الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العقد الفريد/الجزء الثاني/18»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تصنيف وقالب
 
سطر 1:
==كتاب اليتيمة في النسب ==
كتاب اليتيمة في النسب وفضائل العرب قال أحمدُ بنُ محمّد بن عبد ربّه‏ربّه: قد مَضى قولُنا في النّوادب والمَراثي ونحنُ قائلون بعَوْن الله وتوفيقه في النَّسب الذي هو سبب التعارُف وسُلّم إلى التَّواصل به تتعاطف الأرحام الواشجة وعليه تحافظ الأوَاصر القَريبة‏القَريبة.
قال اللهّ تبارك وتعالى‏وتعالى: " يا أيُّهَا النَّاسُ إنّا خَلقْنَاكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأنْثَى وَجَعلْنَاكُم شُعُوبَاً وقَبَائِلَ لِتعَارَفُوا "‏‏.
فمن لم يَعْرف النسب لم يعرف الناسَ ومَنِ لم يَعْرف الناسَ لم يُعَدّ من الناس‏الناس.
وفي الحديث‏الحديث: تَعلَّموا من النَّسَب ما تَعْرِفون به أحسابَكم وتَصِلون به أرحامَكم‏أرحامَكم.
وقال عمرُ بن الخطّاب‏الخطّاب: تَعلّموا النَّسَب ولا تَكونوا كَنبِيط السَّواد إذا سُئِل أحدُهم عن أَصْله قال‏قال: من قَرْية كذا وكذا‏وكذا.
أصل النسب معاوية بن صالِح عن يحيى عن سَعيد بن المُسيِّب قال‏قال: وَلَد نُوحٍ ثلاثة أولاد‏أولاد: سام وحام ويافِث‏ويافِث.
فوَلد سام العَرَب وفارس الرُّوم وَوَلَد حامٌ السّودان والبربر والنبط وَوَلد يافثُ التركَ والصًقَالبة ويَأجوِج ومَأجوج‏ومَأجوج.
أصل قريش - كانت قُرَيش تُدْعى النضرَ بن كِنَانة وكانوا مُتَفرِّقين في بَنِي كِنانة فَجَمَعهم قُصيَّ بن كِلاب بن مُرّة بنِ كعْب بن لؤىّ بن غالب بن فِهْر بن مالك من كلِّ أَوْب إلى البيت فَسُمُّوا قُرَيشاً‏قُرَيشاً.
والتّقَرش‏والتّقَرش: التّجَمُّع وسُمِّي قُصىَّ بن كِلاب مُجَمِّعاً فقال فيه الشاعر‏الشاعر: قُصيَّ أبوكم كان يُدْعى مُجَمِّعاً به جَمَّع الله القبائلَ من فِهْرِ وقال حبيب‏حبيب: غَدَوْا في نواحي نَعْشِه وكأنما قُرَيشٌ يوم مات مُجَمِّعُ يُريد بمُجَمِّع قُصيًّ بن كِلاب وهو الذي بَنى المَشْعَر الحَرَام وكان يقوم عليه أيام الحج فسمَّاه اللهّ مَشْعَراً وأمر بالوقوف عنده‏عنده.
وإنما جمع قًصيَّ إلى مكة بني فِهْر بن مالك فجِذْم قُرَيش كلّها فِهْر بن مالك فما دُونه قُريش وما فوقه عَرب مثل كِنانة وأسد وغيرهما من قبائل مُضر وأما قبائل قُرَيش فإنما تَنْتهي إلى فِهر بن مالك لا تُجاوزه‏تُجاوزه.
وكان قُريش تُسَمَّى آلَ اللهّ وجِيران الله وسكّان حرم اللهّ وفي ذلك يقول عبدُ المطلب ابن هاشم‏هاشم: نحن آل الله في ذِمَّتِه لم نَزَلْ فيها على عَهْدٍ قَدُمْ إنَّ للبيتِ لَرَبًّا مانِعاً مَن يُرِد فيه بإثْمٍ يُخْترَم لم تَزَلْ لله فينا حُرْمةٌ يَدْفَعُ الله بها عَنَا النِّقَم إذا اشْتَعَبَ الناسُ البيوتَ فأنتُمُ أولو الله والبيتِ العَتِيق المُحَرَّم نسب قريش - أبو المنذر هِشام بن محمد بن السائب الكَلْبي‏الكَلْبي: تَسمِيةُ من انتهى إليه الشرَّف من قُرَيشِ في الجاهلية فَوَصله بالإسلام عَشرة رَهْط من عشرة أبْطُنٍ وهم‏وهم: هاشم وأمَيَّةُ ونوْفل وعبد الدار وأسد وتَيْم ومَحْزوم وعَدِيّ وجُمَح وسَهْم‏وسَهْم.
فكان من هاشم‏هاشم: العبَّاس بن عبد المُطلب يَسْقِي الحَجِيج في الجاهليَّة وبقى له ذلك في الإسلام ومن بني أمية‏أمية: أبو سُفيان بن حَرْب كانت عنده العُقاب رايةُ قُرَيش وإذا كانت عند رَجُل أخرجها إذا حَمِيَت الحرب فإذا اجتمعت قُريشِ على أحد أعْطَوْه العُقَاب وإن لم يَجْتمعوا على أحد راَسوا صاحبَها فقَدَّموه ومن بني نوْفَل‏نوْفَل: الحارثُ بن عامر وكانت إليه الرِّفادة وهي ما كانت تُخْرجه من أموالها وتَرْفُد به مُنْقَطِع الحاج ومن بني عبد الدار‏الدار: عثمان ابن طَلْحة كان إليه اللِّواء والسِّدانة مع الحِجابة ويقال‏ويقال: والنَّدْوة أيضاً في بَني عبد الدَّار ومن بَني أَسَد‏أَسَد: يزيدُ بن زَمْعة بن الأسود وكان إليه المَشُورة وذلك أن رُؤَساء قُريش كانوا لا يجتمعون على أمر حتى يَعْرِضُوه عليه فإن وافَقه والاهم عليه وإلا تَخَيَّر وكانوا له أعواناً واستُشهد مع رسول الله {{صل}} بالطَّائف ومن بني تَيْم‏تَيْم: أبو بكر الصِّديق وكانت إليه في الجاهليّة الأشْناق وهي الدِّيات والمَغْرَم فكان إذا احتمل شيئاً فسأل فيه قُريشاً صدَقوه وأمْضوا حمالة مَنْ نَهض معه وإن احتملها غيرُه خَذَلوه ومن بني مَخْزوم‏مَخْزوم: خالدُ ابن الوليد كانت إليه القُبَّة والأعِنَّة فأما القُبة فإنهم كانوا يضرْبونها ثم يجمعون إليها ما يُجَهِّزون به الجَيش وأما الأعِنَّة فإنه كان على خَيْل قُرَيش في الحَرْب ومن بَني عَدِيّ‏عَدِيّ: عمر بن الخطاب وكانت إليه السِّفارة في الجاهليَّة وذلك أنهم كانوا إذا وقعت بينهم وبين غيرهم حَرْب بعَثوه سفيراً وإن نافرهم حي لمُفاخرة جَعَلوه مُنَافِراً ورَضُوا به ومن بني جمح‏جمح: صَفْوان بن أمية وكانت إليه الأيسار وهي الأزْلام فكان لا يُسْبَق بأمْر عام حتى يكون هو الذي تَسْييره على يَدَيْه ومن بني سَهْم‏سَهْم: الحارث بن قَيس وكانت إليه الحكومة والأموال المُحَجَّرة التي سمَوها لآلهتهم‏لآلهتهم.
