليه من المال والأولاد إلا العلم المذكور. ونص ما في كتاب ملاخم:
 
«كِي إِمْ كعثْ مَحَرْ اشْلٍحْ إثْ عَبْدَيْ إِلْيخَ وَحبْشوا إثْ بشِيخَ وَإِثْ يَتِي عَبْجَ َيَسخْ وَهَيَا محمد عَيَنَيخَ يَسِيمُوْا بِيدَمْ وَلَقَاضْواْ.» <ref>1 الملوك 20: 6</ref>
 
====‏شرحهشرحه:====
‏إذاإذا كان غدا أرسل إليك عبيدي يفتشون بيتك وبيوت عبيدك، وحيث ما كان محمد عنايتك يجعلوه في أيديهم ‏ويأخذونهويأخذونه منهم. ‏يعنييعني العلم الذي فيه اسم محمد {{صل}} يأخذوه عبيدي من أيديكم ويزيلوا انتصاركم به، ‏فلمافلما قرأ الملك أحأب الرسالة اجتمع مع أشياخ اليهود وأحبارهم ‏وقرأوقرأ عليهم الرسالة واستشارهم في أمرها، فأجمعوا قاطبة على أن يعطوا ما بأيديهم من الذهب والفضة والأولاد رهنا. ولم يوافق أحد منهم على إعطاء العلم المذكور ‏واخراجهواخراجه من أيديهم، فبعث الملك أحأب إلى ملك الروم بما اتفقوا عليه فغضب وأبى إلا العلم ‏وحلفوحلف ليخربن ديارهم ‏ويغصبويغصب أموالهم ويسبي أولادهم وعيالهم ‏ويقتلويقتل ‏رجالهم،رجالهم، فتشفع له أحأب بالنبي محمد {{صل}} ‏فلمفلم يقبل الشفاعة وصمم ‏علىعلى يمينه ‏وبنىوبنى على هلاك أحأب وكل من معه. ‏فجاءهفجاءه نبي من أنبياء ذلك العصر وقال له لا تخف توكل على الله سبحانه وعلى نبيه محمد {{صل}}،ينصرك على هؤلاء الملوك ويعينك على هزمهم فإن الله تعالى لا يضيع من آمن بمحمد واعتقد دينه ومذهبه. ‏فخرجفخرج إليهم أحأب وقاتلهم فأعانه الله ‏عليهمعليهم فغلبهم وفروا بين يديه هاربين وانقلبوا في صفقتهم خاسرين، واشتهرت هذه الحكاية عند أهل ذلك العصر، فآمن منهم بالله من سبقت له السعادة عند الله. وهذا الملك أخأب عند اليهود لعنهم الله من أعظم الكفار لكونه آمن بمحمد {{صل}} واعتقد دينه ومذهبه. قال الله تعالى: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).
 
‏وهذاوهذا الملك أحأب مات مسلما حسبما شهدت بذلك نصوصهم. «وهملِيخٍ هَيَّا محمد بَمرٍ كَبَا نَخَحْ أَرَمْ»
 
====‏شرحهشرحه:====
‏والملكوالملك كان يذكر محمدا ويقاتل الروم. فتأمل هذا الذي ذكرت لك فإن فيه أدلة شافية على كذبهم:
 
* منها: أن النبي {{صل}} مذكور في كتبهم وهم ينكرونه جحدا منهم للحق الذي لا شك فيه.
* ومنها: أنهم يعلمون ويتحققون أن نصرة أحأب على ملك الروم إنما كانت بسبب إيمانه بالنبي {{صل}} وبوسيلة المشفع به إلى الله تعالى.
* ومنها: أن هذا الملك أحأب كان عظيمهم وسيدهم فلما آمن بمحمد {{صل}} كفروه، فناهيك من قوم يصممون على الكفر ويتبعون أهواءهم (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله).
 
‏وهذاوهذا الذى ذكرنا عنهم يشبه بالنظر ما يأتي من اعتقادهم الفاسد.
 
===فصل===
سطر 35:
«مَا تعَسُواْ لِيُومْ مُوعِدْ وَلِيَوْمِ حَغْ أُذْنَيْ كِي هِنِّي هلخُواْ مِشَوَدْ مِض لايَمْ تَقِيمِيمْ مُود تغيرم محمد كَخْسِيم كِؤُس جِيرَسِم حُوِح، بِأهْلِيِهم.» <ref>هوشع 9: 5-6</ref>
 
====‏شرحهشرحه:====
أي شيء تعملون، أم كيف يكون حالكم في اليوم الموعود وفي ‏اليوماليوم المشهود، ‏ماما زلتم تسلكون وتنتقلون من نحس إلى نحس. المصريون أسروكم والروم قتلوكم ومحمد يسبي أموالكم ‏والكؤسوالكؤس يطردونكم ‏والشوكوالشوك في أخبيتكم.
 
