الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مقدمة ابن الصلاح/النوع الثاني والعشرون»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
 
سطر 8:
}}
 
===النوع الثاني والعشرون‏والعشرون: معرفة المقلوب‏‏المقلوب===
 
هو‏هو نحو حديث مشهور عن سالم جعل عن نافع، ليصير بذلك غريبا مرغوبا فيه‏فيه.
 
وكذلك‏وكذلك: ما روينا أن ‏‏[[البخاري]]‏‏ رضي الله عنه قدم بغداد فاجتمع قبل مجلسه قوم من أصحاب الحديث، وعمدوا إلى مائة حديث، فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ثم حضروا مجلسه وألقوها عليه، فلما فرغوا من إلقاء تلك الأحاديث المقلوبة التفت إليهم، فرد كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، فأذعنوا له بالفضل‏بالفضل.
 
ومن أمثلته، ويصلح مثالا للمعلل‏للمعلل: ما رويناه عن إسحاق بن عيسى الطباع قال‏قال: حدثنا جرير بن حازم، عن ثابت، عن أنس قال‏قال: قال رسول الله {{صل}}: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني‏تروني»‏‏.
 
قال إسحاق بن عيسى‏عيسى: فأتيت حماد بن زيد، فسألته عن الحديث، فقال‏فقال: وهم أبو النضر، إنما كنا جميعا في مجلس ثابت البناني وحجاج بن أبي عثمان معنا، فحدثنا حجاج الصواب‏الصواب: عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه‏أبيه: أن رسول الله {{صل}} قال‏قال: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني‏تروني»‏‏. فظن أبو النضر أنه فيما حدثنا ثابت عن أنس‏أنس.
 
أبو النضر هو جرير بن حازم، والله اعلم‏اعلم.
 
‏‏ ‏‏فصل‏‏ فصل قد وفينا بما سبق الوعد بشرحه من الأنواع الضعيفة والحمد لله، فلننبه الآن على أمور مهمة‏مهمة: أحدها‏أحدها: إذا رأيت حديثا بإسناد ضعيف، فلك أن تقول هذا ضعيف وتعني أنه بذلك الإسناد ضعيف‏ضعيف. وليس لك أن تقول هذا ضعيف، وتعني به ضعف متن الحديث، بناء على مجرد ضعف ذلك الإسناد، فقد يكون مرويا بإسناد آخر صحيح يثبت بمثله الحديث‏الحديث. بل يتوقف جواز ذلك على حكم إمام من أئمة الحديث بأنه لم يروَ بإسناد يثبت به، أو بأنه حديث ضعيف، أو نحو، هذا مفسرا وجه القدح فيه‏فيه. فإن أطلق ولم يفسر، ففيه كلام يأتي إن شاء الله تعالى، فاعلم ذلك فإنه مما يغلط فيه، والله اعلم‏اعلم.
 
الثاني‏الثاني: يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد، ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة، من غير اهتمام ببيان ضعفها، فيما سوى صفات الله تعالى وأحكام الشريعة من الحلال والحرام وغيرهما‏وغيرهما. وذلك كالمواعظ، والقصص، وفضائل الأعمال، وسائر فنون الترغيب والترهيب، وسائر ما لا تعلق له بالأحكام والعقائد، وممن روينا عنه التنصيص على التساهل في نحو ذلك‏ذلك: ‏‏عبدعبد الرحمن بن مهدي‏‏،مهدي، و‏‏و[[أحمد بن حنبل]]‏‏،، رضي الله عنهما‏عنهما.
 
الثالث‏الثالث: إذا أردت رواية الحديث الضعيف بغير إسناد فلا تقل فيه‏فيه: قال رسول الله {{صل}} كذا وكذا، وما أشبه هذا من الألفاظ الجازمة بأنه {{صل}} قال ذلك‏ذلك. وإنما تقول فيه‏فيه: روي عن رسول الله {{صل}} كذا وكذا، أو‏أو: بلغنا عنه كذا وكذا، أو ورد عنه، أو‏أو: جاء عنه، أو‏أو: روى بعضهم، وما أشبه ذلك‏ذلك. وهكذا الحكم فيما تشك في صحته وضعفه، وإنما تقول‏تقول: ‏‏قالقال رسول الله {{صل}}‏‏ فيما ظهر لك صحته بطريقه الذي أوضحناه أولا، والله اعلم‏اعلم.
 
{{مقدمة ابن الصلاح}}