فهذه مكارم قُريش التي كانت في الجاهليَّة وهي السِّقاية والعِمارة والعُقاب والرِّفادة والسِّدانة والحِجابة والنَّدوة واللِّواء والمَشُورة والأشناق والقُبَّة والأعِنَة والسِّفارة والأيسار والحكومة والأموال المحجَّرة إلى هؤلاء العَشَرة من هذه البُطون العَشرة على حال ما كانت في أولِيتهم يتوارثوِن ذلك كابراً عن كابر وجاء الإسلامُ فوَصَل ذلك لهم وكذلك كلُّ شرف من شرف الجاهليَّة أدْركَه الإسلام وَصله فكانت سِقاية الحاجّ وعِمارة المَسْجِد الحَرَام وحلْوان النَّفْر في بَني هاشم‏هاشم.
فأما السِّقاية فمَعْروفة وأما العِمارة فهو أن لا يتكلم أحد في المَسْجد الحَرَام بهُجْر ولا رَفَث ولا يرفعٍ فيه صوتَه كان العبَّاس ينْهاهم عن ذلك‏ذلك.
وأما حُلْوان النَّفْر فإن العَرب لم تَكُن تملك عليها في الجاهليَّة أحداً فإن كان حَرب أَقْرعوا بين أهل الرِّياسة فمَنْ خَرَجت عليه القُرْعة أَحْضروه صَغيراً كان أو كبيراً فلما كان يوم الفِجار أقرَعوا بين بني هاشم فخَرَج سَهْم العبّاس وهو صَغير فأجلسوه على المِجَن‏المِجَن.
أبو الطاهر أحمدُ بن كَثير بن عبد الوهّاب قال‏قال: حدَّثني أبو ذَكْوان عن أحمد بن يَزِيد الأنطاكيّ أنّه سَمع المأمون يقول لأبي الطّاهر الذي كان على البَحْرين‏البَحْرين: من أيّ قُرَيش أنت قال‏قال: من بَني سامَة بن لُؤَيّ فقال المأمون‏المأمون: ما سَمِعنا بسامةَ بن لُؤَي نَسَباً في بُطوننا العَشرة لو عَلِمنا به على بعْدِه لكُنَّا به بَررَة‏بَررَة.
===فضل بني هاشم وبني أمية ===
قيل لعليّ بن أبي طالب‏طالب: أَخبرْنا عنكم وعن بني أمية فقال‏فقال: بنو أمية أَنْكَر وأمْكَر وأَفْجَر ونحنُ أصْبَح وأنصح وأَسْمح‏وأَسْمح.
وسأل رجلٌ الشَّعْبي عن بني هاشم وبني أمية فقال‏فقال: إن شِئْت أخبَرْتُك ما قال عليّ بن أبى طالب فيهم قال‏قال: أما بنو هاشم فأطْعَمها للطَّعام وأضْرَبُها للهَام وأما بنو أمية فأسدّها حِجْراً وأَطْلبها للأمر الذي لا يُنال فَيَنالونه‏فَيَنالونه.
قيل لمُعاوية‏لمُعاوية: أخْبرْنا عنكم وعن بني هاشم قال‏قال: بنو هاشم أشْرَف واحداً ونحن أشرف عدداً فما كان إلا كَلا وَبَلى حتى جاءوا بواحدةٍ بَذَّت الأوَّلين والآخرين يريد النبي {{صل}}.
وبقوله " أشْرَف واحداً "‏‏: عبدَ المطلب بن هاشم‏هاشم.
الرِّياشي عن الأصمعي قال‏قال: تَصَدّى رجلٌ من بني أمية لهارون الرّشيد فأنشده‏فأنشده: يا أمينَ الله إني قائلٌ قَول ذِي فَهْم وعِلْمٍ وأَدَبْ عَبْدُ شَمْس كان يَتْلُو هاشماً وهُما بعدُ لأُمٍّ ولأبْ فاحْفظِ الأرحام فينا إنما عبدُ شَمْسٍ جَدُّ عَبْد المُطَّلِب لكُم الفَضْلِ علينا ولنا بكُمُ الفَضْلُ علَى كلِّ العَرَبْ فأَحسن جائزنه وَوَصلَه‏وَوَصلَه.
سُفْيان الثَّوْريّ يرفَعه إلى النبي {{صل}} قال‏قال: إنّ الله خَلق الخَلْقَ فجَعَلنِي في خَيْر خَلْقه وجَعلهم أفْراقاً فَجَعلني في خيْر فِرْقة وجَعلهم قبائل فَجَعلني في خيْر قَبِيلة وجَعَلهمِ بيُوتاً فَجَعلني في خَيْر بَيْت فأَنَا خَيْرُكم بَيتاً وخَيْرُكم نَسَباً‏نَسَباً.
وقال {{صل}}: كلُّ سَبب ونسَب مُنْقَطع يومَ القيامة إلا سَبَبي ونسبي‏ونسبي.
جماعة بني هاشم بن عبد مناف وجماعة قريش - عبدُ المُطّلب بن هاشم ولدُه عَشرْ بَنين وهم‏وهم: عبد الله أبو محمّد {{صل}} وأبو طالب والزُّبير أُمهم فاطمة بنت عمر المَخْزومية والعبّاس وضِرَار أمهما نُتَيلة النَّمريّة وحَمزَة والمُقَوَّم أمّهما هالةُ بنت وَهْب وأبو لَهَب أُمّه لُبْنى خُزَاعيَّة والحارث أمه صَفِيّة من بني عامر بن صَعْصعة والغَيْداق أمه خُزَاعية‏خُزَاعية.
