الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل |
ط استرجاع إلى آخر تعديل من قبل 115.84.245.233 وسوم: استرجاع تحرير من المحمول تعديل ويب محمول تعديل المحمول المتقدم |
||
سطر 10:
{{نثر}}
{{بسملة}}
{{عنوان|'''مقدمة'''}}
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. العظمة لك والكبرياء لجلالك، اللهم يا قائم الذات، ويا مفيض الخيرات، واجب الوجود وواهب العقول، وفاطر الأرض
يقول العبد الأصغر زكريا بن محمد بن محمرد القزويني تولاه الله بفضله، وهو من أولاد بعض الغقهاء الذين كانوا موطنين بمدينة قزوين، وينتهي نسبه إلى أنس بن مالك خادم رسول الله {{ص}}: لما حكم الله تعالى ببعد الدار والوطنء ومفارقة الأهل والسكن، أقبلت على مطالعة الكتب على رأي من قال:
{{اقتباس|وخير جليس في الزمان كتابي}}
وكنت مستغرقاً بالنظر في عجائب صنع الله تعالى في مصنوعاته، وغرائب إبداعه في مبدعاته كما أرشد الله سبحانه إليه حيث قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ وليس المراد من النظر تقليب الحدقة ونحوها فإِنْ البهائم تشارك الإنسان فيه، ومن لم ير من السماء إلا زرقتها ومن الأرض إلا غبرتها فهو مشارك للبهائم في ذلك، وأدنى حالاً منه، وأشد غفلة، كما قال تعالى: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ ﴾ إلى أن قال: ﴿ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ﴾ والمراد من هذا النظر التفكر في المعقولات والنظر في المحسوسات والبحث عن حكمتها وتصاريفها ليظهر له حقائقها، فإِنّها سبب اللذات الدنيوية والسعادات الأخروية، ولهذا قال {{ص}}: «أرني الأشياء كما هي » وكلما أمعن النظر فيها ازداد من الله تعالى هداية ويقيناً ونوراً وتحقيقاً، ولهذا قال {{ص}}: «تفكروا في خلق الله» والفكر في المعقولات لا يتأنى إلا لمن له خبرة بالعلوم والرياضات، بعد تحسين الأخلاق وتهذيب النفس، فعند ذلك ينفتح له عين البصيرة ويرى في كل شئ من العجب ما يعجز عن إدراك بعضها، فلو ذكر طرفاً منها لغيره لأنكره، ولله در القائل:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|إني سمعت عجيباً كنت أحسبه|طيفا من النوم أو هجراً من السمر}}
سطر 32:
وسميته '''«عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات»''' ولا بد من ذكر مقدمات أربع في شرح هذه الألفاظ، ليتبين منها مقصود الكتاب، والله الموفق للصواب.
{{عنوان|'''المقدمة الأولى'''}}
إلا أن الإنسان يدركه في زمن صباه عند فقد التجربة ثم تبدو فيه غريزة العقل قليلاً قليلاً وهو مستغرق الهم في قضاء حوائجه وتحصيل شهواته، وقد أنس بمدركاته ومحسوساته، فسقط عن نظره بطول الأنس بهاء فإذا رأى بغتة حيواناً غريباً أو فعلاً خارقاً للعادات انطلق لسانه بالتسبيح ققال: سبحان اللهء وهو يرى طول عمره أشياء تتحيّر فيها عقول العقلاء، وتدهش فيها نفوس الأذكياء، فمن أراد صِحّة أو صدق هذا القول، فلينظر بعين البصيرة إلى هذه الأجسام الرفيعة وسعتها وصلابتها وحفظها من التغيّر والفساد، إلى أن يبلغ الكتاب أجلهء فإن الأرض والهواء والبحار بالإضافة إليها كحلقة ملقاة مي فلاة، قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾.
سطر 49:
ثم إلى امتلائه وانمحاقه، ثم إلى كسوف الشمس وخسوف القمر، ومن العجائب السواد الذي في جرم القمرء فإنّه لم يسمع فيه قول شاف إلى زماننا هذا. وكذلك أي المجرّة وهي البياض الذي يقال له شرج السماء وهو على ذلك يدور بالنسبة إلينا رحوية.