ومصدق هذا الكلام: التقرير والتوبيخ وتعداد ما نزل بهم من المكروهات وكأنه يقول لهم: لا بد لهم أن يذهب رسمهم وآثارهم ‏حتىحتى لا يبقى منهم أحد، ‏ومحمدومحمد {{صل}} وأمته ‏همهم المسلطون عليهم، بسبب كفرهم وانتقالهم من فساد إلى أفسد منه، ‏وهذاوهذا معنى قوله: إنهم يسلكون من نحس إلى نحس، و"محمد كخسيم" معناه: أن النبي {{صل}} يأمر بتغريمهم المال. والكؤس قبيلة من العرب. وحوح معناه: الشوك، ‏أيأي أن أمة محمد {{صل}} يزيلونهم ويمحون آثارهم لأنهم عندهم بمنزلة الشوك لا منفعة فيه ويبعد المرء عنه، كذلك هم لا منفعة ‏فيهمفيهم لأمة محمد {{صل}} ‏بلبل إنهم مضرة مجردة من النفع. وهذا الذي قرر ‏يؤيدهيؤيده ما بعده من النص وهو:
 
«بأويمي هغوه بأويمي هشلوم إويل هني مشجع إش هروح عَل رَوبِ عُونَن وَرَبَّهُ مسطِينمَه».
 
====‏شرحهشرحه:====
‏وصلتوصلت ليلة المطالبة، وصلت ايام الانتصاف بسبب وقوعكم في ‏النبيالنبي {{صل}}، قلتم إنه جاهل، وقلتم إنه أحمق مَرياح، وهذا أعظم ذنوبكم وبه كثر الحقد عليكم ووجب بغضكم وعداوتكم. وفى هذه الجملة أدلة ‏عليهمعليهم:
 
‏أحدهاأحدها: أن النبي {{صل}} موجود فى كتبهم كما فى النص الذي قبل هذا.
 
الثاني: أن نصهم أخبر أنه لا بد لأمة محمد {{صل}} من أخذ أموالهم بسبب كفرهم، وهذا النص مما لا يبدلونه، والله أعلم، لأن ذلك موجود ‏وماوما زال المسلمون يضربون عليهم الجزية ويأخذونها منهم عن يد وهم ‏صاغرونصاغرون.
 
‏الثالثالثالث: أن كتبهم مبدلة لا محالة، ولا ينبغي لعاقل أن يشك في ذلك لأنه يستحيل أن يكون فى كتاب الله المنزل سب رسول الله {{صل}}.
 
‏الرابعالرابع: أن هويشيع المذكور كان قبل النبي {{صل}} مع أنه أخبر به ‏وصرحوصرح باسمه وأنه محمد، والإخبار بالشيء قول كونه قاطع بصحة ذلك الشيء لأنه إخبار بما سيكون، والإخبار بما سيكون إنما يكون بإذن الله عز وجل، ‏إذإذ لا يعلم ما في السموات وما في الأرض الغيب إلا الله،.‏وماوما أخبر به تبارك وتعالى حق لا يرتاب فيه مؤمن بالله، ‏فالنبيفالنبي محمد {{صل}} حق والتصديق به واجب. ‏وهذهوهذه أدلة كافية في الرد عليهم، ‏كيفكيف وقد وقعوا فيما هو أمر وأدهى، وسياتي ذكر كله مفسرا إن شاء الله ‏تعالىتعالى.
 
===فصل===
يتبين فيه ذكر النبي {{صل}} في التوراة والزبوز وغيرهما من كتبهم، ‏تارةتارة باسم أحمد وتارة باسم محمد مستخرجا ذلك من كتبهم بحروف أبجد حسبما هو اصطلاحهم في ذلك. ‏فمنهفمنه: ما وقع في أول سورة من التوراة ونصه:
 
«وياعس ألوهيم إث تنبيه هيروت هجر وليم».
 