===جماعة بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ===
- وهو أمية الأكبر‏الأكبر: حَرْب بن أمية وأبو حَرْب وسُفْيان وأبو سُفيان وعَمْرو وأبو عَمْرو وهؤلاء يقال لهم العَنابس لعاصي وأبو العاصي والعِيص وأبو العيص وهؤلاء يقال لهم الأعْياص ومِنهم مُعاوية بن أبي سُفيان وعثمان بن عَفَّان بن أبي العاص بن أمية وسعيد بن العاص بن أميَّة ومَروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية‏أمية.
===جماعة بني نوفل‏نوفل===
- الحارث بن عامر صاحب الرِّفادة ومُطعم بنِ نَوْفل ومنهم عَدِيّ بن الخِيَار بن نوْفل ومنهم نافع بن ظُريب بن عمرو بن نوْفل وهو كاتب المصاحف لعمر بن الخطّاب ومُسلم بن قَرَظَة قُتِلَ يوم الجَمَل‏الجَمَل.
جماعة بني عبد الدار - عثمان بن طَلْحَة صاحب الحِجابة وشَيْبة بن أبي طَلْحَة والحارث بن عَلْقمَة بن كَلَدَة كان رَهِينة قريش عند أبي يَكْسوم والنَّضْر بن الحارث بن عَلْقمة بن كَلَدة بن عبد مَناف بن عبد الدار‏الدار.
قَتَله النبي {{صل}} صَبْراً أمر عليّ بن أبي طالب فَقَتله يوم الأثَيل‏الأثَيل.
جماعة بني أسد بن عبد العزى - منهم‏منهم: الزُّبير بن العَوَّام بن خوَيْلد بن أسَد وأمّه صَفية بنت عبدُ المطلب ويزيد بن زَمْعَة بن الأسود صاحب المَشُورة وأبو البَخْتري واسمه العاصي بن هِشام بن الحارث بن أسَد وَوَرقَة ابن نوفل بن أسد وهو الذي أدرك الإيمان بعقله وبَشر خديجة بالنبي {{صل}}.
جماهير بني تيم بن مرة - منهم‏منهم: أبو بكر الصِّديق وطَلْحَة بن عُبيد اللهّ وعمر بن عبيد اللهّ بن مَعْمر وعبد الله بن جُدْعان وعليّ بن يَزيد ابن عبد الله بن أبي مُلَيكة والمُهاجر بن قنْفُذ بن عُمير بن جُدْعان ومحمد بن المنكدر بن عبد اللهّ بن الهَدير‏الهَدير.
جماهير مخزوم بن مرة - منهم‏منهم: المغيرة بن عبد اللهّ بن عُمَر بن مخزوم وخالدُ بن الوليد بن المُغيرة وعبد الرَّحمن بن الحارث وعَمرو بن حُرَيث وأبو جَهْل بن هِشام بن المُغيرة وعياش بن أبي رَبيعة الشاعر وعبدُ اللهّ بن المهاجر وعُمارة بن الوليد بن المُغيرة وإسماعيلِ بن هِشام بن المُغيرة ولي ابنه هشامُ ابن إسماعيل بن هشام بن المغيرة المدينة وضرَب سَعيد بن المُسَيِّب بن أبي وَهْب الفَقيه‏الفَقيه.
===جماهير عدي بن كعب ===
- منهم‏منهم: عمر بن الخطَّاب وسعيدُ بن زَيْد ابن عَمْرُو بن نُفَيْل وهو من أصحاب حِرَاء وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زَيْد بن الخطّاب وَلي الكوفة لِعمر بن عبد العزيز وسُرَاقة بن المُعْتمر والنحام بن عبد الله بن أسِيد والنُّعمان بن عَدِيّ بن نَضْلة‏نَضْلة.
استعمله عُمَر على مَيْسان وعبد اللهّ بن مُطيع وأبو جَهْم بن حُذَيفة وخارجةُ بن حُذافة وكان قاضياً لِعَمرو بن العاصي بمصر فقَتَله الخارجي وهو يظُنّه عمرو بن العاصي وقال فيه‏فيه: أردتُ عَمْراً وأراد الله خارجة‏خارجة.
جماهير جمح - منهم‏منهم: صَفْوان بن أًمية من المُؤَلَّفة قلوبهُم وأمية بن خَلَف قُتِل يومَ بَدْر وأبيّ بن خلَف ومحمد بن حاطب وجَميل بن مَعْمر بن حُذافة وأبو عَزَّة وهو عَمرو بن عبد الله وأبو مَحْذُورة مؤَذّن النبي {{صل}}.
جماهير بني سهم - منهم‏منهم: الحارث بن قَيْس صاحبُ حكومة قرَيش وعَمرو بن العاصي وقَيْس بن عَدِيّ وخُنَيْس بن حُذَافة ومُنَبِّه ونُبَيه ابنا الحَجّاج ومنهم العاصي بن مُنَبِّه قُتِل مع أبيه قَتله عليّ يوم بَدْر وأخذ سَيفَه ذا الفقَار فصار إلى النبي عليه الصلاة والسلام‏والسلام.
جماهير عامر بن لؤى - ومنهم‏ومنهم: سُهيل بن عَمْرو من المُؤلَّفة قلوبهُم ومنهم ابن أبي ذِئْب الفَقِيه واسمُه محمد بن عبد الرَّحمن وحُوَيطب بن عبد العُزَّى من المُؤلفة قلوبهُم وعبدُ اللهّ بن مَخْرَمة بَدْرِي ونَوْفل بن مُسَاحق وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة الفَقيه‏الفَقيه.
وعبد الله بن أبي سَرْح بدريّ‏بدريّ.
ومنهم‏ومنهم: ابن أمِّ مَكتوم مُؤذِّن النبي عليه الصلاة والسلام‏والسلام.
جماهير بني محارب بن فهد بن مالك - منهم‏منهم: الضحّاك بن قَيْس الفِهْري وحَبيب بن مَسْلمة‏مَسْلمة.
جماهير بني الحارث بن فهد بن مالك - منهم‏منهم: أبو عُبيدة بن الجَرَّاح أمن هذ الأمة‏الأمة.
وسُهيل وصفْوان ابنا وَهْب وعِياض بنُ غَنْم بن زُهَير وأبو جَهْم بن خالد‏خالد.
وبنو الحارث هؤلاء من المُطَيَّبن الذي تحالفوا وغَمَسوا أيديَهم في جَفْنة فيها طيب‏طيب.
قريش الظواهر وغيرها من بطون قريش - بنو الحارث وبنو مُحارب ابنا فِهْر بن مالك وهم قُرَيش الظواهر لأنهم نزلوا حول مكة وما والاها‏والاها.