وعجائب
ثم لينظر إلى ما بين السماء والأرض من انقضاض الشهب والغيوم والرعود والبروق والصواعق والامطار والثلوج والرياح المختلفة المهاب وليتأمل السحاب الكثيف المظلم كيف اجتمع في جو صاف لا كدورة فيه، وكيف حمل الماء وتسخر الرياح، فإنّها تتلاعب به وتسوقه إلى المواضع التي أرادها الله تعالى فترش وجه الأرض وترسله قطرات متفاضلة لا تدرك قطرةٌ منها قطرة لصيب وجه الأرض برفق، فلو صبّه صبَاً لأفسد الزرع بخدشه وجه الأرض ويرسلها مقداراً كافياً لا كثيراً زائداً على الحاجةء فيعفن النيات ولا قليلا ناقصاً عن الحاجة، فلا يتم به النمو كما قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ ﴾.
سطر 73:
ثم لينظر إلى أصناف الحيوان وانقسامها إلى ما يطير ويقوم ويمشي، وانقسام الماشي إلى ما يمشي على بطنه، وإلى ما يمشي على رجلين، وإلى ما يمشي على أربع، وإلى أشكالها وألوانها وصورها وأخلاقها وأفعالها ليرى عجائب تدهش منها العقول بل في البقة أو النمل أو العدكبوت أو النحل، فإنُها من ضعاف الحيوانات ليري ما يتحير منه من بنائها البيت وحجمعها الغذاء، وادخارها القوت لوقت الشتاء وحلقها في هندستها ونصبها الشبكة للصيد، ولا من حيوان صغير ولا كبير إلا وفيه من العجائب ما لا يحصى، وإنما سقط التعجب هنا للأنس وكثرة المشاهدة.
وعجائب
{{عنوان|'''المقدمة الثانية'''}}
{{عنوان|'''فصل'''}}
ذكر أهل السير أنه وجد في السفر الأوّل من التوراة أن الله تعالى خلق جوهراً، ثم نظر إليها نظر الهيبة فذاب الجوهر وصعد منه دخان ورسب منه رسوب، فخلق سبحانه من الدخان
ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾. وأحكم جلت قدرته خلق المجموع في سّتة أيام. قال بعض العلماء إن اليوم في اللغة الكون الحادث والأيام ههنا مراتب مصنوعاته لأنَّ قبل الزمان لا يمكن تجدد الزمان من الأيام الستة يوم لمادة الأرض ويوم لصورتها ويوم لمادة السماء ويوم لصورتها ويوم لمكملاتها من الجبال والكواكب والنفوس وغيرها. وقال أيضاً كل ما فوق الأرض فهو سماء في طريق اللغة يقولون: ما علاك فهو سماؤك، وما دون فلك القمر فهو بالنسبة إلى الأفلاك أرض، قال تعالى: ﴿ خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ﴾ يعني سبعاً، فالأوّل كرة النار والثانية كرة الهواء والثالثة كرة الماء والرابعة كرة الأرض وثلاث طبقات ممتزجات بين الأربعة الأولى من النار والهواء والثانية من الهواء والماء والثالثة من الماء والأرض، ثم دبر بعنايته بعد الجماد أمر المعادن الداخلة في الجماد ثم النبات ثم الحيوان، فهذا هو القول الكلي في المخلوقات، وسياتي القول في جرئياتها في مقالتين إن شاء الله تعالى. والله الموفق للصواب.