====‏شرحهشرحه:====
‏وخلقوخلق الله النورين العظيمين. وقوله: "هجر وليم": عدده ثمانية ‏وتسعون،وتسعون، يختص منها اسم محمد {{صل}} باثنين وتسعين، والستة الباقية من العدد ليوم الجمعة سادس الأيام. فتفهم أرشدنا الله تعالى وإياك أن هذا بدل من نص أخر كان في موضعه، وبدل منه بعد بعث الرسول {{صل}}، وإنما كان النص الاول يشير إلى أن الله تبارك وتعالى لم يخلق النورين العظيمين، وهما: الشمس والقمر، إلا من نور سيدنا ومولانا محمد {{صل}}، وأنه الذي نسخ يوم السبت بيوم الجمعة، فبدل حينئذ النص الحاسدون الظالمون من علمائهم لعنهم الله، وجعلوا في هذا النص المبدل لفظة تدل على ذلك وهي: "هجر وليم" بزعمهم أن محمدا يكون منهم، هكذا هو مفسر في كتاب مضمون عندهم لعنهم الله. وسيأتي مثل هذا كثير إن شاء الله تعالى.
 
‏واعلمواعلم أرشدك الله أن حساب أبجد قاعدة من قواعدهم وعليها مدار ‏دينهمدينهم في فرائضهم ‏وسننهم،وسننهم، ‏وهذاوهذا مما لا ينكرونه قط، لا بوجه ولا ‏بحالبحال.
 
===‏فصلفصل===
 
يتبين فيه أن في توراتهم في الحزب الأول منها أن الله تعالى أخبر أن أحمد يدخل الجنة قبل الخلق، ونص ذلك:
سطر 69:
«ويصلع أدني أبوهيم جن بعيدن مقدم». <ref>التكوين 2: 8</ref>
 
====‏شرحهشرحه:====
‏ويدخلويدخل السيد أحمد الجنة قبل الخلق. يدل على ذلك لفظة: جن، ‏إذإذ عدده ثلاثة وخمسون كما هو أحمد، فإذا قالوا: مدلول جن إنما هو جنة، قلنا لهم: هذا يؤول إلى أن يكون معنى الكلام: يدخل الله الجنة في الجنة قبل الخلق، ‏وهذاوهذا تفسير غير معقول ينزه كلام الله تعالى [عنه]. فأحد الأمرين لازم: إما أنه ليس من كلام الله تعالى، ‏وإماوإما ثبوت أن النبي {{صل}} في كتبهم. وأيهما كان فهو المطلوب.
 
===‏فصلفصل===
يتبين فيه أن الله ‏سبحانهسبحانه وتعالى بشر أبانا إبراهيم عليه السلام بأن من ‏ابنابن هاجر، وهو إسماعيل، يخرج محمد {{صل}}. والنص عندهم في ذلك:
 
«وليشيمعيل شمغثيخ ببني رحمتي أوثو ومريثسي أثو بماد ماد هينيم علسر نسيم يولذ وننثين تجوي جدول.» <ref>التكوين 17: 20</ref>
 
====‏شرحهشرحه:====
‏ودعوتكودعوتك لإسماعيل مقبولة فأبارك فيه وأكبره وأنميه وأخرج منه محمدا. ويدل على اسم محمد {{صل}} قوله: «بماد ماد» لأن عدده اثنان وتسعون، ومحمد كذلك، وهذا مما يدل أنه {{صل}} موجود في كتبهم، وهم ‏ينكرونهينكرونه.
 
===‏فصلفصل===
يتبين فيه أن آدم عليه السلام إنما خلقه الله سبحانه بسبب محمد. ونص ما ورد من ذلك في الحزب الأول من التوراة:
 
سطر 86:
 
====شرحه:====
‏وقالوقال الله: إنني أخلق آدم ليخرج من ظهره أحمد ‏ويكونويكون كأحدكم. قال علماؤهم: يعني في الرتبة وأعلى. يدل على أحمد "هيه كاحد" عدده ثلاثة وخمسون، وأحمد كذلك. وهذه القاعدة قد قررنا أنها من ‏قواعدهمقواعدهم وأصولهم مما يبنون عليها فرائضهم في أكثر مسائل دينهم، وأنهم بدلوا ما كان من النصوص في هذا المعنى حسدا منهم لعنهم الله وأذلهم. وإن أرادوا نقض هذه القاعدة؛ قالوا: لا تستعمل في هذا المحل. قلنا لهم: تخصيصهم هذا المحل وما أشبهه بعد الاستعمال تخصيص من غير مخصص وهو باطل، وهم دائرون بين شيئين: إما رفض جميع ما بنوا على هذه القاعدة أو استعمالها فيما ذكرنا، وأيهما كان فهو مقو لمطلوبنا ومنتج لدليلنا. ثم نولد عليهم سؤالا ونقول لهم: أنتم مقلدون ‏لعلمائكم،لعلمائكم، متبعون لهم في أقوالهم وأفعالهم فأتونا بنص من موضوعاتهم ‏ينبئينبئ بأن هذه القاعدة لا تستعمل في هذا المحل. فما لهم جواب عن هذا أصلا إذ لم ينص أحد من أحبارهم على ما راموه. واذا علم النص وجب ‏الرجوعالرجوع إلى القاعدة الأولى والانقياد إليها، وهو واضح لا ينازع فيه إلا مكابر جاهل. والتوفيق بيد الله.
 
===‏فصلفصل===
يذكر فيه أن محمدا {{صل}} خير خير من كل ما خلق الله، وصلواته خير من كل الصلوات، ونص ما في التوراة من ذلك في الحزب الأول منها:
 
«اوير ألوهيم إث كل أشر جسا وهته طوب ماد.» <ref>التكوين 1: 31</ref>
 
====‏شرحهشرحه:====
‏وعلموعلم الله كل ما خلق، وأن خيرهم أحمد، والخمس صلوات والجمعة والعيدان. ويؤخذ ذلك من قوله: وهته. لأن عدده ستة وستون منها لأحمد ثلاثة وخمسون، ‏وللجمعةوللجمعة ستة لأنها سادس الأيام، ‏وخمسوخمس للخمس صلوات، واثنان للعيدان. وهذا فصل حسن مظهر لما فيه من العهد ‏لإنكارلإنكار محمد {{صل}} ‏وماوما جاء به. ‏ولوولو أنهم نظروا لأنفسهم بعين البصيرة ‏وتبصرواوتبصروا في لفظه: "وهته" التي في توراتهم ‏وبحثواوبحثوا عن تفسيره وكيف كان ‏النصالنص قبل تبديله وأجروه الآن على عادتهم ‏فيهتدونفيهتدون إلى الحق ‏المستقيمالمستقيم ‏ويتعبدونويتعبدون بالدين القويم. ‏وماوما زلت أتكلم معهم قبل إسلامي ‏وأبينوأبين لهم ما قررته الآن فيخرسون ‏ولاولا يجيبون بشيء. فإذا قيل هذا ‏الفصلالفصل لا يتضمن اتباع شريعته {{صل}} ‏ولاولا أنها ناسخة لكل الأديان. قلنا: نعم ‏ولكنولكن المقصود الأعظم من هذا الفصل ‏إنماإنما هو الإقرار ‏بمحمدبمحمد {{صل}} مذكور في كتبهم، ‏وأماوأما كون شريعته ناسخة لجميع الشرائع ‏فيأتيفيأتي ذلك إن شاء الله تعالى. ‏واذاواذا سألت عن هذا فلا بد من البحث معك فيه. فنقول:
 
إن قولهم في النص: خيرهم أحمد يقتضي أنه أفضل الخلق، ‏ولكنولكن هذه الصيغة لا تدل على عدم فضيلة المفضول بل تدل على فضيلته، ‏ونحنونحن نقول بفضيلة الأنبياء عليهم السلام ‏وأنوأن محمدا هو أفضلهم، ‏وماوما جاء به أفضل مما جاء به غيره.
 
===‏فصلفصل===
يذكر فيه رسول الله {{صل}} ‏وأنهوأنه من ذرية إبراهيم عليه السلام، والنص في ذلك من التوراة:
 
«ويومر أدني إل إبرم لخ لخ مئوصخ ومئمرار تخ ومبت أبيخ إل هارص أشر إرايك وإيمسخ لجوي جدول، وأبارصخ واعدالاه شميخ وهي براخه، وأبرخس مبار خبخه وممللخ أوور وثبار فخه كل مشجيوت هادما.» <ref>التكوين 12: 1-3</ref>
 
====‏شرحهشرحه:====
‏وقالوقال الله لإبراهيم: امض من بلادك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريك، وأخلق من ذريتك محمدا، وأبارك فيه وأعظم اسمه. وسيكون بركه وأبارك فيمن يتبرك به، وألعن من سبه. (ويعظمه الأكثر من مخلوقات العالم).
 
وهذا فصل بديع باتر لحججهم، لأن هذه الأوصاف لم توجد إلا في النبي {{صل}}، والبركة والحمد ظاهرة في أمته. وما من اسم أعظم من اسمه {{صل}}. وهؤلاء اليهود لعنهم الله الطاعنون عليه قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ولعنوا أين ما كانوا. وهذا الموضع من النص لا يصلح أن يكون فيه إلا محمد {{صل}} ولا يليق بهذا المحل غيره. ولا يمكن لفظ يعني بعدد "لجوي جدول" إلا محمد {{صل}}. وقد بينا أن هذه قاعدة من قواعدهم بما يغني عن التكرار.
 