فمن بنى الحارث بن فِهْر‏فِهْر: أبو عُبيدة بن الجَرَّاح واسمه عامر بن عبد الله بن الجَرّاح من المُهاجرين الأوّلين‏الأوّلين.
ومن بني مًحَارب بن فِهْر‏فِهْر: الضَّحَّاك بن قَيْس الفِهْريّ صاحِب مَرْج راهِط‏راهِط.
وما سوى هؤلاء من بُطون قُرَيش يقال لهم قُرَيش البِطَاح لأنهم سَكَنُوا بَطْحَاء مكة وهم البُطون العشرًة التي ذَكَرناها قبل هذا الباب‏الباب.
ومن بطون قريش‏قريش: بنو زُهْرة بن كِلاب بن كَعْب بن لُؤَيّ‏لُؤَيّ.
منهم‏منهم: عبد الرَّحمن بن عوف خال النبي عليه الصلاة والسلام ومنهمِ بنو حَبيب ابن عبد شَمْس‏شَمْس.
ومنهم عبدُ الله بن عامر بن كُرَيز بن حَبِيب بن عبد شمْس صاحِب العِرَاق ومنهم بنو أمية الاصغر بنِ عبد شمْس بن عبد مَناف وأمه عَبْلة فيقال لهم العَبَلات‏العَبَلات.
وبنو عبد العُزَّى بن عَبْد شَمْس منهم أبو العاصي بن الرَّبيع صهْر رسول الله {{صل}} تَزَوَّج ابنته التي قال النبي {{صل}} فيه‏فيه: ولكنَّ أبا العاصي لم يَذْمُم صِهْره‏صِهْره.
ومنهم‏ومنهم: بنو المُطّلب بن عبد مَناف ومنهم محمد بن إدريس الشافعيّ‏الشافعيّ.
ومن بني نَوْفل بن عبد مناف‏مناف: المُطعِم بن عَدِيّ‏عَدِيّ.
ولعبد شَمْس بن عبد مَناف ونَوْفَل بن عبد مناف يقول أبو طالب‏طالب: فيا أَخَوَيْنَا عبد شَمْسٍ ونَوْفَلا أًعِيذُ كما أن تَبْعثا بيننا حَرْبَا وَوَلَد أُميةُ الأكبْر العاصيَ وأبا العاصي والعيص وأبا العيص فهؤلاء يقال لهم الأعياص وحرباً وأبا حَرْب‏حَرْب.
وهذه البُطون التي ذَكرْناها كلّها من قرَيش ليست من البطون العَشَرَة التي ذكَرْناها أولا وذَكَرْنا جماهيرها‏جماهيرها.
===فضل قريش‏قريش===
قال النبي عليه الصلاة والسلام‏والسلام: الأئمة من قُريش‏قُريش.
وقال‏وقال: وقَدِّموا قُريشاً ولا تَقْدًموها‏تَقْدًموها.
ولما قتل النضر بن الحارث بن كَلَدة بن عَبْد مناف قال‏قال: لا يُقْتَل قُرَشيٌّ صَبْرًا بعد اليوم‏اليوم.
يُرِيد أنه لا يُكَفّرُ قرَشي فَيُقْتَل صبْراً بعد هذا اليوم‏اليوم.
الأصمعيّ قال‏قال: قال مُعاوية‏مُعاوية: أي الناس أفْصَح فقال رجل من السِّماط‏السِّماط: يا أمير المؤمِنين قوم ارتفعوا عن رُتَة العِرَاق وتياسرُوا عن كَشكَشَة بَكْرِ وتيامنوا عن شَنشَنة تغلب ليست فيهم غَمْغَمَة قُضَاعَة ولا طمطمانِيّة حِمْير قال‏قال: مَنْ هُم قال‏قال: قَوْمُك يا أمير المُؤمنين قال‏قال: صدَقْتَ قال‏قال: فمِمّن أنت قال‏قال: من جَرْم‏جَرْم.
قال الأصمعيّ‏الأصمعيّ: وجَرْم فُصْحى العَرَب‏العَرَب.
قدم محمد بن عُمَير بن عُطارد في نَيِّف وسَبعين راكباً فاستزارهم عَمْرو بن عُتْبَة‏عُتْبَة.
قال‏قال: فسمعتُه يقول‏يقول: يا أبا سُفْيَان ما بالُ العَرب تُطِيل كلامَها وأنتُمْ تَقْصرُونه مَعاشرَ قُريش فقال عمرٍ و بن عُتْبة‏عُتْبة: بالجَنْدَل يُرْمى الجَنْدَل إن كلامَنَا كلام يَقِلّ لَفْظُهُ وَيَكثر مَعْناه ويُكتَفي بأولاه ويُسْتَشْفي بأخْراه يَتَحَحِّر تَحَدُر الزُلال على الكَبِد الحَرَّى ولقد نَقَصُوا وأطال غيرُهم فما أخلُوا ولله أقوامٌ أدرَكْتُهم كأنّما خُلِقوا لتَحْسين ما قَبحت الدنيا سهُلَت ألفاظُهم كما سهُلت عليهم أنفاسُهم فآبتذلوا أموالَهم وصانوا أعراضَهم حتى ما يجد الطاعنُ فيهم مَطعنا ولا المادحُ مَزِيدا ولقد كان آل أبي سُفْيان معِ قلّتهم كثيراً منه نِصِيبُهم وللّه درُّ مَوْلاهم حيث يقول‏يقول: وَضعَ الدهرُفيهمُ شَفْرتيه فَمَضى سالماً وأمْسَوْا شًعُوِبَا شَفْرتَان والله أفْنَتا أبدانَهم وأبقتا أخبارَهم فَتَركتَاهم حديثاً حسناً في الدنيا ثوابُه في الآخرة احسنُ وحديثاً سيّئاً في الدُّنيا عقابُه في الآخرة أسوأ فيَا مَوعوظاً بمَنْ قَبْلَه مَوْعُوظاً به من بعده ارْبَحْ نَفْسَك إذا خَسرَها غيرُك‏غيرُك.
قال‏قال: فظننتُ أنه أَرَاد أن يُعْلمه أنّ قُريشاً إذا شاءت أن تتكلّم تكلّمَت‏تكلّمَت.
العُتبيّ قال‏قال: شَهِدْتُ مجلس عمرو بن عُتْبَة وفيه ناسٌ من القُرَشييّن فتشاحُّوا في مَواريث وتجاحدوا فلما قاموا من عنده أقبل علينا فقال‏فقال: إن لِقُرَيش دَرَجاً تَزْلَقُ عنها أقدامُ الرجال وأفعالاً تَخْضَع لها رقاب الأقوال وغاياتٍ تَقْصرٌ عنها الجِيَاد المَنْسوبة وألسنةً تَكِلُّ عنها الشَفار المَشْحُوذة ولو آحتفلت الدنيا ما تَزَيَّنَت إلا بهم ولو كانت لهم ضاقت عن سَعة أحلامهم‏أحلامهم.
