الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكتاب (سيبويه)/الجزء السادس»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
 
سطر 10:
{{نثر}}
باب تغيير الأسماء المبهمة إذا صارت علامات خاصّة
وذلك‏وذلك: ذا وذي وتا وألا وألاء وتقديرها أولاع‏أولاع.
فهذه الأسماء لما كانت مبهمة تقع على كلّ شكل شيء وكثرت في كلامهم خالفوا بها ما سواها من الأسماء في تحقيرها وغير تحقيرها وصارت عندهم بمنزلة لا وفي نحوها وبمنزلة الأصوات نحو‏نحو: غاق وحاء‏وحاء.
ومنهم من يقول‏يقول: غاقٍ وأشباهها فإذا صار اسماً عمل فيه ما عمل بلا لأنَّك قد حوّلته إلى تلك الحال كما حولت لا‏لا.
وهذا قول يونس والخليل ومن رأينا من العلماء إلاّ أنكّ لا تجري ذا اسم مؤنّث لأنه مذكّر إلاّ في قول عيسى فإنهّ كان يصرف امرأة سميتّها‏سميتّها: بعمرو‏بعمرو.
وأمّا آلاء فتصرفه اسم رجل وترفعه وتجّره وتنصبه وتغيّره كما غيرّت هيهات لو سميّت رجلاً به وتصرفه لأنّه ليس فيه شيء مما لا ينصرف به‏به.
وأمّا ألا فبمنزلة‏فبمنزلة: هدًي منوَّنا وليس بمنزلة‏بمنزلة: حجا ورمي لأنَّ هذين مشتقّان وألا ليس بمشتقّ ولا معدولا وإنَّما ألا وآلاء بمنزلة‏بمنزلة: البكا والبكاء إنمَّا هما لغتان‏لغتان.
وأمَّا الذي فإذا سميّت به رجلا أو بالتّي أخرجت الألف واللام لأنك تجعله علماً له ولست تجعله ذلك الشيء بعينه كالحارث ولو أردت ذلك لأثبتّ الصلة‏الصلة.
وتصرفه وتجربه مجري عمٍ‏عمٍ.
وأمّا اللائي واللاتي فبمنزلة‏فبمنزلة: شآتي وضاري وتحرج منه الألف واللام‏واللام.
ومن حذف الياء رفع وجرَّ ونصب أيضاً لأنه بمنزلة الباب‏الباب.
فمن أثبت الياء جعلها بمنزلة قاضي وقال فيمن قال‏قال: اللاء ولاء لأنه يصيرها بمنزلة بابٍ حرف الأعراب العين وتخرج الألف واللام هاهنا كما أخرجتهما في الذي وكذلك‏وكذلك: ألا في معنى الذين بمنزلة‏بمنزلة: هديٍ‏هديٍ.
وسألت الخليل‏الخليل: عن ذين اسم رجل فقال‏فقال: هو بمنزلة رجلين ولا أغيِّره لأنه لا يختلُّ الاسم لأن يكون هكذا‏هكذا.
وسألته‏وسألته: عن رجل سمَّي بأولي من قوله‏قوله: نحن أولو قوَّةٍ وأولو بأسٍ شديد أو بذوي فقال‏فقال: أقول فلا اعني بذلك أسفليكم ولكني أريد به الذوينا قلت‏قلت: فإذا سميّت رجلا بذي مالٍ هل تغيره قال لا ألا تراهم قالوا‏قالوا: ذو يزنٍ منصرف فلم يغيّروه كأبي فلانٍ فذا من كلامهم مضاف لأنهَّ صار المجرور منتهى الاسم وأمنوا التنوين وخرج من حال التنوين حيث أضفت ولم يكن منتّهى الاسم واحتملت الإضافة ذا كما احتملت أبازيدٍ وليس مفردٌ آخره هكذا فاحتملته كما احتملت الهاء عرقوةٌ‏عرقوةٌ.
وسألته عن أمسٍ اسم رجل فقال‏فقال: مصروفٌ لأن أمس ليس هاهنا على الحد ولكنَّه لما كثر في كلامهم وكلن من الظروف تركوه على حالٍ واحدة كما فعلوا ذلك باين وكسروه كما كسروا غاق إذ كانت الحركة تدخله لغير إعراب كما أنَّ حركة غاق لغير إعراب‏إعراب.
فإذا صار اسماً لرجل انصرف لأنكَّ قد نقلته إلى غير ذلك الموضع كما أنكَّ إذا سميّت بغلق صرفته‏صرفته.
فهذا يجري مجرى هذا كما جرى ذا مجرى لا‏لا.
واعلم أنَّ بني تميم يقولون في موضع الرفع‏الرفع: ذهب أمس بما فيه وما رأيته مذ أمس فلا يصرفون في الرَّفع لأنهم عدلوه عن الأصل الذي هو عليه في الكلام لا عن ما ينبغي له أن يكون عليه في القياس‏القياس.
ألا ترى أنَّ أهل الحجاز يكسرونه في كلّ المواضع وبنو تميم يكسرونه في أكثر المواضع في النصب والجر فلمّا عدلوه عن أصله في الكلام ومجراه تركوا صرفه كما تركوا صرف آخر حين فارقت أخواتها في حذف الألف واللام منها وكما تركوا صرف سحر ظرفاً لأنه إذا كان مجروراً أو مرفوعاً أو منصوبا غير ظرف لم يكن معرفةً إلا وفيه الألف واللام أو يكون نكرةً إذا أخرجتا منه فلمّا صار معرفةً في الظرف بغير ألف ولام خالف في هذه المواضع وصار معدولاً عندهم كما عدلت أخر عندهم‏عندهم.
فتركوا صرفه في هذا الموضع كما ترك صرف أمس في الرفع‏الرفع.
وإن سميّت رجلاً بأمس في هذا القول صرفته لأنهَّ لا بد لك من أن تصرفه في الجرّ والنصب لأنهّ في الجّر والنصب مكسورٌ في لغتهم فإذا انصرف في هذين الموضعين انصرف في الرَّفع لأنك تدخله في الرفع وقد جرى له الصَّرف في القياس في الجرّ والنصب لأنكَّ لم تعدله عن أصله في الكلام مخالفاً للقياس‏للقياس.
ولا يكون أبداً في الكلام اسمٌ منصرف في الجرّ والنصب ولا ينصرف في الرفع‏الرفع.
وكذلك سحر اسم رجل تصرفه وهو في الرجل أقوى لانه لا يقع ظرفاً ولو وقع اسم شيء وكان ظرفاً‏ظرفاً.
صرفته وكان كأمس لو كان أمس منصوبا غير ظرف مكسورٍ كما كان‏كان.
وقد فتح قوم أمس في مذ لمّا رفعوا وكانت في الجرّ هي التي ترفع شَّبهوها بها‏بها.
قال‏قال: لقد رأيت عجباً مذ أمسا عجائزاً مثل السَّعالي خمسا وهذا قليل‏قليل.
وأمّا ذه اسم رجل فأنَّك تقول‏تقول: هذا ذهٌ قد جاء والهاء بدل من الياء في قولك ذي أمة الله كما أنّ ميم فمٍ بدلٌ من الواو‏الواو.
والياء التي في قولك‏قولك: ذهي أمة الله إنمّا هي ياءٌ ليست من الحرف وإنما هي لبيان الهاء‏الهاء.
فإذا صارت اسماً لم تحتج إلى ذلك لمّا لزمتها الحركة والتنوين والدَّليل على ذلك أنَّك إذا سكت‏سكت: ذه‏ذه.
وسمعنا العرب الفصحاء يقولون‏يقولون: ذه أمة الله فيسكنون الهاء في الوصل كم يقولون‏يقولون: بهم في الوصل‏الوصل.
هذا باب الظروف المبهمة غير المتمكنة
وذلك لأنهَّا لا تضاف ولا تصرَّف تصرَّف غيرها ولا تكون نكرة‏نكرة.
وذاك‏وذاك: أين ومتى وكيف وحيث وإذ وإذا وقبل وبعد‏وبعد.
فهذه الحروف وأشباهها لمّا كانت مبهمة غير متمكّنة شبِّهت بالأصوات وبما ليس باسمٍ ولا ظرف‏ظرف.
فإذا التقى في شيء منها حرفان ساكنان حركوا الآخر منهما‏منهما.
وإن كان الحرف الذي قبل الآخر متحرَّكا أسكنوه كما قالوا‏قالوا: هل وبل وأجل ونعم وقالوا‏وقالوا: جير فحرّكوه لئّلا يسكن حرفان‏حرفان.
فأمّا ما كان غايةً نحو‏نحو: قبل وحيث فإنَّهم يحرّكونه بالضمّة‏بالضمّة.
وقد قال بعضهم‏بعضهم: حيث شبهَّوه بأين‏بأين.
ويدلَّك على أن قبل وبعد غير متمكنّين انه لا يكون فيهما مفردينٍ ما يكون فيهما مضافين لا تقول‏تقول: قبل وأنت تريد أن تبني عليها كلاما ولا تقول‏تقول: هذا قبل كما تقول‏تقول: هذا قبل العتمة فلمّا كانت لا تمكَّن وكانت تقع على كلّ شبهّت حين بالأصوات وهل وبل لأنهَّا ليست متمكنة‏متمكنة.
وجزمت لدن ولم تجعل كعند لأنَّها لا تمكن في الكلام تمكّن عند ولا تقع في جميع مواقعه فجعل بمنزلة قط لأنها غير متمكنّة‏متمكنّة.
وكذلك قط وحسب إذا أردت ليس إلاَّ وليس إَّلا وليس إَّلا ذا‏ذا.
وذا بمنزلة قطُّ إذا أردت الزمان لماّ كنّ غير متمكنّات فعل بهنَّ ذا‏ذا.
وحركوا قطُّ وحسب بالضمّة لأنهمَّا غايتان‏غايتان.
فحسب للانتهاء وقط كقولك‏كقولك: منذ كنت‏كنت.
وأمّا لد فهي محذوفةً كما حذفوا يكن‏يكن.
ألا ترى أنَّك إذا أضفت إلى مضمر رددته إلى الأصل تقول‏تقول: من لدنه ومن لدنّي فإنمَّا لدن كعن‏كعن.
وسألت الخليل عن معكم ومع لأيِّ شيء نصبتها فقال‏فقال: لأنَّها استعملت غير مضافة أسماً كجميع ووقعت نكرة وذلك قولك‏قولك: جاءا معاً وذهبا معاً وقد ذهب معه ومن معه صارت ظرفاً فجعلوها بمنزلة‏بمنزلة: أمام وقداَّم‏وقداَّم.
قال الشاعر فجعلها كهل حين اضطرّ وهو الراعي‏الراعي:
وريشي منكم وهواي معكم ** وإن كانت زيارتكم لماما
وأمّا منذ فضمّت لأنهَّا للغاية ومع ذا أنّ من كلامهم أن يتبعوا الضمَّ الضمَّ كما قالوا‏قالوا: ردُّ يافتى‏يافتى.
وسألت الخليل عن من عل هلاّ جزمت اللام فقال‏فقال: لأنهَّم قالوا‏قالوا: من علٍ فجعلوها بمنزلة المتمكّن فأسبه عندهم من معالٍ فلمّا أرادوا أن يجعل بمنزلة قبل وبعد حرَّكوه كما حرّكوا أوَّل فقالوا‏فقالوا: ابدأ بهذا أوَّل كما قالوا‏قالوا: يا حكم أقبل في النداء لأنهَّما لمّا كانت أسماءً متمكنةً كرهوا أن يجعلوها بمنزلة غير المتمكنة فلهذه الأسماء من التمكن ماليس من التمكن ما ليس لغيرها فلم يجعلوها في الإسكان بمنزلة غيرها وكرهوا أن يخلوا بها‏بها.
وليس حكم و أوَّل ونحوهما كالذَّي ومن لأنهَّا لا تضاف ولا تتم اسماً ولا تكون نكرةً ومن أيضاً لا تتم اسماً في الخبر ولا تضاف كما تضاف أيٌ ولا تنوَّن كما تنوَّن أيٌّ‏أيٌّ.
وجميع ما ذكرنا من الظروف التي شبهّت بالأصوات ونحوها من الأسماء غير الظروف إذا جعل شيء منها اسماً لرجل أو امرأة تغيَّر كما تغيَّر لو وهل وبل وليت كما فعلت ذلك بذا وأشباهها لأنّ ذا قبل أن تكون اسما خاصّاً كمن في أنهَّ لا يضاف ولا يكون نكرةً فلم يتمكّن تمكُّن غيره من الأسماء‏الأسماء.
وسالت الخليل عن قولهم‏قولهم: مذ عامٌ أوَّل ومذ عامٍ أوَّل فقال‏فقال: أوَّل ههنا صفة وهو أفعل من عامك ولكنَّهم ألزموه هنا الحذف استخفافاً فجعلوا هذا الحرف بمنزلة أفضل منك‏منك.
وقد جعلوه اسماً بمنزلة أفكّلٍ وذلك قول العرب‏العرب: ما تركت له أولاً ولا آخراً وأنا أوَّل منه ولم يقل رجلٌ أوَّل منه فلمَّا جاز فيه هذان الوجهان أجازوا أم يكون صفةً وأن يكون اسماً‏اسماً.
وعلى أيّ الوجهين جعلته اسماً لرجل صرفته اسماً في النكرة‏النكرة.
وإذا قلت عامٌ أوَّل فإنما جاز هذا الكلام لأنك تعلم به أنك تعني العام الذي يليه عامك كما أنَّك إذا قلت أوَّل من أمس أو بعد غدٍ فإنمَّا تعني الذي يليه أمس والذي يليه غدٌ‏غدٌ.
وأمّا قولهم‏قولهم: ابدأ به أوَّل وابدأ بها أوَّل فإنمَّا تريد أيضاّ أوَّل من كذا ولكن الحذف جائز جيدِّ كما تقول‏تقول: أنت أفضل وأنت تريد من غيرك‏غيرك.
إلاَّ أن الحذف لزم صفة عامٍ لكثرة استعمالهم إيّاه حتى استغنوا عنه‏عنه.
ومثل هذا في الكلام كثير‏كثير.
والحذف يستعمل في قولهم‏قولهم: ابدأ به أوَّل اكثر‏اكثر.
وقد يجوز أن يظهروه إلا أنهَّم إذا أظهروه لم يكن إلا الفتح‏الفتح.
وسألته عن قول بعض العرب وهو قليل‏قليل: مذ عامٌ أوّل فقال‏فقال: جعلوه ظرفاً في ها الموضع فكأنه قال‏قال: مذ عامٌ قبل عامك‏عامك.
وسألته عن قوله‏قوله: زيد أسفل منك فقال‏فقال: هذا ظرف كقوله عزّ وجلّ‏وجلّ: " والرَّكب أسفل منكم " كأنه قال‏قال: زيدٌ في مكان أسفل من مكانك‏مكانك.
ومثل الحذف في أوَّل لكثرة استعمالهم إيّاه قولهم‏قولهم: لا عليك‏عليك.
فالحذف في هذا الموضع كهذا‏كهذا.
ومثله‏ومثله: هل لك في ذلك ومن له في ذلك ولا تذكر له حاجة ولا لك حاجة ونحو هذا أكثر من أن يحصى قال يا ليتها كانت لإهلي إبلاً أو هزلت في جدب عام أولاً يكون على الوصف والظرف‏والظرف.
وسألته عن قوله‏قوله: من دونٍ ومن فوقٍ ومن تحتٍ ومن قبلٍ ومن بعدٍ ومن دبرٍ ومن خالف فقال‏فقال: أجروا هذا مجرى الأسماء المتمكنّة لأنهَّا تضاف وتستعمل غير ظرف‏ظرف.
ومن العرب من يقول‏يقول: من فوق ومن تحت يشبهّه بقبل وبعد‏وبعد.
وقال أبو النجم‏النجم: أقبٌّ من تحت عريضٌ من عل وقال آخر‏آخر: لا يحمل الفارس إلاَّ الملبون المحض من أمامه ومن دون وكذلك من أمام ومن قدّامٍ ومن وراءٍ ومن قبلٍ ومن دبرٍ‏دبرٍ.
وزعم الخليل أنّهنّ نكراتٌ كقول أبي النجم‏النجم: يأتي لها من أيمنٍ وأشمل وسألنا العرب فوجدناهم يوافقونه ويجعلونه كقولك‏كقولك: من يمنةٍ وشأمةٍ وكما جعلت ضحوةٌ نكرة وبكرة معرفة‏معرفة.
وأمّا يونس فكان يقول‏يقول: من قدّام ويجعلها معرفة وزعم أنهَّ منعه من الصرف أنهَّا مؤنثّة‏مؤنثّة.
ولو كانت شأمةٌ كذا لما صرفها وكانت تكون معرفةً‏معرفةً.
وهذا مذهبٌ إلاّ أنهَّ ليس يقوله أحدٌ من العرب‏العرب.
وسألنا العلويّين والتمَّيميّين فرأيناهم يقولون‏يقولون: من قد يديمةٍ ومن ورئيِّةٍ لا يجعلون ذلك إلاَّ نكرة كقولك‏كقولك: صباحاً ومساءً وعشيّةً وضحوةً‏وضحوةً.
فهذا سمعناه من العرب‏العرب.
وتقول في النصب على حدّ قولك‏قولك: من دون ومن أمامٍ‏أمامٍ: جلست أماماً وخلفاً كما تقول يمنةً وشأمةً‏وشأمةً.
قال الجعدي‏الجعدي.
لها فرطٌ يكون ولا تراه أماماً من معرسَّنا وودنا وسألته عن قوله‏قوله: جاء من أسفل يا فتى فقال‏فقال: هذا افعل من كذا وكذا كما قال عزّ وجلّ‏وجلّ: " إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم "‏‏.
وسألته عن هيهات اسم رجل وهيهاة فقال‏فقال: أمّا من قال‏قال: هيهاة فهي عنده بمنزلة علقاة‏علقاة.
والدليل على ذلك أنَّهم يقولون في السكوت‏السكوت: هيهاه‏هيهاه.
ومن قال‏قال: هيهات فهي عنده كبيضاتٍ‏كبيضاتٍ.
ونظير الفتحة في الهاء الكسرة في التاء فإذا لم يكن هيهات ولا هيهاة علماً لشيء‏لشيء.
فهما على حالهما لا يغيرَّان عن الفتح والكسر لأنهَّما بمنزلة ما ذكرنا مماَّ لم يتمكّن‏يتمكّن.
ومثل هيهاة ذيَّة إذا لم يكن اسماً وذلك قولك‏قولك: كان من الأمر ذيَّة وذيَّة فهذه فتحةٌ كفتحة الهاء ثمَّ وذلك أنهَّا ليست أسماءً متمكنِّاتٍ فصارت بمنزلة الصَّوت‏الصَّوت.
فإن قلت‏قلت: لم تسكن الهاء في ذيةَّ وقبلها حرف متحرّك فإنَّ الهاء ليست ههنا كسائر‏كسائر.
الحروف ألا ترى أنهَّا تبدل في الصلة تاءً وليست زائدة في الاسم فكرهوا أن يجعلوها بمنزلة ما هو في الاسم ومن الاسم وصارت الفتحة أولى بها لأنّ ما قبل هاء التأنيث مفتوح أبداً فجعلوا حركتها كحركة ما قبلها لقربها منه ولزوم الفتح وامتنعت أن تكون ساكنة كما امتنعت عشر في خمسة عشر لأنهَّا مثلها في أنهَّا منقطعة من الأوَّل ولم تحتمل أن يسكن حرفان وأن يجعلوهما كحرف‏كحرف.
ونظير هيهات وهيهاة في اختلاف اللغتين قول العرب‏العرب: استأصل الله عرقاتهم واستأصل الله عرقاتهم بعضهم يجعله بمنزلة عرسٍ وعرساتٍ كأنك قلت‏قلت: عرقٌ وعرقان وعرقاتٌ‏وعرقاتٌ.
وكلاًّ سمعنا من العرب‏العرب.
ومنهم من يقول‏يقول: ذيت فيخفِّف ففيها إذا خففّت ثلاث لغات‏لغات: منهم من يفتح كما فتح بعضهم حيث وحوث ويضمّ يعضهم حيث وحوث ويضمّ بعضهم كما ضمّتها العرب ويكسرون أيضاً كما أولاء لأنَّ التاء الآن إنمَّا هي بمنزلة ما هو من نفس الحرف‏الحرف.
وسالت الخليل عن شتّان فقال‏فقال: فتحها كفتحة هيهاة وقصتها في غير المتمكن كقصّتها ونحوها ونونها كنون سبحان زائدةٌ‏زائدةٌ.
فإن جعلته اسم رجل فهو كسبحان‏كسبحان.
باب الأحيان في الانصراف وغير الانصراف
اعلم أنّ غدوة وبكرة جعلت كلَّ واحدة منهما اسماً للحين كما جعلوا أمَّ حبينٍ اسماً للدّابةّ معرفة‏معرفة.
فمثل ذلك قول العرب‏العرب: هذا يوم اثنين مباركاً فيه وأتيتك يوم اثنين مباركاً فيه‏فيه.
جعل اثنين اسماً له معرفة كما تجعله اسماً لرجل‏لرجل.
وزعم يونس عن أبي عمرو وهو قوله أيضاً وهو القياس انكَّ إذا قلت‏قلت: لقيته العام الأوّل أو يوماً من الأيام ثم قلت‏قلت: غدوة أو بكرة وأنت تريد المعرفة لم تنون وكذلك إذا لم تذكر العام الأول ولم تذكر إلاَّ المعرفة ولم تقل يوماً من الأيّام كأنك قلت‏قلت: هذا الحين في جميع هذه الأشياء‏الأشياء.
فإذا جعلتها اسماً لهذا المعنى لم تنوّن‏تنوّن.
وكلك تقول العرب‏العرب.
فإمّا ضحوة وعشية فلا يكونان إلاَّ نكرة على كلّ حال وهما كقولك‏كقولك: آتيك غذاً وصباحاً ومساءً‏ومساءً.
وقد تقول‏تقول: أتيتك ضحوةً وعشيةً فيعلم أنكَّ تريد عشيّة يومك وصحوته كما تقول‏تقول: عاماً أوّل فيعلم أنك تريد العام الذي يليه عامك‏عامك.
وزعم الخليل أنّه يجوز أن تقول‏تقول: آتيتك اليوم غدوةً وبكرةً تجعلها بمنزلة ضحوةٍ‏ضحوةٍ.
وزعم أبو الخطَّاب أنهَّ سمع من يوثق به من العرب يقول‏يقول: آتيك بكرةً وهو يريد الإتيان في يومه أو في غده‏غده.
ومثل ذلك قول الله عزّ وجلّ‏وجلّ: " ولهم رزقهم فيها بكرةً وعشياَّ "‏‏.
هذا قول الخليل‏الخليل.
وأمَّا سحر إذا كان ظرفا فإنَّ ترك الصرف فيه قد بيّنته لك فيما مضى‏مضى.
وإذا قلت‏قلت: مذ السَّحر أو عند السَّحر الأعلى لم يكن إلاّ بالألف واللام‏واللام.
فهذه حاله لا يكون معرفةً إلاّ بهما‏بهما.
ويكون نكرةً إّلا في الموضع الذي عدل فيه‏فيه.
وأمّا عشيّةٌ فإنَّ بعض العرب يدع فيه التنوين كما ترك في غدوة‏غدوة.
هذا باب الألقاب
إذا لقَّبت مفرداً بمفرد أضفته إلى الألقاب وهو قول أبي عمرو ويونس والخليل وذلك قولك : هذا سعيد كرزٍ وهذا قيس قفَّة قد جاء وهذا زيد بطَّةً فإنّما جعلت قفَّة معرفةً لأنَّك أردت المعرفة التي أردتها إذا قلت‏قلت: هذا قيسٌ‏قيسٌ.
فلو نوّنت قفًّة‏قفًّة.
صار الاسم نكرةً لأن المضاف إنَّما يكون نكرة ومعرفة بالمضاف إليه فيصير قفةّ هاهنا كأنها كانت معرفة قبل ذلك ثم أضفت إليها‏إليها.
ونظير ذلك انه ليس عربيٌّ يقول‏يقول: هذه شمس فيجعلها معرفة إلاّ أن يدخل فيها ألفاً ولاماً‏ولاماً.
فإذا قال‏قال: عبد شمس صارت معرفة لأنه أراد شيئاً بعينه ولا يستقيم أن يكون ما أضفت إليه نكرةً‏نكرةً.
فإذا لقَّبت المفرّد بمضاف والمضاف بمفرد جرى أحدهما على الآخر كالوصف وهو قول أبي عمرو ويونس والخليل‏والخليل.
وذلك قولك‏قولك: هذا زيدٌ وزن سبعةٍ وهذا عبد الله بطَّة يا فتى وكذلك إن لقبّت المضاف بالمضاف‏بالمضاف.
وإنمَّا جاء هذا مفترقاً هو والأوّل لأنَّ أصل التسمية والذي وقع عليه الأسماء أن يكون للرجل اسمان‏اسمان: أحدهما مضاف والآخر مفرد أو مضاف ويكون أحدهما وصفاً للآخر وذلك الاسم والكنية وهو قولك‏قولك: زيدٌ أبو عمروٍ وأبو عمرٍو زيدٌ فهذا أصل التسمية وحدُّها‏وحدُّها.
وليس من أصل التسمية عندهم أن يكون للرجل اسمان مفردان فإنما أجروا الألقاب على أصل التسمية فأرادوا أن يجعلوا اللفَّظ بالألقاب إذا كانت أسماءًٍ على أصل تسميتهم ولا يجاوزوا ذلك باب الشيئين الَّلذين ضمّ أحدهما إلى الآخر فجعلا بمنزلة اسم واحد كعيضموزٍ وعنتريس وذلك نحو‏نحو: حضرموت وبعلبك‏وبعلبك.
ومن العرب من يضيف بعل إلى بكٍّ كما اختلفوا في رام هرمز فجعله بعضهم اسماً واحداً وأضاف بعضهم رام إلى هرمز‏هرمز.
وكذلك مار سرجس وقال بعضهم‏بعضهم: مار سرجس لا قتالا وبعضهم يقول في بيت جرير‏جرير: لقيّم بالجزيرة خيل قيسٍ فقلتمّ مار سرجس لا قتالا وأمّا معد يكرب ففيه لغات‏لغات: منهم من يقول‏يقول: معد يكربٍ فيضيف ومنهم من يقول‏يقول: معد يكرب فيضيف ولا يصرف يجعل كرب اسماً مؤنثّا ومنهم من يقول‏يقول: معد يكرب فيجعله اسماً واحداً فقلت ليونس‏ليونس: هلاّ صرفوه إذ جعلوه اسماً واحداً وهو عربيّ فقال‏فقال: ليس شيءٌ يجتمع من شيئين فيجعل اسماً سميِّ به واحدٌ إلاّ لم يصرف‏يصرف.
وإنمّا استثقلوا صرف هذا لأنَّه ليس أصل بناء الأسماء‏الأسماء.
يدلّك على هذا قلّته في كلامهم في الشيء الذي يلزم كلَّ من كان من أمتّه ما لزمه فلمّا لم يكن هذا البناء أصلاً ولا متمكنِّا كرهوا أن يجعلوه بمنزلة المتمكّن الجاري على الأصل فتركوا صرفه كما تركوا صرف الأعجميّ‏الأعجميّ.
وهو مصروف في النكرة كما تركوا صرف إبراهيم وإسماعيل لأنهما لم يجيئا على مثال ما لا يصرف في النكرة كأحمر وليس بمثال يخرج إليه الواحد للجميع نحو‏نحو: مساجد ومفاتيح وليس بزيارة لحقت لمعنًى كألف حبلي وإنمَّا هي كلمة كهاء التأنيث فثقلت في المعرفة إذ لم يكن اصل بناء الواحد لأنَّ المعرفة أثقل من النكرة‏النكرة.
كما تركوا صرف الهاء في المعرفة وصرفوها في النكرة لما ذكرت بك فإنما معد يكرب واحدٌ كطلحة وإنما بني ليلحق بالواحد الأوّل المتمكن فثقل في المعرفة لما ذكرت بك ولم يحتمل ترك الصرف في النكرة‏النكرة.
وأمّا خمسة عشر وأخواتها وحادى عشر وأخواتها فهما شيئان جعلا شيئاً واحداً‏واحداً.
وإنمَّا أصل خمسة عشر‏عشر: خمسةٌ وعشرةٌ ولكنهم جعلوه بمنزلة حرف واحد‏واحد.
وأصل حادى عشر أن يكون مضافاً كثالث ثلاثة فلمَّا خولف به عن حال أخواته مما يكون للعدد خولف به وجعل كأولاء إذ كان موافقاً له في أنهَّ مبهم يقع على كل شيء‏شيء.
فلمَّا اجتمع فيه هذان أجرى مجراه وجعل كغير المتمكّن‏المتمكّن.
والنون لا تدخله كما تدخل غاقٍ لأنَّها محالفة لها ولضربها في البناء فلم يكونوا لينوّنوا لأنهَّا زائدة ضمّت إلى الأوّل فلم يجمعوا عليه هذا والتنوين‏والتنوين.
ونحو هذا في كلامهم‏كلامهم: حيص بيص مفتوحة لأنهَّا ليست متمكِّنة‏متمكِّنة.
قد كنت خرّاجا ولوجاً صيرفاً لم تلتحصني حيص بيص لحاص واعلم أنَّ العرب تدع خمسة عشر في الإضافة والألف واللام على حال واحدة كما تقول‏تقول: اضرب أيهُّم أفضل وكالآن وذلك لكثرتها في الكلام وأنهَّا نكرة فلا تغيَّر‏تغيَّر.
ومن العرب من يقول‏يقول: خمسة عشرك وهي لغة رديئة‏رديئة.
ومثل ذلك‏ذلك: الخازباز وهو عند بعض العرب‏العرب: ذبابٌ يكون في الرَّوض وهو عند بعضهم‏بعضهم: الداء جعلوا لفظه كلفظ نظائره في البناء وجعلوا آخره كسراً كجير وغاق لأنَّ نظائره في الكلام التي لم تقع علامات إنما جاءت متحرّكة بغير جرٍ ولا نصب ولا رفع فألحقوه بما بناؤه كبنائه كما جعلوا حيث في بعض اللغات كأين وكذلك حينئذ في بعض اللغات لأنَّه مضاف إلى غير متمكّن وليس كأين في كلّ شيء‏شيء.
كما جعلوا الآن كأين وليس مثله في كلّ شيء ولكنه يضارعه في أنه ظرف ولكثرته في الكلام كما يضارع حينئذ أين في أنه أضيف إلى اسم غير متمكّن‏متمكّن.
فكذلك صار هذا‏هذا: ضارع خمسة عشر في البناء وأنهَّ غير علم‏علم.
ومن العرب من يقول‏يقول: الخربار ويجعله بمنزلة سربال‏سربال.
قال الشاعر‏الشاعر:
مثل الكلاب تهرَّ عند درابها ** ورمت لهازمها من الخرباز
وأما صهيل التي للأمر فمن شيئين يدلك على ذلك حي على الصلاة وزعم أبو الحطَّاب‏الحطَّاب: أنهَّ سمع من يقول‏يقول: حي هل الصلاة‏الصلاة.
والدَّليل على أنهما جعلا اسماً واحداص قول الشاعر‏الشاعر:
وهيَّج الحيَّ من دارٍ فظلَّ ** لهم يومٌ كثيرٌ تناديه وحيَّهله
والمواقي مرفوعة‏مرفوعة.
وأنشدناه هكذا أعرابيٌّ من أفصح الناس وزعم أنه شعر أبيه‏أبيه.
وقد قال بعضهم‏بعضهم: الخازباء جعلها بمنزلة‏بمنزلة: القاصعاء والنافقاء‏والنافقاء.
وجميع هذا إذا صار شيءٌ منه علما أعرب وغيِّر وجعل كحضرموت كما غيرّت أولاد واذ ومن والأصوات ولو ونحوها حين كنَّ علامات‏علامات.
قال الشاعر وهو الجعدي‏الجعدي:
بحيهَّلا يزجون كلَّ مطيّةٍ ** أمام المطايا سيرها المتقاذف
وقال بعضهم‏بعضهم: وجنَّ الخازباز به جنونا ومن العرب من يقول‏يقول: هو الخازباز والخازباز وخازبازٍ فيجعلها كحضرموتٍ‏كحضرموتٍ.
ومن العرب من يقول‏يقول: حيهَّلا ومن العرب من يقول‏يقول: حهيَّل إذا وصل وإذا وقف أثبت الألف‏الألف.
ومنهم من لا يثبت الألف في الموقف والوصل‏والوصل.
وأمّا عمرويه فإنهَّ زعم أنه أعجميٌّ وأنه ضربٌ من الأسماء الأعجمية وألزموا آخره شيئاً لم يلزم الأعجمّية فكما تركوا صرف الأعجميّة جعلوا ذا بمنزلة الصوَّت لأنهمَّ رأوه قد جمع أمرين فحطّوه درجةً عن إسماعيل وأشباهه وجعلوه في النكرة بمنزلة غاقٍ منوّنةً مكسورة في كلِّ موضع‏موضع.
وزعم الخليل‏الخليل: أن اللذين يقولون‏يقولون: غاق غاق وعاء وحاء فلا ينّوّنون فيها ولا في أشباهها أنهّا معرفة وكأَّنك قلت في عاء وحاء الإتباع وكأنه قال‏قال: قال الغراب هذا النحو‏النحو.
وأنَّ الذين قالوا‏قالوا: عاء وحاء وغاقٍ جعلوها نكرة‏نكرة.
وزعم الخليل‏الخليل: أن الذين قالوا‏قالوا: صهٍ ذاك أرادوا النكرة كأنهم قالوا‏قالوا: سكوتاً‏سكوتاً: إيهٍ وإيهاً وويهٍ وويهاً إذا وقفت قلت‏قلت: ويهاً ولا يقول‏يقول: إيهٍ في الوقف‏الوقف.
وإيهاً وأخواته نكرةٌ عندهم وهو صوتٌ‏صوتٌ.
وعمرويه عندهم بمنزلة حضرموت في أنهَّ ضمّ الآخر إلى الأوّل‏الأوّل.
وعمرويه في المعرفة مكسورة في حال الجرّ والرفع والنصب غير منوَّن‏منوَّن.
وفي النكرة تقول‏تقول: هذا عمرويهٍ آخر ورأيت عمرويهٍ آخر‏آخر.
وسألت الخليل عن قوله‏قوله: فداءٍ لك فقال‏فقال: بمنزلة أمس لأنهَّا كثرت في كلامهم والجرُّ كان أخفَّ عليهم من الرفع إذ أكثروا استعمالهم إيَّاه وشبّهوه بأمس ونوّن لأنهّ نكرة‏نكرة.
فمن كلامهم أن يشبِّهوا الشيء بالشيء وإن كان ليس مثله في جميع الأشياء‏الأشياء.
وأمّا يوم يومٍ وصباح مساءٍ وبيت بيتٍ وبين بينٍ فإنَّ العرب تختلف في ذلك‏ذلك: يجعله بعضهم بمنزلة اسمٍ واحد وبعضهم يضيف الأوّل إلى الآخر ولا يجعله اسماً واحداً‏واحداً.
ولا يجعلون شيئاً من هذه الأسماء بمنزلة اسمٍ واحد إلاّ في حال الظرف أو الحال كما يجعلوا‏يجعلوا: يا ابن عمَّ ويا ابن أمَّ بمنزلة شيء واحدٍ إلاّ في حال النداء‏النداء.
والآخر من هذه الأسماء في موضع جرّ وجعل لفظه كلفظ الواحد وهما اسمان أحدهما مضاف إلى الآخر‏الآخر.
وزعم يونس وهو رأيه أنَّ أبا عمرٍو كان يجعل لفظه كلفظ الواحد إذا كان شيءٌ منه ظرفاً أو حالا‏حالا.
وقال الفرزدق‏الفرزدق: ولولا يوم يومٍ ما أردنا جزاءك والقروض لها جزاء فالأصل في هذا والقياس الإضافة‏الإضافة.
فإذا سميّت بشيء من هذا رجلاً أضفت كما أنَّك لو سميتّه ابن عمّ لم يكن إلاّ على القياس‏القياس.
وتقول‏وتقول: أنت تأتينا في كلّ صباح مساءٍ ليس إلاَّ‏إلاَّ.
وجعل لفظهنَّ في ذلك الموضع كلفظ خمسة عشر ولم يبن ذلك البناء في غير هذا الموضع‏الموضع.
وهذا قول جميع من نثق بعلمه وروايته عن العرب‏العرب.
ولا أعلمه إلاّ قول الخليل‏الخليل.
وزعم يونس‏يونس: أن كفّة كفّةٍ كذلك تقول‏تقول: لقيته كفّة كفّةٍ وكفّة كفّة‏كفّة.
والدليل على أنَّ الآخر مجرور ليس كعشر من خمسة أنَّ يونس زعم أن رؤية كان يقول‏يقول: لقيته كفّةً عن كفّةٍ يا فتى‏فتى.
وإنمَّا جعل هذا هكذا في الظرف والحال لأنَّ حد الكلام وأصله أن يكون ظرفاً أو حالا‏حالا.
وأمَّا أيادي سبا وقالي قلا وبادي بدا فإنمّا هي بمنزلة‏بمنزلة: خمسة عشر‏عشر.
تقول‏تقول: جاءوا أيادي سبا‏سبا.
ومن العرب من يجعله مضافا فينوّن سباً‏سباً.
قال الشاعر وهو ذو الرمّة‏الرمّة:
فيالك من دارٍ تحمَّل أهلها أيادي ** سباً بعدي وطال احتيالها
فينوّن ويجعله مضافاً كمعد يكربٍ‏يكربٍ.
وأما قوله‏قوله: كان ذلك بادي بدا فإنهَّم جعلوها بمنزلة‏بمنزلة: خمسة عشر‏عشر.
ولا نعلمهم أضافوا ولا يستنكر أن تضيفها ولكن لم أسمعه من العرب‏العرب.
ومن العرب من يقول‏يقول: بادي بدي‏بدي.
قال أبو نخيلة‏نخيلة:
وقد علتني ذرأة بادي بدى ** ورثية تنهض في تشددي
ومثل أيادي سبا وبادى بدا قوله‏قوله: ذهب شغر بغر‏بغر.
ولا بدّ من أن يحرِّكوا آخره كما ألزموا التحريك الهاء في ذيَّة ونحوها لشبه الهاء بالشيء الذي ضم إلى الشيء‏الشيء.
وأما قالي قلا فمنزلة حضرموت‏حضرموت.
قال الشاعر‏الشاعر:
سيصبح فوقي أقتم الريش واقعاً ** بقالي قلا أومن وراء دبيل
وسألت الخليل عن الياءات لم لم تنصب في موضع النصب إذا كان الأول مضافاً وذلك قولك‏قولك: رأيت معد يكرب واحتملوا أيادي سبا فقال‏فقال: شبَّهوا هذه الياءات بألف مثنى حيث عرَّوها من الرفع والجر فكما عرّوا الألف منهما عرَّوها من النصب أيضاً فقالت الشعراء حيث اضطرّوا وهو رؤية‏رؤية: سوَّي مساحيهنَّ تقطيط الحقق وقال بعض السّعدييِّن‏السّعدييِّن:
يا دار هند عفت إلاَّ أثافيها وإنما اختصّت هذه الياءات في هذا الموضع بذا لأنهم يجعلون الشيئين ههنا اسماً واحداً فتكون الياء غير حرف الإعراب فيسكنونها ويشبِّهونها بياء زائدة ساكنة نحو ياء دردبيس ومفاتيح‏ومفاتيح.
ولم يحركوها كتحريك الراء في شغر لاعتلالها كما لم تحرك قبل الإضافة وحركت نظائرها من غير الياءات لأن للياء والواو حالاً ستراها إن شاء الله فألزموها الإسكان في الإضافة ههنا إذ كانت قد تسكن فيما لا يكون وما بعده بمنزلة اسم واحد في الشعر‏الشعر.
ومثل ذلك قول العرب‏العرب: لا أفعل ذاك حيرى دهر‏دهر.
وقد زعموا أن بعضهم ينصب الياء ومنهم من يثقل الياء أيضاً‏أيضاً.
وأما اثنا عشر فزعم الخليل أنه لا يغير عن حاله قبل التسمية وليس بمنزلة خمسة عشر وذلك أن الإعراب يقع على الصدر فيصير اثنا في الرفع واثنى في النصب والجر وعشر بمنزلة النون ولايجوز فيها الإضافة‏الإضافة.
كما لا يجوز في مسلمين ولا تحذف عشر مخافة أن يلتبس بالاثنين فيكون علم العدد قد ذهب‏ذهب.
فإن صار اسم رجل فأضفت حذفت عشر لأنك لست تريد العدد وليس بموضع التباس لأنك لا تريد أن تفرق بين عددين فإنما هو بمنزلة زيدين‏زيدين.
وأما أخول أخول فلا يخلو من أن يكون كشغر بغر وكيوم يوم‏يوم.
باب ما ينصرف ومالا ينصرف من بنات الياء والواو
التي الياءات والواوات منهن لامات اعلم أن كل شيء كانت لامه ياءً أو واواً ثم كان قبل الياء والواو حرف مكسور أو مضموم فإنها تعتلُّ وتحذف في حال التنوين واواً كانت أو ياء وتلزمها كسرة قبلها أبداً ويصير اللفظ بما واعلم أن كل شيء من بنات الياء والواو كان على الصفة فإنّه ينصرف في حال الجر والرفع‏والرفع.
وذلَّك أنَّهم حذفوا الياء فخفّ عليهم فصار التنوين عوضاً‏عوضاً.
وإذا كان شيء منها في حال النصب نظرت‏نظرت: فإن كان نظيره من غير المعتلّة مصروفاً صرفته وإن كان غير مصروف لم تصرفه لأنَّك تتم في حال النصب كما تتم غير بنات الياء والواو‏والواو.
وإذا كانت الياء زائدة وكانت حرف الإعراب وكان الحرف الذي قبلها كسراً فإنّها بمنزلة الياء التي من نفس الحرف إذ كانت حرف الإعراب‏الإعراب.
وكذلك الواو تبدل كسرة إذا كان قبلها حرف مضموم وكانت حرف الإعراب وهي زائدة‏زائدة: تصير بمنزلتها إذا كانت من نفس الحرف وهي حرف الإعراب‏الإعراب.
فمن الياءات والووات اللواتي ما قبلها مكسور قولك‏قولك: هذا قاضٍ وهذا غازٍ وهذه مغاز وهؤلاء جوارٍ‏جوارٍ.
وما كان ما منهن ما قبله مضموم فقولك‏فقولك: هذه أدلٍ وأظبٍ ونحو ذلك‏ذلك.
هذا ما كانت الياء فيه و الواو من نفس الحرف‏الحرف.
وأمّا ما كانت الياء فيه زائدة وكان الحرف قبلها مكسوراً فقولك‏فقولك: هذه ثمانً وهذه صحار ونحو ذلك‏ذلك.
وأما ما كانت الواو فيه زائدة وكان الحرف قبلها مضموماً فقولك‏فقولك: هذه عرق كما ترى إذا حتَّى تقضّى عرقى الدلىِّ وجميع هذا في حال النصب بمنزلة غير المعتل‏المعتل.
ولو سميت رجلا بقيل فيمن ضم القاف كسرتها اسما حتى تكون كبيضٍ‏كبيضٍ.
واعلم أنَّ كلّ ياء أو واو كانت لاماً وكان الحرف قبلها مفتوحاً فإنَّها مقصورة تبدل مكانها الألف ولا تحذف في الوقف وحالها في التنين وترك التنوين بمنزلة ما كان غير معتّل إلاَّ أنَّ الألف تحذف لسكون التنوين ويتمُّون الأسماء في الوقف‏الوقف.
وإن كانت الألف زائدة فقد فسرنا أمرها‏أمرها.
وإن جاءت في جميع ما لا ينصرف فهي غير منونة كما لا ينوّن غير المعتلّ لأنَّ الاسم متمٌّ‏متمٌّ.
وذلك قولك‏قولك: عذارى وصحارى فهي الآن بمنزلة مدارى ومعايا لأنها مفاعل وقد أتم وقلبت ألفا‏ألفا.
وإن كانت الياء والواو قبلها حرف ساكن وكانت حرف الإعراب فهي بمنزلة غير المقتل وذلك نحو قولك ظبي ودلو وسألت الخليل عن رجل يسمى بقاض فقال هو بمنزلة قبل أن يكون إسماً في الوقف والوصل وجميع الأشياء كما أن مثنى ومعلى إذا كان إسماً فهو إذا كانت نكرة ولا يتغيّر هذا عن حال كان عليها قبل أن يكون اسماً كما لم يتغيَّر معلَّى وكذلك عم‏عم.
وكلّ شيء وسألت الخليل عن رجل يسمى بجوار فقال‏فقال: هو في حال الجرّ والرفع بمنزلته قبل أن يكون اسماً‏اسماً.
ولو كان من شأنهم أن يدعوا صرفه في المعرفة لتركوا صرفه قبل أن يكون معرفة لأنَّه ليس شيء من الانصراف بأبعد من مفاعل فلو امتنع من الانصراف في شيء لامتنع إذا كان مفاعل وفواعل ونحو ذلك‏ذلك.
قلت‏قلت: فإن جعلته اسم امرأة قال‏قال: أصرفها لأن هذا التنوين جعل عوضاً فيثبت إذا كان عوضاً كما ثبتت التنوينة في أذرعات إذ صارت كنون مسلمين‏مسلمين.
وسألته عن قاضٍ اسم امرأة فقال‏فقال: مصروفة في حال الرفع والجرّ تصير ههنا بمنزلتها إذ كانت في مفاعل وفواعل‏وفواعل.
وكذلك أدل اسم رجل عنده لأنَّ العرب اختارت في هذا حذف الياء إذا كانت في موضع غير تنوين في الجرّ والرفع وكانت فيما لا ينصرف وان يجعلوا التنوين عوضاً من الياء ويحذفوها‏ويحذفوها.
وسألته عن رجل يسمَّى أعمى فقلت‏فقلت: كيف تصنع به إذا حقّرته فقال‏فقال: أقول‏أقول: أعيم أصنع به ما صنعت به قبل أن يكون اسماً لرجل لأنَّه لو كان يمتنع من التنوين ههنا لامتنع منه في ذلك الموضع قبل أن يكون اسماً لرجل كما أنَّ أحيمر وهو اسم لرجل وغير اسم سواء‏سواء.
ومن أبى هذا فخذه بقاضٍ اسم امرأة فإن لم يصرفه فخذه بجوار فجوار فواعل وفواعل أبعد من الصرف من فاعل معرفةً وهو اسم امرأة لأنَّ ذا قد ينصرف في المذكّر وفواعل لا يتغيّر على حال وفاعل بناء ينصرف في الكلام معرفةً ونكرةً وفواعل بناء لا ينصرف‏ينصرف.
فاشد أحوال قاضٍ اسم امرأة أن يكون بمنزلة هذا المثال الذي لا ينصرف البتَّة في النكرة‏النكرة.
فإن كانت هذه يعني قاض لا تنصرف ههنا لم تنصرف إذا كانت في فواعل‏فواعل.
فإن صرف فجوار قبل أن يكون اسماً بمنزلة قاضٍ اسم امرأة‏امرأة.
وسألته عن رجل يسمَّى برمي أو أرمي فقال‏فقال: أنوِّنه لأنَّه إذا صار اسماً فهو بمنزلة قاضٍ إذا كان اسم امرأة‏امرأة.
وسألت الخليل فقلت‏فقلت: كيف تقول مررت بأفيعل منك من قوله مررت بأعيمى منك فقال‏فقال: مررت بأعيم منك لأنَّ ذا موضع تنوين‏تنوين.
ألا ترى بأنك تقول‏تقول: مررت بخير منك وليس أفعل منك بأثقل من افعل صفة‏صفة.
وأمّا يونس فكان ينظر إلى كلّ شيء من هذا إذا كان معرفة كيف حال نظيره من غير المعتل معرفة فإذا كان لا ينصرف لم ينصرف يقول‏يقول: هذا جواري قد جاء ومررت بجواري قبل‏قبل.
وقال الخليل‏الخليل: هذا خطأ لو كان من شأنهم أن يقولوا هذا في موضع الجرّ لكانوا خلقاء أن يلزموا الرفع والجرّ إذ صار عندهم بمنزلة غير المعتلّ في موضع الجرّ ولكانوا خلقاء أن ينصبوها في النكرة إذا كانت في موضع الجرّ فيقولوا‏فيقولوا: مررت بجواري قبل لأنَّ ترك التنوين في ذا الاسم في ويقول يونس للمرأة تسمَّى بقاضٍ‏بقاضٍ: مررت بقاضي قبل ومررت بأعيمى منك‏منك.
فقال الخليل‏الخليل: لو قالوا هذا لكانوا خلقاء أن يلزموها الجرّ والرفع كما قالوا حين اضطروا في الشعر فأجروه على الأصل قال الشاعر الهذلىّ‏الهذلىّ:
أبيت على معاري واضحات ** بهنّ ملوَّب كدم العباط
وقال الفرزدق‏الفرزدق: فلو كان عبد الله مولى هجوته ولكنّ عبد الله مولى مواليا فلمَّا اضطرُّوا إلى ذلك في موضع لا بدَّ لهم فيه من الحركة أخرجوه على الأصل‏الأصل.
قال الشاعر ابن قيس الرقيّات‏الرقيّات:
لا بارك الله في الغواني ** هل يصبحن إلا لهنَّ مطَّلب
وقال‏وقال: وأنشدني أعرابي من بني كليب لجرير‏لجرير:
فيوماً يوافيني الهوى غير ماضىٍ ** ويوماً ترى منهن غولاً تغوَّل
قال‏قال: ألا تراهم كيف جرُّوا حين اضطرُّوا كما نصبوا الأوّل حين اضطرُّوا‏اضطرُّوا.
وهذا الجرّ نظير النصب‏النصب.
فإن قلت‏قلت: مررت بقاضي قبل اسم امرأة كان ينبغي لها أن تجرَّ في الإضافة فتقول‏فتقول: مررت وسألناه عن بيت أنشدناه يونس‏يونس: قد عجبت منيِّ ومن يعيليا لمَّا رأتني خلقاً مقلوليا فقال‏فقال: هذا بمنزلة قوله‏قوله: ولكنَّ عبد الله مولى مواليا وكما قال‏قال: سماء الإله فوق سبع سمائيا فجاء به على الأصل وكما أنشدناه من نثق بعربيَّته‏بعربيَّته: ألم يأتيك والأنباء تنمى بما لاقت لبون بي زياد فجعله حين اضطرّ مجروماً من الأصل‏الأصل.
وقال الكميت‏الكميت:
خريع دوادي في ملعب تأزَّر ** طوَّراً وتلقى الإزارا اضطرّ
فأخرجه كما قال‏قال: ضنينوا وسألته عن رجل يسمّى يغزو فقال‏فقال: رأيت يغزى قبل وهذا يغز وهذا يغزى زيد وقال‏وقال: لا ينبغي له أن يكون في قول يونس إلا يغزى وثبات الواو خطأ لأنه ليس في الأسماء واو قبلها حرف مضموم وإنما هذا بناء اختصَّ به الأفعال ألا ترى أنَّك تقول‏تقول: سرو الرجل ولا ترى في الأسماء فعل على هذا البناء‏البناء.
ألا ترى أنَّه قال‏قال: أنا أدلو حين كان فعلاً ثم قال‏قال: أدل حين جعلها اسماً‏اسماً.
فلا يستقيم أن يكون الاسم إلا هكذا‏هكذا.
فإن قلت‏قلت: أدعه في المعرفة على حاله وأغيِّره في النكرة‏النكرة.
فإن ذلك غير جائز لأنك لم تر اسماً معروفاً أجرى هكذا‏هكذا.
قال الشاعر‏الشاعر:
لا مهل حتَّى تلحقي بعنس ** أهل الريِّاط البيض والقلنسي
عنس: قيبلة.
عنس‏:‏ قيبلة‏.‏
ولم يقل القلنسو‏القلنسو.
ولا يبنون الاسم على بناء إذا بلغ حال التنوين تغيَّر وكان خارجاً من حد الأسماء كما كرهوا أن يكون إي وفي في السكوت وترك التنوين على حالٍ يخرج منه إذا وصل ونوّن فلا يكون على حدّ الأسماء فقرّوا من هذا كما فرُّوا من ذاك‏ذاك.
ويكفيك من ذا قولهم‏قولهم: هذه أدلى زيد‏زيد.
فإن قلت‏قلت: إنما أعرب في النكرة فلم يغيِّر البناء‏البناء.
كذلك أيضاً لا يكون في المعرفة على بناء يتغيَّر في النكرة‏النكرة.
وتقول في رجل سمَّيته بارمه‏بارمه: هذا إرم قد جاء وينوّن في قول الخليل وهو القياس‏القياس.
وتقول‏وتقول: رأيت إرمى قبل يبيّن الياء لأنها صارت اسماً وخرجت من موضع الجزم وصارت وإذا سميت رجلا بعه قلت‏قلت: هذا وعٍ قد جاء صيَّرت آخره كآخر إرمه حين جعلته اسماً‏اسماً.
فإذا كان كذلك كان مختلاًّ لأنَّه ليس اسم على مثال عٍ فتصيّره بمنزلة الأسماء وتلحقه حرفاً منه كان ذهب ولا تقول‏تقول: عيٌّ فتلحقه بالأسماء بشيء ليس منه كما وأنَّك لو حقَّرت شيةً وعدةً لم تلحقه ببناء المحقَّر الذي اصل بنائه على ثلاثة أحرف بشيء ليس منه وتدع ما هو منه وذلك قولك‏قولك: هذا وعٍ كما ترى‏ترى.
ولو سمَّيت رجلاً لأعدت الهمزة والألف فقلت‏فقلت: هذا إرأً قد جاء وتقديره‏وتقديره: إدعى تلحقه بالأسماء بأن تضم إليه ما هو منه كما تقول‏تقول: وعيدةٌ وشيَّةٌ ولا تقول‏تقول: عديَّةٌ ولا وشيَّةٌ لأنك لا تدع ما هو منه وتلحق ما ليس منه‏منه.
ولا يجوز أن تقول‏تقول: هذا عه كما لم يجز ذلك في آخر إرمه‏إرمه.
وإن سمَّيت رجلاً قل أو خف أو بع أو أقم قلت‏قلت: هذا قول قد جاء وهذا بيع قد جاء وهذا خاف قد جاء وهذا اقيم قد جاء لأنَّك قد حركت آخر حرفٍ وحوَّلت هذا الحرف من المكان وعن ذلك المعنى فإنّما حذقت هذه الحروف في حال الأمر لئَّلا ينجزم حرفان فإذا قلت‏قلت: قولا أو خافا أو بيعا أو أقيموا أظهرت للتحرك فهو ههنا إذا صار اسماً أجدر أن يظهر‏يظهر.
ولو سميت رجلا لم يرد أو لم يخف لوجب عليك أن تحكيه لأنَّ الحرف العامل هو فيه ولو لم تظهر هذه الحروف لقلت‏لقلت: هذا يريد وهذا يخاف‏يخاف.
وكذلك لو سمَّيته بتردد من قولك‏قولك: إن تردد أردد وإن تخف أخف لقلت‏لقلت: هذا يخاف ويرد‏ويرد.
ولو لم تقل ذا لم تقل في إرمه إرمي ولتركت الياء محذوفة ولكنما أظهرتها في موضع التحرُّك كما تظهرها إذا قلت‏قلت: ارميا وهو يرمي‏يرمي.
وإذا سمَّيت رجلا باعضض قلت‏قلت: هذا إعض كما ترى لأنّك إذا حرَّكت اللام من المضاعف أدغمت وليس اسم من المضاعف تظهر عينه ولامه فإذا جعلت إعضض اسماً قطعت الألف كما قطعت ألف إضرب وأدغمت كما تدغم أعضُّ إذا أردت أنا أفعل لأنّ آخره كآخره ولو لم تدغم ذا لما أدغمت إذا سمّيت بيعضض من قولك‏قولك: إن يعضض أعضض ولا تعضض‏تعضض.
وإذا سمّيت رجلاً بألبب من قولك‏قولك: قد علمت ذاك بنات ألبب تركته على حاله لأنّ هذا اسم جاء على الأصل كما قالوا‏قالوا: رجاء ابن حيوة وكما قالوا‏قالوا: ضيون فجاءوا به على الأصل‏الأصل.
وربَّما جاءت العرب بالشيء على الأصل ومجرى بابه في الكلام على غير ذلك‏ذلك.
قال الخليل يوماً وسأل أصحابه‏أصحابه: كيف تقولون إذا أردتم أن تلفظوا بالكاف التي في لك والكاف التي في مالك والباء التي في ضرب فقيل له‏له: نقول‏نقول: باء الكاف‏الكاف.
فقال‏فقال: إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف‏بالحرف.
وقال‏وقال: أقول كه وبه‏وبه.
فقلنا‏فقلنا: لم ألحقت الهاء فقال‏فقال: رأيتهم قالوا‏قالوا: عه فألحقوا هاءاً حتى صيروها يستطاع الكلام بها لأنَّه لا يلفظ بحرف‏بحرف.
فإن وصلت قلت‏قلت: ك وب فاعلم يا فتى كما قالوا‏قالوا: ع يا فتى‏فتى.
فهذه طريقة كلِّ حرفٍ كان متحركاً وقد يجوز أن يكون الألف هنا بمنزلة الهاء لقربها منها وشبهها بها فتقول‏فتقول: با وكا كما تقول‏تقول: أنا‏أنا.
وسمعت من العرب من يقول‏يقول: ألاتا بلى فا فإنما أرادوا ألا تفعل وبلى فافعل ولكنه قطع كما كان قاطعا بالألف في أنا وشركت الألف الهاء كشركتها في قوله‏قوله: أنا بيّنَوها بالألف كبيانهم بالهاء في هيه وهنَّه وبغلتيه‏وبغلتيه.
قال الراجز‏الراجز: بالخير خيراتٍ وإن شرافا ولا أريد الشرَّ إلا أن تا يريد‏يريد: إن شرَّا فشرٌّ ولا يريد إلا أن تشاء‏تشاء.
ثم قال‏قال: كيف تلفظون بالحرف الساكن نحو ياء غلامى وباء إضرب ودال قد فأجابوا بنحو مما أجابوا في المرّة الأولى فقال‏فقال: أقول إب وإي وإد فألحق ألفا موصولة‏موصولة.
قال‏قال: كذاك اراهم صنعوا بالساكن ألا تراهم قالوا‏قالوا: ابن واسم حيث اسكنوا الباء والسين وأنت لا تستطيع أن تكلَّم بساكن في أول اسم كما لا تصل إلى اللفظ بهذه السواكن فألحقت ألفاً حتى وصلت اللفظ بها فكذلك تلحق هذه الألفات حتى تصل إلى اللفظ بها كما ألحقت المسكَّن الأول في الاسم‏الاسم.
وقال بعضهم‏بعضهم: إذا سمَّيت رجلاً بالباء من ضرب قلت‏قلت: رب فأردُّ العين‏العين.
فإن جعلت هذه المتحركة اسماً حذفت الهاء كما حذفتها من عه حين جعلتها اسماً فإذا صارت اسماً صارت من بنات الثلاثة لأنَّه ليس في الدنيا اسم أقل عدداً من اسم على ثلاثة أحرف ولكنَّهم قد يحذفون مما كان على ثلاثة حرفاً وهو الأصل له ويردّونه في التحقير والجمع وذلك قولهم في ذمً‏ذمً: دمي وفي حر‏حر: حريح وفي شفة‏شفة: شفيهة وفي عدة‏عدة: وعيدة‏وعيدة.
فهذه الحروف إذا صيّرت اسماً صارت عندهم من بنات الثلاثة المحذوفة وصارت من بنات الياء والواو لأنَّا رأينا أكثر بنات الحرفين التي أصلها الثلاثة أو عامّتها من بنات الياء والواو وإنَّما يجعلونها كالأكثر فكأنهم إن كان الحرف مكسوراً ضمّوا إليه ياءً لأنَّه عندهم له في الأصل حرفان كما كان لدم في الأصل حرف فإذا ضممت إليه ياء صار بمنزلة في فتضمّ إليه ياء أخرى تثقلّه بها حتىَّ يصير على مثال الأسماء‏الأسماء.
وكذلك فعلت بفي‏بفي.
وإن كان الحرف مضموماً ألحقوا واواً ثم ضمّوا إليها واواً أخرى حتَّى يصير على مثال الأسماء كما فعلوا بذلك بلو وهو وأو‏وأو.
فكأنَّهم إذا كان الحرف مضموماً صار عندهم من مضاعف الواو كما صارت لو وأو وهو إذ كانت فيهن الواوات من مضاعف الواو‏الواو.
وإن كان مكسورا فهو عندهم من مضاعف الياء كما كان ما فيه نحو في وكي من مضاعف الياء عندهم وإن كان الحرف مفتوحاً ضمّوا إليه ألفاً ثم ألحقوا ألفاً أخرى حتَّى يكون على مثال الأسماء فكأنَّهم أرادوا أن يضاعفوا الألفات فيما كان مفتوحاً كما ضاعفوا الواوات والياءات فيما مكسوراً أو مضموماً كما صارت ما ولا ونحوهما إذ كانت فيهما ألفات مما يضاعف‏يضاعف.
فإن جعلت إي اسما ثقلته بياء أخرى واكتفيت بها حتّى يصير بمنزلة اسمٍ وابنٍ‏وابنٍ.
فأما قاف وياء وزاي وباء وواو فإنَّما حكيت بها الحروف ولم ترد أن تلفظ بالحروف كما حكيت بغاقٍ صوت الغراب وبقب وقع السيف وبطيخ الضحك وبنيت كلَّ واحد بناء الأسماء‏الأسماء.
وقب هو وقع السيف‏السيف.
وقد ثقَّل بعضهم وضمّ ولم يسلّم الصوت كما سمعه فكذلك حين حكيت الحروف حكيتها ببناء للأسماء ولم تسلم الحروف كما لم تسلَّم الصوت‏الصوت.
فهذا سبيل هذا الباب‏الباب.
ولو سمّيت رجلاً بأب قلت‏قلت: هذا إبٌ وتقديره في الوصل‏الوصل: هذا آبٌ كما ترى تريد الباء وألف الوصل من قولك‏قولك: اضرب‏اضرب.
وكذلك كلَُ شىء مثله لا تغيره عن حاله لأنك تقول‏تقول: إبٌ فيبقى حرفان سوى التنوين‏التنوين.
فإذا كان الاسم ههنا في الابتداء هكذا لم يختلّ عندهم أن تذهب ألفه في الوصل وذلك أنَّ الحرف الذي يليه يقوم مقام الألف‏الألف.
ألا تراهم يقولون‏يقولون: من آبٌ فلا يبقى إلا حرف واحد فلا يختل ذا عندهم إذ كان كنونه حرف لا يلزمه في الإبتداء وفي غير هذا الموضع إذا تحرك ما قبل الهمزة في قولك ذهب أب لك وكذلك إب لا يختلُّ أن يكون في الوصل على حرف إذا كان لا يلزمه ذلك في كل المواضع ولولا ذلك لم يجز لأنَّه ليس في الدنيا اسم يكون على حرفين أحدهما التنوين لأنَّه لا يستطاع أن يتكلّم به في الوقف المبتدأ‏المبتدأ.
فإن قلت‏قلت: يغيَّر في الوقف‏الوقف.
فليس في كلامهم أن يغيّروا بناءه في الوقف عمّا كان عليه في الوصل ومن ثمَّ تركوا أن يقولوا هذا في كراهية أن يكون الاسم على حرفين أحدهما التنوين فيوافق ما كان على حرف‏حرف.
وزعم الخليل أن الألف واللام اللتين يعرّفون بهما حرف واحد كقد وأن ليست واحدة منهما منفصلة من الأخرى كانفصال ألف الاستفهام في قوله‏قوله: أأريد ولكن الألف كألف أيم في أيم الله وهي موصولة كما أن ألف أيم موصولة حدّثنا بذلك يونس عن أبي عمرو وهو رأيه‏رأيه.
والدليل على أن ألف أيم ألف وصل قولهم‏قولهم: إيم الله ثم يقولون‏يقولون: ليم الله‏الله.
وفتحوا ألف أيم في الابتداء شبّهوها بألف أحمر لأنَّها زائدة مثلها‏مثلها.
وقالوا في الاستفهام‏الاستفهام: آلرجل شبّهوها أيضاً بألف أحمر كراهية أن يكون كالخبر فيلتبس فهذ 1 قول الخليل‏الخليل.
وأيم الله كذلك فقد يشبَّه الشيء وقال الخليل‏الخليل: وممَّا يدل على أنَّ أل مفصولة من ألرَّجل ولم يبن عليها وأنَّ الألف واللام فيها بمنزلة قد قول الشاعر‏الشاعر: دع ذا وعجَّل ذا وألحقنا بذل بالشَّحم إنّا قد مللناه بجل قال‏قال: هي ههنا كقول الرجل وهو يتذكَّر‏يتذكَّر: قدى فيقول‏فيقول: قد فعل ولا يفعل مثل هذا علمناه بشىء مما كان من الحروف الموصولة‏الموصولة.
ويقوا الرجل‏الرجل: ألى ثم يتذكّر فقد سمعناهم يقولون ذلك ولولا أنَّ الألف واللام بمنزلة قد وسوف لكانتا بناءً بني عليه الاسم لا يفارقه ولكنَّهما جميعاً بمنزلة هل وقد وسوف تدخلان لتعريف وتخرجان‏وتخرجان.
وإن سمّيت رجلاً بالضاد من ضرب قلت‏قلت: ضاءٌ وإن سمّيته بها من ضراب قلت‏قلت: ضىٌّ وإن سميته بها من ضحى قلت‏قلت: ضوٌّ‏ضوٌّ.
وكذلك هذا الباب كله‏كله.
وهذا قياس قول الخليل ومن خالفه ردّ الحرف الذي يليه‏يليه.
باب الحكاية التي لا تغيَّر فيها الأسماء عن حالها في الكلام
وذلك قول العرب في رجل يسمَّى تأبَّط شراً‏شراً: هذا تأبَّط شرًّا وقالوا‏وقالوا: هذا برق نحره ورأيت برق نحره‏نحره.
فهذا لا يتغيّر عن حاله التي كان عليها قبل أن يكون اسما‏اسما.
إنّ لها مركَّناً إرزبَّا كأنّه جبهة ذرَّى حبّا فهذا كله يترك على حاله‏حاله.
فمن قال‏قال: أغيِّر هذا دخل عليه أن يسمَّى الرجل ببيت شعرٍ أو بله درهمان فإنّ غيّره عن حاله فقد ترك قول الناس وقال ما لا يقوله أحد‏أحد.
وقال الشاعر‏الشاعر:
كذبتم وبيت الله لا تنكحونها ** بنى شاب قرناها تصرُّ وتحلب
وعلى هذا يقول‏يقول: بدأت بالحمد لله رب العالمين‏العالمين.
وقال الشاعر‏الشاعر:
وجدنا في كتاب بني تميمٍ ** أحقُّ الخيل بالرَّكض المعار
وذلك لأنه حكى أحقُّ الخيل بالركض المعار فكذلك هذه الضروب إذا كانت أسماء‏أسماء.
وكلُّ شىء عمل بعضه في بعض فهو على هذه الحال‏الحال.
واعلم أن الاسم إذا كان محكياً لم يثن ولم يجمع إلا أن تقول‏تقول: كلّهم تأبَّط شرَّا وكلاهما ذرَّى حبًّا لم تغيِّره عن حاله قبل أن يكون اسما‏اسما.
ولو تثنيت هذا أو جمعته لثنيت أحقُّ الخيل بالركض المعار إذا رأيته في موضعين‏موضعين.
