الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العقد الفريد/الجزء الثالث/18»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تصنيف وقالب |
|||
سطر 1:
عليّ بن عبد العزيز عن محمد بن الضحّاك بن عثمان الخُزاعي عن أبيه
خرج الحسين إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيدَ بن
فكتب يزيدُ إلى عُبيد اللهّ بن زياد وهو
واليه
البلدان وابتليت به من بين العُمال وعنده تُعتق أو تعود
فقتله عبيدُ الله وبعث برأسه
وثَقَله إلى
فلما وُضع الرأسُ بين يديه تمثّل بقول حُصين بن الحُمام
نُفلِّق هامًا من رجال أعزّةٍ علينا وهم كانوا أعق وأظْلمَا
فقال له عليّ بن الحُسين وكان في
فغضب
يزيدُ وجعل يَعبث بلِحْيته ثم
ما ترون يا أهل الشام في هؤلاء
فقال له رجل
قال النعمان بن بَشير
كان يَصنعه رسولُ الله {{صل}} بهم لو رآهم في هذه الحالة فاصْنعه
قال:
صدقت خَلّوا عنهم واضربوا عليهم
وأمال عليهمِ المَطبخ وكساهم وأخرج إليهم جوائزَ
كثيرة.
ثم رَدّهم إلى
الرٍّياشي
أخبرني محمّد بن أبي رَجاء
عليّ بن أبي طالب
وكان أكبَرنا يومئذ عليُّ ابن الحُسين فأدْخِلْنا عليه وكان كل واحد منا مَغلولةً يدُه إلى عُنقه
فقال
أبو
الحسن المدائني عن إسحاق عن إسماعيل بن سُفيان عن أبي موسى عن الحَسن البصري
قتِل مع الحسين ستةَ عشرَ من أهل
والله ما كان على الأرض يومئذ أهلُ بيت يُشبّهون
وحَمل أهلُ الشام بناتِ رسول الله {{صل}} سبايَا على أحقاب
فلما أدخلن
على يزيد قالت فاطمةُ بنت
قالت
فدخلتُ إليهن فما وجدت فيهن سِفيانيّة إلا مُلْتدمة
وقالت بنت عقيل بن أبي طالب
تَرثِي الحُسين ومن أصيب
عَيْني ابكي بعَبْرةٍ وعَويل واندُبي إن ندبتِ آل الرَّسولِ
ستة كُلّهم لصُلْبِ علّي قد أصيبوا وخَمسة لعَقيل
ومن حديث أم سَلمة زوج {{صل}}
فدنا من النبيّ {{صل}} فأخذتُه فبكى فتركتُه فدنا منه فأخذتُه فبكى
فقال له
الأرض التي يُقتل
فبسط جناحَه فأراه
فبكى النبي {{صل}}
محمدُ بن
خالد
وجه رسول الله {{صل}}
ابن لَهيعة عن أبي الأسود
حِفْظي وإنه ليس بينكم وبين نبيّكم إلا أبٌ واحد قتلتم
ابن عبد الوهاب عن يَسار بن
عبد الحكم
جعفر
بن محمد عن أبيه
وهم صغار ولم يُبايع قطُّ صغيرٌ إلا
عليُ بن عبد العزيزِ عن الزُّبير عن مُصعب بن عبد الله
وقيل لعلّي بن
للنساء.
