الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجموع الفتاوى/المجلد السادس/فصل الذين قالوا إن الاسم غير المسمى»

وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع، وبين أن هذه الآية تدل على أن القارئ مأمور أن يقرأ بسم الله، وأنها ليست كسائر القرآن، بل هي تابعة لغيرها، وهنا يقول: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ}<ref>[النمل: 30]</ref> كما كتب سليمان، وكما جاءت به السنة المتواترة، وأجمع المسلمون عليه؛ فينطق بنفس الاسم الذي هو اسم مسمى، لا يقول: بالله الرحمن الرحيم، كما في قوله: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} فإنه يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله ونحو ذلك، وهنا قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} لم يقل: اقرأ اسم ربك، وقوله: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} يقتضي أن يذكره بلسانه.

 

 

وأما التسبيح، فقد قال: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} <ref>[الأحزاب: 42]</ref>، وقال: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} <ref>[الأعلى: 1]</ref>، وقال: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} <ref>[الواقعة: 74، 96]</ref>.