ولا تضيعه إلى شىء إلا أن تقول‏تقول: هذا تأبَّط شرّاً صاحبك أو مملوكك‏مملوكك.
ولا تحقّره قبل أن يكون علما‏علما.
ولو سمّيت رجلا زيد أخوك لم تحقره‏تحقره.
فإن قلت‏قلت: أقول زييد أخوك كما أقول قبل قبل أن يكون اسما‏اسما.
فإنَّك إنَّما حقرت اسما قد ثبت لرجل ليس بحكاية وإنَّما حقّرت اسما على حياله‏حياله.
فإذا جعلا اسماً فليس واحدٌ به من صاحبه ولم يجعل الأوَّل والآخر بمنزلة حضرموت ولكن الاسم الآخر مبنّي على الأول‏الأول.
ولو حقّرتهما جميعاً لم يصيرا حكايةً ولكان الأول اسما تاماً‏تاماً.
وإذا جعلت هذا زيدٌ اسم رجل فهو يحتاج في الابتداء وغيره إلى ما يحتاج إليه زيد ويستغني كما يستغني‏يستغني.
ولا يرخَّم المحكيُّ أيضاً ولا يضاف بالياء وبذلك لأنَّك لا تقول‏تقول: هذا زيد أخوكي ولا برق نحر هي وهو يضيف إلى نفسه ولكنَّه يجوز أن يحذف فيقول‏فيقول: تأبَّطي وبرقي فتحذف وتعمل به عملك بالمضاف حتى تصير الإضافة على شيء واحد لا يكون حكايةً لو كان اسماً فمن لم يقل ذا فطوّل له الحديث فإنه يقبح جدّا‏جدّا.
وسألت الخليل عن رجلٍ يسمَّى خيراً منك أو مأخوذاً بك أو ضارباً رجلا فقال‏فقال: هو على حاله قبل أن يكون اسما‏اسما.
وذلك أنَّك تقول‏تقول: رأيت خيراً منك وهذا خيرٌ منك ومررت بخيرٍ منك‏منك.
قلت‏قلت: فإن سمّيت بشيء منها امرأة فقال‏فقال: لا أدع التنوين من قبل أن خيراً ليس منتهى الاسم ولا مأخوذا ولا ضاربا‏ضاربا.
ألا ترى أنك إذا قلت‏قلت: ضاربٌ رجلا أو مأخوذٌ بك وأنت تبتدئ الكلام احتجت ههنا إلى الخبر كما احتجت إليه في قولك‏قولك: زيدٌ وضاربٌ ومنك بمنزلة شئ من الاسم في أنَّه لم يسند إلى مسند وصار كمال الاسم كما أنَّ المضاف إليه منتهى الاسم وكماله‏وكماله.
ويدلّك على أنَّ ذا ينبغي له أن يكون منوّنا قولهم‏قولهم: لا خيراً منه لك ولا ضارباً رجلاً لك فإنَّما ذا حكاية لأن خيراً منك كلمة على حدة فلم يحذف التنوين منه في موضع حذف التنوين من غيره لأنَّه بمنزلة شئ من نفس الحرف إذ لم يكن في المنتهى‏المنتهى.
فعلى هذا المثال تجري هذه الأسماء‏الأسماء.
وهذا قول الخليل‏الخليل.
وإن سمّيت رجلا بعاقلةٍ لبيبةٍ أو عاقلٍ لبيبٍ صرفته وأجريته مجراه قبل أن يكون اسماً‏اسماً.
وذلك قولك‏قولك: رأيت عاقلةً لبيبةً يا هذا ورأيت عاقلاً لبيباً يا هذا‏هذا.
وكذلك في الجرّ والرفع منوَّن لأنه ليس بشىء عمل بعضه في بعض فلا ينوَّن وينوَّن لأنك نونتنه نكرةً وإنَّما حكيت‏حكيت.
فإن قلت‏قلت: ما بالي إن سميته بعاقلة لم أنوِّن فإنك إن أردت حكاية النكرة جاز ولكن َّ الوجه ترك الصرف‏الصرف.
والوجه في ذلك الأوّل الحكاية وهو القياس لأنَّهما شيئان ولأنَّهما ليس واحدٌ منهما الاسم دون صاحبه فإنما هي الحكاية وإنما ذا بمنزلة امرأة بعد ضارب إذا قلت هذا ضاربٌ امرأة إذا أردت النكرة وهذا ضاربٌ طلحة إذا أردت المعرفة‏المعرفة.
وسألت الخليل عن رجلٍ يسمَّى من زيد وعن زيد فقال‏فقال: أقول‏أقول: هذا من زيدٍ وعن زيدٍٍ‏زيدٍٍ.
وقال أغيّره في ذا الموضع وأصيَّره بمنزلة الأسماء كما فعل ذلك به مفرداً يعني عن ومن ولو سمّيته قط لقلت زيدٍ لقلت‏لقلت: هذا قط زيدٍ ومررت بقط زيد حتَّى تكون بمنزلة حسبك لأنَّك قد حوّلته وغيّرته وإنما عمله فيما بعده كعمل الغلام إذا قلت‏قلت: هذا غلام زيدٍ‏زيدٍ.
ألا ترى أنَّ من زيدٍ لا يكون كلاماً حتَّى يكون معتمدا علة غيره‏غيره.
وكذلك قط زيدٍ كما أنَّ غلام زيدٍ لا يكون كلاما حتَّى يكون معه غيره‏غيره.
ولو حكيته مضافا ولم أغيّره لفعلت به ذلك مقرداً لأني رأيت المضاف لا يكون حكايةً كما لا يكون المفرد حكايةً‏حكايةً.
ألا ترى أنَّك لو سمّيت رجلا وزن سبعة قلت‏قلت: هذا وزن سبعة فتجعله بمنزلة طلحة‏طلحة.
والدَّليل على ذلك أنَّك لو سمّيت رجلا خمسة عشر زيد لقلت‏لقلت: هذا خمسة عشر زيد تغير كما تغيّر‏تغيّر.
أمس لأنَّ المضاف من حدّ التسمية‏التسمية.
قلت‏قلت: فإن سمَّيته بفي زيدٍ لا تريد الفم قال‏قال: أثقِّله فأقول‏فأقول: هذا فيُّ زيدٍ كما ثقلَّته إذا جعلته اسماً لمؤنّث لا ينصرف‏ينصرف.
ولا يشبه ذا فاعبد الله لأنّ ذا إنّما احتمل عندهم في الإضافة حيث شبّهوا آخره بآخر أب يعني الفم مضافاً وصار حرف الإعراب غير محرّك فيه إذ كان مفرداً على غير حاله في الإضافة‏الإضافة.
فأما في فليست هذه حاله وياؤه تحرّك في النصب‏النصب.
وليس شيء يتحرّك حرف إعرابه في الإضافة ويكون على بناءٍ إلا لزمه ذلك في الانفراد‏الانفراد.
وكرهوا أن يكون على حالٍ إن نوّن كان مختلاّ عندهم‏عندهم.
ولو سمّيته طلحة وزيداً أو عبد الله زيداً وناديت نصبت ونونّت الآخر ونصبته لأنّ الأول في موضع نصب وتنوين‏وتنوين.
واعلم أنّك لا تثَّني هذه الأسماء ولا تحقّرها ولا ترخمّها ولا تضيفها ولا تجمعها‏تجمعها.
والإضافة إليها كالإضافة إلى تأبَّط شرَّا لأنَّها حكايات‏حكايات.
وسألت الخليل عن إنَّما وأنَّما وكأنَّما وحيثما وإمَّا في قولك‏قولك: إمَّا أن تفعل وإمّا أن لا تفعل فقال‏فقال: هنّ حكايات لأنَّ ما هذه لم تجعل بمنزلة موت في حضرموت‏حضرموت.
ألا ترى أنها لم تغيِّر حيث عن أن يكون فيها اللغتان‏اللغتان: الضمُّ ولافتح‏ولافتح.
وإنّما تدخل لمنع أن من النصب ولتدخل حيث في الجزاء فجاءت مغيِّرة ولم تجيء كموت في حضر ولا لغواً‏لغواً.
والدَّليل على أن ما مضمومة إلى إن قول الشاعر‏الشاعر: لقد كذبتك نفسك فأكذبنها فإن جزعاً وإن إجمال صبر وإنَّما يريدون إمَّا‏إمَّا.
وهي بمنزلة ما مع أن في قولك‏قولك: أمَّا أنت منطلقاً انطلقت معك‏معك.
وكان يقول‏يقول: إلاَّ التي للاستثناء بمنزلة دفلى وكذلك حتَّى‏حتَّى.
وأمّا إلاِّ وإمّا في الجزاء فحكاية‏فحكاية.
وأما التي في قولك‏قولك: أمَّا زيد فمنطلق فلا تكون حكايةً وهي بمنزلة شروى‏شروى.
وكان يقول‏يقول: أمَّا التي في الاستفهام حكاية وألا التي في الاستفهام حكاية‏حكاية.
وأمّا قولك‏قولك: ألا إنّه ظريف وأما إنّه ظريف فبمنزلة قفاً ورحىً ونحو ذلك‏ذلك.
ولعلّ حكاية لأنَّ اللام ها هنا زائدة بمنزلتها في لأفعلنّ‏لأفعلنّ.
ألا ترى أنك تقول‏تقول: علَّك‏علَّك.
وكذلك كأنَّ لأنَّ الكاف دخلت للتشبيه‏للتشبيه.
ومثل ذلك كذا وكأيّ وكذلك‏وكذلك: ذلك لأنَّ هذه الكاف لحقت للمخاطبة وكذلك أنت التاء بمنزلة الكاف‏الكاف.
وقال‏وقال: ولو سميت رجلا‏رجلا: هذا أو هؤلاء تركته على حاله لأنِّي إذا تركت هاء التنبيه على حالها فإنما أريد الحكاية فمجراها ها هنا مجراها قبل أن تكون اسماً‏اسماً.
وأما هلَّم فزعم أنَّها حكاية في اللغتين جميعاً كأنَّها لمَّ أدخلت عليها الهاء كما أدخلت ها على ذا لأنِّي لم أر فعلاً قط بني على ذا ولا اسماً ولا شيئاً يوضع موضع الفعل وليس من الفعل‏الفعل.
وقول بني تميم‏تميم: هلممن يقوّي ذا كأنَّك قلت‏قلت: الممن فأذهبت ألف الوصل‏الوصل.
قال‏قال: وكذلك لوما ولولا‏ولولا.
وسمعت من العرب من يقول‏يقول: لا من أين يا فتى حكى ولم يجعلها اسماً‏اسماً.
ولو سميّت رجلا بو زيد أو وزيداً أو زيد فلا بدَّ لك من أن تجعله نصباً أو رفعاً أو جرّا تقول‏تقول: مررت بوزيداً ورأيت وزيداً وهذا زيداً‏زيداً.
كذلك الرفع والجرّ لأنَّ هذا لا يكون إلاّ تابعا‏تابعا.
وقال‏وقال: زيد الطَّويل حكاية بمنزلة زيد منطلق وهو اسم امرأة بمنزلته قبل ذلك لأنهما شيئان كعاقلةٍ لبيبةٍ‏لبيبةٍ.
وهو النداء على الأصل تقول‏تقول: يا زيد الطويل‏الطويل.
وإن جعلت الطوّيل صفةً صرفته بالإعراب وإن دعوته قلت‏قلت: يا زيداً الطويل‏الطويل.
وإن سمّيته زيداً وعمراً أو طلحة عمر لم تغيِّره‏تغيِّره.
ولو سمّيت رجلا أولاء قلت‏قلت: هذا أولاء‏أولاء.
وإذا سمّيت رجلاً‏رجلاً: الذي رأيته والذي رأيت لم تغيَّره عن حاله قبل أن يكون اسماً لأن الذي ليس منتهى الاسم وإنَّما منتهى الاسم الوصل فهذا لا يتغيّر عن حاله كما لم يتغّير ضارب أبوه اسم امرأة عن حاله فلا يتغيّر الذي كما لم يتغيّر وصله‏وصله.
ولا يجوز لك أن تناديه كما لا يجوز لك أن تنادي الضارب أبوه إذا كان اسماً لأنَّه بمنزلة اسم واحد فيه الألف واللام‏واللام.
ولو سمّيته الرجل المنطلق جاز أن تناديه فتقول يا الرجل منطلق لأنك سميته بشيئين كلُّ واحد منهما اسم تام‏تام.
والذي مع صلته بمنزلة اسم واحد نحو الحارث فال يجوز فيه النداء كما لا يجوز فيه قبل أن يكون اسما‏اسما.
وأما الرَّجل منطلق فبمنزلة تأبَّط شرًّا لأنَّه لا يتغير عن حاله لأنه قد عمل بعضه في بعض‏بعض.
ولو سمّيته الرجل والرجلان لم يجز فيه النداء لأنَّ ذا يجري مجراه قبل أن يكون اسما في الجرّ والنصب والرفع‏والرفع.
ولا يجوز أن تقول‏تقول: يا أيُّها الذي رأيت لأنه اسم غالب كما لا يجوز يا أيُّها النَّضر وأنت تريد الاسم الغالب‏الغالب.
وإذا ناديته والاسم زيد وعمرو قلت‏قلت: يا زيداً وعمراً لأنًّ الاسم قد طال ولم يكن الأوّل المنّهى ويشرك الآخر وإنَّما هذا بمنزلته إذا كان اسمه مضافا‏مضافا.
وإن ناديته واسمه طلحة وحمزة نصبت بغير تنوين كنصب زيد وعمرو وتنوّن زيداً وعمراً وتجريه على الأصل‏الأصل.
وكذلك هذا وأشباهه يردُّ إذا طال على الأصل كما ردّ ضارباً رجلاً‏رجلاً.
وأما كزيدٍ وبزيدٍ فحكايات لأنَّك لو أفردت الباء والكاف غيَّرتها ولم تثبت كما ثبتت من‏من.
وإن سمّيت رجلا عمَّ فأردت أن تحكي في الاستفهام تركته على حاله كما تدع أزيد وأزيد إذا أردت النداء‏النداء.
وإن اردت أن تجعله اسما قلت‏قلت: عن ماءٍ لأنَّك جعلته اسما وتمد ماءً كما تركت تنوين سبعة لأنَّك تريد أن تجعله اسماً مفردا أضيف هذا إليه بمنزلة قولك‏قولك: عن زيد‏زيد.
وهن ههنا مثلها مفردةً لأن المضاف في هذا بمنزلة الألف واللام لا يجعلان الاسم حكاية كم أنّ الألف واللام لا تجعلان الاسم حكاية وإنّما هو داخل في الاسم وبدل من التنوين فكأنه الألف واللام‏واللام.
هذا باب الإضافة وهو باب النسبة
اعلم أنَّك إذا أضفت رجلاً إلى رجل فجعلته من آل ذلك الرجل ألحقت ياءي الإضافة‏الإضافة.
فإن أضفته إلى بلد فجعلته من أهله ألحقت ياءي الإضافة وكذلك إن أضفت سائر الأسماء إلى البلاد أو إلى حيٍّ أو قبيلة‏قبيلة.
واعلم أن ياءي الإضافة إذا لحقتا الأسماء فإنَّهم مما يغيّرونه عن حاله قبل أن تلحق ياءي الإضافة‏الإضافة.
وإنَّما حملهم على ذلك تغييرهم آخر الاسم ومنتها فشجعهم على تغييره إذا أحدثوا فيه ما لم يكن‏يكن.
فمنه ما يجيء على غير قياس ومنه ما يعدل وهو القياس الجاري في كلامهم وستراه إن شار الله‏الله.
قال الخليل‏الخليل: كلُّ شيء من ذلك عدلته العرب تركته على ما عدلته عليه وما جاء تامّا لم تحدث العرب فيه شيئاً فهو على القياس‏القياس.
فمن المعدول الذي هو على غير قياس قولهم في هذيلٍ‏هذيلٍ: وفي فقيم كنانة‏كنانة: فقميٌّ وفي مليح خزاعة‏خزاعة: ملحيٌّ وفي ثقيفٍ‏ثقيفٍ: ثقفيٌّ وفي زبينة‏زبينة: زبانيٌّ وفي طّيءٍ‏طّيءٍ: طائيٌّ وفي العالية‏العالية: علويٌّ والبادية بدويٌّ وفي البصرة‏البصرة: بصريٌّ وفي السَّهل سهليٌّ وفي الدَّهر‏الدَّهر: دهريٌّ وفي حيٍّ من بني عديّ يقال لهم بنو عبيدة‏عبيدة: عبديٌّ فضمّوا العين وفتحوا الباء فقالوا عبديٌّ وحدَّثنا من نثق به أنَّ بعضهم يقول في بني جذيمة جذميٌّ فيضم الجيم ويجريه مجرى عبديٌّ‏عبديٌّ.
وقالوا في بني الحبلي من الأنصار‏الأنصار: حبليٌّ وقالوا في صنعاء‏صنعاء: صنعائيٌّ وفي شتاء‏شتاء: شتويٌّ وفي بهراء قبيلة من قبيلة قضاعة‏قضاعة: بهرانيٌّ وفي دستواء‏دستواء: دستوانيٌّ مثل بحرانيٍّ‏بحرانيٍّ.
وزعم الخليل أنَّهم بنوا البحر على فعلان وإنَّما كان للقياس أن يقولوا‏يقولوا: بحريٌّ‏بحريٌّ.
وقالوا في الأفق‏الأفق: أفقيٌّ ومن العرب من يقول‏يقول: أفقيٌّ فهو على القياس‏القياس.
وقالوا في حروراء وهو موضع‏موضع: حروريٌّ وفي جلولاء‏جلولاء: جلوليٌّ كما قالوا في خراسان‏خراسان: خرسيٌّ وخراسانيٌّ أكثر وخراسيٌّ لغةٌ‏لغةٌ.
وقال بعضهم‏بعضهم: إبل حمضية إذا أكلت الحمض وحمضية أجود‏أجود.
وقد يقال‏يقال: بعير حامض وعاضه إذا أكل العضاه وهو ضرب من الشجر‏الشجر.
وحمضية أجود وأكثر وأقيس في كلامهم‏كلامهم.
وقال بعضهم‏بعضهم: خرفيَّ أضاف إلى الخريف وحذف الياء‏الياء.
والخرفيٌّ في كلامهم أكثر من الخريفيّ إما أضافه إلى الخرف وإمّا بنى الخريف على فعلٍ‏فعلٍ.
وقالوا‏وقالوا: إبل طلاحية إذا أكلت الطَّلح‏الطَّلح.
وقالوا في عضاه‏عضاه: عضاهيٌّ في قول من جعل الواحدة عضاهة مثل قتادة وقتاد‏وقتاد.
والعضاهة بكسر العين على القياس‏القياس.
فأمّا من جعل جميع العضة عضوات وجعل الذي ذهب الواو فإنَّه يقول‏يقول: عضويٌّ‏عضويٌّ.
وأمّا من جعله بمنزلة المياه وجعل الواحدة عضاهةً فإنه يقول عضاهيٌّ‏عضاهيٌّ.
وسمعنا من العرب من يقول‏يقول: أمويٌّ‏أمويٌّ.
فهذه الفتحة كالضمّة في السَّهل إذا قالوا سهليٌّ‏سهليٌّ.
وقالوا‏وقالوا: روحانيٌّ في الروَّحاء ومنهم من يقول‏يقول: روحاويٌّ كما قال بعضهم بهراويٌّ حدثنا بذلك يونس‏يونس.
وروحاويٌّ أكثر من بهراويّ‏بهراويّ.
وقالوا‏وقالوا: في القفا‏القفا: قفيٌّ وفي طهيّة‏طهيّة: طهويٌّ وقال بعضهم طهويٌّ على القياس كما قال الشاعر‏الشاعر:
بكلِّ قريشيٍّ إذا ما لقيته سريع ** إلى داعي النَّدى والتكرُّم
ومما جاء محدوداً عن بنائه محذوفة منه إحدى الياءين ياءي الإضافة قولك في الشَّأم‏الشَّأم: شآم وفي تهامة‏تهامة: تهامٍ ومن كسر التاء قال‏قال: تهاميٌّ وفي اليمن يمانٍ‏يمانٍ.
وزعم الخليل أنهم ألحقوا هذه الألفات عوضاً من ذهاب إحدى الياءين وكأنَّ الذين حذفوا الياء من ثقيف وأشباهه جعلوا الياءين عوضاً منها‏منها.
فقلت‏فقلت: أرأيت تهامة أليس فيها الألف فقال‏فقال: إنَّهم كسَّروا الاسم على أن يجعلوه فعليّاً أو فعليّاً فلمَّا كان من شأنهم أن يحذفوا إحدى الياءين ردّوا الألف كأنَّهم بنوه تهميٌّ أو تهميٌّ وكأنَّ الذين قالوا‏قالوا: تهامٍ هذا البناء كان عندهم في الأصل وفتحتّهم التاء في تهامة حيث قالوا‏قالوا: تهامٍ يدٌّلك على أنَّهم لم يدعوا على بنائه‏بنائه.
ومنهم من يقول‏يقول: تهاميٌّ ويمانيٌّ وشآميٌّ فهذا كبحرانيّ وأشباهه مما غيَّر بناؤه في الإضافة‏الإضافة.
وإن شئت قلت‏قلت: يمنيٌّ‏يمنيٌّ.
وزعم أبو الخطَّاب أنه سمع من العرب من يقول في الإضافة إلى الملائكة والجن جميعاً روحانيٌّ وللجميع‏وللجميع: رأيت روحانيِّين‏روحانيِّين.
وزعم أبو الخطاب أنّ العرب تقوله لكل شيء فيه الرُّوح من الناس والدوابّ والجن‏والجن.
وجميع وزعم أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقول شآمي هذا إذا صار اسماً في غير هذا الموضع فأضفت إليه جرى على القياس كما يجري تحقير ليلة ونحوهما إذا حوّلتَّهما فجعلتها اسماً علما‏علما.
وإذا سمّيت رجلاص زبينة لم تقل‏تقل: زبانيٌّ أو دهراً لم تقل‏تقل: دهريٌّ ولكن تقول في الإضافة إليه‏إليه: زبنيٌّ ودهريٌّ‏ودهريٌّ.
باب ما حذف الياء والواو فيه القياس
وذلك قولك في ربيعة‏ربيعة: ربعيٌّ وفي حنيفة‏حنيفة: حنفيٌّ وفي جذيمة‏جذيمة: جذميٌّ وفي جهينة‏جهينة: جهنيٌّ وفي قتيبة‏قتيبة: قتبيٌّ وفي شنوءة‏شنوءة: شنىءٌّ وتقديرها‏وتقديرها: شنوعة وشنعيٌّ وذلك لأنّ هذه الحروف قد يحذفونها من الأسماء لما أحدثوا في آخرها لتغييرهم منتهى الاسم فلما اجتمع في آخر الاسم تغييره وحذف لازم لزمه حذف هذه الحروف إذ كان من كلامهم أن يحذف لأمرٍ واحد فكلّما ازداد التغيير كان الحذف ألزم إذ كان من كلامهم أن يحذفوا لتغيير واحد‏واحد.
وهذا شبيه بإلزامهم الحذف هاء طلحة لأنَّهم قد يحذفون ممَّا لا يتغيَّر فلمَّا كان هذا متغيَّراً في الوصل كان الحذف له ألزم‏ألزم.
وقد تركوا التغيير في مثل حنيفة ولكنه شاذٌّ قليل قد قالوا في سليمة‏سليمة: سليميٌّ وفي عميرة كلب‏كلب: عميريٌّ‏عميريٌّ.
وقال يونس‏يونس: هذا قليل خبيث‏خبيث.
وقالوا في خريبة‏خريبة: خريبيٌّ‏خريبيٌّ.
وقالوا سليقيٌّ للرجل يكون من أهل السّليقة‏السّليقة.
وسألته عن شديدة فقال‏فقال: لا أحذف لاستثقالهم التضعيف وكأنَّهم تنكَّبوا التقاء الدالين وسائر هذا من الحروف‏الحروف.
قلت‏قلت: فكيف تقول في بني طويلة فقال‏فقال: لا أحذف لكراهيتهم تحريك هذه الواو في فعل ألا ترى أنَّ فعل من هذا الباب العين فيه ساكنة والألف مبدلة فيكره هذا كما يكره التضعيف باب الإضافة إلى اسم
كان على أربعة أحرف فصاعدا إذا كان آخره ياء ما قبلها حرف منكسر فإذا كان الاسم في هذه الصفة أذهبت الياء إذا جئت بياءي الإضافة لأنَّه لا يلتقي حرفان ساكنان‏ساكنان.
ولا تحرَّك الياء إذا كانت في هذه الصفة لم تنكسر ولم تنجرّ ولا تجد الحرف الذي قبل ياء الإضافة إلا مكسوراً‏مكسوراً.
فمن ذلك قولهم في رجل من بني ناجية‏ناجية: ناجيٌّ وفي أدل‏أدل: أدليٌّ وفي صحار‏صحار: صحاريٌّ وفي ثمان‏ثمان: ثمانيٌّ وفي رجل اسمه يمان‏يمان: يمانيٌّ‏يمانيٌّ.
وإنَّما ثقلَّت لأنّك لو أضفت إلى رجل اسمه بخاتيٌّ يمني أو هجري أحدثت ياءين سواهما وحذفتهما‏وحذفتهما.
والدليل على ذلك أنك لو أضفت إلى رجل اسمه بخاتي لقلت بخاتي كما ترى‏ترى.
ولو كنت لا تحذف الياءين اللتين في الاسم قبل الإضافة لم تصرف بخاتيٌّ ولكنهما ياءان تحدثان وتحذف الياءان اللتان كانتا في الاسم قبل الإضافة‏الإضافة.
وتقول إذا أضفت إلى رجل اسمه يرمي‏يرمي: يرميٌّ كما ترى‏ترى.
وإذا اضفت إلى عرقوة قلت‏قلت: عرقيٌّ‏عرقيٌّ.
وقال الخليل‏الخليل: من قال في يثرب‏يثرب: يثربيٌّ وفي تغلب تغلبيٌّ ففتح مغيِّراً فإنه غيَّر مثل يرمي على ذا فكييف لنا باشُّرب إن لم تكن لنا دوانيق عند الحانويِّ ولا نقد والوجه الحانيُّ كما قال علقمة بن عبدة‏عبدة: كأس عزيز من الأعناب عتَّقها لبعض أربابها حانية حوم لأنَّه إنَّما أضاف إلى مثل‏مثل: ناجية وقاض‏وقاض.
وقال الخليل‏الخليل: الذين قالوا‏قالوا: تغلبيٌّ ففتحوا مغيِّرين كما غيَّروا حين قالوا سهليٌّ وبصريٌّ في بصريّ ولو كان ذا لازماً كانوا سيقولون في يشكر‏يشكر: يشكريٌّ وفي جلهم‏جلهم: جلهميٌّ‏جلهميٌّ.
وأن لا يلزم الفتح دليل على أنَّه تغيير كالتغيير الذي يدخل في الإضافة ولا يلزم وهذا قول يونس‏يونس.
باب الإضافة إلى كل شيءٍ من بنات الياء والواو
التي الياءات والواوات لاماتهنَّ إذا كان على ثلاثة أحرف وكان منقوصاً للفتحة قبل اللام تقول في هدىً‏هدىً: هدويُّ وفي رجل اسمه حصىً‏حصىً: حصويٌّ وفي رجل اسمه رحى‏رحى: رحويٌّ‏رحويٌّ.
وإنما منعهم من الياء إذا كانت مبدلة استثقالاً لإظهارها أنهم لم يكونوا ليظهروها إلى ما يستخفُّون إنما كانوا يظهرونها إلى توالي الياءات والحركات وكسرتها فيصير قريبا من أميٍّ فلم يكونوا ليردُّوا الياء إلى ما يستثقلون إذ كانت معتلَّة مبدلة فراراً ممّا يستثقلون قبل أن يضاف الاسم فكرهوا أن يردُّوا حرفا قد استثقلوه قبل أن يضيفوا إلى الاسم في الإضافة إذ كان ردُّه إلى بناء هو أثقل منه في الياءات وتوالي الحركات وكسرة اليا وتوالي الياءات مما يثقلّه لأنَّا رأيناهم غيَّروا للكسرتين والياءين الاسم استثقالاً فلما كانت الياءان والكسرة والياء فيما توالت حركاته ازدادوا استثقالاً‏استثقالاً.
وستراه إن شاء الله‏الله.
وإذا كانت الياء ثالثة وكان الحرف قبل الياء مكسوراً فإنّ الإضافة إلى ذلك الاسم تصيّره كالمضاف إليه في الباب الذي فوقه وذلك قولهم في عمٍ‏عمٍ: عمويٌّ وفي ردٍ‏ردٍ: ردويٌّ‏ردويٌّ.
وقالوا كلّهم في الشجَّي‏الشجَّي: شجويٌّ وذلك لأنَّهم رأوا فعل بمنزلة رأوا فعل بمنزلة فعل في غير المعتلّ كراهية للكسرتين مع الياءين ومع توالي الحركات فأقرّوا الياء وأبدلوا وصيّروا الاسم إلى فعل لأنَّها لم تكن لتثبت ولا تبدل مع الكسرة وأرادوا أن يجري مجرى نظيره من غير المعتلّ فلمّا وجدوا الباب والقياس في فعلٍ أن يكون بمنزلة فعلٍ أقرُّوا الياء على حالها وأبدلوا إذ وجدوا فعل قد اتلأبَّ لأن يكون بمنزل فعل‏فعل.
وما جاء من فعلٍ بمنزلة فعل قولهم في النَّمر‏النَّمر: نمريٌّ وفي الحبطات حبطيٌّ وفي شقرة‏شقرة: شقريٌّ وفي سلمة‏سلمة: سلمىٌّ‏سلمىٌّ.
وكأنَّ الذين قالوا‏قالوا: تغلبيٌّ أرادوا أن يجعلوه بمنزلة تفعل كما جعلوا فعل كفعل للكسرتين مع الياءين إلاَّ أنَّ ذا ليس بالقياس اللازم وإنما هو تغيير لأنَّه ليس توالي ثلاث حركات‏حركات.
والذين قالوا‏قالوا: حانويٌّ شبهوه بعمويٍ‏بعمويٍ.
وإن أضفت إلى فعلٍ لم تغيّره لأنّها إنّما هي كسرة واحدة كلُّهم يقولون‏يقولون: سمريٌّ‏سمريٌّ.
والدٌّئل بمنزلة النَّمر تقول‏تقول: دؤليٌّ‏دؤليٌّ.
وكذلك سمعناه من يونس وعيسى‏وعيسى.
وقد سمعنا بعضهم يقول في الصَّعق‏الصَّعق: صعقيَّ يدعه على حاله وكسر الصاد لأنَّه يقول‏يقول: صعق والوجه الجيّد فيه‏فيه: صعقيٌّ وصعقيٌّ جيّد‏جيّد.
فإن أضفت إلى علبط قلت‏قلت: علبطيٌّ وإلى جندل قلت‏قلت: جندليٌّ لأنَّ ذا ليس كالنَّمر ليس فيه إلا حرفاً واحدا وهو النون وحدها فلمّا كثر فيه الكسر والياءات ثقل فلذلك غيَّروه إلى الفتح‏الفتح.
باب لإضافة إلى فعيل
وفعيل من بنات الياء والواو التي الياءات والواوات لاماتهن وما كان في اللفظ بمنزلتهما وذلك في قولك في عديٍ‏عديٍ: وفي غنيٍ‏غنيٍ: غنويٌّ وفي قصيٍّ‏قصيٍّ: قصويٌّ وفي أميَّة‏أميَّة: أمويٌّ‏أمويٌّ.
وذلك أنهم كرهوا أن توالي في الاسم أربع ياءات فحذفوا الياء الزائدة التي حذفوها من سليم وثقيف حيث استثقلوا هذه الياءات فأبدلوا الواو من الياء التي تكون منقوصة لأنَّك إذا حذفت وزعم يونس أنّ أناساً من العرب يقولون‏يقولون: أميِّيٌّ فلا يغيِّرون لمَّا صار إعرابها كإعراب ما لا يعتل شبّهوه به كما قالوا طيَّئيٌّ‏طيَّئيٌّ.
وأما عديِّيٌّ فيقال وهذا أثقلن لأنه صارت مع الياءات كسرة‏كسرة.
وسألته عن الإضافة إلى حية فقال‏فقال: حيويٌّ كراهية أن تجتمع الياءات‏الياءات.
والدليل على ذلك قول العرب في حية بن بهدلة‏بهدلة: حيويٌّ وحرّكت الياء لأنَّه لا تكون الواو ثابتة وقبلها ياء ساكنة‏ساكنة.
فإن أضفت إلى ليةٍ قلت‏قلت: لوويٌّ لأنَّك احتجت إلى أن تحرّك هذه الياء كما احتجت إلى تحريك ياء حيّةٍ‏حيّةٍ.
فلمّا حركتها رددتها إلى الأصل كما تردُّها إذا حرّكتها في التصغير‏التصغير.
ومن قال‏قال: أميِّيٌّ قال‏قال: حييٌّ‏حييٌّ.
وكان أبو عمرو يقول‏يقول: حييٌّ وليِّيٌّ‏وليِّيٌّ.
وليّةٌّ من لويت يده ليّةً‏ليّةً.
وسألته عن الإضافة إلى عدوَ فقال‏فقال: عدوّيٌّ‏عدوّيٌّ.
وإلى كوّةٍ فقال‏فقال: كوّيٌّ وقال‏وقال: لا أغيره لأنه لم تجتمع الياءات وإنَّما أبدل إذا كثرت الياءات فأفرُّ إلى الواو فإذا قدرت على الواو ولم أبلغ من الياءات غاية الاستثقال لم أغيَّره ألا تراهم قالوا في الإضافة إلى مرمىٍ مرميٌّ فجعله بمنزلة البختىّ إذ كان آخره كآخره في الياءات والكسرة‏والكسرة.
وقالوا في مغزوٍّ‏مغزوٍّ: مغزوّيٌّ لأنَّه لم تجتمع الياءات‏الياءات.