يحيى بن إسماعيل عن الشَعبي أنّ سالما
توجه إلى العراق فلحقه على ثلاث مراحل من المدينة وكان غائباً عند خروجه فقال أين
تريد
فناشده الله أن
يرجع
عليه وسلم يُخيّره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة وإنكم بِضعة منه فوالله لا يليها أحد من
أهل بيته أبداً وما صَرفها الله عنكم إلا لما هو خيرٌ لكم فارجع فأنت تَعرف غدر أهل
العراق وما كان يَلقى أبوك
فأبى فاعتنقه
وقالت
للحُسين فعدلتُ إليه فسلّمت عليه
تركت الناس
تسمية من قتل مع الحسين بن علي
رضي الله عنهما من أهل بيته ومن أسر منهم قال أبو
قتل الحُسين بن عليِّ وقتل معه عثمان بن عليّ وأبو بكر بن عليّ وجعفر بن عليّ والعباس بن
علي وكانت أمهم أمٌ البنين بنت حَرام الكِلابيّة وإبراهيم بن عليّ لأم ولد له وعبدُ الله بن
حسن وخمسةٌ من بني عَقِيل بن أبي طالب وعَوْن ومحمد ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
وثلاثة من بني
فجميعهم سبعةَ عشر
وأسر اثنا عشر غُلاماً من بنى هاشم
فلم تَقم لبني حَرب قائمة حتى
سَلَبهم الله
وكَتب عبدُ الملك بن مروان إلى الحجَّاج بن
البيت فإني رأيت بني حَرب سُلبوا مُلْكهم لما قتلوا
حديث الزهري في قتل الحسين
رضي الله عنه حدَّثنا أبو محمد عبد الله بن مَيسرة
حدَّثنا حمَاد بن عيسى الجُهني عن عمر بن قيس
سعيد بن المُسَيِّب عن أبي هُريرة عن النبيّ {{صل}}
قال حمَاد بن
به عبّاد بن بِشرْ عن عَقيل عن الزُّهري عن سَعيد بن المسيّب عن أبي هُريرة عن النبيّ صلى الله
عليه وسلم
المَصيصة فقَدِمنا على أمير المُؤمنين عبد الملك بن مروان وإذا هو قاعد في إيوان له وإذا
سماطان من الناس على باب الإيوان فإذا أراد حاجةً قالها للذي يَليه حتى تَبْلغ المسألة بابَ
الإيوان ولا يمشي أحدٌ بين
قال
الملك للذي عن
قال
عبد
فقال
بالنَّسب وكان عبدُ الملك طلّابة للحديث
الحُسين بن عليّ بن أبي طالب - وفي رواية عليّ بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله عن
أبي مَعشر عن محمد بن عبد الله ابن سعيد بن العاص عن الزُّهري أنه
صبيحتها الحُسين بن عليّ قال
الليلة التي صبيحتها قُتل الحسين بن علي بن أبي طالب حجرٌ في بيت المقدس إلا وُجد تحته دمٌ
عَبيط.
قال عبدُ
ثم قال
كثيراً.
ففقدتُ العَيبة فاتهمتُ الغلام فوعدتُه وتواعدتُه فلم يُقر لي
عَلَى صَدْره ووضعتُ مِرْفقي على وجهه وغمزتُه غمزةً وأنا لا أريد قتلَه فمات تحتي وسُقط
في
وقَدِمتُ المدينة فسألت سعيدَ بن المُسيّب وأبا عبد الرحمن وعُروة بن الزُّبير والقاسمَ
بن محمد وسالِم بن عبد الله فكلُّهم
فبلغ ذلك عليَّ بن الحُسين
عليَ
فأتيتُه فقصصتُ عليه
مُؤْمنة وأطعم ستين مسكيناً
ثم خرجتُ أريد عبد الملك وقد بلغه أني أتلفتُ المال
فأقمتُ ببابه أياماً لا يُؤذن لي بالدُّخول فجلستُ إلى مُعلِّم لولده وقد حَذِق ابنَ لعبد الملك
عنده وهو يُعلمه ما
يتكلّم به بين يدي أمير المؤمنين إذا دخل عليه فقلت
به فلك عندي ذلك على أن تُكلِّم الصبيّ إذا دخل عَلَى أمير المؤمنين فإذا قالَ
حاجتكَ يقول
ففَعل فضحك عبدُ الملك
قال: بالباب.
فأذن لي فدخلت حتى إذا صرتُ بين يديه
بن المسيّب عن أبي هريرة عن النبيّ {{صل}} أنه
مرتين.
