الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الرسالة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع إلى آخر تعديل من قبل Lanhiaze
سطر 299:
ولد سنة خمس وستين وستمائة بدمشق ومات بخليص محرما في ثالث ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة
 
ولقد حكى بعض مشايخنا عنه أنه كان إذا قرأ الحديث ومر به حديث ابن عباس في قصة الرجل الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم{{ص}} فوقصته ناقته وهو محرم فمات الحديث وفيه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا فكان إذا قرأه البرزالي يبكي ويرق قلبه فمات بخليص محرما
 
وفيه يقول الذهبي:
سطر 461:
قال: ورثي بأشعار كثيرة وقصائد مطولة جدا وقد أفرِدت له تراجم كثيرة وصنف في ذلك جماعة من الفضلاء.
 
قال: وبالجملة كان رحمه الله من كبار العلماء ممن يخطىء ويصيب ولكن كان خطأه بالنسبة إلى صوابه كنقطة في بحر لجي وخطأه أيضا مغفور له كما صح في البخاري: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر. فهو مأجور وقال الإمام [[مالك بن أنس]]: كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم{{ص}}. انتهى كلام ابن كثير ملخصا.
 
وقال الحافظ البرزالي في تاريخه:
سطر 558:
:الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
 
:وقفت على هذا التأليف النافع والمجموع الذي هو للمقاصد التي جمع لأجلها جامع فتحققت سعة اطلاع الإمام الذي صنفه وتضلعه من العلوم النافعة بما عظمه من العلماء وشرفه وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين ابن تيمية أشهر من الشمس وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدا كما كان بالأمس ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره وتجنب الإنصاف فما أعظم غلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرجل إلا ما نبه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته مما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين وأشار إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدا شهدها مئات ألوف ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان ببغداد بل أضعاف ذلك لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته وأيضا فجميع من كان ببغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد وكان أمير بغداد خليفة الوقت إذ ذاك في غاية المحبة له والتعظيم بخلاف ابن تيمية فكان أمير البلد حين مات غائبا وكان أكثر من بالبلد من الفقهاء قد تعصبوا عليه حتى مات محبوسا بالقلعة ومع هذا فلم يتخلف عن حضور جنازته والترحم عليه والتأسف إلا ثلاثة أنفس تأخروا خشية على أنفسهم من العامة ومع حضور هذا الجمع العظيم فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته لا بجمع سلطان ولا غيره وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم{{ص}} أنه قال أنتم شهداء الله في الأرض
 
:ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مرارا بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع وعقد له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة وبدمشق ولا يحفظ عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصبين عليه حينئذ من أهل الدولة حتى حبس بالقاهرة ثم بالإسكندرية ومن ذلك فكلهم معترف بسعة علمه وكثرة ورعه وزهده ووصفه بالسخاء والشجاعة وغير ذلك من قيامه في نصرة الإسلام والدعاء إلى الله في السر والعلانية.
سطر 690:
ولقد افتخر قاضي القضاة تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في ترجمة أبيه الشيخ تقي الدين السبكي في ثناء الأئمة عليه بأن الحافظ المزي لم يكتب بخطه لفظة شيخ الإسلام إلا لأبيه وللشيخ تقي الدين ابن تيمية وللشيخ شمس الدين ابن أبي عمر فلولا أن ابن تيمية في غاية العلو في العلم والعمل ما قرن ابن السبكي أباه معه في هذه المنقبة التي نقلها ولو كان ابن تيمية مبتدعا أو زنديقا ما رضي أن يكون أبوه قرينا له
 
نعم قد نسب الشيخ تقي الدين ابن تيمية لأشياء أنكرها عليه معاصروه وانتصب للرد عليه الشيخ تقي الدين السبكي في مسألتي الزيارة والطلاق وأفرد كلا منهما بتصنيف وليس في ذلك ما يقتضي شينه أصلا وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم{{ص}} والسعيد من عدت غلطاته وانحصرت سقطاته.
 
ثم إن الظن بالشيخ تقي الدين أنه لم يصدر منه ذلك تهورا وعدوانا حاشا لله بل لعله لرأي رآه وأقام عليه برهانا ولم نقف إلى الآن بعد التتبع والفحص على شيء من كلامه يقتضي كفره ولا زندقته إنما نقف على رده على أهل البدع والأهواء وغير ذلك مما يدل على براءته وعلو مرتبته في العلم والدين.
 
وتوقير العلماء والكبار وأهل الفضل متعين وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم{{ص}} قال: لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك. انتهى ملخصا والله أعلم.
 
وكتبه الفقير إلى الله صالح بن عمر البلقيني الشافعي في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وثمانمائة