فكذلك كوةٌ وعدوٌّ‏وعدوٌّ.
وحيّةٌ قد اجتمعت فيه الياءات‏الياءات.
فإن أضفت إلى عدوّةٍ قلت‏قلت: عدويٌّ من أجل الهاء كما قلت في شنوءة‏شنوءة: شنئىٌّ‏شنئىٌّ.
وسألته عن الإضافة إلى تحيَّةٍ فقال‏فقال: تحويٌّ وتحذف أشبه ما فيها بالمحذوف من عديٍ وهو الياء الأولى وكذلك كلُّ شيء كان في آخره هكذا‏هكذا.
وتقول في الإضافة إلى قسيٍ وثديٍ‏وثديٍ: ثدويٌّ وقسويٌّ لأنَّها فعول فتردُّها إلى اصل البناء وإنما كسر القاف والثاء قبل الإضافة لكسرة ما بعدهما وهو السين والدال فإذا ذهبت العلَّةُ صارتا على الأصل‏الأصل.
تقول في الإضافة إلى عدوٍ‏عدوٍ: عدويٌّ وإلى عدوةٍ‏عدوةٍ: عدويٌّ وإلى مرمّىٍ‏مرمّىٍ: مرميٌّ تحذف اليائين وتثبت ياءي الإضافة‏الإضافة.
وإلى مرميّة مرميٌّ تحذف اليائين الأوليين‏الأوليين.
ومن قال‏قال: حانويٌّ قال‏قال: مرمويٌّ‏مرمويٌّ.
هذا باب الإضافة إلى كل اسم كان آخره ياءً
وكان الحرف الذي قبل الياء ساكناً وما كان آخره واواً وكان الحرف الذي قبل الواو ساكناً وذلك نحو ظبيٍ ورميٍ وغزوٍ ونحوٍ تقول ظبييٌّ ورمييٌّ وغزويٌّ ونحويٌّ ولا تغيّر الياء والواو في هذا الباب أنه حرف جرى مجرى غير المعتل‏المعتل.
تقول‏تقول: غزوٌ فلا تغيِّر الواو كما تغيّر في غدٍ‏غدٍ.
وكذلك الإضافة إلى نحيٍ وإلى العري‏العري.
فإذا كانت هاء التأنيث بعد هذه الياءات فإنَّ فيه اختلافاً‏اختلافاً: فمن الناس من يقول في رمية‏رمية: رمييٌّ وفي ظبيةٌّ وفي دميةٍ‏دميةٍ: دمييٌّ وفي فتيةٍ‏فتيةٍ: فتييٌّ وهو القياس من قبل أنَّك تقول رميٌّ ونحيٌّ فتجريه مجرى ما لا يعتل نحو درع وترس ومتن فلا يخالف هذا النحو كأنَّك أضفت إلى شيء ليس فيه ياء‏ياء.
فإذا جعلت هذه الأشياء بمنزلة ما لا ياء فيه فأجره في الهاء مجراه وليست فيه هاء لأنَّ القياس أن يكون هذا النحو من غير المعتل في الهاء بمنزلته إذا لم تكن فيه الهاء ولا ينبغي أن يكون أبعد من أمييٍّ فإذا جاز في اميَّة أمييٌّ فهو أن يجوز في رمييٍّ أجدر لأنَّ قياس أميَّة وأشباهها التغيير‏التغيير.
فهذا الباب يجرونه مجرى غير المعتل‏المعتل.
وحدثنا يونس أنَّ أبا عمرو وكان يقول في ظبية‏ظبية: ظبييٌّ‏ظبييٌّ.
ولا ينبغي أن يكون في القياس إلاَّ هذا إذ جاز في أميّة وهي معتلّة وهي أثقل من رمييٍ‏رمييٍ: وأما يونس فكلن يقول في ظبيةٍ‏ظبيةٍ: ظبويٌّ وفي دميةٍ‏دميةٍ: دمويٍ وفي فتية‏فتية: فتويٍ‏فتويٍ.
فقال الخليل‏الخليل: كأنّهم شبَّهوها حيث دخلتها الهاء بفعلة لأنَّ اللَّفظ بفعلةٍ إذا أسكنت العين وفعلةٍ من بنات الواو سواء‏سواء.
يقول‏يقول: لو بينت فعلةً من بنات الواو لصارت ياءً لو أسكنت العين على ذلك المعنى لثبتت ياءً ولم ترجع إلى الواو فلمَّا رأوها آخرها يشبه آخرها جعلوا إضافتها كإضافتها هذا قول الخليل‏الخليل: وزعم أنَّ الأول أقيسهما وأعربهما‏وأعربهما.
ومثل هذا قولهم في حى من العرب يقال لهم‏لهم: بنو زنية‏زنية: زنويٌّ وفي البطية‏البطية: بطويٌّ‏بطويٌّ.
وقال‏وقال: لا اقول في غزوةٍ إلاَّ غزويٌّ لأنَّ ذا لا يشبه آخره آخر فعلة إذا أسكنت عينها‏عينها.
ولا تقول في غدوةٍ إلاّ غدويٌّ لأنه لا يشبه فعلةً ولا فعلةً ولا يكون فعلة ولا فعلة من بنات الواو هكذا‏هكذا.
ولا تقول في عروةٍ إلاّ عرويٌّ لأن فعلةً من بنات الواو إذا كانت واحدة فعلٍ لم تكن هكذا وإنّما تكون ياء ولو كانت فعلة ليست على فعل كما أن بسرةً على بسر لكان الحرف الذي قبل الواو يلزمه التحريك ولم يشبه عروةً وكنت إذا أضفت إليه جعلت مكان الواو ياءً كما فعلت ذلك بعرقوة ثم يكون في الإضافة بمنزلة فعل‏فعل.
وإن أسكنت ما قبل الواو في فعلةٍ من بنات الواو التي ليست واحدة فعل فحذفت الهاء لم تغيَّر الواو لأنَّ ما قبلها ساكن‏ساكن.
ويقوَّي أنَّ الواوات لا تغيَّر قولهم في بني جروة وهم حيّ من العرب‏العرب: حرويٌّ‏حرويٌّ.
وأمّا يونس فجعل بنات الياء في ذا وبنات الواو سواء ويقول في عروةٍ‏عروةٍ: عرويٌّ‏عرويٌّ.
وقولنا: عرويٌّ.
وقولنا‏:‏ عرويٌّ‏.‏
هذا باب الإضافة إلى كلّ شيء لامه ياء أو واو
وذلك نحو سقايةٍ وصلابةٍ ونفايةٍ وشقاوةٍ وغباوةٍ‏وغباوةٍ.
تقول في الإضافة إلى سقاية‏سقاية: سقائيٌّ وفي صلاية‏صلاية: صلائيٌّ وإلى نفاية‏نفاية: نفائيٌّ كأنَّك أضفت إلى سقاء وإلى صلاء لأنَّك حذفت الهاء ولم تكن الياء لتثبت بعد الألف فأبدلت الهمزة مكانها لأنَّك أردت أن تدخل ياء الإضافة على فعال أو فعال أو فعالٍ‏فعالٍ.
وإن أضفت إلى شقاوة وغباوة وعلاوة قلت‏قلت: شقاويٌّ وغباويٌّ وعلاويٌّ لأنَّهم قد يبدلون مكان الهمزة الواو لثقلها ولأنَّها مع الألف مشبَّهة بآخر حمراء حين تقول‏تقول: حمراويٌّ وحمراوان‏وحمراوان.
فإن خففت الهمزة فقد اجتمع فيها لأنَّها تستثقل وهي مع ما شبهها وهي الألف وهي في موضع اعتلال وآخره كآخره حمراء‏حمراء.
فإن خفّفت الهنزة اجتمعت حروف مشابهة كأنها ياءات وذلك قولك في كساء‏كساء: كساوان ورداء‏ورداء: رداوان وعلباء‏وعلباء: علباوان‏علباوان.
وقالوا في غداء‏غداء: غداويٌّ وفي رداء‏رداء: رداويٌّ فلما كان من كلامهم قياساً مستمراً أن يبدلوا الواو مكان هذه الهمزة في هذه الأسماء استثقالاً لها صارت الواو إذا كانت في الاسم أولى لأنَّهم قد يبدلونها وليست في الاسم فراراً إليها فإذا قدروا عليها في الاسم لم يخرجوها ولا يفرُّون إلى الياء لأنَّهم لو فعلوا ذلك صاروا إلى نحو ما كانوا فيه لأنَّ الياء تشبه الألف فيصير بمنزلة ما اجتمع فيه أربع ياءات لأنَّ فيها حينئذ ثلاث ياءات والألف شبيهة بالياء فتضارع أمييٌّ فكرهوا أن يفرّوا إلى ما هو أثقل ممَّا هم فيه فكرهوا الياء كما كرهوا في حصى ورحى‏ورحى.
قال الشاعر وهو جرير في بنات الواو‏الواو:
إذا هبطن سماوياً موارده ** من نحو دومة خبث قلَّ
تعريسى وياء درحاية بمنزلة الياء التي من نفس الحرف ولو كان مكانها واو كانت بمنزلة الواو التي من نفس الحرف لأنَّ هذه الواو والياء يجريان مجرى ما هو نفس الحرف مثل السَّماوي والطَّفاوي‏والطَّفاوي.
وسألته عن الإضافة إلى رايةٍ وطايةٍ وثايةٍ وآيةٍ ونحو ذلك فقال‏فقال: أقول رائيٌّ وطائيٌّ وثائيٌّ وآئيٌّ‏وآئيٌّ.
وإنَّما همز والاجتماع الياءات مع الألف والألف تشبَّه بالياء فصارت قريباً مما تجتمع فيه اربع ياءات فهمزوها استثقلاً وأبدلوا مكانها همزة لأنَّهم جعلوها بمنزلة الياء التي تبدل بعد الألف الزائدة لأنهم كرهوها هاهنا كما كرهت ثمَّ وهي هنا بعد ألف كما كانت ثمَّ وذلك نحو ياء رداء‏رداء.
ومن قال‏قال: أمييٌّ قال‏قال: آييٌّ وراييٌّ بغير همز لأنَّ هذه لام غير معتلّة وهي أولى بذلك أنه ليس فيها أربع ياءات ولأنَّها أقوى‏أقوى.
وتقول واو فتثبت كما تثبت في غزوٍ‏غزوٍ.
ولو أبدلت مكان الياء الواو فقلت‏فقلت: ثاوىٌّ وآوىٌّ وطاويٌّ وراويٌّ جاز ذلك كما قالوا‏قالوا: شاويٌّ فجعلوا الواو مكان الهمزة‏الهمزة.
ولا يكون في مثل سقايةٍ سقاييٌّ فتكسر الياء ولا تهمز لأنَّها ليست من الياءات التي لا ومثل ذلك قصيٌّ منهم من يقول‏يقول: قصيٍّ‏قصيٍّ.
وإذا أضفت إلى سقاية فكأنَّك أضفت إلى سقاء كما أنّك لو أضفت إلى رجل اسمه ذو جمَّةٍ قلت‏قلت: ذوويٌّ كأنّك أضفت إلى ذواً‏ذواً.
ولو قلت‏قلت: سقاويٌّ جاز فيه وفي جميع جنسه كما يجوز في سقاء‏سقاء.
وحولايا وبرداريا بمنزلة سقايةٍ لأنَّ هذه الياء لا تثبت إذ كانت منتهى الاسم والألف تسقط في النسبة لأنَّها سادسة فهي كهاء درحاية‏درحاية.
واعلم أنّك إذا أضفت إلى ممدود منصرف فإنّ القياس والوجه أن تقرّه على حاله لأن الياءات لم تبلغ غاية الاستثقال ولأنَّ الهمزة تجري على وجوه العربية غير معتلّة مبدلة‏مبدلة.
وقد أبدلها ناس من العرب كثير على ما فسَّرنا يجعل مكان الهمزة واواّ‏واواّ.
وإذا كانت الهمزة من أصل الحرف فالإبدال فيها جائز كما كان فيما كان بدلاً من واو أو ياء وهو فيها قبيح‏قبيح.
وقد يجوز إذا كان أصلها الهمز مثل قراء ونحوه‏ونحوه.
هذا باب الإضافة إلى كل اسم آخره آلف مبدلة
من حرف من نفس الكلمة على أربعة أحرف وذلك نحو ملهى ومرمىً وأعشى وأعمى وأعيا فهذا يجري مجرى ما كان على ثلاثة أحرف وكان آخره ألفاً مبدلة من حرف من نفس الكلمة نحو حصَّى ورحّى‏ورحّى.
وسألت يونس عن معزى وذفرى فيمن نوّن فقال‏فقال: هما بمنزلة ما كان من نفس الكلمة كما صار علباء حين انصرف بمنزلة رداء في الإضافة والتثنية ولا يكون أسوأ حالاً في ذا من حبلى‏حبلى.
وسمعنا العرب يقولون في أعيا‏أعيا: أعيويٌّ‏أعيويٌّ.
بنو أعيا‏أعيا: حي من العرب من جرمٍ‏جرمٍ.
وتقول في أحوى‏أحوى: أحوويٌّ‏أحوويٌّ.
وكذلك سمعنا العرب تقول‏تقول.
هذا باب الإضافة إلى كل اسم كان آخره ألفا زائدة لا ينون
وكان على أربعة أحرف وذلك نحو حبلى ودفلى فأحسن القول فيه أن تقول‏تقول: حبلىٌّ ودفلىٌّ لأنها زائدة لم تجيء لتلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة فكرهوا أن يجعلوها بمنزلة ما هو من نفس الحرف وما اشبه ما هو من نفس الحرف‏الحرف.
وقالوا في سلَّى‏سلَّى: سلِّىٌّ‏سلِّىٌّ.
ومنهم من يقول‏يقول: دفلاويٌّ فيفرق بينها وبين التي من نفس الحرفبأن يلحق هذه الألف فيجعله كآخر ما لا يكون آخره إلاّ زائداً غير منّون نحو‏نحو: حمراويٍّ وضهياويّ فهذا الضرب لا يكون إلاّ هكذا فبنوه هذا البناء ليفرقوا بين هذه الألف وبين التي من نفس الحرف فقالوا في دهنا‏دهنا: دهناويٌّ وقالوا قي دنيا‏دنيا: دنياويٌّ وإن شئت قلت دنييٌّ على قولهم سلىٌّ‏سلىٌّ.
ومنهم من يقول‏يقول: حبلوى فيجعلها بمنزلة ما هو نفس الحرف‏الحرف.
وذلك أنَّهم رأوها زائدة يبنى عليها الحرف ورأوا الحرف في الغدَّة والحركة والسُّكون كملهىً فشبَّهوها بها كما أنهم يشبّهون الشيء بالشيء الذي يخالفه في سائر المواضع‏المواضع.
قال‏قال: فإن قلت في ملهى‏ملهى: ملهىً لم أر بذلك بأساً كما لم أر بحبلوىٍّ بأساً‏بأساً.
وكما قالوا‏قالوا: مدارى فجاءوا به على مثال‏مثال: حبالى وعذارى ونحوهما من فعالى وكما تستوي الزيادة غير المنوّنة والتي من نفس الحرف إذا كانت كلّ واحدة منهما خامسة‏خامسة.
ولا يجوز ذا في قفاً لأنَّ قفا وأشباهه ليس بزنة حبلى وإنّما هي على ثلاثة أحرف فلا يحذفونها‏يحذفونها.
وأمَّا جمزى فلا يكون جمزاويٌّ ولا ولكن جمزيٌّ لأنَّها ثقلت وجاوزت زنة ملهىً فصارت بمنزلة حبارى لتتابع الحركات‏الحركات.
ويقوِّي ذلك أنَّك لو سمّيت امرأة قدماً لم تصرفها كما لم تصرف عناق‏عناق.
وأمّا حبلى فالوجه فيها ما قلت لك‏لك.
قال الشَّاعر‏الشَّاعر:
كأنَّما يقع البصريٌّ بينهم ** من الطَّوائف والأعناق بالوذم
يريد: بصرى.
يريد‏:‏ بصرى‏.‏
هذا باب الإضافة إلى كل اسم كان آخره ألفاً
وكان على خمسة أحرف تقول في حبارى‏حبارى: حباريٌّ وفي جمادى‏جمادى: جماديٌّ وفي قرقرى‏قرقرى: قرقريٌّ‏قرقريٌّ.
وكذلك كلُّ اسم كان آخره ألفاً وكان على خمسة أحرف‏أحرف.
وسألت يونس عن مرامىً فقال‏فقال: مراميًّ جعلها بمنزلة الزيادة‏الزيادة.
قال‏قال: لو قلت‏قلت: مرامويٌّ لقلت‏لقلت: حبارويٌّ كما أجازوا في حبلى حبلويٌّ‏حبلويٌّ.
ولو قلت ذا لقلت في مقلولى‏مقلولى: مقلولويٌّ‏مقلولويٌّ.
وهذا لا يقوله أحد إنَّما يقال‏يقال: مقلوليٌّ كما تقول في يهيرى يهيريٌّ‏يهيريٌّ.
فإذا سوِّى بين هذا رابعاً وبين الألف فيه زائدة نحو حبلى لم يجز إلاّ أن تجعل ما كان من نفس الحرف إذا كان خامساً بمنزلة حبارى‏حبارى.
وإن فرَّقت بين الزائد وبين الذي من نفس الحرف دخل عليك أن تقول في قبعثري‏قبعثري: قبعثرويٌّ لأنَّ آخره منَّون فجرى مجرى ما هو من نفس الكلمة‏الكلمة.
فإن لم تقل ذا وأخذت بالعدد فقد زعمت أنهما يستويان‏يستويان.
وإنَّما ألزموا ما كان على خمسة أحرف فصاعداً الحذف لأنه حين كان رابعاً في الاسم بزنة ما ألفه من نفسه فلمَّا كثر العدد كان الحذف لازما إذ كان من كلامهم أن يحذفوه في المنزلة الأولى‏الأولى.
وإذا أزداد الاسم ثقلاً كان الحذف ألزم كما أنَّ الحذف لربيعة حين اجتمع تغييران‏تغييران.
وأمَّا الممدود مصروفاً كان أو غير مصروف كثر عدده أو قلَّ فإنه لا يحذف وذلك قولك في خنفساء‏خنفساء: خنفساويٌّ وفي حرملاء‏حرملاء: حرملاويٌّ وفي معيوراء معيوراويٌّ‏معيوراويٌّ.
وذلك أنَّ آخر الاسم لمّا تحرّك وكان حيّاً يدخله الجرّ والرفع والنصب صار بمنزلة‏بمنزلة: سلامان وزعفران وكالأواخر التي من نفس الحرف نحو‏نحو: آحر نجام واشهيباب فصارت هكذا كما صار آخر معزًى حين نوّن بمنزلة آخر مرمىً‏مرمىً.
وإنَّما جسروا على حذف الألف لأنَّها ميّتة لا يدخلها جرّ ولا رفع ولا نصب فحذفوها كما حذفوا ياء ربيعة وحنيفة‏وحنيفة.
ولو كانت الياءان متحركتيتن لم تحذفا لقوّة المتحرّك‏المتحرّك.
وكما حذفوا الياء الساكنة من ثمانٍ حيث أضفت إليه‏إليه.
فإنَّما جعلوا ياءي الإضافة عوضاً‏عوضاً.
وهذه الألف أضعف تذهب مع كلِّ تذهب مع كلِّ حرف ساكن فإنَّما هذه معاقبة كما عاقبت هاء الجحاجحة ياء الجحاجيح فإنَّما يجسرون بهذا على هذه الحروف الميتة‏الميتة.
ولو أضفت إلى عثير وهو التراب أو حثيل لأجريته مجرى حميريٍ‏حميريٍ.
وزعم يونس أن مثنّى بمنزلة معزى ومعطى وهو بمنزلة مرامًى لأنَّه خمسة أحرف‏أحرف.
وإن جعلته كذلك فهو ينبغي له أن يجيز في عبدَّي‏عبدَّي: عبدَّويٌّ كما جاز في حبلى‏حبلى: حبلويٌّ‏حبلويٌّ.
فإن جعل النون بمنزلة حرف واحد وجعل زنته كزنته فهو ينبغي له أن سمَّى رجلاً باسم مؤنَّث على زنة معدٍّ مدغم مثله أن يصرفه ويجعل المدغم كحرف واحد‏واحد.
فهذه النون الأولى بمنزلة حرف ساكن ظاهر‏ظاهر.
وكذلك يجري في بناء الشِّعر وغيره‏وغيره.
فأمًا المصروف نحو حراء فمن العرب من يقول‏يقول: حراويٌّ ومنهم من يقول حرائيٌّ لا يحذف الهمزة‏الهمزة.
هذا باب الإضافة إلى كلّ اسم ممدود
لا يدخله التنوين كثير العدد كان أو قليله فلإضافة إليه أن لا يحذف منه شيء وتبدل الواو مكان الهمزة ليفرقوا بينه وبين المنوّن الذي هو من نفس الحرف وما جعل بمنزلته وذلك قولك في زكريَّاء‏زكريَّاء: زكريّاويٌّ وفي بروكاء‏بروكاء: بروكاويٌّ‏بروكاويٌّ.
هذا باب
اعلم أن كلّ اسم على حرفين ذهبت لامه ولم يردَّ في تثنيته إلى الأصل ولا في الجمع بالتَّاء كان أصله فعل أو فعل أو فعل فإنَّك فيه بالخيار إن شئت تركته على بنائه قبل أن تضيف إليه وإن شئت غيّرته فرددت إليه ما خذف منه فجعلوا الإضافة تغيَّر فتردّ كما تغيَّر فتحذف نحو الف حبلى وياء ربيعة وحنيفة فلمّا كان ذلك من كلامهم غيَّروا بنات
الحرفين التي حذفت لاماتهن بأن ردّوا فيها ما حذف منها وصرت في الردّ وتركه على حاله بالخيار كما صرت في حذف ألف حبلى وتركها بالخيار‏بالخيار.
وإنما صار تغيير بنات الحرفين الردَّ لأنَّها أسماء مجهودة لا يكون اسم على أقل من حرفين فقويت الإضافة على ردِّ اللامات كما قويت على حذف ما هو من نفس الحرف حين كثر العدد وذلك قولك‏قولك: مرامىً‏مرامىً.
فمن ذلك قولهم في دم‏دم: دميٌّ وفي يدٍ‏يدٍ: يديٌّ وإن شئت قلت‏قلت: دمويٌّ ويدويٌّ كما قالت العرب في غدٍ‏غدٍ: غدويٌّ‏غدويٌّ.
كلُّ ذلك عربّى‏عربّى.
فإن قال‏قال: فهلاَّ قالوا‏قالوا: غدويٌّ وإنَّما يد وغد كلُّ واحد منهما فعل يستدلّ على ذلك بقول ناس من العرب‏العرب: آتيك غدواً يريدون غداً‏غداً.
قال الشاعر‏الشاعر: وقولهم‏وقولهم: أيد وإنَّما هي أفعل وأفعل جماع فعلٍ لأنَّهم ألحقوا ما الحقوا ولا يريدون أن يخرجوا من حرف الإعراب التحرُّك الذي كان فيه لأنَّهم أرادوا أن يزيدوا لجهد الاسم ما حذفوا منه فلم يريدوا أن يخرجوا منه شيئاً كان فيه قبل أن يضيفوا كما أنَّهم لم يكونوا ليحذفوا حرفاً من الحروف من ذا الباب فتركوا الحروف على حالها لأنَّه ليس موضع حذف‏حذف.
ومن ذلك أيضاً قولهم في ثبةٍ‏ثبةٍ: ثبيٌّ وثبويٌّ وشفةٍ‏وشفةٍ: شفيٌّ وشفهيٌّ‏وشفهيٌّ.
وإنَّما جاءت الهاء لأنَّ اللام من شفةٍ الهاء‏الهاء.
ألا ترى أنك تقول‏تقول: شفاه وشفيهة في التصغير‏التصغير.
وتقول في حرٍ‏حرٍ: حريٌّ وحرحيٌّ لأنَّ اللام الحاء تقول في التصغير‏التصغير: حريح وفي الجمع‏الجمع: أحراح‏أحراح.
وإن أضفت إلى رب فيمن خفَّف فرددت قلت ربيٌّ‏ربيٌّ.
وإنَّما أسكنت كراهية التضعيف فيعاد بناؤه‏بناؤه.
ألا تراهم قالوا في قرّة قريٌّ لأنَّها من التضعيف كما قالوا في شديدة‏شديدة: شديديٌّ كراهية التضعيف فيعاد بناؤه‏بناؤه.
باب ما لا يجوز فيه من بنات الحرفين إلا الرَّدّ
وذلك قولك في أب أبويٌّ وفي أخ‏أخ: أخويٌّ وفي حمٍ‏حمٍ: حمويٌّ ولا يجوز إلاَّ ذا من قبل أنَّك تردّ من بنات الحرفين التي ذهبت لاماتهن إلى الأصل ما لا يخرج أصله في التثنية ولا في الجمع بالتاء فلمّا أخرجت التثنية الأصل لزم الإضافة أن تخرج الأصل إذ كانت تقوى على الردّ فيما لا يخرج لامه في تثنيته ولا في جمعه بالتاء فإذا ردّ في الأضعف في شيء كان في الأقوى أردَّ‏أردَّ: واعلم أنَّ من العرب من يقول‏يقول: هذا هنوك ورأيت هناك ومررت بهنيك ويقول‏ويقول: هنوان فيجريه مجرى الأب‏الأب.
فمن فعل ذا قال‏قال: هنوات يردُّه في التثنية والجمع بالتاء وسنة وسنوات وضعة وهو نبت ويقول‏ويقول: ضعوات فإذا أضفت قلت‏قلت: سنويٌّ وهنويٌّ‏وهنويٌّ.
والعلّة ههنا هي العلّة في‏في: أبٍ وأخٍ ونحوهما‏ونحوهما.
ومن جعل سنةً من بنات الهاء قال‏قال: سنيهة وقال‏وقال: سانهت فهي بمنزلة شفة تقول‏تقول: شفهيٌّ وشنهيٌّ‏وشنهيٌّ.
وتقول في عضةٍ‏عضةٍ: عضويٌّ على قول الشاعر‏الشاعر: هذا طريق يأزم المآزما وعضوات تقطع اللَّهازما ومن العرب من يقول‏يقول: عضيهة يجعلها من بنات الهاء بمنزلة شفةٍ إذا قالوا ذلك‏ذلك.
وإذا أضفت إلى أخت قلت‏قلت: أخويٌّ هكذا ينبغي له أن يكون على القياس‏القياس.
وذا القياس قول الخليل من قبل أنَّك لمّا جمعت بالتاء حذفت تاء التأنيث كما تحذف الهاء وردت إلى الأصل‏الأصل.
فالإضافة تحذفه كما تحذف الهاء وهي أردُّله إلى الأصل‏الأصل.
أرى ابن نزار قد جفاني وملَّني على هنوات كلُّها متتابع فهي بمنزلة أخت وأما يونس فيقول أختي وليس بقياس‏بقياس.
هذا باب الإضافة إلى ما فيه الزوائد من بنات الحرفين
فإن شئت تركته في الإضافة على حاله قبل أن يضيف وإن شئت حذفت الزوائد ورددت ما كان له في الأصل‏الأصل.
وذلك‏وذلك: ابن واسم واست واثنان واثنتان وابنة‏وابنة.
فإذا تركته على حاله قلت‏قلت: اسمىٌّ واستىٌّ وابنىٌّ واثنىٌّ في اثنين واثنتين‏واثنتين.
وحدثنا يونس‏يونس: أن أبا عمرو كان يقوله‏يقوله.
وإن شئت حذفت الزوائد التي في الاسم ورددته إلى أصله فقلت‏فقلت: سمويٌّ وبنويٌّ وستهيٌّ‏وستهيٌّ.
وإنَّما جئت في استٍ بالهاء لأنَّ لامها هاء ألا ترى أنَّك تقول‏تقول: الأستاه وستيهة في التحقير وتصديق ذلك أنَّ أبا الخطّاب كان يقول‏يقول: إنَّ بعضهم إذا أضاف إلى أبناء فارس قال‏قال: بنويٌّ‏بنويٌّ.
وزعم يونس أن أبا عمرو وزعم أنَّهم يقولون‏يقولون: ابنيٌّ فيتركه على حاله كما ترك دم‏دم.
وأما الذين حذفوا الزوائد وردُّوا فإنهم جعلوا الإضافة تقوى على حذف الزوائد كقوتها على الردّ كما قويت على الردّ في دمٍ وإنَّما قويت على حذف الزوائد لقوّتها على الردّ فصار ماردّ عوضاً‏عوضاً.
ولم يكونوا ليحذفوا ولا يردّوا لأنهم قد ردّوا ما ذهب من الحرف للإخلال به فإذا حذفوا شيئاً ألزموا الردّ ولم يكونوا ليردّوا والزائد لأنَّه إذا قوي على ردّ الأصل قوي على حذف ما ليس من الأصل لأنهما متعاقبان‏متعاقبان.
وسألت الخليل عن الإضافة إلى ابنم فقال‏فقال: إن شئت حذفت الزوائد فقلت‏فقلت: بنويٌّ كأنك أضفت إلى ابن‏ابن.
وإن شئت تركته على حاله فقلت‏فقلت: ابنميٌّ كما قلت‏قلت: ابنيٌّ واستيٌّ‏واستيٌّ.
واعلم أنَّك إذا حذفت فلا بدَّ لك من أن تردّ لأنه عوض وإنَّما هي معاقبة وقد كنت تردّ ما عدة حروفه حرفان وإن لم يحذف منه شيء فإذا حذفت منه شيئاً ونقصته منه كان العوض لازماً‏لازماً.
وأمَّا بنت فإنك تقول‏تقول: بنويٌّ من قبل أن هذه التاء التي هي للتأنيث لا تثبت في الإضافة كما لا تثبت في الجمع بالتاء‏بالتاء.
وذلك لأنّهم شبَّهوها بهاء التأنيث فلمَّا حذفوا وكانت زيادة في الاسم كتاء سنبتة وتاء عفريتٍ ولم تكن مضمومة إلى الاسم كالهاء يدّلك على ذلك سكون ما قبلها جعلناها بمنزلة ابن‏ابن.
فإن قلت‏قلت: بنيٌّ جائز كما قلت‏قلت: بنات فإنَّه ينبغي لك أن تقول بنيٌّ في ابني كما قلت في بنون فإنَّما ألزموا هذه الردَّ في الإضافة لقوتها على الرد ولأنَّها قد ترد ولا حذف فالتاء يعوَّض منها كما يعوَّض من غيرها‏غيرها.
وكذلك‏وكذلك: كلتا وثنتان تقول‏تقول: كلويٌّ وثنويٌّ وبنتان‏وبنتان: بنويٌّ‏بنويٌّ.
وأمّا يونس فيقول ثنتيٌّ وينبغي له أن يقول‏يقول: هنتيٌّ في هنه لأنَّه إذا وصل فهي تاء كتاء التأنيث‏التأنيث.
وزعم الخليل أنَّ من قال بنتي قال هنتي وهذا لا يقوله أحد وأعلم ذيت بمنزلة بنت وإنَّما أصلها ذيّة عمل بها ما عمل بينت‏بينت.
يدلُّك عليه اللفظ والمعنى فالقول في هنت وذيت مثله في بنت لأنّ ذيت يلزمها التثقيل إذا حذفت التاء‏التاء.
ثمَّ تبدل واواً مكان التاء كما كنت تفعل لو حذفت التاء من أخت وبنت وإنَّما ثقلَّت كتثقيلك كي اسما‏اسما.
وزعم أن أصل بنت وابنة فعل كما أن أخت فعل يدًّلك على ذلك أخوك وأخاك وأخيك وقول بعض العرب فيما زعم يونس آخاء‏آخاء.
فهذا جمع فعل‏فعل.
وتقول في الإضافة إلى ذيَّة وذيت‏وذيت: ذيويًّ فيهما وإنَّما منعك من ترك التاء في الإضافة أنّه كان يصير مثل‏مثل: أختيٍّ وكما أن هنت أصلها فعل يدلك على ذلك قول بعض العرب‏العرب: هنوك وكما أن است فعل يدّلك على ذلك أستاه‏أستاه.
فإن قيل‏قيل: لعله فعل أو فعل فإنه يدلك على ذلك قول بعض العرب سه لم يقولوا‏يقولوا: سه ولا سه وقولهم‏وقولهم: ابن ثم قالوا‏قالوا: بنون ففتحوا يدلُّك أيضاً‏أيضاً.
واثنتان بمنزلة ابنة أصلها فعل لأنَّه عمل بها ما عمل بابنة وقالوا في الاثنين‏الاثنين: أثناء فهذا يقوِّي فعل وأنَّ نظائرها من الأسماء أصلها تحرّك العين وهنت عندنا متحرّكة العين تجعلها بمنزلة نظائرها من الأسماء وتلحقها بالأكثر‏بالأكثر.
ولم يجيء شيء هكذا ليست عينه في الأصل متحركة إلا ذيت وليست باسم متمكِّن‏متمكِّن.
وأمّا كلتا فيدلّك على تحريك عينها قولهم‏قولهم: رأيت كلا أخويك‏أخويك: فكلا كمعاً واحد الأمعاء ومن قال‏قال: رأيت كلتا أختيك فإنَّه يجعل الألف ألف تأنيث‏تأنيث.
فإن سمَّى بها شيئاً لم يصرفه في معرفة ولا نكرة وصارت التاء بمنزلة الواو في شروى‏شروى.
ولو جاء شيء مثل بنت وكان أصله فعل أو فعل واستبان لك أن اصله فعل أو فعل لكان في الإضافة متحرّك العين كأنّك تحذف إلى اسم قد ثبت في الكلام على حرفين فإنما تردُّ والحركة قد ثبتت في الاسم‏الاسم.
وكلّ اسم تحذف منه في الإضافة شيئاً فكأنّك ألحقت ياءي الإضافة اسماً لم يكن فيه شيء مما حذف لأنَّك إنَّما تلحق ياءي الإضافة بعد بناء الاسم‏الاسم.
