الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أيها الولد»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط استرجاع إلى آخر تعديل من قبل شيماء
وسم: استرجاع
سطر 41:
 
 
أيها الولد لو قرأت العلم مائة سنة ، وجمعت ألف كتاب ، لا تكون مستعدا لرحمة الله إلا بالعمل لقوله تعالى : "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" وقوله تعالى " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا " وقوله "جزاء بما كانوا يكسبون " وقوله "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات" .
لَو قَرَأْتَ العِلْمَ مِائَةَ سَنَةٍ ، وَجَمَعْتَ أَلْفَ كِتَابٍ ، لَا تَكُونُ مُسْتَعِدّاً لِرَحْمَةِ اللهِ إِلا بِالْعَمَلِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ" وَقَوْلِهِ تَعَالَى " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا" وقوله "جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " وقوله " إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّٰتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلً" .
 
أيها الولد ما لم تعمل لن تجد أجرا.
وَمَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ ؟ " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ، وَحَجِّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً"
 
والإِيْمَانُ : قَوْلٌ بِاللِّسَانِ ، وتَصْدِيقٌ بِالجَنَانِ ، و عَمَلٌ بِالأَرْكَانِ.
ودَلِيلُ الأَعْمَالِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى ، وإِنْ كَانَ العَبْدُ يَبْلُغُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى و كَرَمهِ ، لَكِنْ بَعْدَ أَنْ يَسْتَعِدَّ بِطَاعَتِهِ وعِبَادَتِهِ ؛ لأَنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ.
 
قُلْنَا : نَعَمْ. لَكِنْ مَتَى يَبْلُغُ ؟ وَكَمْ مِنْ عَقَبَة كَئُودٍ تَسْتَقْبِلُهُ إِلى أَنْ يَصِل؟.
وأّوَّلُ تِلْكَ العَقَبَاتِ عَقَبَةُ الإِيمَانِ : أَنَّهُ هَلْ يَسْلَمُ مِن السَّلْبِ أم لا؟ . و إِذَا وَصَلَ يَكُونُ جنتيّاً مُفْلِساً.
 
 
وَقَالَ الحَسَنُ البَصرِيُّ رحمه الله : ( يَقَولُ اللهُ تَعَالى لِعِبَادِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ: ادْخُلُوا يَا عِبادِي الجَنَّةَ بِرحْمَتِي و اقْتَسِمُوهَا بِقَدْرِ أَعْمَالِكمْ ).
 
أيها الولد
مَا لَمْ تَعْمَلْ لَمْ تَجِدِ الأَجْرَ.
 
حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبَدَ اللهَ تَعَالَى سَبْعِينَ سَنَةً ، فَأَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَجْلُوَهُ عَلى المَلَائِكَةِ ، فَأَرْسَلَ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكاً يُخْبِرُهُ أَنَّهُ مَعَ تِلْكَ العِبَادَةِ لا يَلِيقُ بِهِ دُخُولُ الجَنَّةِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ قَالَ العَابِدُ : نَحْنُ خُلِقْنَا لِلْعِبَادَةِ ، فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَعْبُدَهُ . فَلَمَّا رَجَعَ المَلَكُ قَالَ اللهُ تَعَالى: مَاذَا قَال عَبْدِي؟ قال : إلهي ، أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ، فَقَالَ اللهُ تَعَالى : إِذَا هُوَ لَمْ يُعْرِضْ عَنْ عِبَادَتِنَا ، فَنَحْنُ – مَعَ الكَرَمِ- لا نُعْرِضُ عَنْهُ، اشْهِدُوا يا مَلَائِكَتي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ.
 
قَالَ رَسُولُ اللهِ {{ص}} : " حَاسبوا أَنْفُسَكُم قَبْلَ أنْ تُحاسَبوا ، وَ زِنُوا أَعْمَالَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا"
 
و قالَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنْهُ : ( مَنْ ظّنَّ أَنَّهُ بِدونِ الجَهْدِ يَصِلُ فَهُوَ مُتَمَنٍّ ، و مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ بِبَذْلِ الجَهدِ يَصِلُ فهو مُسْتَغْنٍ)
 
و قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ : " الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ ، و عَمِلَ لِمَا بَعْدَ الموْتِ . و الأَحْمَقُ من أتْبَعَ نَفْسَهُ هواها و تَمَنَّى عَلَى الله".
 
حكي أن رجلا من بني إسرائيل عبد الله تعالى سبعين سنة ، فأراد الله تعالى أن يجلوه على الملائكة فأرسل الله إليه ملكا يخبره أنه مع تلك العبادة لا يليق به دخول الجنة، فلما بلغه قال العابد : نحن خلقنا للعبادة ، فينبغي لنا أن نعبده . فلما رجع الملك قال الله تعالى: ماذا قال عبدي؟ قال : إلهي ، أنت أعلم بما قال، فقال الله تعالى : إذا هو لم يعرض عن عبادتنا ، فنحن – مع الكرم- لا نعرض عنه، أشهدوا يا ملائكتي أنى قد غفرت له.
 
وقال الحسن رحمه الله: طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب.