الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجموع الفتاوى/المجلد السادس/فصل في الإرادة والمحبة والرضا»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
لا ملخص تعديل
وسوم: تحرير مرئي تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 15:
وكذلك في المحبة والرضا، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله} <ref>[آل عمران: 31]</ref>، فإن هذا يدل على أنهم إذا اتبعوه أحبهم الله، فإنه جزم قوله: {يُحْبِبْكُمٍُ} به، فجزمه جوابًا للأمر، وهو في معنى الشرط، فتقديره: إن تتبعوني يحببكم الله. ومعلوم أن جواب الشرط والأمر إنما يكون بعده لا قبله، فمحبة الله لهم إنما تكون بعد اتباعهم للرسول، والمنازعون: منهم من يقول: ما ثم محبة بل المراد ثوابًا مخلوقًا، ومنهم من يقول: بل ثم محبة قديمة أزلية إما الإرادة وإما غيرها، والقرآن يدل على قول السلف أئمة السنة المخالفين للقولين.
 
وكذلك قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ الله وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} <ref>[محمد: 28]</ref>، فإنه يدل على أن أعمالهم أسخطته، فهي سبب لسخطه، وسخطه عليهم بعد الأعمال، لا قبلها، وكذلك قوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} <ref>[الزخرف: 55]</ref>، وكذلك قوله: {نإن تَكْفُرُوا فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} <ref>[الزمر: 7]</ref>، علق الرضا بشكرهم وجعله مجزومًا جزاءً له، وجزاء الشرط لا يكون إلا بعده.
 
وكذلك قوله: {إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} <ref>[البقرة: 222]</ref>، و{يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} <ref>[آل عمران: 76]</ref>، و{يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} <ref>[المائدة: 42]</ref>، و{يٍحٌبٍَ بَّذٌينّ يٍقّاتٌلٍونّ فٌي سّبٌيلٌهٌ صّفَْا} <ref>[الصف: 4]</ref>، ونحو ذلك، فإنه يدل على أن المحبة بسبب هذه الأعمال، وهى جزاء لها، والجزاء إنما يكون بعد العمل والمسبب.