ومن ثمّ جعل ذيت في الإضافة كأنَّها اسم لم يكن فيه قبل الإضافة تاء كذلك ثقلَّتها كتثقيلك‏كتثقيلك: كي ولو وأو أسماء‏أسماء.
وأمَّا فم فقد ذهب من اصله حرقان لأنه كان أصله فوه فأبدلوا الميم مكان الواو ليشبه الأسماء المفردة من كلامهم فهذه الميم بمنزلة العين نحو ميم دمٍ ثبتت في الاسم في تصرفه في الجرّ والنصب والإضافة والتثنية‏والتثنية.
فمن ترك دم على حاله إذا اضاف ترك فم على حاله ومن ردَّ إلى دمٍ اللام ردَّ إلى فمٍ العين فجعلها مكان اللام كما جعلوا الميم مكان العين في فمٍ‏فمٍ.
قال الشاعر وهو الفرزدق‏الفرزدق:
هما نفثا في فيَّ من فمويها ** على الناتج العوي أشدَّ رجام
وقالوا‏وقالوا: فموان فإنّما ترد في الإضافة كما تردّ في التثنية وفي الجمع بالتاء وتبني الاسم كما تثنِّي به إلاَّ أنّ الإضافة أقوى على الردِّ‏الردِّ.
فإن قال‏قال: فمان فهو بالخيار إن شاء قال‏قال: فمويٌّ وإن شاء قال‏قال: فميٌّ‏فميٌّ.
ومن قال‏قال: فموان قال‏قال: فمويٌّ على كلّ حال‏حال.
وأمّا الإضافة إلى رجل اسمه ذو مال فإنَّك تقول‏تقول: ذوويٌّ كأنَّك أضفت إلى ذواً‏ذواً.
وكذلك فعل به حين أفرد وجعل اسما ردَّ إلى أصله لأنَّ أصله فعل يدلَّك على ذلك قولهم‏قولهم: ذواتا فإن أردت أن تضيف فكأنك أضفت إلى مفرد لم يكن مضافاً قطٌّ فافعل به فلعك به إذا كان وكذلك الإضافة إلى ذاه ذوويٌّ لأنَّك إذا أضفت حذفت الهاء فكأنَّك تضيف إلى ذي إلا أنَّ الهاء جاءت بالألف والفتحة كما جاءت بالفتحتين في امرأة فلأصل أولى به إلاّ أن تغيِّر العرب منه شيئاً فتدعه على حاله نحو‏نحو: فمٍ‏فمٍ.
وإذا أضفت إلى رجل اسمه فوزيد فكأنَّك إنّما تضيف إلى فمٍ لأنَّك إنَّما تريد أن تفرد الاسم ثم تضيف إلى الاسم‏الاسم.
فافعل به فعلك به إذا أفردته اسماً‏اسماً.
وأمّا الإضافة إلى شاءٍ فشاويٌّ كذلك يتكلَّمون به‏به.
قال الشاعر‏الشاعر:
فلست بشاويٍّ عليه دمامة ** إذا ما غدا يغدو بقوس وأسهم
وإن سمَّيت به رجلا أجريته على القياس تقول شائيٌّ وإن شئت قلت شاوى كما قلت‏قلت: عطاويٌّ كما تقول في زبينة وثقيف بالقياس إذا سمّت به رجلاً‏رجلاً.
وإذا أضفت إلى شاة قلت‏قلت: شاهيٌّ تردّ ما هو من نفس الحرف وهو الهاء‏الهاء.
ألا ترى أنك تقول‏تقول: شويهة وإنما أردت أن تجعل شاةً بمنزلة الأسماء فلم يوجد شيء هو أولى به مّما هو من نفسه كما هو التحقير كذلك‏كذلك.
وأمّا الإضافة إلى لات من اللات والعزَّى فإنك تمدُّها كما تمد لا إذا كانت اسماً كما تثقل لو وكي إذا كان كلّ واحد منهما اسماً‏اسماً.
فهذه الحروف وأشباهها التي ليس لها دليل بتحقير ولا جمع ولا فعل ولا تثنية إنّما تجعل ما ذهب منه مثل ما هو فيه ويضاعف فالحرف الأوسط ساكن على ذلك يبنى إلا أن تستدلّ على حركته بشيء‏بشيء.
وصار الإسكان أولى به لأن الحركة زائدة فلم يكونوا ليحرِّكوا إلا بثبت كما أنهم لم يكونوا ليجعلوا الذّهب من لو غير الواو إلا بثبت فجرت هذه الحروف على فعل أو فعل أو فعل‏فعل.
وأمّا الإضافة إلى ماءٍ فمائيٌّ تدعه على حاله ومن قال‏قال: عطاويٌّ قال‏قال: ماويٌّ يجعل الواو مكان الهمزة وشاويٌّ بقوِّى هذا‏هذا.
وأمّا الإضافة إلى امرئ فعلى القياس تقول امرئتي وتقديرها إمرعي لأنه ليس من بنات الحرفيين وليس الألف ههنا بعوض فهو كالإنطلاق اسم رجل وإن أ ضعت إلى امرأة فكذلك تقول امرئي امرئ لأنّك كأنك تضيف إلى امرئ فالإضافة في ذا كالإضافة إلى استغاثة إذا قلت‏قلت: استغاثي‏استغاثي.
وقد قالوا‏قالوا: مرئي تقديرها‏تقديرها: مرعيٌ في امرئ القيس وهو شاذ‏شاذ.
هذا باب الإضافة إلى ما ذهبت فاؤه من بنات الحرفين
وذلك عدة وزنة‏وزنة.
فإذا أضفت قلت‏قلت: عديٌّ وزنيٌّ ولا ترده الإضافة إلى أصله لبعدها من ياءي الإضافة لأنَّها لو ظهرت لم يلزمها اللام لو ظهرت من التغير لوقوع الياء عليها‏عليها.
ولا تقول‏تقول: عدويٌ بعد اللام شيئاً ليس من الحرف يدلُّك على ذلك التصغير‏التصغير.
ألا ترى أنَّك تقول‏تقول: وعيدة فتردّ الفاء ولا ينبغي أن تلحق الاسم زائدةً فتجعلها أولى من نفس الحرف في الإضافة كما لم تفعل ذلك في التحقير ولا سبيل إلى ردّ الفاء لبعدها وقد ردّوا في التثنية والجمع بالتاء بعض ما ذهبت لاماته كما ردّوا في الإضافة فلو ردّوا في الإضافة الفاء لجاء بعضه مردوداً في الجميع بالتاء فهذا دليل على أن الإضافة لا تقوى حيث لم يردُّوا في الجميع بالتاء‏بالتاء.
فإن قلت‏قلت: أضع الفاء في آخر الحرف لم يجز ولو جاز ذا لجاز أن تضع الواو والياء إذا كانت لاما في أوّل الكلمة إذا صغرّت‏صغرّت.
ألا تراهم جاءوا بكلّ شيء من هذا في التحقير على أصله‏أصله.
وكذا قول يونس ولا نعلم أحداً يوثق بعلمه قال خلاف ذلك‏ذلك.
وتقول في الإضافة إلى شيةٍ‏شيةٍ: وشويٌّ لم تسكن العين كما لم تسكن الميم إذا قال‏قال: دمويٌّ فلمّا تركت الكسرة على حالها جرت مجرى شجويٍّ وإنَّما ألحقت الواو ههنا كما ألحقتها في عه حين جعلتها اسماً ليشبه الأسماء لأنَّك جعلت الحرف على مثال الأسماء في كلام العرب‏العرب.
وإنَّما شية وعدة فعلة لو كان شيء من هذه الأسماء قعلة لم يحذفوا الواو كما لم يحذفوا في الوجبة والوثبة والوحدة وأشباهها‏وأشباهها.
وسترى بيان ذلك في بابه إن شاء الله‏الله.
فإنَّما ألقوا الكسرة فيما كان مكسور الفاء على العينات وحذفوا الفاء وذلك نحو عدةٍ وأصلها وعده وشية وأصلها وشية فحذفوا الواو وطرحوا كسرتها على العين‏العين.
وكذلك أخواتها‏أخواتها.
هذا باب الإضافة إلى كلّ اسم
ولي آخره ياءين مدغمةً إحداهما في الأخرى وذلك نحو أسيّدٍ وحميّرٍ ولبيّدٍ فإذا أضفت إلى شيء من هذا تركت الياء الساكنة وحذفت المتحرّكة لتقارب الياءات مع الكسرة التي في الياء والتي في آخر الاسم فلما كثرت الياءات وتقاربت وتوالت الكسرات التي في الياء والدال استثقلوه فحذفوا وكان حذف المتحرك هو الذي يخففه عليهم لأنهم لو حذفوا الساكن لكان ما يتوالى فيه من الحركات التي لا يكون حرف عليها مع تقارب الياءات والكسرتين في الثقل مثل أسيّدٍ لكراهيتهم هذه المتحرِّكات‏المتحرِّكات.
فلم يكونوا ليفرّوا من الثقل إلى شيء هو في الثِّقل مثله وهو أقلّ في كلامهم منه وهو أسيديٌّ وحميريٌّ ولبيديٌّ‏ولبيديٌّ.
وكذلك تقول العرب‏العرب.
وكذلك سيد وميت ونحوهما لأنهما ياءان مدغّمة إحداهما في الأخرى يليها أخر الاسم‏الاسم.
وهم ممَّا يحذفون هذه الياءات في غير الإضافة‏الإضافة.
فإذا أضافوا فكثرت الياءات وعدد الحروف ألزموا أنفسهم أن يحذفوا‏يحذفوا.
فما جاء محذوفاً من نحو سيّد وميّت‏وميّت: هين وميت ولين وطيب وطيء فإذا أضفت لم يكن إلاَّ الحذف إذ كنت تحذف هذه الياء في غير الإضافة‏الإضافة.
تقول‏تقول: سيديٌّ وطيبيٌّ إذا أضفت إلى طيب‏طيب.
ولا اراهم قالوا طائيٌّ إلاّ فراراً من طيئيٌّ وكان القياس طيئيٌّ وتقديرها طيغيٌّ ولكنهم جعلوا الألف مكان الياء وبنوا الاسم على هذا كما قالوا في زبينة‏زبينة: زبانيٌّ‏زبانيٌّ.
وإذا أضفت إلى مهيمٍ قلت‏قلت: مهيِّيميٌّ لأنَّك إذ حذفت الياء التي تلي الميم صرت إلى مثل أسيديّ فتقول‏فتقول: مهيميٌّ فلم يكونوا ليجمعوا على الحرف هذا الحذف كما أنَّهم إذا حقّروا عيضموز لم يحذفوا الواو لأنَّهم لو حذفوا الواو احتاجوا إلى أن يحذفوا حرفاً آخر حتَّى يصير إلى مثال التحقير فكرهوا أن يحملوا عليه هذا وحذف الياء‏الياء.
وستراه مبينَّاً في بابه إن شاء الله‏الله.
فكان ترك هذه الياء إذ لم تكن متحركة كياء تميم وفصلت بين آخر الكلمة والياء المشدَّدة فكان أحبَّ إليهم ممَّا ذكرت لك وخفَّ عليهم تركها لسكونها تقول‏تقول: مهيَّيميٌّ فلا تحذف منها شيئاً وهو تصغير مهوّم‏مهوّم.
وذلك قولك‏قولك: مسلمون ورجلان ونحوهما فإذا كان شيء من هذا اسم رجل فأضفت إليه حذفت الزائدتين الواو والنون والألف والنون والياء والنون لأنَّه لا يكون في الاسم رفعان ونصبان وجراَّان فتذهب الياء لأنَّها حرف الإعراب ولأنه لا تثبت النون إذا ذهب ما قبلها لأنَّهما زيدتا معا ولا تثبتان إلاّ معا‏معا.
وذلك قولك رجليٌّ ومسلميٌّ‏ومسلميٌّ.
ومن قال من العرب‏العرب: هذه قنَّسرون ورأيت قنَّسرين وهذه يبرون ورأيت يبرين قال‏قال: يبريٌّ وقنسريٌّ‏وقنسريٌّ.
وكذلك ما اشبه هذا‏هذا.
ومن قال‏قال: هذه يبرين قال‏قال: يبرينيٌّ كما تقول‏تقول: غسلينيٌّ وسريحين سريحينيٌّ‏سريحينيٌّ.
فأمّا قنَّسون ونحوها فكأنهم الحقوا الزائدتين قنَّسر وجعلوا الزائدة التي قبل النون حرف الإعراب كما فعلوا ذلك في الجمع‏الجمع.
هذا باب الإضافة إلى كلّ اسم لحقته التاء للجمع
وذلك مسلمات وتمرات ونحوهما‏ونحوهما.
فإذا سمّيت شيئاً بهذا النحو ثم أضفت إليه‏إليه: مسلميٌّ وتمريٌّ وتحذف كماا حذفت الهاء وصارت كالهاء في الإضافة كما صارت في المعرفة حين قلت‏قلت: رأيت مسلماتٍ وتمراتٍ قبل‏قبل.
ولا يكون أن تصرف التاء بالنصب في هذا الموضع‏الموضع.
ومثل ذلك قول العرب في أذرعات‏أذرعات: أذرعيٌّ لا يقول أحد إلاّ ذاك‏ذاك.
وتقول في عانات‏عانات: عانيٌّ أجريت مجرى الهاء لأنَّها لحقت لجمع مؤنث كما لحقت الهاء الواحد للتأنيث فكذلك لحقته للجمع‏للجمع.
ومع هذا أنها حذفت كما حذفت واو مسلمين في الإضافة كما شبّهوها بها في الإعراب‏الإعراب.
وتقول في الإضافة إلى محىّ‏محىّ: محتىٌّ وإن شئت قلت‏قلت: محويٌّ‏محويٌّ.
هذا باب الإضافة إلى الاسمين اللذين ضمّ أحدهما إلى الآخر فجعلا اسما واحدا
كان الخليل يقول‏يقول: تلقى الآخر منهما كما تلقى الهاء من حمزة وطلحة لأنَّ طلحة بمنزلة حضرموت‏حضرموت.
وقد بيّنا ذلك فيما ينصرف وما لا ينصرف‏ينصرف.
فمن ذلك خمسة عشر ومعدي يكرب في قول من لم يضف‏يضف.
فإذا أضفت قلت‏قلت: معديٌّ وخمسيٌّ‏وخمسيٌّ.
فهكذا سبيل الباب‏الباب.
وصار بمنزلة المضاف في إلقاء أحدهما حيث كان من شيئين ضمّ أحدهما إلى الآخر‏الآخر.
وليس بزيادة في الأول كما أنّ المضاف إليه ليس بزيادة في الأول المضاف‏المضاف.
ويجيء من الأشياء التي هي من شيئين جعلا اسما واحدا ما لا يكون على مثاله الواحد نحو‏نحو: أيادي سبا لأنه ثمانية أحرف ولم يجيء اسم واحد عدّته ثمانية أحرف‏أحرف.
ونحو‏ونحو: شغر بغر ولم يكن اسم واحد توالت فيه ولا بعدّته من المتحرّكات ما في هذا كما أنه قد يجيء في المضاف والمضاف إليه ما لا يكون على مثله الواحد نحو صاحب جعفر وقدم عمر ونحو هذا مما لا يكون الواحد على مثاله‏مثاله.
فمن كلام العرب أن يجعلوا الشيء كالشيء إذا أشبهه في بعض المواضع‏المواضع.
وقالوا‏وقالوا: حضرميٌّ كما قالوا‏قالوا: عبدريٌّ وفعلوا به ما فعلوا بالمضاف‏بالمضاف.
وسألته عن الإضافة إلى رجل اسمه اثنا عشر فقال ثنويٌّ في قول من قال‏قال: بنويٌّ في ابن وإن شئت قلت‏قلت: اثنىٌّ في اثنين كما قلت‏قلت: ابنيٌّ وتحذف عشر كما تحذف نون عشرين فتشبَّه عشر بالنون كما شبَّهت عشر في خمسة عشر بالحاء‏بالحاء.
وأمّا اثنا عشر التي العدد فلا تضاف ولا يضاف إليها‏إليها.
هذا باب الإضافة إلى المضاف من الأسماء اعلم أنّه لا بدّ من حذف أحد الاسمين في الإضافة‏الإضافة.
والمضاف في الإضافة يجري في كلامهم على ضربين‏ضربين.
فمنه ما يحذف منه الاسم الآخر ومنه ما يحذف منه الأوّل‏الأوّل.
وإنّما لزم الحذف أحد الاسمين لأنَّهما اسمان قد عمل أحدهما في الآخر وإنما تريد أن تضيف إلى الاسم الأوّل وذلك المعنى تريد‏تريد.
فإذا لم تحذف الآخر صار الأول مضافا إلى مضاف إليه لأنَّه لا يكون هو والآخر اسما واحدا ولا تصل إلى ذلك كما لا تصل إلى أن تقول‏تقول: أبو عمرين وأنت تريد أن تثنَّي الأوّل‏الأوّل.
وقد يجوز‏يجوز: أبو عمرين إذا لم ترد أن تثنّيى الأب وأردت أن تجعله أبا عمرين اثنين‏اثنين.
فالإضافة تفرد الاسم‏الاسم.
فأمّا ما يحذف منه الأوّل فنحو‏فنحو: ابن كراع وابن الزُّبير تقول زبيريٌّ وكراعيٌّ وتجعل ياءي الإضافة في الاسم الذي صار به الأول معرفة فهو أبين وأشهر إذ كان به صار معرفةً‏معرفةً.
ولا يخرج الأول من أن يكون المضافون إليه وله‏وله.
ومن ثمَّ قالوا في أبي مسلمٍ‏مسلمٍ: مسلميٌّ لأنَّهم جعلوه معرفة بالآخر كما فعلوا ذلك بابن كراع غير أنَه لا يكون غالباً حتى يصير كزيد وعمرو وكما صار ابن كراع غالبا‏غالبا.
وابو فلان عند العرب كابن فلان‏فلان.
ألا تراهم قالوا في أبي بكر بن كلابٍ‏كلابٍ: بكريٌّ كما قالوا في ابن دعلجٍ‏دعلجٍ: دعلجيٌّ فوقعت الكنية عندهم موقع ابن فلان‏فلان.
وعلى هذا الوجه يجري في كلامهم وذلك يعنون وصار الآخر إذا كان الأول معرفةً بمنزلته لو كان علماً مفردا‏مفردا.
وأمّا ما يحذف منه الآخر فهو الاسم الذي لا يعرَّف بالمضاف إليه ولكنَّه معرفة كما صار معرفةً يزيد وصار الأوَّل بمنزلته لو كان علما مفرداً لأنَّ المجرور لم يصر الاسم الأوّل به معرفةً لأنك لو جعلت المفرد اسمه صار به معرفةً كما يصير معرفةً إذا سمّيته بالمضاف‏بالمضاف.
فمن ذلك‏ذلك: عبد القيس وامرؤ القيس فهذه الأسماء علامات كزيد وعمر فإذا أضفت قلت‏قلت: عبديٌّ وامرئيٌّ ومرئيٌّ فكذلك هذا أشباهه‏أشباهه.
وسألت الخليل عن قولهم في عبد منافٍ منافيٌّ فقال‏فقال: أمّا القياس فكما ذكرت لك إلاّ أنَّهم قالوا منافيٌّ مخافة الالتباس ولو فعل ذلك بما جعل اسمّا من شيئين جاز لكراهية الالتباس‏الالتباس.
وقد يجعلون للنَّسب في الإضافة اسماً بمنزلة جعفر ويجعلون فيه من حروف الأول والآخر ولا يخرجونه من حروفهما ليعرف كما قالوا سبطر فجعلوا فيه حروف السَّبط إذ كان المعنى واحدا‏واحدا.
وسترى بيان ذلك في بابه إن شاء الله‏الله.
فمن ذلك‏ذلك: عبشميٌّ وعبدريٌّ‏وعبدريٌّ.
وليس هذا بالقياس إنَّما قالوا هذا كما قالوا‏قالوا: علويٌّ وزبانيٌّ‏وزبانيٌّ.
فذا ليس بقياس كما أنَّ علويٌّ ونحو علويٌّ ليس بقياس‏بقياس.
هذا باب الإضافة إلى الحكاية فإذا أضفت إلى الحكاية حذفت وتركت الصدر بمنزلة عبد القيس وخمسة عشر حيث لزمه الحذف كما لزمها وذلك قولك في تأبَّط شرا تأبطيٌّ‏تأبطيٌّ.
ويدلك على ذلك أنَّ من العرب من يفرد فيقول‏فيقول: يا تأبَّط أقبل فيجعل الأوّل مفردا‏مفردا.
فكذلك تفرده في الإضافة‏الإضافة.
كذلك حيثما وإنما ولولا وأشباه ذلك تجعل الإضافة إلى الصدر‏الصدر.
وسمعنا من العرب من يقول‏يقول: كونيٌّ حيث أضافوا إلى كنت وأخرج الواو حيث حرّك النون‏النون.
هذا باب الإضافة إلى الجمع
اعلم أنّك إذا أضفت إلى جميع أبداً فإنَّك توقع الإضافة على واحده الذي كسّر عليه ليفرق بينه إذا كان اسماً لشيء واحد وبينه إذا لم ترد به إلاّ الجميع‏الجميع.
فمن ذلك قول العرب في رجل من القبائل‏القبائل: قبليٌّ وقبليةٌّ للمرأة‏للمرأة.
ومن ذلك أيضاً قولهم في أبناء فارس بنويٌّ وقالوا في الرباب‏الرباب: ربيٌّ وإنَّما الربِّاب جماع وواحدة ربة فنسب إلى الواحد وهو كالطوائف‏كالطوائف.
وقال يونس‏يونس: إنَّما هي ربة ورباب كقولك‏كقولك: جعفرة وجفار وعلبة وعلاب والربةٌّ‏والربةٌّ: الفرقة من الناس‏الناس.
وكذلك لو أضفت إلى المساجد قلت‏قلت: مسجديٌّ ولو أضفت إلى الجمع قلت‏قلت: جمعيٌّ كما تقول‏تقول: ربيٌّ‏ربيٌّ.
وإن أضفت إلى عرفاء قلت‏قلت: عريفيٌّ‏عريفيٌّ.
فكذلك ذا واشباهه‏واشباهه.
وهذا قول الخليل وهو القياس على كلام العرب وزعم الخليل أن نحو ذلك قولهم في المسامعه مسمعي والمهالبة وتقول في الإضافة إلى نفر نفريٌّ ورهط رهطيٌّ لأن نفر بمنزلة حجر لم يكسر له واحد وإن كان فيه معنى الجميع‏الجميع.
ولو قلت‏قلت: رجليٌّ في الإضافة إلى نفر لقلت في الإضافة إلى الجمع‏الجمع: واحديٌّ وليس يقال هذا‏هذا.
وتقول في الإضافة إلى أناس‏أناس: إنسانيٌّ وأناسيٌّ لأنه لم يكسّر له إنسان وهو أجود القولين‏القولين.
وقال أبو زيد‏زيد: النسسبة إلى محاسن محاسنى لأنه لا واحد له‏له.
فصار بمنزلة نفر‏نفر.
وتقول في الإضافة إلى نساء‏نساء: نسويٌّ أنه جماع نسوة وليس نسوة بجمع كسّر له واحد‏واحد.
وإن أضفت إلى عباديد قلت‏قلت: عباديديٌّ لأنه ليس له واحد وواحده يكون على فعلولٍ أو فعليلٍ أو فعلال فإذا لم يكن واحد لم تجاوزه حتَّى تعلم فهذا أقوى من أن أحدث شيئاً لم تكلَّم به العرب‏العرب.
وتقول في الأعراب‏الأعراب: أعرابيٌّ أنه ليس له واحد على هذا المعنى‏المعنى.
ألا ترى أنَّك تقول‏تقول: العرب فلا تكون على هذا المعنى فهذا يقوِّيه‏يقوِّيه.
وإذا جاء شيء من هذه الأبنية التي توقع الإضافة على واحدها اسماً لشيء واحد تركته في الإضافة على حاله ألا تراهم قالوا في أنمارٍ‏أنمارٍ: أنماريٌّ لأنّ أنماراً اسم رجل وقالوا في كلاب‏كلاب: كلابيٌّ‏كلابيٌّ.
ولو سمّيت رجلاً ضربات لقلت‏لقلت: ضربيٌّ لا تغيَّر المتحرِّكة لأنّك لا تريد أن توقع الإضافة على الواحد‏الواحد.
وسألته عن قولهم‏قولهم: مدائنيٌّ فقال‏فقال: صار هذا البناء عندهم اسماً لبلد‏لبلد.
ومن ثم قالت بنو سعدٍ في الأبناء‏الأبناء: أبناويٌّ كأنهم جعلوه اسم الحيّ والحيُّ كالبلد وهو واحد يقع على الجميع كما يقع المؤنث على المذكّر‏المذكّر.
وسترى ذلك إن شاء الله‏الله.
وقالوا في الضِّباب إذا كان اسم رجل‏رجل: ضبابيَّ وفي معافر‏معافر: معافريٌّ‏معافريٌّ.
وهو فيما يزعمون معافر بن مرٍّ أخو تميم بن مرّ‏مرّ.
 
هذا باب ما يصير إذا كان علماً في الإضافة على غير طريقته
وإن كان في الإضافة قبل أن يكون علماً على غير طريقة ما هو بنائه فمن قولهم في الطَّويل الجَّمة‏الجَّمة: جمَّاني وفي الطَّويل اللَّحية‏اللَّحية: اللحيانيِّ وفي الغليظ الرقبة‏الرقبة: الرقبانيِّ‏الرقبانيِّ.
فإن سمّيت برقبة أو جمة أو لحية قلت‏قلت: رقبيٌّ ولحيٌّ وجمَّيٌّ ولحويٌّ وذلك لأنّ المعنى قد تحوّل إنما أردت حيث قلت‏قلت: جمانيٌّ الطويل الجمَّة وحيث قلت‏قلت: اللِّحياني الطَّويل اللِّحية فلمّا ومن ذلك أيضاً قولهم في القديم السنِّ‏السنِّ: دهريٌّ فإذا جعلت الدَّهر اسم رجل قلت‏قلت: دهريٌّ‏دهريٌّ.
وكذلك ثقيف إذا حولته من هذا الموضع قلت ثقيفيٌّ‏ثقيفيٌّ.
وقد بينّا ذلك فيما مضى‏مضى.
باب من الإضافة تحذف فيه ياءي الإضافة
وذلك إذا جعلته صاحب شيء يزاوله أو ذا شيء‏شيء.
أمّا ما يكون صاحب شيء يعالجه فإنه مما يكون فعَّالاً وذلك قولك لصاحب الثياب‏الثياب: ثوَّاب ولصاحب العاج‏العاج: عواج ولصاحب الجمال التي ينقل عليها‏عليها: جمَّال ولصاحب الخمر التي يعمل عليها‏عليها: حمار وللّذي يعالج الصرّف‏الصرّف: صراف‏صراف.
وذا أكثر من أن يحصى‏يحصى.
وربَّما ألحقوا ياءي الإضافة كما قالوا‏قالوا: البتِّيٌّ أضافوه إلى البتوت فأوقعوا الإضافة على واحده وقالوا‏وقالوا: البتات‏البتات.
وأمَّا ما يكون ذا شيء وليس بصنعة يعالجها فإنَّه مما يكون فاعلا وذلك قولك لذي الدرع‏الدرع: ولذي النَّبل‏النَّبل: نابل ولذي النُّشاب‏النُّشاب: ناشب ولذي التَّمر‏التَّمر: تامر ولذي اللّبن‏اللّبن: لابن‏لابن.
قال الحطيئة‏الحطيئة: ففررتني وزعمت أنَّك لابن بالصيف تامر وتقول لمن كان شيء من هذه الأشياء صنعته‏صنعته: لبَّان وتمّار ونبَّال‏ونبَّال.
وليس في كلِّ شيء من هذا قيل هذا‏هذا.
ألا ترى أنَّك لا تقول لصلحب البرّ‏البرّ: برار ولا لصاحب وتقول‏وتقول: مكان آهل أي‏أي: ذو أهلٍ‏أهلٍ.
وقال ذو الرمَّة‏الرمَّة: إلى عطنٍ رحب المباءة آهل وقالوا لصاحب الفرس‏الفرس: فارس‏فارس.
وقال الخليل‏الخليل: إنَّما قالوا‏قالوا: عيشة راضية وطاعم وكاس على ذا أي‏أي: ذات رضاً وذو كسوة وطعامٍ وقالوا‏وقالوا: ناعل لذي النَّعل‏النَّعل.
وقال الشاعر‏الشاعر: كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب أي‏أي: لهمٍّ ذي نصب‏نصب.
وقالوا‏وقالوا: بغَّال لصاحب البغل شبَّهوه بالأوَّل حيث كانت الإضافة لأنَّهم يشبَّهون الشيء بالشيء وإن خالفه‏خالفه.
وقالوا لذي السيف‏السيف: سيّاف وللجميع‏وللجميع: سيّافة‏سيّافة.
وقال امرؤ القيس‏القيس: وليس بذي رمحٍ فيطعنني به وليس بذي سيفٍ وليس بنبّال يريد‏يريد: وليس بذي نبل‏نبل.
فهذا وجه ما جاء من الأسماء ولم يكن له فعل‏فعل.
وهذا قول الخليل‏الخليل.
باب ما يكون مذكَّرا يوصف المؤنَّث
وذلك قولك‏قولك: امرأة حائض وهذه طامث كما قالوا‏قالوا: ناقة ضامر يوصف به المؤنَّث وهو مذكّر‏مذكّر.
فإنَّما الحائض وأشباهه في كلامهم على أنَّه صفة شيء والشيء مذكّر فكأنهم قالوا‏قالوا: هذا شيء حائض ثمَّ وصفوا به المؤنَّث كما وصفوا المذكّر بالمؤنَّث فقالوا‏فقالوا: رجل نكحة‏نكحة.
فزعم الخليل أنَّهم إذا قالوا حائض فإنَّه لم يخرجه على الفعل كما أنه حين قال‏قال: دارع لم يخرجه على فعل وكأنَّه قال‏قال: درعيٌّ‏درعيٌّ.
فإنَّما أراد ذات حيضٍ ولم يجيء على الفعل‏الفعل.
وكذلك قولهم‏قولهم: مرضع إذا أراد ذات رضاعٍ ولم يجرها على أرضعت‏أرضعت.
ولا ترضع‏ترضع.
فإذا أراد ذلك قال‏قال: مرضعة‏مرضعة.
وتقول‏وتقول: هي خائضة غداً لا يكون إلاّ ذلك لأنَّك إنَّما أجريتها على الفعل على هي تحيض غداً‏غداً.
هذا وجه ما لم يجر على فعله فيما زعم الخليل مما ذكرنا في هذا الباب‏الباب.
وزعم الخليل أنَّ فعولا ومفعالا ومفعلا نحو قؤول ومقوال إنَّما يكون في تكثير الشيء وتشديده والمبالغة فيه وإنَّما وقع كلامهم على أنَّه مذكّر‏مذكّر.
وزعم الخليل أنَّهم في هذه الأشياء كأنهم يقولون‏يقولون: قوليٌّ وضربيٌّ‏وضربيٌّ.
ويستدلّ على ذلك بقولهم‏بقولهم: رجل عمل وطعم ولبس فمعنى ذا كمعنى قؤول ومقوال في المبالغة إلاّ أن الهاء تدخله يقول‏يقول: تدخل في فعل في التأنيث‏التأنيث.
وقالوا‏وقالوا: نهر وإنّما يريدون نهاريٌّ فيجعلونه بمنزلة عمل وفيه ذلك المعنى‏المعنى.
لست بليليٍ ولكنَّي نهر لا أدلج الليل ولكن أبتكر فقولهم‏فقولهم: نهر في نهاري يدُّل على أن عملاً كقوله‏كقوله: عمليٌّ أن في عمل من المعنى ما في نهرٍ وقؤول كذلك لأنّه في معنى قوليّ‏قوليّ.
وقالوا‏وقالوا: رجل حرح ورجل سته كأنه قال‏قال: حريٌّ واستيٌّ‏واستيٌّ.
وسألته عن قولهم‏قولهم: موت مائت شغل شاغل وشعر شاعر فقال‏فقال: إنَّما يريدون في المبالغة والإجادة وهو بمنزلة قولهم‏قولهم: همّ ناصب وعيشة راضية في كلّ هذا‏هذا.
فهذا وجه ما كان من الفعل ولم يجر على فعله وهذا قول الخليل‏الخليل: يمتنع من الهاء في التأنيث في فعول وقد جاءت في شيء منه‏منه.
وقال‏وقال: مفعال ومفعيل قلّ ما جاءت الهاء فيه ومفعل قد جاءت الهاء فيه كثيراً نحو مطعنٍ ومدعسٍ ويقال‏ويقال: مصكٌّ ومصكٌّة ونحو ذلك‏ذلك.
هذا باب التثنية
اعلم أنَّ التثنية تكون في الرفع بالألف والنون وفي النصب والجرّ بالياء والنون ويكون الحرف الذي تليه الياء والألف مفتوحاً‏مفتوحاً.
أمَّا ما لم يكن منقوصاً ولا ممدوداً فإنّك لا تزيده في التثنية على أن تفتح آخره كما تفتحه في الصلة إذا نصبت في الواحد وذلك قولك‏قولك: رجلان وتمرتان ودلوان وعدلان وعودان وبنتان وأختان وسيفان وعريانان وعطشانان وفرقدان وصمحمحان وعنكبوتان وكذلك هذه الأشياء ونحوهما‏ونحوهما.
وتقول في النصب والجرِّ‏والجرِّ: رأيت رجلين ومررت بعنكبوتين تجريه كما وصفت لك‏لك.
هذا باب تثنية ما كان من المنقوص على ثلاثة أحرف
اعلم أنَّ المنقوص إذا كان على ثلاثة أحرف فإن الألف بدل وليست بزيادة كزيادة ألف حبلى‏حبلى.