وقعة الحرة
أبو اليقظان
فعلوا فارمهم بمُسلم بن عُقبة فإنه رجل قد عرَفْنا
فلما كانت سنة ثلاث وستين قدم
عثمانُ بن محمد بن أبي سُفيان المدينةَ عاملاً عليها ليزيدَ بن معاوية وأوفد على يزيد وفداً من
رجال المدينة فيهم عبدُ الله بن حَنْظلة غَسيل الملائكة معه ثمانيةُ بنين له فأعطاه مائةَ ألف
درهم وأعطى بنيه كل رجل منهم عشرةَ آلاف سوى كُسوتهم
فلما قدم عبدُ الله
بن حنظلة المدينة أتاه الناس
بنيّ هؤلاء لجاهدته
قبلتُ ذلك منه إلا أن أتقوّى به عليه أي عَلَى قتال يزيد - وحضَّ الناسَ عَلَى يزيدَ
فكتب عثمانُ بن محمد إلى يزيد بما أجمع عليه أهلُ المدينة من
فكتب إليهم يزيد بن
فإن الله لا يُغيرُ ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم وإذا
أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من
وإني قد لَبستكم فأخلفتُكم
ورفعتكمِ عَلَى رأسي ثم عَلَى عَيني ثم على فَمي ثم عَلَى بطني والله لئن وضعتكم تحت
قدمي لأطانكم وطأة أقِلّ بها عددَكم وأترككم بها أحاديث تنتسخ أخبارُكم مع أخبار عاد
وثمود.
فلما أتاهم كتابُه حَمِي القوم فقدَّمت الأنصار عبدَ الله بن حنظلة عَلَى أنفسهم
وقدَّمت قُريش عبدَ اللهّ بن مُطيع ثم أخرجوا عثمانَ بن محمد بن أبي سفيان من المدينة
ومروانَ بن الحكم وكُل من كان بها من بني
وكان عبدُ الله بن عباس بالطائف فسأل
عنهم فقيل
ولما بلغ يزيد ما فعلوا أمر بقُبة فضُربت له خارجاً عن قَصره وقَطع
البُعوث عَلَى أهل الشام فلم تمْض ثالثةٌ حتى توافت
فقَدِم عليهم مُسلم بن عُقبة المُرِّي
فتوجّه
وقد عَمد أهلُ المدينة فأخرجوا إلى كل ماء لهم بينهم وبين الشام فصبّوا فيه زِقّاً
من قَطران وغَوّروه فأرسل الله عليهم المطر فلم يَسْتقوا شيئاً حتى وردوا
قال أبو
اليقظان
حَدَث فاستعمل حُصين بن
فخرج حتى قدم المدينةَ فخرج إليه أهلُها في عُدة وهيئة
وجُموع كثيرة لم يُرَ
فلما رآهم أهلُ الشام هابوهم وكرهوا
فأمر مُسلم بن عقبة
بسَريره فوُضع بين الصَّفين وهو عليه مريض وأمر مُنادياً
فجدّ
الناس في القتال فَسمعوا التكبيرَ من خلفهم في جوف المدينة فإذا هم قد أقْحَم عليهم بنو
حارثة أهلَ الشام وهم عَلَى الجُدر فانهزم
وعبد الله بن حَنظلة متساند إلى بعض بَنيه
يَغُطُّ نوماً فلما فتحِ عينيه فرأى ما صَنعوا أمر أكبر بنيه فتقدَم حتى قُتل فلم يزل يقدِّم واحداً
وأحدا حتى أتي عَلَى آخرهم ثم كسر غِمْد سيفه وقاتل حتى
ودخل مسلمُ بن عقبة
المدينة وتغلّب عَلَى أهلها ثم دعاهم إلى البيعة على أنهم خوَلٌ ليزيد ابن معاوية يَحكم في
دمائهم وأموالهم وأهليهم فبايعوا حتى أتي بعبد الله ابن زَمعة فقال
المؤمنين يحكم في مالك ودمك
ومالي
فقال مسلم بن
نُبايعك على ما
فتركه
مروان وضُرب
وهَرب عبدُ الله بن مطيع حتى لحق بمكة فكان بها حتى قُتل مع عبد
الله بن الزبير في أيام عبد الملك بن مروان وجعل يُقاتل أهلَ الشام وهو
أنا الذي فررتُ يوم الحَرّه والشيخُ لا يَفرُّ إلا مَرة
فاليومَ أجْزى كَرّة بقَرّة لا بأس بالكَرة بعد الفَرّة
أبو عَقيل الدوْرقيّ
غار فدخل عليه رجل من أهل الشام وفي عُنق أبي سعيد السّيف فوضع أبو سَعيد السيفَ
أنت
وأمر مُسلم بن عُقبة بقتل مَعقلِ بن
سِنان الأشجَعي صبراً ومحمد بن أبي الجهم بن حُذيقة العَدوي صبراً وكان جميعُ من قتل يوم
الحرة من قريش والأنصار ثلثَمائة رجل وستة
ومن الموالي وغيرهم أضعافُ