ثم إنّ قوماً منهم تَخَلَّقُوا بأخلاق العَوَام فصار لهم رٍفق باللْؤم وخُرْق في الحِرْص ولو أمكنهم لقاسَمُوا الطيرَ أرزاقها وإن خافُوا مَكْرُوهاَ تَعًجّلوا له الفَقْر وإن عجلت لهم النِّعم أخروا عليها الشُّكر أولئك " أنْضَاء " فكرة الفَقْر وعَجَزَة حَمَلَة الشُّكر‏الشُّكر.
قال أبو العَيْناء الهاشميّ‏الهاشميّ: جَرى بين محمد بن الفَضل وبين قَوْم من أهل الأهْوَاز كلام فلما أَصبح رَجع عنه‏عنه.
قالوا له‏له: ألم تَقُل أمس كذا وكذا قال‏قال: تَخْتلف الاقوالُ إذا اختلفت الأحوال‏الأحوال.
ودخَل محمد بن الفَضْل على وَالي الأهْوَاز فَسَمِعَه يقول‏يقول: إذا كان الحقُّ استوى عندي الهاشِمِيُّ والنَّبَطِيِّ‏والنَّبَطِيِّ.
فقال محمد بن الفضل‏الفضل: لئن استوت حالتاهما عندك فما ذلك بزائد النّبطيَّ زينةَ ليست له ولا ناقص الهاشميَّ قَدْراً هو له وإنما يَلْحَقُ النقصُ المُسَوِّيَ بينهما‏بينهما.
العُتبي قال‏قال: قال عمرو بن عُتبة‏عُتبة: اْختصم قوْمٌ من قُرَيش عند مُعاوية فمنعوا الحقَّ‏الحقَّ.
فقال مُعاوية‏مُعاوية: يا معشرَ قُرَيش ما بال القَوْم لِأمّ يَصلون بينهم ما انقطع وأنتم لعَلاَّت تَقْطعون بينكم ما وَصَلَ الله وتُباعدون ما قرب بلِ كيف تَرْجُون لغيركم وقد عَجَزتم عن أنفسكم‏أنفسكم! تقولون‏تقولون: كَفانا الشَّرَفَ من قَبْلنا فعِنْدَها لَزِمَتْكم الحُجة فآكفوه مَن بعدكم كما كفاكم مَن قبلكم‏قبلكم.
أَوَ تعلمون أنكم كنتم رِقاعاً في جُنوب العَرَب وقد أُخْرجتم من حَرَم ربكم ومُنِعتبِم ميراث أبيكم وبَلَدِكم فأخَذَ لَكم الله ما أُخِذَ مِنكمِ وسمّاكم باجتماعكم اسماً به أبانَكم من جميع العرَب وردَّ به كيد العَجَم فقال جل ثناؤُه‏ثناؤُه: " لإيلاَفِ قُرَيش إيلاَفهِمْ " فآرْغَبُوا في الائتلاف أَكْرَمَكم اللهّ به فقد حَذرَتْكم الفُرْقَةُ نَفْسَهَا وكفي بالتَّجْربة وَاعِظاً‏وَاعِظاً.
===مكان العرب من قريش ===
يحيى بن عبد العزيز عن أبي الحجَّاج رِياح بن ثابت عن أبكر بن خُنَيس عن أبي الأحوص عن أبي الحَصِن عن عبد الله بن مَسْعود أن النبي {{صل}} قال‏قال: قُرَيش الجُؤْجُؤ والعرب الجناحان والجؤجؤ لا يَنْهض إلا بالجنَاحَنْ‏بالجنَاحَنْ.
قال عمرو بن عُتبة‏عُتبة: ما آستدَرّ لعمّي كلامٌ قطّ فَقَطَعه حتى يَذكر العرَب بفضل أو يُوصى فيهم بخير‏بخير.
ولقد أنْشَده مروَان ذات يوم بيتاً للنابغة حيث يقول‏يقول: فهم درْعي التي آسْتلأمْتُ فيها إلى يوم النِّسَار وهُمْ مِجنى فقال معاوبة‏معاوبة: أَلا إن دُرُوع هذا الحيّ من قُرَيش إخوانُهم من العرَب المُتَشَابِكة أرْحَامُهم تَشَابُك حَلَقِ الدِّرْع التي إن ذَهَبت حَلْقة منه فرقت بين أربع ولا تَزَال السيوفُ تَكْره مَذاق لُحُوم قُرَيش ما بَقِيَت دُرُوعها معها وشَدَّتْ نُطُقَها عليها ولم تَفُكَّ حَلَقها منها فإذا خَلَعتْها من رِقابها كانت للسُيُوف جَزَرًا‏جَزَرًا.
العُتبي عن أبيه عن عَمْرو بن عُتْبة قال‏قال: عَقُمت النِّساءُ أن يَلِدْن مثلَ عَمِّي شَهدْتُه يوماً وقد قَدِمَتْ عليه وفودُ العَرب فقضى حوائجَهُم وأحسن جوائزَهم فلما دخلوا عليه ليَشْكروه سَبَقَهم إلى الشُّكْر فقال لهم‏لهم: جَزاكم الله يا مَعْشرَ العرَب عن قُرَيش أفضل الجَزاء بتَقَدُّمِكم إياهم في الحَرْب وتَقْدِيمكم لهم في السَّلْم وحَقْنِكم دِماءَهم بِسَفْكِهَا منكم أمَا واللهّ لا يُؤثِركم على غيركم منهم إِلا حازمٌ كريم ولا يرْغَب عنكم منهم إلا عاجزٌ لئيم شجرة قامت على ساقٍ فتفرَّعِ أعلاها وآجتمع أصلُها عضَّدَ اللهّ من عَضَّدَها‏عَضَّدَها.
فيا لها كلمةً لو آجتمعت وأيدياَ لو آئتلفت ولكن كيف بإصلاح ما يُرِيد الله إفسادَه‏إفسادَه.
===فضل العرب ===
يحيى بن عبد العزيز قال حدَّثنا أبو الحجّاج رِياح - بن ثابت قال حدَّثنا بكرُ بن خُنَيس عن أبي الأحْوص عن أبي الحَصِين عن عبد الله بن مَسعود قال‏قال: قال رسول الله {{صل}}: إذا سألتم الحوائج فاسألوا العرَب فإنها تُعْطى لِثَلاَث خِصال‏خِصال: كَرَم أحسَابها واستحياء بَعْضها من بعض والمُواساة للّه‏للّه.