{{عنوان|'''المقدمة الثالثة'''}}
أو أجرام عنصريةء كل ذلك بقدرة الله تعالى وإرادته. فمن ذلك معجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كانشقاق القمرء
الصخرة الأبرار، فإِن تأثير نفوسهم تتعدّى إلى غير أبدانهم حتى يحدث عنها انفعالات غريبة في العالم فيشفى المريض باستشفائهم وتسقى الأرض باستسقائهم. وربما يحدث الخسف والزلزلة والطوفان والصواعق بدعواتهم، ويصرف الوباء والموتان باستدعائهمء وتبدل لهم نفرة الطيور بالهدو والوقوع وصولة السباع، وشذتها باللين والخضوع. ومنها أخبار الكهنة والكهانة اندرست بمبعث النبي {{ص}} وكانوا يأتون الجاهلية بأمور غريبة زعموا أنْها كانت بواسطة اختلاط نفوسهم بنفوس الجن. ومنها الإصابة بالعين، فإن العائن إذا تعجب من شيء كان تعجبه مهلكاً للمتعجب منه بخاصية لنفسه لا يوقف عليها. ومنها اختصاص بعض النفوس من الفطرة بأمر غريب لا يوجد مثله لغيرها، كما ذكر أنَّ في الهند قوماً إذا اهتموا بشيء اعتزلوا عن الناس وصرفوا همتهم إلى ذلك الشيء، فيقع على وفق اهتمامهم. ومن هذا القبيل ما حكي أن السلطان محموداً غزا بلاد الهندء وكان فيها مدينة كل من قصدها مرض، فسأل عن ذلك، فقالوا: إن عندهم جمعاً من الهند يصرفون هممهم على ذلك، فيقع المرضى على وفق اهتمامهم، فأشار إليه بعض أصحابه بدق الطبول ونفخ البوقات الكثيرة ليشوش همههم ففعلوا ذلك، فزال المرض، واستخلصوا المدينة.
السطر 92 ⟵ 95:
ومن هذا القبيل ما ذكر أن رجلا فيلسوفاً في زمن خوارزم محمد بن شاه جاء من بلاد الهند إلى خراسان فأسلم، وكأن يقال له داناي هند يستخرج طالع كل إنسان أراد حتى جربوه بالطوالع الرصدية. فلم يخط شيئا، وزعم أن ذلك له بواسطة حساب يعرفه، فرفع أمره إلى السلطان، فقال له: هل تقدر على استخراج غير الطوالع؟ قال: نعم، قال: أخبرني عمًا رأيت البارحة في نومي، فرجع إلي نفسه وحسب ثم قال: رأى السلطان أنه في سفينة، وبيده سيف، فقال السلطان: لقد أصاب، لكنًا لا نقنع بهذا القدر لأني على طرف جيحون كثيرآ ما أركب السفينة، والسيف لا يفارقني، فربما قال اتفاقاً، فامتحنه مرّة أخرى فأصاب، فقرّبه من نفسهء وكان يستعين به في أموره.
ومن ذلك أمور سماوية كظهور الكواكب ذوات الأذناب، والتماثيل والشانين،
وانقضاض شهب يستضيء الجو منها. ومنها سقوط جسم من الجو ثقيل كما ذكر الشيخ الرئيس أنه سقط في زمائه بأرض جوزجانان جسم هنأ مثل حبات الجاورش ومنها سقوط ثلج أو يرّد في غير أواله كما حكي عن بعض شيوخ قزرين أنه
أتاهم في زمن ا شحمش برد عظيم كل واحدة على قدر الجوزة؛ ذأهلك كثيراً من
الحيوات والشيات» والمشمش لا يدرك بقزوين إلا في الصيفا. ومتها سقوط أحجار
من الحديد والنحاس في وسط الصسواعق» وذلك يوجد بلاد الترك؛ وريّما يوجد
بأرضص جيلان أيضاً. وحكى أبو الحسن علي بن الأثير الجزري فى اتاريخه؛ أنه نشات
بإفريقية في سنة إحدى عشرة وأربعماثة سحابة شديدة الرعد والبرق؛ فأمطرت سسجارة
�كثيرة وأهلكت كل من أصابته. وأغرب من هذا ما حكاه الجاحظ أنه نشأت سحابة
بأيدج وهي مدينة بين أصبهان وجوزستان سحابة طحبا تكاد تمس رؤوس الناس»
وسمعوا منها كهدير الفحلء ثم إنها دفعت بأشد مطر ثم استسلموا للغرق؛ ثم دقعت
بالشفادع والشبابيط العظام السماث؛ والشبوط نوع من السبك» فأكلوا وملحوا
وادّخروا كثيرا.
{{مصورفقط}}
|