وبعث مًسلم بن عُقبة برؤوس أهل المدينة إلى يزيد فلما ألقيت بين يديه جَعل يتمثل بقول ابن
الزِّبْعري يوم
ليت أشياخِي ببدرٍ شَهِدُوا جَزَع الخَزْرج من وَقْع الأسَل
لأهلّوا واستهلوا فرحاً ولقالوا
فقال له رجل من أصحاب رسول الله {{صل}}
ولما انقضى
أمرُ الحَرّة توجه مُسلم بن عُقبة بمن معه من أهل الشام إلى مكة يُريد ابنَ الزُبير وهو ثقيل فلما كان
بالأبواء حَضره أجلُه فدعا حُصين ابن نمير فقال
هذا الجيش أم أقدَمك فأضرب عنقك
على رأيه فسِر بهذا الجيش فإذا لقيتَ القومَ فإياك أن تُمكنهم من أذنك لا يكن إلا على
الوِقاف ثم الثقاف ثم
ومات مُسلم بن عُقبة وليصل بالناس الضحّاك بن قيس حتى يختار الناس لأنفسهم فلمّا مات
صلى عليه الوليد بن عقبة لا رحمه
ومضى حُصين بن نُمير بجَيشه
فلم يزل محاصرًا
لأهل مكة حتى مات يزيدُ لا رحمه الله وذلك خمسون
ونَصب المجانيق على الكعبة
وحَرَقها يوم الثلاثاء لخمس خلون من ربيع الأول سنة أربع وستين وفيها مات يزيد بن معاوية
بِحوارين.
وفاة يزيد بن معاوية
مات يزيد بن معاوية بحُوارين من بلاد حِمْص وصلى عليه ابنُه معاوية ابن يزيد بن مُعاوية ليلة
البدرِ في شهر ربيع
وأم يزيد ميسون بنت بَحْدل الكَلْبي ومات وهو ابنُ ثمانٍ وثلاثين
سنة وكانت ولايتُه ثلاثَ سنين وتسعة أشهر واثنين وعشرين
خلافة معاوية بن يزيد بن معاوية
واستُخلف معاويةُ بن يزيد بن معاوية في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وهو ابنُ إحدى
وعشرين سنة ومات بعد أبيه بأربعين يوماً ولم يزل مريضاً طولَ ولايته لا يَخرج من بيته فلما
حضرتْه الوفاةُ قيل
حيا فلا أقلدها ميتا لا يذهب بنو أمية بحلاوتها وأتجرّع مرارتها ولكن إذا مِت فَلْيصل عليّ
الوليدُ بن عُقبة وليصلِّ بالناس الضحاك بن قيس حتى يختار الناس
فلما مات صلّى
عليه الوليد بن عقبة وصلّى بالناس الضَحاك بن قيس بدمشق حيث قامت دولة بني
فتنة ابن الزبير
قال عليّ بن عبد
عُقبة سار حُصين بن نُمير حتى أتى مكة وابنُ الزبير بها فدعاهم إلى الطاعة فلم يُجيبوه
فقاتلهم وقاتله ابن
فقُتل المُنذرُ بن الزُبير يومئذ ورجلاًن من إخوته ومُصعب بن عبد
الرحمن بن عوف والمسور بن
وكان حُصين بن نُمير قد نَصب المجانيق على أبي قُبيس
وعلى قُعيْقعان فلم يكن أحدٌ يقدر أن يطوف
فأسند ابنُ الزبير ألواحاً من ساجٍ على
البيت وألقى عليها الفُرشَ والقطائف فكان إذا وَقع عليها الحجر نبا عن
فكانوا يطوفون
تحت الألواح فإذا سمعوا صوتَ الحَجر حين يقع على الفرش والقطائف كَبَروا وكان ابن الزبير قد
سطر 269:
من أهل الشام بنار في طرف سنانه فأشعلها في الفُسطاط وكان يوماً شديد الحر فتمزّق
الفُسطاط فوقعت النار على الكَعبة فاحترق الخشب والسقف وانصدعِ الرُّكن واحترقت
الأستار وتساقطت إلى
قال أبو
مكة في جانب الحِجْر ومعهم ابنُ الزبير وأهل الشام يَرمونهم بالنَّبل والحجارة فوقعت نَبلة بين
يدي ابن الزبير
فأخذها فوجد فيها
الخميس لأربعَ عشرةَ خلت من ربيع
فلما قرأ ذلك
ومُحرِّقي بيت الله علامَ تُقاتلون وقد مات
الليلة أبا
فلما كان الليل خَرج ابنُ الزًّبير بأصحابه وخَرج حُصين بأصحابه إلى
ثم
ترك كُلّ واحد منهما أصحابه وانفردا
فقال
أدافَع وأرى أهلَ الحجاز قد رَضُوا بك فتعالَ أُبايعْك الساعةَ ويهدر كل شيء أصبناه يومَ
الحَرّة وتَخرج معي إلى الشام فإني لا أحب أن يكون المُلك
أمنُ مَن أخافَ الناسَ وأحرق بيتَ الله وانتهك
اثنان.
