الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجموع الفتاوى/المجلد السادس/فصل في الصفات الاختيارية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
"ثُم" بدل "ثِم"
وسوم: تحرير مرئي تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
 
سطر 59:
لكن لما ظهرت الجهمية النفاة، في أوائل المائة الثانية، بيّن علماء المسلمين ضلالهم وخطأهم، ثم ظهر رَعْنَة <ref>[أي: حماقة. انظر: القاموس، مادة: رعن]</ref> الجهمية في أوائل المائة الثالثة. وامتحن العلماء، الإمام أحمد وغيره، فجردوا الرد على الجهمية وكشف ضلالهم حتى جرد الإمام أحمد الآيات التي من القرآن، تدل على بطلان قولهم، وهي كثيرة جدًا.
 
بل الآيات التي تدل على الصفات الاختيارية التي يسمونها حلول الحوادث كثيرة جدًا، وهذا كقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ} <ref>[الأعراف: 11]</ref>، فهذا بين في أنه إنما أمر الملائكة بالسجود بعد خلق آدم، لم يأمرهم في الأزل، وكذلك قوله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} <ref>[آل عمران: 59]</ref>، فإنما قال له: بعد أن خلقه من تراب، لا في الأزل.
 
وكذلك قوله في قصة موسى: {فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} <ref>[النمل: 8]</ref>، وقال تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا الله رَبُّ الْعَالَمِينَ} <ref>[القصص: 30]</ref>، فهذا بين في أنه إنما ناداه حين جاء لم يكن النداء في الأزل، كما يقوله الكُلاَّبية، يقولون: إن النداء قائم بذات الله في الأزل، وهو لازم لذاته لم يزل ولا يزال مناديًا له، لكنه لما أتى خلق فيه إدراكًا لما كان موجودًا في الأزل.