===‏فصلفصل===
من نوع ما تقدم، ويذكر فيه قضية إبراهيم مع الخمسة ملوك الذين ‏سبواسبوا لوطا، ‏وأنوأن الله ‏تعالىتعالى أوحى إليه بأنه لا يخاف لأن محمدا عضده ‏وترسهوترسه. والنص في ذلك في السفر الأول من التوراة:
 
«هيا دبر أدني إل ابرم بامجديني ليموز أن تيرا أبرم أنوخي مجن لخ صخار خاصر بي ماد.» <ref>التكوين 15: 1</ref>
 
====شرحه:====
‏كانكان خطاب الله لإبراهيم في الوحي أن قال له: لا تخف يا إبراهيم، ‏أناأنا ومحمد ترس لك. ‏ويدلويدل على ذلك لفظ مَجَن الذي في النص لأن عدده ثلاثة وتسعون، لاسم محمد اثنان وتسعون والواحد الباقي من العدد للواحد الباقي سبحانه الفرد الصمد، ‏ويدلويدل أيضا أنه {{صل}} أشرف الخلق وأفضلهم ‏وأعلاهموأعلاهم لأن الله ‏تعالىتعالى هدن روعته، ‏أعنيأعني إبراهيم عليه السلام، بأنه هو ومحمد {{صل}} ترس له، لا سيما وهو لم يكن في الوجود، فمن رزقه الله شيئا من العقل ونظر في مثل هذا ‏وتأملهوتأمله لا شك أنه يرجع إلى الحق وينقاد إلى الطريقة المثلى، ‏ومنومن سبق له الشقاء والعياذ بالله فلا ينفعه عقله بشيء، ‏بلبل يضره كل الضرر ‏ويزينويزين له سوء عمله فيراه حسنا. نعوذ بالله من الخذلان ونسأله العفو والغفران وهو حسبنا ونعم الوكيل.
 
===‏فصلفصل===
يذكر فيه لما خلق الله سبحانه وتعالى إسحاق عليه السلام أخذت سارة غيرة، فما زالت تحاول على إبراهيم حتى انتقل بهاجر إلى مكة مع ولدها إسماعيل. وكان ذلك سابقا في علم الله أن إسماعيل يتربى في مكة ليخلق هناك محمد {{صل}}، فلما صرفها إلى مكة تاهت في الطريق وعطش إسماعيل فبعث الله إليها ملكا وأراها ماء زمزم وقال لها: قومي ارفعي ابنك إسماعيل وسيخرج منه محمد {{صل}}. والنص في ذلك من التوراة:
 
سطر 122:
 
====شرحه:====
‏ارفعارفع الغلام إن محمدا يخرج منه. يدل على ذلك قوله لجوي جدول. وهذا أيضا دليل واضح عليهم لا يفتقر إلى بيان لوضوحه فافهمه.
 
===فصل===
‏يذكريذكر فيه أن إبراهيم عليه السلام أنه كان يصلي بمكة حسبما شهدت بذلك نصوصهم فمن ذلك:
 
«ويسع أبرم هلوخ ونسوع هنجبه.»
 
====‏شرحهشرحه:====
‏وكانوكان إبراهيم عليه السلام في أكثر رحيله إنما يرحل إلى مكة، وقوله في النص "هنجبه": عدده مكة، فإن قيل ما الدليل في هذا النص؟ فالجواب أن اليهود لعنهم الله ‏يزعمونيزعمون أنهم على ملة إبراهيم وأنهم أولى بها من غيرهم. وإبراهيم عليه السلام كان يصلي بمكة ويرحل إليها، وهؤلاء اليهود لعنهم الله تعالى ودمرهم لا يذكرون مكة بشفة ولا بلسان، فقد تناقض ‏قولهمقولهم مع حالهم واختلوا، وصارت دعاويهم مجردة لا يوافقها عملهم. ‏وقدوقد دل النص أنهم إذا غير متبعين لإبراهيم. والمسلمون وفرهم الله تعالى متبعون له، وما من أمة تسير إلى مكة وتعمل الرحلة إليها وتعتني بها إلا أمة ‏محمدمحمد {{صل}} (فهم المتبعون لإبراهيم وعلى ملته حقيقة والله ولي التوفيق).
 
{{هامش}}