فإذا كان المنقوص من بنات الواو أظهرت الواو في التثنية لأنَّك إذا حركت فلا بد من ياء أو واو فالذي من الأصل أولى‏أولى.
فأمَّا ما كان من بنات الواو فمثل قفاً لأنه من قفوت الرجل تقول‏تقول: قفوان وعصاً عصوان لأنَّ في عصاً ما في قفاً‏قفاً.
تقول‏تقول: عصوت ولا تميل ألفها وليس شيء من بنات الياء لا يجوز فيه إمالة الألف ورجاً رجوان لأنَّه من بنات الواو يدلُّك على ذلك قول العرب‏العرب: رجا فلا يميلون الألف وكذلك الرِّضا تقول‏تقول: رضوان لأنَّ الرِّضا من الواو يدلك على ذلك مرضوٌّ والرضوان‏والرضوان.
وأما مرضيٌّ فبمنزلة مسنيّة‏مسنيّة.
والسَّنا بمنزلة القفا تقول‏تقول: سنوان وكذلك ما ذكرت لك وأشباهه وإذاعلمت أنه من بنات الواو وكانت الإمالة تجوز في الألف أظهرت الواو لأنَّها ألف مكان الواو فإذا ذهبت الألف فالتي الألف بدل منها أولي‏أولي.
يدلّك على ذلك أنَّهم يقولون‏يقولون: غزا فيميلون الألف ثم يقولون‏يقولون: غزوا وقالوا‏وقالوا: الكبا ثم قالوا الكبوان بذلك أبو الخطّاب عن أهل الحجاز‏الحجاز.
وسألت الخليل عن العشا الذي في العينين فقال‏فقال: عشوان لأنَّه من الواو غير أنَّهم قد يلزمون بعض ما يكون من بنات الواو انتصاب الألف ولا يجيزون الإمالة تخفيفاً للواو‏للواو.
وأمّا الفتى فمن بنات الياء قالوا‏قالوا: فتيان وفتية وأمّا الفتوَّة والندوَّة فإنّما جاءت فيهما الواو لضمَّة ما قبلهما مثل لقضو الرجل من قضيت وموقن فجعلوا الياء تابعة‏تابعة.
ولو سمَّيت رجلا بخطا قم ثنَّيت لقلت‏لقلت: خطوان لأنَّها من خظوت‏خظوت.
ولو جعلت على اسما ثم ثنَّيت لقلت‏لقلت: علوان لأنَّها من علوت ولأنَّ ألفها لازمة الانتصاب وهي التي في قولك‏قولك: على زيد درهم وكذلك الجميع بالتاء في جميع ذا لأنَّه يحرّك ألا تراهم قالوا‏قالوا: قنوات وأدوات وقطوات‏وقطوات.
وأما ما كان من بنات الياء فرحى وذلك لأنَّ العرب لا تقول إلاَّ رحىً ورحيان والعمى كذلك‏كذلك: عمىً وعميان وعميٌ‏وعميٌ: وتقول‏وتقول: عميان والهدى هديان لأنَّك تقول‏تقول: هديت ولأنَّك قد تميل الألف في هدى‏هدى.
فهذا سبيل ما كان المنقوص على ثلاثة أحرف وكذلك الجميع بالتاء‏بالتاء.
فأمَّا ربا فربوان لأنَّك تقول‏تقول: ربوت‏ربوت.
فإذا جاء شيء من المنقوص ليس له فعل تثبت فيه الواو ولا له اسم تثبت فيه الواو وألزمت ألفه الانتصاب فهو من بنات الواو لأنَّه ليس شيء من بنات الياء يلزمه الانتصاب لا تجوز فيه الإمالة إنَّما يكون ذلك في بنات الواو وذلك نحو لدى وإلى وما أشبههما‏أشبههما.
وإنَّما تكون التثنية فيهما إذا صارتا اسمين وكذلك الجميع بالتاء‏بالتاء.
فإن جاء شيء من منقوص ليس له فعل تثبت فيه الياء ولا اسم تثبت فيه الياء وجازت الإمالة في ألفه فالياء أولى به في التثنية إلا أن تكون العرب قد ثنته فتبيَّن لك تثنيتهم من أي البابين هو كما استبان لك بقولهم‏بقولهم: قنوان وقطوات أن القناة والقطاة من الواو‏الواو.
وإنَّما صارت الياء أولى حيث كانت الإمالة في بنات الواو وبنات الياء أنَّ الياء أغلب على الواو حتى تصيِّرها وسترى ذلك في أفعل وفي تثنية ما كان على أربعة أحرف‏أحرف.
فلمَّا لم يستبن كان الأقوى أولى حتَّى يستبين لك وهذا قول يونس وغيره لأنَّ الياء أقوى وأكثر‏وأكثر.
وكذلك نحو متى إذا صارت اسماً وبلى وكذلك الجميع بالتاء‏بالتاء.
هذا باب تثنية ما كان منقوصاً وكان عدة حروفه أربعة أحرف
فزائداً إن كانت ألفه بدلاً من الحرف الذي من نفس الكلمة أو كان زائداً غير بدل أمّا ما كانت الألف فيه بدلاً من حرف من نفس الحرف فنحو أعشى ومغزى وملهى ومغتزى ومرمى ومجرى تثنّى ما كان من ذا من بنات الواو كتثنية ما كان من بنات الياء لأنَّ أعشى ونحوه لو كان فعلاً لتحوّل إلى الياء‏الياء.
فلمّا صار لو كان فعلا لم يكن إلاَّ من الياء صار هذا النحو من الأسماء متحولا إلى الياء وصار بمنزلة الذي عدَّة حروفه ثلاثة وهو من بنات الياء‏الياء.
وكذلك مغزى لأنَّه لو كان يكون في الكلام مفعلت لم يكن إلاّ من الياء لأنَّها أربعة أحرف كالأعشى والميم زائدة كالألف وكلَّما فلمّا صار لو كان فعلا إلاَّ من الياء صار هذا النحو من الأسماء متحولا إلى الياء وصار بمنزلة الذي عدَّة حروفه ثلاثة وهو من بنات الياء‏الياء.
وكذلك مغزىً لأنَّه لو كان يكون في الكلام مفعلت لم يكن إلاّ من الياء لأنَّها أربعة أحرف كالأعشى والميم زائدة كالألف وكلمَّا ازداد الحرف كان من الواو أبعد‏أبعد.
وأمّا مغتزى فتكون تثنيته بالياء كما أن فعله متحوّل إلى الياء‏الياء.
وذلك أعشيان ومغزيان ومغتزيان‏ومغتزيان.
وكذلك جمع ذا بالتاء كما كان جمع ما كان على ثلاثة أحرف بالتاء مثل التثنية‏التثنية.
وأمّا ما كانت ألفه زائدة فنحو‏فنحو: حبلى ومعزى ودفلى وذفرى لا تكون تثنيته إلاّ بالياء لأنّك لو جئت بالفعل من هذه الأسماء بالزيادة لم يكن إلاّ من الياء كسلقيته وذلك قولك‏قولك: حبليان ومعزيان ودفليان وذفريان‏وذفريان.
وكذلك جمعها بالتاء‏بالتاء.
باب جمع المنقوص بالواو والنون في الرفع
وبالنون والياء في الجرّ والنصب اعلم أنَّك تحذف الياء وتدع الفتحة التي كانت قبل الألف على حالها وإنما حذفت لأنه لا يلتقي ساكنان ولم يحركا كراهية الياءين مع الكسرة والياء مع الضمّة والواو حيث كانت معتلّة وإنّما كرهوا ذا كما كرهوا في الإضافة إلى حصى حصيٌّ‏حصيٌّ.
وإن جمعت قفاً اسم رجل قلت‏قلت: قفون حذفت كراهية الواوين مع الضمَّة وتوالي الحركات‏الحركات.
وأمّا ما كان على أربعة ففيه ما ذكرنا مع عدّة الحروف وتوالي حركتين لازماً فلما كان معتلاً كرهوا أن يحركوه على ما يستثقلون إذ كان التحريك مستثقلاً وذلك قولك‏قولك: رأيت مصطفين وهؤلاء مصطفون ورأيت حبنطين وهؤلاء خبنطون ورأيت قفين وهؤلاء قفون‏قفون.
هذا باب تثنية الممدود
اعلم أنَّك كلَّ ممدود كان منصرفاً فهو في التثنية والجمع بالواو والنون في الرفع وبالياء والنون في الجر والنصب بمنزلة ما كان آخره غير معتلّ من سوى ذلك‏ذلك.
وذلك نحو قولك‏قولك: علباءان فهذا الأجود الأكثر‏الأكثر.
فإن كان الممدود لا ينصرف وآخره زيادة جاءت علامة للتأنيث فإنك إذا ثنيته أبدلت واواً كما تفعل ذلك في قولك‏قولك: حنفاويٌّ وكذلك إذا جمعته بالتاء‏بالتاء.
واعلم أنَّ ناساً كثيراً من العرب يقولون‏يقولون: علباوان وحرباوان شبّهوها ونحوهما بحمراء حيث كان زنة هذا النحو كزنته وكان الآخر زائداً كما كان آخره حمراء زائداً وحيث مدّت كما وقال ناس‏ناس: كساوان وغطاوان وفي رداء رداوان فجعلوا ما كان آخره بدلاً من شيء من نفس الحرف بمنزلة علباء لأنَّه في المد مثل وفي الإبدال وهو منصرف كما انصرف فلمَّا كان حاله كحال علباء إلاَّ أنَّ آخره بدل من شيء من نفس الحرف تبع علباءٍ كما تبع علباء حمراء وكانت الواو أخف عليهم حيث وجد لها شبه من الهمزة‏الهمزة.
وعلباوان أكثر من قولك كساوان في كلام العرب لشبهها بحمراء‏بحمراء.
وسألت الخليل عن قولهم‏قولهم: عقلته بثنايين وهنايين لم لم يهمزوا فقال‏فقال: تركوا ذلك حيث لم يفرد الواحد ثم يبنوا عليه فهذا بمنزلة السَّماوة لمَّا لم يكن لها جمع كالعظاء والعباء يجيء عليه جاء على الأصل‏الأصل.
والذين قالوا‏قالوا: عباءة جاءوا به على العباء‏العباء.
وإذا قلت‏قلت: عباية فليس على العباء‏العباء.
ومن ثم زعم قالوا مذروان فجاءوا به على الأصل فشبّهوها بذا حيث لم يفرد واحده‏واحده.
وقالوا لك نقاوة ونقاوة‏ونقاوة.
وإنَّما صارت واواً لأنها ليست آخر الكلمة‏الكلمة.
وقالوا لواحده‏لواحده: نقوة لأنَّ أصلها كان من الواو‏الواو.
باب لا تجوز فيه التثنية والجمع بالواو والياء والنون
وذلك نحو‏نحو: عشرين وثلاثين والاثنين‏والاثنين.
لو سمّيت رجلا بمسلمين قلت‏قلت: هذا مسلمون أو سمّيته برجلين قلت‏قلت: هذا رجلان لم تثنَّه أبداً ولم تجمعه كما وصفت لك من قبل أنَّه لا يكون في اسم واحد رفعان ولا نصبان ولا جران ولكنك تقول‏تقول: كلُّهم مسلمون واسمهم مسلمون وكلُّهم رجلان واسمهم رجلان‏رجلان.
ولا يحسن في هذا إلا هذا الذي وصفت لك وأشباهه‏وأشباهه.
وإنَّما امتنعوا أن يثنّوا عشرين حين لم يجيزوا عشرونان واستغنوا عنها بأربعين‏بأربعين.
ولو قلت ذا لقلت مائانان وألفانان وأثنانان وهذا لا يكون وهو خطأ لا تقوله العرب‏العرب.
وإنما أوقعت العرب الاثنين في الكلام على حد قولك‏قولك: اليوم يومان واليوم خمسة عشر من الشهر‏الشهر.
والذين جاءوا بها فقالوا‏فقالوا: أثناء إنَّما جاءوا بها على حدّ الاثن كأنَّهم قالوا‏قالوا: اليوم الاثن‏الاثن.
وقد بلغنا أنَّ بعض العرب يقول‏يقول: اليوم الثُّنى‏الثُّنى.
فهكذا الاثنان كما وصفنا ولكنَّه صار بمنزلة الثَّلاثاء والأربعاء اسماً غالبا فلا تجوز تثنيته‏تثنيته.
وأمّا مقبلات فتجوز فيها التثنية إذا صارت اسم رجل لأنَّه لا يكون فيه رفعان ولا نصبان ولا جرّان فهي بمنزلة ما في آخره هاء في التثنية والجمع بالتاء‏بالتاء.
وذلك قولك في أذرعتان‏أذرعتان: أزرعاتان وفي تمرات اسم رجل‏رجل: تمراتان‏تمراتان.
فإذا جمعت بالتاء قلت‏قلت: تمرات تحذف تحذف وتجيء أخرى كما تفعل ذلك بالهاء إذا قلت‏قلت: تمرة وتمرات‏وتمرات.
باب جمع الاسم الذي في آخره هاء التأنيث
زعم يونس أنَّك إذا سمّيت رجلا طلحة أو امرأة أو سلمة أو جبلة ثم أردت أن تجمع جمعته بالتاء كما كنت جامعه قبل أن يكون اسماً لرجل أو امرأة على الأصل‏الأصل.
ألا تراهم وصفوا المذكّر وبالمؤنث قالوا‏قالوا: رجل ربعة وجمعوها بالتاء‏بالتاء: فقالوا ربعات ولم يقولوا‏يقولوا: ربعون‏ربعون.
وقالوا‏وقالوا: طلحة الطلحات ولم يقولوا‏يقولوا: طلحة الطَّلحين‏الطَّلحين.
فهذا يجمع على الأصل لا يتغيّر عن ذلك كما أنَّه إذا صار وصفا للمذكّر لم تذهب الهاء‏الهاء.
فإما حبلى فلو سمّيت بها رجلا أو حمراء أو خنفساء لم تجمعه بالتاء وذلك لأن تاء التأنيث تدخل على هذه الألفات فلا تحذفها‏تحذفها.
وذلك قولك حبليات وحباريات وخنفساوات‏وخنفساوات.
فلمَّا صارت تدخل فلا تحذف شيئاً أشبهت هذه عندهم أرضات ودريهمات‏ودريهمات.
فأنت لو سمّيت رجلاً بأرض لقلت‏لقلت: أرضون ولم تقل‏تقل: أرضات لأنه ليس ههنا حرف تأنيث يحذف فغلب على حبلى التذكير حيث صارت الألف لا تحذف وصارت بمنزلة ألف حبنطي التي لا تجيء للتأنيث‏للتأنيث.
ألا تراهم قالوا‏قالوا: زكريّاوون فيمن مدّ وقالوا زكريَّون فيمن قصر‏قصر.
واعلم أنَّك لا تقول في حبلى وعيسى وموسى إلاَّ حبلون وعيسون وموسون وعيسون وموسون خطأ‏خطأ.
ولو كنت لا تحذف ذا لئلا يلتقي ساكنان وكنت إنَّما تحذفها وأنت كأنك تجمع حبل وموس لحذفتها في التاء فقلت‏فقلت: حبارات وحبلات وشكاعات وهو نبت‏نبت.
وإذا جمعت ورقاء اسم رجل بالواو والنون وبالياء والنون جئت بالواو ولم تهمز كما فعلت ذلك في التثنية والجمع بالتاء فقلت‏فقلت: ورقاوون‏ورقاوون.
وسمعت من العرب من يقول‏يقول: ما أكثر الهبيرات يريد جمع الهبيرة واطَّرحوا هبيرين كراهية أن يصير بمنزلة ما لا علامة فيه‏فيه.
باب جمع أسماء الرجال والنساء
اعلم أنَّك إذا جمعت اسم رجل فأنت بالخيار‏بالخيار: إن شئت ألحقته الواو والنون في الرفع والياء والنون في الجرّ والنصب وإن شئت كسّرته للجمع على حدّ ما تكسَّر عليه الأسماء للجمع‏للجمع.
وإذا جمعت اسم امرأة فأنت بالخيار إن شئت جمعته بالتاء وإن شئت كسَّرته على حدّ ما تكسَّر عليه الأسماء للجمع‏للجمع.
فإن كان آخر الاسم هاء التأنيث لرجل أو امرأة لم تدخله الواو والنون ولا تلحقه في الجمع إلاّ فمن ذلك إذا سمّيت رجلا بزيد أو عمرو أو بكر كننت بالخيار إن شئت قلت‏قلت: زيدون وإن شئت قلت‏قلت: أزياد كما قلت‏قلت: أبيات وإن شئت قلت الزُّيود وإن شئت قلت‏قلت: العمرون وإن شئت قلت‏قلت: العمور والأعمر وإن شئت قلتها ما بين الثلاثة إلى العشرة‏العشرة.
وكذلك بكر‏بكر.
قال الشاعر وهو رؤبة فيما لحقته الواو والنون في الرفع والياء والنون في الجرّ والنصب‏والنصب:
أنا ابن سعد أكرم السَّعدينا والجمع هكذا في الأسماء كثير وهو قول يونس والخليل‏والخليل.
وإن سمّيته ببشرٍ أو بردٍ أو حجر فكذلك إن شئت ألحقت فيه ما الحقت في بكر وعمروٍ وإن شئت كسّرت فقلت‏فقلت: أبراد وأبشار وأحجار‏وأحجار.
وقال الشاعر فيما كسّر واحده وهو زيد الخيل‏الخيل:
ألا أبلغ الأقياس قيس بن نوفلٍ ** وقيس بن أهبان وقيس بن جابر
وقال الشاعر‏الشاعر:
رأيت سعوداً من شعوب كثيرة ** فلم أر سعداً مثل سعد بن مالك
وقال الشاعر وهو الفرزدق‏الفرزدق:
وشيَّد لي زرارة باذخاتٍ ** وعمرو الخير إذ ذكر العمور
وقال الشاعر‏الشاعر:
رايت الصَّدع من كعبٍ وكانوا ** من الشنآن قد صاروا كعابا
وإذا سمَّيت امرأة بدعدٍ فجمعت بالتاء قلت‏قلت: دعدات فثقلت كما ثقَّلت أرضات لأنَّك إذا جمعت الفعل بالتاء فهو بمنزلة جمعك الفعلة من الأسماء‏الأسماء.
وقولهم‏وقولهم: أرضات دليل على ذلك‏ذلك.
وإذا جمعت جمل على من قال‏قال: ظلمات قلت‏قلت: جملات وإن شئت كسَّرتها كما كسَّرت عمراً فقلت‏فقلت: أدعد‏أدعد.
وإن سمَّيت بهندٍ أو جملٍ فجمعت بالتاء فقلت‏فقلت: جملات ثقَّلت في قول من ثقَّل ظلمات وهندات فيمن ثقل في الكسرة فقال‏فقال: كسرات - ومن العرب من يقول كسرات - وإن شئت كسّرت كما كسّؤت بردا وبشرا فقلت‏فقلت: أهناد وأجمال‏وأجمال.
وإن سمّيت امرأة بقدمٍ فجمعت بالتاء قلت‏قلت: قدمات كما تقول هندات وجملات تسكِّن وتحرِّك هذين خاصَّة وإن شئت كسَّرت كما كسَّرت حجراً‏حجراً.
قال الشاعر فيما كسّر للجمع وهو جرير‏جرير:
أخالد قد علقتك بعد هندٍ ** فشيّبني الخوالد والهنود
وقالوا‏وقالوا: الهنود كما قالوا‏قالوا: الجذوع وإن شئت قلت‏قلت: الأهناد كما تقول‏تقول: الأجذاع‏الأجذاع.
وإن سمّيت رجلا بأحمر فإن شئت قلت‏قلت: أحمرون وإن شئت كسَّرته فقلت‏فقلت: الأحامر ولا تقول‏تقول: الحمر لأنَّه الآن اسم وليس بصفة كما تجمع الأرانب والأرامل كما قلت‏قلت: أداهم حين تكلَّمت بالأدهم كما يكلم بالأسماء وكما قلت‏قلت: الأباطح‏الأباطح.
وإن سمّيت امرأة بأحمر فإن شئت قلت‏قلت: أحمرات وإن شئت كسرته كما تكسِّر الأسماء فقلت‏فقلت: الأحامر‏الأحامر.
وكذلك كسَّرت العرب هذه الصفات حين صارت أسماء قالوا‏قالوا: الأجارب والأشاعر‏والأشاعر.
والأجارب بنو أجرب وهو جمع أجرب‏أجرب.
وإن سمّيت رجلا بورقاء فلم تجمعه بالواو والنون وكسَّرته فعلت به ما فعلت بالصَّلفاء إذا جمعت وذلك قولك‏قولك: صلاف وخبراء وخبارٍ وصحراء وصحار فورقاء تحوَّل اسماً كهذه الأشياء فإن كسَّرتها كسّرتها هكذا‏هكذا.
وكذلك إن سمّيت بها امرأة فلم تجمع بالتاء‏بالتاء.
وإن سمّيت رجلا بمسلمٍ فأردت أن تكسِّر ولا تجمع بالواو والنون قلت‏قلت: مسالم لأنه اسم مثل مطرف‏مطرف.
وإن سميته بخالدٍ فأردت أن تكسَّر للجميع قلت‏قلت: خوالد لأنَّه صار اسماً بمنزلة القادم والآخر وإنّما تقول‏تقول: القوادم والأواخر‏والأواخر.
والأناسي وغيرهم في ذا سواء‏سواء.
ألا تراهم قالوا‏قالوا: غلام ثم قالوا‏قالوا: غلمان كما قالوا‏قالوا: غربان وقالوا‏وقالوا: صبيان كما قالوا‏قالوا: قضبان وقد قالوا‏قالوا: فوارس في الصِّفة فهذا أجدر أن يكون‏يكون.
والدَّليل على ذلك أنّك لو أردت أن تجمع قوماً على خالد وحاتم كما ولو سمَّيت رجلاً بقصعة فلم تجمع بالتاء قلت‏قلت: القصاع وقلت‏وقلت: قصعات إذا جمعت بالتاء‏بالتاء.
ولو سمّيت رجلاً أو امرأة بعبلةٍ ثم جمعت بالتاء لثقّلت كما ثقلت تمرة لأنها صارت اسما‏اسما.
وقد قالوا‏قالوا: العبلات فثقّلوا حيث صارت اسماً وهم حيٌّ من قريش‏قريش.
ولو سمّيت رجلاً أو امرأة بسنةٍ لكنت بالخيار إن شئت قلت‏قلت: سنوات وإن شئت قلت‏قلت: سنون لا تعدو جمعهم إياها قبل ذلك لأنَّها ثمَّ اسم غير وصف كما هي ههنا اسم غير وصف‏وصف.
فهذا اسم قد كفيت جمعه‏جمعه.
ولو سمّيته ثبةً لم تجاوز أيضا جمعهم إيّاها قبل ذلك ثبات وثبون‏وثبون.
ولو سمّيته بشيةٍ أو ظبةٍ لم تجاوز شيات وظبات لأنَّ هذا اسم لم تجمعه العرب إلاَّ هكذا‏هكذا.
فلا تجاوزنَّ ذا في الموضع الآخر لأنَّه ثم اسم كما أنَّه ههنا اسم‏اسم.
فكذلك فقس هذه الأشياء‏الأشياء.
وسألته عن رجل يسمَّى بابنٍ فقال‏فقال: إن جمعت بالواو والنون قلت‏قلت: بنون كما قلت قبل ذلك وإن شئت كسّرت فقلت‏فقلت: أبناء‏أبناء.
وسألته عن امرأة تسمَّى بأمٍ فجمعها بالتاء وقال‏وقال: أمَّهات وأمَّات في لغة من قال‏قال: أمَّات لا يجاوز ذلك كما أنَّك لو سمّيت رجلاً بأبٍ ثم ثنّيته لقلت‏لقلت: أبوان لا تجاوز ذلك‏ذلك.
وإذا سمّيت رجلاً باسم فعلت به ما فعلت بابنٍ إلاَّ أنَّك لا تحذف الألف لأنَّ القياس كان في ابنٍ أن لا تحذف منه الألف كما لم تحذفه في التثنية ولكنَّهم حذفوا لكثرة استعمالهم إيّاه فحرّكوا الباء وحذفوا الألف كمنين وهنين‏وهنين: ولو سمّيت رجلاً بامرئ لقلت‏لقلت: امرءون‏امرءون.
وإن شئت كسّرته كما كسّرت ابناً واسماً وأشباهه‏وأشباهه.
ولو سمّيته بشاةٍ لم تجمع بالتاء ولم تقل إلاَّ‏إلاَّ: شياه لأنَّ هذا الاسم قد جمعته العرب فلم تجمعه بالتاء‏بالتاء.
ولو سمّيت رجلاً بضرب لقلت‏لقلت: ضربون وضروب لأنّه قد صار اسماً بمنزلة عمرو وهم قد يجمعون المصادر فيقولون‏فيقولون: أمراض وأشغال وعقول فإذا صار اسماً فهو أجدر أن يجمع بتكسير‏بتكسير.
وإن سمّيته بربة في لغة من خفَّف فقال‏فقال: ربة رجلٍ فخفّف ثم جمعت قلت‏قلت: ربات وربون في لغة من قال‏قال: سنون‏سنون.
ولا يجوز ظبون في ظبةٍ لأنَّه اسم جمع ولم يجمعوه بالواو والنون‏والنون.
ولو كانوا كسَّروا ربة وامرأً أو جمعوه بواو ونون فلم يجاوزا به ذلك لم تجاوزه ولكنَّهم لمَّا لم يفعلوا ذلك شبَّهاه بالأسماء‏بالأسماء.
وأمّا عدة فلا تجمعه إلاَّ عدات‏عدات.
لأنَّه ليس شيء مثل عدةٍ كسّر للجمع ولكنك إن شئت قلت‏قلت: عدون إذا صارت اسما كما قلت‏قلت: لدون‏لدون.
ولو سمّيت رجلا شفةً أو أمةً ثم قلت‏قلت: آم في الثلاثة إلى العشرة وأمَّا في الكثير فإماء ولقلت في شفةٍ‏شفةٍ: شفاه‏شفاه.
ولو سمّيت امرأة بشفةٍ أو أمةٍ ثم كسّرت لقلت‏لقلت: آم وشفاه وإماء ولا تقل‏تقل: شفات ولا أمات لأنَّهن أسماء قد جمعن ولم يفعل بهنّ هذا‏هذا.
ولا تقل إلاَّ آمٍ في أدنى العدد لأنه ليس بقياس‏بقياس.
فلا تجاوز به هذا لأنَّها أسماء كسّرتها العرب وهي في تسمّيتك بها الرّجال والنساء أسماء بمنزلتها هنا‏هنا.
وقال بعض العرب‏العرب: أمة وإموان كما قالوا‏قالوا: أخ وإخوان قال الشاعر وهو القتّال الكلابّي‏الكلابّي: أمَّا الإماء فلا يدعونني ولداً ** إذا ترامي بنو الإموان بالعار
ولو سمّيت رجلاً ببرةٍ ثم كسّرت لقلت‏لقلت: برّى مثل ظلمٍ كما فعلوا به ذلك قبل التسمية لأنَّه قياس‏قياس.
وإذا جاء شيء مثل برة لم تجمعه العرب ثم قست وألحقت التاء والواو والنون لأن الأكثر مما فيه هاء التأنيث من الأسماء التي على حرفين جمع بالتاء والواو والنون ولم يكسر على الأصل‏الأصل.
وإذا سمّيت رجلاً أو امرأة بشيء كان وصفا ثم أردت أن تكسِّره كسّرته على حدّ تكسيرك إيّاه لو كان على القياس‏القياس.
فإن كان اسماً قد كسّرته العرب لم تجاوز ذلك‏ذلك.
وذلك أن لو سمّيت رجلاً بسعيدٍ أو شريفٍ وجمعته كما تجمع الفعيل من الأسماء التي لم تكن صفة قط فقلت‏فقلت: فعلان وفعل إن أردت أن تكسّره كما كسّرت عمراً حين قلت‏قلت: العمور‏العمور.
ومن قال‏قال: أعمر قال في هذه أفعلة‏أفعلة.
فإذا جاوزت ذلك كسّرته على المثال الذي كسّر عليه الفعيل في الأكثر وذلك نحو‏نحو: رغيفٍ وجريبٍ تقول‏تقول: أرغفة وأجربة وجربان ورغفان‏ورغفان.
وقد يقولون‏يقولون: الرغف كما قالوا‏قالوا: قضب الرَّيحان‏الرَّيحان.
قال لقيط بن زرارة‏زرارة: إنّ الشِّواء والنَّشيل والرُّغف وقالوا‏وقالوا: السُّبل وأميل وأمل‏وأمل.
وأكثر ما يكسَّر هذا عليه‏عليه: الفعلان والفعلان والفعل‏والفعل.
وربما قالوا‏قالوا: الأفعلاء في السماء نحو‏نحو: الأنصباء والأخمساء‏والأخمساء.
وذلك نحو الأوّل الكثير‏الكثير.
فلو سمّيت رجلاً بنصيب لقلت‏لقلت: أنصباء إذا كسّرته‏كسّرته.
ولو سمّيته بنسيب ثم كسّرته لقلت‏لقلت: أنسباء لأنَّه جمع كما جمع النَّصيب وذلك لأنَّهم يتكلّمون به كما يتكلمون بالأسماء‏بالأسماء.
وأمَّا والد وصاحب فإنَّهما لا يجمعان ونحوهما كما يجمع قادم الناقة لأنَّ هذا وإن تكلم به كما يتكلم بالأسماء فإنّ أصله الصفة وله مؤنَّث يجمع بفواعل فأرادوا أن يفرقوا بين المؤنَّث والمذكّر وصار بمنزلة المذكّر الذي يستعمل وصفا نحو‏نحو: ضاربٍ وقاتلٍ‏وقاتلٍ.
وإذا جاء صفة قد كسّرت كتكسيرهم إيَّاها لو كانت اسما ثم سمّيت بها رجلا كسّرته على ذلك التكسير لأنَّه كسِّر تكسير الأسماء فلا تجاوزنَّه‏تجاوزنَّه.
ولو سمّيت رجلاً بفعال نحو جلالٍ لقلت‏لقلت: أجلَّة على حدّ قولك أجربة فإذا جاوزت ذلك قلت‏قلت: جلاَّن لأنَّ فعالا في الأسماء إذا جاوز الأفعلة إنَّما يجيء عاَّمته على فعلانٍ فعليه تقيس على الأكثر‏الأكثر.
وإذا كسَّرت الصفة على شيء قد كسِّر عليه نظيرها من الأسماء كسَّرتها إذا صارت اسماً على ذلك وذلك شجاع وشجعان مثل زقاقٍ وزقَّان وفعلوا ما ذكرت لك بالصفة إذا صارت اسماً كما قلت في الأحمر‏الأحمر: الأحامر والأشقر‏والأشقر: الأشاقر فإذا قالوا‏قالوا: شقر أو شقران فإنَّما يحمل على الوصف كما أنَّ الذين قالوا‏قالوا: حارث قالوا‏قالوا: حوارث إذا أرادوا أن يجعلوا ذلك اسماً‏اسماً.
ومن أراد أن يجعل الحارث صفةً كما جعلوه الذي يحرث جمعوه كما جمعوه صفة إلاّ أنَّه غالب كزيدٍ‏كزيدٍ.
ولو سمَّيت رجلا بفعيلةٍ ثم كسَّرته قلت‏قلت: فعائل‏فعائل.
ولو سمَّيته باسم قد كسَّروه فجعلوه فعلا في الجمع مما كان فعيلةً نحو‏نحو: الصَّحف والسَّفن أجريته على ذلك في تسميتك به الرجل والمرأة وإن سمّيته بفعيلة صفةً نحو‏نحو: القبيحة والظريفة لم يجز فيه إلاَّ فعائل لأنَّ الأكثر فعائل فإنَّما تجعله ولو سمّيت رجلا بعجوز لجاز فيه العجز لأنَّ الفعول من الأسماء قد جمع على هذا نحو عمودٍ وعمدٍ وزبور وزيرٍ‏وزيرٍ.
وسألت الخليل عن أبٍ فقال‏فقال: إن ألحقت به النون والزيادة التي قبلها قلت‏قلت: أبون وكذلك أخ تقول‏تقول: أخون لا تغيِّر البناء إلا أن تحدث العرب شيئاً كما تقول‏تقول: دمون‏دمون.
ولا تغيِّر بناء الأب عن حال الحرفين لأنَّه عليه بني إلاَّ أن تحدث العرب شيئاً كما بنوه على غير بناء الحرفين‏الحرفين.
وقال الشاعر‏الشاعر:
فلما تبيَّن أصواتنا ** بكين وفدَّيننا بالأبينا
أنشدناه من نثق به وزعم أن جاهلي‏جاهلي.
وإن شئت كسَّرت فقلت‏فقلت: آباء وآخاء‏وآخاء.
وأمّا عثمان ونحوه فلا يجوز فيه أن يكسِّره لأنك توجب في تحقيره عثيمين فلا تقول عثامين فيما يجب له عثيمان ولكن عثمانون‏عثمانون.
كما يجب عثيمان لأنَّ أصل هذا أن يكون الغالب عليه باب غضبان إلاّ أن تكسِّر العرب شيئاً منه عل مثال فعاعيل فيجيء التحقير عليه‏عليه.
ولو سمّيت رجلا بمصران ثمَّ حقَّرته قلت‏قلت: مصيران ولا تلتفت إلى مصارين لأنك تحقِّر المصران كما تحقِّر القضبان فإذا صار اسماً جرى مجري عثمان لأنه قبل أن يكون اسماً لم باب يجمع فيه الاسم إن كان لمذكَّر أو مؤنث بالتاء كما يجمع ما كان آخره هاء التأنيث وتلك الأسماء التي آخرها تاء التأنيث فمن ذلك بنت إذا كان اسماً لرجل تقول‏تقول: بنات من قبل أنَّها تاء التأنيث لا تثبت مع تاء الجمع كما لا تثبت الهاء فمن ثمّ صيرت مثلها‏مثلها.
وكذلك هنت وأخت لا تجاوز هذا فيها‏فيها.