ثم قال‏قال: من أَبْغَض العرَب أبغضه اللهّ‏اللهّ.
ابن الكَلْبي قال‏قال: كانت في العرب خاصةً عَشْرُ خِصَال لم تكن في أُمَّةٍ من الأمم خمْسٌ منها في الرأس وخمس في الجَسَد‏الجَسَد.
فأما التي في الرأس‏الرأس: فالفَرْق والسِّوَاك والمضْمَضة والاستِنْثار وقَصُّ الشارب‏الشارب.
وأما التي في الجَسد‏الجَسد: فتَقليم الأظفار ونَتْفُ الإبط وحَلْق العانَة والخِتَان والاسْتِنْجاء‏والاسْتِنْجاء.
وكانت في العرب خاصةً القِيَافة لم يَكُن في جميع الأمم أحدٌ ينْظُر إلى رجُلَين أحدُهما قَصِير والآخر طويل أو أحدهما أسْود والآخر أبيَض فيقول‏فيقول: هذا القَصِير ابن هذا الطويل وهذا الأسود ابن هذا الأبيض إلا في العَرب‏العَرب.
أبو العَيْناء الهاشميّ عن القَحْذَميّ عن شَبِيب بن شَيبة قال‏قال: كنّا وُقوفاً بالمِرْبد - وكان المِرْبد مَأْلف الأشرَاف - إذْ أَقْبلِ ابن المًقَفَّع فَبشَشْنا به وبَدَأناه بالسلام فرَدَّ علينا السلامَ ثم قال‏قال: لو مِلتم إلى دار نيْرُوز وظلها الظَّليل وسُورها المديد ونَسِيمها العَجيب فَعَوَّدْتم أبدانَكم تَمْهِيد الأرْض وأَرَحتُم دَوابَّكم من جَهْد الثِّقل فإنّ الذي تَطْلًبونه لن تُفَاتوه ومهما قضى الله لكم من شيء تَنالوه‏تَنالوه.
فَقَبِلْنا ومِلنا فلما اسْتَقرّ بنا المكانُ قال لنا‏لنا: أيّ الأمم أَعْقَل فنظرَ بعضُنا إلى بَعْض فقُلْنا‏فقُلْنا: لعلَّه أَرَاد أصلَه من فارسِ قُلنا‏قُلنا: فارس فقال ليسوا بذلك إنهم مَلكوا كثيراً من الأرض ووجَدُوا عظيماَ من المُلْك وغَلَبُوا على كَثِير من الخَلق ولَبِثَ فيهم عَقْد الأمر فما استَنْبَطوا شيئاً بعقولهم ولا ابتدعوا باقي حِكَم بنفُوسهم قلنا‏قلنا: فالروم قال‏قال: أصحابُ صَنعة قلنا‏قلنا: فالصِّين قال‏قال: أصحابُ طُرْفة قلنا‏قلنا: الهند قال‏قال: أصحابُ فَلسفة قُلنا‏قُلنا: السُّودان قال‏قال: شرُّ خَلْق الله قُلنا‏قُلنا: التُّرْك قال‏قال: كلاب ضالّة قُلنا‏قُلنا: الخزَرُ قال‏قال: بقر سائمة قلنا‏قلنا: فقُل قال‏قال: العرَب‏العرَب.
قال فَضَحِكنا‏فَضَحِكنا.
قال‏قال: أما إنِّي ما أردت مُوافَقَتكم ولكنْ إذا فاتَنى حظِّي من النِّسْبة فلا يَفُوتني حظِّي منِ المَعْرفة‏المَعْرفة.
إنّ العرَب حَكمت على غير مِثال مُثَل لها ولا آثارٍ أثِرَت أصحاب إِبل وغنَم وسًكان شَعَر وأَدَم يَجودُ أحدُهم بقُوته ويتَفضَّل بمَجْهوده ويُشَارِك في مَيْسوره ومَعْسوره ويَصِف الشيء بعَقْله فيكون قُدْوَة ويَفْعَله فَيَصِيرحُجّة ويُحَسِّن ما شاءَ فَيَحْسُن ويُقَبِّح ما شاء فَيَقْبُح أَدَّبَتْهُمْ أنْفُسُهم ورَفعتهم هِممهم وأعْلتهم قُلوبُهم وأَلْسِنتهم فلم يزل حِبَاء اللهّ فيهم وحِبَاؤهم في أنْفُسُهم حتى رَفع " الله " لهم الفَخرِ وبلغ بهم أشرف الذكر خَتم لهم بمُلكهم الدُنيا على الدَّهر وافتتحِ دينَه وخلافته بهم إلى الحَشرْ على الخَيْر فيهم ولهم‏ولهم.
فقال " تعالى "‏‏: " إنَّ الأرْض لله يُورِثًهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَاده والعَاقبَةُ للمُتَّقِين "‏‏.
فمن وَضَع حَقَّهم خَسِر ومَنْ أنْكَر فضلَهم خصِم ودَفع الحقِّ باللَسَان أَكْبَتُ للجَنان‏للجَنان.
ذَكر الأصمعي عن ذي الرُّمة قال‏قال: رأيتُ عبْداً أسودَ لبني أسد قَدِم علينا من شِق اليمامة وكان وَحْشِيًّا لطُول تَعزُّبِه في الإبل وربما كان لَقِي الأكَرة فلا يَفْهمٍ عنهم ولا يَسْتَطيع إفهامَهم فلما رآني سَكن إليَّ ثم قال لي‏لي: يا غَيْلان لعن الله بلاداً ليس فيها قَريب وقاتل الله الشاعرَ حيثُ يقول‏يقول: حُرُّ الثرى مُسْتَغْرَب التُراب وما رأيتُ هذِه العرَب في جميع الناس إلا مِقْدار القَرْحة في جِلْد الفَرَس ولولا أنَ الله رَقَّ عليهم فَجعَلهم في حَشاه لطمَست هذه العجْمان آثارَهم‏آثارَهم.
والله ما أمر الله نَبِيًه بقَتْلِهم إلا لضنّه بهم ولا ترَك قَبُول الجزْية " منهم " لا لِتَرْكِها لهم‏لهم.
الأكَرَة‏الأكَرَة: جمع أكار وهم الحُرَّاث‏الحُرَّاث.
وقوله‏وقوله: جعلهم في حَشَاه أي آستَبْطَنهم يقول الرجل للعربيّ إذا آستَبْطنه‏آستَبْطنه: خَبَأْتُك في حَشَاي‏حَشَاي.
وقال الراجز‏الراجز: وصاحبٍ كالدُمَّل المُمِدِّ جَعَلْتُه في رُقْعَةٍ من جِلْدي وقال آخر‏آخر: يَوَدونَ لو خاطُوا عليك جُلودهم ولا يدفع الموتَ النفوسُ الشَّحَائح علماء النسب كان أبو بكر رضي الله عنه نَسَّابة وكان سَعيد بن المُسيِّب نَسابة وقال رجل‏رجل: أريد أن تعلِّمني النسبَ قال‏قال: إنما تُريد أن تُسَابَّ الناس‏الناس.
عِكْرمة عن ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب قال‏قال: لما أمر رسول الله {{صل}} أنْ يَعْرض نفسَه على القبائل خَرج مرًة وأنا معه وأبو بكر حتى رُفِعنا إلى مجلس من مجالسِ العرب فتقدَّم أبو بكر فسلّم - قال عليّ‏عليّ: وكان أبو بكر مُقَدَّماً في كل خبر وكان رجلاَ نسَّابة - فقال‏فقال: ممَّن القوم قالوا‏قالوا: من رَبيعة قال‏قال: وأيّ ربيعة أنتم أمن هامَتها قالوا‏قالوا: من هامتها العُظمى قال‏قال: وأي هامَتها العُظمى أنتم قالوا‏قالوا: ذهل الأكبر قال أبو بكر‏بكر: فمِنْكم عَوْف بن محلِّم الذي يقال فيه‏فيه: لا حُرَّ بوادِي عَوْف قالوا‏قالوا: لا قال‏قال: فمنكم جَسّاس بن مرة الحامي الذِّمار والمانعُ الجار قالوا‏قالوا: لا قال‏قال: فمنكم أخوالُ المُلوك من كِنْدة قالوا‏قالوا: لا قال‏قال: فمنِكم أصْهار المُلوك من لَخْم قالوا‏قالوا: لا قال أبو بكر فلستم ذُهلاً الأكبر أنتم ذهل الأصْغر‏الأصْغر.
فقام إليه غلام من شَيْبان حين بَقَل وَجْهه يُقال له دَغفل فقال‏فقال: إِنّ على سائلنا أن نَسْالَه والعِبْ‏والعِبْ! لا تَعْرِفه أو تَحْمِلَه يا هذا إنّك قد سألتَنا فأخْبرناك ولم نكْتُمْكَ شيئاً فممَّن الرجل قال أبو بكر‏بكر: من قُريش قال‏قال: بَخٍ بَخٍ أهل الشَرف والرياسة فمن أيّ قُريش أنت قال‏قال: من ولدَ تَيْم بنِ مُرَّة قال‏قال: أمكنتَ والله الرامي من سَوَاء الثُّغرة أفمنكم قُصىَّ ابن كلاب الذي جمع القبائل فسمي مجمعاً قال‏قال: لا قال‏قال: أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف قال‏قال: لا أفمنكم شَيْبة الحَمْدِ وعبدُ المطلب مُطعم طَيْر السماء الذي وَجْهه كالقَمر في الليلة الظَّلماء قال‏قال: لا قال‏قال: فمن أهل الإفاضة بالنَّاس أنت قال‏قال: لا قال‏قال: فمن أهل السقاية أنت قال‏قال: لا‏لا.
فاجتذب أبو بكر زِمام الناقة ورَجع إلى رسول الله {{صل}} فقال الغلام‏الغلام: صادف دَرُّ السيل دراً يدفعه يَهيضُه حيناً وحِيناً يَصْدَعه قال‏قال: فتبسَّم النبي عليه الصلاة والسلام‏والسلام.
قال عليّ‏عليّ: فقلتُ له‏له: وقعتَ يا أبا بكر من الأعرابيّ على بائقة قال‏قال: أجل ما من طامَّة إلا وفوقها أخرى والبلاء مُوَكَّل بالمَنْطق والحديث ذو شجون‏شجون.
قال ابن الأعرابي‏الأعرابي: بَلغني أنَّ جماعةً من الأنصار وَقفوا على دَغْفَل النسابة بعدما كَفً فسلموا عليه فقال‏فقال: مَن القوم قالوا‏قالوا: سادةُ اليَمن فقال‏فقال: أمن أهل مَجْدها القديم وشَرفها العَمِيم كِندة قالوا‏قالوا: لا قال‏قال: فأنتم الطِّوال " أقَصَباً " المُمَحصَّون نَسباً بنو عبدالمَدَان قالوا‏قالوا: لا قال‏قال: فأنتم أقودُها للزُّحوف وأخْرقُها للصفوف وأضرَبُها بالسُّيوف رهطُ عمرو بن مَعْد يكرب قالوا‏قالوا: لا قال‏قال: فأنتم أحضرها قَراء وأطيبُها فِنَاء وأشدُّها لِقاءً " رَهْط " حاتم ابن عبد الله قالوا‏قالوا: لا قال‏قال: فأنتم الغارسون للنّخْل والمُطْعِمُون في اْلمَحْل والقائلون بالعَدْل الأنصار قالوا‏قالوا: نعم‏نعم.
مَسلَمة بن شَبِيب عن المِنقريّ قال‏قال: ذَكروا أنّ يزيدَ بن شَيبان بن عَلْقمة ابن زُرارة بن عُدَسِ قال‏قال: خرجتُ حاجاً حتى إذا كنتُ بالمحصَّب من مِنًى إذا رجل على راحلة معه عَشرة من الشباب مع كل رجل منهم مِحْجَن يُنَحُّون الناس عنه وُيوسعون له فلما رأيتُه دنوتُ منه فقلت‏فقلت: ممّن الرجلُ قال‏قال: رجلٌ من مَهْرَة ممن يَسْكن الشَحْر‏الشَحْر.
قال‏قال: فكرهتُه ووَلَّيتُ عنه فناداني من ورائي‏ورائي: مالَك فقلتُ‏فقلتُ: لستَ من قومي ولستَ تعرفني ولا أعرفك قال‏قال: إن كنتَ من كِرام العرب فسأعرفك قال‏قال: فكَرِرْتُ عليه راحلتي فقلت‏فقلت: إني من كِرام العرب قال‏قال: فممن أنت قلت‏قلت: مِنِ مضر قال‏قال: فمن الفُرْسان أنتَ لم من الأرْحاء فعلمتُ أن أراد بالفُرْسان قَيْساَ وبالأرحاء خِنْدفاً فقلت‏فقلت: بل من الأرحاء قال‏قال: أنت آمرءٌ من خِنْدف قلت‏قلت: نعم قال‏قال: من الأرنبة " أنت " أم من الجُمْجمة فعلمتُ أنه أراد بالأرنبة مُدْركة وبالجُمْجمة بَني أدّ بن طابِخة قلتُ‏قلتُ: بل من الجُمجمة قال‏قال: فأنت آمرؤ من بني أد بن طابخة قلت‏قلت: أجل قال‏قال: فمن الدَّوَاني أنت أم من الصَّمِيم قال‏قال: فعلِمتُ أنه أراد بالدَواني الرَّباب وبالصَّميم بَني تميم قلتُ‏قلتُ: من الصَّميم فأنت إِذاً من بني تَمِيم قلت‏قلت: أجل قال‏قال: فمن الأكثريَنَ أنت أم الأقلّيِن أو من إخوانهم الآخرين فعلمتُ أنه أراد بالأكثرين وَلَد زَيْد " مَناة " وبالأقلِّين ولد الحارث وبإخوانهم الآخرِين بَني عمرو بن تَمِيم قلتُ‏قلتُ: من الأَكْثرين قال‏قال: فأنت إذاً من وَلد زَيْد قلتُ‏قلتُ: أجل قال‏قال: فمن البُحور أنت أم من الجُدود أم من الثِّماد فعلمت أَنه أراد بالبُحور بني سعد وبالجُدود بني مالك بن حَنْظلة وبالثَماد بني امرئ القَيْس ابن زيد قلت‏قلت: بل من الجُدود قال‏قال: فأنت من مالك بن حنظلة قلتُ‏قلتُ: أجل قال‏قال: فمن اللهاب أنت أم من الشِّعاب أم من اللِّصاب فعلمتُ‏فعلمتُ: أنه أراد باللهاب مُجاشعاً وبالشِّعاب نَهْشَلاً وباللِّصاب بني عبد الله بن دارم فقلتُ له‏له: من اللِّصاب قال‏قال: فأنت من بني عبد الله بن دارم قلتُ‏قلتُ: أجل قال‏قال: فمن البُيوت أنت أم من الزِّوافر فَعَلِمْتُ أنه أراد بالبُيوت ولدَ زُرَارة وبالزَّوافر الأحْلاف قلت‏قلت: من البُيوت قال‏قال: فأنت يزيدُ بن شَيْبان ابن عَلْقمة بن زُرَارة بن عُدَس وقد كان لأبيك امرأتان فأَيتهما أمّك‏أمّك.
قول دغفل في قبائل العرب - الهَيثم بن عَدِيّ عن عوَانة قال‏قال: سأل زِيادٌ دَغْفلاً عن العَرَب فقال‏فقال: الجاهليّة لليَمن والإسلامُ لِمُضر والْفَينة " بينهما " لرَبيعة قال‏قال: فأخْبرْني عن مُضر قال‏قال: فاخِرْ بِكنانة وكاثر بتَميم وحارِبْ بِقَيْس ففيها الفُرسان والأنجاد وأما أَسَد ففيها دَلٌّ وكِبْر‏وكِبْر.
وسأل مُعاوية بن أبي سُفيان دَغْفلاً فقال له‏له: ما تقولُ في بني عامر بن صَعْصعة قال‏قال: أعْناق ظِبَاء وأعجاز نِساء قال‏قال: فما تقول في بني أسد قال‏قال: عافَة قَافَة فُصحاء كافَة قال‏قال: فما تقول في بني تميم قال‏قال: حَجَر أَخْشَن إن صادفْتَه آذاك وإن تركتَه أَعْفاك قال‏قال: فما تقول في خُزاعة قال‏قال: جُوع وأحاديث قال‏قال: فما تقول في اليَمن قال‏قال: شِدَّة وإباء‏وإباء.
قال نَصرْ بن سيّار‏سيّار: إنّا وهذا الحيَّ من يَمَن لَنا عِنْد الفَخَار أَعِزَّةٌ أَكْفَاءُ قومٌ لهم فينا دماءٌ جَمَّةٌ ولنا لديهم إِحْنَةٌ ودِمَاء وَربيعة الأذْنابِ فيما بَيْننا لا هُم لنا سَلْمٌ ولا أعْداء إن يَنْصرٌونا لا نَعِزُّ بنَصرْهم أو يَخْذُلونا فالسَّماء سَماء مفاخرة يمن ومضر - قال الأبرش الكَلْبي لخالد بن صَفْوان‏صَفْوان: هَلُمّ أفاخرك وهما عند هشام بن عبد الملك فقال له خالد‏خالد: قُل فقال الأبْرش‏الأبْرش: لنا رُبْع البَيْت - يُريد الرّكْن اليماني - ومنّا حاتمُ طَيِّىء ومنا المُهلَب بن أبي صُفْرة‏صُفْرة.
قال خالدُ بن صَفْوان‏صَفْوان: منّا النبي المُرْسَل وفينا الكِتَاب المنَزَل ولنا الخليفةُ المُؤَمَّل قال الأبْرش‏الأبْرش: لا فاخرتُ مُضرياً بعدك‏بعدك.
ونزل بأبي العبّاس قَوْمٌ من اليمن مِن أخواله مِن كَعْب فَفَخروا عنده بقدِيمهم وحَدِيثهم فقال أبو العبّاس لخالد بن صَفْوان‏صَفْوان: أجب القومَ فقال‏فقال: أخوالُ أمير المُؤمنين قال‏قال: لا بُدَ أنْ تقول قال‏قال: وما أَقول لقوم يا أميرَ المؤمنين هم بين حائك بُرْد وسائس قِرْد ودابغ جِلْد دَلَ عليهم هُدْهد ومَلَكَتْهم امرأة وغَرَّقتهم فَأرة فلم مفاخرة الأوس والخزرج - الخُشنى يَرْفعه إلى أنس قال‏قال: تفَاخرت الأوسُ والخَزْرج فقالت الأوْس‏الأوْس: منا غَسِيلُ المَلائكة حَنْظلةُ بن الرَّاهب ومنَّا عاصم بن " ثابت بن أبي " الأقْلح الذي حَمَت لَحْمَه الدَبْر ومنا ذو الشَّهادتين خُزَيمة بن ثابت ومنّا الذي اْهتز لمَوْته العرشُ سعدُ بن مُعاذ‏مُعاذ.
قالت الخزرجُ‏الخزرجُ: منّا أَرْبعة قرأوا القُرآن على عَهْد رسول الله {{صل}} لم يقرأه غيرُهم‏غيرُهم: زيدُ بن ثابت وأبو زَيد ومُعاذ بن جَبل وأبيّ بن كَعْب سيّد القُرّاء ومنّا الذي أيَّده الله برُوح القُدس في شِعْره حَسَّان بنُ ثابت‏ثابت.
 
{{العقد الفريد/الجزء الثاني}}