فأبي ابنُ
فقال له
اركبوا يا أهل
فركبوا
أبو عُبيد عن الحجّاج عن أبي مَعشر
المَشيخة الذين حَضروا قِتَالَ ابن الزبير
والمِسْور بن مَخْرمة والمُنذر بن
الرُّويحة النَّصر فاحملوا
فحملوا عليهم حتى أَخرجوهم من مكة وقَتل المختارُ رجلاً
وقَتل ابنُ مطيع رجلاً ثم جاءنا على إثر ذلك موتُ يزيدَ بعد حريق الكعبة بإحدى عشرةَ ليلة
وانصرف حُصين بن نُمير وأصحابه إلى الشام فوجدوا مُعاويةَ بن يزيد قد مات ولم يَستخلف
فلما مات معاوية بن يزيد بايع أهلَ الشام كلّهم ابنَ الزبير إلا أهلَ
الأرْدُنّ وبايع أهلُ مصر أيضاً ابنَ
واستخلف ابنُ الزبير الضحّاكَ بن قيس الفِهريِّ على
أهل
فلما رأى ذلك رجالُ بني أمية وناسٌ من أشراف أهل الشام ووجوههم منهم رَوحُ
بن زِنْباع وغيره قال بعضهم
نرضى بذلك هل لكم أنْ تأخذوا رجلاً منّا فينظرَ في هذا الأمر
قال:
فرأى القومُ أنه غلامٌ حَدث السن فخرجوا من عنده
فأتوا عمرَو بنَ سعيد
بن العاص فقالوا
فقالوا
فلما خرجوا من عنده
فأتوا مروانَ ابن الحكم فإذا عنده مصباح وإذا هم يَسمعون صوته بالقُرآن
فاستأذنوا ودخلوا عليه
واسألوا أن يختار لأمة محمد {{صل}} خيرها
فقال له روحُ ابن
معي أربعَمائة من جُذام فأنا أمرهم أن يتقدّموا في المسجد غداً ومُر أنت ابنك عبدَ العزيز أن
يخطب الناسَ ويَدْعوهم إليه فإذا فعل ذلك تنادَوْا من جانب
فيظنّ الناسُ أن أمرَهم
فلما اجتمع الناسُ قام عبدُ العزيز فحَمِد الله وأثنى عليه ثم
ما أحدٌ أولى بهذا الأمر من مَروان كبير قُريش وسيّدها والذي نفسي بيده لقد شابت ذراعاه
من
فقال
فقال خالدُ بن
فبايعوا مروانَ
بن
ثم كان من أمره مع الضّحاك بن قيس بمَرْج راهط ما سيأتي ذكرُه بعد هذا في دولة
بني
أبو الحسن
الأجناد النعمانُ بن بَشير الأنصاري وكان على حِمْص فدعا لابن الزُبير فبلغ خبرُه زفرَ بن
الحارث الكِلابيّ وهو بقِنَسْرين فدعا إلى ابن الزبير أيضاًً بدمشق سراً ولم يُظهر ذلك لمن بها
من بني أمية
وبلغ ذلك حسان بن مالك بن بَحْدل الكَلْبي وهو بفِلسطين فقال لرَوْح بن
خارج إليها وأقم أنت بفلسطين فإنّ جُل أهلها قومك من لَخْم وجُذام فإن خالفك أحدٌ فقاتلْه
بهم.
فأقام رَوْحٌ بفلسطين وخرج حسان إلى
فقام ناتل بن قيس الْجُذاميّ فدعا إلى
ابن الزُبير وأخرج روحَ بن زِنْباع من فلسطين ولحق بحسّان
فقال
الأردن قد علمتم أن ابن الزبير في شِقاق ونفاق وعصيان لخلفاء الله ومفارقةٍ لجماعة المسلمين
فانظُروا رجلاً من بني حَرب
الرجلين
ونحن ندعو إلى
وكان هَوَى حسّانَ في خالد بن يزيد وكان ابنَ
فلما رَموه بهذا
الكلام أمسك وكتب إلى الضحاك بن قيس كتاباً يُعظّم فيه بني أمية وبلاءهم عنده ويذُم ابن
الزبير ويذكر خِلافَه للجماعة وقال
الناس.
فلما قرأ كتابَ حسان تكلّم الناسُ فصاروا فِرْقتين فصارت اليمانية مع بني أمية
والقَيْسيةُ زُبيريّةً ثم اجتلدوا بالنّعال ومَشى بعضًهم إلى بعض بالسيوف حتى حَجز بينهم خالدُ
بن يزيد ودخل الضحاك دارَ الإمارة فلم يخرُج ثلاثةَ
وقدِم عُبيدُ الله بن زياد فكان مع
بني أمية
فخرج الضحاكُ بن قيس إلى المَرْج - مرج راهط - فعسكر فيه وأرسل إلى
أمراء الأجناد فأتوه إلّا ما كان من
ودعا مروانُ إلى نفسه فبايعته بنو أمية وكَلب وغسان
والسكاسك وطَيىء فعسكر في خَمسة
وأقبل عَبَّاد بن يزيد من حُوران في ألفين من
مواليه وغيرهم من بني كلب فلحق
وغلب يزيدُ بن أبي أنيس على دمشق فأخرج منها
عاملَ الضحاك وأمد مروان برجاليٍ وسلاح
وكتب الضحاك إلىِ أمراء الأجناد فقدم
عليه زفر بن الحارث من قِنَسرين وأمده النُّعمان بن بشير بشرَحبْيل بن ذي الكَلاع في أهل
حِمْص فتوافَوا عند الضحًاك بمرْج راهط فكان الضحاك في ستين ألفاً ومروان في ثلاثةَ عشر
ألفاً أكثرهم رجّالة وأكثرُ أصحاب الضحاك
فاقتتلوا بالمَرْج عشرين يوماً وصَبر
الفريقان.
وكان على مَيمنة الضحاك زيادُ بن عمرو بن معاوية العُقيلي وعلى مسيرته بَكْر بن
أبي بشير
فقال عُبيد الله بن زياد
الباطل وهم أكثر منا عَدداً وعُدداً ومع الضحاك فُرسان قيس واعلم أنك لا تنال منهم ما
تريد إلا بمكيدة وإنما الحرب خدعة فادعهم إلى الموادعة فإذا أمنوا وكَفَوا عن القتال فكُرّ
عليهم.
فأرسل مروانُ السُّفَراء إلى الضحَاك يدعوه إلى الموادعة ووَضْع الحرب حتى
فأصبح الضحَاك والقَيسية قد أمسكوا عن القتال وهم يطمعون أن يُبايع مروان لابن الزّبير وقد
أعد مروانُ أصحابَه فلم يشعر الضحاك وأصحابُه إلا والخيل قد شدَّت عليهم ففزع الناس إلى
راياتهم من غير استعداد وقد غشيتهم الخيلُ فنادى
وكُنية
ولأهم اليومَ ظهرَه حتى يكون الأمر لإحدى
فقُتل الضحاكً بن قيس وصَبرت قيسُ
عند راياتِها يقاتلون فنظر رجل من بني عُقيل إلى ما تَلْقى قيس عند راياتها من القَتل
اللهم العنها من
ثم
انهزم الناس فنادى مُنادِي
فزعموا أن رجالاً من ليس لم
يَضحكوا بعد يوم المَرج حتى ماتوا جَزعا على من أصيب من فُرسان قيس
فقتل مِن
قَيس يومئذ ممن كان يأخذ شَرف العطاء ثمانون رجلاً وقُتل من بني سليم سِتّمائة وقُتل لمروان
ابنٌ يقال له عبدُ
وشَهد مع الضحَّاك يوم مَرْج راهط عبدُ اللهّ بن معاوية بن أبي
فلما انهزم الناسُ قال له عُبيد الله بن
أن
فقال له عبيدُ الله بن
قُتل ابناه يوم
لَعمري لقد أبقتْ وقيعة راهطٍ بمَروان صَدْعاً بيّنا مًتنائيا
فلم يُزَ مِنّي زَلةٌ قبلَ هذه فِراري وتَركي صاحبي ورائيا
سطر 408:
وقد تَنْبُت الخَضراء في دِمَن الثرى وتَبقى حَزازاتُ النفوس كما هيا
فلا صُلْع حتى نَدْعس الخَيلَ بالقَنا وتثأر من أبناء كَلْب نسائيا
فلما قتل الضحاك وانهزم الناس نادى مروانُ أن لا يُتبع
ثم أقبل إلى دمشق فدخلها ونَزل
دارَ مُعاوية بن أبي سفيان دارَ الِإمارة ثم جاءته بَيعة الأجناد فقال له
عليك إلا خالدَ بن يزيد فتزوّجْ أمه فإنك تَكْسره بذلك وأمه ابنة أبي هاشم بن عُتبة بن
ربيعة.
فتزوّجها مروان فلما أراد الخروجَ إلى مصر قال
فأعاره سلاحاً وخَرج إلى مصر فقاتل أهلَها وسَبى بها ناساً كثيراً فافتدوا
ثم قَدم
الشام فقال له
بن
فأبى
فألحّ عليه
فقال له
مَروان وكان
قاله مروانُ على رؤوس أهل
فقالت
فلبث مروان
بعد ما قال لخالد ما قال أياماً ثم جاء إلى أم خالد فرقد عندها فأمرت جواريها فطَرحْن عليه
الوسائد ثم غَطّته حتى قتلته ثم خَرجن فصِحْن وشَقَقنَ
بأبي امرأةً لقتلتُكِ بأمير
ووُلد مروانُ بن الحكم بن العاصي بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف
ومات بالشام لثلاث خلون من رَمضان سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث
وستين
وصلى عليه ابنُه عبد الملك بن
وكانت ولايته تسعة أشهر وثمانية عشر
يوماً.
وكان على شرُطته يحيى بن قيس
وكاتبه سَرجون بن منصور
وحاجبه أبو سَهل الأسود
ولاية عبد الملك بن مروان
هو عبدُ الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن
ويقال
الأملاك وذلك أنه ولى الخلافةَ أربع من
وكان تَدْمى لَثته
فيقع عليها الذُّباب فكان
أمه عائشة بنت معاوية بن المُغيرة بن أبي العاص بن
أمية.
وله يقول ابن قيس
أنت ابنُ عائشة التي فَضَلت أروم نسائها
لم تَلْتفت للِداتها ومَشَت على غُلَوائها
وَلدت أغر مباركاً كالشَّمْس وَسْط سمائها
وبُويع عبدُ الملك بدمشق لثلاث خلون من رمضان سنة خمس وستين ومات بدمشق للنصف
من شوال سنة ستّ وثمانين وهو ابنُ ثلاثٍ وستين سنة فصلّى عليه الوليدُ بن عبد
ووُلد عبدُ الملك بالمدينة سنة ثلاثٍ وعشرين ويقال سنة ستٍّ
ويقال وُلد لسَبعة
أشهر.
وكان على شرُطته ابنُ أبي كَبْشة السَّكْسَكي ثم أبو نائل بن رِياح بن عُبيدة الغَسِّاني ثم
عبدُ الله بن يزيد
وعلى حَرسه
وكاتبه على الخراج والجُند سرَجون ابن منصور
الرُّومي.
وكتبه على الرسائل أبو زُرعة
وعلى الختم قَبيصة ابن
وعلى بُيوت
الأموال والخزائن رَجاء بن
وحاجبُه أبو يوسف
ومات عبد الملك سنة ستٍّ
وثمانين وهو ابن ثلاثٍ وستين
وصلّى عليه الوليد
وكانت ولايتُه منذ اجتُمع عليه
ثلاثَ عشرةَ سنة وثلاثة أشهر ودُفن خارجَ باب
وفي أيام عبد الملك حُوّلت الدواوينُ
إلى العربيّة عن الرومية والفارسية حَوّلها عن الرُّومية سليمان بن سَعْد مولى
وحولها
عن الفارسية صالحُ بن عبد الرحمن مولى عتبة امرأة من بني
الوليد.
ابنُ وَهب عن ابن لَهِيعة
عشرين ثم بلّغهم سليمانُ خمسة وعشرين ثم قام هشام فأتم للأبناء منهم
وكتب عبدُ
الله بن عمر إلى عبد الملك بن مروان بَيعتَه لما قُتل ابنُ الزبير وكان كتابه إليه
مروان من عبد الله بن
وسُنة رسوله {{صل}}
وبيعةُ نافع مولاي على مثل ما بايعتُك
وكتب محمدُ بن الحنفيّة ببيعته لما قتل ابن الزبير وكان في
اختلافها فقعدتُ في البلد الحرام الذي مَن دخله كان آمناً لأحْرزَ ديني وأمنعَ دمي وتركتُ
الناسَ
وقد رأيتُ الناسَ قد
اجتمعوا عليك ونحن عصابة من أمتنا لا نُفارق الجماعة وقد بعثتُ إليك منّا رسولا ليأخذ لنا
منك ميثاقا ونحن أحق بذلك
فإن أبيتَ فأرضُ الله واسعة والعاقبة
فكتب إليه
عبدُ
فلك عهدً اللهّ
وميثاقه أن لا تُهاج في سلطاننا غائباً ولا شاهداً ولا أحد من أصحابك ما وَفَوْا ببيعتهم فإن
أحببتَ المُقام بالحجاز فأقم فلن نَدع صِلتك وبِرَّك وإن أحببتَ المُقام عندنا فاشخَص إلينا
فلن نَدع
ولعمري لئن ألجأتُك إلى الذهاب في الأرض خائفاً لقد ظَلمناك وقَطعنا
رَحِمك.
فاخرُج إلى الحَجاج
فإنك أنت المحمود عندنا ديناً ورأيا وخيرٌ من ابن الزبير
وأرضى
وكتب إِلى الحجاج بن
ملكهم لما قَتلوا الْحُسين بن
فلم يتعرض الحجاج لأحد من الطالبيّين في
أبو الحسن
المدائني
وخطب الناسَ عبدُ الملك
الناس ما أنا بالخليفة المُستضعف - يريد عثمان بن عفان - ولا بالخليفة المُداهن - يريد معاوية
بن أبي سفيان - ولا بالخليفة المأفون - يريد يزيدَ بن معاوية فمن قال برأسه كذا قُلنا بسيفنا
كذا ثم
وخطب عبد الملك على المنبر
فروضاً فما زِلتم تَزْدادون في الذُنب ونزداد في العقوبة حتى اجتمعنا نحن وأنتم عند
أبو الحسن المدائني
صدقةَ
فقال عبدُ اِلملك متمثلاً بأبيات ابن أبي
إني إذا مالتْ دَواعي الهَوَى وأنصتَ السامعُ للقائل
لا نَجعل الباطلَ حقَّا ولا نَرْضى بدُون الحقّ للباطل
لا لعمري لا نُخرجها من ولد الحسين
وأمر له بصلة
وقال عبد الملك بن مروان
لأيْمن بن
فأبى فشتمه
عبد
فخرج وهو
فلستُ بقاتل رجلاً يُصلِّي على سلطان آخرَ من قُريش
له سلطانُه وعليً إثمِي معاذَ اللهّ من سَفَه وطَيْش
وقال أيمن بن خُريم
إنّ للفتنة هَيْطا بينا فرُويدَ المَيلَ منها يَعْتدِلْ
فإذا كان عطاءٌ فانتهز وإذا كان قِتال فاعتزل
|