الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجموع الفتاوى/المجلد الخامس/سئل شيخ الإسلام ما قول السادة العلماء أئمة الدين في آيات الصفات»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تصليح
"يرفعه" بدل "يرفع"
وسوم: تحرير مرئي تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
 
سطر 29:
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
 
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية؛ فما رأيتها تشفي علىلا ولا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. اقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} <ref name="طه: 5"/> {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} <ref>[فاطر: 10]</ref> واقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} <ref>[الشورى: 11]</ref> {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْما} <ref>[طه: 110]</ref> ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ا ه. ويقول الآخر منهم: لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت في الذي نهوني عنه والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان وها أنا أموت على عقيدة أمي ا ه. ويقول الآخر منهم: أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام. ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف إذا حقق عليهم الأمر: لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر ولم يقعوا من ذلك على عين ولا أثر كيف يكون هؤلاء المحجوبون المفضلون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون: أعلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكم في باب ذاته وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى ومصابيح الدجى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء فضلا عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة - لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته - من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم؟ أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم وأشباههم: أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان وإنما قدمت هذه المقدمة لأن من استقرت هذه المقدمة عنده عرف طريق الهدى أين هو في هذا الباب وغيره وعلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم وإعراضهم عما بعث الله به محمدا {{صل}} من البينات والهدى وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله بإقراره على نفسه وبشهادة الأمة على ذلك وبدلالات كثيرة؛ وليس غرضي واحدا معينا وإنما أصف نوع هؤلاء ونوع هؤلاء. وإذا كان كذلك: فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره وسنة رسوله {{صل}} من أولها إلى آخرها ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الأئمة: مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى هو العلى الأعلى وهو فوق كل شيء وهو على كل شيء وإنه فوق العرش وأنه فوق السماء: مثل قوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُيَرْفَعُه} <ref>[فاطر: من الآية10]</ref> {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} <ref>[آل عمران: من الآية55]</ref> {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} <ref>[الملك: 16]</ref> {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} <ref>[الملك: 17]</ref> {بَلْ رَفَعَهُ الله إِلَيْهِ} <ref>[النساء: من الآية158]</ref> {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} <ref>[المعارج: من الآية4]</ref> {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} <ref>[السجدة: من الآية5]</ref> {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} <ref>[النحل: من الآية 50]</ref> {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} <ref>[لأعراف: من الآية54]</ref> في ستة مواضع {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} <ref name="طه: 5"/> {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} <ref>[غافر: من الآية36]</ref> {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبا} <ref>[غافر: من الآية37]</ref> {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} <ref>[فصلت: من الآية42]</ref> {مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} <ref>[الأنعام: من الآية114]</ref> إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى إلا بكلفة. وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى إلا بالكلفة مثل قصة معراج الرسول {{صل}} إلى ربه ونزول الملائكة من عند الله وصعودها إليه؛ وقوله في الملائكة الذين يتعاقبون فيكم بالليل والنهار: فيخرج الذين باتوا فيكم إلى ربهم فيسألهم وهو أعلم بهم. وفي الصحيح في حديث الخوارج: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء» وفي حديث الرقية الذي رواه [[أبو داود]] وغيره «ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الأرض اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع» قال رسول الله {{صل}} «إذا اشتكى أحد منكم أو اشتكى أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء» وذكره. وقوله في حديث الأوعال «والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما أنتم عليه» رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وقوله في الحديث الصحيح للجارية «أين الله؟» قالت في السماء قال: «من أنا؟» قالت: أنت رسول الله قال: «أعتقها فإنها مؤمنة». وقوله في الحديث الصحيح: «إن الله لما خلق الخلق كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي» وقوله في حديث قبض الروح «حتى يعرج بها إلى السماء التي فيها الله تعالى». وقول عبد الله بن رواحة الذي أنشده للنبي {{صل}} وأقره عليه:
 
شهدت بأن وعد الله حق ** وأن النار مثوى الكافرينا