وإن سمَّيت رجلاً بذيت ألحقت تاء التأنيث فتقول‏فتقول: ذيات وكذلك هنت اسم رجل تقول‏تقول: هنات‏هنات.
باب ما لا يكسِّر مما كسّر للجمع وما لا يكسَّر من أبنية الجمع
إذا جعلته اسماً لرجل أو امرأة أما ما لا يكسَّر فنحو‏فنحو: مساجد ومفاتيح لا تقول إلاَّ مساجدون ومفاتيحون فإن عنيت نساء قلت‏قلت: مساجدات ومفاتيحات وذلك لأنَّ هذا المثال لا يشبه الواحد ولم يشبَّه به فيكسَّر على ما كسّر عليه الواحد الذي على ثلاثة أحرف‏أحرف.
وهو لا يكسَّر على شيء لأنّه الغاية التي ينتهي إليها ألا تراهم قالوا‏قالوا: سراويلات حين جاء على مثال ما لا يكسَّر‏يكسَّر.
وأمَّا ما يجوز تكسيره فرجل سمَّيته بأعدالٍ أو أنمارٍ وذلك قولك‏قولك: أعاديل وأنامير لأنَّ هذا المثال قد يكسَّر وهو جميع فإذا صار واحداً فهو أجدر أن يكسَّر‏يكسَّر.
قالوا‏قالوا: أقاويل في أقوال وأبابيت في أبياتٍ وأناعيم في أنعامٍ‏أنعامٍ.
وكذلك أجربة تقول فيها‏فيها: أجارب لأنَّهم قد كسَّروا هذا المثال وهو جميع وقالوا‏وقالوا: في الأسقية‏الأسقية: أساقٍ‏أساقٍ.
وكذلك لو سمّيت رجلاً بأعبدٍ جاز فيه الأعابد لأنَّ هذا المثال يحقَّر كما يحقَّر الواحد ويكسَّر وهو جميع فإذا صار واحداً فهو أحسن أن يكسَّر قالوا‏قالوا: أيدٍ وأيادٍ وأوطب وأواطب‏وأواطب.
وكذلك كلّ شيء بعدد هذا مما كسّر للجمع فإن كان عدة حروفه ثلاثة أحرف فهو يكسّر على قياسه لو كان اسماً واحداً لأنه يتحوَّل فيصير كخزرٍ وعنبٍ ومعيٍ ويصير تحقيره كتحقيره لو كان اسماً واحداً‏واحداً.
ولو سمّيت رجلا بفعول جاز أن تكسّره فتقول‏فتقول: فعائل لأنّ فعولا قد يكون الواحد على مثاله كالأتي والسُّدوس‏والسُّدوس.
ولو لم يكن واحداً لم يكن بأبعد من فعولٍ من أفعال من إفعالٍ‏إفعالٍ.
وبكون مصدراً والمصدر واحد كالقعود والرُّكوب‏والرُّكوب.
ولو كسّرته اسم رجل لكان تكسيره كتكسير الواحد الذي في بنائه نحو فعول إذا قلت‏قلت: فعائل‏فعائل.
ففعول بمنزلة فعالٍ إذا كان جميعاً‏جميعاً.
والفعال نحو‏نحو: جمالٍ إن سمّيت بها رجلا لأنَّها على مثالٍ جرابٍ‏جرابٍ.
ولو سمّيت رجلا بتمرة لكانت كقصعة لأنَّها قد تحولت عن ذلك المعنى لست تريد فعلةً من فعلٍ فيجوز فيها تمار كما جاز قصاع‏قصاع.
باب جمع الأسماء المضافة
إذا جمعت عبد الله ونحوه من الأسماء وكسَّرت قلت‏قلت: عباد الله وعبيد الله كتكسيرك إيَّاه لو كان مفردا‏مفردا.
وإن شئت قلت‏قلت: عبدو الله كما قلت‏قلت: عبدون لو كان مفردا وصار هذا فيه حيث صار علما كما كان في حجر حجرون حيث صار علما‏علما.
وإذا جمعت أبا زيدٍ قلت‏قلت: آباء زيدٍ ولا تقول‏تقول: أبو زيدين لأنَّ هذا بمنزلة ابن كراع إنّما يكون معرفة بما بعده‏بعده.
والوجه أن تقول‏تقول: آباء زيدٍ وهو قول يونس‏يونس.
وهو أحسن من آباء الزَّيدين وإنَّما أردت أن تقول‏تقول: كلّ واحدٍ منهم يضاف إلى هذا الاسم‏الاسم.
وهذا مثل قولهم‏قولهم: بنات لبونٍ إنَّما أردت كلَّ واحدة تضاف إلى هذه الصفة وهذا الاسم‏الاسم.
ومثل ذلك ابنا عمٍ وبنو عمٍ وابنا خالة كأنَّه قال‏قال: هما ابنا هذا الاسم تضيف كلَّ واحد منهما إلى هذه القرابة فكأنه قال‏قال: هما مضافان إلى هذا القول‏القول.
وآباء زيدٍ نحو هذا وبنات لبون‏لبون.
وتقول‏وتقول: أبو زيد تريد أبون على إرادتك الجمع الصحيح‏الصحيح.
باب من الجمع بالواو والنون
وتكسير الاسم سألت الخليل عن قولهم‏قولهم.
الأشعرون فقال‏فقال: إنما ألحقوا الواو والنون كما كسّروا فقالوا‏فقالوا: الأشاعر والأشاعث والمسامعة فكلما كسّروا مسمعاً والأشعث حين أرادوا بني مسمع وبني الأشعث ألحقوا الواو والنون‏والنون.
وكذلك الأعجمون‏الأعجمون.
وقد قال بعضهم‏بعضهم: النُّميرون‏النُّميرون.
وليس كل هذا النحو تلحقه الواو والنون كما ليس كلُّ هذا النحو يكسَّر ولكن تقول فيما قالوا‏قالوا: وكذلك وجه هذا الباب‏الباب.
وسألوا الخليل عن مقتويٍ ومقتوين فقال‏فقال: هذا بمنزلة الأشعري والأشعرين‏والأشعرين.
فإن قلت‏قلت: لم لم يقولوا مقتون فإن شئت قلت‏قلت: جاءوا به على الأصل كما قالوا‏قالوا: مقاتوهُ‏مقاتوهُ.
حدثنا بذلك أبو الخطّاب عن العرب‏العرب.
وليس كلُّ العرب يعرف هذه الكلمة‏الكلمة.
وإن شئت قلت‏قلت: هو بمنزلة مذروين حيث لم يكن له واحد يفرد‏يفرد.
وأمَّا النَّصارى فإنه جماع نصرىٍ ونصران كما قالوا‏قالوا: ندمان وندامى وفي مهري مهارى وإنَّما شبَّهوا هذا ببخاتي ولكنَّهم حذفوا إحدى الياءين كما حذفوا من أُثفية وأبدولا مكانها ألفاً كما قالوا صحارى‏صحارى.
هذا قول الخليل‏الخليل.
وأمَّا الذي نوجِّهه عليه فأنَّه جاء على نصرانة لأنَّه قد تكلم به في الكلام فكأنَّك جمعت نصران كما جمعت الأشعث ومسمعا وقلت نصارى كما قلت ندامى فهذا أقيس والأول مذهب‏مذهب.
يعني طرح إحدى الياءين حيث جمعت وإن كانت للنسب كمال تطرح للتحقير من ثماني فتقول‏فتقول: ثمين وأدع ياء الإضافة كما قلت في بختيةٍ بالتثقيل في الواحد والحذف في الجمع إذ جاءت مهارى وأنت تنسبها إلى مهرة‏مهرة.
وأن يكون جمع نصران أقيس إذ لم نسمعهم قالوا‏قالوا: نصرىٌّ‏نصرىٌّ.
قال أبو الأخزر الحمّانّي‏الحمّانّي: فكلتاهما خرَّت وأسجد رأسها كما سجدت نصرانةٌ لم تحنَّف $$ باب تثنية الأسماء المبهمة
التي أواخرها معتلّة وتلك الأسماء‏الأسماء: ذا وتا والذي والتي فإذا ثنيّت ذا قلت‏قلت: ذان وإن ثنيت تا قلت‏قلت: تان وإن ثنيّت الذي قلت‏قلت: اللَّذان وإن جمعت فألحقت الواو والنون قلت‏قلت: اللَّذون‏اللَّذون.
وإنما حذفت الياء والألف لتفرق بينها وبين ما سواها من الأسماء المتمكّنة غير المبهمة كما فرقوا بينها وبين ما سواها في التحقير‏التحقير.
واعلم أنَّ هذه الأسماء لا تضاف إلى الأسماء كما تقول‏تقول: هذا زيدك لأنها لا تكون نكرة فصارت لاتضاف كما لا يضاف ما فيه الألف واللام‏واللام.
باب ما يتغيّر في الإضافة إلى الاسم
إذا جعلته اسم رجل أو امرأة ومالا يتغيّر إذا كان اسم رجل أو امرأة‏امرأة.
أمَّا مالا يتغير فأبٌ وأخٌ ونحوهما تقول‏تقول: هذا أبوك وأخوك كإضافتهما قبل أن يكونا اسمين لأن العرب لمَّا ردّته في الإضافة إلى الأصل والقياس تركته على حاله في التسمية كما تركته في التثنية على حاله‏حاله.
وذلك قولك‏قولك: أبوان في رجل اسمه أبٌ فأمَّا فمٌ اسم رجل فإنَّك إذا أضفته قلت‏قلت: فمك وكذلك إضافة فمٍ‏فمٍ.
والذين قالوا‏قالوا: فوك لم يحذفوا الميم ليردوا الواو ففوك لم يغيَّر له فمٌ في الإضافة‏الإضافة.
وإنَّما فوك بمنزلة قولك‏قولك: ذو مالٍ‏مالٍ.
فإذا أفردته وجعلته اسماً لرجل ثم أضفته إلى اسم لم تقل‏تقل: ذُوك لأنه لم يكن له اسم مفرد ولكن تقول‏تقول: ذواك‏ذواك.
وأما مايتغيّر‏مايتغيّر: فلدى وإلى وعلى إذا صرن أسماء لرجال أو لنساء قلت‏قلت: هذا لداك وعلاك وهذا إلاك‏إلاك.
وإنما قالوا‏قالوا: لديك وعليك وإليك في غير التسمية ليفرقوا بينها وبين الأسماء المتمكنة كما فرقوا بين عنّى ومنّى وأخواتها وبين هنى فلمَّا سميت بها جعلتها بمنزلة الأسماء كما أنَّك لو سميت بعن أو من قلت‏قلت: عني كما تقول هني‏هني.
وحدثنا الخليل أن ناساً من العرب يقولون‏يقولون: علاك ولداك وإلاك‏وإلاك.
وسألت الخليل عمن قال‏قال: رأيت كلا أخويك ومررت بكلا أخويك ثم قال‏قال: مررت بكليهما فقال‏فقال: جعلوه بمنزلة عليك ولديك في الجر والنصب لأنَّهما ظرفان يستعملان في الكلام مجرورين ومنصوبين فجعل كلا بمنزلتهما حين صار في موضع الجر والنصب‏والنصب.
وإنَّما شبَّهوا كلا في الإضافة بعلى لكثرتهما في كلامهم ولأنَّهما لايخلوان من الإضافة‏الإضافة.
وقد يشبَّه الشيء بالشيء وإن كان ليس مثله في جميع الأشياء‏الأشياء.
وقد بيّن ذلك فيما مضى وستراه فيما بقى إن شاء الله كما شبّه أمس بغاق وليس مثله وكما قالوا‏قالوا: من القوم فشبَّهوها بأين‏بأين.
ولا تفرد كلا إنَّما تكون للمثنى أبداً‏أبداً.
باب إضافة المنقوص إلى الياء التي هي علامة المجرور المضمر
اعلم أنَّ الياء لا تغيَّر ألف وتحرِّكها بالفتحة لئلاَّ يلتقي ساكنان وذلك قولك‏قولك: بشراى وهداى وأعشاى‏وأعشاى.
وناس من العرب يقولون‏يقولون: بشرىَّ وهدىَّ لأنَّ الألف خفية والياء خفية فكأنهم تكلموا بواحدة فأرادوا التبيان كما أنَّ بعض العرب يقول‏يقول: أفعى لخفاء الألف في الوقف فإذا وصل لم يفعل‏يفعل.
باب إضافة كلّ اسم آخره ياء تلي حرفاً مكسوراً إلى هذه الياء
اعلم أن الياء التي هي علامة المجرور إذا جاءت بعد ياء لم تكسرها وصارت ياءين مدغمة إحداهما في الأخرى‏الأخرى.
وذلك قولك‏قولك: هذا قاضيَّ وهؤلاء جواريَّ وسكنت في هذا لأن الضمير تصير فيه مع هذه الياء كما تصير فيه الياء في الجر لأن هذه الياء تكسر ما تلي‏تلي.
وإن كانت بعد واو ساكنة قبلها حرف مضموم تليه قلبتها ياء وصارت مدغمةً فيها‏فيها.
وذلك قولك‏قولك: هؤلاء مسلمىَّ وصالحىَّ وكذلك اشباه هذا‏هذا.
وإن وليت هذه الياء ياء ساكنة قبلها حرف مفتوح لم تغيّرها وصارت مدغمةً فيها وذلك قولك‏قولك: رأيت غلامىَّ‏غلامىَّ.
فإن جاءت تلي ألف الاثنين في الرفع فهي بمنزلتها بعد ألف المنقوص إلا أنَّه ليس فيها لغة من قال‏قال: بُشرىَّ فيصير المرفوع بمنزلة المجرور والمنصوب ويصير كالواحد نحو عصىَّ فكرهوا الالتباس حيث وجدوا عنه مندوحةً‏مندوحةً.
واعلم أنَّ كلَّ اسمٍ آخره ياء تلي حرفاً مكسوراً فلحقته الواو والنون في الرفع والياء والنون في الجر والنصب للجمع حذفت منه الياء التي هي آخره ولا تحركها لعلة ستبيَّن لك إن شاء الله ويصير الحرف الذي كانت تليه مضموماً مع الواو لأنَّه حرف الرفع فلا بدّ منه ولا تكسر الحرف مع هذه الواو ويكون مكسوراً مع الياء‏الياء.
وذلك قولك‏قولك: قاضون وقاضين وأشباه ذلك‏ذلك.
هذا باب التصغير
اعلم أنَّ التصغير إنَّما هو في الكلام على ثلاثة أمثلة‏أمثلة: على فعيلٍ وفعيعلٍ وفعيعيلٍ‏وفعيعيلٍ.
فأمَّا فعيلٌ فلما كان عدّة حروفه ثلاثة أحرف وهو أدنى التصغير لا يكون مصغَّرٌ على أقل من قعيلٍ وذلك نحو قييسٍ وجميلٍ وجبيلٍ‏وجبيلٍ.
وكذلك جميع ما كان على ثلاثة أحرف‏أحرف.
وأمَّا فعيعلٌ فلما كان على أربعة أحرف وهو المثال الثاني وذلك نحو جعيفر ومطيرفٍ وقولك في سبطر‏سبطر: سبيطرٌ وغلامِ‏وغلامِ: غُليّم وعلبطٍ علبيطٌ‏علبيطٌ.
فإذا كانت العدة أربعة أحرف صار التصغير على مثال‏مثال: فعيعلٍ تحرّكن جمع أو لم يتحرّكن اختلفت حركاتهن أو لم يختلفن كما صار كل بناء عدة حروفه ثلاثة على مثال فعيل تحركن جمع أو لم يجمع اختلفت حرتكاتهن أولم يختلفن‏يختلفن.
وأمَّا فعيعيلٌ فلما كان على خمسة أحرف وكان الرابع منه واواً أو ألفاً أو ياء وذلك نحو قولك في مصباحٍ‏مصباحٍ: مصيبيحٌ وفي قنديلٍ‏قنديلٍ: قنيديلٌ وفي كردوسٍ‏كردوسٍ: كريديسٌ وفي قربوسٍ‏قربوسٍ: قريبيسٌ وفي حمصيصٍ حميصيص لا تبالي كثرة الحركات ولا قلتها ولا اختلافها‏اختلافها.
واعلم أنَّ تصغير ما كان على أربعة أحرف إنّما يجيء على حال مكسَّرة للجمع في التحرك والسكون ويكون ثالثه حرف اللين كما أنّك إذا كسَّرته للجمع كان ثالثه حرف اللين إلاَّ أنَّ ثالث وكذلك تصغير ما كان على خمسة أحرف يكون في مثل حاله لو كسرّته للجمع ويكون خامسه ياء قبلها حرف مكسور كما يكون ذلك لو كسّرته للجمع ويكون ثالثه حرف لين كما يكون ثالثه في الجمع حرف لين‏لين.
غير أنَّ ثالثه في الجمع ألف وثالثه في التصغير ياء وأوّله في الجمع مفتوح وفي التصغير مضموم‏مضموم.
وإنّما فعل ذلك لأنَّك تكسر الاسم في التحقير كما تكسره في الجمع فأرادوا أن يفرقوا بين علم التصغير والجمع‏والجمع.
باب تصغير ما كان على خمسة أحرف
ولم يكن رابعه شيئاً مما كان رابع ما ذكرناه مما كان عدّة حروفه خمسة أحرف‏أحرف.
وذلك نحو‏نحو: سفرجلٍ وفرزذقٍ وقبعثرى وشمردلٍ وجحمرشٍ وصهصلق‏وصهصلق.
فتحقير العرب هذه الأسماء‏الأسماء: سفيرجٌ وفريزدٌ وشميردٌ وقبيعثٌ وصهصيلٌ‏وصهصيلٌ.
وإن شئت ألحقت في كل اسم )‏منها‏منها( ياء قبل آخر حروفه عوضاً‏عوضاً.
وإنَّما حملهم على هذا أنَّهم لايحقّرون ماجاوز ثلاثة أحرف إلاَّ على زنته وحاله لو كسَّروه للجمع‏للجمع.
إلاَّ أنَّ نطير الحرف اللين الثالث الذي في الجمع الياء في التصغير‏التصغير.
وأوّل التصغير مضموم وأوَّل الجمع مفتوح لما ذكرت لك‏لك.
فالتصغير والجمع بمنزلة واحدة في هذه الأسماء في حروف اللين وانكسار الحرف بعد حرف اللين الثالث وانفتاحه قبل حرف اللين إلاَّ أنَّ أوَّل التصغير وحرف لينه كما ذكرت لك فالتصغير والجمع من وادٍ واحد‏واحد.
وإنَّما منعهم أن يقولوا‏يقولوا: سفيرجلٌ أنَّهم كسَّروه لم يقولوا‏يقولوا: سفارجل ولافرازدق ولاقباعثر ولاشماردل‏ولاشماردل.
وسأبيِّن لك إن شاء الله لم كانت هذه الحروف أولى بالطرح في التصغير من سائر الحروف التي من بنات الخمسة‏الخمسة.
وهذا قول يونس‏يونس.
وقال الخليل‏الخليل: لو كنت محقِّراً هذه الأسماء لا أحذف منها شيئاً كما قال بعض النحوييّن لقلت‏لقلت: سفيرجلٌ كما ترى حتى يصير بزنة دنينيرٌ فهذا أقرب وإن لم يكن من كلام العرب‏العرب.
باب تصغير المضاعف الذي قد أدغم أحد الحرفين منه في الآخر
وذلك قولك في مدقٍّ‏مدقٍّ: مديقٌّ وفي أصمَّ‏أصمَّ: أصيمٌّ ولاتغيِّر الإدغام عن حاله كما أنَّك إذا كسَّرت مدقَّا للجمع قلت‏قلت: مداقُّ ولو كسرت أصمّ على عدَّة حروفه كما تكسّر أجدلاً فتقول‏فتقول: أجادل لقلت‏لقلت: أصامُّ‏أصامُّ.
فإنَّما أجريت التحقير على ذلك وجاز أن يكون الحرف الدغم بعد الياء الساكنة كما كان ذلك بعد الألف التي في الجمع‏الجمع.
باب تصغير ما كان على ثلاثة أحرف ولحقته الزيادة للتأنيث
صارت عدَّته مع الزيادة أربعة أحرف وذلك نحو‏نحو: حبلى وبشرى وأخرى‏وأخرى.
تقول‏تقول: حبيلى وبشيرى وأخيرى‏وأخيرى.
وذلك أنَّ هذه الألف لمَّا كانت ألف تأنيث لم يكسروا الحرف بعد ياء التصغير وجعلوها ههنا بمنزلة الهاء التي تجيء للتأنيث وذلك قولك في طلحة طليحة وفي سلمة‏سلمة: سليمة‏سليمة.
وإنّما كانت هاء التأنيث بهذه المنزلة لأنها تضم إلى الاسم كما يضم موت إلى حضر وبكَّ إلى بعل‏بعل.
وإن جاءت هذه الألف لغير التأنيث كسرت الحرف بعد ياء التصغير وصارت ياء وجرت هذه الألف في التحقير مجرى ألف مرمى لأنها كنون رعثنٍ وهو قوله في معزىً‏معزىً: معيزٍ كما ترى وفي أرطى‏أرطى: أريطٍ كما ترى وفيمن قال علقى‏علقى: عليقٍِ كما ترى‏ترى.
واعلم أن هذه الألف إذا كانت خامسةً عندهم فكانت للتأنيث أو لغيره حذفت وذلك قولك في قرقرى‏قرقرى: قربقر وفي حبركى‏حبركى: حبيركٌ‏حبيركٌ.
وإنما صارت هذه الأف إذا كانت خامسة عندهم بمنزلة الألف مبارك وجوالقٍ لأنها ميّتة مثلها ولأنها كسِّرت الأسماء للجمع لم تثبت فلّما اجتمع فيها ذلك صارت عند العرب بتلك المنزلة وهذا قول يونس والخليل‏والخليل.
فكذلك هذه الألف إذا كانت خامسةً فصاعدا‏فصاعدا.
هذا باب تصغير ما كان على ثلاثة أحرف ولحقته ألف التأنيث بعد ألف
فصار مع الألفين خمسة أحرف اعلم أنَّ تحقير ذلك كتحقير ما كان على ثلاثة أحرف ولحقته ألف التأنيث لا تكسر الحرف الذي بعد ياء التصغير ولا تغيَّر الألفان عن حالها قبل التصغير لأنَّهما بمنزلة الهاء‏الهاء.
وذلك قولك‏قولك: حميراء وصفيراء وطرفاء‏وطرفاء: طريفاء‏طريفاء.
وكذلك فعلان الذي له فعلى عندهم لأنَّ هذه النون لمَّا كانت بعد ألف وكانت بدلاً من ألف التأنيث حين أرادوا المذكَّر صار بمنزلة الهمزة التي في حمراء لأنَّها بدلٌ من الألف‏الألف.
ألا تراهم أجروا على هذه النون ما كانوا يجرون على الألف كما كان يجرى على الهمزة ما كان يجرى على التي هي بدل منها‏منها.
واعلم أنَّ كلَّ شيءٍ كان آخره كآخر فعلان الذي له فعلى وكانت عدَّة حروفه كعدَّة حروف فعلان الذي له فعلى توالت فيه ثلاثة حركات أو لم يتوالين اختلفت حركاته أو لم يختلفن ولم تكسِّره للجمع حتَّى يصير على مثال مفاعيل فإنَّ تحقيره كتحقير فعلان الذي له فعلى‏فعلى.
وإنَّما صيّروه مثله حين كان آخره نونا بعد ألف كما أن آخر فعلان الذي له فعلى نون بعد ألف وكان ذلك زائداً كما كان آخر فعلان الذي له فعلى زائداً ولم يكسّر على مثال مفاعيل كما لم يكسَّر فعلان الذي لع فعلى على ذلك فشبَّهوا ذا بفعلان الذي لع فعلى كما شبّهوا الألف بالهاء‏بالهاء.
واعلم أنَّ ما كان على ثلاثة أحرف ولحقته زائدتان فكان ممدوداً منصرفاً فإنَّ تحقيره كتحقير الممدود الذي هو بعدّة حروفه مما فيه الهمزة بدلاً من ياء من نفس الحرف‏الحرف.
وإنّما صار كذلك لأنَّ همزته بدلٌ من ياء بمنزلة الياء التي من نفس الحرف‏الحرف.
وذلك نحو‏نحو: علباء وحرباء تقول‏تقول: عليبىٌّ وحريبىٌّ كما تقول في سًّقاءٍ سقيقى وفي مقلاءٍ‏مقلاءٍ: مقيلىٌّ‏مقيلىٌّ.
وإذا كانت الياء التي هذه الهمزة بدلٌ منها ظاهرة حقّرت ذلك الاسم كما تحقرِّ الاسم الذي ظهرت فيه ياءٌ من نفس الحرف مما هو بعَّدة حروفه وذلك درحايةٌ فتقول‏فتقول: دريحيَّةٌ كما تقول في سقايةٍ سقيقيةٌ‏سقيقيةٌ.
وإنَّما كان هذا كهذا لأنَّ زوائده لم يجئن للتأنيث‏للتأنيث.
واعلم أنَّ من قال‏قال: غوغاءٌ فجعلها بمنزلة قضقاضٍ وصرف قال‏قال: غويغيٌّ‏غويغيٌّ.
ومن لم يصرف وأنَّث فإنَّها عنده بمنزلة عوراء يقول‏يقول: غويغاء كما يقول‏يقول: عُويراء‏عُويراء.
ومن قال‏قال: قوباء فصرف قال‏قال: قويبىٌّ كما تقول‏تقول: عليبىٌّ‏عليبىٌّ.
ومن قال‏قال: هذه قوباء فأنَّث ولم يصرف قال‏قال: قويباء كما قال حميراء لأنَّ تحقير ما لحقته ألفا التأنيث وكان على ثلاثة أحرف وتوالت فيه ثلاث حركات أو لم يتوالين اختلفت حركاته أو لم يختلفن على مثال فعيلاء‏فعيلاء.
على مثال مفاعيل فإن تحقيره كتحقير سربال شبهوه به حيث كسر للجمع‏للجمع.
واعلم أنَّ كلّ اسم آخره ألف ونون زائدتان وعدَّة حروفه كعدَّة حروف فعلان كُسِّر للجمع كما يكسَّر سربالٌ وفعل به ما ليس لبابه في الأصل فكما كسِّر للجمع هذا التكسير حقِّر هذا التحقير‏التحقير.
وذلك قولك‏قولك: سريحينٌ في سرحانٍ لأنَّك تقول‏تقول: سراحينٌ وضبعانٌ ضبيعينٌ لأنَّك تقول‏تقول: ضباعينٌ وحومان‏وحومان: حويمينٌ لأنهم يقولون حوامينٌ وسلطانٌ سليطينٌ لأنهم يقولون‏يقولون: سلاطين يقولون في فرزانٍ‏فرزانٍ: فريزين لأنَّهم يقولون‏يقولون: فرازين ومن قال‏قال: فرازنةٌ قال أيضاً‏أيضاً: فريزينٌ لأنه قد كسِّر كما كسِّر جحجاحٌ وزنديقٌ كما قالوا‏قالوا: زنادقة وجحاجحةٌ‏وجحاجحةٌ.
وأما ظربانٌ فتحقيره ظريبانٌ كأنَّك كسّرته على ظرباء ولم تكسّره على ظربانٍ‏ظربانٍ.
ألا ترى أنَّك تقول‏تقول: ظرانىٌّ كما قالوا‏قالوا: صلفاء وصلافي‏وصلافي.
ولو جاء شيء مثل ظرباء كانت الهمزة للتأنيث لأنَّ هذا البناء لايكون من باب علباء وحرباءٍ ولم تكسّره على ظربانٍ‏ظربانٍ.
ألا ترى أنَّ النون قد ذهبت فلم يشبه سربالاً حيث لم تثبت في الجمع‏الجمع.
كما تثبت لام سربال وأشباه ذلك‏ذلك.
وتقول في ورشانٍ وريشينٌ لأنَّك تقول‏تقول: وراشين‏وراشين.
وإذا جاء شيء على عدّة حروف سرحانٍ وآخره كآخر سرحانٍ ولم تعلم العرب كسَّرته للجمع فتحقيره كتحقير فعلان الذي له فعلى إذا لم تعلم‏تعلم.
فالذي هو مثله في الزيادتين والذي يصير في المعرفة بمنزلته أولى به حتَّى تعلم والذي ذكرت لك في جميع ذا قول يونس‏يونس.
ولو سمّيت رجلاً بسرحانٍ فحقَّرته‏فحقَّرته: لقلت سريحينٌ‏سريحينٌ.
وذا قول يونس وأبي عمرو‏عمرو.
ولو قلت‏قلت: سريحانٌ لقلت في رجل يسمَّى علقىً‏علقىً: عليقى وفي معزًى معيزىً وفي امرأة اسمها سربال سريبال لأنها لا تنصرف‏تنصرف.
فالتحقير على أصله وإن لم ينصرف الاسم‏الاسم.
وجميع ما ذكرت لك في هذا الباب وما أذكر لك في الباب الذي يليه قول يونس‏يونس.
باب تحقير ماكان على أربعة أحرف فلحقته ألفا التأنيث
أو لحقته ألف ونون كما لحقت عثمان‏عثمان.
أمَّا ما لحقته ألفا التأنيث فخنفساء وعنصلاء وقرملاء فإذا حقَّرت قلت‏قلت: قريملاء وخنيفساء وعنيصلاء ولا تحذف كما تحذف ألف التأنيث لأنَّ الألفين لمَّا كانتا بمنزلة الهاء في بنات الثلاثة لم تحذفا هنا حيث حيّ آخر الاسم كتحرَّك متحرك الهاء‏الهاء.
وإنّما حذفت الألف لأنَّها حرف ميت فجعلتها كألف مبارك‏مبارك.
فأمّا الممدود فإنَّ آخره حيٌّ كحياة الهاء وهو في المعنى مثل ما فيه الهاء فلَّما اجتمع فيه الأمران جعل بمنزلة ما فيه الهاء والهاء بمنزلة اسم ضم إلى اسم فجعلا اسماً واحداً فالآخر لا يحذف أبداً لأنَّه بمنزلة اسم مضاف إليه ولا تغيّر الحركة التي في آخر الأول كما لا تغيّر الحركة التي قبل الهاء‏الهاء.
وأمّا ما لحقته ألف ونون‏ونون: فعقربانٌ وزعفرانٌ تقول‏تقول: عقيربانٌ وزعيفرانٌ تحقره كما تحقّر ما في آخره ألفا التأنيث‏التأنيث.
ولا تحذف لتحُّرك النون وإنَّما وافق عقربانٌ خنفساء كما وافق تحقير عثمان تحقير حمراء جعلوا ما فيه الألف والنون من بنات الأربعة بمنزلة ما فيه ألف التأنيث من نبات الأربعة كما جعلوا ما هو مثله من نبات الثلاثة مثل ما فيه ألفا التأنيث من بنات الثلاثة لأن النون في بنات للأربعة بمَّا تحركت اشبهت الهمزة في خنفساء وأخواتها ولم تسكن فتشبه بكونها الألف التي في قرقرى وقهقرى و قبعثرى وتكون حرفا واحداً بمنزلة قهقرى‏قهقرى.
وتقول في أقحوانة‏أقحوانة: أقيحيانة وعنظوانة‏وعنظوانة: عنيظيانة كأنَّك حقَّرت عنظواناً وأقحواناً‏وأقحواناً.
وإذا حقَّرت عنظواناً وأقحواناً فكأنك حقرت عنظوة وأقحوانا‏وأقحوانا.
وإذا حقَّرت عنظواناً وأقحواناً فكأنك حقَّرت عنظوة وأقحوة لأنَّك تجري هاتين الزيادتين مجرى تحقير مافيه الهاء فإذا ضممتهما وإنما أدخلت التاء ههنا لأن الزيادتين ليستا علامة للتأنيث‏للتأنيث.
وأمَّا أسطوانةٌ فتحقيرها أسيطينةٌ لقولهم‏لقولهم: اساطين كما قلت‏قلت: سريحينٌ حيث قالوا‏قالوا: سراحين فلمَّا كسّروا هذا الاسم بحذف الزيادة وثبات النون حقَّرته عليه‏عليه.
باب مايحقَّر على تكسيرك إيّاه
لو كسرته للجمع على القياس لاعلى التكسير للجمع على غيره‏غيره.
وذلك قولك في خاتمٍ‏خاتمٍ: خويتمٌ وطابقٍ‏وطابقٍ: طويبقٌ ودانقٍ‏ودانقٍ: دوينقٌ والذين قالوا‏قالوا: دوانيق وخواتيم وطوابيق إنَّما جعلوه تكسير فاعالٍ وإن لك يكن من كلامهم‏كلامهم.
كما قالوا‏قالوا: ملامح والمستعمل في الكلام لمحةٌ ولايقولون ملمحةٌ غير أنَّهم قد قالوا‏قالوا: خاتام حدثنا بذلك أبو الخطاب‏الخطاب.
وسمعنا من يقول ممّن يوثق به من العرب‏العرب: خويتيمٌ فإذا جمع قال‏قال: خواتيم‏خواتيم.
وزعم يونس أنَّ العرب تقول أيضاً‏أيضاً: خواتم ودوانق وطوابيق على فاعلٍ كما قالوا‏قالوا: تابلٌ وتوابل‏وتوابل.
ولو قلت‏قلت: خويتيمٌ ودوينيقٌ لقولك‏لقولك: خواتيم ودوانيق لقلت في أثفية أثيفيةٌ فخففتها لأنك تقول‏تقول: أثافٍ ولكنَّك تحقّرها على تكسيرها على القياس وكذلك معطاء تقول‏تقول: معيطىٌّ ولاتلتفت إلى معاطٍ ولحذفت في تحقير مهريةٍ إحدى الياءين كما حذفت في مهارى إحداهما‏إحداهما.
ومن العرب من يقول‏يقول: صغييرٌ ودريهيم فلا يجيء بالتصغير على صغيرٍ ودرهمٍ كما لم يجيء دوانيق على دانقٍ فكأنَّهم حقروا درهاماً وصغياراً وليس يكون ذا في كلِّ شيء إلاَّ أن تسمع منه شيئاً كما قالوا‏قالوا: رويجلٌ فحقَّروا على راجلٍ وإنّما يريدون الرَّجل‏الرَّجل.
باب مايحذف في التحقير من بنات الثلاثة
من الزيادات لأنك لو كسرتها للجمع لحذفتها فكذلك تحذف في التصغير وذلك في قولك في مغتلمٍ‏مغتلمٍ: مغيلمٌ كما قلت مغالم فحذفت حين كسّرت للجمع وإن شئت قلت‏قلت: مغيليمٌ فألحقت الياء عوضاً مما حذفت كما قال بعضهم مغاليم‏مغاليم.
وكذلك جوالقٌ إن شئت قلت‏قلت: جويليقٌ عوضاً كما قالوا‏قالوا: جواليق‏جواليق.
والعوض قول يونس والخليل‏والخليل.
وتقول في المقدمَّ والمؤخرَّ‏والمؤخرَّ: مقيدمٌ ومؤيخر وإن شئت عوضت الياء كما قالوا‏قالوا: مقاديم ومآخير والمقادم والمآخر عربية جيدة‏جيدة.
ومقيدم خطأ لأنه لايكون في الكلام مقاديم ومآخير والمقادم والمآخر عربية جيدة‏جيدة.
ومقيدم خطأ لأنّه لايكون في الكلام مقادِّم‏مقادِّم.
فإذا لم يكن ذا فيما هو بمنزلة التصغير في أنَّ ثالثه حرف لين كما أنّ ثالث التصغير حرف لين وما قبل حرف لينه مفتوح كما أنَّ ما قبل حرف لين التصغير مفتوح ومابعد حرف لينه مكسور كما كان ما بعد حرف لين التصغير مكسوراً - فكذلك لا يكون في التصغير فعلى هذا فقس‏فقس.
وهذا قول الخليل‏الخليل.
وحروف اللين هي حروف المدّ التي يمدّ بها الصوت وتلك الحروف‏الحروف: الألف والواو والياء‏والياء.
وتقول في منطلقٍ‏منطلقٍ: مطليقٌ ومطيليقٌ لأنَّك لو كسَّرته كان بمنزلة مغتلمٍ في الحذف والعوض‏والعوض.
وتقول في مذَّكرٍ مذيكرٌ كما تقول في مقتربٍ‏مقتربٍ: مقيربٌ وإنَّما حدُّها مذتكرٌ ولكنَّهم أدغموا فحذفت هذا كما كنت حاذفة في تكسير كه للجمع لو كسِّرته‏كسِّرته.
وإن شئت عوّضت فقلت‏فقلت: مذيكيرٌ ومقيريبٌ‏ومقيريبٌ.
وكذلك مغيسلٌ‏مغيسلٌ.
وإذا حقَّرت مستمعاً قلت‏قلت: مسيمعٌ ومسيميعٌ تجريه مجرى مغيسل تحذف الزوائد كما كنت حاذفها في تكسير للجمع لو كسَّرته‏كسَّرته.
وإذا حقّرت مزدانٌ قلت‏قلت: مزينٌ ومزيِّين وتحذف الدال لأنَّها بدلٌ من تاء مفتعلٍ كما كنت حاذفها لو كسِّرته للجمع‏للجمع.
ومزدانٌ بمنزلة مختارٍ فإذا حقرته قلت‏قلت: مخيّرٌ وإن شئت قلت‏قلت: مخييِّرٌ لأنَّك لو كسرته للجمع قلت‏قلت: مخاير ومخايير كما فعلت ذلك بمغتلم لأنه مفتعلٌ وكذلك منقادٌ لأنه منفعل وكذلك مستزادٌ تحقيره مزيدٌ لأنه مستفعلٌ‏مستفعلٌ.
فهذه الزوائد تجرى على ماذكرت لك‏لك.
وتقول في محمرٍ‏محمرٍ: محيمرٌ ومحيميرٌ كما حقَّرت مقدَّماً لأنَّك لو كسّرت محمراً للجمع أذهبت إحدى الراءين لأنَّه ليس في الكلام مفاعلٌ‏مفاعلٌ.
وتقول في محمارٍ‏محمارٍ: محيميرٌ ولاتقول‏ولاتقول: محميرٌّ لأنَّ فيها إذا حذفت الراء ألفاً رابعة فكأنك حقَّرت محمارٌ‏محمارٌ.
وتقول في تحقير حمّارةٍ‏حمّارةٍ: حميرَّةٌ كأنَّك حقّرت حمرَّة لأنَّك لو كسّرت حمارةً للجمع لم تقل‏تقل: حمائرُّ ولكن تقول حمارُّ لأنَّه ليس في الكلام فعائلُّ كما لا يكون مفاعلُّ‏مفاعلُّ.
وإذا حقّرت جبنةً قلت‏قلت: جبينَّةٌ لأنّك لو كسرتها )‏للجمع‏للجمع( لقلت‏لقلت: جبانُّ كما تقول في المرضّة‏المرضّة: مراضُّ كما ترى‏ترى.
فجبنّةٌ ونحوها على مثال مرضَّة وإذا كسّرتها للجمع جاءت على ذلك المثال‏المثال.
وقد قالوا‏قالوا: جبنةٌ فثّقلوا النون وحففّوها‏وحففّوها.
وتقول في مغدودنٍ‏مغدودنٍ: مغيدينٌ إن حذفت الدال الآخرة كأنك حقّرت مغدونٌ لأنَّها تبقى خمسة أحرف رابعتها الواو فتصير بمنزلة بهلول وأشِباه ذلك‏ذلك.
وإن حذفت الدال الأولى فهي بمنزلة جوالقٍ كأنك حقّرت مغودنٌ‏مغودنٌ.
وإذا حقّرت خفيددٌ قلت‏قلت: خفيددٌ وحفيديدٌ لأنَّك لو كسّرته للجمع قلت‏قلت: خفارد وخفاديدٌ فإنَّما هو بمنزلة عذافرٍ وجوالقٍ‏وجوالقٍ.
وإذا حقَّرت غدودنٌ فبتك المنزلة لأنَّك لو كسّرته للجمع لقلت‏لقلت: غدادين وغدادن ولاتحذف من الدالين لأنَّهما بمنزلة ماهو بنفس الحرف ههنا ولم تضطر إلى حذف واحد منهما وليسا من حروف الزيادات إلاّ أن تضاعف لتلحق الثلاثة بالأربعة والأربعة بالخمسة‏بالخمسة.
وتقول في قطوطىً‏قطوطىً: قطيطٍ وقطيطىٌّ لأنَّه بمنزلة غدودنٍ وعثوثلٍ‏وعثوثلٍ.
وإذا حقَّرت مقعنسٌ حذفت النون وإحدى السينين لأنَّك كنت فاعلاً ذلك لو كسّرته للجمع‏للجمع.
فإنَّ شئت قلت‏قلت: مقيعسٌ وإن شئت قلت مقيعيسٌ‏مقيعيسٌ.
وأمّا معلوّطٌ فليس فيه إلاَّ معيليطٌ لأنَّك إذا حقّرت فحذفت إحدى الواوين بقيت واوٌ رابعةً وصارت الحروف خمسة أحرف‏أحرف.
والواو إذا كانت في هذه الصفة لم تحذف في التصغير كما لا تحذف في الكسر للجمع‏للجمع.
فأمَّا مقعنسٌ فلا يبقى منه إذا حذفت إحدى السينين زائدةٌ خامسةً تثبت في تكسيرك لاسم وتقول في تحقير عفنججٍ‏عفنججٍ: عفيججٌ وعفيجيجٌ تحذف النون ولاتحذف من اللامين لأنَّ هذه النون بمنزلة واو غدودنٍ وياء خفيددٍ وهي من حرف الزيادة والجيم ههنا المزيدة بمنزلة الدال المزيدة في غدودنٍ وخفيددٍ وهي بمنزلة ماهو من نفس الحرف لأنَّها ليست من حروف الزيادة إلا أن تضاعف‏تضاعف.
وإذا حقّرت عطوَّدٌ قلت‏قلت: عُطّيدٌ لأنّك لو كسّرته للجمع قلت‏قلت: عطاود وعطاويد وإنَّما ثقّلت الواو التي ألحقت بنات الثلاثة بالأربعة كما ثقَّلت باء عدبَّسٍ ونون عجنَّسٍ‏عجنَّسٍ.
وإذا حقّرت عثولٌّ قلت عثيلٌ وعثيِّيلٌ لأنَّك لو جمعت قلت‏قلت: عثاول وعثاويل وإنَّما صارت الواو تثبت في الجمع والتحقير لأنَّهم إنما جاءوا بهذه الواو لتلحق بنات الثلاثة بالأربعة فصارت عندهم كشين قرشٍبّ وصارت اللام الزائدة بمنزلة الباء الزائدة في قرشٍبّ فحذفتها كما حذفوا الباء حين قالوا قراشب فحذفوا ما هو بمنزلة الباء وأثبتوا ما هو بمنزلة الشين وكذلك قول العرب وقول الخليل‏الخليل.
وإذا حقّرت النددٌ ويلنددٌ ومعنى يلنددٍ وألنددٍ واحد حذفت النون كما حذفتها من عفنججٍ وتركت الدَّالين لأنَّهما من نفس الحرف‏الحرف.
ويدلّك على ذلك أنَّ المعنى معنى ألدَّ‏ألدَّ.
وقال الطرماح‏الطرماح: خصمٌ أبرَّ على الخصوم ألنددٌ فإذا حذفت النون قلت‏قلت: أليدُّ كما ترى حتَّى يصير على قياس تصغير أفعل من المضاعف لأنَّ أفيعل من المضاعف وأفاعل من المضعف لايكون إلا مدغماً فأجريته على كلام العرب‏العرب.
ولو سميّت رجلاً بألبب ثم حقّرته قلت‏قلت: أليبُّ كما ترى فرددته إلى قياس أفعل وإلى الغالب في كلام العرب‏العرب.
وإنما ألببٌ شاذّ كما أنَّ حيوة شاذّ‏شاذّ.
فإذا حقّرت حيوة صار على قياس غزوة ولم يصيّره كينونته ههنا على الأصل أن تحقّره عليه فكذلك ألببٌ وإذا حقّرت إستبرقٌ قلت‏قلت: أبيرقٌ وإن شئت قلت‏قلت: أبيريقٌ على العوض لأن السين والتاء زائدتان لأنَّ الألف إذا جعلتها زائدة لم تدخلها على بنات الأربعة ولا الخمسة وإنَّما تدخلها على بنات الثلاثة وليس بعد الألف شيء من حروف الزيادة إلاَّ السين والتاء فصارت الألف بمنزلة ميم مستفعلٍ وصارت السين والتاء بمنزلة سين مستفعلٍ وتائه‏وتائه.
وترك صرف إستبرق يدلّك على أنه استفعل‏استفعل.
وإذا حقّرت أرندجٌ قلت‏قلت: أريدجٌ لأنَّ الألف زائدة ولاتلحق هذه الألف إلاَّ بنات الثلاثة والنون بمنزلة نون ألنددٍ‏ألنددٍ.
وتقول في تحقير ذرحرحٍ‏ذرحرحٍ: ذريرحٌ وإنَّما ضاعفت الراء والحاء كما ضاعف الدال في مهدد‏مهدد.
والدليل على ذلك‏ذلك: ذرّاحٌ وذرُّوح فضاعف بعضهم الراء وضاعف بعضهم الراء والحاء وقالوا‏وقالوا: جلعلعٌ وجلالع وزعم يونس أنَّهم يقولون‏يقولون: صمامح ودمامك في صمصمحٍ ودمكمكٍ فإذا حقّرت قلت‏قلت: صميمحٌ ودميمكٌ وجليلعُ وإن شئت قلت ذريريحٌ عوضاً كما قالوا‏قالوا: ذراريحُ‏ذراريحُ.
وكرهوا ذراحح وذريححٌ للتضعيف والتقاء الحرفين من موضع واحد وجاء العوض فلم يغيّروا ماكان من ذلك قبل أن يجيء ولم يقولوا في العوض‏العوض: ذراحيح فيكون في العوض على ضربٍ وفي غيره على ضربٍ‏ضربٍ.
ومع ذا أنَّ فعاعيل وفعاعل أكثر وأعرف من فعالل وفعاليل‏وفعاليل(‏‏.
وزعم الخليل أ َّ مرمريسٌ من المراسة والمعنى يدلّ‏يدلّ.
وزعم أنّهم ضاعفوا الميم والراء في أوله كما ضاعفوا في آخره ذرحرحٍ الراء والحاء‏والحاء.
وتحقيره مريريسٌ لأن الياء تصير رابعة وصارت الميم أولى بلحذف من الراء لأن الميم إذا حذفت تبيَّن في التحقير أن اصله من الثلاثة كأنَّك حقّرت مراَّسٌ‏مراَّسٌ.
ولو قلت‏قلت: مريميسٌ لصارت كأنَّها من باب سرحوبٍ وسرداحٍ وقنديلٍ‏وقنديلٍ.
فكلُّ سيء ضوعف الحرفان من أوّله أو آخره فأصله الثلاثة ممّا عدّة حروفه خمسة أحرف كما أنَّ كلّ سيء ضوعف الثاني من أوّله أو آخره وكانت عدّته أربعة أو خمسة رابعه حرف لين فهو من الثلاثة عندك فهذان يجريان مجرى واحداً‏واحداً.
وإذا حقّرت المسرول فهو مسيريلٌ ليس إلاّ )‏هذا‏هذا( لأنَّ الواو رابعة‏رابعة.
ولو كسّرته للجمع لم وإذا حقّرت مساجد اسم رجلٍ قلت‏قلت: مسيجدٌ فتحقيره كتحقير مسجدٍ لأنه اسمٌ لواحد ولم ترد أن تحقِّر جماعة المساجد ويحقَّر ويكسَّر اسم رجل كما يحقَّر مقدَّمٌ‏مقدَّمٌ.
باب ماتحذف منه الزوائد من بنات الثلاثة
مما أوائله الألفات الموصولات وذلك قولك في استضرابٍ‏استضرابٍ: تضيريبٌ حذفت الألف الموصولة لأنَّ مايليها من بعدها لابدّ من تحريكه فحذفت لأنَهم قد علموا أنَّها في حال استغناء عنها وحذفت السين كما كنت حاذفها لو كسّرته للجمع حتَّى يصير على مثال مفاعيل وصارت السِّين أولى بالحذف حيث لم يجدوا بدّا من حذف أحدهما لأنَّك إذن أردت أن يكون تكسيره وتحقيره على ما في كلام العرب نحو‏نحو: التجّفاف والتّبيان وكان ذلك أحسن من أن يجيئوا به على ماليس من كلامهم‏كلامهم.
ألا ترى أنَّه ليس في الكلام سفعالٌ‏سفعالٌ.
وإذا صغّرت الافتقار حذفت الألف لتحرُّك مايليها ولاتحذف التاء لأنَّ الزائدة إذا كانت ثانية من بنات الثلاثة وكان الاسم عدّة حروفه خمسة رابعهنّ حرف لين لم يحذف منه شيء في تكسيره للجمع لأنَه يجيء على مثال مفاعيل ولا في تصغيره‏تصغيره.
وذلك قولك في ديباجٍ‏ديباجٍ: دبابيج والبياطير والبياطرة جمع بيطار صارت الهاء عوضاً من الياء‏الياء.
فإذا حذفت الألف الموصولة بقيت خمسة أحرف الثاني منها حرف زائدٌ والرابع حرف لين‏لين.
فكل اسم كان كذا لم تحذف منه شيئاً في جمع ولاتصغير‏ولاتصغير.
فالتاء في افتقارٍ إذا حذفت الألف بمنزلة الياء في ديباجٍ لأنَّك لو كسَّرته للجمع بعد حذف الألف لكان على مثال مفاعيل تقول‏تقول: فتيقيرٌ‏فتيقيرٌ.
وإذا حقَّرت انطلاقٌ قلت‏قلت: نطيليقٌ تحذف الألف لتحرُّك مايليها وتدع النون لأنَّ الزيادة إذا كانت أوّلا في بنات الثلاثة وكانت على خمسة أحرف وكان رابعه حرف لين لم تحذف منه شيئاً في تكسير كه للجمع لأنَّه يجيء على مثال مفاعيل ولا في التصغير وذلك نحو‏نحو: تجفافٍ وتجافيف ويربوعٍ ويرابيع فالنون في انطلاقٍ بعد حذف الألف كالتاء في تجفافٍ‏تجفافٍ.
وإذا حقَّرت احمرارٌ قلت‏قلت: حميريرٌ لأنَّك إذا حذفت الألف كأنَّك تصغر حمرارٌ فإنَّما هو حينئذٍ كالشملال ولاتحذف من الشملال كما لا تحذف منه في الجمع‏الجمع.
وإذا حقَّرت اشيبهابٌ حذفت الألف فكأنه بقي شهيبابٌ ثم حذفت الياء التي بعدها الهاء كما كنت حاذفها في التكسير إذا جمعت فكأنَّك حقَّرت شهبابٌ‏شهبابٌ.
وكذلك الاغديدان تحذف الألف والياء التي بعد الدال كما كنت حاذفها في التكسير للجمع فكأنك حقَّرت عدَّان وذلك نحو غديدينٍ وشهيبيبٍ‏وشهيبيبٍ.
وإذا حقَّرت اقعنساسٌ حذف الألف لما ذكرناه فكأنه يبقى قعنساسٌ وفيه زائدتان‏زائدتان: إحدى السينين والنون فلا بدُّ من حذف إحداهما لأنَّك لو كسَّرته للجمع حتَّى يكون على مثال مفاعيل لم يكن من الحذف بدٌّ فالنون أولى لأنَّها هنا بمنزلة الياء في اشهيبابٍ واغديدانٍ وهي من حروف الزيادة والسين ضوعفت كما ضوعفت الباء وما ليس من حروف الزيادة في الاشهيباب والاغديدان‏والاغديدان.
ولو لم يكن فيه شيء من ذا كانت النون أولى بالحذف لأنّه كان يجيء تحقيره وتكسيره كتكسير ما هو في الكلام وتحقيره فإذا لم تجد بداً من حذف إحدى الزائدتين فدع التي يصير بها الاسم كالذي في الكلام كشميليلٍ‏كشميليلٍ.
وإذا حقَّرت اعلوّاطٌ قلت‏قلت: عليِّيطٌ تحذف الألف لما ذكرناه وتحذف الواو ألأولى لأنها بمنزلة الياء في الاغديدان والنُّون في احرنجامٍ فالواوٌ المتحرِّكة بمنزلة ماهو من نفس الحرف لأنَّه ألحق الثلاثة ببناء الأربعة كما فعل ذلك بواو جدولٍ ثم زيد عليه كما يزاد على بنات الأربعة‏الأربعة.
باب تحقير ماكان في الثلاثة فيه زائدتان
تكون فيه بالخيار في حذف إحداهما تحذف أيَّهما شئت وذلك نحو‏نحو: قلنسوةٍ إن شئت قليسيةٌ وإن شئت قلت‏قلت: قلينسة كما فعلوا ذلك حين كسّروه وكذلك حبنطى إن شئت حذفت النون فقلت‏فقلت: حبيطٍ وإن شئت حذفت الألف فقلت‏فقلت: حبينطٌ وذلك لأنَّهما زائدتان ألحقتا الثلاثة ببناء الخمسة وكلاهما بمنزلة ماهو من نفس الحرف فليس واحدةٌ الحذف ألزم لها منه للأخرى فإنَّما حبنطَّى وأشباهه بمنزلة قلنسوةٍ‏قلنسوةٍ.
ومن ذلك كوأللٌ‏كوأللٌ.
إن شئت حذفت الواو وقلت‏وقلت: كؤيللٌ وكؤيليلٌ وتقديرها كعيللٌ وكعيليلٌ وإن شئت حذفت إحدى اللامين فقلت‏فقلت: كويئلٌ وكويئيلٌ وتقديرها كويعلٌ وكويعيلٌ لأنَهما زائدتان ألحقتا بسفرجلٍ وكلّ واحدة منهما بمنزلة ماهو من نفس الحرف‏الحرف.
ومَّما لايكون الحذف ألزم لإحدى زائدتيه منه للأخرى حبارى إن شئت قلت‏قلت: حبيرى كما ترى وإن شئت قلت‏قلت: حبيّرٌ وذلك لأنَّ الزائدتين لم تجيئا لتلحقا الثلاثة بالخمسة وإنَّما الألف الآخرة ألف تأنيث والأولى كواو عجوزٍ فلا بدّ من حذف إحداهما لأنَّك لو كسّرته للجمع لم يكن لك بدٌّ من حذف إحداهما كما فعلت بقلنسوةٍ فصار ما لم تجيء زائدتاه لتلحقا الثلاثة بالخمسة بمنزلة ماجاءت زيادتاه لتلحقا الثلاثة بالخمسة لأنَّهما مستويتان في أنَّهما لم يجيئا ليلحقا شيئاً بشيء كما أنَّ الزيادتين اللتين في حبنطى مستويتان في أنَّهما ألحقتا الثلاثة بالخمسة‏بالخمسة.
وأمّا أبو عمرو فكان يقول‏يقول: حبيّرةٌ ويجعل الهاء بدلاً من الألف التي كانت علامة للتأنيث إذ لم تصل إلى أن تثبت‏تثبت.
وإذا حقَّرت علانيةً أو ثمانيةً أو عفاريةً فأحسنه أن تقول‏تقول: عفيريةٌ وعلينيةٌ وثمينيةٌ من قبل أنَّ الألف ههنا بمنزلة ألف عذافرٍ وصمادحٍ وإنَّما مدّ بها الاسم وليست تلحق بناءً ببناء والياء لاتكون في آخر الاسم زيادة إلاَّ وهي تلحق بناءً ببناء‏ببناء.
ولو حذفت الهاء من ثمانيةٍ وعلانيةٍ لجرت الياء مجرى ياء جواري وصارت الياء بمنزلة ماهو من نفس الحرف وصارت الألف كألف جواري وهي وفيها الهاء بمنزلة جاريةٍ فأشبههما بالحروف التي هي من نفس الحرف أجدر أن لا تحذف فالياء في آخر الاسم أبداً بمنزلة ما هو من نفس الحرف لأنها تلحق بناءً ببناءً فياء عفاريةٍ وقراسيةٍ بمنزلة راء عذافرةٍ كما أنَّ ياء عفريةٍ بمنزلة عين ضفدعةٍ فإنَّما مددت عفريةً حين قلت عفاريةٌ كما كأنك أنَّك مددت عذفراً لمّا قلت‏قلت: عذافرٌ‏عذافرٌ.
وقد قال بعضهم‏بعضهم: عفيِّرةٌ وثميّنةٌ شبَّهها بألف حبارى إذ كانت زائدة كما أنَّها زائدة وكانت في آخر الاسم وكذلك صحارى وعذارى وأشباه ذلك‏ذلك.
وإن حقّرت رجلاً اسمه مهارى أو جلاً أسمه صحارى كان صحير ومهيرٍ أحسن لأنَّ هذه الألف لم تجيء للتأنيث إنما أرادوا مهارىُّ وصحارىُ فحذفوا وابدلوا الألف في مهارى وصحارى كما قالوا‏قالوا: مدارى ومعايا فيما هو من نفس الحرف فإنّما هو من نفس الحرف فإنّما فعالى كفعالى وفعالل وفعائل‏وفعائل.
ألا ترى أنَّك لاتجد في الكلام فعالى لشيء واحد‏واحد.
وإن حقَّرت عفرناةً وعفرنى كنت بالخيار إن شئت قلت‏قلت: عفيرنٌ وعفيرنةٌ وإن شئت قلت‏قلت: عفيرٍ وعفيرنةٌ لأنَّهما زيدتا لتلحقا الثلاثة بالخمسة كما كان حبنطىً زائدتاه تلحقانه بالخمسة لأنَّ الألف إذا جاءت منَّونة خامسة أو رابعةً فإنها تلحق بناءً ببناءٍ‏ببناءٍ.
وكذلك النون‏النون.
ويستدلّ على زيادتي عفرنى بالمعنى‏بالمعنى.
ألا ترى أنَّ معناه عفرٌ وعفريتٌ‏وعفريتٌ.
وقال الشاعر‏الشاعر:
ولم أجد بالمصر من حاجاتي ** غير عفاريت عفرينات
أمّا العرضنى فليس فيها إلاَّ عريضنٌ لأنَّ النون ألحقت الثلاثة بالأربعة وجاءت هذه الألف للتأنيث فصارت النون بمنزلة ماهو من نفس الحرف ولم تحذفها وأوجبت الحذف للألف فصار تحقيرها كتحقير حججبى لأنَّ النون بمنزلة الراء من قمطرٍ‏قمطرٍ.
وإذا حقَّرت جلاً اسمه قبائل قلت‏قلت: قبيئل وإن شئت قلت قبيئيل عوضاُ مّما حذفت والأف أولى بالطرح من الهمزة لأنَّها كلمةٌ حيةٌ لم تجيء للمد وإنَّما هي بمنزلة جيم مساجد وهمزة برائلٍ وهي في ذلك الموضع والمثال والألف بمنزلة ألف عذافر وهذا قول الخليل‏الخليل.
وأمَّا يونس فيقول‏فيقول: فبيِّل يحذف الهمزة إذ كانت زائدة كما حذفوا ياء قراسيةٍ وياء عفاريةٍ‏عفاريةٍ.
وقول الخليل أحسن كما أنَّ عفيريةً أحسن‏أحسن.
وإذا حقَّرت لغَّيزى قلت‏قلت: لغيغيزٌ تحذف الألف ولاتحذف الياء الرابعة لأنَّك لو حذفتها احتجت أيضاً إلى أن تحذف الألف فلمَّا اجتمعت زائدتان لو حذفتها احتجت أيضاً إلى أن تحذف الألف فلمَّا اجتمعت زائدتان إن حذفت إحداهما ثبتت ألأخرى لأنَّ مايبقى لو كسّرته كان على مثال مفاعيل وكانت الأخرى إن حذفتها احتجت إلى حذف الأخرى حين حذفت التي إذا حذفتها استغنيت‏استغنيت.
وكذلك فعلت في أقعنساس حذفت النون وتركت ألألف لأنَّك لو حذفت الألف احتجت إلى حذف النون‏النون.
فإذا وصلوا إلى أن يكون التحقير صحيحاً بحذف زائدةٍ لم يجاوزوا حذفها إلى مالو حذفوه لم يستغنوا به كراهية أن يخلّوا بالاسم إذا وصلوا إلى أن لايحذفوا إلاّ واحداً‏واحداً.
وكذلك لو كسّرته للجمع لقلت‏لقلت: لغاغيز‏لغاغيز.
واعلم أن ياء لغَّيزى ليست ياء التحقير لأنَّ ياء التحقير لاتكون رابعة إنّما هي بمنزلة ألف خضَّارى وتحقير خضَّارى كتحقير لغيَّزى‏لغيَّزى.
وإذا حقَّرت عبدَّى قلت‏قلت: عبيدٌ تحذف ألألف ولاتحذف الدال )‏الثانية‏الثانية( لأنَّها ليست من حروف الزيادة وإنَّما ألحقت الثلاثة ببناء ألأربعة وإنَّما هي بمنزلة جيم عفنججٍ الزائدة‏الزائدة.
فهذه الدال بمنزلة ما هو من نفس الحرف فلا يلزم الحذف إلا الألف كما لم يلزم في قرقرى الحذف إلاَّ الألف‏الألف.
وإذا حقَّرت بروكاء أو حلولاء قلت‏قلت: بريكاء وجليلاء لأنّك لاتحذف هذه الزوائد لأنَّها بمنزلة الهاء وهي زائدة من نفس الحرف كألف التأنيث فلمَّا لم يجدوا سبيلاً إلى حذفها لأنَّها كالهاء في أن لاتحذف خامسة وكانت من نفس الحرف صارت بمنزلة كاف مباركٍ وراء عذافرٍ وصارت الواو كالألف التي تكون في موضع الواو والياء التي تكون في موضع الواو إذا كنَّ سواكن بمنزلة ألف عذافر ومباركٍ لأنَّ الهمزة تثبت مع الاسم وليست كهاء التأنيث‏التأنيث.
وإذا حقّرت معيوراء ومعلوجاء قلت‏قلت: معيليجاء ومعييّراء لاتحذف الواو لأنها ليست كألف مبارك وهي رابعةٌ‏رابعةٌ.
ولو كان كان آخر الاسم ألف التأنيث كانت هي ثابتة لايلزمها الحذف كما لم يلزم ذلك ياء لغيَّزى وألف خضَّارى التي بعد الضاد فلمَّا كانت كذلك صارت كقاف قرقرى وفاء خنفساء لأنَّهما لاتحذف أشباههما من بنات ألأربعة إذا كان في شيء منهنَّ شيئاً ألف التأنيث خامسة لأنهن من أنفس الحروف ولا تحذف منهن فلمَّا كان آخر شيءٍ من بنات الأربعة ألفات التأنيث كان لايحذف منها شيء إذا كانت الألف خامسة إلاَّ الألف وصارت الواو بمنزلة ماهو من نفس الحرف في بنات ألأربعة‏ألأربعة.
ولو جاء في الكلام فعولاء ممدودة لم تحذف الواو لأنّها تلحق الثلاثة بالأربعة فهي بمنزلة شيء من نفس الحرف وذلك حين تظهر الواو فيمن قال‏قال: أسيود فهذه الواو بمنزلة واو أسيود‏أسيود.
ولو كان في الكلام أفعلاء العين منها واوٌ لم تحذفها فإنَّما هذه الواو كنون عرضنةٍ‏عرضنةٍ.
ألا ترى أنَّك كنت لاتحذفها لو كان آخر الاسم ألف التأنيث ولم يكن ليلزمها حذفٌ كما لم يلزم ذلك نون عرضنى لو مددت‏مددت.
ومن قال في أسود‏أسود: أسيدٌ وفي جدولٍ‏جدولٍ: جديّلٌ قال في فعولاء إن جاءت فعيلاء يخفّف لأنَّها صارت بمنزلة السواكن لأنَّها تغيّرها وهي في مواضعها فلمَّا ساوتها وخرجت إلى بابها صارت مثلهن في الحذف‏الحذف.
وهذا قول يونس‏يونس.
وإذا حقّرت ظريفين غير اسم رجلٍ أو ظريفات أو دجاجات قلت‏قلت: ظريِّفون وظريِّفاتٌ ودجيِّجاتٌ من قبل أنَّ الياء والواو والنون لم يكسّر الواحد عليهن كما كسِّر على ألفي جلولاء ولكنّك إنّما تلحق هذه الزوائد بعد ما تكسّر الاسم في التحقير للجمع وتخرجهن إذا لم ترد الجمع كما أنّك إذا قلت‏قلت: ظريفون فإنّما ألحقته اسماً بعد مافرغ من بنائه‏بنائه.
وتخرجهما إذا لم ترد معنى الجمع كما تفعل ذلك بياءي الإضافة وكذلك هما فلمّا كان ذلك شبّهوه بهاء التأنيث‏التأنيث.
وكذلك التثنية تقول ظريِّفان‏ظريِّفان.
وسألت يونس عن تحقير ثلاثين فقال‏فقال: ثلثيون ولم يثقل شبَّهها بواو جلولاء لأنَّ ثلاثاً لاتستعمل مفردة على حدّ مايفرد ظريفٌ وإنما ثلاثون بمنزلة عشرين لايفرد ثلاث من ثلاثين كما العشر من عشرين‏عشرين.
ولو كانت إنَّما تلحق هذه الزيادة الثلاث التي تستعملها مفردة لكنت إنَّما تعني تسعة ولو سميَّت رجلاً جدارين ثم حقّرته لقلت‏لقلت: جديران ولم تثقِّل لأنك لست تريد معنى التثنية وإنَّما هو اسم واحد كما أنَّك لم ترد بثلاثين أن تضعف الثلاث‏الثلاث.
وكذلك لو سمّيته بدجاجاتٍ أو ظريفين أو ظريفاتٍ خفَّفت‏خفَّفت.
فإن سمَّيت رجلاً بدجاجةٍ أو دجاجتين ثقّلت في التحقير لأنَّه حينئذ بمنزلة دراب جرد والهاء بمنزلة جرد والاسم بمنزلة دراب وإنَّما تحقير ماكان من شيئين كتحقير المضاف فدجاجةٌ كدراب جرد ودجاجتين كدراب جردين‏جردين.
باب تحقير ماثبتت زيادته من بنات الثلاثة في التحقير
ذلك نحو‏نحو: تجفافٍ وإصليتٍ ويربوعٍ فتقول‏فتقول: تجفيفيٌ وأصيليتٌ ويريبيعٌ لأنَّك لو كسّرتها للجمع ثبتت هذه الزوائد‏الزوائد.
ومثل ذلك عفريتٌ وملكوتٌ تقول‏تقول: عفيريتٌ لأنَّك تقول‏تقول: عفاريتُ ومليكيتٌ لأنَّك تقول‏تقول: ملاكيتُ وكذلك رعشنٌ لأنَّك تقول‏تقول: رعاشن ومثل ذلك سنبتةٌ لأنك تقول‏تقول: سنابت‏سنابت.
يدلُّك على زيادتها أنَّك تقول‏تقول: سنبةٌ كما تقول‏تقول: عفرٌ فيدلُّك على عفريت أنَّ تاءه زائدة‏زائدة.
وكذلك قرنوةٌ تقول‏تقول: قرينيةٌ لأنَّك لو سّرت قرنوةٍ لقلت‏لقلت: قرانٍ كما تقول في ترقوةٍ‏ترقوةٍ: تراقٍ‏تراقٍ.
وإذا حقَّرت بردرايا أو حولايا قلت‏قلت: بريدرٌ وبريديرٌ وحويلىٌّ لأنَّ هذه ياء ليست حرف تأنيث وإنَّما هي كياء درحايةٍ فكأنك إذا حذفت ألفاً إنَّما تحقّر قوباءً وغوغاءً فيمن صرف‏صرف.
 
[[تصنيف:كتاب سيبويه]]